Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كره

كور

Entries on كور in 17 Arabic dictionaries by the authors Abu Ḥayyān al-Gharnāṭī, Tuḥfat al-Arīb bi-mā fī l-Qurʾān min al-Gharīb, Muḥammad al-Fattinī, Majmaʿ Biḥār al-Anwār fī Gharāʾib al-Tanzīl wa Laṭāʾif al-Akhbār, Al-Zamakhsharī, Asās al-Balāgha, and 14 more
كور: {كورت}: أذهب ضوءها وقيل: لفت كما تلف العمامة. {يكور}: يدخل هذا على هذا. وأصله الجمع والكف، ومنه كور العمامة.
(ك و ر) : (كَارَ) الْعِمَامَةَ وَكَوَّرَهَا أَدَارَهَا عَلَى رَأْسِهِ وَهَذِهِ الْعِمَامَةُ عَشَرَةُ (أَكْوَارٍ) وَعِشْرُونَ (كَوْرًا) (كُورُ الْحَدَّادِ) مَوْقِدُ النَّارِ مِنْ الطِّينِ (وَالْكِيرُ) زِقُّهُ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ وَالْكُوَّارَةُ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ عَنْ الْغُورِيِّ مَعْسَلُ النَّحْلِ إذَا سُوِّيَ مِنْ طِينٍ وَفِي التَّهْذِيبِ الْعَمِيرَةُ كُوَارَةُ النَّحْلِ وَكُوَارَةٌ مُخَفَّفَةٌ وَفِي بَابِ الْكَافِ الْكِوَارُ (وَالْكِوَارَةُ) هَكَذَا مُقَيَّدَانِ بِالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ تَشْدِيدٍ شَيْءٌ كَالْقِرْطَالَةِ يُتَّخَذُ مِنْ قُضْبَانٍ ضَيِّقُ الرَّأْسِ إلَّا أَنَّهُ يُتَّخَذُ لِلنَّحْلِ (وَكَارَةُ) الْقَصَّارِ مَا يُجْمَعُ مِنْ الثِّيَابِ فِي وَاحِدٍ.

كور


كارى

[كَارِىٌّ?] i. q. غَرِيبٌ, applied to a man. (AA, in TA, voce غَرِيبٌ.)
ك و ر

كار العمامة وكوّرها، وهذه العمامة عشرة أكوار وعشرون كوراً. واتخذ القين كوراً وكيراً: موقداً للنار وزقاً للنفخ. والنحل في اعلكوّارة وهي الخليّة. وكوّرت المتاع: وضعت بعضه على بعض. وحمل على ظهره كارةً من الثياب، وهذه كارةٌ من كارات القصار. وطعنه فكوّره: صرعه. وتكوّر الجبل: سقط، واشترى جملاً بكوره، وجالاً بأكوارها وكيرانها. ودخلت كورة من كور خراسان. " ونعوذ بالله من الحور بعد الكور " وهو الزيادة.
كور
كَوْرُ الشيءِ: إدارته وضمّ بعضه إلى بعض، كَكَوْرِ العمامةِ، وقوله تعالى: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ
[الزمر/ 5] فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما. وطعنه فَكَوَّرَهُ: إذا ألقاه مجتمعا ، واكْتَارَ الفَرَسُ: إذا أدار ذنبه في عدوه، وقيل لإبل كثيرة: كَوْرٌ، وكَوَّارَةُ النّحل معروفة. والْكُورُ: الرّحلُ، وقيل لكلّ مصر:
كُورَةٌ، وهي البقعة التي يجتمع فيها قرى ومحالّ.
[كور] فيه: يتعوذ من الخور بعد "الكور"، أي من النقصان بعد الزيادة، وكأنه من تكوير العمامة، وهو لفها وجمعها، ويروى بنون. وفي ح زرع الجنة: فيبادر الطرف نباته واستحصاده و"تكويره"، أي جمعه. ومنه: يجاء بالشمس والقمر ثورين "يكوران" في النار، أي يلفان ويجمعان ويلقيان فيها، ويروى بنون وهو تصحيف. ط: هو من التكوير- بمعنى اللف والجمع، أي يلف ضوءهما فيذهب انبساطهما في الآفاق، أو بمعنى الرفع لأن الثوب إذا طوى رفع، أو بمعنى الإلقاء، أي يلقيان من فلكهما لما روى: يكوران في النار، وذا ليعذب من عبدهما لا هما. ج: "يكوران" يوم القيامة، والمراد أن السماوات والأرض يجمعان ويلفان كما يلف العمامة. غ: "يكور" الليل على النهار، أي يدخل هذا على هذا. ج: إذا الشمس "كورت"، أي يلف ضوءها، فيذهب استنارته، وذا عبارة عن إزالتها. نه: وفيه: "بأكوار" هي جمع كور بالضم، وهو رحل الناقة بأداته، ومن فتح الكاف أخطأ. ج: ومنه: لا أركب "الكور"، أي سرج البعير. نه: فيه: ليس فيما يخرج "أكوار" النحل صدقة، هو جمع كورة بالضم، وهو بيت النحل والزنابير والكوار والكوارة شيء يتخذ من القضبان للنحل يعسل فيه. أي ليس في العسل صدقة. ج: لعلكن من "الكورة" هو اسم يقع على جهة الأرض مخصوصة كالشام والعراق وفلسطين ونحوه. ك: أخرج الشيء من "الكورة"- بضم كاف: الناحية والمدينة.
ك و ر: (كَارَ) الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ أَيْ لَاثَهَا وَبَابُهُ قَالَ. وَكُلُّ دَوْرٍ (كَوْرٌ) . وَ (الْكُورُ) بِالضَّمِّ الرَّحْلُ بِأَدَاتِهِ وَالْجَمْعُ (أَكْوَارٌ) وَ (كِيرَانٌ) . وَ (الْكُورُ) أَيْضًا كُورُ الْحَدَّادِ الْمَبْنِيُّ مِنَ الطِّينِ. وَ (كُوَّارَةُ) النَّحْلِ عَسَلُهَا فِي الشَّمْعِ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (الْكُوَّارُ) وَ (الْكُوَّارَةُ)
شَيْءٌ كَالْقِرْطَالَةِ يُتَّخَذُ مِنْ قُضْبَانٍ ضَيِّقِ الرَّأْسِ لِلنَّحْلِ. وَفِي الْمُغْرِبِ: الْكُوَّارَةُ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ مُعَسَّلُ النَّحْلِ إِذَا سُوِّيَ مِنَ الطِّينِ. وَ (الْكُورَةُ) بِوَزْنِ الصُّورَةِ الْمَدِينَةُ وَالصُّقْعُ وَالْجَمْعُ (كُوَرٌ) . وَ (الْكَارَةُ) مَا يُحْمَلُ عَلَى الظَّهْرِ مِنَ الثِّيَابِ. وَ (تَكْوِيرُ) الْمَتَاعِ جَمْعُهُ وَشَدُّهُ. وَتَكْوِيرُ الْعِمَامَةِ كَوْرُهَا. وَتَكْوِيرُ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ تَغْشِيَتُهُ إِيَّاهُ. وَقِيلَ: زِيَادَتُهُ فِي هَذَا مِنْ ذَاكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: غُوِّرَتْ. وَقَالَ قَتَادَةُ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كُوِّرَتْ مِثْلُ تَكْوِيرِ الْعِمَامَةِ تُلَفُّ فَتُمْحَى. 
ك و ر : كَارَ الرَّجُلُ الْعِمَامَةَ كَوْرًا مِنْ بَابِ قَالَ أَدَارَهَا عَلَى رَأْسِهِ وَكُلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ أَكْوَارٌ مِثْلُ ثَوْبٍ وَأَثْوَابٍ وَكَوَّرَهَا بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَمِنْهُ يُقَالُ كَوَّرْتُ الشَّيْءَ إذَا لَفَفْتَهُ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِدَارَةِ وقَوْله تَعَالَى {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] الْمُرَادُ بِهِ طُوِيَتْ كَطَيِّ السِّجِلِّ وَالْكَوْرُ مِثْلُ قَوْلٍ أَيْضًا الزِّيَادَةُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ أَيْ مِنْ النَّقْصِ بَعْدَ الزِّيَادَةِ وَيُرْوَى بَعْدَ الْكَوْنِ بِالنُّونِ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَيُقَالُ هُوَ الرُّجُوعُ مِنْ الطَّاعَةِ إلَى الْمَعْصِيَةِ.

وَالْكُورُ بِالضَّمِّ الرَّحْلُ بِأَدَاتِهِ وَالْجَمْعُ أَكْوَارٌ وَكِيرَانٌ وَالْكُورُ لِلْحَدَّادِ الْمَبْنِيُّ مِنْ الطِّينِ مُعَرَّبٌ.

وَالْكُورَةُ الصُّقْعُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْجَمْعُ كُوَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَكُوَارَةُ النَّحْلِ بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلُ لُغَةٌ عَسَلُهَا فِي الشَّمْعِ وَقِيلَ بَيْتُهَا إذَا كَانَ
فِيهِ الْعَسَلُ وَقِيلَ هُوَ الْخَلِيَّةُ وَكَسْرُ الْكَافِ مَعَ التَّخْفِيفِ لُغَةٌ.

وَالْكَارَةُ مِنْ الثِّيَابِ مَا يُجْمَعُ وَيُشَدُّ وَالْجَمْعُ كَارَاتٌ وَطَعَنَهُ فَكَوَّرَهُ أَيْ أَلْقَاهُ مُجْتَمِعًا. 
[كور] كارَ العِمامَةَ على رأسه يَكورُها كَوْراً، أي لاثَها. وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ. وقولهم: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، أي من النقصان بعد الزيادة. والكَوْرُ أيضاً: الجماعة الكثيرة من الإبل. يقال: على فلانٍ كَوْرٌ من الإبل. وجعله أبو ذؤيب في البقر أيضا فقال: ولا مشب من الثِيرانِ أفْرَده * عن كَوْرِهِ كَثْرَةُ الإغْراءِ والطَرَدُ - والكورُ بالضم: الرَحْلُ بأداته، والجمع أكْوارٌ وكيرانٌ. والكورُ أيضاً: كورُ الحداد المبنيُّ من الطين والكورُ أيضاً: موضعُ الزنابير. وكوارة النحل: عسلها في الشَمَع. والكورَةُ: المدينة، والصُقْعُ والجمع كُوَرٌ. والكارَةُ: ما يُحمل على الظَهر من الثياب. وتَكْويرُ المتاعِ: جمعه وشدُّه. ويقال: طعنه فكَوَّرَهُ، أي ألقاه مجتمعاً. وأنشد أبو عبيدة: ضَربناه أُمَّ الرأس والنَقْعُ ساطِعٌ * فَخَرَّ صريعاً لليدينِ مكَوَّرا - وكَوَّرْتُهُ فتَكَوَّرَ، أي سقط. قال: أبو كَبير الهذلي: مُتَكَوِّرينَ على المعاري بينهم * ضربٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الاثجل - وتكوير العمامة: كورها. وتكوير الليلِ على النهار: تَغْشِيَته إيَّاه، ويقال زيادةُ هذا من ذاك. وقوله تعالى:

(إذا الشمسُ كُوِّرَتْ) * قال ابن عبّاس رضي الله عنه: غُوِّرَتْ. وقال قتادة: ذهب ضوؤها. وقال أبو عبيدة: كُوِّرَتْ مثل تَكْويرِ العمامةِ تُلَفُّ فتمحى. والتَكَوُّرُ: التقطُّر والتشمُّر. واكَتارَ الفرسُ: رفع ذَنَبَه في حُضْرِهِ. وربَّما قالوا: كارَ الرجلُ، إذا أسرع في مشيته، حكاه ابن دريد. ورجل مكورى ، أي لئيم. قال أبو بكر ابن السرَّاج: هو العظيم روثَةِ الأنفِ، مأخوذٌ من كَوَّرَهُ إذا جمعه. قال: وهو مفعلى بتشديد اللام، لان فعللى لم يجئ. قال: وقد تحذف الالف فيقال مكور .
كور
الكُوْرُ: كِيْرُ الحَدّادِ الذي يُحْمى فيه الحَدِيدُ. والرَّحْلُ، والجميع الأكْوَارُ. والمَكْوَرُ والمُكْورُّ: مَوْضِعُ الكُوْرِ من البَعِيرِ وهو وَسَطُه.
والكُوْرَةُ: من كُورِ البُلْدانِ.
والكَوْرُ: لَوْثُ العِمَامَةِ وإدَارَتُها على الرَّأْس، يُقال: كَوَّرْتُها تَكْوِيراً. والكوّارَةُ: لَوْثٌ تَلْتَاثُه المَرْأةُ بخِمارِها.
والكَوّارَةُ: تُتَخَذُ من قُضْبَانٍ ضَيقَةِ الرأْس للنَّحْلِ.
والكَوْرُ: القَطِيْعُ الضَّخْمُ من الإِبل. وصِوَارُ الوَحْش. والزِّيَادَةُ، من قَوْله: " أعُوذُ باللَّهِ من الحَوْرِ بعد الكَوْر ".
وكُلُّ إنسانٍ على كَوْرِه: أي على جَدِيْلَتِه وشاكِلَتِه.
والاكْتِيَارُ في الصَّرَاع: أنْ يُصْرَعَ بَعْضُه على بَعْض.
وقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وجَل: " إذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ " أي ذَهَبَ ضَوْؤها، وقيل: سَقَطَتْ. وقوله: " يُكَوِّرُ اللَّيْلَ على النَّهَار "، أي يُغَشِّي اللَّيْلَ النَّهارَ.
وتَكَوَّرَ القَوْمُ: صُرِعُوا.
وكارَةُ القَصّارِ: سُمِّيَتْ لجَمْع الثِّيابِ وتَكْوِيْرِها.
والكارُ: سُفُن مُنْحَدِرَةٌ فيها طَعَامٌ في مَوْضِع واحِدٍ.
وكُرْتُ الكارَةَ على ظَهْري: أي جَمَعْتها.
وكُرْتُ الأرْضَ كَوْراً: أي حَفَرْتها.
وكَوَّرَ الرَّجُلُ عِمَامَتَه: رَمى بَعْضَها على بَعْضٍ.
واكْتَارَ الرَّجُلَ يَشْتِمُه ويُقاتِلُه. وهو مُكْتَارٌ لي: كأنَّه مُنْتَصِبٌ له.
وأكرْتُ على الرَّجُل إكارَةً: إذا اسْتَذْلَلْتَه واسْتَضْعَفْتَه.
ومَر فلان مُكْتاراً بذَنَبه: إذا جاءَ مادّاً ذَنَبَه تَحْتَ عَجُزِه.
والفَرَسُ يَكْتَارُ عند العَدْوِ، والاكْتِيَارُ: رَفْعُ الذَّنَبِ.
والإِكَارَةُ والإِحالَةُ: تَغَيُّرٌ عن العَهْدِ بَعْدَ المُصَافاةِ. وهو - أيضاً -: من الضَّرْبِ والاسْتِضْعَاف.
وكارَ الرَّجُلُ يَكُوْرُ كَوْراً واسْتَكَارَ اسْتِكارَةً: إذا أسْرَعَ مَشْيه.
ودارَةُ الأكْوارِ: في مُلْتَقى دارِ بَني رَبيْعَةَ بن عُقَيْل ودار نَهِيْكٍ والأكْوَارُ: جِبَالٌ هناك.
كور: كوّر: دوّر، أعطى الشيء دائرياً، أو كروياً أو أسطوانياً أو مستديراً أو لجعل منه كرة (فوك: انظر مادة Pilota, Pila) ( الكالا: Redondear التي يمكن أن تشمل قوّر). تكوير: ضد تربيع (مقدمة ابن خلدون 283:2، 18).
تكوير: استدارة (بوشر)؛ (في معجم المنصوري انظر في مادة زلابية: كوّر على قدر العنّاب) (في رياض النفوس 94: وهو يبطن حائطاً في داره بالطين وزوجته تكور له الطين بيديها وتناوله إياها يملّس به الحائط). كوّر الحساب: تكوير الحساب عند الكتاب لجمع متفرقاته في جملة واحدة (محيط المحيط) كورة: إقليم. التجمع في إقليم واحد (معجم البلاذري).
تكورت: هي بالسريانية أي سخنت (باين سميث 1711).
تكوّر: استدار كالكرة (فوك، بوسييه).
كَوْر: استدارة (الكالا): Ronda la obra del rondar ولكنها، بهذا المعنى، قد تعني كلمة قَور.
كور وجمعها أكوار: فرن (بوشر، همبرت 85، المقري 416:2، 3). فرن الزّجاج، مصهر الحديد، مسبك (همبرت 85) كور الحدّاد، مصهر (بوشر).
كور: بمعنى خلية وقفير؛ وقد وردت في (ألف ليلة 339:5) على سبيل المجاز.
ثقب كورها: ثقب قفيرها، أزال بكارتها وللرجل خصاه.
كور وجمعها أكوار: من اصطلاحات الهندسية العمارية (مملوك 1:2، 267) وقد ترجمها (كاترمير) بكلمة طنبور. كور- الطاحون الذي يحط به الحنطة (المفرض تحطّ أو توضع- المترجم) (باين سميث 1714)؛ انظر الكلمة في مادة قطيب.
كور- (المستعيني): وهو صمغ شجرة تكون في بلاد العرب وهو صنفان صقلي وعربي والصقلّي اشد سواداً (ابن البيطار الجزء الرابع ص162). كارة: هي أقصى ما يستطيع الإنسان أن يحمله على ظهره (انظر بُشتواره عند فولرز) أو على رأسه (كليلة ودمنة 1: 261: (كان يحمل على رأسه كارة من العدس). حمل، ثقل، عبء، إصر. ومن هنا ذكر (القاموس) إن الكارة هي كمية معينة من الحنطة، أو الطحين وتسمى، في مصر، جملة.
في بغداد هناك مثل من الأمثلة السائرة وكارتي بعُد في العيار: أي مهمتي لم تنته بعدُ وحين يتعلق الأمر بشخص معين يعني المثل: لا تزال علاقتي معه متصلة أو لم أستطع أن أنفصل بعد عنه؛ (انظر ابن خلكان 94:9، 9، 12:2) (حيث ينبغي أن تضع كلمة كارة موضع كادة حيثما وجدت) وبحَسَب (المقاديسي 1: 145) الكارة في بلاد الرافدين هي مكيال من 240 رطلاً وفي بغداد= أربعة أقفزة (جمع قفيز) = 16 مكوك (من 15 رطلاً).
كارة: مقدار كبير من الثياب العتيقة أو من الأمتعة أو الأسمال (محيط المحيط).
كارة: ومنه الكارة عند المولدين لشبه مخدة مستديرة يجعل عليها الرغيف بعد بسطه ولزق في حائط التنور ج كارات (محيط المحيط).
الكارات إذا لن اكن مخطئاً، هي نوع من سلال الخبز، كما يدّعي خبازونا، توضع عليها قطع العجين وتصف قريباً من الفرن كارة: قالب لصنع القرميد (بار علي 4786، باين سميث 1776).
كارة: حقيبة (ألف ليلة وليلة 544:4، 8) (وهي بمعنى Bag الإنكليزية عند لين).
كورة كُوَر= كرة الملعب (بوشر) قنبلة (هلو) ويذكر (المقري 204:2، 20): كوَر من الكوسكوسو.
لعب الكورة: لعبة الكرة. تنس (بوشر).
كورة .. في مصر: قناة، بنت هوى، عاهر (معجم فليشر، ألف ليلة 1، 86، 87، 419).
كورة: نوع من أنواع القمصان الخارجية (البلوزات) الفضفاضة ترتديه نساء الطوارق وأولادهن وهن يلبسن منه ثلاثة قمصان واحداً فوق الآخر وخمسة في الأسفار ويسميه السيد (كاريت في كتابه بحث الجغرافيا 110) شعرية وهو إما قماش واحد اللون أو أسود ضارب إلى الزرقة.
كوري: دائري (أماري 159، الملاحظة الأولى والثانية). كوار انظر كوارة.
كُوارة: خلية والجمع كوائر (محيط المحيط، ابن البيطار 1، 50: كوائر النحل).
كوارة: وعاء من الطين يذخر فيها طحين والحنطة ونحوها، لها شكل الخلية لأن أسفلها واسع وتضيق باتجاه الأعلى (وقد أورد فليشر في معجمه وباين سميث 1714 و1806 كلمة كوار وكذلك محيط المحيط الذي عدّها من كلام المولّدين ص797).
كوارة: مردن، حلالة، مسلكة، مكبّ (وصف مصر 18 قسم 280:2).
كوارة: قلنسوة، تاج، تاج البابا. كوكبة النجوم (دورن 1: 44).
كويرة: كرة. رصاصة. حزمة. كبة غزل، لفيفة. كتلة مَدْبَسة. مُغرز الإبر (الكالا: وبالأسبانية Pelata Pequena) .
كويرة العلم: فلك (رولاند).
كوّار: بطيخ أحمر، رقيّ. (دومب 71).
مكوّر: كرنب (ملفوف) متلاصق الأوراق (دومب 71).
مكوّر: مثل معَمَّم (انظر الكلمة)، العالم، العالِم الديني، والقاضي خاصةً، رجل القانون لأن هؤلاء فقط يلبسون عِمامة في الأندلس (عباد 220:1، 4. وانظر 82:3).
(ك ور)

الكُور: الرَّحْل، وَالْجمع: أكوار، وأكْوُر، قَالَ:

اناخ برمل الكَوْمَحَين إناخة ال ... يمانيّ قِلاَصاً حَطَّ عنهنَّ أكْوُرا

وَالْكثير: كِيران، وكُؤور، قَالَ كثيِّر عزة:

على جِلَّة كالهَضْب تختال فِي البُرَى ... فأحمالُها مَقْصُورَة وكؤُورها

وَهَذَا نَادِر فِي المعتل من هَذَا الْبناء، وَإِنَّمَا بَابه الصَّحِيح مِنْهُ؛ كبنود وجنود.

وَقَول خَالِد بن زُهَيْر الْهُذلِيّ:

نشأتُ عَسِيرا لم تُدَيَّثُ عَرِيكتي ... وَلم يستقرَّ فَوق ظهريَ كورها اسْتعَار الكُور لتذليل نَفسه؛ إِذْ كَانَ الكُور مِمَّا يذلل بِهِ الْبَعِير ويوطأ وَلَا كور هُنَاكَ.

وكُور الْحداد: الَّذِي فِيهِ الْجَمْر وَهُوَ مَبْنِيّ من طين.

والكُور من الْإِبِل: القطيع الضخم، قيل: هِيَ مائَة وَخَمْسُونَ، وَقيل مِائَتَان وَأكْثر.

والكَوْر: القطيع من الْبَقر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وَلَا شَبُوبٌ من الثّيران أفرده ... من كَوْره كثرةُ الإغراء والطَّرَدُ

وَالْجمع مِنْهُمَا: أكوار.

والكَوْر: الزِّيَادَة.

وكار الْعِمَامَة على الرَّأْس كَوْرا: لاثها عَلَيْهِ وادارها، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وصُرَّادُ غَيْم لَا يزَال كَأَنَّهُ ... مُلاَءٌ بأشراف الْجبَال مَكُورُ

وَكَذَلِكَ: كَوَّرها.

والمِكْور والمِكْوَرة، والكِوَارة: الْعِمَامَة.

وَقَوْلهمْ: نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْر بعد الكَوْر، قيل: الْحور: النُّقْصَان وَالرُّجُوع، والكَوْر: الزِّيَادَة.

وَقيل: الكَوْر: تكوير الْعِمَامَة، والحَوْر: نقضهَا.

وَقيل: مَعْنَاهُ: نَعُوذ بِاللَّه من الرُّجُوع بعد الاسْتقَامَة وَالنُّقْصَان بعد الزِّيَادَة.

والكِوَارة: لوث تلتاثه الْمَرْأَة على رَأسهَا، وَهُوَ ضرب من الْخمْرَة.

وَقَوله أنْشدهُ الْأَصْمَعِي لبَعض الأغفال:

جافية مَعْوَى مَلاَثِ الكَوْر

يجوز أَن يَعْنِي: مَوضِع كَوْر الْعِمَامَة.

والكِوَار، والكِوَارة: شَيْء يتَّخذ للنحل من القضبان، وَهُوَ ضيق الرَّأْس.

وتكوير اللَّيْل وَالنَّهَار: أَن يلْحق أَحدهمَا بِالْآخرِ.

وَقيل: تكوير اللَّيْل وَالنَّهَار: تغشية كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.

وَقيل: إِدْخَال كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي صَاحبه والمعاني مُتَقَارِبَة. وكُوِّرت الشَّمْس: جمع ضوؤها ولف كَمَا تلف الْعِمَامَة، وَفِي التَّنْزِيل: (إِذا الشَّمْسُ كُورَت) . وَقيل: معنى كُوِّرت: عُوِّرت، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: كُوْر بِكَرْ.

والكُوْرة من الْبلدَانِ: المخلاف، وَهِي الْقرْيَة من قرى الْيمن. قَالَ ابْن دُرَيْد " لَا احسبه عَرَبيا.

والكارة: الْحَال الَّذِي يحملهُ الرجل على ظَهره.

وَقد كَارِهًا كَوْرا، واستكارها.

والكارة: عَلَم الثِّيَاب، وَهُوَ مِنْهُ.

وكارة القصَّار: من ذَلِك سميت بِهِ؛ لِأَنَّهُ يكَور ثِيَابه فِي ثوب وَاحِد ويحملها.

والكار: سفن منحدرة فِيهَا طَعَام فِي مَوضِع وَاحِد.

وضربه فكوَّره: أَي صرعه.

وَقد تكوَّر هُوَ، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:

متكوّرين على المَعَارِي بَينهم ... ضَرْبٌ كتَعطاط المَزَاد الأنجلِ

وَقيل: التكوير: الصَّرْع، ضربه أَو لم يضْربهُ. والاكتيار: صرع الشَّيْء بعضه على بعض.

وكار الرجل فِي مشيته كَوْرا، واستكار: أسْرع.

واكتار الْفرس: رفع ذَنبه فِي عدوه.

واكتارت النَّاقة: شالت بذنبها عِنْد اللقَاح. وَإِنَّمَا حملنَا مَا جهل تصريفه من هَذَا الْبَاب على الْوَاو؛ لِأَن الْألف فِيهِ عين، وانقلاب الْألف عَن الْوَاو عينا أَكثر من انقلابها عَن الْيَاء.

والكُوَّرات: الحلايا الْأَهْلِيَّة، عَن أبي حنيفَة.

قَالَ: هُوَ الكوائر أَيْضا، على مِثَال الكواعر.

وَعِنْدِي: أَن الكوائر لَيْسَ جمع: كُوَّارة وَإِنَّمَا هُوَ جمع: كُوّرة فَافْهَم.

وكُرْت الأَرْض كَوْرا: حفرتها.

وكُور، وكُوَيْر، والكَوْر: جبال مَعْرُوفَة، قَالَ الرَّاعِي: وَفِي يَدُومَ إِذا اغبرَّتْ مناكبُه ... وذِروة الكَوْر عَن مَرْوان معتَزِلُ

ودارة الكَوْر، بِفَتْح الْكَاف: مَوضِع، عَن كرَاع.

والمَكْوَرَّي: الْقصير العريض.

والمَكْوَرَّي: الروثة الْعَظِيمَة، وَجعلهَا سِيبَوَيْهٍ صفة، فَسرهَا السيرافي: بِأَنَّهُ الْعَظِيم رَوْثَة الْأنف، وَكسر الْمِيم فِيهِ لُغَة.

وَالْأُنْثَى فِي كل ذَلِك بِالْهَاءِ، قَالَ كرَاع: وَلَا نَظِير لَهُ.

وَرجل مَكْوَرّ: فَاحش مكثار، عَنهُ وَلَا نَظِير لَهُ أَيْضا.

كور: الكُورُ، بالضم: الرحل، وقيل: الرحل بأَداته، والجمع أَكْوار

وأَكْوُرٌ؛ قال:

أَناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْـ

ـيَماني قِلاصاً، حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا

والكثير كُورانٌ وكُؤُور؛ قال كُثَيِّر عَزَّة:

على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ في البُرى،

فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ وكُؤُورُها

قال ابن سيده: وهذا نادر في المعتل من هذا البناء وإِنما بابه الصحيح

منه كبُنُودٍ وجُنُودٍ. وفي حديث طَهْفَة: بأَكْوارِ المَيسِ تَرْتَمِي

بنا العِيسُ؛ الأَكْوارُ جمع كُورٍ، بالضم،وهو رَحْل الناقة بأَداته، وهو

كالسَّرْج وآلتِه للفرس، وقد تكرّر في الحديث مفرداً ومجموعاً؛ قال ابن

الأَثير: وكثير من الناس يفتح الكاف، وهو خطأ؛ وقول خالد بن زهير

الهذلي:نَشَأْتُ عَسِيراً لم تُدَيَّثْ عَرِيكَتي،

ولم يَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِيَ كُورُها

استعار الكُورَ لتذليل نفسه إِذ كان الكُورُ مما يذلل به البعير

ويُوَطَّأُ ولا كُورَ هنالك. ويقال للكُورِ، وهو الرحل: المَكْوَرُ، وهو

المُكْوَرُّ، إِذا فتحت الميم خففت الراء، وإِذا ثقلت الراء ضممت الميم؛ وأَنشد

قول الشاعر:

قِلاص يَمانٍ حَطَّ عنهن مَكْوَرا

فخفف، وأَنشد الأَصمعي:

كأَنّ في الحََبْلَيْنِ من مُكْوَرِّه

مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لضَرِّهِ

وكُورُ الحَدَّاد: الذي فيه الجَمْر وتُوقَدُ فيه النار وهو مبنيّ من

طين، ويقال: هو الزِّقُّ أَيضاً. والكَوْرُ: الإِبل الكثيرة العظيمة.

ويقال: على فلان كَوْرٌ من الإِبل، والكَوْرُ من الإِبل: العَطيِعُ الضَّخْم،

وقيل: هي مائة وخمسون، وقيل: مائتان وأَكثر. والكَوْرُ: القطيع من البقر؛

قال ذؤيب:

ولا شَبُوبَ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه،

من كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغْراءِ والطَّرَدُ

والجمع منهما أَكْوار؛ قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري:

ولا مُشِبَّ من الثِّيرانِ أَفْرَده،

عن كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغراءِ والطَّرَدِ

بكسر الدال، قال: وصوابه: والطردُ، برفع الدال؛ وأَول القصيدة:

تالله يَبْقى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ،

جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ، سِنُّه غَرِدُ

يقول: تالله لا يبقى على الأَيَّام مُبْتَقِلٌ أَي الذي يَرْعى البقل.

والجَوْنُ: الأَسْوَدُ. والسَّراةُ: الظَّهْر. وغَرِدٌ: مُصَوِّتٌ. ولا

مُشِبَّ من الثيران: وهو المُسِنّ أَفرده عن جماعته إِغراءُ الكلب به

وطَرَدُه. والكَوْرُ: الزيادة. الليث: الكَوْرُ لَوْثُ العمامة يعني إِدارتها

على الرأْس، وقد كَوَّرْتُها تَكْوِيراً . وقال النضر: كل دارة من العمامة

كَوْرٌ، وكل دَوْرٍ كَوْرٌ. وتكْوِيرُ العمامة: كَوْرُها. وكارَ

العِمامَةَ على الرأْس يَكُورُها كَوْراً: لاثَها عليه وأَدارها؛ قال أَبو

ذؤيب:وصُرَّادِ غَيْمٍ لا يزالُ، كأَنه

مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ

وكذلك كَوَّرَها. والمِكْوَرُ والمِكْوَرَةُ والكِوارَةُ: العمامةُ.

وقولهم: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، قيل: الحَوْرُ النقصان والرجوع،

والكَوْرُ: الزيادة، أُخذ من كَوْرِ العمامة؛ يقول: قد تغيرت حاله

وانتقضت كما ينتقض كَوْرُ العمامة بعد الشدّ، وكل هذا قريب بعضه من بعض، وقيل:

الكَوْرُ تَكْوِيرُ العمامة والحَوْرُ نَقْضُها، وقيل: معناه نعوذ بالله

من الرجوع بعد الاستقامة والنقصان بعد الزيادة. وروي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه كان يتعوّذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ أَي من النقصان بعد

الزيادة، وهو من تَكْوِير العمامة، وهو لفها وجمعها، قال: ويروى بالنون.

وفي صفة زرع الجنة: فيبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستحصادُه وتَكْوِيرُه

أَي جَمْعُه وإِلقاؤه.

والكِوارَة: خرقة تجعلها المرأَة على رأْسها. ابن سيده: والكِوارَةُ لوث

تَلْتاثه المرأَة على رأْسها بخمارها، وهو ضَرْبٌ من الخِمْرَةِ؛

وأَنشد:عَسْراءُ حينَ تَرَدَّى من تَفَحُّشِها،

وفي كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُ

وقوله أَنشده الأَصْمَعِيُّ لبعض الأَغْفال:

جافِيَة مَعْوى ملاث الكَوْر

قال ابن سيده: يجوز أَن يعني موضع كَوْرِ العمامة: والكِوارُ

والكِوارَة: شيء يتخذ للنحل من القُضْبان، وهو ضيق الرأْس.

وتَكْوِيرُ الليل والنهار: أَن يُلْحَقَ أَحدُهما بالآخر، وقيل:

تَكْوِيرُ الليل والنهار تَغْشِيَةُ كل واحد منهما صاحبه، وقيل: إِدخال كل واحد

منهما في صاحبه، والمعاني متقاربة؛ وفي الصحاح: وتَكْوِيرُ الليل على

النهار تَغْشيته إِياه، ويقال زيادته في هذا من ذلك. وفي التنزيل العزيز:

يُكَوِّرُ الليلَ على النهار ويُكَوِّرُ النهارَ على الليل؛ أَي يُدْخِلُ

هذا على هذا، وأَصله من تَكْوِيرِ العمامة، وهو لفها وجمعها. وكُوِّرَتِ

الشمسُ: جُمِعَ ضوءُها ولُفَّ كما تُلَفُّ العمامة، وقيل: معنى كُوِّرَتْ

غُوِّرَتْ، وهو بالفارسية« كُورْبِكِرْ» وقال مجاهد: كُوِّرَت اضمحلت

وذهبت. ويقال: كُرْتُ العمامةَ على رأْسي أَكُورُها وكَوَّرْتُها

أُكَوِّرُها إِذا لففتها؛ وقال الأَخفش: تُلَفُّ فَتُمْحَى؛ وقال أَبو عبيدة:

كُوِّرَتْ مثل تَكْوِير العمامة تُلَفُّ فَتُمْحَى، وقال قتادة: كُوِّرَتْ ذهب

ضوءُها، وهو قول الفراء، وقال عكرمة: نُزِعَ ضوءُها، وقال مجاهد:

كُوِّرَتْ دُهْوِرَتْ، وقال الرَّبيعُ بن خَيثَمٍ: كُوِّرَتْ رُميَ بها، ويقال:

دَهْوَرْتُ الحائطَ إِذا طرحته حتى يَسْقُطَ، وحكى الجوهري عن ابن عباس:

كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ، وفي الحديث: يُجاءُ بالشمس والقمر ثَوْرَيْنِ

يُكَوَّرانِ في النار يوم القيامة أَي يُلَفَّانِ ويُجْمَعانِ ويُلْقَيانِ

فيها، والرواية ثورين، بالثاء، كأَنهما يُمْسَخانِ؛ قال ابن الأَثير: وقد

روي بالنون، وهو تصحيف.

الجوهري: الكُورَةُ المدينة والصُّقْعُ، والجمع كُوَرٌ. ابن سيده:

والكُورَةُ من البلاد المِخْلافُ، وهي القرية من قُرَى اليمن؛ قال ابن دريد:

لا أَحْسِبُه عربيّاً.

والكارَةُ: الحالُ الذي يحمله الرجل على ظهره، وقد كارها كَوْراً

واسْتَكارَها. والكارَةُ: عِكْمُ الثِّياب، وهو منه، وكارةُ القَصَّار من ذلك،

سميت به لأَنه يُكَوِّر ثيابه في ثوب واحد ويحمِلها فيكون بعضُها على

بعض. وكوّر المتاعَ: أَلقى بعضه على بعض. الجوهري: الكارةُ ما يُحمل على

الظهر من الثِّياب، وتَكْوِيرُ المتاع: جمعُه وشدّه.

والكارُ: سُفُن مُنحدِرة فيها طعام في موضع واحد. وضربه فكَوَّره أَي

صرَعه، وكذلك طعنه فكَوّرَه أَي أَلقاه مجتمعاً؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ، والنَّقْعُ ساطِعٌ،

فَخَرَّ صَرِيعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرَا

وكَوَّرْته فتكَوَّر أَي سقَط، وقد تكَوَّر هو؛ قال أَبو كبير الهذلي:

مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي، بينهم

ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

وقيل: التَّكْوِير الصَّرْع، ضرَبه أَو لم يضربْه. والاكتيارُ: صرعُ

الشيءِ بعضُه على بعضٍ. والاكْتِيار في الصِّراع: أَن يُصرَع بعضه على بعض.

والتَّكَوُّر: التَّقَطُّر والتَّشَمُّر. وكارَ الرجلُ في مشْيته

كَوْراً، واسْتَكار: أَسْرع. والكِيار: رَفْع الفَرس ذنبه في حُضْره؛ والكَيِّر:

الفرس إِذا فعل ذلك. ابن بزرج: أَكارَ عليه يضربه، وهما يَتَكايرانِ،

بالياء. وفي حديث المُنافق: يَكِير في هذه مرّة وفي هذه مرّة أَي يجري.

يقال: كارَ الفرسُ يَكِيرُ إِذا جرى رافعاً ذنبه، ويروى يَكْبِنُ. واكْتار

الفرسُ: رفع ذنَبه في عَدْوِه. واكْتارَتِ الناقة: شالت بذنَبها عند

اللِّقاح. قال ابن سيده: وإِنما حملنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لأَن

الأَلف فيه عين، وانقلاب الأَلف عن العين واواً أَكثر من انقلابها عن

الياء. ويقال: جاء الفرس مُكْتاراً إِذا جاء مادّاً ذنبه تحت عَجُزِه؛ قال

الكميت يصف ثوراً:

كأَنه، من يَدَيْ قِبْطِيَّة، لَهِقاً

بالأَتْحَمِيّة مُكْتارٌ ومُنْتَقِبُ

قالوا: هو من اكْتار الرجلُ اكْتِياراً إِذا تعمَّم. وقال الأَصمعي:

اكْتارَتِ الناقة اكْتِياراً إِذا شالت بذنَبها بعد اللِّقاح. واكْتار الرجل

للرجل اكْتِياراً إِذا تهيأَ لِسبابه. وقال أَبو زيد: أَكَرْت على الرجل

أُكِيرُ كيارةً إِذا استذللته واستضعفته وأَحَلْت عليه إِحالة نحو

مائةٍ.والكُورُ: بناء الزَّنابير؛ وفي الصحاح: موضِع الزَّنابير.

والكُوَّارات: الخَلايا الأَهْلِيَّة؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهي الكَوائر أَيضاً على

مثال الكَواعِر؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الكَوائر ليس جمع كُوَّارة إِنما

هو جمع كُوَارة، فافهم، والكِوَار والكِوارة: بيت يُتَّخذ من قُضبانٍ

ضيِّقُ الرأْس للنحل تُعَسِّلُ فيه. الجوهري: وكُوَّارة النحل عسلها في

الشمَع. وفي حديث عليّ، عليه السلام: ليس فيما تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل

صدَقة، واحدها كُور، بالضم، وهو بيت النحل والزَّنابير؛ أَراد أَنه ليس في

العسل صدقة.

وكُرْت الأَرض كَوْراً: حفرتُها.

وكُور وكُوَيْرٌ والكَوْر: جبال معروفة؛ قال الراعي:

وفي يَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُه،

وذِرْوَةِ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ

ودارَةُ الكَوْر، بفتح الكاف: موضع؛ عن كُراع. والمِكْوَرَّى: القصير

العريض. ورجل مِكْوَرَّى أَي لئيم. والمَكْوَرَّى: الرَّوْثة العظيمة،

وجعلها سيبويه صفة، فسرها السيرافي بأَنه العظيم رَوثَةِ الأَنف، وكسر الميم

فيه لغة، مأْخوذ من كَوَّره إِذا جَمعه، قال: وهو مَفْعَلَّى، بتشديد

اللام، لأَن فَعْلَلَّى لم يَجِئ، وقد يحذف الأَلف فيقال مَِكْوَرٌّ،

والأُنثى في كل ذلك بالهاء؛ قال كراع: ولا نظير له. ورجل مَكْوَرٌّ: فاحش

مكثار؛ عنه، قال: ولا نظير له أَيضاً. ابن حبيب: كَوْرٌ أَرض باليمامة.

كور
! الكُور، بالضمّ: الرَّحْل، أَي رَحْل البَعير، أَو هُوَ الرَّحْلُ بأدَاتِه، كالسَّرْج وآلتِه للفَرَس. وَقد تكرَّر فِي الحَدِيث مُفْرداً ومجموعاً، قَالَ ابنُ الْأَثِير: وكثيرٌ من النَّاس يَفْتَح الْكَاف، وَهُوَ خَطَأٌ. ج {أَكْوَارٌ} وأَكْوُرٌ، وَالْكثير {كِيرانٌ} وكُوران وكُؤورٌ، قَالَ كُثَيِّر عَزَّة:
(على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتَالُ فِي البُرى ... فَأَحْمالُها مَقْصُورةٌ وكُؤورُها)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا نادرٌ فِي المُعْتَلِّ من هَذَا الْبناء، وإنّما بابُه الصَّحِيح مِنْهُ كبُنود وجُنود. وَفِي حَدِيث طَهْفَة: بأكوارِ المَيْسِ تَرْتَمي بِنَا العِيسُ. الكُور: مِجْمَرَةُ الحدَّاد المَبْنِيَّة من الطِّين الَّتِي توقَد فِيهَا النارُ، ويُقال: هُوَ الزِّقُّ أَيْضا. الكُور: بِنَاء، وَفِي الصِّحَاح: مَوْضِعُ الزَّنابير، والجمعُ أَكْوَارٌ، وَمِنْه حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: لَيْسَ فِيمَا تُخرِجُ أَكْوَارُ النَّحْلِ صَدَقَةٌ. {الكَوْرُ، بِالْفَتْح: الجَماعةُ الكَثيرةُ من الْإِبِل، وَمِنْه قولُهم: على فلانٍ} كَوْرٌ من الْإِبِل. وَهُوَ القَطيع الضَّخْم مِنْهَا، أَو مائةٌ وَخَمْسُونَ، أَو مِائَتَان وَأكْثر. و {الكَوْرُ أَيْضا: القَطيعُ من البَقَر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(وَلَا شَبُوبٌ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه ... مِنْ} كَوْرِه كَثْرَةُ الإغْراءِ والطَّرْدِ)
ج، أَي جَمْعُها: أَكْوَارٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا البيتُ أوردهُ الجَوْهَرِيّ بِكَسْرِ الدَّال من الطَرَد، قَالَ: وصوابُه رَفْعُها وأوّل القَصيدة:
(تاللهِ يَبْقَى على الأيَّامِ مُبْتَقِلٌ ... جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ سِنُّهُ غَرِدُ)
الكَوْر: الزِّيادة، وَبِه فُسِّر حديثُ الدُّعاء: نَعْوُذُ باللهِ من الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْر الحَوْر: النُّقْصان والرُّجوع، والكَوْر:)
الزِّيادة، أُخِذ من كَوْرِ العِمامَة، تَقول: قد تَغَيَّرت حَاْلُه وانتقضت كَمَا يَنْتَقِض كَوْرُ العِمامةِ بعد الشدّ. وكلُّ هَذَا قريبٌ بَعْضُه من بعض. وَقيل: الكَوْر: تكوير العِمامة، والحَوْر: نَقْضُها، وَقيل مَعْنَاهُ: نَعْوُذُ باللهِ من الرُّجوع بعد الاسْتقَامَة، والنُّقْصان بعد الزِّيادة. ويروى بالنُّون أَيْضا. قَالَ اللَّيْث: الكَوْرُ: لَوْثُ العِمامة، وَهُوَ إدارَتُها على الرَّأْس، {كالتَّكْوير، قَالَ النَّضْرُ: كل دَارَةٍ من العِمامة} كُورٌ، وكلُّ دَوْرٍ {كَوْرٌ.} وتَكْوِير العِمامةِ {كَوْرُها.} وكارَ العِمامةَ على الرَّأْس {يَكُورُها} كَوْرَاً: لاثَها عَلَيْهِ وأدارَها. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(وصُرَّادُ غَيْمٍ لَا يَزالُ كأنَّه ... مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ)
قَالَ شَيْخُنا: حكى العِصامُ عَن الزمخْشَرِيّ والأَزْهَرِيّ وَصَاحب المُغْرِب أَن كُور العِمامة بالضَّمِّ، وشَذَّت طائفةٌ فَقَالُوا بِالْفَتْح. قلت: وكلامُ المصنِّف كالمِصْباح يُفيد الْفَتْح. انْتهى. قلتُ: إِن أَرَادَ العِصامُ {بالكورِ المصدرَ من} كارَ العِمامةَ فقد خالَفَ الْأَئِمَّة، فإنّهم صرَّحوا كلُّهم أنّه بِالْفَتْح وإنْ أَرَادَ بِهِ الِاسْم فقد يُساعدُه كَلَام النَّضْر السَّابِق أنَّ كلّ دارةٍ مِنْهَا {كُورٌ، أَي بالضَّمِّ، وكلُّ دَوْرٍ} كَوْرٌ أَي بِالْفَتْح. وكما يدلُّ عَلَيْهِ قَوْلُ الزمخشريِّ فِي الأساس: والعِمامةُ عَشْرَةُ {أَكْوَار وعِشرون} كَوْرَاً، فإنّه عَنى بِهِ الِاسْم. ومثلُ هَذَا الْغَلَط إنّما نَشأ فِي! كُورِ الرَّحْل فإنّ كثيرا من النَّاس يفتح الْكَاف، وَالصَّوَاب الضمُّ، كَمَا تقدّم عَن ابْن الْأَثِير. فرُبَّما اشْتبهَ على العِصام. وعَلى كلِّ حَال فقولُه: وشَذَّتْ طائفةٌ، محلُّ تأمّل. الكَوْر: جبلٌ ببلادِ بَلْحَارِث، وَفِي مُخْتَصر البُلدان: بَين اليَمامة ومكَّة، لبني عامِر، ثمَّ لبني سَلُول. وَفِي اللِّسان: {الكَوْر جبلٌ مَعْرُوف، قَالَ الرَّاعِي:
(وَفِي يَدومَ إِذا اغْبَرَّت مَناكِبُه ... وذِرْوَةِ} الكَوْرِ عنْ مَرْوَانَ مُعْتَزَلُ)
قَالَ ابنُ حبيب: {كَوْرٌ: أرضٌ باليَمامة، وَكَوْرٌ: أرضٌ بِنَجْران، وَهَذِه عَن الصَّاغانِيّ. الكَوْر: الطَّبيعة، نَقله الصَّاغانِيّ. الكَوْر: حَفْرُ الأَرْض، يُقال:} كُرْتُ الأرضَ {كَوْرَاً، حَفَرْتُها،} الكَوْر: الإسْراع، يُقال: {كارَ الرُّجُل فِي مَشْيِه} كَوْرَاً: أَسْرَع. الكَوْر: حَمْلُ {الكَارَة وَقد} كارَها {كَوْرَاً، وَهِي أَي} الكارَة: الحالُ الَّذِي يَحْمِلهُ الرجُلُ على ظَهْرِه. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الكارَةُ: مَا يُحمَل على الظَّهْرِ من الثِّياب، أَو هِيَ مِقْدارٌ مَعْلُوم من الطَّعام يَحْمِله الرَّجُل على ظَهْرِه، {كالاسْتِكارَة، فيهمَا، يُقال:} اسْتَكارَ فِي مَشْيِه، إِذا أَسْرَع، {واسْتَكار} الكارَةَ على ظَهْرِه، إِذا حَمَلَها. {والمِكْوَر: العِمامة،} كالمِكْوَرَة {والكِوَارَة، بكَسْرِهِنَّ، كَذَا فِي اللِّسان، وَنقل الصَّاغانِيّ الثلاثةَ عَن ابْن الأَعْرابِيّ. المَكْوَر، كَمَقْعَد: رَحْلُ الْبَعِير، قَالَ تميمُ بن أُبَيِّ بنِ مُقبِل:
(أناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْنِ إناخةَ ال ... يمانِي قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ} مكْوَرا)
ويُروى: أَكْؤَرا، وَكَذَلِكَ {المَكْوَر إِذا فتحتَ الميمَ خفَّفتَ الراءَ، وَإِذا ثقَّلْتَ الراءَ ضَممْتَ الْمِيم، وَأنْشد الأصمعيُّ يصفُ جملا:)
(كأنَّ فِي الحَبْلَيْن من} مُكْوَرِّهِ ... مِسْحَلَ عُونٍ قُصِرَتْ لضُرِّهِ)
المِسْحَل: حِمار الوَحش، والعُون: جمع عانة، وقُصِرت: حُبِسَت لتَكون لَهَا ضرائر، كَذَا فِي اللِّسان والتكملة، وَهَذِه أغفلها المُصنّف. {والمَكْوَرَّى، بِالْفَتْح: اللَّئيم، وَهُوَ} المَكْوَرَّى: القَصيرُ العريض، والمَكْوَرَّى: الرَّوْثَةُ العَظيمة، وَجعلهَا سِيبَوَيْهٍ صفة، فسَّرها السيرافيّ بأنّه الْعَظِيم رَوْثَةِ الْأنف، وتُكسَر الميمُ فِي الكُلِّ، لُغَة، مَأْخُوذٌ من {كَوَّرَه، إِذا جَمَعَه، وَالَّذِي فِي اللِّسان أنّه، مَفْعَلَّى، بتَشْديد اللَّام، لَا فَعْلَلَّى، لأنّه لم يَجيء، وَهِي بِالْهَاءِ فِي كلِّ ذَلِك. وَقد يحذفُ الألفُ وَسَيَأْتِي للمصنِّف قَرِيبا على الصَّوَاب. وَقد تَصَحَّف عَلَيْهِ هُنَا، فإنْ كَانَ مَا ذَــكَرَه لُغَة كَانَ الأجوَد ضمُّهما فِي محلٍّ وَاحِد ليُروِّج بذلك مَا ذهب إِلَيْهِ من حسن الِاخْتِصَار. يُقال: دخلتُ} كُورةً من {كُوَرِ خُراسان،} الكُورَة: بالضمِّ: الْمَدِينَة والصُّقْع، ج {كُوَر، قَالَه الجَوْهَرِيّ. وَفِي المحْكَم: الكُورَةُ من الْبِلَاد: المِخْلاف، وَهِي الْقرْيَة من قُرى الْيمن. قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسَبه عربيَّاً.} وكُوارَةُ النحْلِ، بِالضَّمِّ، وَكَانَ يَنْبَغِي الضبْط بِهِ فإنّ، قولَه فِيمَا بَعْد، وتُكسَر وتُشدَّد الأُولى، محتَمِلٌ لأنْ يكونَ بِالْفَتْح وبالضمِّ: شيءٌ يتَّخَذُ للنَّحْلِ من القُضْبان، وَعَلِيهِ اقْتَصَر أَكثر الأئمَّة، والطِّين، وَفِي بعض النُّسخ أَو الطِّين، كالقِرْطالة، كَمَا فِي التَّكْمِلَة وَهُوَ ضَيِّقُ الرَّأْس تُعَسَّل فِيهِ، أَو هِيَ، أَي {كُوارَة النَّحْل: عسَلُها فِي الشَّمْعِ، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيّ. ثمَّ إنَّه فاتَه} الكِوار، ككِتاب، ذَــكَرَه صَاحب اللِّسَان والصَّاغانِيّ مَعَ {الكُوارَة بِهَذَا الْمَعْنى.
أَو} الكُوَّارات، بالضمِّ مَعَ التَّشْدِيد: الخَلايا الأَهْلِيَّة، عَن أبي حنيفَة، قَالَ: {كالكَوائِر، على مثالِ الكَواعِر قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أنَّ} الكَوائر لَيْسَ جَمْع {كُوَّارة إنّما هُوَ جَمْعُ} كُوَارة فافْهم. {والكار: سُفُنٌ مُنْحَدِرَةٌ فِيهَا طَعامٌ فِي مَوْضِع وَاحِد.
} كارُ، بِلَا لَام: ة بالمَوْصِل، مِنْهَا فَتْحُ بن سَعيد المَوْصِليّ الزَّاهِد الكاريُّ، مَاتَ سنة وَهُوَ غير فَتْحٍ الْكَبِير. وَمن كارِ المَوصلِ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحَارِث {- الكارِيّ المحَدّث الْعَالم، مَاتَ سنة. كارُ: ة بأَصْبهان، مِنْهَا عَبْدُ الجبَّار بنُ الفَضْل الكاريّ، سمع مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم اليَزْديّ، وَعنهُ أَبُو الْخَيْر الباغَبانُ وعليُّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُرْدَة الكاريّ، عَن أبي بَكْر القبّاب، المُحدِّثان. وكارُ: ة بأَذْرَبيجان.} وكارةُ، بهاءٍ: ة بِبَغْدَاد، وأمّا بالزاي فإنّها من قُرى مَرْوٍ، وَسَيَأْتِي ذِــكرُهــا. {وكَوَّرَه تَكْوِيراً، يُقَال: ضَرَبَه} فكَوَّرَه، أَي صرعَه، {فتَكَوَّر، أَي سَقَطَ، كَذَلِك} اكْتارَ، وَقَالَ أَبُو كَبير الهُذَليّ:
( {متَكَوِّرِينَ على المَعارِي بينهمْ ... ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجلِ)
وَقيل:} التَّكْوير: الصَّرْعُ، ضَرَبَه أَو لم يضربْه. {والاكْتِيار: صَرْعُ الشيءِ بَعْضَه على بَعْضٍ.} كَوَّرَ المَتاع {تكويراً: جَمَعَه وشدَّه، وَقيل: أَلْقَى بعضَه على بعضٍ، وَمِنْه} الكارَة، عِكْم الثِّياب، وَكَذَا كارَة القَصَّارِ، لكَونه {يُكَوِّرُ ثِيابَه فِي ثَوْب واحدٍ ويَحْمِلُها فَيكون بعضُها على بعض.} كَوَّرَ الرَّجُل {تكويراً: طَعَنَه فَأَلْقاه مُجتمِعاً، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدة:
(ضَرَبْناهُ أمَّ الرأسِ والنَّقْعُ ساطِعٌ ... فَخَرَّ صَريعاً لليَدَيْنِ} مُكَوَّرا)
)
اللهُ سُبحانه وَتَعَالَى كَوَّرَ اللَّيْلَ على النَّهار: أَدْخَلَ هَذَا فِي هَذَا، وأصلُه من {تَكْوِير العِمامة، وَهُوَ لفُّها وجَمْعُها. وَقيل: تَكْوِيرُ الليلِ وَالنَّهَار: أَن يُلحَقَ أحدُهما بِالْآخرِ، وَقيل: تَكْوِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَار: تَغْشِيةُ كلِّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه. ويُقال: زِيادَته فِي هَذَا من ذَلِك، كَمَا فِي الصِّحَاح. والمَعاني كلُّها مُتقارِبَة.} واكْتارَ الرجلُ، إِذا تَعَمَّمَ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ فِي اللِّسان: اكتار الرجلُ: أَسْرَعَ فِي مَشْيِه، مَأْخُوذٌ من {اكْتِيارِ الفَرَس. يُقال:} اكْتارَ الفَرَسُ {اكْتِياراً: رَفَعَ ذَنَبَه فِي حُضْرِه، وَقَالَ بَعْضُهم عندَ العَدْو. وَقَالَ الأصمعِيّ:} اكْتارَتْ الناقةُ {اكْتِياراً: شالَتْ ذَنَبَها عِنْد اللِّقاح، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَهُوَ نصُّ ابنُ سِيدَه، ونصّ الأصمعيّ: بعدَ اللِّقاح. اكتارَ الرَّجُل للرَّجُل، إِذا تَهَيَّأَ للسِّباب، فَهُوَ} مُكْتَئِر. ودارَةُ الكَوْر، بِالْفَتْح: ع، عَن كُراع، وَقد تقدم فِي ذِكر الدَّارات. يُقَال: رجلٌ {مُكْوَرَّى} ومُكْوَرٌّ، بتَشْديد الرَّاء وتُثَلَّث فيمُها، وَهُوَ مُفْعَلَّى، بتَشْديد اللَّام، لأنَّ فُعْلَلَّى لم تجئْ، وَقد تُحذَف الْألف فيُقال: َمِكْوَرٌ، الْأَخير عَن كُراع. قَالَ: وَلَا نَظير لَهُ، أَي فاحِشٌ مِكْثارٌ، عَن كُراع، أَو قَصيرٌ عَريض، وَقد تقدَّم قَرِيبا. {والكِوَارَة، بِالْكَسْرِ: ضَرْبٌ من الخِمْرَة تَجْعَلُها المرأةُ على رَأْسِها، قَالَه النَّضْر، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: لَوْثٌ تَلْتَاثُه المرأةُ على رَأْسِها بخِمارِها، وَأنْشد:
(عَسْرَاءُ حِين تَرَدَّى من تَفَجُّسها ... وَفِي} كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُ)
ودارَةُ! الأَكْوار فِي مُلتَقى دارِ بَني رَبيعةَ بن عُقَيْل ودارِ نَهِيك، والأكْوار: جِبالٌ هُناك، فأُضيفت الدَّارةُ إِلَيْهَا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: كُورٌ، أَي بالضَّمّ، كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ، وَلَا عِبرَة بِإِطْلَاق المصنِّف. {وكُوَيْرٌ، كزُبَيْر: جبَلان، وَفِي مُختَصَر الْبلدَانِ:} كُوَيْرٌ، مصغَّراً: جبلٌ بضَرِيَّةَ مُقابلة جُراز، يُذكَر مَعَ كُور. {وكُورين، بالضمِّ: ة، هَكَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي عبارَة المصنِّف سَقَطٌ فاحِشٌ، ولعلَّه من تَحْرِيف النُّسَّاخ، وصوابُه: وكُورين بالضَّمّ: شَيْخُ أبي عُبَيْدة،} وكُورَان، بِالضَّمِّ، قَرْيَة، كَمَا فِي التكملة. قلت وَهُوَ عبد الله بن الْقَاسِم، ولقبه كورين، وكنيته أَبُو عُبَيْدَة من شُيُوخ أبي عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى، وَقد روى عَن جَابر بن زَيْد. وأمّا {كُوران فإنّها من قُرى أَسْفَرايِين. وعَبْدُ} - الكُورِيّ بالضمِّ، أَي بضمّ الْكَاف: مَرْسَى سُفُن ببَحْرِ الهِندِ بالقُربِ من فِيلَكَ. {والكُوَيْرَة، كجُهَيْنَة: جَبلٌ بالقَبَلِيَّة، نَقله الصَّاغانِيّ.
} وأَكَرْتُ عَلَيْهِ: اسْتَذْلَلْتُه واسْتَضْعَفْتُه، هَكَذَا نَقَلَهُ الصَّاغانِيّ. قَالَ أَبُو زيد: {أَكَرْت على الرجُل} أُكيرُ {كِيارةً، إِذا اسْتَذْلَلْتُه واسْتَضْعَفْتُه وأَحَلْتُ عَلَيْهِ إِحَالَة نَحْوَ مائَة.} والتَّكَوُّر: التَّقَطُّر والتَّشَمُّر، يُقَال {كَوَّرْتُه} فَتَكَوَّر، أَي تلَفَّف وتِشَمَّر. {التَّكَوُّر: السُّقوط، يُقَال:} كَوَّره {فَتَكَوَّر، أَي صَرَعَه فَسَقَط. وَمِمَّا يستدرَك عَلَيْهِ: قَوْلُهُ تَعالى: إِذا الشمسُ} كُوِّرَتْ وَقد اختُلِف فِي تَفْسِيره، فَقيل: جُمِع ضَوْؤُها ولُفَّ كَمَا تُلَفُّ العِمامة، وَقيل: كُوِّرَت: غُوّرَت، حَكَاهُ الجَوْهَرِيّ عَن ابْن عبّاس، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُورْ بِكِرْ وَقَالَ مُجاهِد:! كُوِّرَت: اضْمَحَلَّت وَذَهَبتْ، وَقَالَ الْأَخْفَش: تُلَفُّ وتُمْحى، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: {كُوِّرَت مثل} تَكْوِير العِمامة. وَقَالَ قتَادة: أَي ذَهَبَ ضَوْءُها، وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء. وَقَالَ عِكْرِمة: نُزِع ضَوْؤُها، وَقَالَ مُجاهِد أَيْضا: {كُوِّرَت: دُهْوِرَت. وَقَالَ الرّبيع بن خَيْثَم:} كُوِّرت: رُمِي بهَا. وَيُقَال: دَهْوَرتُ الحائطَ، إِذا طَرَحْتَه حَتَّى يَسْقُط. وثَنِيَّةُ {الكُور، بالضمّ، فِي أَرْضِ الْيمن، بهَا وَقْعَة. وكُور، بِالضَّمِّ، اسمُ جمَاعَة. وَأَبُو حامِدٍ صالحُ بن قاسمٍ)
الْمَعْرُوف بِابْن} كَوِّر، بِفَتْح الْكَاف وَتَشْديد الْوَاو المَكْسورة، حدَّث عَن سعيد بن البَنّاء، مَاتَ سنة. وَعمر {- الكُورِيّ، بِالضَّمِّ: حدَّث بِدِمَشْق عَن زَيْنَب بنتِ الكَمال.} وكُوران، بالضمِّ: قبيلةٌ من الأكراد، خرج مِنْهُم طائفةٌ كثيرةٌ من الْعلمَاء والمُحدِّثين، خاتِمَتُهم شيخ شُيُوخنَا العلاَّمة أَبُو العِرْفان إِبْرَاهِيم بن حَسَن، نَزيل طَيْبَة، وَقد مرَّ ذِــكرُه فِي شَهْرَزور، فراجعْه. {ومِكْوارٌ، كمِحْراب: اسْم.} وكُوَيْر بن مَنْصُور بن جَمَّاز، كزُبَيْر، لَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ.! والأَكاوِرَة بَطْن من المَعازِبَة بِالْيمن، وجَدُّهُم كُوَيْر، واسمُه مُحَمَّد بن عليّ بنِ حسن بن حَامِد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن معزب العكِّيّ، وَإِلَيْهِ يُنسَب بَيْتُ كُوَيْر بِالْيمن. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: وَذكر ابْن دُرَيْد فِي بَاب مُفْعَلِلّ، بِسُكُون الْفَاء وَفتح الْعين وَتَشْديد اللَّام الْأَخِيرَة: فَرَسٌ مُكْتَئِرٌّ، فِي لُغَة من همز، وَهُوَ المُكْتارُ بِذَنَبِه الَّذِي يَمُدُّ ذَنَبَه فِي حُضْره، وَهُوَ مَحْمُود.
قَالَ الصَّاغانِيّ: إِن أَرَادَ هَمْزَ المُكْتار فَهُوَ مُكْتَئِرٌ، على مُفْتَعِل، وإنْ صحَّ المُكْتَئِرُّ بتَشْديد الرَّاء، فموضعُه تركيب كتر. 
(كور) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "ليس فيما تُخرِجُ أَكْوَارُ النَّحْلِ صدَقَةٌ "
الأَكْوار جمع الكُورِ؛ وهو بَيْتُ النَحْلِ والزَّنَابِير.
والكُوَارُ والكُوارةُ: شيء ضَيِّق الرأسِ يُتَّخَذُ للنَّحْلِ من القُضْبَان؛ أي ليس في العَسَلِ صدَقَةٌ.
والكُورُ: الرَّحْلُ بأداتِه أيضًا.
- ومنه الحديث: "بأَكْوارِ المَيْس "
- في حديث أبي هريرة في صِفِة الجنَّة : "فَيُبَادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستِحصادُه وتَكْويرُهُ"
من تكْوِير المتاعِ: أي جَمعِه وشَدِّه، ومنه الكارَةُ.
وطَعَنه فكوَّرَه: أي أَلقاه مجتَمعًا، ومنه تكوِيرُ العِمَامةِ .

كور


كَارَ (و)(n. ac. كَوْر)
a. [acc. & 'Ala], Wound round.
b. Hastened.
c. Carried on the back.

كَوَّرَa. see I (a)b. Packed up.
c. Threw down; smote with a lance.
d. [pass.], Became obscured (sun).
أَكْوَرَ
a. ['Ala], Despised.
تَكَوَّرَa. Was thrown down; fell.

إِكْتَوَرَa. Put on a turban.
b. see I (b)
& V.
إِسْتَكْوَرَa. see I (b) (c).
كَوْر (pl.
أَكْوَاْر)
a. Fold.
b. Large herd of cattle.
c. Abundance; increase; redundance.
d. Nature, temperament.

كَار (pl.
كَارَات)
a. [ coll. ], Trade, profession;
art.
b. State, condition.

كَارَة []
a. Bundle, package.
b. [ coll. ], Pad on which dough is
rolled out.
كُوْر (pl.
أَكْوُر
كُوُوْركِيْرَان [] كُوْرَاْن
أَكْوَاْر
38)
a. Stove; furnace; forge.
b. (pl.
أَكْوَاْر), Wasp's nest; bee's nest.
c. Camel's saddle.
d. [ coll. ], Bellows.
e. see 1 (a)
كُوْرَة [] (pl.
كُوَر)
a. District; region.

مَكْوَر [ ]
a. see 3 (c)
مِكْوَر []
مِكْوَارَة []
a. Turban.

كِوَار []
كِوَارَة []
a. see 24t (a)
كُوَارa. see 24t
كُوَارَة [] (pl.
كَوَائِر [] )
a. Bee-hive.
b. [ coll. ], Receptacle; jar.

كُوَّارَة []
a. see 24t (a)
مِكْوَارَة []
a. see 20
مُكْوَرّ
a. see 3 (c)
كَوْرَنْتِيْنَا
a. [ coll. ], Quarantine.

كور

1 كَارَ العِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ, (S, A, Msb, *) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. كَوْرٌ, (S, Msb, K,) He wound round the turban upon his head; (S, A, Msb, K;) as also ↓ كوّرها, inf. n. تَكْوِيرٌ: (S, A, K:) or the latter has an intensive signification [app. meaning he wound it round many times upon his head; or in many folds]: and hence you say, الشَّىْءَ ↓ كوّر he wound the thing in a round form. (Msb.) A2: Hence the saying, حَارَ بَعْدَ مَا كَارَ, (Zj, in TA, art. حور,) (assumed tropical:) He became in a bad state of affairs after he had been in a good state: or he became in a state of defectiveness after he had been in a state of redundance. (TA, art. حور.) See also كَوْرٌ, below.

A3: كَارَ, (TA,) inf. n. كَوْرٌ, (K,) He carried a كَارَة, q. v., (K, TA,) upon his back; (TA;) as also ↓ استكار. (K, TA.) 2 كَوَّرَ see 1, in two places.

A2: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ, in the Kur [lxxxi. 1,] When the sun shall be wound round [with darkness] like a turban: (AO, S:) or shall be wrapped up and effaced: (AO accord. to the S, or Akh accord. to the TA:) or shall be wrapped up and have its light taken away: (Jel:) or shall have its light collected together and wrapped up like as a turban is wrapped: (TA:) or shall be folded up like as a سِجِلّ [or scroll] is folded up: (Msb:) or shall lose its light: (Fr, Katádeh, S:) or shall be divested of its light: ('Ikrimeh:) or shall be blinded; syn. عَوِّرَتْ: (I'Ab, S:) or shall pass away and come to nought: or shall be collected together and cast down into the depth below; syn. دُهْوِرَتْ: (both of which are explanations given by Mujáhid:) or shall be cast away. (Er-Rabeea Ibn-Kheythem.) A3: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ (Kur xxxix. 7) He maketh the night to be a covering upon the day: or He addeth of the night to the day: (S:) or He maketh the night to overtake the day: (TA:) or He bringeth in the night upon the day: (K:) from كَوَّرَ العِمَامَةَ: all of which meanings are nearly alike. (TA.) A4: كوّر المَتَاعَ, (A, K:) inf. n. تَكْوِيرٌ, (S,) He collected together the goods and bound or tied them: (S, K:) or he put the goods one upon another. (A.) A5: طَعَنَهُ فَكَوَّرَهُ, (inf. n. as above, TA,) He smote and pierced him [with his spear], and threw him down gathered together, or in a heap. (S, Msb, K. *) b2: ضَرَبَهَ فَكَوَّرَهُ He smote him, and threw him down prostrate: (K, * TA:) [like جَوَّرَهُ:] or كوّرهُ signifies he prostrated him, whether he smote him or not. (TA.) 5 تكوّر He fell upon his side, and drew himself together; syn. تَقَطَّرَ وَتَشَمَّرَ: (S, K:) or he wrapped himself up, and tucked up his garment, or skirt, or the like; syn. تَلَفَّفَ وَتَشَمَّرَ. (TA.) b2: He fell; fell down. (S, K.) b3: He became prostrated; as also ↓ إِكْتَارَ: (K:) or اكتار signifies he prostrated a thing, one part upon another. (TA.) 8 اكتار He turbaned himself; attired himself with a turban. (Sgh, K.) A2: See also 5.10 إِسْتَكْوَرَ see 1, last signification.

كَوْرٌ, (S, Msb,) an inf. n. used as a subst., (Msb,) or ↓ كُورٌ, (ISh, T, A,) A turn, or twist, of a turban: (ISh, T, A, Msb:) pl. أَكْوَارٌ. (A, Msb.) You say, العِمَامَةُ عِشْرُونَ كُورًا [The turban is composed of twenty turns], and عَشَرَةُ

أَكْوَارٍ [ten turns]. (A.) A2: Increase; or redundance. (S, A, Msb.) Hence the saying, نَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ (S, A, Msb) We have recourse to God for preservation from decrease, or defectiveness, after increase, or redundance: (S, Msb:) or, as it is also related, بَعْدَ الكَوْنِ, which means the same: or the meaning is, from return to disobedience after obedience: (Msb:) or from return after pursuing a right course. (TA.) See also حَوْرٌ.

كُورٌ: see كَوْرٌ.

A2: A camel's [saddle of the kind called] رَحْل: (K, TA:) as also ↓ مَكْوَرٌ (K) and ↓ مُكْوَرٌّ, the latter with damm to the م and teshdeed to the ر: (TS, L:] or a رَحْل with its apparatus: (S, Msb, K:) pronounced by many كَوْرٌ; but this is a mistake: (IAth:) pl. [of pauc.] أَكْوَارٌ (S, Msb, K) and أَكْوُرٌ, (K,) and (of mult., TA) كِيرَانٌ (S, Msb, K) and كُورَانٌ and كُؤُورٌ, which last, says ISd, is extr. as a pl. form of a sing. such as كور with an infirm letter. (TA.) A3: A blacksmith's fire-place; (S, * A, Msb;) his مَجْمَرَة; (K;) constructed of clay: (S, Msb, K: *) and also said to signify the skin [with which he blows his fire]: (Msb, TA:) or this latter is called [only] كِيرٌ: (A, in the present art.; and S, Msb, K, art. كير:) an arabicized word. (Msb.) A4: [A hornets', or bees', nest;] the place, (S, K,) or structure, (TA,) of hornets: (الزَّنَابِير, S, K [in the CK, الدَّنَانِير, which is a mistake:]) or of bees: (accord. to a trad. cited in the TA:) pl. أَكْوَارٌ. (TA.) See also كُوَارَةٌ.

كَارَةٌ A bundle (حَالٌ) which a man carries on his back: or a bundle (عِكْمٌ) of clothes, put in one piece of cloth [and tied up]: such is that of the قَصَّار [or beater and washer and whitener of clothes]: (TA:) or the كارة is what is carried on the back, [being a bundle] of clothes: (S:) or what are put together and tied up [in a wrapper] of clothes: (Msb:) or a certain quantity of wheat; (K, TA;) which a man carries on his back: (TA:) pl. كَارَاتٌ. (A, Msb.) [See also عَجَلَةٌ.]

كُورَةٌ A province, district, or tract of country; a quarter, or region; syn. صُقْعٌ: (S, Msb, K:) a مِخْلَاف [q. v.] of a country; i. e., a قَرْيَةٌ [which properly signifies a town or village] of the قُرًى of El-Yemen: (M, TA:) [but مخلاف is generally used in the first of the senses here assigned to كورة:] and also a city: (S, Msb, K:) [or a provincial city: but the first of these significations is the most common, as is implied in the Msb: see also بَنْدٌ:] pl. كُوَرٌ, (S, Msb, K,) like as غُرَفٌ is pl. of غُرْفَةٌ. (Msb.) IDrd says, I do not think it Arabic. (TA.) [Perhaps from the Greek χῶρα.]

كِوَارٌ and كِوَارَةٌ: see كُوَارَةٌ.

كُوَارَةُ نَحْلٍ, (S, Msb, K,) and ↓ كُوَّارَة, (Msb, K,) written in both these ways in the T, in explanation of the word عَمِيرَةٌ, (Mgh,) and ↓ كِوَارَة, (T, TS, L, K,) and ↓ كِوَار, (T, TS, L, Msb,) A bee-hive; or habitation of bees; syn. خَلِيَّةٌ: (Msb:) or a bee-hive, when made of clay: (El-Ghooree, in Mgh:) or a bee-hive, or habitation of bees, when containing honey: (Msb:) or a thing made for bees, of twigs, (T, Mgh, TS,) or of clay, (TS, K,) or of twigs and clay, accord. to most copies of the K, or of twigs only, accord. to most of the lexicologists, (TA,) like a قِرْطَالَة [an asses' pannier], (T, Mgh, TS,) narrow at the head, (T, Mgh, TS, K,) in which they make their honey: (TA:) or the honey of bees in the wax: (S, Msb, K:) or ↓ كُوَّارَاتٌ [pl. of كُوَّارَةٌ] signifies domestic bee-hives; as also كَوَائِرٌ. (AHn, K.) [Of the latter pl., it is said in the TA, that ISd holds it to be pl., not of كوارة, but, of كُوَّرَة: but the passage seems to be corrupt.]

كُوَّارَةٌ: see كُوَارَةٌ.

مَكْوَرٌ: see كُورٌ.

مِكْوَرٌ and ↓ مِكْوَرَةٌ and ↓ مِكْوَارَةٌ A turban. (IAar, Sgh, K.) مُكْوَرٌّ: see كُورٌ.

مِكْوَرَةٌ: see مِكْوَرٌ.

مِكْوَارَةٌ: see مِكْوَرٌ.

غشي

Entries on غشي in 7 Arabic dictionaries by the authors Al-Zamakhsharī, Asās al-Balāgha, Ibn Sīda al-Mursī, Al-Muḥkam wa-l-Muḥīṭ al-Aʿẓam, Habib Anthony Salmone, An Advanced Learner's Arabic-English Dictionary, and 4 more

غشي


غَشِيَ(n. ac. غَشْى [ ]غِشَايَة [] )
a. Covered, concealed, veiled, enveloped.
b. ( n. ac.

غَشَاوَة [] )
a. Surprised, overpowered, overwhelmed; dazzled.
c. Engaged in, managed, conducted (afffair).
d.(n. ac. غَشَيَان
[غَشَيَاْن]) [acc. & Bi], Struck, beat with.
e. Was dark, gloomy.
f. ( pass.

غُشِيَ ), (n. ac.
غَشْي
غُشْي
غَشَيَاْن)
a. ['Ala], Swooned, fainted.
g. Approached, &c.

غَشَّيَ
a. [acc.
or
'Ala], Covered, concealed, veiled.
b. Made to cover.
c. Equipped with (sword). —
see (غَشِيَ) (d).
أَغْشَيَa. see (غَشِيَ) (e) & II (a), (b).

تَغَشَّيَ
a. [acc.
or
Bi], Covered, enveloped himself with; put on; wore.

إِسْتَغْشَيَa. see V
غَشْوa. Fruit of the lote-tree.

غَشْيa. Swoon, fainting-fit, faint.

غَشْوَة []
a. Veil; covering.

غَشْيَة []
a. see 1I
غِشْوَة []
a. see 1t
غُشْيa. see 1I
غُشْوَة [غُشْيَة
[
a. see 1t
أَغْشَى []
a. White-headed (horse).
غَاشٍa. Covering &c.

غَاشِيَة [] (pl.
غَواشِ [] )
a. Covering, wrapper; envelope; sheath.
b. Horse-cloth; hammer-cloth.
c. Servants, domestics; dependents; hanger-on.

غَشَاوَة []
a. see 1t
غَشَايَة []
a. see 23
غِشَآء [] (pl.
أَغْشِيَة [] )
a. Covering: cover, lid; membrane;
pericardium ( of the heart ); case, sheath, scabbard
( of a sword ).
غِشَاوَة []
a. see 1t
غِشَايَة []
a. see 23
غُشَاوَة []
a. see 1t
غَشَيَان []
a. see 1tI
مُغَشًّى [ N. P.
a. II], مُغْشًى
[ N. P.
IV], Covered, enveloped.
مَغْشِيّ عَلَيْهِ
a. Swooning, fainting, unconscious, senseless.

عَلَى قَلْبِهِ غُشَاوة
a. Upon his heart is a covering: the has no
understanding. _ast; غَصَّ(n. ac.
غَشَي) [Bi], Was choked with; was full of (grief).

أَغْشَيَa. Choked, smothered, suffocated, stifled; oppressed
afflicted; straitened.

إِغْتَشَيَa. see Ib. Was full of anguish.

غُشْيَة
(pl.
غُشَي)
a. Obstruction, lump ( in the throat ).
b. Wrath, anger; grief, anxiety; agony, anguish. — 21, 33
Choked, stifld, suffocated.
غ ش ي

انجلت عنه غشية الحمّى أي لمتها، ونزلت به غشية الموت، وغشيَ عليه، وأصابه غشيٌ. قال ذو الرمة:

وردت وأغباش السواد كأنها ... سماد يرغشيٍ في العيون النواظر

وعلى قلبه غشاوة فما يقبل الحق. واستغش ثوبك كي لا تسمع ولا ترى. وكثرت غاشية فلان. وهو مغشيّ: يغشاه العفاة كثيراً، وتقول: فلان مغشي فيقول الرادّ: زد عليه. وغشّاه السوط، مثل: قنّعه. وغشيته غاشية وهي الداهية، وتقول: رمى الله بالغاشية، من لم يرم بالغاشيه.
الْغَيْن والشين وَالْيَاء

غشي عَلَيْهِ غشيا، وغشيانا: أُغمي.

وغشيه غشيانا: اتاه.

فَأَما قَوْله:

أتوعد نضو المضرحى وَقد ترى ... بِعَيْنَيْك رب النضو يغشى لكم فَردا

فقد يكون يغشى من الْأَفْعَال المتعدية بِحرف وَغير حرف. وَقد تكون اللَّام زَائِدَة: أَي يغشاكم كَقَوْلِه تَعَالَى: (قل عَسى أَن يكون ردف لكم) ، أَي ردفكم.

وغشى الشَّيْء غشيانا: بَاشرهُ.

وغشى الْمَرْأَة غشيانا: جَامعهَا.

وغشى: مَوضِع. 
غ ش ي : غُشِيَ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ غَشْيًا بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَضَمِّهَا لُغَةٌ وَالْغَشْيَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ
فَهُوَ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ وَيُقَالُ إنَّ الْغَشْيَ يُعَطِّلُ الْقُوَى الْمُحَرِّكَةَ وَالْأَوْرِدَةَ الْحَسَّاسَةَ لِضَعْفِ الْقَلْبِ بِسَبَبِ وَجَعٍ شَدِيدٍ أَوْ بَرْدٍ أَوْ جُوعٍ مُفْرِطٍ وَقِيلَ الْغَشْيُ هُوَ الْإِغْمَاءُ وَقِيلَ الْإِغْمَاءُ امْتِلَاءُ بُطُونِ الدِّمَاغِ مِنْ بَلْغَمٍ بَارِدٍ غَلِيظٍ وَقِيلَ الْإِغْمَاءُ سَهْوٌ يَلْحَقُ الْإِنْسَانَ مَعَ فُتُورِ الْأَعْضَاءِ لِعِلَّةٍ.

وَغَشِيتُهُ أَغْشَاهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ أَتَيْتُهُ وَالِاسْمُ الْغَشَيَانُ بِالْكَسْرِ وَكُنِّيَ بِهِ عَنْ الْجِمَاعِ كَمَا كُنِّيَ بِالْإِتْيَانِ فَقِيلَ غَشِيَهَا وَتَغَشَّاهَا وَالْغِشَاءُ الْغِطَاءُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَهُوَ اسْمٌ مِنْ غَشَّيْتُ الشَّيْءَ بِالتَّثْقِيلِ إذَا غَطَّيْتَهُ.

وَالْغِشَاوَةُ بِالْكَسْرِ الْغِطَاءُ أَيْضًا وَغَشِيَ اللَّيْلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَأَغْشَى بِالْأَلِفِ أَظْلَمَ. 
(غ ش ي) : (الْغَشْيُ) تَعَطُّلُ الْقُوَى الْمُحَرِّكَةِ وَالْحَسَّاسَة لِضَعْفِ الْقَلْبِ وَاجْتِمَاعِ الرُّوحِ إلَيْهِ بِسَبَبٍ يُخْفِيهِ فِي دَاخِلٍ فَلَا يَجِدُ مَنْفَذًا وَمِنْ أَسْبَابِ ذَلِكَ امْتِلَاءٌ خَانِقٌ أَوْ مُؤْذٍ بَارِدٌ أَوْ جُوعٌ شَدِيدٌ أَوَوَجَعٌ شَدِيدٌ أَوْ آفَةٌ فِي عُضْوٍ مُشَارَكٍ كَالْقَلْبِ وَالْمَعِدَةِ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْإِغْمَاءِ أَنَّ الْغَشْيَ مَا ذُكِرَ (وَالْإِغْمَاءَ) امْتِلَاءُ بُطُونِ الدِّمَاغِ مِنْ بَلْغَمٍ بَارِدٍ غَلِيظٍ هَكَذَا فِي رِسَالَةِ ابْنِ مَنْدَوَيْهِ الْأَصْفَهَانِيِّ وَالْقَانُونِ وَفِي حُدُودِ الْمُتَكَلِّمِينَ الْإِغْمَاءُ سَهْوٌ يَلْحَقُ الْإِنْسَانَ مَعَ فُتُورِ الْأَعْضَاءِ لِعِلَّةٍ وَهُوَ وَالْغَشْيُ وَاحِدٌ وَالْفُقَهَاءُ يُفَرِّقُونَ بَيْنَهُمَا كَمَا الْأَطِبَّاءُ وَالْغَيْنُ فِيهِ مَضْمُومَةٌ وَفِي الْغَشْيَة عَلَى لَفْظِ الْمَرَّةِ مَفْتُوحَةٌ وَهُوَ مَصْدَرُ غُشِيَ عَلَيْهِ فَهُوَ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ (وَالْغِشْيَانُ) بِالْكَسْرِ الْإِتْيَانُ يُقَالُ غَشِيَهُ إذَا أَتَاهُ ثُمَّ كُنِيَ بِهِ عَنْ الْجِمَاعِ كَمَا بِالْإِتْيَانِ وَمَنْ فَسَّرَهُ بِالتَّغْطِيَةِ فَقَدْ سَهَا.
غشي
غَشِيَهُ غِشَاوَةً وغِشَاءً: أتاه إتيان ما قد غَشِيَهُ، أي: ستره. والْغِشَاوَةُ: ما يغطّى به الشيء، قال:
وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً [الجاثية/ 23] ، وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ [البقرة/ 7] ، يقال:
غَشِيَهُ وتَغَشَّاهُ، وغَشَّيْتُهُ كذا. قال: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ
[لقمان/ 32] ، فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ
[طه/ 78] ، وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ
[إبراهيم/ 50] ، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى [النجم/ 16] ، وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى [الليل/ 1] ، إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ
[الأنفال/ 11] . وغَشَيْتُ موضع كذا: أتيته، وكنّي بذلك عن الجماع. يقال: غَشَّاهَا وتَغَشَّاهَا. فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ [الأعراف/ 189] . وكذا الْغِشْيَانُ، والْغَاشِيَةُ: كلّ ما يغطّي الشيء كَغَاشِيَةِ السّرج، وقوله: أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ
[يوسف/ 107] أي: نائبة تَغْشَاهُمْ وتجلّلهم. وقيل:
الْغَاشِيَةُ في الأصل محمودة وإنما استعير لفظها هاهنا على نحو قوله: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ
[الأعراف/ 41] ، وقوله:
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ
[الغاشية/ 1] ، كناية عن القيامة، وجمعها: غَوَاشٍ، وغُشِيَ على فلان: إذا نابه ما غَشِيَ فهمه. قال تعالى:
كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ
[الأحزاب/ 19] ، نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ
[محمد/ 20] ، فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ
[يس/ 9] ، وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ
[البقرة/ 7] ، كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ
[يونس/ 27] ، وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ
[نوح/ 7] ، أي: جعلوها غِشَاوَةً على أسماعهم، وذلك عبارة عن الامتناع من الإصغاء، وقيل: (اسْتَغْشَوْا ثيابهم) كناية عن العدو كقولهم: شمّر ذيلا وألقى ثوبه، ويقال:
غَشَيْتُهُ سوطا أو سيفا، ككسوته وعمّمته.
غشي
: (ي (} غُشِيَ عَلَيْهِ، كعُنِيَ) ، {غَشْيَةً و (} غَشْياً) ، بالفَتْحِ؛ وضمَّه لُغَة عَن صاحِبِ المِصْباحِ؛ ( {وغَشَياناً) ، محرَّكةً: (أُغْمِيَ) عَلَيْهِ، (فَهُوَ} مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {يَنْظُرونَ إليكَ نَظَرَ {المَغْشِيِّ عَلَيْهِ من الموْتِ} .
(والاسْمُ} الغَشْيَةُ) ، بالفَتْح، وجعَلَهُ الجوْهري مَصْدراً، وجعَلَهُ صاحِبُ المِصْباح للمَرّةِ. ويقالُ: إنَّ {الغَشْيَ تَعَطلُ القُوَى المُحَرِّكة والأوْردةِ الحسَّاسَةِ لضعْفِ القَلبِ بسَبَبِ وَجَعٍ شَديدٍ أَو برْدٍ أَو جُوعٍ مُغْرِطٍ، وفرَّقُوا بَيْنه وبينَ الإغْماء بوُجُوهٍ يَأْتي ذِــكْرُهــا.
وقوْلُه تَعَالَى: {لَهُم مِن جهنمَ مِعادٌ (وَمن فَوْقهم} غَواشٍ) } أَي أَغْماءٌ) ؛) جَمْعُ {غاشِيَةٍ. والأغْماءُ: هِيَ} الأغْشاءُ. وزَعَمَ الخَليلُ وسِيْبَوَيْه أَنَّ الواوَ عِوَضٌ عَن ياءٍ لأنَّ غَواشٍ لَا تَنْصَرِفُ وأَصْلُها {غَواشِيَ، حُذِفَت الضمَّةُ لثِقَلِها على الياءِ وعُوِّضَت التَّنْوينِ.
(وعَلى بَصَرِه وقَلْبِه) ؛) واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على البَصَر، (غَشْوَةٌ وغِشاوَةٌ، مُثَلَّثَتَيْنِ) ؛) التَّثلِيثُ فِي غَشْوَةٍ ذَــكَرَه الجَوْهرِي، وَفِي غِشاوَةٍ، ذَــكَرَه ابنُ سِيدَه، (} وغاشِيَةٌ {وغُشْيَةٌ} وغُشايَةٌ، مضْمُومتينِ، {وغِشايَةٌ) ، بالكسْرِ: أَي (غِطاءٌ) .) وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وخَتَم على سَمْعِه وقَلْبِه وجعَلَ على بَصَرِه غِشاوَةٌ} .
الغِشاوَةُ: مَا} يُغْشَى بِهِ الشيءُ.
وقالَ الأزْهرِي: مَا {غَشِيَ القَلْبُ من الطَّبَع.
وقُرِىءَ: غَشْوة، وكأَنَّه رُدَّ إِلَى الأصْلِ لأنَّ المَصادِرَ كُلَّها تُردُّ إِلَى فَعْلة، والقِراءَةُ الجَيِّدَةُ غِشَاوَة، وكلُّ مَا اشْتَمَل على شيءٍ فمَبْنيٌّ على فِعالَةٍ كعِمامَةٍ وعِصابَةٍ؛ وَكَذَا الصِّناعاتُ لاشْتِمالِها على مَا فِيهَا كالخِياطَةِ والقِصارَةِ.
(و) قد (} غَشَّى اللَّهُ على بَصَرِه تَغْشِيَةٍ، {وأَغْشَى) :) أَي غَطَّى؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} فَأَغْشَيْناهُم فهُم لَا يُبْصِرُون} .
( {وغَشِيَهُ الأَمْرُ) ، كرَضِيَ،} يَغْشَى غشَاوَةً، (! وتَغَشَّاهُ) :) أَتاهُ إتيانَ مَا قد {غَشِيَه أَي سَتَرَه.
(} وأَغْشَيْتُه إِيَّاهُ {وغَشَّيْتُه) ؛) وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} يُغْشِي اللّيْلَ النهارَ} ، وقُرِىءَ: {يُغَشِّي، وَفِي الأنْفالِ: {} يُغْشِيَكُم} ؛ وقُرِىءَ: {يُغَشِّيكم} ويَغْشَاكُم.
وقولُه تَعَالَى: { {فغَشِيَهم من اليَمِّ مَا} غَشِيَهم} ، وقولُه تَعَالَى: {إِذْ {يَغْشَى السّدْرَة مَا يَغْشَى} .
(} والغاشِيَةُ: القِيَامَةُ) لأنَّها {تَغْشَى الخَلْق فتعمُّ. وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {هَل أَتاكَ حدِيثُ} الغاشِيَةِ} ؛ وَفِي الصِّحاح: لأنَّها تَغْشَى بإفْزاعِها.
(و) قيلَ: (النَّارُ) لأنَّها تَغْشى وُجُوه الكُفَّار.
(و) الغاشِيَةُ: (قميصُ القَلْبِ) ، وَهُوَ جِلْدٌ {غُشِّيَ بِهِ، فَإِذا خُلِعَ مِنْهُ ماتَ صاحِبُه.
(و) أَيْضاً: (جِلْدٌ أُلْبِسَ جَفْنَ السيَّفِ من أَسْفَلِ شارِبِهِ إِلَى) أَنْ يَبْلغَ (نَعْلَه.
(و) } غاشِيَةُ السيَّفِ: (مَا {يَتغَشَّى قوائِمَهُ من الأسْفارِ) ؛) وَفِي المُحْكم: مِن الأسْفانِ، قالَ جَعْفرُ بنُ عُلْبةِ الحارِثيُّ:
نُقاسِمُهُم أَسْيافَنا شَرَّ قِسْمَةٍ
ففِينا} غَواشِيها وَفِيهِمْ صُدُورُها (و) الغاشِيَةُ: (داءٌ) يأْخُذُ (فِي الجوْفِ) ؛) عَن الأصْمَعِي؛ وَمِنْه قولُهم: رَماهُ اللهُ {بالغاشِيَةِ، قالَ الَّراجِزُ:
فِي بَطْنِه غاشِيَةٌ تُتَمِّمُهْ أَي تُهْلِكُه.
(و) الغاشِيَةُ: (السُّؤَّالُ) ، جَمْعُ سائِلٍ، (يَأْتُونَكَ) مُسْتَجْدِينَ.
(و) أَيْضاً: (الزُّوَّارُ، والأَصْدِقاءُ يَنْتابُونَكَ) ويَقْصدُونَكَ.
(و) الغاشِيَةُ: (حديدَةٌ فَوْقَ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
قَالَ الأزْهرِي: وَهِي الدامِغَةُ.
(} وغِشاءُ القَلْبِ) ، بالكَسْرِ، (و) كَذَا {غِشاءُ (السَّرْجِ والسيَّفِ وغيرِهِ: مَا} تَغَشَّاهُ) ويُغَطِّيه، {فغِشاءُ القَلْبِ: قَمِيصُه الَّذِي تقدَّمَ ذِــكْرُهــ؛ وغِشاءُ السَّرْجِ: مَا يُغَطَّى بِهِ مِن جلْدٍ وغيرِهِ، وغِشاءُ السيفِ: غِلافُهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الغاشِيَةُ مِن العَذابِ: العُقُوبَةُ المُجَلِّلَةُ.
والغِشاوَةُ، بالكسْرِ: جلْدَةُ القَلْبِ.
} وغَشِيَ الليْلُ، كرَضِيَ: أَظْلَمَ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {واللّيْلُ إِذا {يَغْشَى} ؛ وأَغْشَى كَذلكَ.
والغاشِيَةُ: الداهِيَةُ.
} وغَشْيَةُ الحُمَّى: لمتُها.
وغَشْيَةُ المَوْتِ: هُوَ مَا يَنُوبُ الإنْسانَ ممَّا {يُغْشَى فَهْمُه.

ريم

Entries on ريم in 14 Arabic dictionaries by the authors Al-Fayyūmī, Al-Miṣbāḥ al-Munīr fī Gharīb al-Sharḥ al-Kabīr, Al-Ṣāḥib bin ʿAbbād, Al-Muḥīṭ fī l-Lugha, Habib Anthony Salmone, An Advanced Learner's Arabic-English Dictionary, and 11 more
(ريم) : أَقِمْ رَيْمَ بَعِيرِك، أَي مَيْلَه.
(ر ي م) : (رَامَ) مَكَانَهُ يَرِيمُهُ زَالَ مِنْهُ وَفَارَقَهُ.
ر ي م: أَبُو عَمْرٍو: (مَرْيَمٌ) مَفْعَلٌ مِنْ (رَامَ) يَرِيمُ أَيْ بَرِحَ، يُقَالُ: لَا (رِمْتَ) أَيْ لَا بَرِحْتَ، وَهُوَ دُعَاءٌ بِالْإِقَامَةِ، أَيْ لَا زِلْتَ مُقِيمًا. 
ريم: ريَّم البحر: أرغى وألقى بالزبد (بوشر).
ريَّم: جعل كل نعجة ترضع حمل الأخرى (ألكالا).
ريم، واحدته ريمة: نوع من صغار السمك، رنكة سمك من فصيلة الصابوغيات، سنمور، صير، بلم، انشوفة، سردين أو سلرين (ألكالا، دومب ص68، مارسيل فيه ( anchois) وقد ترجمه بسردين ورنكة، هلو: رنكة).
ريمة: رغوة، زبد (بوشر).
ريميا: فن الشعبدة والشعوذة (زيشر 16: 226).

ريم


رَامَ (ي)(n. ac. رَيْم)
a. [acc.
or
Min
or
'An], Left, quitted; left off, ceased
discontinued.
b. Leaned over (burden).
c.(n. ac. رَيْم
رَيَمَاْن), Closed up (wound).
رَيَّمَ
a. ['Ala], Exceeded.
b. [Bi], Remained at.
رَيْمa. Excess, surplus; redundancy; remainder;
leavings.
b. Hill; hillock, mound; grave.
c. Close of the day.
d. Step, stair.
e. see 2
رِيْم
( pl.

آرَام [] )
a. White antelope.

مَرْيَم
a. Mary; Miriam.
ر ي م : مَرْيَمُ اسْمٌ أَعْجَمِيُّ وَوَزْنُهُ مَفْعَلٌ وَبِنَاؤُهُ قَلِيلٌ وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَصْلِيَّةً لَفَقْدِ فَعْيَلٍ فِي الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَنَقَلَهُ الصَّغَانِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ مَرْيَمُ مَفْعَلُ مِنْ رَامَ يَرِيمُ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا. 
ر ي م

لا أريم مكاني حتى أفعل كذا، ولا أريم منه ولا ترمه، وما يريم يفعل ذلك كما تقول: ما يبرح يفعل. ولأحد الرجلين على الآخر ريم: فضل وزيادة. وفي هذا العدل ريم على الآخر إذا كان أثقل منه. وأخذ فلان الريم وهو العظم الفاضل عن قسمة الأبداء العشرة من حزور الأيسار يسب به الياسر إن أخذه فيعطى الجازر فإن أباه أخذه الأوباد الهلكى من الفاقة الواحد وبد. وتقول: من خاف الذيم، عاف الريم. وقال:

وةكنتم كعظم الريم لم يدر جازر ... على أي بدأى مقسم اللحم يجعل
ريم: الرَّيْمُ: البَرَاحُ، لا يَرِيْمُ يَفْعَلُ ذاكَ. ورَامَ من مَكانِه رَيْماً ورَيْمُوْمَةً ورُيُوْماً: بَرِحَ.
والرَّيْمُ: أنْ تَقْسِمَ الجَزُوْرَ على أجْزَاءٍ تُسَوِّي بَيْنَها؛ فرُبَّما فَضَلَ شَيْءٌ من عَظْمٍ أو لَحْمٍ؛ فذَاكَ الرَّيْمُ.
ونَهَارٌ رَيْمٌ: طَوِيْلٌ.
ورَيَّمَ ذا على ذا: أي زادَ.
والرَّيْمُ: القَبْرُ أيضاً.
ورَيَّمَ بالمَكَانِ تَرْيِيْماً: أقَامَ به. ورَيَّمَتِ السَّحَابَةُ: أغْضَتْ. ورَيَّمَ عليهم البَلاَءُ: أي أظَلَّهُمْ.
والمَرْيَمُ من النِّسَاءِ: التي تُحِبُّ حَدِيْثَ الرِّجَالِ ولا تَفْجُرُ.
[ريم] نه: فيه: "لا ترم" من منزلك غدًا، أي لا تبرح، من رام يريم إذا برح وزال من مكانه، وأكثر استعماله في المنفى. ومنه: فوالكعبة ما "راموا" أي ما برحوا. و"ريم" بكسر راء موضع قريب من المدينة. ج: لا "أريم" عن مكاني، لا أبرح. ومنه: "فلم يرم" حمص. قس: هو بفتح ياء وكسر راء أي لم يبرح منها أو لم يصل إليها حتى أتاه كتاب من صاحبه ضغاطر يوافق رأي هرقل على خروجه وعلى أنه نبي، وهذا يدل على أنهما أقرا بنبوته، فضغاطر أسلم ودعا الروم إلى الإسلام فقتلوه، وأما هرقل فشح بملكه وحارب المسلمين في مؤتة وتبوك، ويحتمل أن يضمر الإسلام ويفعل هذه المعاصي شحا بملكه، وفي مسند أحمد أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك أني مسلم، فقال صلى الله عليه وسلم إنه على نصرانيته. غ: رام يريم برح ويروم طلب.
[ر ي م] الرِّيْمُ البَراحُ يُقالُ ما رِمْتُ أَفْعَلُه وما رِمْتُ المَكانَ وما رِمْتُ منه ورَيَّمَ بالمَكانِ أَقامَ والرَّيْمُ الفَضْلُ والرَّيْمُ الدَّرَجَةُ والدُّكّانُ والرَّيْمُ النَّصِيبُ يَبْقَى من الجَزُورِ وقِيلَ هو عَظْمٌ يَفْضُل لا يَبْلُغُهم جَمِيعا فيُعطاهُ الجَزّارُ قال اللِّحْيانِيُّ يُؤْتَى بالجَزُورِ فيَنْحَرُها صاحِبُها ثم يَجْعَلُها عَلَى وَضَمٍ وقد جَزَّأَها عَشْرَة أَجْزَاءٍ على الوَرِكَيْنِ والفَخِذَيْنِ والعَجُزِ والكاهِلِ والزَّوْرِ والمَلْحاءِ والكَتِفَيْنِ وفِيهما العَضُدانِ ثُمَّ يَعْمِدُ إلى الطَّفاطِفِ وخَرَزِ الرَّقَبَةِ فيُقَسِّمُها صاحِبُها عَلَى تِلْكَ الأَجْزاءِ بالسَّوِيَّةِ فإِن بَقِيَ عَظْمٌ أو بَضْعَةٌ فذلِكَ الرَّيْمُ ثُمَّ يَنْتَظِرُ به الجازِرُ من أَرادَه فَمَنْ فازَ قِدْحُه فأَخَذه يَثْبُت به وإِلا فهو للجازِرِ قالَ شاعِرٌ من حَضْرَمَوْتَ (وكُنْتُم كعَظْمِ الرَّيْمِ لم يَدْرِ جازِرٌ ... عَلَى أَيِّ بَدْأَيْ مُقْسِمِ اللَّحْمِ يَجْعَلُ)

هكذا أَنْشَدَه اللِّحيانِيُّ ورَواه يَعْقُوبُ يُوضَعُ والمَعْروفُ ما أَنْشَدَه اللِّحيانِيُّ ولم يَرْو يُوضَعُ أَحَدٌ غيرُ يَعْقوبَ والرَّيْمُ القَبْرُ وقِيلَ وَسَطُه والرَّيْمُ آخِرُ النَّهارِ إلى اخْتِلاطِ الظُّلْمَةِ ورَيْمانُ مَوْضِعٌ
[ريم] رامَهُ يَريمُهُ رَيْماً، أي بَرْحَه. يقال: لا تَرِمْهُ، أي لا تبرحه. وقال : فألقى التهامى منهما بلَطاتِهِ وأَحْلَطَ هذا لا أريم مكانيا ويقال: رمت فلانا، ورِمْتُ من عند فلان، بمعنىً. وقال : أبانا فلا رِمْتَ من عندنا فإنّا بخير إذا لم تَرِمْ أي لا بَرِحْتَ. والرَيْمُ: عظمٌ يبقى بعد ما يُقْسَمُ الجزور. وأنشد ابن السكيت وكنتم كعظم الريم لم يدر جازر على أي بد أي مقسم اللحم يوضع وغير يعقوب يرويه: " يجعل ". وقال ابن الاعرابي: الريم: القبر. وقال : إذا مت فاعتادى القبورَ وَسَلِّمي على الرَيْمِ أُسْقيتِ الغمام الغواديا والريم: الدرجة، لغة يمانية حكاها أبو عمرو ابن العلاء. والريم: الزيادةُ والفضلُ. يقال: لهذا على هذا ريم. قال العجاج: والعصر قبل هذه العُصورِ مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ بالزجر والريم على المزجور أي من زجر فعليه الفضل أبدا، لانه إنما يزجر عن أمر قصر فيه. ويقال: قد بقى رَيْمٌ من النهار، وهي الساعة الطويلة. وريمَ بالرجل، إذا قُطِعَ به. وقال:

وريمَ بالسَاقي الذي كان مَعي * ابن السكيت: رَيَّمَ فلان بالمكان تَرْييماً: أقام به. ورَيَّمَتِ السحابةُ فأغضنتْ، إذا دامت فلم تقلع. وتريم: موضع. وقال:

بتلاع تريم هامهم لم تقبر * أبو عمرو: مريم مفعل من رام يريم.

ريم: الرَّيْمُ: البَراحُ، والفعل رامَ يَرِيمُ إذا بَرِحَ. يقال: ما

يَرِيمُ

يفعل ذلك أَي ما يَبْرَحُ. ابن سيده: يقال ما رِمْتُ أَفعله وما رِمْتُ

المكان وما رِمْتُ منه. ورَيَّمَ بالمكان: أقام به. وفي الحديث: أَنه قال

للعباس لا تَرِمْ من منزلك غداً أنت وبَنُوكَ أي لا تَبْرَح، وأَكثر ما

يستعمل في النفي. وفي حديث آخر: فَوَالكَعْبَة ما راموا أي ما برحوا.

الجوهري: يقال رامَهُ يَرِيمُهُ رَيْماً أي بَرِحَهُ. يقال: لا تَرِمْه أَي

لا تَبْرَحْهُ؛ وقال ابن أَحمر:

فأَلْقَى التِّهامِي منهما بلَطاتِه،

وأَحْلَطَ هذا لا أَرِيمُ مكانِيا

ويقال: رِمْتُ فلاناً ورِمْتُ من عند فلان بمعنى؛ قال الأَعشى:

أَبانا فلا رِمْتَ مِن عندنا،

فإنَّا بخَيْرٍ إذا لم تَرِمْ

أَي لا بَرِحْتَ. والرَّيْمُ: التباعد، ما يَرِيمُ. قال أَبو العباس:

وكان ابن الأَعرابي يقول في قولهم يا رمْت بكرٍ قد رمت

(* قوله «في قولهم

يا رمت بكر قد رمت» كذا هو بالأصل بهذا الضبط)، قال: وغيره لا يقوله إلا

بحرف جَحْدٍ؛ قال وأَنشدني:

هل رامني أحدٌ أراد خَبِيطَتي،

أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحتي وجَنابي؟

يريد: هل بَرِحَني، وغيره ينشده: ما رامني. ويقال: رَيَّمَ فلان على

فلان إذا زاد عليه. والرَّيْمُ: الزيادة والفضل. يقال: لها رَيمٌْ على هذا

أي فضل؛ قال العجاج:

والعَصْر قبلَ هذه العُصُورِ

مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ

بالزَّجْرِ والرَّيْمِ على المَزْجورِ

أَي من زُجِرَ فعليه الفضل أبداً لأَنه إنما يُزْجَرُ عن أمر قَصَّرَ

فيه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً:

فَأَقْعِ كما أَقْعَى أَبوكَ على اسْتِهِ،

يَرَى أَن رَيْماً فوقه لا يُعادِلُهْ

والرَّيْمُ: الدَّرجة والدُّكَّان، يمانية. والرَّيْمُ: النصيب يَبقى من

الجَزورِ، وقيل: هو عظم يبقى بعدما يُقْسَمُ لحم الجَزور والمَيْسِر،

وقيل: هو عظم يفضل لا يبلغهم جميعاً فيُعْطاه الجَزَّارُ؛ قال اللحياني:

يؤتى بالجَزور فَيَنْحَرُها صاحبها ثم يجعلها على وَضَمٍ وقد جَزَّأَها

عشرة أَجزاء على الوركين والفخذين والعَجُزِ والكاهلِ والزَّوْرِ والمَلْحاء

والكتفين، وفيهما العضدان، ثم يَعْمِدُ إلى الطَّفاطِف وخَرَزِ الرقَبة

فيقسمها صاحبها على تلك الأَجزاء بالسوية، فإن بقي عظم أَو بَضعة فذلك

الرَّيْمُ، ثم ينتظر به الجازر من أَراده فمن فاز قِدْحُه فأَخذه يثبت به،

وإلا فهو للجازر؛ قال شاعر من حَضْرَمَوْتَ:

وكنتم كَعَظْمِ الرَّيْمِ، لم يَدْرِ جازِرٌ

على أَيِّ بَدْأَيْ مَقْسِمِ اللحم يُجْعَلُ

قال ابن سيده: هكذا أنشده اللحياني، ورواية يعقوب: يُوضَعُ، قال:

والمعروف ما أنشده اللحياني، ولم يَرْوِ يُوضع أحد غير يعقوب؛ قال ابن بري:

البيت لأَوْسِ بن حَجَرٍ من قصيدة عينية وهو للطِرمَّاحِ الأَجَئيّ من

قصيدة لامية، وقيل: لأَبي شَمِرِ بن حُجْر، قال: وصوابه يُجْعَلُ مكان يوضع،

قال: وكذا أَنشده ابن الأَعرابي وغيره؛ وقبله:

أَبوكُمْ لئيم غير حُرٍّ، وأُمُّكُمْ

بُرَيْدَةُ إن ساءتْكُمُ لا تُبَدَّلُ

والرَّيْمُ: القَبر، وقيل: وسطه؛ قال مالك بن الرَّيْبِ:

إذا مُتُّ فاعتادِي القُبورَ وسَلِّمِي

على الرَّيْم، أُسْقِيتِ الغَمامَ الغَوادِيا

والرَّيْمُ: آخر النهار إلى اختلاط الظلمة. ويقال: عليك نهار رَيْمٌ

أَي عليك نهار طويل. يقال: قد بقي رَيْمٌ من النهار وهي الساعة الطويلة.

ورِيمَ بالرجل إذا قُطِعَ به؛ وقال:

ورِيمَ بالسَّاقي الذي كان مَعِي

ابن السكيت: ورَيَّمَ فلان بالمكان تَرْيِيماً أقام به. ورَيَّمَتِ

السحابة فأغْضَنَتْ إذا دامَت فلم تُقْلِعْ. قال ابن بري: رَيَّمَ زاد في

السير من الرَّيْم، وهو الزِّيادة والفضل؛ وعليه قول أَبي الصَّلْتِ:

رَيَّمَ في البَحْرِ للأَعداءِ أَحْوالا

قال: وقد يكون رَيَّمَ من الرَّيْمِ وهو آخر النهار، فكأَنه يريد

أَدْأَبَ السير في ذلك الوقت، كما يقال أَوَّبَ إذا سار النهار كله، وقد يكون

رَيَّمَ من الرَّيْمِ وهو البراح، فكأنه يريد أكثر الجَوَلانَ والبَراحَ

من موضع إلى موضع.

والرِّيمُ: الظَّبْيُ الأَبيض الخالص البياض؛ قال ابن سيده في كتابه يضع

من ابن السكيت: أيُّ شيء أَذْهَبُ لزَيْن وأَجْلب لغَمْر عين من معادلته

في كتابه الإِصلاح الرَّيْمَ الذي هو القبر والفضل بالرِّيم الذي هو

الظبي، ظنّ التخفيف فيه وضعاً.

والرَّيْمُ: الظِّرابُ وهي الجبال الصغار. والرَّيْمُ: العلاوة بين

الفَوُدَيْنِ، يقال له البرواز. ورَيْمان: موضع. وتِرْيَم: موضع؛ وقال:

هَلْ أُسْوَةٌ لِيَ في رجال صُرِّعُوا،

بتِلاعِ تِرْيَمَ، هامُهُم لم تُقْبَرِ؟

أَبوعمرو: ومَرْيَم مَفْعَل من رام يَرِيم. وفي الحديث ذكر رِيمٍ، بكسر

الراء، اسم موضع قريب من المدينة.

ريم

1 رَيْمٌ is syn. with بَرَاحٌ; (Lth, T, M, K;) and the verb is رَامَ, aor. ـِ [He went away, or departed; and he quitted a place: and he ceased doing a thing:] (Lth, T, TA:) رَيْمٌ being the inf. n. (TA.) IAar used to say, in relation [or reply] to the saying مَا رِمْتُ [I did not go away, &c., or I have not gone away, &c.], بَلَى قَدْ رِمْتُ [Nay, I did go away, &c., or I have gone away, &c.]: but others use the verb only with a negative particle: (T:) or it is mostly used in negative phrases. (TA.) You say, رَامَهُ, aor. ـِ (S, Mgh,) inf. n. as above, (S,) He went away from it, departed from it, or quitted it; syn. بَرِحَهُ; (S;) or زَالَ مِنْهُ, and فَارَقَهُ; namely, his place. (Mgh.) And رِمْتُ فُلَانًا and رَمْتُ مِنْ عِنْدِ فُلَانٍ

[I went away from such a one]: both meaning the same. (S.) And لَا تَرِمْهُ Go not thou away from him, or it; syn. لَاتَبْرَحْهُ. (S.) And مَا رِمْتُ المَكَانَ and مَا رِمْتُ مِنْهُ (M, K) I went not from the place; syn. مَا بَرِحْتُ. (K.) And مَا رِمْتُ أَفْعَلُ ذٰلِكَ (M, * K, * TA) I ceased not doing that; syn. مَا بَرِحْتُ. (TA.) b2: And i. q. تَبَاعُدٌ [The being, or becoming, distant, remote, far off, or aloof; &c.]: (T, K:) [you say,] مَا يَرِيمٌ [He does not become distant, &c.]. (T.) [Accord. to the TK, it is, in this sense, inf. n. of رَامَهُ, aor. as above, meaning He was, or became, distant, &c., from it.] b3: And An inclining, or a leaning, in the load of a camel, (K, TA,) by reason of excess and heaviness thereof. (TA.) One says, لِهٰذَا العِدْلِ رَيْمٌ عَلَى هٰذَا [There is to this side-burden an inclining, or a leaning, by reason of an excess of weight over this: or,] a heaviness [exceeding that of this], by reason of which it inclines, or leans. (TA.) [And accord. to the TK, you say of the load of a camel, رَامَ, meaning It inclined, or leaned.] b4: And The becoming drawn together, of the mouth of a wound, in order to heal; as also رَيَمَانٌ. (K.) [Both are said in the TK to be inf. ns. of رَامَ, aor. as above, said of a wound, meaning Its mouth became drawn together, in order to heal.]

A2: رِيمَ بِهِ i. q. قُطِعَ بِهِ [He was or became, disabled from prosecuting, or unable to prosecute, his journey]. (S, K.) A rájiz says, وَرِيمَ بِالسَّاعِى الَّذِى كَانَ مَعِى

[And the messenger that was with me became disabled from prosecuting his journey]. (S, TA.) 2 ريّم عَلَيْهِ, (T, K,) inf. n. تَرْيِيمٌ, (TA,) He exceeded him; (T, K, TA;) i. e., one man, another; (T;) in journeying, or pace, and the like: from رَيْمٌ as signifying زِيَادَةٌ and فَضْلٌ [i. e.

“ excess,” &c.], or as signifying بَرَاحٌ [expl. above]. (TA.) b2: ريّم بِالمَكَانِ, (ISk, S, M,) inf. n. as above, (ISk, S,) He (a man, ISk, S) remained, stayed, dwelt, or abode, in the place. (ISk, S. M.) And رَيَّمَتِ السَّحَابَةُ فَأَغْضَنَتْ The cloud remained without clearing away [and rained continually]. (S, TA.) b3: And ريّم, inf. n. as above, He journeyed all the day. (TA.) رَيْمٌ Excess, redundance, or superiority; syn. فَضْلٌ, (ISk, T, S, M, K,) and زِيَادَةٌ, (S, K,) which is like فَضْلٌ. (TA.) One says, لِهٰذَا رَيْمٌ عَلَى هٰذَا This has excess, or superiority, (فَضْلٌ, ISk, T,) over this. (ISk, T, S. *) الرَّيْمُ عَلَىالمَزْجُورِ, a phrase used by El-'Ajjáj, means مَنْ زُجِرَ فَعَلَيْهِ الفَضْلُ [which may be rendered He who is chidden, it is incumbent on him to exceed; or he who is chidden is exceeded]: (T, S:) such being always the case; for one is chidden only on account of an affair in which he has fallen short of doing what was requisite. (S.) b2: A thing such as is termed عِلَاوَة [q. v.] between the two side-loads of a camel. (IAar, T, K.) Hence the saying, الرَّيْمُ

أَثْقَلُ عَلَى الدَّوَابِّ مِنَ الحِمْلِ [The additional burden that is put between the two side-loads is more onerous to the beasts than the (usual) load]. (TK) after the flesh of the slaughtered camel has been distributed (T, S) in the game called المَيْسِر, (T,) and which is given to the slaughterer: (M, K:) accord. to Lh, the camel for slaughter is brought, and its owner slaughters it, then puts it upon something laid upon the ground to preserve it from pollution, having divided it into ten portion, namely, the two haunches, and the two thighs, and the rump, and the withers, and the breast, and [the part of the back called] the مَلْحَآء [q. v.], and the two shoulders together with the two arms; then he betakes himself to the طَفَاطِف [or soft parts, such as the flanks, or the soft parts of the belly], and the vertebræ of the neck, and distributes them upon those portions equally; and if there remain a bone, or a small piece of flesh, that is the رَيْم: then the slaughterer waits with it for him who desires it, and he whose arrow wins, his it is; otherwise, it is for the slaughterer. (M, TA.) b3: The last portion of the day-time, extending to the confusedness (اِخْتِلَاط, for which اِخْتِلَاف is erroneously put in the copies of the K, TA) of the darkness. (M, K, TA.) A long [indefinite period such as is termed] سَاعَة: (S, K:) so in the saying, قَدْ بَقِىَ رَيْمٌ مِنَ النَّهَارِ [A long period of the day-time had remained; or, emphatically, remains]. (S.) And نَهَارٌ رَيْمٌ meansA long day or day-time: so in the saying, عَلَيْكَ نَهَارٌ رَيْمٌ [app. meaning A long day is appointed thee for the performance of a work or task]. (Az, T.) A2: Also i. q. دَرَجَةٌ [as meaning A series of stairs:] (IAar, JM, T, S, M, K:) of the dial. of El-Yemen. (S.) Aboo-'Amr Ibn-'Alà says, as related by As, I was in El-Yemen, and I came to the house of a man, inquiring for him, and a man of the house said to me, اُسْمُكْ فِى الرَّيْمِ, meaning اِصْعَدِ الدَّرَجَةِ [Ascend thou the stairs]. (JM, cited in the PS.) b2: And i. q. دُكَّانٌ [meaning A kind of wide bench, of stone or brick; and also a shop]: (M, TA:) likewise of the dial. of El-Yemen. (TA.) b3: And Small mountains. (IAar, T, K.) b4: And A grave: (IAar, T, S, M, K:) or the middle thereof. (M, K.) A3: See also what next follows.

رِيمٌ, (JM, T, PS,) with kesr, (JM, PS,) [accord. to the K, erroneously, ↓ رَيْمٌ, The antilope leucoryx;] a white antelope; (JM, PS;) an antelope (ظَبْىٌ) that is purely white: (IAar, T, K:) written with and without ء: [see رِئْمٌ, in art. رأم:] pl. أَرْآمٌ (JM, PS) [and آرَامٌ].

مَرْيَمٌ A woman who loves the discourse of men, but does not act vitiously or immorally, or commit adultery or fornication. (K.) Also a [female] proper name. (K.) It is said by AA to be of the measure مَفْعَلٌ from رَامَ, aor. ـِ (S, Sgh, Msb, TA:) but some say that, as a proper name, it is arabicized, from مَارِيَة. (TA.)
ريم

( {الرَّيْم: الفَضْل) والزِّيادَة. يُقَال: لِهذَا على هَذَا} رَيْم، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَأنْشد للعَجَّاج:
(بالزَّجْر {والرَّيْمِ على المَزْجُورِ ... )

" أَي: مَنْ زُجِر فَعَلَيه الفَضْل أبدا؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُزجَر عَن أمرٍ قد قَصَّر فِيهِ ".
(و) الرَّيْمُ: (العِلاَوةُ بَيْنَ الفَوْدَيْن) ، يُقَال لَهُ: البرواز.
(و) الرَّيْمُ: الظِّرابُ؛ وَهِي (الجِبالُ الصِّغار. و) قَالَ اْبنُ الأعرابيّ: الرَّيْمُ: (القَبْرُ) ، وَأنْشد الجوهَرِيّ لمالِك بنِ الرَّيْب:
(إِذا مُِتُّ فاعْتادِي القُبورَ وسَلِّمي ... على الرَّيْم أُسقِيتِ الغَمامَ الغَوادِيَا)

(أَو) الرّيمُ: (وَسَطه) ، وَبِه فُسِّر البيتُ أَيْضا. (و) الرَّيْمٌ: (التَّباعد) مَا} يَرِيمُ.
(و) الرَّيْمُ: (الظَّبْي الخَالِص البَياضِ) . وَقَالَ اْبنُ سِيدَه فِي كِتَابه عَن اْبنِ السِّكّيتِ: أَي شَيْء أذهَبُ لزَيْن وأجلَبُ لغَمْر عين، من مُعادَلَتِه فِي كِتَابه الْإِصْلَاح، الرَّيْم الَّذِي هُوَ القَبْر والفَضْل {بالرِّيم الَّذِي هُوَ الظبي، ظنّ التَّخْفِيف فِيهِ وَضْعا.
(و) الرَّيْمُ: (آخِرُ النَّهار إِلَى اخْتِلاف الظُّلْمَة) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب إِلَى اخْتِلاط الظُّلمَة.
(و) الرَّيْمُ: (انْضِمام فَمِ الجُرْح للبُرْء كالرَّيمَان مُحَرَّكَة) .
(و) الرَّيْمُ: (المُيْلُ فِي حِمْلِ البَعِير) ، وَذَلِكَ من فَضْله وثِقَله، يُقَال: لِهذا العِدْل رَيْمٌ على هَذَا أَي: ثِقَلٌ بِهِ يَمِيل.
(و) } الرَّيْم: (نَصِيب يَبْقَى من جَزُورٍ، أَو عَظْمٌ يَفْضُلُ) بَعْدَمَا يُقسَّم لَحمُ الجَزُور والمَيْسِر، وَقيل: هُوَ عَظْمٌ يَفْضُل لَا يَبْلُغُهم جَمِيعاً (فَيُعْطَاه الجَزَّار) . وَفِي الصّحاح: عَظْم يَبْقَى بَعْدَمَا يُقسَّم الجَزُور. انْتهى. وَقَالَ اللَّحياني. يُؤتَى بالجَزُور فينحَرُها صاحِبُها، ثمَّ يجعَلُها على وَضَم، وَقد جَزَّأها عشرَة أَجزَاء على الوَركِين والفَخِذَين والعَجُز والكَاهِل والزَّور، فَإِن بَقِي عَظْم أَو بَضْعَة فَذَلِك الرَّيْم، ثمَّ ينتَظِر بِهِ الجازِرُ مَنْ أَرادَه، فمَنْ فازَ قَدِحُه فَأَخذه يَثْبُت لَهُ، وَإِلَّا فَهُوَ للجازر. قَالَ الجوهريّ: وَأنْشد اْبنُ السِّكِّيت:
(وكُنْتُم كَعَظْمِ الرَّيْمِ لم يَدْرِ جازِرٌ ... على أَيّ بَدْأَى مَقْسِمِ اللَّحْم يُوضَعُ) قَالَ: وغَير يَعْقُوب يَرْوِيه: يُجْعَل. قلت: ويُرْوَى:
وَأَنت كعَظْم {الرَّيْم ... ، وَقَالَ اْبنُ سِيدَه: وَالْمَعْرُوف يُجْعَل، وَهِي رِواية اللّحياني، وَلم يَرْوِ " يُوضَع " أحدٌ غيرُ اْبنِ السِّكّيت. قُلتُ: وَهُوَ لِشاعرٍ من حَضْرَمَوْت، وَقَالَ اْبن بَرّيّ: لأَوْسِ بن حَجَر من قَصِيدة عَيْنِية، وَهُوَ لِلْطِرمَّاح الأَجَئِي من قَصِيدَةٍ لامِيَّة، وَقيل لأبي شَمِر بن حُجْر. قَالَ: وصَوابُه: يُجْعَلُ، وَهَكَذَا أنشَده اْبنُ الأَعرابيّ وغَيرُه. قُلتُ: ووجدتُ بخَطّ أبي زَكَرِيّا فِي أَبيات الإِصْلاح: قَالَ الطَّرِمَّاح الأَجئِيّ، وَقيل: لَشمِر بنِ حُجْر بنِ مُرَّة بن حُجْر بن وَائِل بنِ رَبِيعة انْتَهَى. وَقَالَ اْبنُ بَرِّيّ: وقَبْلَه:
(أبوكُم لَئِيمٌ غير حُرٍّ وَأُمُّكُم ... بُرَيْدَةُ إِن ساءَتْكُمُ لَمْ تُبَدَّلِ)

قُلتُ: وقَبْلَه:
(فَلَو شَهِد الصَّفَّيْنِ بالعَيْن مَرْثَدٌ ... إِذا لرآنا فِي الوَغَى غَيرَ عُزّلِ)

(وَمَا أنتَ فِي صَدْرِي بعمر وأجنه ... وَلَا بِفَتىً فِي مُقْلَتِي مُتَجَلْجِلِ)

أبوكم لَئِيم إِلَخ.
(و) الرَّيْم: (السَّاعَة الطَّوِيلَة) ، يُقَال: بَقِي رَيْم من النّهار كَمَا فِي الصَّحاح. وَقَالَ غَيرُه: يُقَال عَلَيْك نَهارٌ رَيْم أَي: نَهارٌ طَوِيل. (و) الرَّيْم: (الدَّرَجَة) لُغَة يمانِيَّة، حَكَاهَا أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاء، كَمَا فِي الصّحاح.
(و) الرَّيْمُ: (الزِّيادَةُ) ، وَهُوَ كالفَضْل وَقد تقدّم، وَلَو ذَــكَره هُناك كَمَا فَعَله الجوهرِيّ كَانَ أحسن.
(و) الرَّيْمُ: (البَراحُ) . يُقَال: (مَا رِمُتُ أَفْعَل) ذَلِك أَي: مَا بَرِحْت، وَقد} رَام {يَرِيم} رَيْماً. (و) قَالَ اْبنُ سِيدَه: (مَا! رِمْتُ المَكَان، و) مَا رِمْت (مِنْهُ) أَي: (مَا بَرِحْت) ، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ للعَبَّاس: " لاَ {تَرِمْ من مَنْزِلك غَداً أَنْت وبَنُوكَ " أَي: لَا تَبْرَح، وَأكْثر مَا يُسْتَعْمَل فِي النَّفْي. وَقَالَ الأَعْشَى:
(أبانَا فَلَا رِمتَ من عِنْدِنا ... فإنَّا بخَيْرٍ إِذا لم تَرِمْ)

أَي: لَا بَرِحْت، وَكَانَ اْبنُ الأَعرابيّ يذهب إِلَى أنَّه يُسْتَعْمَل من غير جَحْد أَيْضا، وَأنْشد:
(هَل} رامَنِي أحدٌ أَرَادَ خَبِيطَتِي ... أم هَل تَعذَّر ساحَتِي وجَنابِي)

يُرِيد: هَل بَرِحَني. وغَيْره يُنْشِده: مَا رامَنِي.
( {ورِيمَ بِهِ) بالكَسْر: (إِذا قُطِع) . قَالَ:
(ورِيمَ بالسَّاقِي الَّذِي كَانَ مَعِي ... )

(ونَهِيكُ بنُ} يَرِيم) الأوزاعِيّ (مُحَدّث) صَدُوقٌ، عَن مُغِيث الأوزاعِيّ، وَعَنْه الأوزاعِيّ.
( {ويَرِيمُ: حِصْن) باليَمَن من أَعْمال جَبَل قَيْس بيد عبد عَلِيّ بنِ عَوّاض، قَالَه ياقوت.
(} وتَرِيمُ بالمَثَنَّاة) من (فَوق: د بحَضْرمَوْت) : سُمِّي باسْم بانِيه تَرِيم ابنِ حَضْرَمَوْتْ، وَهُوَ عُشَّ الْأَوْلِيَاء، وَقد تَقدَّم ذِــكْرُهُ فِي " ترم " مُسْتَوفًى، فراجِعْه.
( {ومَرِيمَةُ) بكَسْر الرَّاء: (ة بهَا) أَيْضا، وبَهَا مَسْكَن السَّادة آل باعْلَوِي الْآن.
(وِريم، بالكَسْر: ع بِبِلاد المَغْرِب، و) أَيْضا: (ع قُرْبَ مَقْدشُوهَ) .
(} ورِيمَةُ، بالكَسْر: وادٍ لِبَنِي شَيْبَة بالمَدِينة) ، على ساكِنِها أفضَلُ الصَّلاة والسَّلام. (و) ! رَيمَةُ (بالفَتْح: مِخْلاف باليَمَن) مُشْتَمِل على عِدَّة قُرًى ومَسَاكِنَ فِي الجِبال وطَوَائِفَ وأُمم، قاعِدَته حٍ صْن كسمة، وَقد دَخَلْتُه، وَمِنْه الجَمال الرّيمِي أحد أَعْيان الشَّافِعِيَّة، روى عَنهُ الحافِظُ جَمالُ الدّين بن ظَهِيرة. (و) {رَيمَة: (حَصْن باليَمَن) إِلَيْهِ نُسِب المِخْلاف الْمَذْكُور.
(وَأَبُو رَيْمةَ: صَحابِيٌّ بَصْرِيّ) ، روى عَنهُ الأزرقُ بنُ قَيْس.
(} والمَرْيَمُ، كَمَقْعَدٍ: الَّتِي تُحِبّ حَدِيثَ الرِّجال وَلَا تَفْجُر) . قَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ مَفْعَل من {رَامَ} يَرِيم.
(و) {مَرْيمُ: (اسْم) ابْنة عِمْران الَّتِي أحْصَنَتْ فرجَها صلى الله عَلَيْهَا، وعَلى ابْنِها عِيسَى، وعَلى نَبِيَّنا أفْضَل الصّلاة والسّلام.
قُلتُ: وَإِنَّمَا قَالُوا: إِنَّه مَفْعَل؛ لَفَقْد فَعْيَل فِي لُغة الْعَرَب. وَقَالَ قَوْم: هُوَ فَعْلَل كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الشِّهاب فِي شَرح الشِّفاء، وَهُوَ مَبْنِيّ على أَنه عَرَبِيّ. وَقَالَ قوم: إِنَّه مُعرَّب مَارِية، وَقيل: هُوَ عَجَمِيّ على أَصْلِه، وَأوردهُ الجَلال فِي المُزْهِر.
(} ورَيَّم عَلَيْهِ) {تَرْيِيمًا: (زَادَ) عَلَيْهِ فِي السَّيْر ونَحْوه. قَالَ ابنُ بَرّيّ: هُوَ من} الرِّيم: الزِّيادة والفَضْل، وَعَلِيهِ قَولُ أَبِي الصَّلْت:
( {رَيَّم فِي البَحْرِ للأَعداءِ أَحْوالاَ ... )

أَو هُوَ من الرَّيْم وَهُوَ البَرَاح.
(} ورَيْمانُ) بِضَمِّ النّون: (مَوْضِعان) أًحدُهما حِصْن باليَمَن، والثَّاني مَوْضِع بَيْن البَصْرة واليَمامَة قَالَه نَصْر.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الرَّيْم: الدُّكَّانُ، يَمانِيّة. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: رَيَّم بالمكانِ تَرْيِيمًا: أَقَامَ بِهِ.
{ورَيَّمَت السَّحابَة فأغضَنَت: إِذا داسَت فَلم تُقْلِع، نَقله الجوهرِيّ.
} وتِرْيَم كحِذْيَم: مَوْضِع سبق ذكره فِي " ت ر م ".
ورَيَّم تَرْيِيمًا: سَار النَّهارَ كُلّه. وَفِي الحَدِيث ذكر {رِيم بالكَسْر وَهُوَ مَوْضِع بِالْمَدِينَةِ، قَالَ نصر: هُوَ مَنْزل لمُزَيْنَة، وَهُوَ وَادٍ يصب فِيهِ سَيْل وَرِقَان، وَقيل جَبَل.
وهُبيرة بن يريم: تابِعِي، عَن عَلِيّ وابنِ مَسْعُود، وَعنهُ أَبُو إِسْحَاق ثِقَة، تُوفِّي سنة سِتٍّ وسِتِّين ومِائة.

كيف

Entries on كيف in 15 Arabic dictionaries by the authors Ismāʿīl bin Ḥammād al-Jawharī, Tāj al-Lugha wa Ṣiḥāḥ al-ʿArabīya, Zayn al-Dīn al-Razī, Mukhtār al-Ṣiḥāḥ, Habib Anthony Salmone, An Advanced Learner's Arabic-English Dictionary, and 12 more
كيف: كلمة مدلولها استفهام عن عموم الأحوال التي شأنها أن تدرك بالحواس 
ك ي ف : كَيْفَ كَلِمَةٌ يُسْتَفْهَمُ بِهَا عَنْ حَالِ الشَّيْءِ وَصِفَتِهِ يُقَالُ كَيْفَ زَيْدٌ وَيُرَادُ السُّؤَالُ عَنْ صِحَّتِهِ وَسُقْمِهِ وَعُسْرِهِ وَيُسْرِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَتَأْتِي لِلتَّعَجُّبِ وَالتَّوْبِيخِ وَالْإِنْكَارِ وَلِلْحَالِ لَيْسَ مَعَهُ سُؤَالٌ وَقَدْ تَتَضَمَّنُ مَعْنَى النَّفْيِ وَكَيْفِيَّةُ الشَّيْءِ حَالُهُ وَصِفَتُهُ. 
كيف: ملائم، موافق. لائق. ميسور، ممكن، قابل للتحقيق (بوشر).
كيّف: ذكر الشيء، وصفه، وفصله (معجم الادريسي، فوك، هلو، محيط المحيط، مجهول كوبنهاكن): بتيسير يعجز العقول عن تكييفه (ألف ليلة 145:5، 5).
كيّف: غيّر، صوّر وأعطى الشيء شكلاً وأسلوباً ... الخ (بوشر).
كيّف: كوّن. أوجد. أحدث (المقري 331:1:1، 12، و700:2، 18، 729، 4 734، 17 مقدمة ابن خلدون 216:2، 10 البربرية 138:2، 12، 237، 3) (واقرأها كيّفه وفقاً لمخطوطتنا 1350 بدلاً من كنفه 368:3).
كيّف: وقول العامة كيّفه فتكيّف معناه سرّه فسُرّ (محيط المحيط ص800) (بوشر).
تكيف: مطاوع كيّف (معجم الادريسي، فوك، محيط المحيط انظر ما سبق في كيّف).
تكيّف: تصوّر، تمثّل (المقري 389:1، 17): والأذهان في تكيف سعده متحيرة. تكيّف بروحانية كوكب (البربرية، 287:1، 6 في الحديث عن ساحرة) وقد ترجم (دي سلين) الجلمة ب: استحوذ عليه روح الكوكب.
تكيّف: سُرّ، فرح، ابتهج، (بوشر، هربرت 226، محيط المحيط) انتشى نشى (بوشر).
متكيف: ذو مزاج مبتهج، منتش بالخمرة (بوشر).
كيفَ. كيف لي اليوم أن أرى عمر؟: ماذا ينبغي اليوم أن أفعل كي أرى عمر؟ (الأغاني 7: 68).
كيف كنت تسمع: ما قولك فيما سمعت. أي هل سرّتك (الأغاني 7).
كيف: (في كليلة ودمنة 197:3): ففرحت المرأة كيف يذهب: فرحت المرأة حين فكّرت أن زوجها سيرحل وإنها تستطيع أن تستقيل عشيقها. وفي (باسم 33:3): راسله كيف رجع إلى مستقره (وفي ألف ليلة 55:1، 6): وقبله ملتهب على مدينته كيف يغيب عنها.
كيف و: بخلاف ذلك، بعكس ذلك، بالعكس (المقري 848:1، 13): أبو حيان لم ينكر معجزات الأولياء كيف وقد ذكر منها كثيراً.
كيف كيف: تماماً مِثل .. (اورنسبي 69، 76).
كيفٌ: أسلوب. زي سمت. طرز. نمط؛ أعملُ على كيفي: أعمل على ذوقي، أو مرادي، أو أسلوبي. كيفك أو على كيفك: الأمر لك، كما تشاء أو كما يسرّك؛ إن كان لك كيف: لو يسرّك هذا، على كيفي: بمشيئتي على كيفه أي سلم أمره إليه وأصبح تحت تصرفه (بوشر).
كيف المزاج: الوضع الصحي؛ له كيف حالته جيدة (بما يتعلق بالصحة) (بوشر).
كيف: مزاج عرضي، طارئ واتفاقي، نزوة. مرادي وهواي له كيف له ميل أو هوى ل (بوشر).
كيف: بشاشة، دماثة (بوشر، محيط المحيط).
كيف: حالة السرور والنشوة التي تحدثها الحشيشة.
كيف: الحشيشة (ملتزان 140، علي باي 81:1، جاكسون 78، وتمب 330، ولمبريرو 300، وبانانتي 47:2، وريشارديوس صحاري 316:1، وترسترام 161).
كيفاش: كيف (بوشر).
كيفية: هيئة، تغيير، تبديل، تحويل modification ( بوشر).
كيفية: بُعد (بوشر).
كيفية: خصوصية. ظرف (بوشر).
كيفية: تسلية، سلوان، تسل. فرح كبير (بوشر. همبرت 226، محيط المحيط).
مكيّفات: ماجَريات (المقري 333:1 و336:2، 2).
كيف
كَيْفَ: حَرْفُ أدَاةٍ نُصِبَ فاؤها لِئلاّ يَلْتَقيَ ساكِنَانِ.
وانْكَافَ الشَّيْءُ: انْقَطَعَ، انْكِيَافاً. وكِفْتُه أنا: قَطَعْتُه. والكِيْفَةُ: قِطْعَة من الشَّيءِ بمَنْزِلَةِ الكِسْفَة.
[كيف] كيف: اسم مبهم غير متمكن، وإنما حرك أخره لالتقاء الساكنين، وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء. وهو للإستفهام عن الأحوال، وقد يقع بمعنى " التعجب " كقوله تعالى: {كيف تكفرون بالله} وإذا ضممت إليه " ما " صح أن يجازي به، تقول: كيفما تفعل أفعل.
(ك ي ف)

كَيَّف الأديمَ: قطعه.

الكِيفة: الْقطعَة مِنْهُ، كِلَاهُمَا عَن اللحياني.

وَكَيف: اسْم مَعْنَاهُ الِاسْتِفْهَام.

قَالَ اللحياني: هِيَ مُؤَنّثَة وَإِن ذكِّرت جَازَ، فَأَما قَوْلهم: كَيَّفَ الشَّيْء، فَكَلَام مولَّد.
ك ي ف: (كَيْفَ) اسْمٌ مُبْهَمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ وَإِنَّمَا حُرِّكَ آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَبُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ دُونَ الْكَسْرِ لِمَكَانِ الْيَاءِ. وَهُوَ لِلِاسْتِفْهَامِ عَنِ الْأَحْوَالِ. وَقَدْ يَقَعُ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} [البقرة: 28] . وَإِذَا ضُمَّ إِلَيْهِ (مَا) صَحَّ أَنْ يُجَازَى بِهِ تَقُولُ: كَيْفَمَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. 

كيف


كَافَ (ي)(n. ac. كَيْف)
a. Cut.

كَيَّفَa. see Ib. [ coll. ], Amused, diverted.
c. [ coll. ], Intoxicated.

تَكَيَّفَa. Diminished.
b. Assumed a form; became.
c. [ coll. ], Enjoyed himself;
caroused.
إِنْكَيَفَa. Pass. of I.
كَيْف a. [ coll. ], Enjoyment.
b. Well-being.
c. Good spirits.
d. Carouse, spree.

كَيْفِيَّة []
a. Quality; mode, manner.
b. [ coll. ], Pleasure, amusement.
c. [ coll. ], Pleasureparty.

كِيْفَة [] (pl.
كِيَف]
a. Piece of cloth.

كَيْفَ
a. How? In what way?
b. As, like; as well as, as also.

كَيْفَ حَالُك
a. How are you? How do you do?

كَيْفَمَا كَان
a. Howsoever; be that as it may.

عَلَى كَيْفِكَ
a. [ coll. ], As you will.
كيف
كَيْفَ: لفظ يسأل به عمّا يصحّ أن يقال فيه:
شبيه وغير شبيه، كالأبيض والأسود، والصحيح والسّقيم، ولهذا لا يصحّ أن يقال في الله عزّ وجلّ: كيف، وقد يعبّر بِكَيْفَ عن المسئول عنه كالأسود والأبيض، فإنّا نسمّيه كيف، وكلّ ما أخبر الله تعالى بلفظة كَيْفَ عن نفسه فهو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب، أو توبيخا نحو: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ [البقرة/ 28] ، كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ [آل عمران/ 86] ، كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ [التوبة/ 7] ، انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ [الإسراء/ 48] ، فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ [العنكبوت/ 20] ، أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [العنكبوت/ 19] .
الكيف: هيئة قارة في الشيء لا يقتضي قسمة ولا نسبة لذاته، فقوله: "هيئة" يشمل الأعراض كلها. وقوله: "قارة في الشيء" احتراز عن الهيئة الغير القارة، كالحركة والزمان والفعل والانفعال، وقوله: "لا يقتضي قسمة" يُخرِج الكم، وقوله: "ولا نسبة" يخرج باقي الأعراض النسبية، وقوله: "لذاته" ليدخل فيه الكيفيات المقتضية أو النسبة بواسطة اقتضاء محلها بذاك، وهي أربعة أنواع: الأول الكيفيات المحسوسة، فهي إما راسخة، كحلاوة العسل، وملوحة ماء البحر، وتسمى: انفعاليات، وإما غير راسخة، كحمرة الخجل، وصفرة الوجَل، وتسمى: انفعالات؛ لكونها أسبابًا لانفعالات النفس، وتسمى الحركة فيه: استحالة، كما يتسود العنب، ويتسخن الماء. والثانية: الكيفيات النفسانية، وهي أيضًا إما راسخة، كصناعة الكتابة للمتدرب فيها، وتسمى: ملكات، أو غير راسخة، كالكتابة لغير المتدرب، وتسمى حالات. والثالثة: الكيفيات المختصة بالكميات، وهي إما أن تكون مختصة بالكميات المتصلة، كالتثليث، والتربيع، والاستقامة، والانحناء، أو المنفصلة، كالزوجية والفردية.

والرابعة: الكيفيات الاستعدادية، وهي إما أن تكون استعدادًا، نحو القبول، كاللين والمراضية، ويسمى ضعفًا ولا قوة، أو نحو اللاقبول كالصلابة، والصحابية، ويسمى: قوة.
[كيف] ك: فيه: "كيف" وقد قيل! أي كيف تباشرها وقد قيل: إنك أخوها، وهو بعيد عن الورع، ففارقها أي طلقها ورعًا لا حكمًا، وأخذ بظاهره أحمد فأثبت الرضاع بشهادة المرضعة. وفيه: "كيف" صلاة الرجل؟ قال: مثنى مثنى، أي كيف صلاته عددًا، وتكرار مثنى تأكيد لأن الأول تكرر معنى، وهو مرفوع خبر محذوف أي صلاته مثنى. ط: "كيف" بكم إذا غدا أحدكم في حلة، أي كيف يكون حالكم إذا كثرت أموالكم ويلبس كل واحد ثوبًا في أول النهار وثوبًا في آخره لغاية التنعم، وذلك حين رأى مصعب بن عمير في ثوب مرقع ساكنًا في مسجد قباء، كان في مكة من أغنياء قريش، فقال: لأنتم اليوم خير، لأن الفقير ذا الكفاف خير من الغني المشتغل عن العبادة. ن: فكيف أنتم، هو سؤال من حسن الحال لا من شدتها لاستفاضة البركة. وح: "فكيف" نصلي عليك؟ إما سؤال عن كيفية الصلاة في غير الصلاة، أو فيها وهو الأظهر، قوله: حتى تمنينا أنه لم يسأله، أي كرهــنا سؤاله مخافة أن يكون صلى الله عليه وسلم كره سؤاله فشق عليه. وح: أما ما ذكرت من رجب "فكيف" بمن يصوم الأبد؟ هذا إنكار لتحريمه يعني أنه يصوم الأبد فكيف ينكر صوم رجب، وأجاب عن العلم أنه لا يحرمه وإنما هو يتورع خوفًا من دخوله في عموم النهي عن الحرير، وأجاب عن الميثرة أيضًا بإنكار التحريم منه وقال أنا أستعمله، وأخرجت أسماء جبة النبي صلى الله عليه وسلم المكفوفة بالحرير بيانًا لعدم حرمته.
كيف
كَيْفَ: اسم مُبهو غير متمكن، وغنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين؛ وبُني على الفتح دون الكسر لمكان الياء. وهو للاستفهام عن الأحوال. وقد يقع بمعنى التعجُّب والتوبيخ كقوله تعالى:) كَيْفَ تَكْفُرونَ باللهِ (. ويكون حالا لا سُؤال معه كقولك: لأُكْرِمَنَّكَ كيْفَ كُنت؛ أي على أي حال كُنْتَ. ويكون بمعنى النفي كقول سُويد بن ابي كاهِل اليشكري:
كَيْفَ يَرْجُوْنَ سِقَاطي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشِيْبٌ وصَلَعْ
وأما وقله تعالى:) فَكَيْفَ إذا جِئْنا من كلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ (فهو توكيد لما تقدّم من خبر وتحقيق لما بعده، على تأويل إنّ الله لا يَظِلم مثقال ذرَّة في الدنيا فكيف في الاخرة.
وإذا ضمَمْت إليه " ما " صحَّ أن يُجازى به تقول: كيف ما تَفْعَلْ أفْعَلْ.
وقال الفَرّاءُ: تقول: كيف لي بفلانٍ؟ فيقول: كل الكَيْفَ والكَيْفَ - بالجر والنصب -.
وكِفْتُ الشيء كَيْفاً: قَطَعْتُه. والكِيْفَةُ - بالكسر -: القِطعة من الشيء.
وقال أبو عمرو: يقال للخِرقَة التي يُرْقَع بها ذيل القميص القُدّامُ: كِيْفَةٌ، ولِلَّتي يُرْقَعُ بها الخَلْفُ: حِيْفَةٌ.
وحِصْن كِيْفى - مثال ضِيْزى -: حِصن بين آمد وجزيرة ابن عمر.
وقال اللِّحياني: كيَّفْتُ الأديم وكوَّفْتُه: إذا قطَّعتَه.
وأما اشتقاق الفعل من كَيْفَ؛ كقولهم؛ كَيَّفْتُه فَتَكَيَّفَ؛ فقياس، واستعمال المتكلمين دون السماع من العرب.
وقال ابن عبّاد: انْكافَ: أي انقَطع.
وتَكَيَّفْتُ الشيء: تَنَقَّصْتُه.
كيف
{الكَيْفُ: القطْعُ وَقد} كافَه {يَكِيفُه، وَمِنْه:} كَيَّفَ الأَدِيمَ {تَكْيِيفاً: إِذا قَطَعه.} وكَيْفَ، ويُقال: كَيْ بحَذْفِ فإئه، كَمَا قالُوا فِي سَوْفَ: سَوْ، وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
(كَيْ تَجْنَحُونَ إِلَى سَلْمِ ومأثُئِرَتْ ... قَتْلاكُمُ، ولَظَى الهَيْجاءِ تَضْطَرِمُ)
كَمَا فِي البَصائِرِ، قَالَ الجَوهرِيُّ: اسمٌ مُبْهَمٌ غيرُ مُتَمَكِّنٍ وإِنّما حُرِّكَ آخِرُه للسّاكِنَيْنِ، وبُنِي بالفَتْحِ دونَ الكُسْرِ لمَكانِ الياءِ كمَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ الأَزْهرِيُّ: {كَيْفَ: حرفُ أَداةٍ، ونُصِبَ الفاءُ فِراراً بِهِ من الياءِ الساكنةِ فهيا، لئلاّ يَلْتَقِي ساكنانِ. والغالبُ فِيهِ أَنْ يَكُونَ اسْتِفهاماً عَن الأَحْوالِ إِما حَقِيقِيّاً،} ككَيْفَ زَيْدٌ أَو غَيْرَهُ مثل: كَيْفَ تَكْفُرُونَ باللهِ فإنَّهُ أُخْرِج مُخْرَجَ التَّعَجُّبِ والتّوْبِيخِ، وقالَ الزَّجاجُ: كيفَ هُنا: اسْتِفْهامٌ فِي معنَى التَّعَجُّبِ، وَهَذَا التَّعَجُّبُ إِنّما هُوَ للخَلْق وللمُؤْمِنِينَ، أَي اعْجَبُوا من هؤُلاءِ كيفَ يَكْفُرُونَ بالهِ وَقد ثَبَتَتْ حُجَّةُ اللهِ عَلَيْهِم وكذلِكَ قولُ سُوَيْدِ بنِ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ:
(كيفَ يَرْجُونَ سِقاطِي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرّأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ) فإِنّه أُخْرِجَ مُخْرَجَ النَّفْيِ أَي: لَا تَرْجُوا مِنِّي ذلِك. ويَقَعُ خَبَراً قَبْلَ مَا لَا يَسْتَغْنِي عَنْه، كَكَيْفَ أَنْتَ وكَيْفَ كُنْتَ. ويَكُونُ حَالا لَا سُؤالَ مَعَه، كقَوْلِكَ: لأُكْرِمَنَّكَ كَيْفَ كُنْتَ، أَي: عَلى أَيِّ حالٍ كُنْتَ، وَحَالا قَبْلَ مَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ، ككَيْفَ جاءَ زَيْدٌ. ويَقَعُ مَفْعولاً مُطْلَقاً مثل: كَيْفَ فَعَل رَبُّكَ. وأَما قَوْلُه تَعَالَى: {فكَيْفَ إِذا جِئْنَا مِنْ كُلّش أُمَّةٍ بشَهِيدٍ فَهُوَ تَوْكِيدٌ لِما تَقَدَّمَ من خَبَرٍ، وتَحْقِيقٌ لما بعَده، على تَأْوِيلِ إِنَّ الله لَا يَظْرِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي الدُّنْيا، فكَيْفَ فِي الآخِرَةِ وقِيلَ: كيفَ يُسْتَعْمَلُ على وَجْهَيْنِ: أَحَدُهما: أَن يكونَ شَرْطاً، فيَقْتَضِي فعْلَيْنِ مُتَّفِقَي اللَّفْظِ والمَعْنَى، غيرَ مَجْزُومَيْنِ، ككَيْفَ تَصْنَعُ أَصْنَعُ وَلَا يَجوزُ كَيْفَ تَجْلِسُ أَذْهَبُ باتِّفاقٍ. وَالثَّانِي: وَهُوَ الغالِبُ أَنْ يكونَ اسْتِفْهاماً، وَقد ذَــكَرَه المُصَنِّفُ قَرِيباً. وَفِي الارْتِشاف: كَيْفَ: يكونُ اسْتِفْهاماً، وَهِي لتَعْمِيم الأَحْوالِ، وإِذا تَعَلَّقَت بجُمْلَتَيْنِ، فقالُوا: يكونُ للمُجازاةِ من حَيْثُ المَعْنَى لَا مِنْ حَيْثُ العَمَل، وقَصُرت عَن أَدوات الشَّرْطِ بكَوْنِها لَا يَكُونُ الفِعلانِ مَعَها إِلَّا مُتَّفِقَيْنِ نَحْو: كيفَ تَجْلِسُ أَجلِسُ. وقالَ شَيْخُنا: كَيْفَ: إِنما تُسْتَعْمَلُ شَرْطاً عِنْد الكُوفِيِّينَ، وَلم يَذْكُرُوا لَهَا مِثالاً، واشْتَرَطُوا لَهَا مَعَ مَا ذَكَر المُصنِّفُ أَن يَقْتَرِنَ بهَا مَا فيُقالُ:} كَيْفَما، وأَمّا مُجَرَّدةً فَلم يَقُل أَحَدٌ بشَرْطِيَّتها، وَمن قَالَ بشَرْطِيَّتِها وهم الكُوفِيُّون يَجْزِمُونَ بهَا، كَمَا فِي مبادِئ العَرَبِيَّة، فَفِي كلامِ)
المُصَنِّفِ نَظَرٌ من وَجُوهٍ. قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أَشارَ لَهُ شيْخُنا فقد ذَــكَره الجوهريُّ حيثُ قَالَ: وإِذا ضَممْتَ إِلَيْهِ مَا صَحَّ أَن يُجازَى بِهِ تَقُولُ: كَيْفَما تَفْعَلُ أَفْعَلْ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: لَا يُجازَى {بكَيْفَ، وَلَا} بَكَيْفما عندَ البَصْرِيِّينَ، ومِنَ الكُوفِيِّينَ من يُجازِي بكَيْفَما، فتَأَمَّلْ هَذَا مَعَ كلامِ شَيْخِنا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّ كَيْفَ: ظَرْفٌ. وَعَن السِّيرافِيّ، والأَخْفَش: لَا يَجُوزُ ذلِك أَي، أَنَّها اسمٌ غيرُ ظَرْفٍ.
ورَتَّبُوا على هَذَا الخِلافِ أُموراً: أَحْدُها: أَنَّ موضِعَها عندَ سِيبَوَيْهِ نَصْبٌ، وعندَهُما رَفْعٌ من المُبْتَدإِ، نَصْبٌ مَعَ غيرِه. الثَّانِي: أَنَّ تَقْدِيرَها عندَ سِيَبَويْهِ فِي أَيِّ حالٍ، أَو عَلى أَيِّ حالٍ، وعِنْدَهُما تَقْدِيرُها فِي نَحْو: كَيْفَ زَيْدٌ أَصَحِيحٌ، ونحوُه، وَفِي نَحْو: كَيْفَ جاءَ زَيْدٌ راكِباً جاءَ زَيْدٌ، ونَحْوه. الثَّالِث: أَنَّ الجَوابَ المُطابِقَ عندَ سِيبَوَيْه: على خَيْرٍ، ونَحْوه، وعندَهُما: صَحِيحٌ، أَو سَقِيمٌ، وَنَحْوه. وَقَالَ ابنُ مالِكٍ: صَدَقَ الأَخْفَشُ والسِّيرافِيُّ، لم يَقُلْ أَحَدٌ إِنَّ كَيْفَ ظَرْفٌ، إِذ لَيْسَ زَماناً وَلَا مَكاناً، ونَعَم لمّا كانَ يُفَسَّرُ بقَوْلِكَ: على أَيِّ حالٍ لكَوْنِه سُؤالاً الأَحْوالِ العَامَّةِ سُمِّيَ ظَرْفاً لأَنَّها فِي تَأْوِيلِ الجارَّ والمَجْرُورِ، واسمُ الظَّرْفِ يُطْلَقُ عَلَيْهما مَجازاً. وَفِي الارتِشافِ: سِيبَوَيْهِ يَقُول: يُجازَى بكَيْفَ، والخَلِيلُ يَقُول: الجَزاءُ بهِ مُسْتَكْرَةٌ، وَقَالَ الزَّجاجُ: وكُلُّ مَا أَخْبر الله تَعَالَى عَن نَفْسِه بلَفْظِ كيفَ، فَهُوَ اسْتِخبارٌ على طَرِيقِ التَّنْبِيهِ للمُخاطَبِ، أَو تَوْبِيخٌ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الآيةِ. قالَ ابنُ مالِكٍ: وَلَا تَكُونُ عاطِفَةً كَمَا زَعَمَ بعضُهم مُحْتَجّاً بقَوْلِه أَي الشَّاعِر:
(إِذا قَلَّ مالُ المَرْءِ لانَتْ قَناتُه ... وهانَ على الأَدْنَى فكَيْفَ الأَباعِدِ)
لاقْتِرانِه بالفاءِ وَصُّ ابنِ مالكٍ: ودُخُولُ الفاءِ عَلَيْهَا يَزِيدُ خَطَأَه وُضُوحاً ولأَنَّه هُنا اسمٌ مَرْفُوعُ المَحَلِّ عَلى الخَبَرِيَّةِ. ثمَّ إِنَّ المصنِّفَ يستَعمِلُ كيفَ مُذَكَّراً تارَةً، ومُؤَنّثاً أُخْرَى، وهما جائِزانِ، فقالَ اللِّحْيانِيُّ: كيفَ مُؤَنَّثَةٌ، فإِذا ذُكِّرتْ جازَ. {والكِيفَةُ، بالكسرِ: الكِسْفَةُ من الثَّوْبِ قالَه اللِّحْيانِيًّ.
والخِرْقَةُ الَّتِي تَرْقَعُ بهَا ذَيْلَ القَمِيصِ من قُدّامُ:} كِيفةٌ وَمَا كانَ مِنْ خَلْفُ فحِيفَةٌ عَن أَبي عَمْرٍ و، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعهِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: يقالُ: كَيْفَ لِي بفلانٍ: فَتَقول: كُلُّ {الكَيْفِ،} والكَيْفَ، بالجَرِّ والنَّصبْ. وحِصْنُ {كِيفى، كضِيزَى: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ شاهِقَةٌ بينَ آمِدَ وجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ وَفِي تَارِيخ ابْن خِلِّكان: بَيْنَ مَيّافارِقِينَ وجَزِيرةِ ابنِ عُمَرَ. قلتُ: والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ: الحَصْكَفِيُّ. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: كَوَّفَ الأَدِيمَ} وكَيَّفَهُ: إِذا قَطَعَه من الكَيْفِ، {والكَوْفِ. وقولُ المُتَكَلِّمِينَ فِي اشْتِقاقِ الفِعْلِ من كَيْفَ:} كَيَّفْتُه، {فتَكَيَّفَ فإِنَّه قِياسٌ لَا سَماعَ فِيه، من العَرب، ونَصُّ اللِّحْيانِيّ: فأَمّا قَوْلَهم: كَيَّفَ الشيءَ)
فكلامٌ مُوَلَّدٌ. قلتُ: فَعَتى بالقِياسِ هُنَا التَّوْلِيدَ، قَالَ شيخُنا: أَو أَنَّها مَوَلَّدَةٌ، وَلَكِن أَجْرَوْهَا على قِياسِ كلامِ العَرَب. قلتُ: وَفِيه تَأَمُّلٌ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ:} وانْكافَ: انْقَطَعَ فَهُوَ مُطاوعُ {كافَه} كَيفاً. قَالَ: {وتَكَيَّفَه أَي الشيءَ: إِذا تَنَقَّصَه، كتَحَيَّفَه. وأَمّا قولُ شَيْخِنا: ويَنْبَغِي أَن يَزِيدَ قوَلَهم:} الكَيْفِيَّةُ أيْضاً، فإِنَّها لَا تكادُ تُوجَدُ فِي الكلامِ العَربِيِّ. قلتُ: نَعَمْ قد ذكَرَه الزَّجّاجُ، فقالَ: {والكَيْفِيَّةُ: مصدَرُ كَيْفَ، فتأَمَّل.

كيف

2 كَيَّفْتُهُ فَتَكَيَّفَ

, used by the Muslim theologians, (K, TA,) verbs derived from كَيْفَ, (TA,) [signifying I specified by the ascription of its quality and it became so specified,] are formed in accordance with analogy, not heard from the Arabs. (K, * TA.) 5 تَكَيَّفَ

: see what next precedes.

كَيْفِيَّةٌ Quality as answering to “ how? ”; mode, or manner, of being.

كَيْفُوفِيَّةٌ for كَيْفِيَّةٌ: see تَيْسِيَّةٌ.

كيف: كيَّفَ الأَدِيم: قَطَّعه، والكِيفةُ: القِطْعة منه؛ كلاهما عن

اللحياني. ويقال للخِرْقة التي يُرْقَع بها ذَيْل القميص القُدَّامُ: كِيفة،

والذي يرقع بها ذيل القميص الخَلفُ: حيفةٌ.

وكيْفَ: اسم معناه الاستفهام؛ قال اللحياني: هي مؤنثة وإن ذكِّرت جاز،

فأَما قولهم: كَيَّف الشيءَ فكلام مولّد. الأَزهري: كيفَ حرف أَداة ونصْبُ

الفاء فراراً به من الياء الساكنة فيها لئلا يلتقي ساكنان. وقال الزجاج

في قول اللّه تعالى: كيف تكفرون باللّه وكنتم أَمواتاً(الآية): تأَويل

كيف استفهام في معنى التعجب، وهذا التعجب إنما هو للخلق والمؤمنين أَي

اعجَبوا من هؤلاء كيف يكفرون وقد ثبتت حجة اللّه عليهم، وقال في مصدر كيف:

الكَيْفِيَّة. الجوهري: كيف اسم مبهم غير متمكن وإنما حرك آخره لالتقاء

الساكنين، وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء وهو للاستفهام عن الأَحوال،

وقد يقع بمعنى التعجب، وإذا ضممت إليه ما صح أَن يجازي به تقول:

كَيْفَما تَفْعَلْ أَفْعَلْ؛ قال ابن بري: في هذا المكان لا يجازى بكيفَ ولا

بكيفما عند البصريين، ومن الكوفيين من يُجازي بكيفما.

زوي

Entries on زوي in 6 Arabic dictionaries by the authors Al-Khalīl b. Aḥmad al-Farāhīdī, Kitāb al-ʿAin, Ibn Sīda al-Mursī, Al-Muḥkam wa-l-Muḥīṭ al-Aʿẓam, Al-Zamakhsharī, Asās al-Balāgha, and 3 more

زوي


زَوَى(n. ac. زَيّ
زُوِيّ )
a. Removed, displaced; put aside.
b. Hid, concealed.
c. Folded, rolled up.
d. Put, placed in a corner.

زَوَّيَa. Withdrew into a corner.
b. Lived in retirement.
c. Invested with a garb.

تَزَوَّيَa. see II (a) (b).
إِنْزَوَيَa. see II (a) (b)
c. Was contracted, shrank.

زَاوِيَة [] (pl.
زَوَايَا)
a. Corner; edge; angle.
b. T.
Square (tool).
c. Monastery; hermitage.
d. Endowed school.

زَِيّ
a. Garb, guise; dress; appearance, aspect.

زَيَّك
a. [ coll. ], How do you do : how
is your aspect?
زوي: وزَوَيْتُ الشَّيْءَ عن موضعه زَيّاً، في حال التَّنْحية وفي حالٍ الانْقِباض، كقوله :

يزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عنّي كأنما ... زوى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ

أي: قبض، وزوى فهو: مَزْويّ. وتزوّتِ الجِلْدة في النّار، أي: تَقَبَّضَتْ من مَسِّها. وزاويةُ البيتِ اشتُقّتْ منه، [يقال] : تَزَوَّى فلانٌ في زاويةٍ. والزاوية: موضع بالبصرة. 
ز و ي

أدركه زوّ المنية: قدرها. وكان تواً، فصار زواً: زوجاً. وركبوا في الزو وهو اسم لمجموع سفينتين تقرنان. وزوى وجهه، وفي وجهه مزاو. وأسمعه كلاماً فانزوى له ما بين عينيه، وزوى ما بين عينيه. وانزوت الجلدة في النار وتزوت: تقبضت. وزويت لي الأرض. وتزوى في الزاوية. وتقول: لا تزال في الزاوية، كأنك من أهل الزاوية؛ وهو موضع بالبصرة.

ومن المجاز: زوى المال وغيره: اختاره. وزوى عني حقه. وزوى الرجل الميراث عن ورثته: عدل به عنهم. وقد انزويت عنا أي انقبضت فلا تباسطنا.
ز و ي : زَوَيْتُهُ أَزْوِيهِ جَمَعْتُهُ وَزَوَيْتُ الْمَالَ عَنْ صَاحِبِهِ زَيًّا أَيْضًا وَزَاوِيَةُ الْبَيْتِ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهَا جَمَعَتْ قُطْرًا مِنْهُ.

وَالزِّيُّ بِالْكَسْرِ الْهَيْئَةُ وَأَصْلُهُ زِوْيٌ وَزِيُّ الْمُسْلِمِ مُخَالِفٌ لِزِيِّ الْكَافِرِ وَقَالُوا زَيَّيْتُهُ بِكَذَا إذَا جَعَلْتَهُ لَهُ زِيًّا وَالْقِيَاسُ زَوَّيْتُهُ لِأَنَّهُ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ لَكِنَّهُمْ حَمَلُوهُ عَلَى لَفْظِ الزِّيِّ تَخْفِيفًا. 
[ز وي] زَوَي الشَّيَْ زَيّا وزُوِياً، فَانَزَوَي: نَحَّاه فَنَنَحَّي. وزَوَاهُ: قَبَضًه، وفي الحَديثِ: ((زُوِيَتْ لي الأَرْضُ)) . وزَوَي مَا بَيْنَ عَيْنَيْه فانْزَوَي: جَمَعَه فَاجْتمَعَ، قَالَ الأَعْشَي:

(يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنِّي كَأَنَّما ... زَوَي بَيْنَ عَيْنَيْه عَلَىَّ المَحاجِمُ)

(فَلا يَنْبَسطْ من بَيْن عَيْنَيكَ ما انْزَوَى ... ولا تَلْقَني إلاّ وأَنْفَكَ رَاغَمُ ... ) وانْزَوَتِ الجِلْدَةُ في النّارِ: تَقَبَّضَتْ. وزَوَي عنه سِرَّه: طَوَاه. وزَاوِيَةُ البَيْتِ: رُكْنُه، والجَمْعُ: الزَّوايَا. وتَزَوَّي: صَارَ فيها. والزَّاوِيَةُ: مَوْضِعٌ بالبَصْرَةِ. والزّايُ: حَرفًُ هِجاءٍ، قَالَ ابنُ جِنِّي: مَن لَفظَ بها ثُلاثِيّةً فَألِفُها يَنْبَغِي أَن تكونَ مُنقَلِبَةً عن وَاوٍ، ولامُه ياءٌ، فَهْوَ مِنْ لَفْظِ زَوِيْتُ، إلاّ أنَّ عَينَه اعْتَلَّتْ وسَلِمَتْ لامُه، ولَحِقَ ببَابِ غَايٍ، وطايٍ، ورَايٍ، وثَايٍ، وآيٍ في الشُّذُوذِ، لاعْتِلال عَيْنِه وصِجَّةِ لامِه، واعْتِلالُها أَنًّها مَتَى أُغْرِبَتْ فَقِيلَ: هَذه زَايٌ حَسَنَةٌ، وكَتَبْتُ زَاياً صَغِيرةً، أًَو نَحو ذَلك، فإنَّها بَعدَ ذلكَ مُلْحقَةٌ في الإعلالِ بِبابِ رَاى وغَاي؛ لأَنَّه ما دَامَ حَرفَ هِجاءٍ فَألِفُه غَيرُ مُنقَلِبَةٍ، ولهذَا كَانَ عِندِي قَولُهم - في التَّهَجِّي -: زَايٌ أَحْسَنَ من غَايٌ وطَايٍ، لأَنَّه مَا دَامَ حَرفاً فهو غَيرُ مُتَصَرِّفٍ، وألِفُه غَيْر مَقْضِيٍّ عَلَيْها بالانْقِلابِ، وغَايٌ وبَابَه يَتَصرَّفُ بالانْقِلابِ، وإعْلالُ العَينِ وتَصْحيحُ اللامِ جَارٍ علَيه، ومَعْروفٌ فيه، ولَوِ اشْتَقَتْتَ مِنها فَعَّلْتُ لَقُلْتَ: زَوَّيْتُ، هذا مَذْهِبُ أَبي عَلِيٍّ، ومَنْ أَمَالَها قَالَ: زَبَّيْتُ زَاياً، فَإِنْ كَِسَّرْتَه عَلَى أَفْعالِ قُلْتَ: أَزواءٌ وعَلَِى قَوْلِ غَيرِه: أَزْياءٌ. إنْ صَحَّتْ إِمَالَتُها، وإنْ كَسَّرْتَها عَلَى أَفْعْلٍ قُلْتَ: أَزْوٍ، وأَزْيٍ على المَذْهَبَيْنِ.

زوي: الزَّيُّ: مصدر زَوى الشيءَ يَزْويه زَيّاً وزُوِيّاً فانْزَوى،

نَحَّاه فتَنَحَّى. وزَواهُ: قبضه. وزَوَيْت الشيءَ: جمعته وقبضته. وفي

الحديث: إن الله تعالى زَوى لي الأَرضَ فأُريتُ مشارقَها ومغاربَها؛

زُوِيَتْ لي الأرض: جُمِعَت؛ ومنه دُعاءُ السفر: وازْوِ لَنا البعيد أَي

اجْمَعْه واطْوِه. وزَوى ما بين عينيه فانْزَوى: جمَعه فاجتمع وقبضه؛ قال

الأَعشى:

يَزيدُ، يغُضُّ الطَّرْفَ عندي، كأَنما

زَوى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ

(* قوله «عندي» في الصحاح: دوني).

فلا يَنْبَسِطْ من بين عينيك ما انْزَوى،

ولا تَلْقَني إلاَّ وأَنفُك راغِمُ

وانْزَوى القوم بعضُهم إلى بعض إذا تدانوْا وتضامُّوا. والزَّاوية:

واحدة الزَّوايا.

وفي حديث ابن عمر: كان له أَرْضٌ زَوَتْها أَرضٌ

أُخرى أَي قرُبت منها فضيَّقتْها، وقيل: أَحاطت بها. وانْزَوَت الجِلدة

في النار: تَقَبَّضَت واجتمعَت. وفي الحديث: إن المسجدِ ليَنْزَوي من

النُّخامة كما تَنْزَوي الجلدة في النار أَي ينضمُّ ويتقبَّضُ، وقيل: أَراد

أهل المسجد وهم الملائكة؛ ومنه الحديث: أَعطاني رَيحانَتَيْن وزَوى عني

واحدةً. وفي حديث الدعاء: وما زَوَيْتَ عني أَي صرفتَه عني وقبضْتَه. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال إن الإيمان بدأَ غريباً

وسيعود كما بدأَ، فطوبى للغرباء إذا فسد الناسُ والذي نَفْسُ أَبي القاسم

بيده لَيُزْوَأَنَّ الإيمانُ بين هذين المَسْجِدَيْن كما تأْرِزُ الحية في

جحرها قال شمر: لم أَسمعْ زَوَأت بالهمز، والصواب ليُزْوَيَنَّ أَي

ليُجْمعنَّ وليُضَمَّنَّ، من زَوَيت الشيء إذا جمعته، وكذلك ليَأْرِزَنَّ أَي

ليَنْضَمَّنَّ. قال أَبو الهيثم: كلُّ شيء تام فهو مربَّع كالبيت

والأَرض والدار والبساط له حدود أَربع، فإذا نقصَت منها ناحيةٌ فهو أَزْوَرُ

مُزَوّىً، قال: وأَما الزَّوْءُ، بالهمز، فإن الأَصمعي يقول زَوْءُ

المَنِيّة ما يحدث من هلاك المنيّة، والزَّوْءُ: الهَلاك. وقال ثعلب: زَوُّ

المِنيَّة أَحْداثُها؛ هكذا عبَّر بالواحد عن الجمع؛ قال:

من ابن مامَةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَيَّ به

زَوجُ المِنيَّة، إلا حَرَّة وقَدى

وهذا البيت أورده الأَزهري والجوهري مستشهداً به على قول ابن الأَعرابي

الزوُّ القدر، يقال: قُضِي علينا وقُدِّرَ وحُمَّ وزُيَّ وزِيَّ؛ وصورة

إيراده:

ولا ابنُ مامَةَ كَعْب حين عَيَّ به

قال ابن بري: والصواب ما ذكرناه أَولاً.

من ابنِ مامَةَ كعبٍ ثم عيَ به.

قال: والبيت لِمَامَة الإيادي أَبي كعب، كذا ذكره السيرافي، وقبله:

ما كان من سُوقَةٍ أَسْقَى على ظَمإ

خَمْراً بماءٍ، إذا ناجُودُها بَرَدا

وقوله: وقدى مثل جَمَزَى أَي تتوقَّد؛ وأَنشد ابن بري أَيضاً للأَسود بن

يََعْفُر:

فيا لهف نفسي على مالِكٍ

وهل ينفع اللهفُ زَوَّ القَدَرْ؟

وأَنشد أَيضاً لمُتَمِّم بن نُوَيْرة:

أَفبعدَ من ولدتْ بُسَيْبَة أَشْتَكي

زَوَّ المَنِيَّة، أَو أُرى أَتَوَجَّع؟

(* قوله «بسيبة» هكذا في الأصل).

ويروى: زَوَّ الحوادث، ورواه ابن الأَعرابي بغير همز، وهمزه الأَصمعي.

وزَواهُم الدَّهرُ أَي ذهب بهم؛ قال بشر:

فقد كانت لنا، ولهُنَّ حتى

زَوَتْها الحربُ، أَيامٌ قِصارُ

قال: زَوَتها رَدَّتها. وقد زَوَوْهم أَي رَدُّوهم. وزَوى اللهُ عني

الشرَّ أَي صَرَفه. وزَوَيْت الشيء عن فلان أَي نحَّيته. وفي حديث أَبي

هريرة أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان إذا أَراد سفراً أَمال

براحِلَتِه ومدَّ إصْبَعَه وقال اللهم أَنتَ الصاحبُ في السَّفَرِ والخَلِيفَةُ

في الأَهْلِ، اللهم اصْحَبْنا بنُصْحٍ واقْلِبْنا بذِمَّة، اللهم

زَوِّلَنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السفَرَ، اللهم إني أَعوذُ بكَ من وَعْثاء

السَّفَر وكَآبةِ المُنْقَلَبِ. ابن الأَعرابي: زَوَى إذا عَدَلَ كقولك

زَوَى عنه كذا أَي عَدَلَه وصَرَفَه عنه، وزَوَى إذا قَبَض، وزَوَى جمَعْ،

ومصدَرُه كلُّه الزَّيُّ. وقال: الزُّوِيُّ العدولُ من شيء إلى شيء،

والزَّيُّ في حالِ التَّنْحيَة وفي حال القَبْض. وروي عن عمر، رضي الله عنه،

أَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: عَجِبْت لما زَوَى اللهُ عنكَ من

الدنيا؛ قال الحربي: معناه لِمَا نُحِّيَ عنكَ وبُوعِدَ منك، وفي حديث أُمّ

مَعْبَدٍ:

فيا لِقُصَيٍّ، ما زَوَى اللهُ عنكُم؟

المعنى: أَيُّ

شيءٍ نَحَّى اللهُ عنكم من الخير والفَضْل، وكذلك قوله، صلى الله عليه

وسلم: أَعطاني ربي اثنتين وزَوَى عنِّي واحدةً أَي نَحَّاها ولم يُجِبْني

إليها. وزَوَى عنه سِرََّهُ: طواه. وزاوِيَة البيت: رُكْنُه، والجمع

الزَّوايا، وتَزَوَّى صار فيها. وتقول: زَوَى فلان المالَ عن وارِثِه زَيّاً.

والزَّوُّ: القَرِينانِ من السُّفُنِ وغيرِها. وجاء زوّاً إذا جاء هو

وصاحِبُه، والعرب تقول لكل مفرَدٍ تَوٌّ ولكل زوجٍ زَوٌّ. وأَزْوَى الرجلُ

إذا جاء ومعه آخَرُ.

وزَوْزَيْته وزَوْزَيْت به إذا طَرَدْته. الليث: الزَّوْزاةُ شِبْهُ

الطَّرْدِ والشَّلِّ، تقول: زَوْزَى به. أَبو عبيد: الزَّوْزاةُ مصدرُ قولك

زَوْزَى الرجلُ يُزَوْزِي زَوْزاةً، وهو أَن ينصِب ظهْرَه ويُسْرع

ويُقارِبَ الخَطْوَ؛ قال ابن بري: ومنه قول رؤبة:

ناجٍ وقد زَوْزَى بنا زِيزاءَه

وقال آخر:

مُزَوْزِياً لَمّا رآها زَوْزَتِ

يعني نعامةً ورَأْلَها، يقول: إذا رآها أَسْرَعَتْ أَسْرَع معها.

وزَوْزَى: نصَبَ ظَهْرَه وقارَب خَطْوَه في سُرْعة. واسْتَوْزَى كزَوْزَى؛ قال

ابن مقبل:

ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً،

شَكِيرُ جَحافِلِه قد كَتِنْ

وقول ابن كَثْوة أَنشده ابن جني:

وَلَّى نَعامُ بَني صَفْوانَ زَوْزَأَةً،

لمَّا رأَى أَسداً في الغابِ قد وَثَبا

إنما أَراد زَوْزاةً، فأَبدل الهمزةَ من الأَلف اضطراراً. ورجل زُوازٍ

وزُوازِيَة وزَوَنْزَى: قصيرٌ غَليظٌ؛ وفي التهذيب: غليظ إلى القِصَر ما

هو؛ قال الراجز:

وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى

وقال آخر:

إذا الزَّوَنْزَى منهُم ذو البُرْدَيْن

رَماهُ سَوَّارُ الكَرَى في العَيْنَين

والزَّوَنْزى: الذي يَرى لنفْسِه ما لا يَراهُ غيرُه له. وقال: رجلٌ

زَوَنْزى ذو أُبَّهَةٍ وكِبْرٍ، وحكى ابن جني: زَوَزَّى، وقال: هو فَعَلَّل

من مُضاعَفِ الواو. أَبو تراب: زَوَّرْتُ الكلامَ وزَوّيْتُه أَي

هَيَّأْتُه في نفسي. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كنْتُ زَوَّيْتُ في نفْسي

كلاماً أَي جَمَعت والرواية زَوَّرْتُ، بالراء، وقد تقدم ذكره في موضعه.

والزاوية: موضع بالبصرة.

والزّايُ: حرف هجاء؛ قال ابن جني: ينبغي أَن تكون منقلبة عن واو ولامُه

ياءٌ، فهو من لفظ زَوَيْت إلا أَن عينه اعتلَّت وسلمت لامه، ولحق بباب

غايٍ وطايٍ ورايٍ وثايٍ وآيٍ في الشذوذ، لاعتلال عينه وصحة لامه،

واعتلالُها أَنها متى أُعربت فقيل هذه زايٌ

حسَنة، وكتَبْت زاياً صغيرةً أَو نحو ذلك فإنها بعد ذلك ملحقة في

الإعلال بباب رايٍ وغاي، لأَنه ما دام حرفَ هجاءٍ فأَلِفه غير مُنْقلبة، قال:

ولهذا كان عندي قولُهم في التَّهجِّي زايٌ أَحْسَن من غايٍ وطايٍ لأَنه ما

دام حرفاً فهو غيرُِ مُتصرّف، وأَلِفُه غيرُ مَقْضِيٍّ عليها بانقلاب،

وغايٌ وبابُه يتَصرف بالانْقلاب، وإعلالُ العينِ وتصحيحُ اللامِ جارٍ عليه

مَعْروفٌ فيه، ولو اشْتَقَقْت منها فعَّلْت لقُلْت زَوَّيْت، قال: وهذا

مذهب أَبي علي، ومن أَمالَها قال زَيَّيْت زاياً، فإن كسَّرْتها على

أَفْعالٍ قلتَ أَزْواءٌ، وعلى قول غيره أَزْياء، إن صَحَّت إمالتُها، وإن

كسَّرتَها على أَفْعُلٍ قلت أَزْوٍ وأَزْيٍ على المذهبين. وقال الليث: الزاي

والزاء لغتان، وأَلفها ترجع في التصريف إلى الياء وتصغيرها زُيَيَّةٌ.

ويقال: زَوَّيْت زاياً في لغة من يقول الزايَ، ومن قال الزّاءَ قال

زَيَّيْت كما يقال يَيَّيْت ياءً، ونظير زَوَّيْت كَوَّفْت كافاً. الجوهري:

الزاي حرفٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ ولا يكتب إلا بياءٍ بعد الأَلف؛ قال ابن بري:

قوله يقصر أَي يقال زَيْ مثل كَيْ، ويُمَدُّ زاي بالأَلف، وتقول: هي

زايٌفزَيِّها. وقال زيد بن ثابت في قوله عز وجل: ثم نُنْشِزُها، قال: هي

زايٌ فزَيِّها أَي اقْرَأْها بالزاي.

والزِّيُّ: اللِّباسُ والهَيْئَة، وأَصله زِوْيٌ، تقول منه: زَيَّيْته،

والقياس زَوَّيْتُه. ويقال: الزِّيُّ الشارَةُ والهَيْئَةُ؛ قال الراجز:

ما أَنا بالبَصْرة بالبَصْرِيِّ،

ولا شبِيه زِيُّهُم بِزِيِّي

وقرئ قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وزِيّاً؛ بالزاي والراء. قال

الفراء: من قَرأ وزِيّاً فالزِّيُّ الهيئة والمَنْظر، والعرب تقول قد

زَيَّيْتُ الجاريةَ أَي زَيَّنتُها وهَيَّأْتها. وقال الليث: يقال تَزَيّاً

فلان بزِيٍّ حسن، وقد زَيَّيْته تَزِيَّةً. قال ابن بُزُرْج: قالوا من

الزِّيِّ ازْدَيَيْت، افْتَعَلْت، وتَفَعَّلْت تَزَيَّيْت، وفَعِلْت زَيِيت

مثلُ رَضِيت، قال: والعرب لا تقول فيها فَعِلْت إلا شاذَّةً؛ قال حكيم

الدِّيلي:

فلَمّا رآني زَوَى وَجْهَهُ،

وقَرَّبَ من حاجِبٍ حاجِبا

فلا بَرِحَ الزِّيُّ منْ وجْهِه،

ولا زالَ رائِدُه جادِبا

الأُمَويّ: قِدْرٌ زُوَازِيَةٌ

وهي التي تضم الجَزُورَ. الأَصمعي: يقال قِدْرٌ زُوَزِيَةٌ

وزُوَازِيَةٌ مثال عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ للعَظِيمة التي تضُمُّ

الجَزُور. قال ابن بري: الذي ذكره أَبو عبيد والقَزّازُ زُؤَزِئَةٌ،

بهمزَتَين.الجوهري: وزَوٌّ

اسمُ جَبل بالعراق؛ قال ابن بري: ليس بالعراق جبل يسمى زَوّاً، وإنما هو

سَمِعَ في شعر البحتري قَوْلَه يمدح المُعْتَزَّ بالله حين جَمَعَ

مَرْكَبَيْنِ وشَحَنَهُما بالحَطَبِ وأَوْقَد فيهما نَاراً، ويُسمَّى ذلك

بالعراق زَوّاً في عَِيدِ الفُرْسِ يسمى الصّدق( ) ( قوله «الصدق» هكذا في

الأصل، وفي القاموس في سذق: السذق، محركة، ليلة الوقود، معرّب سذه). فقال:

ولا جَبَلاً كالزَّوِّ.

حرر

Entries on حرر in 11 Arabic dictionaries by the authors Ismāʿīl bin Ḥammād al-Jawharī, Tāj al-Lugha wa Ṣiḥāḥ al-ʿArabīya, Abu Ḥayyān al-Gharnāṭī, Tuḥfat al-Arīb bi-mā fī l-Qurʾān min al-Gharīb, Habib Anthony Salmone, An Advanced Learner's Arabic-English Dictionary, and 8 more
حرر: {الحرور}: ريح حارة تهب بالليل وقد تكون بالنهار. {فتحرير}: إعتاق. {محررا}: عتيقا.

حرر


حَرَّ(n. ac. حَرَاْر)
a. Was, became free; was free-born; was of noble
birth.
b.(n. ac. حَرَّة), Was thirsty.
c.
(n. ac.
حَرّ
حَرَاْرَة
حُرُوْر), Was hot, burning.
حَرَّرَa. Set free, freed, liberated; emancipated.
b. Dedicated to God.
c. Composed, drew up accurately ( writing & c. ).
d. Wrote a letter.
e. Smoothed.

أَحْرَرَa. Made thirsty, dry.

تَحَرَّرَa. Was set free, emancipated.

إِسْتَحْرَرَa. Was, waxed, hot, furious (fight).

حَرّ
(pl.
حُرُوْر)
a. Heat.

حِرَّةa. Violent thirst.

حُرّ
(pl.
حِرَاْر
أَحْرَاْر حَرَاْئِرُ)
a. Free, free-born; freeman.
b. Ingenuous.
c. Generous, frank, good.

حُرَّة
(pl.
حَرَاْئِرُ)
a. Free woman.
b. Modest, refined, retiring, high-minded, virtuous
noble (woman).
حُرِّيَّةa. Freedom, liberty.

حَاْرِرa. Hot, burning; ardent, fervent.

حَرَاْرَةa. Heat, caloric; ardour, fervour.
b. Inflammation, burning.
c. [ coll. ], Thrush (
disease ).
حَرِيْرa. Heated, burning.
b. Silk, silk stuff.

حَرِيْرِيّa. Silk-mercer.
b. Harirī ( celebrated Arabic
Author ).
حَرُوْرa. Heat of the sun.

حَرُوْرَة
حَرُوْرِيَّةa. see 3yit
حَرَّاْنُ
(pl.
حَرَاْرَى
حِرَاْر
حُرَاْرَى)
a. Thirsty, parched.

تَحْرِيْر (pl.
تَحَاْرِيْر)
a. Composition; letter.
b. Enfranchisement.
حرر بيى بَلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الشبرم وَرَآهُ عِنْد أَسمَاء ابْنة عُمَيْس وَهِي تُرِيدُ أَن تشربه فَقَالَ: إِنَّه حَار جَار وأمرها بالسنا وبعض النَّاس يرويهِ: حارّ يارّ وَأكْثر كَلَامهم بِالْيَاءِ. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: حَار من الْحَرَارَة ويارّ إتباع كَقَوْلِهِم: عطشان نطشان وجائع نائع وَحسن بسن وَمثله كثير فِي الْكَلَام وَإِنَّمَا سمي إتباعا لِأَن الْكَلِمَة الثَّانِيَة إِنَّمَا هِيَ تَابِعَة للأولى على وَجه التوكيد لَهَا وَلَيْسَ يتَكَلَّم بهَا مُنْفَرِدَة فَلهَذَا قيل: إتباع. وَأما حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين قتل ابْنه فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك ثمَّ قيل لَهُ: حياك اللَّه وبياك فَقَالَ: وَمَا بياك قيل: أضْحكك. وَقَالَ بعض النَّاس فِي بَيّاك: إِنَّمَا هُوَ إتباع وَهُوَ عِنْدِي [على -] مَا جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه لَيْسَ بِاتِّبَاع وَذَلِكَ أَن الإتباع لَا [يكَاد -] يكون بِالْوَاو وَهَذَا بِالْوَاو. وَمن ذَلِك قَول الْعَبَّاس [بْن عبد الْمطلب -] فِي زَمْزَم: [إِنِّي -] لَا أحلهَا لمغتسل وَهِي لشارب حِلّ وبِلّ. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّه إتباع وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي كَذَلِك لمَكَان الْوَاو قَالَ: وَأَخْبرنِي الْأَصْمَعِي عَن الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان أَنه قَالَ: بِلّ هُوَ مُبَاح بلغَة حمير قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُقَال: بلّ شِفَاء من قَوْلهم: قد بَلَ الرجل من مَرضه إِذا برأَ وأبل.
ح ر ر: (الْحَرُّ) ضِدُّ الْبَرْدِ وَ (الْحَرَارَةُ) ضِدُّ الْبُرُودَةِ. وَ (الْحَرَّةُ) أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ نَخِرَةٍ كَأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ وَالْجَمْعُ (الْحِرَارُ) بِالْكَسْرِ وَ (الْحَرَّاتُ)
وَ (حَرُّونَ) أَيْضًا جَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ كَمَا قَالُوا: أَرَضُونَ وَ (إِحَرُّونَ) كَأَنَّهُ جَمْعُ إِحَرَّةٍ. وَ (الْحَرَّانُ) الْعَطْشَانُ وَالْأُنْثَى (حَرَّى) كَعَطْشَى. وَ (الْحُرُّ) ضِدُّ الْعَبْدِ، وَ (حُرُّ) الْوَجْهِ مَا بَدَا مِنَ الْوَجْنَةِ. وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ. وَ (أَحْرَارُ) الْبُقُولِ بِالْفَتْحِ مَا يُؤْكَلُ غَيْرَ مَطْبُوخٍ. وَ (الْحُرَّةُ) الْكَرِيمَةُ يُقَالُ: نَاقَةٌ (حُرَّةٌ) وَ (الْحُرَّةُ) ضِدُّ الْأَمَةِ. وَطِينٌ (حُرٌّ) لَا رَمْلَ فِيهِ وَرَمَلَةٌ (حُرَّةٌ) لَا طِينَ فِيهَا وَالْجَمْعُ (حَرَائِرُ) . وَ (الْحَرِيرَةُ) وَاحِدَةُ (الْحَرِيرِ) مِنَ الثِّيَابِ، وَهِيَ أَيْضًا دَقِيقٌ يُطْبَخُ بِلَبَنٍ. وَ (الْحَرُورُ) بِالْفَتْحِ الرِّيحُ الْحَارَّةُ وَهِيَ بِاللَّيْلِ كَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْحَرُورُ) بِاللَّيْلِ وَقَدْ يَكُونُ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ وَقَدْ يَكُونُ بِاللَّيْلِ. وَ (حَرَّ) الْعَبْدُ يَحَرُّ (حَرَارًا) بِالْفَتْحِ أَيْ عَتَقَ وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حُرِّيَّةً) بِالضَّمِّ مِنْ حُرِّيَّةِ الْأَصْلِ. وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حَرَّةً) بِالْفَتْحِ عَطِشَ. هَذِهِ الثَّلَاثَةُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الْمَاضِي وَفَتْحِهَا فِي الْمُضَارِعِ. وَأَمَّا (حَرُّ) النَّهَارِ فَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: تَقُولُ: حَرَرْتَ يَا يَوْمُ بِالْفَتْحِ تَحُرُّ بِالضَّمِّ حَرًّا وَحَرَرْتَ بِالْفَتْحِ تَحِرُّ بِالْكَسْرِ حَرًّا وَحَرِرْتَ بِالْكَسْرِ تَحَرُّ بِالْفَتْحِ حَرًّا. وَ (الْحَرَارَةُ) وَ (الْحُرُورُ) مَصْدَرَانِ كَالْحَرِّ وَ (أَحَرَّ) النَّهَارُ لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ (حُرٌّ) بَيِّنُ (الْحَرُورَةِ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا. وَ (تَحْرِيرُ) الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ تَقْوِيمُهُ. وَتَحْرِيرُ الرَّقَبَةِ عِتْقُهَا. وَتَحْرِيرُ الْوَلَدِ أَنْ تُفْرِدَهُ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَخِدْمَةِ الْمَسْجِدِ. 
ح ر ر

حر يومنا يحر، وحررت يا يوم، ويوم حار: شديد الحر، وطعام حار: شديد الحرارة. وزجل حران: شديد العطش، وبه حرة. ورماه الله بالحرة تحت القرة. وكبد حرى. وهبت الحرور، وهبت السمائم والحرائر. وحر المملوك يحر بالفتح، وحرره مولاه، وعليه تحرير رقبة، وهو حر بين الحرار والحرية. قال:

فما رد تزويج عليه شهادة ... وما رد من بعد الحرار عتيق

واستحررت فلانة فحررت لي وحرت: طلبت منها حريرة فعملتها لي. وفي الحديث " ذري وأنا أحر لك " بالضم. ومررت بحرة بني فلان، وبحرارهم.

ومن المجاز: في فلان كرم وحرية، وحرورية. وتقول: ليس من الحرورية، أن تكون من الحرورية؛ وهم قوم من الخوارج نسبوا إلى حرورا بالقصر والمد. وأرض حرة: لا سبخة فيها، وطين حر: لا رم فيه، ورملة حرة: طيبة النبات. ونزل في حر الدار، أي في وسطها. قال بشر:

وتسعة آلاف بحر بلاده ... نسف الندى مليونة وتضمر

وليس هذا منك بحر أي بحسن. قال طرفة:

لا يكن حبك داء قاتلاً ... ليس هذا منك ماويّ بحر

ووجه حر، وكلام حر، وضرب حر وجهه. وقال ذو الرمة:

والقرط في حرة الذفري معلقة

أي في أذن حرة ذفراها. وقال كعب بن زهير:

تمارى بها رأد الضحى ثم ردّها ... إلى حرتيه حافظ السمع مقفر

أي حافظ، سمعه يعي كل مسموع، وحرّتاه أذناه. وتقول: حفظ الله كريمتيك وحرّتيك. وحرر الكتاب: حسنه وخلصه بإقامة حروفه وإصلاح سقطه. وهو من أحرار البقول، وحرية البقول وهي ما يؤكل غير مطبوخ. قال الأخطل: يصف ثوراً:

حتى شتا وهو مغبوط بغائطه ... يرعى ذكوراً أطاعت بعد أحرار

وهو من حرية قومه أي من أشرافهم، وما في حرية العرب والعجم مثله. قال ذو الرمة:

فصار حياً وطبق بعد خوف ... على حرية العرب الهزالا وسحابة حرة: كريمة المطر. وباتت فلانة بليلة حرة: لم تمكن زوجها من قضتها، وباتت بليلة شيباء إذا اقتضت. قال النابغة:

شمس موانع كل ليلة حرة ... يخلفن ظن الفاحش المغيار

واستحر القتل في بني فلان. قال:

واستحر القتل في عبد الأشل
(ح ر ر) : (الْحَرُّ) خِلَافُ الْبَرْدِ (وَقَوْلُهُمْ) وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا تَمَثَّلَ بِهِ الْحَسَنُ حِينَ أَمَرَهُ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنْ يَحُدَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ أَيَّامَ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَتَوَلَّى إقَامَةَ الْحَدِّ مَنْ يَتَوَلَّى مَنَافِعَ الْإِمَارَةِ (وَالْحَرَّةُ) الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ (وَيَوْمُ الْحَرَّةِ) يَوْمٌ كَانَ لِيَزِيدَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ قُتِلَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ (وَقَوْلُهُ) وَبِهِ قَضَى زَيْدٌ فِي قَتْلَى الْحَرَّةِ فَالصَّوَابُ ابْنُهُ خَارِجَةُ لِأَنَّهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ وَيَوْمُ الْحَرَّةِ كَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَهِيَ تُعْرَفُ بِحَرَّةِ وَاقِمٍ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ.

(وَالْحُرُّ) خِلَافُ الْعَبْدِ وَيُسْتَعَارُ لِلْكَرِيمِ كَالْعَبْدِ لِلَّئِيمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ فَعَّالٌ مِنْ الصَّيْحَةِ (وَالْحُرَّةُ) خِلَافُ الْأَمَةِ وَبِهَا كُنِّيَ أَبُو حُرَّةَ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي السِّيَرِ وَفَتْحُ الْحَاءِ خَطَأٌ وَقَوْلُهُمْ أَرْضٌ حُرَّةٌ لَا رَمْلَ فِيهَا مَجَازٌ (وَأَمَّا قَوْلُهُمْ) لِلَّتِي لَا عُشْرَ عَلَيْهَا حُرَّةٌ فَمُوَلَّدٌ (وَالْحُرِّيَّةُ) مَصْدَرُ الْحُرِّ وَحَقِيقَتُهَا الْخَصْلَةُ الْمَنْسُوبَةُ إلَى الْحُرِّ وَيُقَالُ لِجَمَاعَةِ الْأَحْرَارِ حُرِّيَّةٌ نِسْبَةً (وَمِنْهَا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَصَالَحُوهُمْ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا حُرِّيَّتَهُمْ مِنْ رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ (وَحَرَّ الْمَمْلُوكُ) عَتَقَ حَرَارًا مِنْ بَابِ لَبِسَ وَحَرَّرَهُ صَاحِبُهُ (وَمِنْهُ) فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (تَحَرَّرَ) بِمَعْنَى حَرَّ قِيَاسًا (وقَوْله تَعَالَى) {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35] أَيْ مُعْتَقًا لِخِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (وَالْحَرُورِيَّةُ) اسْمٌ بِمَعْنَى الْحُرِّيَّةِ وَفَتْحُ الْحَاءِ هُوَ الْفَصِيحُ (وَأَمَّا) الْحَرُورِيَّةُ الْفِرْقَةُ مِنْ الْخَوَارِجِ فَمَنْسُوبَةٌ إلَى حَرُورَاءَ قَرْيَةٍ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ بِهَا أَوَّلُ تَحْكِيمِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لِامْرَأَةٍ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ الْمُرَادُ أَنَّهَا فِي التَّعَمُّقِ فِي سُؤَالِهَا كَأَنَّهَا خَارِجِيَّةٌ لِأَنَّهُمْ تَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهُ (وَالْحَرِيرُ) الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ وَسُمِّيَ الثَّوْبُ الْمُتَّخَذُ مِنْهُ حَرِيرًا وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الْحَرِيرُ مَا كَانَ مُصْمَتًا أَوْ لُحْمَتُهُ حَرِيرٌ وَفِي كَرَاهِيَةِ شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ كَرَاهِيَةُ الْحَرِيرِ وَتَعْلِيقُهُ عَلَى الْأَبْوَابِ وَسَتْرُ الْخِدْرِ تَصْحِيفٌ (وَحَرَّانُ) مِنْ بِلَادِ الْجَزِيرَةِ إلَيْهِ تُنْسَبُ الثِّيَابُ الْحَرَّانِيَّةُ.
ح ر ر : الْحِرُّ بِالْكَسْرِ فَرْجُ الْمَرْأَةِ وَالْأَصْلُ حِرْحٌ فَحُذِفَتْ الْحَاءُ الَّتِي هِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ عُوِّضَ عَنْهَا رَاءٌ وَأُدْغِمَتْ فِي عَيْنِ الْكَلِمَةِ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يُصَغَّرُ عَلَى حُرَيْحٍ وَيُجْمَعُ عَلَى أَحْرَاحٍ وَالتَّصْغِيرُ وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْكَلِمَةَ إلَى أُصُولِهَا وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ يَدٍ وَدَمٍ مِنْ غَيْرِ تَعْوِيضٍ قَالَ الشَّاعِرُ
كُلُّ امْرِئٍ يَحآمِي حِرَه ... أَسْوَدَهُ وَأَحْمَرَهُ.

وَالْحُرُّ بِالضَّمِّ مِنْ الرَّمْلِ مَا خَلَصَ مِنْ الِاخْتِلَاطِ بِغَيْرِهِ وَالْحُرُّ مِنْ الرِّجَالِ خِلَافُ الْعَبْدِ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ خَلَصَ مِنْ الرِّقِّ وَجَمْعُهُ أَحْرَارٌ وَرَجُلٌ حُرٌّ بَيِّنُ الْحُرِّيَّةِ.

وَالْحَرُورِيَّةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا وَحَرَّ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبْ حَرَارًا بِالْفَتْحِ صَارَ حُرًّا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يَجُوزُ فِيهِ إلَّا هَذَا الْبِنَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ حَرَّرْتُهُ تَحْرِيرًا إذَا أَعْتَقْتَهُ وَالْأُنْثَى حُرَّةٌ وَجَمْعُهَا حَرَائِرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ
وَمِثْلُهُ شَجَرَةٌ مُرَّةٌ وَشَجَرٌ مَرَائِرُ قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا لِأَنَّ بَابَ فَعْلَةٍ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى فُعَلٍ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَإِنَّمَا جُمِعَتْ حُرَّةٌ عَلَى حَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهِمَا وَجُمِعَتْ مُرَّةٌ عَلَى مَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى خَبِيثَةُ الطَّعْمِ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهَا.

وَالْحَرِيرَةُ وَاحِدَةُ الْحَرِيرِ وَهُوَ الْإِبْرَيْسَمُ وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ.

وَالْحَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَرْدِ يُقَالُ حَرَّ الْيَوْمُ وَالطَّعَامُ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَرَّ حَرًّا وَحُرُورًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَعَدَ لُغَةٌ وَالِاسْمُ الْحَرَارَةُ فَهُوَ حَارٌّ وَحَرَّتْ النَّارُ تَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ تَوَقَّدَتْ وَاسْتَعَرَتْ.

وَالْحَرَّةُ بِالْفَتْحِ أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ.

وَالْحَرُورُ وِزَانُ رَسُولٍ الرِّيحُ الْحَارَّةُ قَالَ الْفَرَّاءُ تَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنَا رُؤْبَةُ أَنَّ الْحَرُورَ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومَ بِاللَّيْلِ وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الْحَرُورُ وَالسَّمُومُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْحَرُورُ مُؤَنَّثَةٌ وَقَوْلُهُمْ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ صِعَابَ الْإِمَارَةِ مِنْ تَوَلَّى مَنَافِعَهَا وَالْحَرِيرُ الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ.

وَحَرُورَاءُ بِالْمَدِّ قَرْيَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ يُنْسَبُ إلَيْهَا فِرْقَةٌ مِنْ الْخَوَارِجِ كَانَ أَوَّلُ اجْتِمَاعِهِمْ بِهَا وَتَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى مَرَقُوا مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ مَعْنَاهُ أَخَارِجَةٌ عَنْ الدِّينِ بِسَبَبِ التَّعَمُّقِ فِي السُّؤَالِ. 
[حرر] الحَرُّ: ضد البرد. والحَرارةُ: ضد البُرودة. والحَرَّةُ: أرضٌ ذاتُ حجارة سودٍ نخرةٍ كأنَّها أحرِقَتْ بالنار. والجمع الحِرارُ والحَرَّاتُ، وربَّما جمع بالواو والنون فقيل حَرُّونَ، كما قالوا أَرَضون، وإحَرُّونَ أيضاً، كأنه جمع إحرة. قال الراجز : لا خمس إلا جندل الاحرين * والخمس قد جشمنك الامرين - ونهشل بن حرى . وبعير حرى: يرعى في الحَرَّةِ. والحِرَّةُ بالكسر: العطَش. ومنه قولهم: " أشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ "، إذا عطِش في يوم بارد. ويقال: إنما كسرو الحرة لمكان القرة. والحران: العطشانُ، والأنثى حَرَّى، مثل عطشى. والحرار: العطاش. وحران: بلد بالجزيرة، يقال: إن حران بناها هاران بن لوط، وبها سميت. فعلى هذا الاسم معرب وليس بعربي محض. هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فعالا فهو من باب النون. والحر بالضم: خلاف العبد. وحُرُّ الرمل وحَرُّ الدار: وسطها. وحر الوجه: مابدا من الوَجْنَةِ. يقال: لطمه على حر وجهه. والحران: الحر وأبى، وهما أخوان. وأنشد الاصمعي للمنخل : ألا من مبلغ الحرين عنى * مغلغلة وخص بها أبيا - والحر: فرخ الحمامة، وولد الظَبْية، وولد الحيّة أيضاً. قال الطرماح : منطو في جوف ناموسه * كانطواء الحر بين السلام - وساق حُرٍّ: ذكر القَمارِيّ. وأَحْرارُ البقول: ما يؤكل غيرَ مطبوخ. ويقال أيضاً: ما هذا منك بِحُرٍّ، أي بحسنٍ ولا جميل. قال طرفة: لا يكن حبك داءً قاتلاً * ليسَ هذا منك ماوِيَّ بِحُرّْ - والحُرَّةُ: الكريمة. يقال: ناقة حُرَّةٌ. وسَحابة حرّة: أي كثيرة المطر. قال عَنترة. جادتْ عليها كل بِكرٍ حُرَّة * فتركنَ كلَّ قرارة كالدِرهم - والحُرَّةُ: خلاف الأَمَة. وحُرَّةُ الذِفْرى: موضِع مَجال القُرط منها. وطينٌ حُرٌّ: لا رمْلَ فيه ورملة حُرَّةٌ، أي لا طينَ فيها، والجمع حَرائِرُ. وقولهم: باتت فلانةُ بليلةِ حُرَّةٍ، إذا لم يَقدِر بعلُها على افتضاضها. قال النابغة: شُمُس مَوانعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ * يُخْلِفْنَ ظنَّ الفاحش المغيار - فإن افتضها فهى بليلة شيباء. والحريرة: واحدة الحرير من الثياب. والحَريرةُ: دقيقٌ يُطْبَخ بلبن. والحَريرُ: المَحرورُ الذي تداخلَتْه حرارة الغيظ وغيره. قال الشاعر : خرجن حريرات وأبدين مجلدا * وجالت عليهن المكتبة الصفر - ويقال: إنى لأجد لهذا الطعام حَرورَةً في فمى، أي حرارة ولذعا. وحروراء: اسم قرية، يمد ويقصر، نسبت إليها الحرورية من الخوارج، لانه كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها. يقال: حرورى بين الحرورية. والحرور: الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَموم بالنهار. وقال أبو عبيدة: الحَرورُ بالليل وقد تكون بالنَهار، والسَمومُ بالنهار وقد تكون بالليل. قال العجاج: ونسجت لوامع الحرور * سبائبا كسرق الحرير - وحر العبد يَحَرُّ حَراراً . قال الشاعر:

وما رُدَّ من بعد الحَرارِ عتيق * وحَرَّ الرجل يَحَرُّ حُرِّيَةً، من حُرِّيَةِ الأصل. وحَرَّ الرجل يحر حرة: عطش، فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل. وأما حر النهار ففيه لغتان، تقول، حَرَرْتَ يا يوم بالفتح، وحَرِرْتَ بالكسر، فأنت تَحَرُّ وتَحُرُّ وتَحِرُّ، حَرّاً وحَرارَةً وحُروراً. وأَحَرَّ النهارُ: لغةٌ فيه سمعها السكائى. وأحر الرجل فهو محر، أي صارت إبله حرارا أي عطاشاً. وحكى الفرّاء: رجلٌ حُرٌّ بيّن الحَرُورِيَةِ. وتَحْريرُ الكتابِ وغيرِه: تقويمه. وتَحْريرُ الرقَبة: عِتْقُها. وتَحريرُ الولد: أن تُفْرِده لطاعة الله وخدمةِ المسجد. واسْتَحَرَّ القتل وحر، بمعنى، أي اشتد.
[حرر] نه: من فعل كذا فله عدل "محرر" أي أجر معتق، المحرر الذي جعل من العبيد حرا. ومنه: فأنا أبو هريرة "المحرر" أي المعتق. وح: شراركم الذين لا يعتق "محررهم" أي أنهم إذا أعتقوه استخدموا فإذا أراد فراقهم ادعوا رقه. وح ابن عمر: إنه قال لمعاوية: حاجتي عطاء "المحررين" أي الموالي، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان في بني هاشم، ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإيمان، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهــم ابن عمر وتشفع في تقديم أعطياتهم لما علم من ضعفهم وتألفاً لهم على الإسلام. ط: أول ما جاء بدأ "بالمحررين" أول ظرف بدأ، وهو مفعول ثان لرأيت. ج: كان على عائشة "محرر" أي عتق رقبة. ومنه: من اعتبد "المحرر" أي استرق المعتق. غ "محرراً" أي معتقاً من عمل الدنيا. نه ومنه ح أبي بكر: أفمنكمالميت يابس الكبد، وقيل وصفها بما يؤول أمرها إليه. وفيه: إن القتل قد "استحر" يوم اليمامة بقرائها، أي اشتد وكثر، استفعل من الحر الشدة. ط: وهذا حين بعث أبو بكر خالد بن الوليد مع جيش إلى اليمامة فقاتلهم بنو حنيفة قتالاً شديداً وقتل من القراء سبعمائة ومن غيرهم خمسمائة، ثم فتح وقتل مسيلمة، وأخشى إن استحر القتل، إن شرطية مفعول أخشى محذوف، أو مصدرية مفعوله. غ: زاد معاوية أصحابه يوم صفين خمسمائة فقال أصحاب على (ع):
لا خمس إلا جندل "الأحرين"
الحرة حجارة سود بين جبلين، وجمعها أحرون رفعاً، وأحرين نصباً وجراً. نه: وزيادة الألف من الندور، وقيل قسم على يوم الجمل ما في العسكر فأصاب كل رجل خمسمائة، فقال بعضهم في الصفين لنفسه: لا خمس إلا جندل الأحرين، يعني ليس لك إلا الحجارة ولاخيبة. والحرة أرض ذات حجارة سود، وتجمع على حر وحرار وحرات وحرين وأحرين، وقيل إن واحدة أحرة. وفيه: حتى ذهبت مني يوم "الحرة" وهي أيام يزيد بن معاوية لما نهب المدينة عســكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمر عليهم مسلم بن عقبة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد، وحرة هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. ج: وقع فيه سبي النساء والولدان. وفيه: فليضرب بحده على "حرة" أراد بها نفس الحجر، أي اضرب حد سيفه بحجر لئلا يمكنه القتال به. نه وفيه: لطم وجه جارية فقال: أعجز عليك إلا "حر" وجهها، حر الوجه: ما أقبل عليك، وحر كل أرض ودار وسطها وأطيبها، وحر البقل والفاكهة والطين جيدها. ن: أي امتنع عليك إلا حر الوجه، أي صفحته وما رق من بشرته، أو عجزت ولم تجد أن تضرب إلا حر وجهها. ط ومنه: ثم يصيب شيئاً من "حر" وجهه. نه ومنه: ما رأيت أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان "أحر" حسناً منه، يعني أرق منه رقة حسن. وفيه: ذرى وأنا "أحر" لك، يقول ذرى الدقيق لأتخذ لك منه حريرة، وهي حساء مطبوخ من الدقيق والدسم والماء. ك: هي بمهملات دقيق يطبخ بلبن. نه: وسئلت عائشة عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أ"حرورية" أنت؟ وهم طائفة من الخوارج نسبوا إلى "حرورا" بالمد والقصر، وهو موضع قريب من الكوفة كان أول مجمعهم وتحكيمهم فيه، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي وكان عندهم تشدد في أمر الحيض، شبهتها بهم في تشددهم في أمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها، وقيل: أرادت أنها خرجت عن السنة والجماعة كما خرجوا عنهم. ك: أحرورية أنت، بفتح حاء وضم راء أولى أي خارجية يوجبون قضاء صلاة الحيض؟ فقلت: لا ولكني أسأل لمجرد العلم لا للتعنت. ن: "الحرور" شدة الحر، والخزيرة يجيء في خ معجمة. ط: فليتزوج "الحرائر" لأن الإماء مبتذلة غير مؤدبة فلم تحسن تأديب أولادها وقد قيل: الرق رقان: رق سبي ورق هوى، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق.

حرر: الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ، والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس

من وجهين: أَحدهما بناؤه، والآخر إِظهار تضعيفه؛ قال ابن دريد: لا أَعرف

ما صحته. والحارُّ: نقيض البارد. والحَرارَةُ: ضِدُّ البُرُودَةِ. أَبو

عبيدة: السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل، والحَرُورُ:

الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار؛ قال العجاج:

ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ

سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَريرِ

الجوهري: الحَرُورُ الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَّمُوم بالنهار؛

وأَنشد ابن سيده لجرير:

ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَنَّنا

لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم

مستن الحرور: مشتدّ حرها أَي الموضع الذي اشتدّ فيه؛ يقول: نزلنا هنالك

فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف

يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ، شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ

عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس. والحَرُورُ: حر الشمس،

وقيل:الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه، وهو يكون بالنهار والليل، والسَّمُوم لا

يكون إِلا بالنهار. وفي التنزيل: ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ؛ قال ثعلب:

الظل ههنا الجنة والحرور النار؛ قال ابن سيده: والذي عندي أَن الظل هو

الظل بعينه، والحرور الحرّ بعينه؛ وقال الزجاج: معناه لا يستوي أَصحاب الحق

الذين هم في ظل من الحق، وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ

دائم ليلاً ونهاراً، وجمع الحَرُور حَرائِرُ؛ قال مُضَرِّسٌ:

بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها،

وفاضَتْ عليها شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ

وتقول

(* قوله: «وتقول إِلخ» حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في

القاموس والمصباح وغيرهما، وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي

والمضارع): حَرَّ النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم

تَحُرُّ، وحَرِرْتَ تَحِرُّ، بالكسر، وتَحَرُّ؛ الأَخيرة عن اللحياني، حَرّاً

وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ؛ وقد تكون الحَرارَةُ

للاسم، وجمعها حينئذ حَراراتٌ؛ قال الشاعر:

بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ،

على الخَدَّيْنِ، ذي هَيْدَبْ

وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي هو المصدر إِلا أَن

الأَوَّل أَقرب.

قال الجوهري: وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي. الكسائي: شيء حارٌّ

يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. وقال اللحياني: حَرِرْت يا

رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً؛ قال ابن سيده: أُراه إِنما يعني الحَرَّ

لا الحُرِّيَّةَ. وقال الكسائي: حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير.

وقال ابن الأَعرابي: حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ، وحَرَّ يَحَرُّ

حُرِّيَّةً من حُرِّيَّة الأَصل، وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ؛

قال الجوهري: فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.

وفي حديث الحجاج: أَنه باع مُعْتَقاً في حَرارِه؛ الحرار، بالفتح: مصدر من

حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً، والاسم الحُرِّيَّةُ. وحَرَّ يَحِرُّ

إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره. ابن سيده: وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي

حَرّاً وقُرّاً؛ والحِرَّةُ والحَرارَةُ: العَطَشُ، وقيل: شدته. قال

الجوهري: ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد،

ويقال: إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة.

ورجل حَرَّانُ: عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى؛ الأَخيرتان

عن اللحياني؛ وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى: عَطْشى. وفي

الحديث: في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ؛ الحَرَّى، فَعْلَى، من الحَرِّ وهي

تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ

ويَبِسَتْ من العَطَشِ، قال ابن الأَثير: والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى

أَجراً، وقيل: أَراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى

إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان، ويشهد له ما جاء

في الحديث الآخر: في كل كبد حارّة أَجر، والحديث الآخر: ما دخل جَوْفي ما

يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ، وما جاء في حديث ابن عباس: أَنه نهى

مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ، وفي حديث آخر: في كل كبد حرى رطبة

أَجر؛ قال: وفي هذه الرواية ضعف، فأَما معنى رطبة فقيل: إِن الكبد إِذا

ظمئت ترطبت، وكذا إِذا أُلقيت على النار، وقيل: كنى بالرطوبة عن الحياة

فإِن الميت يابس الكبد، وقيل: وصفها بما يؤول أَمرها إِليه.

ابن سيده: حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً؛

قال:

وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ

أَي التهبتِ الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ، واسْتَحَرَّتْ،

كلاهما: يبست كبده من عطش أَو حزن، ومصدره الحَرَرُ. وفي حديث عيينة بن

حِصْنٍ: حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ؛ يعني

حُرْقَةَ القلب من الوجع والغيظ والمشقة؛ ومنه حديث أُم المهاجر: لما نُعِيَ

عُمَرُ قالت: واحَرَّاه فقال الغلام: حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ،

وأَحَرَّها اللهُ.

والعرب تقول في دعائها على الإِنسان: ما له أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أَي

أَعطشه وقيل: معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه. وأَحَرَّ الرجلُ، فهو مُحِرٌّ

أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً. ورجل مُحِرٌّ: عطشت إِبله. وفي

الدعاء: سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد؛

وأَورده ابن سيده منكراً فقال: ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في

يوم بارد؛ وقال اللحياني: هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد. وقال

ابن دريد: الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه. قال: ومن دعائهم: رماه الله

بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد.

ويقال: إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً.

والحَرارَةُ: حُرْقَة في الفم من طعم الشيء، وفي القلب من التوجع،

والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي ذكره.

وقال ابن شميل: الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ، بالراء والواو.

والحَرَّة: حرارة في الحلق، فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة

ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ، وهو عند

خروج الروح.

وامرأَة حَرِيرَةٌ: حزينة مُحْرَقَةُ الكبد؛ قال الفرزدق يصف نساء

سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِدَاحُ:

خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً،

ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ

وفي التهذيب: المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ؛ وحَرِيراتٌ أَي محرورات يَجِدْنَ

حَرارَة في صدورهن، وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة، وإِنما دخلتها الهاء

لما كانت في معنى حزينة، كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى

رَشِيدَة. قال: والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة.

والمُكَتَّبَةُ: السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن.

واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بمعنى اشتدَّ. وفي حديث عمر وجَمْع القرآن:

إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن؛ أَي اشتدَّ وكثر،

وهو استفعل من الحَرِّ: الشِّدَّةِ؛ ومنه حديث عليٍّ: حَمِسَ الوَغَى

واسْتَحَرَّ الموتُ. وأَما ما ورد في حديث علي، عليه السلام: أَنه قال

لفاطمة: لو أَتَيْتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فسأَلته خادماً يَقِيكَ

حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل، وفي رواية: حارَّ ما أَنت فيه، يعني التعب

والمشقة من خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما، كما أَن البرد مقرون

بالراحة والسكون. والحارُّ: الشاق المُتْعِبُ: ومنه حديث الحسن بن علي قال

لأَبيه لما أَمره بجلد الوليد بن عقبة: وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى

قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه،

والقارّ: ضد الحارّ.

والحَرِيرُ: المَحْرُورُ الذي تداخلته حَرارَةُ الغيظ وغيره.

والحَرَّةُ: أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار.

والحَرَّةُ من الأَرضين: الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها

مطرت، والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ؛ قال سيبويه: وزعم يونس أَنهم يقولون

حَرَّةٌ وحَرُّونَ، جمعوه بالواو والنون، يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ

لأَنها مؤنثة مثلها؛ قال: وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ

وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها؛ أَنشد ثعلب

لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد

انهزم ولحق بالكوفة، وكان عليّ، رضي الله عنه، قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل

خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة، فلما قدم زيد على أَهله قالت له

ابنته: أَين خمس المائة؟ فقال:

إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ،

لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين،

وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين،

وابنَ نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين،

وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين،

وحابساً يَسْتَنُّ في الطائيين،

قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ: هَلْ تَفِرِّين؟

لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين،

والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين،

جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من قِنِّسْرِينْ

ويروى: قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ. وقال ابن سيده: معنى لا خمس ما

ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما

التَقَوْا بعد ذلك قال أَصحاب علي، رضوان الله عليه:

لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين

أَرادوا: لا خمسمائة؛ والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قال:

شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا

خمسمائة خمسمائة، فقال بعضهم يوم صفين الأَبيات. قال ابن الأَثير: ورواه

بعضهم لا خِمس، بكسر الخاء، من وِردِ الإِبل. قال: والفتح أَشبه بالحديث،

ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة، والإِحَرِّينَ: جمع الحَرَّةِ.

قال بعض النحويين: إِن قال قائل ما بالهم قالوا في جمع حَرَّةٍ

وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون، وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة،

وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله، ولا هو بمنزلة أَرض

في أَنه مؤَنث بغير هاء؟ فالجواب: إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ،

وهي إِفْعَلَة، ثم إنهم كرهــوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد، فأَسكنوا

الأَوَّل منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده، فلما

دخل على الكلمة هذا الإِعلال والتوهين، عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو

والنون فقالوا: إِحَرُّونَ، ولما فعلوا ذلك في إِحَرَّة أَجروا عليها

حَرَّة، فقالوا: حَرُّونَ، وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف لأَنها أُخت

إِحَرَّة من لفظها ومعناها، وإِن شئت قلت: إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة في

لامها، وذلك ضرب من الإِعلال لحقها؛ وقال ثعلب: إِنما هو الأَحَرِّينَ، قال:

جاء به على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو

أَحَرُّ من غيره فصيره كالأَكرمين والأَرحمين. والحَرَّةُ: أَرض بظاهر المدينة

بها حجارة سود كبيرة كانت بها وقعة. وفي حديث جابر: فكانت زيادة رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، معي لا تفارقني حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ؛

قال ابن الأَثير: قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث وهو مشهور في

الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية، لما انتهب المدينة عســكره من أَهل الشام الذين

ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأَمَّر عليهم مسلم بن

عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد. وفي التهذيب:

الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار. وقال ابن شميل:

الحَرَّة الأَرض مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل

البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بالنار، وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس

بأَسود، وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها وتدانيها. وقال ابن الأَعرابي: الحرّة

الرجلاء الصلبة الشديدة؛ وقال غيره: هي التي أَعلاها سود وأَسفلها بيض.

وقال أَبو عمرو: تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء مستطيلاً ليس بواسع

فذلك الكُرَاعُ. وأَرض حَرِّيَّة: رملية لينة. وبعير حَرِّيٌّ: يرعى في

الحَرَّةِ، وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد، حَرَّةُ النار لبني سُليم،

وهي تسمى أُم صَبَّار، وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة

النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس؛ قال الشاعر:

لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ،

بِحَرَّةِ غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ

والحُرُّ، بالضم: نقيض العبد، والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ؛ الأَخيرة عن

ابن جني. والحُرَّة: نقيض الأَمة، والجمع حَرائِرُ، شاذ؛ ومنه حديث عمر قال

للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد: لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي

لأُلزمنكنّ البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على

الحرائر دون الإِماء.

وحَرَّرَهُ: أَعتقه. وفي الحديث: من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ

مُحَرَّرٍ؛ أَي أَجر مُعْتَق؛ المحرَّر: الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق. يقال:

حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً، بالفتح، أَي صار حُرّاً؛ ومنه حديث أَبي

هريرة: فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ، وحديث أَبي

الدرداء: شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه

فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ

(* قوله: «ادّعوا رقه» فهو محرر

في معنى مسترق. وقيل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه

ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك، قال الشاعر:

فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً، * فليس له حتى الممات خلاص

كذا بهامش النهاية). وفي حديث أَبي بكر: فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا

حُرَّ بوادي عوف؛ قال: هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني، كان

يقال له ذلك لشرفه وعزه، وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد

والخَوَل، وسنذكر قصته في ترجمة عوف، وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه قال

لمعاوية: حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ، فإِن رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم؛ أَراد بالمحرّرين الموالي وذلك

أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إِنما

كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان، وكان

هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهــم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من

ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام.

وتَحْرِيرُ الولد: أَن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد. وقوله

تعالى: إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ منِّي؛ قال الزجاج:

هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك، وكان

ذلك جائزاً لهم، وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم، فكان

الرجل ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم، ولم يكن

ذلك النذر في النساء إِنما كان في الذكور، فلما ولدت امرأَة عمران مريم

قالت: رب إِني وضعتها أُنثى، وليست الأُنثى مما تصلح للنذر، فجعل الله من

الآيات في مريم لما أَراده من أَمر عيسى، عليه السلام، أَن جعلها

متقبَّلة في النذر فقال تعالى: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ.

والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النذيرة، وكان يفعل ذلك بنو

إِسرائيل، كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في

خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه. وإِنه لَحُرٌّ: بَيِّنُ

الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ، بفتح الحاء؛

قال:فلو أَنْكِ في يوم الرَّخاء سأَلْتِني

فراقَكِ، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صَدِيقُ

فما رُدَّ تزوِيجٌ عليه شَهادَةٌ،

ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ

والكاف في أَنك في موضع نصب لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها؛ قال شمر:

سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن أَحداً جاء به؛ وقال ثعلب: قال

أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها في الإِماء.

والحُرُّ من الناس: أَخيارهم وأَفاضلهم. وحُرِّيَّةُ العرب: أَشرافهم؛ وقال ذو

الرمة:

فَصَارَ حَياً، وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ

على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى

أَي على أَشرافهم. قال: والهزالَى مثل السُّكارى، وقيل: أَراد الهزال

بغير إِمالة؛ ويقال: هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم. والحُرُّ من كل

شيء: أَعْتَقُه. وفرس حُرٌّ: عَتِيقٌ. وحُرُّ الفاكهةِ: خِيارُها.

والحُرُّ: رُطَبُ الأَزَاذ. والحُرُّ: كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره.

وحُرُّ كل أَرض: وسَطُها وأَطيبها. والحُرَّةُ والحُرُّ: الطين الطَّيِّبُ؛

قال طرفة:

وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً،

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ، دِعْصٌ له نَدُّ

وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار: وسطها وخيرها؛ قال طرفة أَيضاً:

تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي،

أَلا رُبَّ يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك

وطينٌ حُرٌّ: لا رمل فيه. ورملة حُرَّة: لا طين فيها، والجمع حَرائِرُ.

والحُرُّ: الفعل الحسن. يقال: ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل؛

قال طرفة:

لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً،

ليس هذا مِنْكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ

أَي بفعل حسن. والحُرَّةُ: الكريمة من النساء؛ قال الأَعشى:

حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْـ

ـبُ سُخاماً، تَكُفُّه بِخِلالِ

قال الأَزهري: وأَما قول امرئ القيس:

لَعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ،

ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ

إِلى أَهله أَي صاحبه. بحرّ: بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه؛

والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في

فعله؛ ويقال لأَوّل ليلة من الشهر: ليلةُ حُرَّةٍ، وليلةٌ حُرَّةٌ،

ولآخر ليلة: شَيْباءُ. وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ ليلة

زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها؛ قال النابغة يصف نساء:

شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ،

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

الأَزهري: الليث: يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر

فيها على اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ؛ يقال: باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ؛

وقال غير الليث: فإِن اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي

بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ. وسحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر. الجوهري:

الحُرَّةُ الكريمة؛ يقال: ناقة حُرَّةٌ وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر؛

قال عنترة:

جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ،

فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ

أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة. وحُرُّ البَقْلِ والفاكهة والطين:

جَيِّدُها. وفي الحديث: ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله، صلى الله عليه

وسلم، من الحُسن إِلا أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان أَحَرَّ حُسْناً

منه؛ يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ.

وأَحْرارُ البُقُول: ما أُكل غير مطبوخ، واحدها حُرٌّ؛ وقيل: هو ما

خَشُنَ منها، وهي ثلاثة: النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ؛ وقال أَبو

الهيثم: أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ، وذُكُورُها ما غَلُظَ

منها وخَشُنَ؛ وقيل: الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ.

وحُرُّ الوجه: ما أَقبل عليك منه؛ قال:

جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ،

وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ

وقيل: حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما؛

وقيل: حُرُّ الوجه الخَدُّ؛ ومنه يقال: لَطَمَ حُرَّ وجهه. وفي الحديث: أَن

رجلاً لطم وجه جارية فقال له: أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها؟

والحُرَّةُ: الوَجْنَةُ. وحُرُّ الوجه: ما بدا من الوجنة. والحُرَّتانِ:

الأُذُنانِ؛ قال كعب بن زهير:

قَنْواءُ في حُرَّتَيْها، للبَصِير بها

عِتْقٌ مُبينٌ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ

وحُرَّةُ الذِّفْرَى: موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها؛ وأَنشد:

في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ

يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى، وقيل: حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة

الذفرى أَسيلتها، يكون ذلك للمرأَة والناقة. والحُرُّ: سواد في ظاهر أُذن

الفرس؛ قال:

بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ

والحُرَّانِ: السَّودان في أَعلى الأُذنين. وفي قصيد كعب بن زهير:

قنواء في حرتيها

البيت؛ أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم

الأَصل.

والحُرُّ: حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ، والجانُّ في هذه الصفة؛

وقيل: هو ولد الحية اللطيفة؛ قال الطرماح:

مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ،

كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ

وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات، وأَنكر ابن الأَعرابي اين يكون الحُرُّ

في هذا البيت الحية، وقال: الحرّ ههنا الصَّقْر؛ قال الأَزهري: وسأَلت

عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي؛ وقيل: الحرّ الجانُّ من

الحيات، وعم بعضهم به الحية. والحُرُّ: طائر صغير؛ الأَزهري عن شمر:

يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ

جُمَيِّلُ حُرٍّ. والحُرُّ: الصقر، وقيل: هو طائر نحوه، وليس به، أَنْمَرُ

أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم المنكبين والرأْس؛ وقيل: إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو

يصيد. والحُرُّ: فرخ الحمام؛ وقيل: الذكر منها. وساقُ حُرٍّ: الذَّكَرُ من

القَمَارِيِّ؛ قال حميد بن ثور:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ،

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما

وقيل: الساق الحمام، وحُرٌّ فرخها؛ ويقال: ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي؛

ورواه أَبو عدنان: ساق حَرّ، بفتح الحاء، وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ،

بفتح الحاء، لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول: ساق حرّ، وبناه صَخْرُ

الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال:

تُنادي سَاقَ حُرَّ، وظَلْتُ أَبْكي،

تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما

وقيل: إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه يقول: ساق حرّ ساق

حرّ، وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه كما قال ابن سيده، وعلله

فقال: لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها. وقال

الأَصمعي: ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها؛ قال ابن جني: يشهد عندي بصحة

قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر، فقال: سَاقَ حُرٍّ إِن

كان مضافاً، أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة، فتركه

إِعرابه يدل على أَنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر؛ وأَما قول

حميد بن ثور:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما

البيت؛ فلا يدل إِعرابه على أَنه ليس بصوت، ولكن الصوت قد يضاف أَوّله

إِلى آخره، وكذلك قولهم خازِ بازِ، وذلك أَنه في اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ؛

قال والرواية الصحيحة في شعر حميد:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما

وقال أَبو عدنان: يعنون بساق حر لحن الحمامة. أَبو عمرو: الحَرَّةُ

البَثْرَةُ الصغيرة؛ والحُرُّ: ولد الظبي في بيت طرفة:

بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى

مُخْرِفٌ، تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ، حُرّ

والحَرِيرَةُ بالنصب

(* قوله: «بالنصب» أراد به فتح الحاء): واحدة

الحرير من الثياب.

والحَرِيرُ: ثياب من إِبْرَيْسَمٍ.

والحَرِيرَةُ: الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق، وقيل: هو الدقيق الذي يطبخ

بلبن، وقال شمر: الحَرِيرة من الدقيق، والخَزِيرَةُ من النُّخَال؛ وقال

ابن الأَعرابي: هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم

الحَسْوُ. وفي حديث عمر: ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك؛ يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك

منه حَرِيرَةً.

وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً: سَوَّاها. والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فيها

أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان، وفي أَعلى الشبحة نقران

فيهما عُود معطوف، وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان

في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان

المنخفض.

وتحرير الكتابة: إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ. وتَحْرِيرُ الحساب:

إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ. وتَحْرِيرُ الرقبة:

عتقها.

ابن الأَعرابي: الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة، والحَرَّةُ: العذاب الموجع.

والحُرَّانِ: نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب

الفرقدان اعترضا، فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا. والحُرَّانِ: الحُرُّ وأَخوه

أُبَيٌّ، قال: هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما

أَشهر من الآخر سميا جميعاً باسم الأَشهر؛ قال المنخّل اليشكري:

أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني

مُغَلْغَلَةً، وخصَّ بها أُبَيَّا

فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ،

فلا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا

يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ،

ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا

قال: وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوى المنخل

اليشكري، وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان، فلاعبته يوماً بقيد جعلته في

رجله ورجلها، فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال، فأَخذ المنخل ودفعه

إِلى عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه، فتسلمه فجعل يطعن في قفاه

بالصُّمُلَّةِ، وهي حربة كانت في يده.

وحَرَّانُ: بلد معروف. قال الجوهري: حرَّان بلد بالجزيرة، هذا إِذا كان

فَعْلاناً فهو من هذا الباب، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون.

وحَرُوراءُ: موضع بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج

لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً، وهو من نادر

معدول النسب، إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ؛ قال الجوهري: حَرُوراءُ اسم قرية،

يمد ويقصر، ويقال: حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ. ومنه حديث عائشة

وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ هم

الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ، وكان عندهم من التشديد في الدين

ما هو معروف، فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها

بالحرورية، وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها؛ وقيل: أَرادت

أَنها خالفت السنَّة وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين. قال

الأَزهري: ورأَيت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ.

وحَرِّيٌّ: اسم؛ ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ. والحُرَّانُ: موضع؛ قال:

فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا،

فَجَنْبَا حِمًى، فالخانِقان فَحَبْحَبُ

وحُرَّيَات: موضع؛ قال مليح:

فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ، واحْتَوَتْ

مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ

والحَرِيرُ: فحل من فحول الخيل معروف؛ قال رؤبة:

عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا

فيه، إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا

الحَرِيرُ: جد هذا الفرس، وضَرْبُه: نَسْلُه.

وحَرِّ: زجْرٌ للمعز؛ قال:

شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ،

قد تَرَكَتْ حَيَّهْ، وقالت: حَرِّ

ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ،

عَمْداً، على جانِبِها الأَيْسَرِّ

قال: وحَيَّهْ زجر للضأْن، وفي المحكَم: وحَرِّ زجر للحمار، وأَنشد

الرجز.

وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ: الحِرُ والحَرِيرُ: قال ابن

الأَثير: هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال: الحِرُ، بتخفيف

الراء، الفرج وأَصله حِرْحٌ، بكسر الحاء وسكون الراء، ومنهم من يشدد

الراء، وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر، قال: والمشهور في

رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلُّون الخَزَّ، بالخاء والزاي، وهو ضرب

من ثياب الإِبريسم معروف، وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود، ولعله

حديث آخر كما ذكره أَبو موسى، وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم.

حرر
: ( {الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ،} كالحُرُور بالضمِّ {والحَرَارَةِ) بِالْفَتْح} والحِرَّةِ، بِالْكَسْرِ (ج {حُرُورٌ) بالضمّ (} وأَحارِرُ) على غير قِيَاس؛ مِن وَجْهَيْنِ: أَحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه،. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: لَا أَعرفُ مَا صِحَّتُه، وَكَذَا نَقَلَه الفِهّريُّ فِي شَرْح الفَصِيح عَن المُوعب، والعالم، والمُخَصّص، وهم نَقَلُوا عَن أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: وزَعَمَ قومٌ مِن أَهل اللغَةِ أَن الحَرَّ يُجْمَعُ على {أَحارِرَ، وَلَا أعرفُ صِحَّتَه. قَالَ شيخُنَا: وَقَالَ صاحبُ الواعِي: وَيجمع} أَحارٌ، أَي بالإِدغام. قلتُ: وكأَنَّه فِرارٌ مِن مخالفةِ القِيَاس.
وَقد يكونُ {الحَرَارَةُ الإِسمَ، وجَمْعُها حينئذٍ} حَرَاراتٌ. قَالَ الشَّاعِر:
بِدَمْعٍ ذِي {حَرَارَاتٍ
على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ
وَقد تكونُ} الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ {حَرَارَةٍ، الَّذِي هُوَ المَصْدَرُ، إِلّا أَنَّ الأَولَ أَقربُ.
(و) تَقول:} حَرَّ النَّهَارُ، وَهُوَ {يَحَرُّ} حَرًّا، وَقد (! حَرِرْتَ يَا يَوْمُ، كمَلِلْتَ) أَي مِن حَدِّ عَلِمَ، عَن اللِّحْيَانيِّ (وفَرَرْتَ) أَيمِن حَدِّ ضَرَبَ (ومَرَرْتَ) أَي مِن حَدِّ نَصَرَ {تَحَرُّ} وتَحِرُّ {وتَحُرُّ،} حَرًّا {وحَرَّةً} وحَرَارَةً ( {وحُرُوراً) ، أَي اشتدَّ حَرُّكَ.
(و) الحَرُّ: (زَجْرٌ للبَعِير) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ للعَيْرِ، كَمَا هُوَ نَصُّ التَّكْمِلَة. (يُقَال لَهُ: الحَرُّ، كَمَا يُقَال للضَّأْنِ: الحَيْهِ) . أَنشدَ ابْن الأَعْرَابيّ:
شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ
قد تَرَكَتْ حَيْهِ وَقَالَت} حَرِّ
ثمّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ
(و) الحَرُّ؛ (جمْعُ {الحَرَّةِ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ إسمُ جنْسٍ جَمْعِيٌّ لَا جمعٌ اصْطِلاحِيٌّ.} والحَرَّةُ: إسمٌ (لأَرضٍ ذاتِ حِجارةً نَخِرَةٍ سُودٍ) ، كأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار، وَقيل: {الحَرَّةُ مِن الأَرَضِينَ: الصلْبَةُ الغَلِيظَةُ الَّتِي أَلْبَستَهْا حِارَةٌ سُودٌ نَخِرَةُ، كأَنَّهَا مُطِرَتْ.
(} كالحِرَارِ) بِالْكَسْرِ جمْع تَكْسِيرٍ، وَهُوَ مَقِيسٌ، ( {والحَرّاتِ) جمْع مُؤَنَّث سَالم (} والحَرِّينَ) جمع مذكَّر عى لَفْظِه، ( {والأَحَرِّينَ) على تَوَهُّمِ أَن لَهُ مُفردا على} أحَرَّةٍ، وَهُوَ شذٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وزَعَم يُونسُ أَنهم يَقُولُونَ: {حَرَّةٌ} وحَرُّونَ، جَمَعُوه بِالْوَاو والنُّون، يُشَبِّهُون بقَوْلهمْ: أَرْضٌ وأَرضُون؛ لأَنها مؤنثةٌ مثلهَا، قَالَ: وزَعَمَ يُونُسُ أَيضاً أَنهم يَقُولُونَ: حَرَّةٌ {وإِحَرُّونَ، يَعْنِي} الحِرَارَ، كأَنه جمْعُ! إِحَرَّةٍ، وَلَكِن لَا يُتَكَلَّمُ بهَا. أَنشدَ ثعلبٌ لزيد بنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيمِيِّ، وَكَانَ زيدٌ المذكورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّين قد انهزمَ ولَحِقَ بالكُوفة، وَكَانَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنهُ قد أَعْطَى أَصحابَه يومَ الجَمَلِ خَمْسَمِائَة دِرهمٍ خمْسَمائة دِرْهم من بيتِ مالِ البَصْرَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ زيدٌ عَلَى أَهله قالتْ لَهُ ابنتُه: أَين خَمْسُ المائةِ؛ فَقَالَ:
إِنّ أَباكِ فَرَّ يومَ صفِّينْ
لمَّا رَأَى عَكّا والأَشْعَرِيِّينْ
وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوَازِنِيِّينْ
وابنَ نُمَيْرٍ فِي سَرَاةِ الكِنْدِينْ
وذَا الكَلَاعِ سَيِّدَ اليَمَانِينْ وحابِساً يَسْتَنُّ فِي الطّائِيِّينْ
قَالَ لِنَفْسِ السُّوءِ هَل تَفِّرِينْ
لَا خَمْسَ إِلّا جَنْدَلُ {الإِحَرِّينْ
والخَمْسُ قد يُجْشِمْنَكِ الأَمَرِّينْ
جَمْزاً إِلى الكُوفَةِ مِن قِنِّسْرِينْ
قَالَ بن الأَثير؛ ورَوَاه بعضُهم: (لَا خِمْس) بِكَسْر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل، والفتحُ أَشْبَهُ بِالْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ لَك اليومَ إِلّا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ. وَفِيه أَقوالٌ غير مَا ذكْرنا. وَقَالَ ثعلبٌ: إِنّما هُوَ} الأَحَرِّين، قَالَ: جاءَ بِهِ على {أَحَرَّ؛ كأَنه أَرادَ هاذا الموضعَ} الأَحَرَّ؛ أَي الَّذِي هُوَ {أَحَرُّ مِن غَيره، فصَيَّرَه كالأَكْرَمِين والأَرْحَمِين. ونَقَلَ شيخُنا عَن سِفْر السَّعَادَة، وَسَفِير الإِفادة للعَلَم السَّخَاويِّ مَا نَصُّه:} إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ، زادوا الهَمْزَ إِيذناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ، وأَنه لَيْسَ لَهُ جمْع السَّلامةِ، كَمَا غَيَّروه بالحَرَكة فِي: بَنُونَ وقِلُونَ، وإِنما جُمعَ حَرَّة هاذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثمَّ لم يُتِمُّوا لَهُ كمالَ السَّلامة، فزادُوا الهمزةَ، وكذالك لمّا جَمعوا أَرضاً فَقَالُوا: أَرَضُونَ، غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةَ الهمزَة فِي إِحَرِّين كزيادتها فِي تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ فِي الْجمع حَيْثُ قَالُوا: أَكْلُبٌ. وَقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الَّذِي تستحقُّه فَقَالُوا: حِرارٌ وَقَالَ بَعضهم: {حَرُّون، فَلم يزدْ الْهمزَة، انْتهى.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ: الصُّلْبَةُ الشديدةُ. وَقَالَ غيرُه: الحَرَّةُ هِيَ الَّتِي أَعْلاها سُودٌ وأَسفلُها بِيضٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: تكونُ الحَرَّةُ مستديرةً، فَإِذا كَانَ مِنْهَا شيءٌ مستطيلاً لَيْسَ بواسع، فَذَلِك الكُرَاعُ.
(و) يُقَال (بَعِيرٌ {- حَرِّيٌّ) ، إِذا كَانَ (يَرْعَى فِيهَا) أَي الحَرَّةِ.
(و) الحُرُّ، (بالضمّ: حِلافُ العَبْدِ.
(و) الحُرُّ: (خِيَارُ كلِّ شيْءٍ) وأَعْتَقُه. وحُرُّ الفاكِهَةِ، خِيَارُهَا.
والحُرُّ: كلُّ شيْءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وَغَيره.
(و) من ذالك الحُرُّ بِمَعْنى (الفَرَس العَتِيق) الأَصِيل، يُقَال: فَرَسٌ حُرٌّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الطِّين والرَّمْل الطَّيِّبُ) ،} كالحُرَّةِ.
{وحُرُّ كلِّ أرضٍ: وَسَطُهَا وأَطْيَبُها. وَقَالَ طَرَفَةُ:
وتَبْسِمُ عَن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ} حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِ
وَمن المَجاز: طِينٌ حُرٌّ: رَمْلَ فِيهِ.
ورَمْلَةٌ {حُرَّةٌ: لَا طِينَ فِيهَا، وَفِي الأَساس: طَيِّبَةُ النَّبَاتِ.} وحُرُّ الدّارِ: وسَطُهَا، وخَيْرُها، وَقَالَ طرفةُ أَيضاً:
تُعَيِّرُنِي طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي
أَلَا رُبَّ يَومٍ لي سِوَى {حُرِّ دارِكِ
(و) يُقَال: (رجلٌ) } حُرٌّ (بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ كالخُصُوصِ ةِ واللُّصُوصِيَّةِ، والفتحُ فِي الثَّلَاثَة أَفصحُ من الضَّمِّ، وإِن كَانَ القياسُ الضمَّ، قالَه شيخُنَا، (} والحُرُورَةِ) بالضّمّ، {والحَرَارَةِ، (} والحَرَارِ) ، بفتحهما، وَمِنْهُم مَن رَوَى الكسرَ فِي الثَّانِي أَيضاً، وَهُوَ لَيْسَ بصوابٍ، (! والحُرِّيَّةِ) ، بالضمّ. وَقَالَ شَمِرٌ: سمعتُ من شيخ باهِلَةَ:
فَلَو أَنْكِ فِي يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي
فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فَمَا رُدَّ تَزْوِيجٌ عَلَيْهِ شَهادةٌ
وَلَا رُدَّ مِن بَعْدِ {الحَرَارِ عَتِيقُ
وَقَالَ ثعلبٌ: قَالَ أَعرابيٌّ: لَيْسَ لَهَا أَعْراقٌ فِي} حَرَارٍ، ولكنْ أَعراقُها فِي الإِماءِ.
(ج {أَحْرَارٌ) ، وَهُوَ مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ، وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ، (} وحِرَارٌ) بِالْكَسْرِ، حَكَاهُ ابْن جِنِّي، وَهُوَ الصَّوابُ، وحَكَى بعضٌ فِيهِ الفتحَ، وَهُوَ غَلَطٌ، كَمَا غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى فِي الْمصدر الكسْرَ، وزَعَمَ أَنه مِن الأَلفاظ الَّتِي جاءَتْ تَارَة مَصدراً، وَتارَة جمعا، كقُعُودٍ وَنَحْوه، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ، فَتَأَمَّلْ، قَالَه شيخُنَا.
(و) {الحُرُّ: (فَرْخُ الحَمَامةِ) ، وَقيل: الذَّكَرُ مِنْهَا.
(و) } الحُرُّ: (وَلَدُ الظَّبْيَةِ) فِي، بَيت طَرَفَةَ:
بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى
مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ {حُرْ
(و) الحُرُّ: (وَلَدُ الحَيّةِ) اللطِيفةِ، وَقيل: هُوَ حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ، أَبيض، قَالَ الطِّرّماح:
مُنْطَوٍ فِي جَوفِ نامُوسِه
كانْطِوَاءِ الحُرِّ بينَ السِّلَامْ
وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات، وعمَّ بعضُهُم بِهِ الحَيَّةَ.
(و) مِن المَجَازِ: الحُرُّ: (الفِعْل الحَسَنُ) ، يُقَال: مَا هاذا منْكَ بحُرَ، أَي بحَسَنٍ وَلَا جَمِيلٍ. قَالَ طَرَفَة:
لَا يَكنْ حُبُّكِ دَاء داخِلاً
ليسَ هاذا منْكِ ماوِيَّ} بحُرْ
أَي بفِعْلٍ حَسَنٍ. قَالَ الأَزهريّ: وأَمّا قولُ امرىءِ القَيْسِ:
لعَمْرُكَ مَا قَلْبِي إِلى أَهْلِه بحُرْ
وَلَا مُقْصِرٍ يَوْمًا فيأْتِينِي بقُرْ إِلى أَهلِه، أَي صاحبِه، بحُرّ: بكَرِيمٍ؛ لأَنه لَا يَصبِرُ وَلَا يَكُفُّ عَن هوَاه، والمعنَى أَن قلبَه يَنْبُو عَن أَهله، ويَصْبُو إِلى غير أَهله فَلَيْسَ هُوَ بكريمٍ فِي فِعْله.
(و) مِن المَجاز: الحُرُّ: (رُطَبُ الأَزاذِ) كسَحابٍ وَهُوَ السِّبِسْتانُ، وَهُوَ بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أَزاد درخت، وَمَعْنَاهُ الشجرةُ المَعْتُوقَةُ، فحَذَفُوا إِحدى الدُّالَيْنِ، ثمَّ لمّا عَرَّبُوا أَعْجَبُوا الذّالَ.
(و) الحُرُّ: (الصَّقْرُ) ، وَبِه فَسَّر بنُ الأَعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِــكْرِه وأَنْكَرَ أَن يكونَ الحُرُّ فِيهِ بمعنَى الحَيَّةِ. قَالَ الأَزهريُّ: وسأَلْت عَنهُ أَعرابيًّا فصيحاً، فَقَالَ مثْلَ قَولِ ابْن الأَعرابيِّ.
(و) قيل: الحُرُّ هُوَ (البازِي) ، وَهُوَ قريبٌ من الصَّقْر، قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكِبَيْنِ والرَأْسِ، وَقيل: إِنه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة، وَهُوَ يَصِيدُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: لَطَمَ حُرَّ وَجهِه، الحُرُّ (مِن الوَجْهِ: ابَدَا) مِن الوَجْنَة، أَو مَا أَقْبَلَ عليكَ مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
جَلَا الحُزْنَ عَن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفتْ
وكانتْ عَلَيْهَا هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ
وَقيل: حُر الوَجْه: أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن، مِن مَقدمِهما ومُؤَخَّرهما.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الرَّمْل: وَسَطُه) وخَيْرُه، وَكَذَا حُرُّ الأَرضِ، وَقد تقدَّم فِي أَول التَّرْجَمَة؛ فَهُوَ تَكرارٌ، كَمَا لَا يخفَى.
(و) الحُرُّ (بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ) من بَنِي ثَقِيفٍ (وإِليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ؛ لأَنه حَفَرَه، نقلَه الصَّغانيّ وَلم يَذكرْه ياقوتٌ فِي ذِكْر الأَنْهَار مَعَ استيفائِه.
(و) الحُرُّ (بنُ قَيْسِ) بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بن أَي عُيَيْنَةَ، وَكَانَ مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ. (و) الحُرُّ (بنُ مالكِ) بنِ عامرٍ، شَهِدَ أُجُداً، قالَه الطَّبَرِيّ، وَقَالَ غيرُه: جَزْءُ بنُ مَالك: (صَحابِيّانِ) ، وَفِي بعض النّسخ: صَحابِيُّون، بِصِيغَة الجمْعِ، وَهُوَ وَهَمٌ.
(و) الحُرُّ: (وادٍ بنَجْدٍ) ، وهما الحُرّانِ، قَالَه البَكرِيّ.
(و) الحُرٌّ: وادٍ: (آخَرُ بالجَزِيرَةِ) ، وهما {الحُراّنِ أَيضاً، قَالَه البكريُّ.
(و) الحُرُّ (مِن الفَرَسِ: سَوادٌ فِي ظاهِرِ أُذَنَيْه) ، قَالَ الشَّاعِر:
بَيِّنُ الحُرِّ ذُو مِرَاحٍ سَبُوقُ
وهما} حُرّانِ.
(وجُمَيْلُ حِرَ) ، بِضَم، (وَقد يُكْسَرُ: طائِرٌ) ، نقلَهما الصّغانيّ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب عَن شَمِرٍ: يُقَال لهاذا الطائرِ الَّذِي يُقَال لَهُ بالعراق: باذنْجان لِأَصغَرِ مَا يكون؛ جُمَيلُ حُرَ.
(و) قَالَ أَبو عَدنان: (ساقُ جُرَ: ذَكرُ القارِيِّ) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
وَمَا هَاجَ هاذَا الشَّوْقَ إِلّا حَمامةٌ
دَعَتْ ساقَ حُرَ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا
وَقيل: السّاقُ: الحَمَامُ،! وحُرٌّ: فَرْخُها، وَيُقَال: ساقُ حُرَ: صَوتُ القَمَارِيّ. وَرَوَاهُ أَبو عَدْنَانَ: (سَاق حرَ) بِفَتْح الحاءِ لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يَقُول: سَاق حَرُّ سَاق حَرّ. وبناه صَخْرُ فجَعَلَ الإِسْمَيْنِ إسماً وَاحِدًا، فَقَالَ:
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي
تَلِيداً مَا أُبينُ لَهَا كلَاما وعَلَّلَه ابْن سِيدَه فَقَالَ: لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إِذ بَنَوْا مِن الأَسماءِ مَا ضارَعَهَا. وَقَالَ الأَصمعيّ: ظنّ أَن ساقَ حُرّ ولَدُهَا، وإِنما هُوَ صَوْتُها. قَالَ ابْن جِنِّي: يَشْهَدُ عِنْدِي بصِحَّة قولِ الأَصمعيِّ أَنه لم يُعْرِب، وَلَو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ، فَقَالَ؛ ساقَ حُرَ، إِن كَانَ مُضَافا، أَو ساقَ حُرًّا إِن كَانَ مُركَّبا، فيَصْرِفُه لأَنه نكرةٌ، فتَرْكُه إِعرابَه يَدلُّ على أَنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه، وَهُوَ صِيَاحُه: سَاق حُرّ سَاق حُرّ، وأَمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فَلَا يدلُّ إِعرابُه على أَنه لَيْسَ بصوتٍ، ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إِلى آخِره، وكذالك قولُهم: خازهبازِ؛ وذالك أَنه فِي اللَّفْظ أَشْبَهَ بابَ دارٍ، قَالَ: والرِّوايَةُ الصحيحةُ فِي شعر حُمَيْد:
دَعَتْ ساقَ حُرَ فِي حَمَامٍ تَرَنَّمَاه
وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لحْنَ الحمامةِ.
قلتُ: وَنَقَلَ هاذاالكلَم كلَّه شيخُنَا، عَن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جعْفَر البَعْلَبَكِيِّ، فِي شَرْحِه عَلَيْهَا، ونَظرَ فِيهِ مِن وُجُوهٍ، ظانًّا أَنه كلامُه، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ مأْخوذٌ منِ كتاب المُحْكَمِ لِابْنِ سِيدَه، وَكَذَا نَظرَ فِيمَا تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي، فلْيُنْظَرْ فِي الشَّرْح، قَالَ: ومِن أَظرَف مَا قيلَ فِي سَاق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ، كَمَا أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَ اللهُ فِي شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ، وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإِمامَيْنِ: أَبي عَبده اللهِ محمّدِ بن المسناويِّ، وأَبي عبدِ اللهِ بنِ الشّاذِلِيِّ، رضيَ اللهُ عَنْهُمَا، مِراراً:
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فِيهِ وعَهْدٍ
لم أُجاوِزْه، والرَّكَائِبُ تَسْرِي
أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ
عَن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ
حيثُ لَا مُسْعِدٌ علَى الوَجْدِ إِلّا عَيْنُ حُرَ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ
أَي عينُ شَخْصٍ حُرَ تُساعِدُه على البكاءِ، أَو هاذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ مَعَه.
( {والحُرَّانِ: الحُرُّ، وأَخُوه أُبَيٌّ) ، وهما أَخَوانِ، وإِذا كَانَ أَخَوانِ أَو صاحِبانِ، وَكَانَ أَحدهما أَشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جَمِيعًا باسم الأَشْهَرِ، قَالَ المُتَنَخِّل اليَشْكُرِيُّ:
أَلَا مَنْ مُبْلِغُ} الحُرِّيْنِ عَنِّي
مُغَلْغَلَةً وخصَّ بهَا أُبَيَّا
فإِن لم تَثْأَرَا لِي مِنْ عِكَبَ
فَلَا أَرْوَيْتُما أَبَداً صَدَيَّا
يُطَوِّفُ بِي عِكبُّ فِي مَعَدَ
ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ فِي قَفَيَّا
قَالُوا: وسَببُ هاذا الشِّعرِ أَنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كَانَت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هاذا، وَكَانَ يَأْتِيها إِذا رَكِبَ النُّعْمانُ، فلاعَبَتْ يَوْمًا بقَيْدٍ، فجَعَلَتْه فِي جْلِه ورِجْلِهَا، فدَخَلَ عَلَيْهِمَا النّعْمَانُ وهما على تِلْكَ الحالِ؛ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل، ودَفَعَه إِلى عِكَبَ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه، فتَسَلَّمَه، فجَعَلَ يَطْعَنُ فِي قَفاهُ بالصُّمُلَّةِ، وَهِي حَرْبَةٌ كانتْ فِي يَدِه.
(و) ! الحِرُّ (بِالْكَسْرِ) وتشديدِ الرّاءِ: (فَرْجُ المرأَةِ، لغةٌ فِي المُخَفَّفةِ) عَن أَبي الهَيْثم، قَالَ: لأَن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ؛ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ، وَهُوَ فِي حَدِيث أَشْرَاطِ السّاعَةِ: (يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ) . قَالَ ابْن الأَثِير: هاكذا ذَكَرَ أَبو موسَى فِي حرف الحاءِ والرّاءِ، وَقَالَ: الحِرُ، بتَخْفِيف الرّاءِ: الفَرْجُ، وأَصلُه حِرْحٌ، بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ، ومنهن مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ، وَلَيْسَ بجَيِّدٍ؛ فعلى التَّخْفِيف يكونُ فِي ح ر ح لَا فِي ح ر ر، قَالَ: وَالْمَشْهُور فِي رِوَايَة هاذا الحديثِ على اخْتِلَاف طُرُقِه: يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ، بالخاءِ والزّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِن ثِيَاب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ، وَكَذَا جاءَ فِي كتاب البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ، ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كَمَا ذَــكَرَه أَبو مُوسَى، وَهُوَ حافِظٌ عارِفٌ بِمَا رَوَى وَشَرَح؛ فَلَا يُتَّهَمُ. (وذُكِرَ فِي ح ر ح) ؛ لأَنه يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ، وَيجمع على أَحْراحٍ، والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إِلى أُصُولها. وتقدَّم الْكَلَام هُنَاكَ، فراجِعْه.
( {والحَرَّةُ) ، بِالْفَتْح: (البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الحَرَّة: (العذَابُ المُوجِعُ، والظُّلْمَة الْكَثِيرَة) ، نقلَهما الصغانيُّ.
(و) } حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ، فَمِنْهَا:
{الحَرَّة: (مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍ) . (و) الحَرَّة: (ع بتَبُوكَ. و) الحَرَّة: ع (بنَقْدَةَ) . (و) الحَرَّةُ: وضعٌ (بَين المدينةِ والعَقِيقِ. وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (قِبْلِيَّ المدينةِ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (ببلادِ عَبْسٍ) وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ. (و) آخَرُ (ببلادِ فَزَارَة) . (و) الحَرَّةُ (ببلادِ بنِي القَيْنِ) . (و) الحَرَّةُ (بالدَّهْناءِ) . (و) الحَرَّةُ (بعالِيَةِ الحِجَازِ) . (و) الحَرَّة (قُرْبَ فَيْدٍ) . (و) الحَرَّةُ (بجبالِ طَيِّءٍ (و) الحَرَّةُ (بأَرْض بارِقٍ، و) الحَرَّةُ (بنَجْدٍ، قُرْبَ ضَرِيَّةَ. (و) : الحَرَّةُ: (ع لبَنِي مُرَّةَ) وَهِي} حَرَّةُ لَيْلَى. (و) الحَرَّةُ: مَوضعٌ (قُبَ خَيْبَرَ) لبني سُلَيْمٍ، (وَهِي حَرَّةُ النّارِ) وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ بَنِي عَبْسٍ، وتُسَمَّى أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ كانتْ لبَنِي سُلَيْم، وعندَهَا جَبَلُ صَبْارٍ. وَقيل: حَرَّةُ النَّار لغَطَفَانَ، وَمِنْهَا: شِهَابُ بنُ جَمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالِكٍ الجُهَنِيُّ، الَّذِي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: شِهابٌ إِلى آخِر مَا ذُكِرَ، وَقد تقدَّم فِي ج م ر، عَن ابْن الكَلْبِيِّ.
(و) الحَرَّةُ: أَرضٌ (بظاهرِ المَدِينةِ) المشرَّفةِ، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، (تحتَ واقِمٍ) وَلذَا تُعْرَفُ بحَرَّةِ واقِم، بهَا حِجَارَةٌ سُودٌ كبيرةٌ. (وبهَا كانتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ) من أَشهرِ الوقائعِ فِي الإِسلام، فِي ذِي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين من الهِجْرَة (أَيّامَ يَزِيدَ) بنِ مُعَاوِيَةَ، عَلَيْهِ مِن الله مَا يَسْتَحِقُّ، ورضيَ اللهُ عَن أَبيه؛ وذالك حِين أَنْهَبَ المدينةَ عَسْــكَرَه من أَهلِ الشّام، الَّذين نَدَبَهم لقتالِ أَهلِ المدينةِ من الصَّحَابَة والتّابِعِين، وأَمَّرَ عَلَيْهِم مُسْلِمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ، أَخَزاه اللهُ تعالَى، وعَقِيبُها هَلَكَ يَزِيدُ، وَقد أَوْرَدَ تَفْصِيلَها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة.
(و) الحَرَّةُ (بالبُرَيْكِ فِي طريقِ اليَمَنِ) ، وَهُوَ المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ.
(وحَرَّةُ غَلّاسٍ) ككَتّانٍ، قَالَ الشَّاعِر:
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى استغَاثَ شَرِيدُهمْ
! بحَرَّةِ غَلّاسٍ وشِلْوٍ مُمَزَّقِ
(و) حَرَّةُ (لُبْنٍ) بِضَم اللَّام فَسُكُون الْمُوَحدَة فِي دِيار عَمْرِو بنِ كِلابٍ.
(و) حَرَّةُ (لَفْلَفٍ) كجعفَرٍ بالحِجَازِ.
(و) حَرَّةُ (شُورانَ) كعُثْمَانَ وَقيل بالفَتْح إِحْدَى حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمةِ.
(و) حَرَّةُ (الحِمَارَةِ) .
(و) حَرَّةُ (جَفْلٍ) بفتحٍ فسكونٍ.
(و) حَرَّةُ (مِيطانَ) كمِيزَابٍ.
(و) حَرَّةُ (مَعْشَرٍ) لهَوازِنَ.
(و) حَرَّةُ (لَيْلَى) لبَنِي مُرَّةَ. (و) حَرَّةُ (عَبْادٍ) .
(و) حَرَّةُ (الرَّجْلاءِ) ، هاكذا بالإِضافةِ كأَخَواتِها. وَفِي اللِّسَان: حَرَّةُ راجِلٍ وَفِي النَّوادر لِابْنِ الأَعرابيِّ: الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ هِيَ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقد تَقَدَّم.
(و) حَرَّةُ (قَمحأَةَ) ، بفتحٍ فسكونٍ فهمزةٍ. كلُّ ذالك (مَواضِعُ بالمدينةِ) المشرَّفةِ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، استوفاها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تارِيخِه.
(و) {الحُرَّةُ، (بِالضَّمِّ: الكَرِيمَةُ) من النِّسَاءِ، قَالَ الأَعْشَى:
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّه بخِلَالِ
(و) الحُرَّةُ: (ضِدُّ الأَمَةِ. ج} حَرَائِرُ) ، شاذٌّ. وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: (قَالَ للنِّساءِ الّلاتِي كُنَّ يَخْرُجْنَ إِلى المَسْجِدِ لأَرْدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ) ، أَي لأُلْزِمَنَّكُنَّ البيوتَ، فَلَا تَخْرُجْنَ إِلى المسجدِ لأَن الحِجابَ إِنما ضُرِبَ على! الحَرَائِرِ دُونَ الإِماءِ. قَالَ شيخُنَا نَقْلَا عَن المِصباح: جَمْعُ الحُرَّةِ حَرَائرُ، على غير قياسٍ، ومثلُه شَجَرَةٌ مُرَّةٌ، وشَجَرٌ مَرائِرُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَلَا نَظِيرَ لَهما؛ لأَن بابَ فُعْلَةٍ يُجْمَعُ على فُعَلٍ، مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وإِنما جُمِعَتْ حُرَّة على حَرائِرَ؛ لأَنها بِمَعْنى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ، فجُمِعَتْ كجَمْعِهما.
(و) الحُرَّةُ (مِن الذِّفْرَى: مَجَالُ القُرْطِ) ، مِنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنشدَ:
فِي خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ
يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى، وَقيل: حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ؛ أَي أَنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلَتُهَا، يكونُ لَك للمرأَة، والنّاقةِ. وَقيل {الحُرَّتانِ، الأُذُنانِ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
قَنْوَاءُ فِي} حُرَّتَيْهَا للبَصِيرِ بهَا
عُتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
كأَنَّه نَسَبَهما إِلى الحُرِّيَّةِ، وكَرَمِ الأَصْلِ.
(و) مِن المَجاز: الحُرَّةُ (من السّحاب: الكثيرةُ المَطَرِ) . وَفِي الصّحاح: الحُرَّةُ: الكَرِيمةُ، يُقَال: ناقَةٌ حُرَّةٌ. وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ، أَي كثيرةُ المَطَرِ، قَالَ عنترةُ:
جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةً
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
أَراد كلَّ سَحابةٍ عزيرة المَطَرِ كريمةٍ.
(وأَبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م) أَي معروفٌ، اسمُه حَنِيفَةُ، مشهورٌ بكُنْيَتِه، وَقيل: إسمُه حَكِيمٌ، ثِقَةٌ رَوَى لَهُ أَبو دَاوُود، وأَخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمانِ الرَّقاشيُّ، من أَهل البَصْرَة، مِن أَتبَاع التّابِعِين.
وأَبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرحَّمانِ البَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.
(و) مِن المَجاز: يُقال: (باتَتْ) فُلانةُ (بلَيْلَةِ حُرَّةٍ) ، بالإِضافةِ، (إِذا) لم تُفْتَضّ لَيلةَ زفافِها، و (لم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها) . وَفِي الأَساس: لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها. وَفِي اللِّسَان: فإِن اقْتَضَّها زوجُها فِي اللَّيْلَة الَّتِي زُفَّتْ إِليه فَهِيَ بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ.
(وَهِي أَوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر) أَيضاً، كَمَا أَن آخِرَ ليلةٍ مِنْهُ يُقَال لَهَا: شَيْبَاءُ، على التَّشْبِيه.
(وَيُقَال: لَيْلَةٌ حُرَّةٌ) ، فيهمَا، وكذالك ليلةٌ شَيْبَاءُ (وَصْفاً) .
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: ( {حَرّ} َ يَحَرُّ) كَظَلَّ يَظَلُّ! حَرَاراً بِالْفَتْح: (عَتَقَ) ، والإِسمُ {الحُرِّيَّةُ. وَقَالَ الكِسَائيُّ:} حَرِرْتَ {تَحَرُّ؛ مِن} الحُرِّيَّةِ لَا غير. قلتُ: أَي بكَسْر العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وفَتْحِها فِي المُضَارِعِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ وَاحِد، وَقد يُستَعمل فِي {حُرِّيَّةِ الأَصل أَيضاً، وَقد أَغْفَلَه المصنِّفُ.
(و) } حَرَّ الرجُلُ {يَحَرُّ (} حَرَّةً) بِالْفَتْح (عَطِشَ) ، وَهُوَ أَيضاً من بَاب تَعِبَ (فَهُوَ {حَرّانُ) ، وَيُقَال:} حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ، كَمَا يُقَال: {حارٌّ يارٌّ جارٌّ؛ إِتْباعاً، نَقَلَه الكِسَائيُّ. ورجلٌ} حَرّانُ: عَطْشَانُ، مِن قوم {حِرَارٍ} وحَرَارَى {وحُرَارَى، الأَخِيرَتان عَن اللِّحْيَانِيِّ. (وَهِي} حَرَّى) ، مِن نِسْوَةٍ حِرَار وحَرَارَى: عَطْشَى وَفِي الحَدِيث: (فِي كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ) ؛ {الحَرَّى: فَعْلَى مِن} الحَرِّ، وَهِي تأْنِيثُ {حَرّانَ، وهما للمُبَالَغَةِ يُرِيدُ أَنها لِشِدَّةِ} حَرِّهَا قد عَطِشَتْ، ويَبِسَتْ مِن العَطَش. قَالَ ابْن الأَثِير: وَالْمعْنَى أَن فِي سَقْيِ كلِّ كَبِدٍ {حَرَّى أَجْراً. وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ) ، وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِدٍ} حارَّةٍ أَجْرٌ) وَمعنى رَطْبَةٍ أَن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ، وَكَذَا إِذا أُلْقِيَتْ على النّارِ. وَقيل كَنَى بالرُّطُوبة عَن الحَياة؛ فإِنّ المَيِّتَ يابسُ الكَبِدِ. وَقيل: وَصَفَهَا بِمَا يَؤُولُ أَمْرُهَا إِليه.
(و) {حَرَّ (الماءَ) } يَحَرُّه ( {حَرًّا: أَسْخَنَ) . وَالَّذِي فِي اللِّسَان:} وحَرَّ {يَحِرُّ، إِذا سَخُنَ، مَاء أَو غَيره. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ:} حَرِرْتَ يَا رجلُ {تَحَرُّ} حَرَّةً {وحَرارةً، قَالَ ابْن سِيدَه: أُراه يَعنِي الحَرَّ لَا الحُرِّيَّةَ.
(و) مِن دُعائهم: (رَمَاه اللهُ} بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ) ؛ يُرِيدُ العَطَشَ مَعَ البَرْدِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فَقَالَ: ومِن كَلَامهم: حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّة؛ أَي عَطَشٌ فِي يومٍ باردٍ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ دُعاءٌ مَعْنَاهُ رَمَاه اللهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحِرَّةُ: حَرَارَةُ العَطَشِ والْتِهابُه. قَالَ:
ومِن دُعائهم: رَمَاه اللهُ بالحِرّةِ والقِرَّةِ؛ أَي بالعَطَشِ والبَرْد. (كُسِرَ للازْدِوَاجِ) ، وَهُوَ شائعٌ.
قلْتُ: ويُضْرَبُ هاذا المَثَلُ أَيضاً فِي الَّذِي يُظْهِرُ خِلافَ مَا يُضْمِرُ. صَرَّحَ، بِهِ شُرَّاحُ الفَصِيح.
( {وحَرَارَةُ كسَحَابَة) لَقَبُ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ بنِ عليَ المحدِّث الرَّحْالِ، ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ، حدَّثَ) ، عَن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ.
(} الحَرّانُ) ككَتّان (لَقَبُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ) الجوهَرِيِّ (المصِيصِيِّ الشاعرِ) .
(و) {حَرّانُ، (بِلَا لامٍ: د) كبيرٌ، قَالَ أَبو القاسمِ الزَّجّاجِيُّ: سُمِّيَ بهارانَ أَبي لُوطٍ، وأَخي إِبراهِيمَ عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَقد وَقَعَ الخِلَافُ فِيهِ، فَقَالَ الرُّشَاطِيُّ: هُوَ بدِيار بَكْرٍ، والسَّمْعَانِيُّ: بديارِ رَبِيعَةَ، وَقيل بدِيَارِ مُضَرَ، وَقَالَ ابْن الأَثير: (جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ) ، وَيُقَال لَهُ:} حَرّانُ العَوَامِيدِ، وَبِه وُلِدَ سَيِّدُنا إِبراهيمُ الخليلُ عَلَيْهِ الصّلَاةُ والسّلامُ، فِيمَا نُقِلَ. قَالَ الجوهَرِيُّ: هاذا إِذا كَانَ فَعْلاناً فَهُوَ مِن هاذا الْبَاب، وإِن كَانَ فَعْالاً فَهُوَ منب اب النُّون.
(مِنْهُ) : الإِمامُ (الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أبي مَعْشَر) {- الحَرانِيُّ، وعَمّه الإِمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحُسَيْن بن أَبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ، فَهُوَ الحافظُ، مؤلّف تَارِيخ حَرانَ، وسمّاه تَارِيخ الجزيرتَيْن. (وَقد يُنْسَبُ إِليه} - حَرْنَانِيٌّ، بنُونَيْنِ) ، على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا: أمنانيّ فِي النِّسبة إِلى مانِي، والقِياس مانَوِيّ.
(و) حَرّانُ: (قَرْيَتَانِ بالبَحْرَيْن) لعبدِ القَيْس؛ (كُبْرَى وصُغْرَى) .
(و) حَرّانُ: (ة بحَلَبَ) .
(و) أُخرَى (بغُوطَةِ دِمَشْقَ) .
(و) حَرّانُ: (رَمْلَةٌ بالبادِيَةِ) ، كلُّ ذالك عَن الصغانيِّ. (و) {الحُرانُ، (بالضمّ: سِكَّةٌ) معروفَةٌ (بأَصْفَهَانَ) ، مِنْهَا: أَبو المُطَّهَرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ يعقوبَ بنِ أحمدَ المُقْرِيءُ، ابنُ بِنْتِ أَبي طاهِرٍ الثَّقَفِيِّ، رَوَى عَنْه السَّمْعانِيُّ، وَقَالَ: مَاتَ سنة 535 هـ.
(ونَهْشَلُ بنُ} - حَرِّيَ كبَرِّيَ: شاعرٌ.
ونَصْرُ بنُ سَيّارِ بنِ رافِعِ بنِ حَرِّيَ (اللَّيْثِيُّ) ، مِن أَتباع التّابِعِين وَهُوَ أَمِيرُ خُراسَانَ.
(ومالكُ بنُ حَرِّيَ، تابِعِيٌّ) ، قُتِلَ مَعَ عليَ بصِفِّينَ.
( {والحَرِيرُ: مَن تَداخَلَتْه حَرارةُ الغَيْظِ أَو غيرِه،} كالمَحْرُورِ) . وامرأَةٌ {حَرِيرَةٌ: حَزينةٌ مُحْرَقَةُ الكَبِدِ. قَالَ الفَرَزْدَقُ يصفُ نسَاء سُبِينَ، فضُرِبَتْ عليهنّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وَهِي القِداحُ:
خَرَجْنَ} حَرِيرَاتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً
ودارتْ عليهنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ
قَالَ الأَزهريّ: حَيرَات، أَي {مَحْرُورات، يَجِدْنَ حَرارةً فِي صدورهنّ،} وَحَرِيرَةٌ فِي معنى! مَحْرُورة وإِنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا كَانَت فِي معنَى حَزِينَةٍ، كَمَا أُدخِلَتْ فِي حَمِيدَة؛ لأَنها فِي معنَى رَشِيدَة.
(و) الحَرِيرُ: فَحْلٌ مِن فُحُول الخَيْلِ، وَهُوَ أَيضاً إسمُ (فَرَس مَيْمُونِ بنِ موسَى المَرْئِيِّ) ، وَهُوَ جَدُّ الكامِلِ، والكامِلُ لِمَيْمُونٍ أَيضاً. قَالَ رُؤْبَةُ:
عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا
فِيهِ إِذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا
الحَرِيرُ: جَدُّ هاذا الفَرَس، وضَرْبُه نَسْلُه، والمَرْئِيُّ نِسْبة إِلى امرىء القَيْسِ. قَالَ الشَّرِيفُ النَّسّابَةُ: ويُنْسَبُ إِلى امرىءِ القَيْسِ (بن حُجْر) بنِ الحارثِ (بن عَمْرو بن حُجْر آكل المُرَار بن عَمْرو) بنِ مُعَاوِيَةَ مَرْقَسِيّ، مسموعٌ عَن الْعَرَب فِي كِنْدَةَ لَا غيرُ، وكلُّ مَا عداهُ بعد ذالك فِي الْعَرَب من امرىءِ القَيْسِ فالنِّسْبَةُ إِليه مَرْئِيٌّ على وَزْنِ مَرْعِيَ.
(وأُمُّ {الحَرِيرِ: مَولاةُ طَلْحَةَ بنِ ملكٍ) ، رَوَتْ عَن سيِّدها، وَله صُحْبَةٌ.
(و) } الحَرِيرَةُ، (بهاءٍ) : الحِسَاءُ مِن الدَّقِيق والدَّسَمِ، وَقيل: (دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أَو دَسَمٍ) . وَقَالَ شَمهر: الحَرِيرَةُ من الدَّقِيق، والخَزِيرَةُ مِن النُّخال. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: هِيَ العَصِيدَةُ، ثمَّ النَّخِيرَة، ثمَّ الحَرِيرَة، ثمَّ الحَسْوُ.
( {وحَرّ كفَرّ: طَبَخَه) وَفِي حديثُ عُمر: (ذُرى وأَنا} أَحُرُّ لكِ) يَقُول: ذُرِّي الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ مِنْهُ {حَرِيرَةً.
(و) الحرِيرَة: (واحدةُ الحَرِيرِ من الثيَابِ) ، وَهِي مِن إِبْرَيْسَمٍ.
(} والحَرُورُ) ، وكصَبُورٍ: (الربحُ الحارَّةُ باللَّيلِ، وَقد تكونُ بالنَّهَار) ، والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحَارَّةُ بالن 2 ار، وَقد تكونُ باللَّيْل، قالَه أَبو عُبيْدة. قَالَ العجّاجُ:
ونَسَجَتْ لَوافِحُ {الحَرُورِ
سَبائِباً كسَرَقِ} الحَرِيرِ
وأَنشدَ ابنُ سِيده لجرِير:
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّما
لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّيحِ صائِمِ
مُسْتنُّ الحَرُورِ: مُشْتدُّ! حَرِّها؛ شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عِنْد تَحرُّكِه لهُبُوب الرِّيحِ بسَبِيبِ الفَرسِ. (و) الحَرُورُ: (حَرُّ الشَّمْسِ) . وَقيل: الحَرُرُ: اسْتِيقادُ الحَرّ ولَفْحُه، وَهُوَ يكونُ بالنَّهَار واللّيلِ، والسَّمُوم لَا يَكون إِلّا بالنَّهار. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز: {وَلاَ الظّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} (فاطر: 21) قَالَ الزَّجّاج: مَعْنَاهُ لَا يَسْتوِي أَصحابُ الحَقِّ الَّذين هم فِي ظلَ من الحَقّ، وَلَا أَصحابُ الباطِلِ الَّذين هم فِي الحَرُورِ، أَي (الحَرّ الدّائِم) لَيلاً ونَهاراً. (و) قَالَ ثَعْلَب الظِّلُّ هُنَا الجَنَّةُ، والحَرُرُ (النّارُ) . قَالَ ابْن سِيدَه: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الظل هُوَ الظِّلُّ بعَيْنِه، والحَرُورَ الحَرُّ بعَيْنِه. وجمعُ الحَرُورِ حَرائِر، قَالَ مُضَرِّس:
لَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها
وفاضَتْ عَلَيْهَا شَمْسُه {وحَرائِرُهْ
(} وحُريْر كزُبَيْرٍ) أَبو الحُصَيْنِ، (شيخُ إِسحاقَ بنِ إِبراهيمَ المَوْصَلِيِّ) النَّدِيمِ المشهورِ.
(وقَيْسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ {حُرَيْرِ) بنِ عَبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّارِيُّ المازِنِيُّ أَبو بَشِيرٍ: (صَحَابِيٌّ) ، قُتِلَ باليَمَامَةِ وَرَوَى عَنهُ ضَمْرةُ بنُ سَعيدٍ.
وفَاتَ: عَمْرُو بنُ الحُرَيْرِ الأَسدِيّ، أَخْبَارِيّ.
(} والحُرِّيَّةُ) ، بالضمّ: (الأَرضُ الرَّمْلِيَّةُ اللَّيِّنَةُ) الطَّيِّبَةُ الصالِحَةُ للنَّباتِ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي الأَساس: أَرْضٌ حُرَّةٌ: لَا سَبَخَةَ فِيهَا.
(و) مِن المَجاز: {الحُرِّيَّةُ (مِن العَربِ: أشرافُهُم) ، يُقَال: مَا فِي حُرِّيَّةِ العَرَبِ والعجَمِ مِثلُه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فصارَ حَياً وطَبَّقَ بعد خَوْفٍ
على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزَالَى
أَي على أَشْرَافِهم. وَيُقَال: هُوَ مِن} حُرِّيَّةِ قَومِه: أَي مِن خالِصِهم.
والحُرُّ مِن كلِّ شيْءٍ: أَعْتَقُه. ( {والحُرَيْرَةُ كهُرَيْرَةَ: ع قُرْبَ نَخْلَةَ) بَين الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ.
(} وحُرَيْرٌ، بالضمّ: د، قُرْبَ آمِدَ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: حُرِّينُ، بالنُّون، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
( {وحَرُوراءُ، كَلُولاءَ) ، بالمَدِّ، (وَقد تُقْصَرُ: ة بالكُوفَةِ على مِيلَيْن مِنْهَا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا رضيَ اللهُ عَنهُ، مِن الخَوَارِجِ. (و) يُقَال: (هُوَ} - حَرُورِيٌّ بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) ، يَنْتَسِبُون إِلى هاذه القريَةِ، (وهم نَجْدَةُ) الخارِجِيُّ (وأَصحابُه) وَمن يعتقدُ اعتقادَهم، يُقَال لَهُ:} - الحَرُورِيُّ، وَقد وَرَدَ أَن عائسةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا قالتْ لبعضِ مَن كانَت تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَيْضِ مِن الثَّوْب: {أَحْرُورِيةٌ أَنتِ؟ تَعْنِيهم، كَانُوا يُبَالِغُون فِي العِبَاداتِ، والمشهورُ بهاذه النِّسبة عِمْرَانُ بنُ حطّانَ السَّدُوسِيُّ الحَرُوريُّ. وَمن سَجَعَات الأَساس: لَيْسَ مِن الحُرُورِيَّةِ أَن يكونَ مِن الحَرُورِيَّةِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} تَحْرِيرُ الكِتَابِ وَغَيره تَقْوِيمُه) وتَخْلِيصُه؛ بإِقامةِ حُرُوفِه، وتَحْسِينه بإِصلاحِ سَقطِه.
{وتَحْرِيرُ الحِسَابِ: إِثباتُه مُسْتَوِياً لَا غَلث فِيهِ، وَلَا سَقط، وَلَا مَحْو.
(و) } التَّحْرِير (للرَّقَبَةِ: إِعتاقُهَا) .
{والمُحَرَّرُ الَّذِي جُعِلَ من العَبِيدِ حُرًّا فُعْتِقَ.
يُقَال:} حَرَّ العَبْدُ {يَحَرُّ} حَرَارةً بِالْفَتْح أَي صَار {حُرًّا. وَفِي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ: (شِرارُكم الَّذين لَا يُعْتَقُ} مُحَرَّرُهُم) ؛ أَي أَنهم إِذا أَعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه، فإِذا أَرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه.
( {ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ) الخَزْرَجِيُّ النَّجّارِيُّ (كمُعَظَّمٍ: صَحابِيٌّ) بدْرِيٌّ، تُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أُحُدٍ، وَلم يُعْقِبْ.
(و) } مُحَرَّرُ (بنُ قَتَادَةَ كَانَ يُوصِي بَنِيه بالإِسلام) ، ويَنْهَى بَنِي حَنِيفَةَ عَن الرِّدَّةِ، وَله فِي ذالك شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِيُّ فِي الصَّحَابَة.
(و) مُحَرَّرُ (بنُ أَبي هُرَيْرَةَ: تابِعِيٌّ) ، يَرْوِي عَن أَبِيه، وَعنهُ الشَّعْبِيّ، وأَهلُ الكُوفَةِ. ذَــكَرَه ابنُ حِبّانَ فِي الثِّقات.
(ومُحَرَّرُ دارِمٍ: ضَرْبٌ مِن الحَيّاتِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(و) مِنَ المَجاز: ( {اسْتَحَرَّ القَتْلُ) فِي بني فلانٍ: إِذا (اشتَدَّ) وكَثُرَ، كحَرَّ، وَمِنْه حديثُ عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ.
(و) يُقَال: (هُوَ} أَحَرُّ حُسْناً مِنْهُ) ، وَقد جاءَ ذالك فِي الحَدِيث: (مَا رأَيتُ أَشْبَه برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم من الحَسَن؛ إِلّا أَن النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم كَانَ أَحَرَّ حُسْناً مِنْهُ) ؛ (أَي أَرَقَّ مِنْهُ رِقَّةَ حُسْنٍ) .
(والحارُّ مِن العَمَلِ: شاقُّه وشديدُهُ) وَقد جاءَ فِي الحَدِيث عَن عليَ (أَنه قَالَ لفاطمةَ رضيَ للهُ عَنْهُمَا: لَو أَتَيْتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فسَأَلْتِ خادِماً تَقِيكِ {حارَّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن العَملِ) . وَفِي أُخرى: (} حَرَّ مَا أَنتِ فِيهِ) ؛ يَعْنِي التَّعَبَ والمَشَقَّةَ، مِن خِدْمَةِ البيتِ؛ لأَن الحَرَارَةَ مَقْرُونةٌ بهما، كَمَا أَن البَرْدَ مقرونٌ بالرّاحَةِ والسُّكُونِ. {والحارُّ: الشاقُّ المُتْعِبُ، وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ عَن الحَسَنِ بنِ عليَ: (قَالَ لأَبِيه لمّا أَمَره بجلْدِ الولِيدِ بنِ عُقْبَةَ؛ وَلِّ} حارَّها مَن تَوَلَّى قارَها) ؛ أَي وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَمُ الوَلِيدَ أَمرُه، ويَعْنِيه شَأْنُه.
(و) الحارُّ: (شَعرُ المَنْخرَيْنِ) ؛ لما فِيهِ مِن الشِّدَّةِ والحَرَارَة، نقلَه الصغانيُّ.
( {وأَحَرَّ النّهَارُ: صارَ} حَارًّا) ، لغةٌ فِي حَرَّ يَومُنَا، سَمِع، الكِسَائيُّ، وحَكاهما ابنُ القَطّاعِ فِي الأَفْعَال والأَبْنِيَةِ، والزَّجّاجُ فِي: فَعَلت وأَفْعَلت، قَالَ شيخُنا: ومثلُ هاذا عِنْد حُذّاقِ المُصَنِّفِين مِن سُوءِ الجَمْعِ؛ فإِنّ الأَوْلَى التَّعَرّضُ لهاذا عِنْد قَوْله: ( {حَرَرْتَ يَا يَومُ) ، بالوجُوهِ الثلاثةِ، وَهُوَ ظاهرٌ.
(و) } أَحَرَّ (الرجلُ: صارتْ إِبلُه {حِراراً، أَي عِطَاشاً) . ورجلٌ} مُحِرٌّ: عَطِشَتْ إِبلُهُ.
( {وحَرْحَارٌ) ، بِالْفَتْح: (ع ببلادِ جُهَيْنَةَ) بالحِجاز.
(ومحمّدُ بنُ خالدٍ) الرّازِيُّ (} - الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيَ محدِّث) ، وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَحمدُ بنُ خالدٍ، حدَّث عَن محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وموسَى بنِ نصرٍ الرّازِيَّيْنِ، ومحمّدِ بنِ يَحْيَى، ومحمّدِ بنِ يَزيِدَ السُّلَمِيِّ النَّيْسَابُورِيَّيْنِ، رَوَى عَنهُ الحُسَيْنُ بنُ عليَ المعروفُ بحُسَيْنك، وعليُّ بنُ الْقَاسِم بن شاذانَ، قَالَ ابْن ماكُولَا: لَا أَدْرِي: أَحمد بن خَالِد الرازيّ الحَرورِيُّ إِلى أَيِّ شيْءٍ نُسِبَ. قلْت: وهاكذا ذَــكَرَه الحافظُ فِي التَّبْصِير أَيضاً بالفَتْح وَلم يذكر أحدٌ مِنْهُم أَنَّه الحَرَوَّرِيُّ، كعَمَلَّسِيَ، فَفِي كَلَام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
{الحَرَرُ محرَّكةً أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإِنسانِ، مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ.
} والحَرُّ: حُرْقَةُ القَلبِ، مِن الوَجَع والغَيْظِ والمَشَقَّةِ.! وأَحَرَّها اللهُ.
والعربُ تَقول فِي دُعائها على الإِنسان: مالَه أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه؛ أَي أَعْطَشَه، وَقيل: مَعْنَاهُ أَعْطَشَ اللهُ هامتَه.
وَيُقَال: إِنِّي أَجِدُ لهاذا الطَّعَمِ حَرْوَةَ فِي فَمِي، أَي حَرارةً ولَذْعاً، والحَرَارَةُ: حُرْقَةٌ فِي الفَمِ مِن طَعْم الشَّيْءِ، وَفِي القَلْب مِن التَّوَجُّع، مِن ذالك قولُهم: وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ، والضَّرْبِ، والمَوْتِ، والفِرَاقِ، وغيرِ ذالك، نَقَلَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، وَهُوَ من الكِنَايَاتِ، والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي فِي المعتلّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الفُلْفُلُ لَهُ حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ، بالراءِ وَالْوَاو.
{والحَرَّةُ: حَرَارةُ فِي الحَلْق، فإِن زادتْ فَهِيَ الحَرْوَةُ، ثمَّ الثَّحْثَحَةُ، ثمَّ الجَأْرُ، ثمَّ الشَّرَقُ، ثمَّ الفُؤُقُ، ثمَّ الحَرَضُ، ثمَّ العَسْفُ، وَهُوَ عِنْد خُرُوجِ الرُّوحِ.
} واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ {فحَرَّتْ لُي؛ أَي طَلَبْتُ مِنْهَا حَرِيرَةً فعَمِلَتْها.
وَفِي حَدِيث أَبي بَكْ: (أَفمنكم عَوْفٌ الَّذِي يُقال فِيهِ: لَا حُرَّ بوادِي عَوْف؟ قَالَ: لَا) . هُوَ عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ، كَانَ يُقَال لَهُ ذالك لِشَرَفِه وعِزِّه، وأَنْ مَن حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كَانَ لَهُ كالعَبِيدِ والخَوَلِ} والمُحَرَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المَوْلَى، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ، أَنه قَالَ لمُعَاوِيَةَ رضيَ اللهُ عَنْهُم: (حاجَي عَطَاءُ {المُحَرَّرِينَ) ؛ أَي المَوالِي، أَي المَوالِي، أَي لأَنهم قومٌ لَا دِيوانَ لَهُم؛ تَأَلُّفاً لَهُم على الإِسلام.
} وتَحْرِيرُ الوَلَدِ أَن يُفْرِدَه لطاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وخِدْمةِ المَسْجِدِ. وقولُه تعالَى حِكَايَة عَن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ: {إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي {مُحَرَّرًا} (آل عمرَان: 35) قَالَ الزَّجّاج: أَي خادِماً يَخْدُم فِي مُتَعَبَّداتِكَ،} والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النَّذِيرَةُ. {وحَرَّرَه: جَعَلَه نَذِيرَةً فِي خِدْمةِ الكَنِيسَةِ مَا عاشَ لَا يَسَعُهُ تَرْكُها فِي دِينه.
وَمن المَجاز:} أَحرارُ البُقُولِ: مَا أُكلَ غَيرَ مطْبُوخٍ، واحِدُهَا حُرٌّ، وَقيل: هُوَ مَا خَشُنَ مِنْهَا، وَهِي ثلاثةٌ: النَّفَلُ، والحُرْثُبُ، والقَفْعاءُ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: أَحرارُ البُقُولِ: مَا رَقَّ مِنْهَا ورَطُبَ، وُكُورُها: مَا غَلُظَ مِنْهَا وخَشُنَ.
وَقيل: الحُرُّ: نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ.
! والحُرَّةُ: البابُونَجُ. {والحُرَّة: الوَجْنَةُ.
} والحُرَّتانِ: الأُذُنانِ، وَمِنْه قولُهم: حَفِظَ اللهُ كَرِيمَتَيْكَ {وحُرَّتَيْكَ، وَهُوَ مَجازٌ.
} وحَرَّ الأَرْضَ {يَحَرُّهَا حَرّاً: سَوّاهَا.} والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فِيهَا أَسْنانٌ، وَفِي طَرْفِها نَقْرَانِ، فيهمَا عُودٌ مَعْطُوفٌ، وَفِي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عَلَيْهِ. ثز يُوثَقُ بالتَّوْرَيْنِ، فتُغْرَرُ الأَسْنَانُ فِي الأَرضِ، حَتَّى تَحمِلَ مَا أُثِير من التُّراب، إِلى أَن يأْتيا بِهِ إِلى المكانِ المُنْخَفِض.
{والحُرّانِ، بالضمِّ: نَجْمَانِ عَن يَمِينِ النّاظِر إِلى الفَرْقَدَينِ، إِذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا، فإِذا اعْتَرَضَ الفَرْقدانِ انْتَصَبَا.
قَالَ الأَزهريُّ: ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعْثَةً، وَيُقَال لَهَا: رَمْلَةُ} حَرُورَاءَ، وَهِي غَيرُ القَرْيَيِ الَّتِي نُسِبَ إِليها {الحَرُورِيُّون؛ فإِنها بظاهِرِ الكُوفَةِ.
والحُرّانُ: مَوضعٌ، قَالَ الشَّاعِر:
فساقانُ} فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فجَنْبَا حِمَى فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ
{وحُرَّيَاتُ: موضعٌ، قَالَ مُلَيْحٌ:
فراقَبْتُه حَتَّى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ
مَطَافِيلَ مِنْهُ} حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ
{وحُرَارُ، كغُرَابٍ: هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ، بَين الضِّبابِ وعَمرو ابْن كلابٍ وسَلُول.
} وحُرَّى، كرُرَّى: موضعٌ فِي بادِيَةِ كَلْبٍ.
وأَبو محمّدٍ القاسمُ بنُ عليٍّ! - الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ، أَحَدُ أَحْدادِه منسوبٌ إِلى نِسْجِ الحَرِيرِ، وَهُوَ مِن مُشَانةَ: قريةٍ بالبَصرةِ، وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إِلى {الحَرِيرَةِ: مِن قُرَى البَصْرَةِ.
وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَرِيرِيُّ، محدِّثٌ.
وقاصي القُضَاة شمسُ الدينِ محمّدُ ابنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ، مِن عُلَمَائِنا، رَوَى الحَدِيثَ.
وأَبو} حَرِيرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو لَيْلَى الأَنْصَارِيُّ.
{والحَرّانيَّةُ: قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ.
وأَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ} الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ - كشَدَّادٍ -: شيخٌ لِابْنِ عبدِ البَرِّ. والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون {- الحَرِيرِيَّ} الحَرّارَ، قالَه الحافِظُ.

نبأ

Entries on نبأ in 14 Arabic dictionaries by the authors Al-Zamakhsharī, Asās al-Balāgha, Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs, Abū Mūsā al-Madīnī, al-Majmūʿ al-Mughīth fī Gharībay al-Qurʾān wa-l-Ḥadīth, and 11 more
نبأ: نبأ: نادى به، أعلنه بصوت عال، وعظ (رولاند) proclamer, precher.
نبى عن: annoncer بلغ. أخبر. أشعر (بوشر) كشف المستقبل بالتخمين (بوشر).
نبأ (بالتشديد) prophetiser: تنبأ وأنبأ (الكالا).
نبأ: جعله نبيا (في الحديث عن الله الذي يختار أنبياءه) (عباد 3: 5، النووي، المقدمة ص62).
أنبأ: تنبأ، نطق بوحي الهي، حدس، خمن، تكهن ب. (بقطر).
نبأ. النبأ العظيم: يوم الدينونة، يوم البعث عند المسلمين (سورة النبأ، آية 2).
نبأ. النبأ العظيم: عند الدروز يوم انتصار (الحاكم Hakem) وعباده (دي ساسي كرست 2: 236).
نباء: نبوءة (بوشر). Prophetie.
نبي: أنظر نبو (بوشر).
نبوة. النبوات: مجموعة أحاديث النبي. المقدمة (3: 119: 5).
نبوة. النبوات: التصريحات التي أدلى بها الأنبياء (المقدمة 224: 13).
نبوة: رتبة عالية (بسام 3: 5): لم تكن لهم نبوة مشهورة، ولا حظوظ من الأدب موفورة Haut rang.
نبويات: مدائح نبوية (المقدمة 3: 339): تم تحريك الكلمة على وجهها الصحيح من قبل السيد دي سلان وقد وردت في مخطوطتينا.
أنبا (آرامية): لقب رئيس الدير abbe ( محيط المحيط).
أنبأ: اسم تفضيل من نبأ: أسمى، أعلى (دي ساسي كرست 2: 99 وانظر 236).
منبأة: إمارة، علامة، دلالة (عن) indice ( دي ساسي كرست 2: 401)، (=درة الغواص).
(نبأ) - في الحديث: "قيل له: يا نَبئَ الله، فقال: لَا تَنْبِرُوا اسْمِى، أَنَا نَبىُّ اللهِ"
النَّبِيءُ: فَعِيل من النَّبأ؛ لأنه أَنْبَأَ عن الله - عز وجلّ - قال عبَّاسُ بن مِرْداس:
* يا خاتَمَ النُّبَآءِ إنَّك مُرسَلٌ *
وسائِغ في مثله التَّحقيق والتَّخفِيف، إلّا أَنَّهم استعملوا النَّبِىَّ والبَرِيَّة بلا هَمْز.
وأصل النّبِىّ: الشىء المُرْتَفِع. - ومنه حديث البَراء: "قُلْتُ: ورَسُولِكَ الذي أرْسَلْتَ. قال: ونبيِّك"
لأنه إذا قال: ورَسُولك الذي أرسلتَ صَار البيان مكرّرًا، فقال: ونبيّك إذْ كان نبيًّا قبل أن كان رَسُولًا، لِيَجْمَع له ثَناءَ الاسْمَين معًا، وليكون تَعْدِيدًا للنِّعمة في الحالَيْن، وتَعْظِيمًا لِلْمِنَّة على الوَجْهَين - والله تعالى أعلم.
والنَّبِىُّ: المُنْبِىء المُخبر، فَعِيل بمعنى مفعل.
والرَّسولُ: أخَصُّ من النّبِىَّ، لان كُلَّ رَسول نَبِىّ وليس كلُّ نَبِىٍّ رسُولًا.
وقيل: إنما يقال: ونبيّكَ بلا هَمز، لأنه من الرِّفعة، فيَحْصُل فيه مَعنَى الرِّفعة والرِّسالة معا.
[نبأ] النبأة: الصوت الخفى. قال ذو الرمة:

بنبأة الصوت ما في سمعه كذب * ورمى فأنبأ، إذا لم يشرم ولم يخدش. وسيل نابئ: جاء من بلد آخر، وكذلك رجل نابئ. قال الشاعر : ولكنْ قَذاها كلُّ أشْعَثَ نابِئٍ أتَتْنا به الأقدارُ من حيث لا ندري أبو زيد: نَبَأْتُ على القوم أنْبَأُ نَبْأ ونُبوءًا، إذا طلعت عليهم. قال: ونَبَأتُ من أرضٍ إلى أرض، إذا خرجتَ منها إلى أخرى، وهذا المعنى أراده الاعرابي بقوله: " يا نبئ الله "، أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز . ونَبَأتُ به الأرض: جاءت به. قال الشاعر : فنفسَكَ أحرِزْ فإنَّ الحتو * فَ يَنْبَأْنَ بالمرء في كلِّ وادِ والنَّبَأُ: الخبر، تقول نَبَأ ونَبَّأ، أي: أخبر، ومنه أخذ النبئ لانه أنبأ عن الله تعالى، وهو فَعيلٌ، بمعنى فاعل. قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تنبأ مسيلمة بالهمز، غير أنهم تركوا الهمز في النبي كما تركوه في الذرية والبرية والخابية، إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الاحرف، ولا يهمزون في غيرها، ويخالفون العرب في ذلك. وتصغير النبئ نبيئ مثل نُبَيِّعٍ، وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نبيعة. تقول: العرب كانت نبيئة مسيلمة نبيئة سوء. وجمع النبيِّ نُبَآءُ. قال الشاعر : يا خاتمَ النُبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخير كلُّ هُدى السَّبيلِ هُداكا ويجمع أيضا على أنبياء، لان الهمز لما أبدل وألزم الابدال جمع جمع ما أصل لامه حرف العلة، كعيد وأعياد، على ما نذكره في باب المعتل إن شاء الله.
[ن ب أ] النَّبَأُ الخبر والجمع أنباءٌ وقوله تعالى {عم يتساءلون عن النبإ العظيم} النبأ 1 2 قيل عن القرآن وقيل عن البعث وقيل عن أمره صلى الله عليه وسلم وقد أنبأه إياه وبه وكذلك نَبَّأه متعدّية بحرف وغير حرف وحكى سيبويه أنا أُنْبُؤُكَ على الإتْباع وقوله

(إلى هِنْدٍ مَتَى مَا تُسْأَلِي تُنْبَىْ ... )

أبدل همزةَ تُنْبَى إبدالاً صحيحًا حتى صارت الهمزة حرف علة فقوله تُنْبَى كقوله تُقْضَى وهكذا رأيت هذا البيت وهو لا محالة ناقص واستنبأَ النبأَ بحث عنه ونابأْتُ الرجلَ أنبأْتُه وأنبأَنِي قال ذو الرمة

(زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهُم سَرَقُوا ... مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُم كَذَبُوا)

والنَّبِىْءُ المُخْبِرُ عن الله عز وجل مكية قال سيبويه الهمز فيه لغة رديئة يعني لقلة استعمالها لأن القياس يمنع من ذلك ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قيل له يا نَبِيْءَ الله فقال لست بِنَبِيْءِ الله ولكن نَبِيُّ الله وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أنكر الهمز في اسمه فرده على قائله لأنه لم يدر بم سماه فأشفق أن يُمسك على ذاك وفيه شيء يتعلق بالشرع فيكون بالإمساك عنه مُبِيحَ محظورٍ أو حاظرَ مباحٍ والجمع أَنْبِئَاءُ ونُبآءُ وقوله تعالى {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} الأحزاب 7 فقدمه صلى الله عليه وسلم على نوح في أخذ الميثاق فإنما ذلك لأن الواو معناها الاجتماعُ وليس فيها دليل أن المذكور أولاً لا يستقيم أن يكون معناه التأخير فالمعنى على مذهب أهل اللغة ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ومنك وجاء في التفسير إِنَّنِي خُلِقْتُ قَبْلَ الأَنْبِيَاءِ وبُعِثْتُ بَعْدَهُمْ فعلى هذا لا تقديم في الكلام ولا تأخير هو على نَسَقِه وأَخْذُ الميثاق حيث أُخرجوا من صلب آدم كالذَّرِّ وهي النُّبوءَةُ وتنبأ الرجلُ ادَّعَى النُّبُوءَةَ وقد أنعمت شرح هذه الكلمة وأَبَنْتُ اشتقاقها في الكتاب المخصِّص ونبأ من بلد كذا ينبأُ نَبْأً ونُبُوءًا طَرَأَ والنَّابِيءُ الثَّوْرُ الذي يَنْبَأُ من أرضٍ إلى أرضً أي يخرج ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً هَجَمَ وطلع وكذلك نَبَهَ وطلع كلاهما على البدل ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءًا ارتفع والنَّبْأَةُ النَّشْزُ والنَّبِيءُ الطريق الواضح والنَّبْأَةُ صوت الكلاب وقيل هو الجِرْسُ أيّا كان وقد نَبَأَ نَبْأً
نبأ
النَّبْأَةُ: الصوت الخفِيُّ، قال ذو الرمَّة:
وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدِسٌ ... بِنَبْأة الصَّوتِ ما في سَمْعِه كَذِبُ
أبو زيد: نَبَأْتُ أنْبَأُ نُبُوْءً: إذا ارتفعت، وكل مُرتفع نابِيءٌ ونَبِيْءٌ، وفي الأحاديث التي لا طرق لها: لا يُصَلّى على النبي، أي: المكان المُرتَفِع المُحدَوْدِب.
ونَبَأْتُ على القوم نبْأ ونُبُوْءً: إذا طلعت عليهم. ونَبَأْتُ من أرض إلى أرض: إذا خرجْت منها إلى أُخرى، وهذا المعنى أراد الأعرابي بقوله: يا نبِيءَ الله؛ أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأُنْكِر عليه الهمْز، وقال: إنّا مَعْشر قريش لا نَنْبِر، ويروى: لا تَنْبِر باسمي فإنما أنا نبيُّ الله.
وسيل نابئٌ: جاء من بلد آخر، وكذلك: رجل نابئٌ، قال الأخطل:
ولكِنْ قَذاها كُلُّ أشْعَثَ نابِئٍ ... رَمَتْنا به الغيطانُ من حيثُ لا ندري
ونبَأَتْ به الأرض: جاءَت به، قال حَنَش بن مالك:
فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فإن الحُتوفَ ... يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ في كلِّ وادِ
ونُبَاءٌ - بالضم والمد -: موضع بالطائف.
والنَّبَأُ: الخبر، ونَبَّأَ وأنْبَأَ: أي أخبر، ومنه اشتُقَّ النبيءُ؛ لأنه أنْبَأَ عن الله عز وجل، وهو فَعِيْلٌ بمعنى فاعِل، غير أنهم تركوا الهمز في النبي والبريّة والذُرية والخابية إلاّ أهل مكة - حرسها الله تعالى - فإنهم يهمزون هذه الحروف ولا يهمزون غيرها، ويُخالفون العرب في ذلك. وتصغير النَّبيء نُبَيِّئٌ مثال نُبيِّعٍ، وتصغير النُّبُوْءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نُبَيِّعة، تقول العرب: كانت نُبَيِّئةُ مُسيلِمة نُبَيِّئة سوء. وجمْع النَّبيء نُبَأةُ، قال العباس بن مِرداسٍ السُّلمي:
يا خاتم النُّبَأءِ إنك مُرْسِلٌ ... بالحقِّ كُلُّ هُدى السَّبيلِ هُدَاكا
إنَّ الإلهَ بَنى عليك مَحَبَّةً ... في خَلْقِه ومحمَّداً سَمّاكا
ويروى: " يا خاتم الأنباء ". ويجمع أيضاً على نبيين وأنبياء، لأن الهمز لما أُبدل وأُلزِم الإبدال جُمِع جَمْع ما أصل لامه حرفُ العلة؛ كعيدٍ وأعياد.
ورمى فأنْبَأ: أي لم يَشْرِمْ ولم يَخدِشْ، وقيل: الأنْبَاء: أن يَرمي ولا يُنفذَ.
ونبَّأ نبيئَةً: أخبر.
وقوله تعالى:) لَتُنَبِّئَنَّهم بأمْرِهم هذا (أي: لَتُجازينهم بفعلهم، وتقول العرب للرجل إذا توعَّدوه: لأُنبِّئنَّك ولأُعرِّفنَّك.
قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلاّ ويقول: تَنَبَّأَ مسيلمة؛ بالهمز.
ويقال: نابَأْتُ الرجل ونابَأَني: إذا أخبرْته وأخبرَك. وقيل: نابَأْتُهم: تركتُ جِوارهم وتباعدْتُ عنهم، قال ذو الرمّة يهجو قوماً:
زُرْقُ العُيونِ إذا جاوَرْتَهُمْ سَرَقوا ... ما يَسْرِقُ العَبْدُ أو نابأْتَهم كَذَبوا
والاستنباء: الاستِخْبار.
والتركيب يدل على الإتيان من مكان إلى مكان.

نب

أ1 نَبَأَ. (K,) inf. n. نَبْءٌ, (TA,) He uttered a low voice, or sound: or he (a dog) cried, or barked. (K.) [See نَبَحَ.]

A2: نَبَأَ, aor. ـَ inf. n. نَبْءٌ and نُبُوْءٌ, He was exalted, or elevated.

A3: نَبَأَ عَلَيْهِمْ, (K,) inf. n. نَبْءٌ and نُبُوْءٌ, (S,) He assaulted them; came forth upon them: (K:) like نَبَعَ and نَبَهَ: he came upon them. (Az, S.) [See also نَابِئٌ.]

b2: نَبَأَ He went forth from a land to another land. (S, K.) [See نَابِئٌ.] b3: نَبَأَتْ بِهِ الأَرْضُ i. q. جَآءَتْ به, The land brought, or led him: (S, L:) [accord. to Golius, The land brought, or produced, it: but it is a phrase well known to the learned among the Arabs in the present day, as similar to نَادَاهُ تُرَابُهُ “ his dust, or earth, (i. e. the place of his burial,) called him: ” and the explanation which I have given is confirmed by the citation, in the S, of the following verse, of Hanash Ibn-Málik, immediately after نبأت به in the sense of جاءت به:] فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فَإِنَّ الحُتُو فَ يَنْبَأْنَ بِالمَرْءِ فِى كُلِّ وَادْ [Then take good care of thyself; for deaths (of various kinds) bring (or lead) a man into every valley (or place): i. e., fate brings him to the place where he is destined to be buried, whereever it be]. (S.) b4: نَبَأَ, aor. ـَ see 4.2 نبّأ: see 4.3 نابأهُ He acquainted or informed him, and the latter did the same. (K.) b2: Also, simply, He acquainted or informed him. (TA.) b3: نَابَأَهُمْ He quitted their neighbourhood; withdrew to a distance from them. (K.) [See also art. نبو.]4 انبأهُ إِيَّاهُ, and بِهِ, (and عَنْهُ, S, K, art. كود;) and ↓ نبّأهُ (S, * K) and ↓ نَبَأَهُ, (S, * TA,) each followed by ايّاه or به; (TA;) He informed him, or told him, of it: (K:) or these verbs, followed by ايّاه, signify he made him to know it; and followed by به, he informed him, or told him, of it. (TA.) b2: Es-Semeen says, that انبأ and نبّأ and اخبر and خبّر, when they convey the meaning of knowledge, are triply transitive, or may govern three objective complements, the greatest number that any verb can govern: (TA:) [ex. أَنْبَأْتُ زَيْدًا عَمْرًا قَائِمًا I acquainted Zeyd that 'Amr was standing]. b3: It is also said, that ↓ نبّأ

has a more intensive signification than انبأ: ex.

مَنْ أَنْبَأَكَ هٰذَا قَالَ نَبَّأَنِى العَلِيمُ الخَبِيرُ [Who hath acquainted thee with this? He said, The Knowing, the Intelligent (God), hath apprized me: Kur, lxvi. 3]. (TA.) b4: Sb has mentioned أَنَا

أَنَبُؤُكَ [for انا أَنْبَؤُكَ] as used for the sake of conformity in sound with a preceding word. (M, TA.) [See art. جوأ.]

A2: رَمَى فَأَنْبَأَ He cast, or shot, but did not split, or cleave, or make a slight cut, or scratch: (S, K:) or, did not penetrate. (K.) 5 تنبّأ, (S, K,) said to have been pronounced with ء universally; (Sb, S;) but in the L, تنبّى; (TA;) He arrogated to himself the gift of prophecy, or office of a prophet. (L, K.) 10 استنبأ النَّبَأَ He sought, or searched after, information, or news. (K.) b2: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ (in the Kur, x. 54) means And they will ask thee to inform them, [saying,] Is it true? (Bd.) نَبَأٌ Information; a piece of information; intelligence; an announcement; news; tidings; a piece of news; an account; a narrative, or narration; a story: or what is related from another or others: syn. خَبَرٌ: (S, Msb, K:) it is generally held to be syn. with خَبَرٌ; but accord. to Er-Rághib, signifies an announcement of great utility, from which results either knowledge or a predominance of opinion, and true: (TA:) pl. أَنْبَآءُ. (K.) b2: النَّبَأُ العَظِيمُ [Kur, lxxviii. 2,] accord. to some, The Kur-án: others say, the resurrection: and others, the case of the Prophet. (TA.) b3: الأَنْبَآءُ, in the Kur, xxviii. 66, (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَآءُ) signifies The allegations, pleas, or excuses. (TA.) نَبْأَةٌ An eminence, or protuberance, in the earth, or ground. (TA.) b2: نَبْأَةٌ A low voice, or sound: (S, K:) or the cry, or barking, of dogs. (K.) نَبِىْءٌ, (S, K,) pronounced with ء in the dial. of the people of Mekkeh, (S,) whose pronunciation of it is disapproved by Sb on account of its uncommonness; (TA;) by others, نَبِىٌّ, without ء; (S, K, TA;) A prophet: (TA:) of the measure فَعِيلٌ used in the sense of the measure مُفْعل [i. e.

مُفْعِلٌ or مَفْعَلٌ] (IB) or فَاعِلٌ (S, Es-Sunoosee) or مَفْعُولٌ; (Es-Sunoosee) i. e., who acquaints or informs mankind, (S, K, TA,) or who is acquainted or informed, respecting God and things unseen: or accord. to some, it is derived from نَبْوَةٌ and نَبَاوَةٌ signifying “ elevation; ” (see art. نبو;) in which case it is originally without ء: or, accord. to others, from نَبِىْءٌ in a sense given below; that of “ a conspicuous way. ” (TA.) It is a less special word than رَسُولٌ [when thereby is meant an apostle of God]; for every رسول is a نبىّ, but not every نبىّ is a رسول. (TA.) Pl.

أَنْبِيَآءُ (S, K, without ء, because the ء is changed into ى in the sing., S,) and نُبَأءُ (S, K, like كُرَمَآءُ [pl. of كَرِيمٌ] TA,) and أَنْبَآءٌ [K, these two preserving the original radical ء] and نَبِيُّونَ, (K,) without ء: (TA:) but some pronounced the first and last of these pls., in the Kur-án, with ء; though the more approved pronunciation is without ء. (TA.) The dim. is نُبَيّئٌ, (S, K,) with those who make the pl. نُبَأءٌ [or أَنْبَآءٌ]; but with those who make the pl. أَنْبِيَآء, it is نُبَىٌّ. (K.) b2: An Arab of the desert said to Mohammad, يَا نَبِىْءَ اللّٰهِ, and the latter disapproved of his pronouncing نبىء in this case with ء, because, as it signifies An emigrant, he meant thereby to call him an emigrant from Mekkeh to El-Medeeneh. (S, K, TA.) b3: نَبِىْءٌ A conspicuous, an evident, or a clear, way. (K.) Hence, accord. to some, the apostle [or rather prophet] is so called, because he is the conspicuous, evident, way, that conducts to God. (MF.) b4: نَبِىْءٌ and ↓ نَابِئٌ An elevated, or a protuberant, or gibbous, place. (K.) b5: Hence it is said in a trad., لَا تُصَلُّوا عَلَى النَّبِىْءِ [Pray not upon the place that is elevated, or protuberant]. (K.) نُبُوْءَةٌ, (K, in the CK نُبُوَّة) in which the ء is sometimes softened in pronunciation, and sometimes [or rather generally] changed into و which is incorporated into the preceding و so that the word is written and pronounced نُبُوَّةٌ, (TA,) Prophecy; the gift of prophecy; the office, or function, of a prophet. (MA, K.) Dim. نُبَيِّئَةٌ. (S, K.) نَابِئٌ act. part. n. of نَبَأَ. b2: A bull [app. a ثَوْرٌ وَحْشِىٌّ] that goes forth from one land or country to another. (TA.) b3: A torrent that comes forth from another land or tract. (S.) b4: A man coming forth unexpectedly from an unknown quarter. (S, A.) b5: [See also نَبِىْءٌ.]

هَلْ عِنْدَكُمْ نَابِئَةُ خَبَرٍ, i. q. جَائِبَةُ خَبَرٍ, [Have ye any current news? or — news from a distant place? &c.: see جائبة]. (A.)

نبأ: النَّبَأُ: الخبر، والجمع أَنْبَاءٌ، وإِنَّ لفلان نَبَأً أَي خبراً. وقوله عز وجل: عَمَّ يَتساءَلُون عن النَّبَإِ العظيم. قيل عن القرآن، وقيل عن البَعْث، وقيل عن أَمْرِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم. وقد أَنْبَأَه إِيّاه وبه، وكذلك نَبَّأَه، متعدية بحرف وغير حرف، أَي أَخبر. وحكى سيبويه: أَنا أَنْبُؤُك، على الإِتباع. وقوله:

إِلى هِنْدٍ مَتَى تَسَلِي تُنْبَيْ

أَبدل همزة تُنْبَئِي إِبدالاً صحيحاً حتى صارت الهمزة حرف علة، فقوله تُنْبَيْ كقوله تُقْضَيْ. قال ابن سيده: والبيت هكذا وجد، وهو لا محالة ناقص.

واسْتَنْبأَ النَّبَأَ: بحَث عنه.

ونَابَأْتُ الرجلَ ونابَأَنِي: أَنْبَأْته وأَنْبأَنِي. قال ذو الرمة يهجو قوماً:

زُرْقُ العُيُونِ، إِذا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا * ما يَسْرِقُ العَبْدُ، أَو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا

وقيل: نَابَأْتَهم: تركْتَ جِوارَهم وتَباعَدْت عنهم.

وقوله عز وجل: فَعمِيَتْ عليهم الأَنْبَاءُ يومئذٍ فهم لا يَتَساءَلون .

قال الفرَّاءُ: يقول القائل قال اللّه تعالى: وأَقْبَلَ بَعضُهم على بعض يَتَساءَلون؛ كيف قال ههنا: فهم لا يتساءَلُون؟ قال أَهل التفسير: انه يقول عَمِيَتْ عليهم الحُجَجُ يومئذٍ، فسكتوا، فذلك قوله تعالى فهم لا يَتَساءَلون. قال أَبو منصور: سمَّى الحُجَج أَنـْبَاءً، وهي جمع النَّبَإِ، لأَنَّ الحُجَجَ أَنْبَاءٌ عن اللّه، عز وجل. الجوهري: والنَبِيءُ: الـمُخْبِر عن اللّه، عز وجل، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ. قال ابن بري: صوابه أَن يقول فَعِيل بمعنى مُفْعِل مثل نَذِير بمعنى مُنْذِر وأَلِيمٍ بمعنى مُؤْلِمٍ. وفي النهاية: فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ.

قال: ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه. يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنـْبَأَ.

قال سيبويه: ليس أَحد من العرب إِلاّ ويقول تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة،بالهمز، غير أَنهم تركوا الهمز في النبيِّ كما تركوه في الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ، إِلاّ أَهلَ مكة، فإِنهم يهمزون هذه الأَحرف ولا يهمزون

غيرها، ويُخالِفون العرب في ذلك. قال: والهمز في النَّبِيءِ لغة رديئة، يعني لقلة استعمالها، لا لأَنَّ القياس يمنع من ذلك. أَلا ترى إِلى قول سيِّدِنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وقد قيل يا نَبِيءَ اللّه، فقال له: لا تَنْبِر باسْمي، فإِنما أَنا نَبِيُّ اللّه. وفي رواية: فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّهِ ولكنِّي نبيُّ اللّه. وذلك أَنه، عليه السلام، أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك، وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع، فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. والجمع: أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ. قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ:

يا خاتِمَ النُّبَآءِ، إِنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا

إِنَّ الإِلهَ ثَنَى عليك مَحَبَّةً * في خَلْقِه، ومُحَمَّداً سَمَّاكا

قال الجوهري: يُجْمع أَنْبِيَاء، لأَن الهمز لما أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف

العلة كَعِيد وأَعْياد، على ما نذكره في المعتل. قال الفرَّاءُ: النبيُّ: هو من أَنـْبَأَ عن اللّه، فَتُرِك هَمزه. قال: وإِن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وهي الارتفاع عن الأَرض، أَي إِنه أَشْرَف على سائر الخَلْق، فأَصله غير الهمز. وقال الزجاج: القِرَاءة المجمع عليها، في الـنَّبِيِّين والأَنـْبِياء، طرح الهمز، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا. واشتقاقه من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر. قال: والأَجود ترك الهمز؛ وسيأْتي في المعتل.

ومن غير المهموز: حديث البَراءِ. قلت: ورَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ،

فردَّ عَليَّ وقال: ونَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ. قال ابن الأَثير: انما ردَّ

عليه ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، ويجمع له الثناءَ بين معنى النُّبُوَّة

والرِّسالة، ويكون تعديداً للنعمة في الحالَيْن، وتعظيماً لِلمِنَّةِ على

الوجهين. والرَّسولُ أَخصُّ من النبي، لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً.

ويقال: تَنَبَّى الكَذَّابُ إِذا ادَّعَى النُّبُوّةَ. وتَنَبَّى كما تَنَبَّى مُسَيْلِمةُ الكَذّابُ وغيرُه من الدجّالين الـمُتَنَبِّينَ.

وتصغير النَّبِيءِ: نُبَيِّئٌ، مثالُ نُبَيِّعٍ. وتصغير النُّبُوءة: نُبَيِّئَةٌ، مثال نُبَيِّعةٍ. قال ابن بري: ذكر الجوهري في تصغير النَّبِيءِ نُبَيِّئٌ، بالهمز على القطع بذلك. قال: وليس الأَمر كما ذَكر، لأَن

سيبويه قال: من جمع نَبِيئاً على نُبَآء قال في تصغيره نُبَيِّئ،

بالهمز، ومن جمع نَبيئاً على أَنْبِياء قال في تصغيره نُبَيٌّ، بغير همز. يريد: من لزم الهمز في الجمع لزمه في التصغير، ومن ترك الهمز في الجمع تركه في التصغير. وقيل: الـنَّبيُّ مشتق من الـنَّبَاوةِ، وهي الشيءُ الـمُرْتَفِعُ. وتقول العرب في التصغير: كانت نُبَيِّئةُ مُسَيْلِمَة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ.

قال ابن بري الذي ذكره سيبوبه: كانت نُبُوّةُ مسيلمة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ،

فذكر الأَول غير مصغر ولا مهموز ليبين أَنهم قد همزوه في التصغير، وإِن لم يكن مهموزاً في التكبير. وقوله عز وجل: وإِذ أَخذنا من النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنْكَ ومِن نُوح. فقدّمه، عليه الصلاة والسلام، على نوح، عليه الصلاة والسلام، في أَخذ المِيثاق، فانما ذلك لإِنّ الواو معناها الاجْتِماعُ، وليس فيها دليلٌ أَن المذكور أَوّلاً لا يستقيم أَن يكون معناه التأْخير، فالمعنى على مذهب أَهل اللغة: ومن نُوح وإِبراهيم ومُوسَى وعيسى

بنِ مريمَ ومِنْكَ. وجاء في التفسير: إِنّي خُلِقْتُ قبل الأَنبياء

وبُعِثْتُ بعدَهم. فعلى هذا لا تقديم ولا تأْخير في الكلام، وهو على نَسَقِه.

وأَخْذُ المِيثاقِ حين أُخْرِجوا من صُلْب آدمَ كالذَّرّ، وهي النُّبُوءة.

وتَنَبَّأَ الرَّجل: ادّعَى النُّبُوءة.

ورَمَى فأَنْبَأَ أَي لم يَشْرِمْ ولم يَخْدِشْ.

ونَبَأْتُ على القوم أَنْبَأُ نَبْأً إِذا طلعت عليهم. ويقال نَبَأْتُ من

الأَرض إِلى أَرض أُخرى إِذا خرجتَ منها إليها. ونَبَأَ من بلد كذا

يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: طَرأَ.

والنابِئُ: الثور الذي يَنْبَأُ من أَرض إِلى أَرض أَي يَخْرُج. قال

عديّ بن زيد يصف فرساً:

ولَهُ النَّعْجةُ الـمَرِيُّ تُجاهَ الرَّكْـ * ـبِ، عِدْلاً بالنَّابِئِ المِخْراقِ

أَرادَ بالنَّابِئِ: الثَّوْرَ خَرَج من بلد إِلى بلد، يقال: نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ إِذا خَرج من بلد إِلى بلد.

ونَبَأْتُ من أَرض إِلى أَرض إِذا خَرَجْتَ منها إِلى أُخرى. وسَيْلٌ

نابِئٌ: جاء من بلد آخَر. ورجل

نا بِئٌ. كذلك قال الأَخطل:

أَلا فاسْقِياني وانْفِيا عَنِّيَ القَذَى، * فليسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ في الخَمْرِ

وليسَ قَذاها بالَّذِي قَدْ يَريبُها، * ولا بِذُبابٍ، نَزْعُه أَيْسَرُ الأَمْرِ(1)

(1«وليس قذاها إلخ» سيأتي هذا الشعر في ق ذ ي على غير هذا الوجه.)

ولكِنْ قَذاها كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ، * أَتَتْنا بِه الأَقْدارُ مِنْ حَيْثُ لا نَدْري

ويروى: قداها، بالدال المهملة. قال: وصوابه بالذال المعجمة. ومن هنا قال الأَعرابي له، صلى اللّه عليه وسلم، يا نَبِيءَ اللّه، فهَمز، أَي يا مَن خَرَج من مكةَ إِلى المدينة، فأَنكر عليه الهمز، لأَنه ليس من لغة قريش.ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: هَجَم وطَلَع، وكذلك نَبَهَ ونَبَع، كلاهما على البدل. ونَبَأَتْ به الأَرضُ: جاءَت به قال حنش بن مالك:

فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ، فإِنَّ الحُتُو * فَ يَنْبَأْنَ بالـمَرْءِ في كلِّ واد

ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءاً: ارْتَفَعَ.

والنَّبْأَةُ: النَّشْزُ، والنَبِيءُ: الطَّرِيقُ الواضِحُ.

والنَّبْأَةُ: صوتُ الكِلاب، وقيل هي الجَرْسُ أَيّاً كان. وقد نَبَأَ

نَبْأً. والنَّبْأَةُ: الصوتُ الخَفِيُّ. قال ذو الرمة:

وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ، نَدُسٌ، * بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ، ما في سَمْعِه كَذِبُ

الرِّكْزُ: الصوتُ. والـمُقْفِرُ: أَخُو القَفْرةِ، يريد الصائد.

والنَّدُسُ: الفَطِنُ. التهذيب: النَّبْأَةُ: الصوتُ ليس بالشديد. قال

الشاعر:

آنَسَتْ نَبْأَةً، وأَفْزَعَها القَنَّاصُ * قَصْراً، وقَدْ دَنا الإِمْساءُ

أَرادَ صاحِبَ نَبْأَةٍ.

نبأ
: ( {النَّبَأُ مُحَرَّكَةً الخَبَرُ) وهما مترادفانِ، وفرَّق بَينهمَا بعضٌ، وَقَالَ الراغبُ:} النَّبأُ: خَبَرٌ ذُو فائدةٍ عظيمةٍ، يَحْصُل بهِ عِلْمٌ أَو غَلَبَةٌ ظَنَ، وَلَا يُقال للخَبَر فِي الأَصْلِ {نَبَأٌ حَتَّى يَتَضَمَّنَ هَذِه الأَشياءَ الثلاثةَ ويَكونَ صادِقاً، وحقُّه أَنْ يَتَعرَّى عنِ الكَذِب، كالمُتَواتِر وخَبَرِ اللَّهِ وخَبرِ الرسولِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولتَضَمُّنِه معنى الخَبَرِ يُقَال: أَنْبَأْتُه بِكَذَا، ولتَضَمُّنه معنى العِلْمِ يُقَال:} أَنْبَأَتُه كَذَا. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {1. 031 إِن جَاءَكُم فَاسق! بنبإ} (الحجرات: 6) الْآيَة، فِيهِ تَنْبِيه على أَنّ الخَبرَ إِذا كَانَ شَيئًا عَظيماً فحقُّه أَن يُتَوَقَّفَ فِيهِ، وإِن عُلِمَ وغَلَبَ صِحَّته على الظنِّ حَتَّى يُعادَ النَّظَرُ فِيهِ ويَتَبَيَّن (فَضْلَ تَبَيُّنٍ يُقَال {نَبَّأْته} وأَنْبَأْته) (ج {أَنباءٌ) كخَبَرٍ وأَخبارٍ، وَقد (} أَنْبَاه إِيَّاه) إِذا تضمَّن مَعْنَى العِلْم، (و) {أَنبأَ (بِهِ) إِذا تَضَمَّن معنى الخَبَر، أَي (أَخْبَره،} كنَبَّأَهُ) مشدَّداً، وحَكى سيبويهِ: أَنا {أَنْبُؤُك، على الإِتباع. وَنقل شيخُنا عَن السَّمِين فِي إِعرابه قَالَ: أَنْبَأَ ونَبَّأَ وأَخْبَرَ، مَتى ضُمِّنَتْ معنى العِلْم عُدِّيَت لِثلاَثةِ وَفِي نِهايَةُ التَّعَدِّي، وأَعلمته بِكَذَا مُضَمَّنٌ معنى الإِحاطة، قيل: نَبَّأْتُه أَبلَغُ من أَنْبَأْتُه، قَالَ تَعَالَى: {مَنْ} أَنبَأَكَ هَاذَا قَالَ {- نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} (التَّحْرِيم: 3) لم يقل} - أَنْبَأَني، بل عَدَل إِلى نَبَّأَ الَّذِي هُوَ أَبلغُ، تَنْبِيهاً على تَحْقيقِه وكَوْنِه مِن قِبَلِ الله تَعَالَى. قَالَه الرَّاغِب.
( {واسْتَنْبَأَ النَّبأَ: بَحَثَ عَنهُ،} ونَابَأَه) {ونَابَأْتُه} أَنبؤة {وأَنْبَأَته أَي (أَنْبَأَ كُلٌّ مِنْهُمَا صاحِبَه) قَالَ ذُو الرّمَّة يهجو قوما:
زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهُمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
(} - والنَّبِيءُ) بِالْهَمْز مكِّيَّة، فَعِيلٌ بِمَعْنى مُفْعِل، كَذَا قَالَه ابنُ بَرِّيّ، هُوَ (المُخْبِرُ عَن اللَّهِ تَعَالَى) فإِن الله تَعَالَى أَخبره بتوحيده، وأَطْلَعَه على غَيْبه وأَعلمه أَنه نبيُّه. وَقَالَ الشَّيْخ السنوسي فِي شَرْحِ كُبْرَاه: {النَّبِيءُ، بِالْهَمْز، من النَّبَإِ، أَي الْخَبَر لأَنه أَنبأَ عَن الله أَي أَخبر، قَالَ: وَيجوز فِيهِ تَحْقِيق الْهَمْز وتَخْفيفه، يُقَال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنْبَأَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ أَحدٌ من الْعَرَب إِلا وَيَقُول} تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ، بِالْهَمْز، غير أَنهم تَرَكُوا فِي الْهَمْز النَّبِيّ كَمَا تَرَكوه فِي الذُّرِّيَّة واليَرِية والخَابِيَة، إِلا أَهل مَكَّة فإِنهم يهمزون هَذِه الأَحرف، وَلَا يَهْمزون فِي غَيرهَا، ويُخالفونٍ العَربَ فِي ذَلِك، قَالَ: والهمز فِي النبيّ لغةٌ رَدِيئة، أَي لِقلَّة اسْتِعْمَالهَا، لَا لِكَوْنِ القياسِ يَمنع ذَلِك (وتَرْكُ الهَمْزِ) هُوَ (المُخْتارُ) عِنْد الْعَرَب سوى أَهل مَكَّة، وَمن ذَلِك حديثُ البَرَاء: قلتُ: ورسُولِك الَّذِي أَرسَلْتَ، فردَّ عليّ وَقَالَ (وَنبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ ابنُ الأَثير، وإِنما رَدَّ عَلَيْهِ ليختلِفَ اللفظانِ وَيَجْمَع لَهُ الثَّناءَ بَين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة، وَيكون تَعْدِيداً اللنِّعْمَة فِي الحالَيْنِ وتعظيماً للمِنَّة على الوَجْهَيْنِ. والرسولُ أَخصُّ من النَّبِيّ، لأَن كلَّ رسولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيَ رَسُولا (ج {أَنْبِيَاءُ) قَالَ الْجَوْهَرِي: لأَن الْهَمْز لما أَبْدِل وأُلْزِم الإِبدالَ جُمِعَ جَمْعَ مَا أَصْلُ لامه حَرْفُ العلّة، كَعِيدٍ وأَعْياد، كَمَا يأْتي فِي المعتلّ (} ونُبَآءُ) ككُرَمَاءَ، وأَنشد الجوهريُّ للعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ رَضِي الله عَنهُ:
يَا خَاتَم {النُّبَآءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ
بِالْخَيْرِ كُلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُدَاكَا
إِنَّ الإِلاهَ بَنَى عَلَيْكَ مَحَبَّةً
فِي خَلْقِه ومُحَمَّداً سَمَّاكَا
(} وأَنْبَاءٌ) كَشهِيدٍ وأَشْهَادٍ، قَالَ شَيخنَا وخُرِّجتْ عَلَيْهِ آياتٌ مَبْحوثٌ فِيهَا، {والنَّبِيئونَ جمعُ سَلامةٍ، قَالَ الزجَّاجُ القِراءَةُ المُجْمَع عَلَيْهَا فِي} النَّبِيِّينَ {والأَنْبِياءِ طَرْحُ الهَمْزِ، وَقد همز جَماعةٌ من أَهل الْمَدِينَة جميعَ مَا فِي الْقُرْآن من هَذَا، واشتقاقُه من نَبأَ وأَنبأَ، أَي أَخبر، قَالَ: والأُجودُ تَرْكُ الْهَمْز، انْتهى (والاسمُ} النُّبُوءَةُ) بِالْهَمْز، وَقد يُسَهَّل، وَقد يُبْدَل وَاواً ويُدْغم فِيهَا، قَالَ الرَّاغِب: {النُّبُوَّةُ: سِفارَةٌ بَين اللَّهِ عزَّ وجلَّ وَبَين ذَوِي العُقولِ الزَّكِيَّة لإِزَاحَةِ عِلَلِهَا.
(} وَتَنَبَّأَ) بِالْهَمْز على الِاتِّفَاق، وَيُقَال تَنَبَّى، إِذا (ادَّعَاها) أَي النُّبُوَّةَ، كَمَا! تَنَبَّى مُسَيْلِمَةُ الكَذَّاب وغيرُه من الدجَّالين، قَالَ الرَّاغِب: وَكَانَ من حَقّ لَفظه فِي وضْع اللغةِ أَن يَصِحَّ استعمالُه فِي {- النَّبِيءِ إِذا هُوَ مُطَاوع نَبَّأَ كَقَوْل زَيَّنَه فَتَزَيَّنَ وحَلاَّه فَتَحلَّى (وجَمَّلَه فَتَجمَّل) لَكِن لمَّا تُعُورفَ فِيمَن يَدَّعي النبُوَّة كَذِباً جُنِّبَ استعْمَالُه فِي المُحِقّ وَلم يُسْتَعْمَل إِلاَّ فِي المُتَقَوِّلِ فِي دَعْوَاهُ. (وَمِنْه} المُتَنَبّىءُ) أَبو الطَّيِّبِ الشاعرُ (أَحمدُ بنُ الحُسينِ) بن عبد الصَّمد الجُعْفِيّ الكِنْدِيّ، وَقيل مَوْلاَهم، أَصلُه من الكُوفة (خَرَج إِلى بَني كَلْب) ابْن وَبرَة من قُضَاعة بأَرض السَّمَاوَة، وتَبِعه خلْقٌ كثيرٌ، وَوضع لَهُم أَكاذيبَ (وادَّعَى) أَوَّلاً (أَنَّه حَسَنِيّ) النّسَب ثمَّ ادَّعَى النُّبُوَّةَ فشُهِدَ) بِالضَّمِّ (عَلَيْهِ بالشأْم) يَعْنِي دِمَشْقَ (وحُبِسَ دَهْراً) بِحِمْصِ حِين أَسرَه الأَميرُ لُؤْلُؤٌ نَائِب الإِخشيد بهَا، وفَرَّق أَصحابَه، وادَّعى عَلَيْهِ بِمَا زَعمه فأَنكر (ثُمَّ اسْتُتِيبَ) وكَذَّب نَفْسه (وأُطْلِقَ) من الحَبْس وطَلَب الشِّعْرَ فقاله وأَجاد، وفاقَ أَهلَ عَصْرِه، واتصلَ بِسَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ، فمدَحه، وَسَار إِلى عَضُد الدَّوْلَة بفارِس، فمدحه، ثمَّ عَاد إِلى بغدادَ فقُتِل فِي الطّريق بقُرْبِ النَّعْمَانية سنة 354 فِي قِصّةٍ طويلةٍ مَذكورة فِي مَحلّها، وَقيل: إِنما لُقِّب بهِ لِقُوَّة فَصاحَته، وشِدَّةِ بلاغته، وكَمَالِ مَعرفته، وَلذَا قيل:
لَزْ يَرَ النَّاسُ ثَانِيَ {- المُتَنَبِّي
أَيُّ ثَانٍ يُرَى لِبِكْر الزَّمَانِ
هُوَ فِي شِعْرِه نَبِيٌّ ولكِنْ
ظَهَرْتْ مُعْجِزِاتُه فِي المَعَانِي
وَكَانُوا يُسمُّونه حَكيمَ الشعراءِ، وَالَّذِي قَرَأْتُ فِي شَرْحِ الواحدي نقلا عَن ابنِ جِنّي أَنه إِنما لُقِّب بقوله:
أَنَا فِي أُمَّةٍ تَدَارَكَها اللَّهُ
غَرِيبٌ كَصَالِحٍ فِي ثَمُودِ
(ونَبَأَ كمنَع} نَبْأً {ونُبُوءًا: ارْتَفع) قَالَ الفَرَّاء: النَّبِيُّ هُوَ من أَنْبأَ عَن الله، فتُرِك همزُه، قَالَ: وإِن أُخِذَت من} النُّبُوَّة! والنَّبَاوَة وَهِي الِارْتفَاع (عَن الأَرض) أَي أَنه أَشرف على سَائِر الخَلْق فأَصله غير الْهَمْز.
(و) نَبَأَ (عَلَيْهِم) {يَنْبَأُ} نَبْأً {ونُبُوءًا: هَجَم و (طَلَعَ) وَكَذَلِكَ نَبَهَ ونَبَعَ، كِلَاهُمَا على الْبَدَل، ونَبَأْتُ على الْقَوْم نَبْأَ إِذا اطَّلَعْت عَلَيْهِم، (و) يُقَال: نَبَأَ (مِنْ أَرْضٍ إِلى أَرْض) أُخْرَى أَي (خَرَج) مِنْها إِليها.} والنَّابِىءُ: الثورُ الَّذِي يَنْبَأُ ن أَرضٍ إِلى أَرْض، أَي يَخْرُج، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً:
وَلَهُ النَّعْجَةُ المَرِيُّ تُجَاهَ الرّ
كْبِ عِدْلاً بِالنَّابِيء المِخْرَاقِ
أَراد! بالنابىءِ ثَوْراً خَرَج من بَلدٍ إِلى بلد، يُقَال: نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ، إِذا خرَج من بَلدٍ إِلى بلدِ، وسَيْلٌ نَابِيءٌ: جاءَ من بلدٍ آخَرَ، ورجلٌ نابِيءٌ، أَي طارِيءٌ من حَيْثُ لَا يُدْرَى، كَذَا فِي (الأَساس) ، قَالَ الأَخطل:
أَلاَ فَاسْقِيَاني وَانْفِيَا عَنِّيَ القَذَى
فَلَيْسَ القَذَى بِالعُودِ يَسْقُطُ فِي الخَمْرِ
وَلَيْسَ قَذَاهَا بِالَّذِي قَدْ يَرِيبُهَا
وَلاَ بِذُبَابٍ نَزْعُهُ أَيْسَرُ الأَمْرِ
وَلكِنْ قَذَاهَا كُلُّ أَشْعَثَ نَابِيءٍ
أَتَتْنَابِهِ الأَقْدَارُ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي
(و) مِن هُنَا مَا جاءَ فِي حَدِيثٍ أَخرَجه الحاكمُ فِي (المُسْتَدرك) ، عَن أَبي الأَسود، عَن أَبي ذَرَ وَقَالَ إِنه صَحِيح على شَرْط الشَّيْخَيْنِ (قولُ الأَعرابيّ) لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يَا نَبِيءَ اللَّهِ، بِالْهَمْز، أَي الخارِجَ من مَكَّة إِلى الْمَدِينَة) فَحِينَئِذٍ (أَنــكَره) أَي الْهَمْز (عَلَيْهِ) على الأَعرابيّ، لأَنه لَيْسَ من لُغة قُرَيْش، وَقيل: إِن فِي رُوَاته حُسَيْن الجُعْفيّ وَلَيْسَ من شَرطهمَا، وَلذَا ضَعَّفه جماعَةٌ من القُرَّاءِ والمُحَدِّثين، وَله طَرِيق آخرُ مُنقطِع، رَوَاهُ أَبو عُبَيد: حَدَّثنا مُحمدُ بن سَعْدٍ عَن حَمْزَة الزَّياتِ عَن حِمْران بن أَعْيَنَ أَن رجلا فَذكرهــ، وَبِه استدَلَّ الزركشيُّ أَن المختارَ فِي النَّبِيّ تَرْمُ الهمزِ مُطلقاً، وَالَّذِي صرَّح بِهِ الجوهريُّ والصاغاني، بأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِنما أَنــكره لأَنه أَراد يَا مَنْ خَرَج من مَكَّة إِلى الْمَدِينَة، لَا لكَونه لم يكن من لُغته، كَمَا توهَّموا، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله تَعَالَى: {لاَ تَقُولُواْ راعِنَا} (الْبَقَرَة: 104) فإِنهم إِنما نُهُوا عَن ذَلِك لأَن اليهودَ كَانُوا يَقْصِدون استعمالَه مِن الرُّعونة، لَا من الرِّعاية، قَالَه شيخُنا، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهمزُ فِي النبيِّ لغةٌ رَدِيئَة، يَعْنِي لِقِلّة اسْتِعْمَالهَا، لَا لأَنّ القِياس يمْنَع من ذَلِك، أَلاَ تَرَى إِلى قَول سيِّدنا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموقد قيل لَهُ يَا نَبيءَ اللَّهِ (فقالَ) لَهُ (إِنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا نَنْبِرُ، ويروى: (لَا تَنْبِزْ باسمى) كَذَا فِي النُّسخ الْمَوْجُودَة، من النَّبَزِ وَهُوَ اللَّقَب، أَي لَا تَجْعَل لَا سمى لَقَباً تَقْصِدُ بِهِ غيرَ الظَّاهِر. وَالصَّوَاب: لَا تَنْبِرْ، بالراءِ أَي لَا تَهْمِزْ، كَمَا سيأْتي (فإِنّما أَنَا نبِيُّ اللَّهِ، أَي بِغَيْر همزٍ) وَفِي رِوَايَة فَقَالَ: (لَسْتُ {- بِنَبِيءِ اللَّه وَلَكِن نَبِيُّ الله، وَذَلِكَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنكر الْهَمْز فِي اسْمه، فرَدَّه على قَائِله، لأَنه لم يَدْرِ بِمَا سمَّاه، فأَشفق أَن يُمْسِكَ على ذَلِك، وَفِيه شَيْء يتعلَّق بالشرْع، فَيكون بالإِمساك عَنهُ مُبِيحَ مَحْظورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. [كَذَا فِي (اللِّسَان) ، قَالَ أَبو عليّ الفارسيّ: وَيَنْبَغِي أَن تكون روايةُ إِنكارِه غيرَ صحيحةٍ عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام، لأَن بعض شُعرائه وَهُوَ العبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ قَالَ (يَا خَاتَمَ النُّبَآءِ) وَلم يَرِدْ عَنهُ إِنكارُه لذَلِك، فتأَمَّل.
(} - والنَّبِيءُ) على فَعِيل (: الطريقُ الواضِحُ) يُهمز وَلَا يُهمز، وَقد ذكره المُصَنّف أَيضاً فِي المعتلّ، كَمَا سيأْتي، قَالَ شَيخنَا: قيل: وَمِنْه أُخذ الرَّسُول، لأَنه الطريقُ المُوَضِّحُ المُوَصِّلُ إِلى الله تَعَالَى، كَمَا قَالُوا فِي {1. 031 أهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} (الْفَاتِحَة: 6) هُوَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا فِي الشِّفَا وشُرُوحه. قلت: وَهُوَ مفهومُ كلامِ الكِسائيّ) فإِنه قَالَ: النَّبِيءُ: الطريقُ، والأَنْبِياءُ: طُرُق الهُدى. (و) النبيءُ (: المكانُ المرتفِعُ) الناشِزُ (المُحْدَوْدِبُ) يُهمَزُ وَلَا يُهْمَز (كالنَّابِيء) وَذكره ابنُ الأَثير فِي المُعتلّ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : نَبَأَ نَبْأً ونُبُوءًا إِذا ارْتَفع (وَمِنْه) مَا وَردَ فِي بعض الأَخبار وَهِي من الأَحاديث الَّتِي لَا طُرُقَ لَهَا (لَا تُصَلُّوا عَلَى النَّبِيءِ) بِالْهَمْز، أَي المكانِ المُرْتَفع المُحْدَوْدِب، وَمِمَّا يُحَاجَى بِهِ: صَلُّوا على النَّبِيء، وَلَا تُصَلُّوا على النَّبِيء، وَغلط المُلاَّ عليّ فِي ناموسه، إِذ وَهَّم المَجْدَ فِي ذِــكْرِه فِي المهموز، اغترَاراً بابنِ الأَثير، وظَنًّا أَنه من النَّبْوة بِمَعْنى الِارْتفَاع، وَقد نَبَّه على ذَلِك شيخُنا فِي شَرحه ( {والنَّبْأَةُ) : النَّشْزُ فِي الأَرض، و (: الصَّوْتُ الخَفِيُّ) أَو الخَفِيف، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وقدْ تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ
بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ مَا فِي سَمْعِهِ كَذِبُ
الرِّكْزُ: الصَّوْتُ، والمُقْفِرُ: أَخو القَفْرَةِ، يُرِيد الصائدَ. والنَّدُسُ: الفَطِنُ وَفِي (التَّهْذِيب) :} النَّبْأَةُ: الصَّوْت لَيْسَ بالشديد، قَالَ الشَّاعِر:
آنَسَتْ {نَبَأَةً وأَفْزَعَهَا الْقَنَّ
اصُ قَصْراً وَقَدْ دَنَا الإِمْساءُ
أَرادَ صَاحِبُ نَبْأَةٍ (أَو) النَّبْأَة (صَوْتُ الكِلابِ) قَالَ الحَرِيرِيّ فِي مقاماته: فسمعنا فسمِعنا نَبْأَة مُسْتَنْبِح، ثمَّ تَلَتْهَا صَكَّةُ مُسْتَفْتِح، وَقيل: هِيَ الجَرْسُ أَيًّا كَانَ، وَقد (نَبَأَ) الْكَلْب (كمَنَعَ) نَبْأً.
(} ونُبَيْئَةُ) بِالضَّمِّ (كجُهَيْنَةَ ابنُ الأَسْوَدِ العُذْرِيّ) وَضَبطه الْحَافِظ هَكَذَا، وَقَالَ: هُوَ زَوْج بُثَيْنَة العُذْرِيَّة صاحِبةِ جَمِيلِ بن مَعْمَرٍ، وابنُه سَعِيدُ بنُ نُبَيْئَةَ، جاءَت عَنهُ حِكاياتٌ، وتَصغير النَّبِيءِ نُبَيِّيءٌ مِثال نُبَيِّع (و) يَقُولُونَ فِي التصغير كَانَت (نُبَيِّئَةُ مُسَيْلِمَةَ) مِثال نُبَيِّعَة، نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ (تصغيرُ النُّبُوءَةِ وَكَانَ نُبَيِّيءَ سَوْءٍ) بِالْفَتْح، وَهُوَ (تَصْغِير نَبِيءٍ) بِالْهَمْز، قَالَ ابْن بَرِّيّ: الَّذِي ذكره سيبويهِ: كَانَ مُسَيْلِمَة نُبُوَّتُه! نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ، فَذكر الأَوَّل غيرَ مُصَغَّرٍ وَلَا مَهْمُوز، لِيُبَيِّن أَنهم قد همزوه فِي التصغير وإِن لم يكن مهموزاً فِي التَّكْبِير، قَالَ ابنُ بَرّيّ: ذكر الجَوْهَرِيُّ فِي تَصْغِير النَّبِيءِ {نُبَيّىءٌ، بِالْهَمْز على الْقطع بذلك، قَالَ: وَلَيْسَ الأَمر كَمَا ذَكر، لأَن سيبويهِ قَالَ (هَذَا فِيمَن يَجْمَعُهُ) أَي} نَبِيئَاً (على نُبَآءَ) كَكُرماء، أَي فيصغره بِالْهَمْز (وأَمّا مَنْ يَجمعُه على أَنْبِياءَ فَيُصَغِّرُه على {- نُبَيٍّ) بِغَيْر همزٍ، يُرِيد: مَنْ لَزِم الهَمْزَ فِي الْجمع لَزِمه فِي التصغير، وَمن ترك الهَمْز فِي الْجمع تَركه فِي التصغير، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (وأَخطأَ الجَوهريُّ فِي الإِطلاق) حَسْبَمَا ذكرنَا، وَهُوَ إِيرادُ ابنِ بَرِّيّ، وَلَكِن مَا أَحلَى تَعبيره بقوله: وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِك، فَانْظُر أَين هَذَا من قَوْله أَخْطأَ، على أَنه لَا خطأَ، فإِنه إِنما تَعرَّض لتصغير المهموز فَقَط، وَهُوَ كَمَا قَالَ، وَهُنَاكَ جوابٌ آخُر قَرَّره شَيخنَا.
(و) يُقَال (: رَمَى) فلانٌ (} فَأَنْبَأَ، أَي لم يَشْرِمْ وَلم يَخْدِشْ، أَو) أَنه (لم يُنْفِذْ) نَقله الصَّاغَانِي، وسيأْتي فِي المعتل أَيضاً.
( {ونَابَأَهُمْ) } مُنَابَأَةً (: تَرَكَ جِوَارَهم وتَبَاعَدَ عَنْهُم) قَالَ ذُو الرُّمَّة يهجو قوما:
زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
ويُرْوَى نَاوَأْتَهُم، كَمَا سيأْتي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَبَأَتْ بِهِ الأَرضُ: جاءَتْ بِهِ، قَالَ حَنَشُ بنُ مَالك:
فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فَإِنَّ الحُتُو
فَ {يَنْبَأْنَ بِالمَرْءِ فِي كُلِّ وَادِ
} ونُبَاءٌ كَغُرَاب: موضِعٌ بِالطَّائِف.
وَيُقَال: هَل عنْدكُمْ مِن {نَابِئَةِ خَبَر.
} والنُّبَاءَةَ كَثُمَامَة: مَوضِع بِالطَّائِف وقَعَ فِي الحَديث هَكَذَا بالشكّ: خَطَبنا {بالنُّبَاءَة، أَو} بالنُّبَاوَة.
وأَبو نُبَيْئَة الهُذَلِيُّ شاعرٌ.
نبأ: {أنباء}: أخبار. {ويستنبئونك}: يستخبرونك.
ن ب أ: (النَّبَأُ) الْخَبَرُ، يُقَالُ: (نَبَأَ) وَ (نَبَّأَ) وَ (أَنْبَأَ) أَيْ أَخْبَرَ وَمِنْهُ (النَّبِيُّ) لِأَنَّهُ أَنْبَأَ عَنِ اللَّهِ وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ تَرَكُوا هَمْزَهُ كَالذُّرِّيَّةِ وَالْبَرِيَّةِ وَالْخَابِيَةِ إِلَّا أَهْلَ مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ يَهْمِزُونَ الْأَرْبَعَةَ. قُلْتُ: وَتَمَامُ الْكَلَامِ فِي النَّبِيِّ مَذْكُورٌ فِي [ن ب ا] مِنَ الْمُعْتَلِّ. 
نبأ: النَّبَأُ مَهْمُوْزٌ: الخَبَرُ، أَنْبَأَه ونَبَّأَه: خَبَّرَه، واسْتَنْبَأْتُه، والجَمِيْعُ الأنْبَاءُ.
والنّابِئَةُ: الطّارِئَةُ تَنْبَأُ عليكَ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
وأَنْبَأَ: صَادَفَ نَبَأً.
والنَّبِيْءُ: مَنْ هَمَزَه من ذلك؛ لأنَّه أَنْبَأَ عن اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالى، ومَنْ خَفَّفَه فهو من النَّبْوَةِ للمَكَانِ المُرْتَفِعِ.
والنَّبِيْءُ: التَّلُّ من الرَّمْلِ. والطَّرِيْقُ الواضِحُ يَأْخُذُ بكَ إلى حَيْثُ تُرِيْدُ.
والثَّوْرُ النّابِىءُ: الذي يَنْبَأُ من أرْضٍ إلى أرْضٍ.
والنَّبْأَةُ: صَوْتُ الكِلاَبِ، نَبَأَ به نَبْأً ونَبْأَةً.
والإِنْبَاءُ: أنْ يَرْمِيَ فلا يُنْفِذُ.
ونَابَأْتُ الرَّجُلَ: أي ذَاكَرْتُه ما في نَفْسِه ونَفْسي.
ن ب أ

أتاني نبأ من الأنباء، وأنبئت بكذا وكذا، ونبئت، واستنبأته: استخبرته، ونبّيء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستنبيء. ورجل نابيء. وسيل نابيء: طارىء من حيث لا يدرى، وقد نبأ علينا وضبأ. وهل عندكم نابئة خبرٍ ومغرّبة خبرٍ وجائبة خبرٍ. وقال خنيش بن مالك:

فنفسك أحرز فإن الحتو ... ف ينبأن بالمرء في كلّ واد

وقال:

ألا فاسقياني وانفيا عنكما القذى ... وليس القذى بالعود يسقط في الخمر ولكن قذاها كل أشعث نابيء ... أتتنا به الأقدار من حيث لا ندري

وقال أبو النجم:

والنابيء العريض من جهالها

وسمعت نبأةً: صوتاً.
[نبأ] نه: فيه: قال لقائل يا "نبئ" الله: "لا تنبر" باسمي فإنما أنا نبي الله، هو بمعنى فاعل من النبأ: الخبر، لأنه أنبأ عن الله، ويجوز تخفيف همزته وتحقيقها، نبأ ونبأ وأنبأ، سيبويه: كل العرب يقول: تنبأ مسيلمة- بالهمزة، غير أنهم خففوا النبي كالذرية والبرية والخابية إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الثلاثة لا غيرها؛ الجوهري: نبأت عليهم- إذا طلعت عليهم، ونبأت من أرض- إذا خرجت منها، وأراده الأعرابي، لأنه خرج من مكة، فأنكر عليه الهمز لأنه ليس من لغة قريش، وقيل: هو مشتق من النباوة وهي الشيء المرتفع، ومن المهموز شعر ابن مرداس:
يا خاتم النباء إنك مرسل
ومن الأول ح: قلت: ورسولك الذي أرسلت، فرد وقال: ونبيك الذي أرسلت، وهذا ليختلف اللفظان ويجمع له الثناءين: النبوة والرسالة، والرسول أخص. جك وجه الرد أن فيه مدحًا بوصفين وفي المردود تكرير مدح بوصف، والنبي: المنبئ وإن لم يؤمر بالتبليغ، والرسول: المأمور به، وفيه حجة لمن منع نقل الحديث بالمعنى. ط: لا ونبيك الذي أرسلت، وقيل: لأن الرسول يدخل فيه جبرئيل، وقيل: رعاية للفظ الوارد لاحتمال خاصية فيه. ش: السمت والتؤدة والاقتصاد جزء من أربع وعشرني من "النبوة"، أي من شمائل الأنبياء عليهم السلام لأن النبوة لا يتجزأ ولا أن من جمعها يكون نبيًا. ج: وفيه: فسيكون لها "نبأ"، أي شأن يتحدث به الناس. غ: "عن "النبأ" العظيم" أي القرآن أو أمر القيامة. و""لتنبئنهم" بأمرهم" لتجازينهم بفعلهم، العرب في الوعيد: لأنبئنك ولأعرفنك.
نبأ
[النَّبَأُ] : خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غَلَبَة ظنّ، ولا يقال للخبر في الأصل نَبَأٌ حتى يتضمّن هذه الأشياء الثّلاثة، وحقّ الخبر الذي يقال فيه نَبَأٌ أن يتعرّى عن الكذب، كالتّواتر، وخبر الله تعالى، وخبر النبيّ عليه الصلاة والسلام، ولتضمُّن النَّبَإِ معنى الخبر يقال: أَنْبَأْتُهُ بكذا كقولك: أخبرته بكذا، ولتضمّنه معنى العلم قيل: أَنْبَأْتُهُ كذا، كقولك: أعلمته كذا . قال الله تعالى: قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ
[ص/ 67 68] ، وقال: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ
[النبأ/ 1- 2] ، أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ [التغابن/ 5] ، وقال: تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ
[هود/ 49] ، وقال:
تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها
[الأعراف/ 101] ، وقال: ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ [هود/ 100] ، وقوله:
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
[الحجرات/ 6] فتنبيه أنه إذا كان الخبر شيئا عظيما له قدر فحقّه أن يتوقّف فيه، وإن علم وغلب صحّته على الظّنّ حتى يعاد النّظر فيه، ويتبين فضل تبيّن، يقال:
نَبَّأْتُهُ وأَنْبَأْتُهُ. قال تعالى: أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
[البقرة/ 31] ، وقال:
أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ
[البقرة/ 33] ، وقال: نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ
[يوسف/ 37] ، وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ
[الحجر/ 51] ، وقال: أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ
[يونس/ 18] ، قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ [الرعد/ 33] ، وقال: نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
[الأنعام/ 143] ، قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ [التوبة/ 94] . ونَبَّأْتُهُ أبلغ من أَنْبَأْتُهُ، فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[فصلت/ 50] ، يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
[القيامة/ 13] ويدلّ على ذلك قوله: فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
[التحريم/ 3] ولم يقل: أَنْبَأَنِي، بل عَدَلَ إلى «نَبَّأَ» الّذي هو أبلغُ تنبيهاً على تحقيقه وكونه من قِبَلِ الله. وكذا قوله: قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ
[التوبة/ 94] ، فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
[المائدة/ 105] والنُّبُوَّةُ: سِفَارَةٌ بين الله وبين ذوي العقول من عباده لإزاحة عللهم في أمر مَعادِهم ومَعاشِهم. والنَّبِيُّ لكونه منبِّئا بما تسكن إليه العقول الذَّكيَّة، وهو يصحُّ أن يكون فعيلا بمعنى فاعل لقوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي
[الحجر/ 49] ، قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ
[آل عمران/ 15] ، وأن يكون بمعنى المفعول لقوله: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [التحريم/ 3] . وتَنَبَّأَ فلان: ادَّعى النُّبوَّة، وكان من حقّ لفظه في وضع اللّغة أن يصحّ استعماله في النبيِّ إذ هو مُطاوِعُ نَبَّأَ، كقوله: زَيَّنَهُ فَتَزَيَّنَ، وحَلَّاهُ فَتَحَلَّى، وجَمَّلَهُ فَتَجَمَّلَ، لكن لمَّا تُعُورِفَ فيمن يدَّعِي النُّبوَّةَ كَذِبا جُنِّبَ استعمالُه في المُحقِّ، ولم يُستعمَل إلّا في المُتقوِّل في دَعْواه. كقولك: تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ، ويقال في تصغير نَبيء: مُسَيْلِمَة نُبَيِّئُ سَوْءٍ، تنبيهاً أنَّ أخباره ليست من أخبار الله تعالى، كما قال رجل سمع كلامه: والله ما خرج هذا الكلام من إلٍّ أي: اللهِ. والنَّبْأَة الصَّوْتُ الخَفِيُّ.

شصو

Entries on شصو in 4 Arabic dictionaries by the authors Habib Anthony Salmone, An Advanced Learner's Arabic-English Dictionary, Al-Khalīl b. Aḥmad al-Farāhīdī, Kitāb al-ʿAin, Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs, and 1 more

شصو


شَصَا(n. ac. شُصُوّ [] )
a. Was, became fixed, rigid (look).
b. Rose; swelled, bulged out.
c. see infra.
باب الشين والصاد و (وا يء) معهما ش ص و، ش وص، ش ي ص مستعملات

شصو: شصا السَّحابُ يشصو، إذا ارتفع في نشوئه. وشصت القربه، أي: ارتفعت، إذا ملئت ماءً، قال الأخطل :

أناخوا فجروا شاصياتٍ كأنها ... رجال من السودان لم يتسربلوا

والشّاصي: الذي إذا قطعت قوائمه ارتفعت مفاصله. وشصت رجله من الورم، إذا ارتفعت. والشُّصوُّ من العين: مثل الشُّخوص. شصا يشصو: كأنه ينظر إليك وإلى آخر. شوص: الشَّوصةُ: ريحٌ تنعقدُ في الأضلاع، [تقول] : شاصتني شوصةٌ، والشَّوائصُ أسماؤها. والشَّوصُ: السَّوك بالسِّواك، وبالإصبع عرضاً على الأسنان. والشَّوص في العين. وقد شوص يشوص شوصاً، وشاص يَشاصُ .

شيص: الشِّيصُ: شيصاءُ التَّمر، وهو الرديء منه. وأشاصتِ النخلة، والواحدة: شيصةٌ وشيصاءةٌ، ممدودة.
الشين والصاد والواو ش صوشَصَتْ عينُه شُصُواً شَخَصَتْ حتَّى كأنّه يَنْظُرُ إليكَ وإلى آخَرَ قال

(ورَبْرَبٍ خِماصِ ... ينظُرُ من خَصاصِ ... بِأَعْيُنٍ شَواصِ ... كَفِلَقِ الرَّصَاصِ)

وَشَصَا الإِنْسانُ وغيرُه سُعُواً قُطِعَتْ قَوَائِمُه فارْتَفَعَتْ مَفَاصِلُه وقال اللِّحيانيُّ شصَا الْميْتُ يَشْصُو شُصُواً انْتَفَخَ وارتفَعتْ يَداهُ ورِجْلاهُ وكذلكَ القِرْبَةُ إذا مُلِئتْ ماءً والزِّقُّ إذا مُلئ خَمْراً ونحوَهَا من السَّيَّالِ فارْتفعَتْ قَوائِمُهُ وشالَتْ قال

(وطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ ... شَصَا والزِّقُّ مَلآنُ)

وقال الأخْطل يصِفُ زِقَاقَ خَمْرٍ

(أناخُوا فَجَرُّوا شَاصِيَاتٍ كَأَنَّها ... رِجالٌ من السُّودانِ لمْ يَتَسَرْبَلُوا)

قال وكذلك القِرَبُ والزِّقَاقُ إذا نُفِخَ فيها فارتفعَتْ قَوَائِمُهَا وشَالَتْ وكُلُّ ما ارتفَعَ فَقَدْ شَصَا
شصو
: (و ( {شَصَا بَصَرَهُ) } يَشْصُو ( {شُصُوّاً) ، كعُلُوَ: (شَخَصَ) كأَنَّه يَنْظرُ إِلَيْك وَإِلَى آخرٍ.
وأَعْينٌ} شَواصٍ: شاخِصَاتٌ؛ وَمِنْه قولُ الراجزِ:
ورَبْرَبٍ خِماصِ يَنْظُرْنَ مِن خَصاصِ بأَعْيُنٍ {شَواصِ كفِلَقِ الرَّصاصِ (} وأَشْصاهُ) صاحِبُه: رَفَعَه.
(و) {شَصا (السَّحابُ: ارْتَفَعَ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ؛ زادَ الْأَزْهَرِي: فِي نشئِه.
(و) } شَصَتِ (القِرْبَةُ) {شُصُوّاً: (مُلِئَتْ مَاء فارْتَفَعَتْ قَوائِمُها) ؛ وَكَذَا الزقُّ إِذا مُلِىءَ خَمْراً فارْتَفَعَتْ قَوائِمهُ وشالَتْ؛ قالَ الشاعرُ، وَهُوَ الفند الزماني من الحَماسَةِ:
وطَعْنٍ كفَمِ الزِّقِّ
} شَصا والزِّقُّ مَلآن ُوكذلكَ إِذا نُفِخَ فِي القِرَب فارْتَفَعَتْ قوائِمُها، وكلُّ مَا ارْتَفَعَ فقد! شَصا؛ نقلَهُ الأزهريُّ.
(والشِّاصِلَّى) : ذُكِرَ (فِي الَّلامِ.
(ووَهِمَ الجوهريُّ) فِي ذِــكْرِه هُنَا؛ ونَصّه: والشاصِلَّى مِثالُ الباقِلَّى: نَبَتٌ إِذا شَدَّدْت قَصَرْت، وَإِذا خفَّفْت مَدَدْتَ، يقالُ لَهُ بالفارِسيَّة دَكْرَاوَنْد،
وَقد سَبَقَ المصنِّف فِي هَذَا التَّوْهيم ابنُ برِّي وغيرُه فَقَالُوا: صَوابُه أَنْ يكونَ فِي بابِ اللامِ، وَمَا أَعْلم كيفَ وَقَعَ هُنَا فِي هَذَا البابِ.
ونبَّه عَلَيْهِ الصَّاغاني فِي شَصَلَ بأنَّ ذِــكْرَه فِي ترْكيبِ شَصا سَهْوٌ.
وأَتَى شيْخُنا بجَوابٍ عَن الجوهريِّ بقوْلِه: عادَةُ المحقِّقِين ذِــكْرُه هُنَا فَلم يفْعَل شَيْئا. ( {والشَّصْوُ: الشِّدَّةُ) ؛ نقلَهُ الأزهريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الشَّصَوُ: السِّواكُ؛ نقلَهُ الأزهريُّ عَن ابنِ الْأَعرَابِي؛ وكأَنَّه مَقْلوبُ الشَّوْصِ.

قنا

Entries on قنا in 6 Arabic dictionaries by the authors Muḥammad al-Fattinī, Majmaʿ Biḥār al-Anwār fī Gharāʾib al-Tanzīl wa Laṭāʾif al-Akhbār, Abū Mūsā al-Madīnī, al-Majmūʿ al-Mughīth fī Gharībay al-Qurʾān wa-l-Ḥadīth, Al-Ṣāḥib bin ʿAbbād, Al-Muḥīṭ fī l-Lugha, and 3 more
(قنا) - في الحديث: "فَاقْنُوهم"
: أي عَلَّمُوهم واجْعَلوا لهم قُنْيَةً من العِلم يَسْتَغْنون به إذا احْتاجُوا إليه.
- وفي الحديث: "أَنَّه نَهَى عن ذَبْحِ قَنيِّ الغَنَم"
وهي التي تُقْتَنَى للدَّرِّ أو الوَلَد ، واحَدها: قُنْوة وقِنْوةٌ، والمصْدَرُ: القُنْيان، بالضم والكسر أيضًا، والفِعلُ: قَنَاه يَقنُوه، واقْتَناه: إذا اتَّخذَه لنَفْسِه دون البَيْع. وهي غنَم قُنْوة وقُنْية.
- ومنه الحديث: "إذَا أَحَبَّ الله تعالى عَبْدًا الحُبَّ البالِغَ اقْتَنَاه فَلم يَتْرك له مالاً ولا وَلدًا " - في حديث هِنْد بن أَبِي هَالةَ - رضي الله عنه -: "كان أقْنَى العِرْنِين"
العِرْنِينُ: المَعْطِس، وهو الأَنفُ، والقَنا فيه: طُولُه ودقَّةُ أَرْنبَتِه مع حَدَبٍ في وَسَطِه.
- في حديث عمر: "لو شِئْتَ أمَرْت بقَنِيّةٍ سَمِينَةٍ فأُلْقِى عنها شَعَرُها".
: من الاقْتِناء أيضًا.
- ورُوِى في حديث وابِصَةَ: "وإن أَقْناك النَاسُ وأقْنَوكَ "
: أي أرْضَوْك، قاله الزمخشري. والمَحفُوظ بالفَاء والتّاءِ
ق ن ا: (قَنَوْتُ) الْغَنَمَ وَغَيْرَهَا (قُنْوَةً) وَ (قَنَيْتُهَا قِنْيَةً) أَيْضًا بِكَسْرِ الْقَافِ وَضَمِّهَا فِيهِمَا إِذَا (اقْتَنَيْتَهَا) لِنَفْسِكَ لَا لِلتِّجَارَةِ. وَ (اقْتِنَاءُ) الْمَالِ وَغَيْرِهِ اتِّخَاذُهُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَقْتَنِ مِنْ كَلْبِ سُوءٍ جَرْوًا. وَ (قَنِيَ) الرَّجُلُ بِالْكَسْرِ قِنًى بِوَزْنِ رِضًا أَيْ صَارَ غَنِيًّا وَرَاضِيًا. وَ (أَقْنَاهُ) اللَّهُ أَيْ أَعْطَاهُ مَا يُقْتَنَى مِنَ ((الْقُنْيَةِ)) وَالنَّشَبِ. وَ (أَقْنَاهُ) أَيْضًا رَضَّاهُ. وَ (الْقِنَى) الرِّضَا تَقُولُ الْعَرَبُ: مَنْ أُعْطِيَ مِائَةً مِنَ الْمَعْزِ فَقَدْ أُعْطِيَ الْقِنَى وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَةً مِنَ الضَّأْنِ فَقَدْ أُعْطِيَ الْغِنَى وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَقَدْ أُعْطِيَ الْمُنَى. وَيُقَالُ: أَغْنَاهُ اللَّهُ وَ (أَقْنَاهُ) أَيْ أَعْطَاهُ مَا يَسْكُنُ إِلَيْهِ. وَ (الْقِنْوُ) الْعِذْقُ وَالْجَمْعُ (الْقِنْوَانُ) وَ (الْأَقْنَاءُ) . وَ (الْقَنَا) أَيْضًا جَمْعُ (قَنَاةٍ) وَهِيَ الرُّمْحُ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (قَنَوَاتٍ) وَ (قُنِيٍّ) عَلَى فُعُولٍ وَ (قِنَاءٍ) أَيْضًا كَجَبَلٍ وَجِبَالٍ. كَذَا (الْقَنَاةُ) الَّتِي تُحْفَرُ. وَأَحْمَرُ (قَانٍ) أَيْ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ. قُلْتُ: الْمَشْهُورُ الْمَعْرُوفُ أَحْمَرُ قَانِئٌ بِالْهَمْرِ كَمَا ذَــكَرَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ فِي كُتُبِهِمْ حَتَّى الْجَوْهَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَإِنَّهُ ذَــكَرَهُ فِي بَابِ الْهَمْزِ أَيْضًا وَلَوْ كَانَ مِنَ الْبَابَيْنِ لَنَبَّهَ عَلَيْهِ أَوْ لَذَــكَرَهُ غَيْرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ وَلَمْ أَعْرِفْ أَحَدًا غَيْرَهُ ذَــكَرَهُ فِيهِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ سَبْقِ الْقَلَمِ. وَ (الْقَنَا) احْدِيدَابٌ فِي الْأَنْفِ يُقَالُ: رَجُلٌ (أَقْنَى) الْأَنْفِ وَامْرَأَةٌ (قَنْوَاءُ) . 
[قنا] فيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم «أقنى» العرنين، ألقنا في الأنف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه. والمرأة قنواء ومنه ش كعب: «قنواء» في حرتيها. وفيه: أنه خرج فرأى «أقناء» معلقة «قنو» منها حشف، القنو: العذق بما فيه من الرطب، وجمعه أقناء. ك: هو بكسر قاف وسكون نون، والتثنية قنوان والجمع قنوان - بالرفع والتنوين. وفيه: والاثنان القنوان، أي هو مشترك بين التثنية والجمع. نه: وفيه: إذا أحب الله عبدًا «اقتناه» فلم يترك له مالًا ولا ولدًا، أي اتخذه واصطفاه، قناه يقنوه واقتناه - إذا اتخذه لنفسه دون البيع. ومنه: «فاقنوهم»، أي علموهم واجعلوا لهم قنية من العلم يستغنون به إذا احتاجوا إليه. وح: نهي عن ذبح «قني» الغنم، أبو موسى: هي التي تقتني للدر والولد، جمع قنوة - بالضم والكسر، وبالياء أيضًا؛ الزمخشري: القنى والقنية: ما اقتنى من شاة أو ناقة فجعله واحدًا كأنه فعيل بمعنى مفعول وهو الصحيح، يقال: قنوت الغنم وغيرها قنوة وقنوة وقنيت أيضًا قنية وقنية - إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة، والشاة قنية، فإن كان جعل القنى جنسًا للقنية فيجوز، وأما فعلة وفعلة فلم يجمعا على فعيل. ومنه ح عمر: لو شئت أمرت «بقنية» سمينة فألقى عنها شعرها. وفيه: فيما سقت السماء و «القني» العشور، هو جمع قناة وهي آبار تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها ويسيح على وجه الأرض، وهذا الجمع إنما يصح إذا جمع القناة على قنا وجمع القنا على قسي فيكون جمع الجمع، فإن فعلة لم يجمع على فعول؛ الجوهري: القنا جمع قناة وهي الرمح، ويجمع على قنوات، وكذا القناة التي تحفر. ومنه فنزلنا «بقناة»، وهو واد في المدينة، وقد يقال فيه: وادي قناة، وهو غير مصروف. ك: سال الوادي «قناة» - بمفتوحة فمخففة، مرفوع بدل. ط: قناة - حال أو مصدر بحذف مضاف، أي مثل القناة أو سيلان القناة في الدوام أو في القوة أو في المقدار. نه: وفيه: فغلفها بالحناء والكتم حتى «قنا» لونها، أي احمر، من قنا يقنو فهو قانٍ. وفيه: والإثم ما حك في صدرك وإن «أقناك» الناس عنه، أي: أرضوك - حكى عن الزمخشري كذلك، والمحفوظ بالفاء والتاء، وكذا رأيته في الفائق في باب حك مع تفسيره بأرضوك فجعل الفتيا إرضاء من المفتي. ن: إنما له من ماله ثلاث: أكل أو لبس أو أعطى «فاقتنى» - بالتاء في معظمها، أي ادخره لأخرته، وروي: فأقنى وبحذفه، أي أرضى. ط: «ما» الأولى موصولة و «له» صلته و «من ماله» متعلق بالصلة، و «ثلاث» خبر، و «اقتنى» أي أعطى الله فيكون ذخيرة.
[قنا] قَنَوْتُ الغنم وغيرها قِنْوَةً وقُنْوَةً، وقَنَيْتُ أيضاً قِنْيَةً وقُنْيَةً، إذا اقتَنيتَها لنفسك لا للتجارة. ومالٌ قُنْيانٌ وقِنْيانٌ: يتَّخذ قُنْيَةً [وقِنْيَةً ] . وقُنَيَتِ الجارية تُقْنى قِنْيَةً على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا منعت من اللعب مع الصبيان وسترت في البيت. أخبرني به أبو سعيد عن أبى بكر ابن الازهر عن بندار عن ابن السكيت. وسألته عن قنيت الجارية تقنية، فلم يعرفه. واقتناء المال وغيره: اتخاذه. وفى المثل: " لا تقتن من كلب سوء جروا ". والمقناة: المضحاة ، يهمز ولا يُهمز. وكذلك المَقْنُوَةُ. أبو عبيدة: قَنِيَ الرجل يَقْنى قِنًى، مثل غَنِيَ يَغْنى غِنًى. وأقْناهُ الله، أي أعطاه ما يُقْتنى من القُنْيَةِ والنَشَب. وأقْناهُ أيضا، أي أرضاه. والقنى: الرضا، عن أبى زيد. قال: وتقول العرب: " من أعطى مائة من المعز فقد أعطى القنى، ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغنى، ومن أعطى مائة من الابل فقد أعطى المنى ". (*) ويقال: أغْناه الله وأقْناهُ، أي أعطاه الله ما يسكُن إليه. والقِنْوُ: العذق والجمع القِنْوانُ والأقْناءُ. وقال:

طويلة الاقناء والاثاكل * والقنا: مقصونر مثل القنو، والجمع أقْناءٌ. والقَنا أيضاً: جمع قَناةٍ، وهي الرمح، وتجمع على قَنَواتٍ، وقُنِيٍّ على فُعولٍ، وقِناءٍ مثل جبلٍ وجبالٍ. وكذلك القَناةُ التي تُحفر، وقناةُ الظهر التي تنتظم الفقار. ويقال: لاقنونك قناوتك، أي لأجزينَّك جزاءك. وما يُقانيني هذا الشئ، أي ما يوافقني. وقال الاصمعي: قانيت الشئ: خلطته. وكل شئ خالط شيئا فقد قاناه. ومنه قول امرئ القيس: كبكر المقاناة البياض بصفرة * غذاها نمير الماء غير محلل  وأحمر قان، أي شديد الحمرة . والقنا: احديداب في الأنف ; يقال: رجل أقْنى الأنف وامرأة قنواء بينة القنا، وهو عيب في الخيل. قال سَلامة بن جَندلٍ:

ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل * وقنيت الحياء بالكسر قُنْياناً بالضم، أي لزمته. قال عنترة: فاقَني حياءكِ لا أبالَكِ واعْلَمي * إنَّي امرؤٌ سأموتُ إنْ لم أُقْتَلِ وقانى له الشئ، أي دام. وقال يصف فرسا: قانى له في الصَيف ظِلٌّ باردٌ * ونَصِيٌّ ناعجة ومحض منقع  (*)
قَنَا الإنسان غَنَماً يَقْنُو قُنواً وقنْواناً وقنْيَاناً واقْتَنى يقْتَني اقْتِناءً: وهو أنْ يَتَخِذَه لنَفْسِه لا للبَيْع. وهي القِنْيَة والقِنْوَةُ. ومنه قَنِيْتُ حَيَائي: أي لَزِمْتُه، ومنه: فاقْنَيْ حَيَاءكِ لا أبالكِ
وقانَيْتُ الرّجُلَ: إذا دارَيْتَه وسَكّنْتَه. وقَنطَ الرجُلُ: إذا استَحْيى، يَقْنى قنىً.
وقيل في قَوْله عَزَّ وجلَّ: " وأنَّه هو أغنى وأقْنى " أي أرْضى وأقْنَعَ.
وهو مَقْنَىَ من فلانٍ ومَغْنىً منه: أي مَكان يَلْزَمُه ويَدُوم فيه.
ويُقال: قَنَاه اللَهُ وأقْنَاه: أي جَعَلَ له ما يَقْتَنِيه.
وتَقَنّى: بمعنى اقْتَنى.
وقَنِيَ يَقْنى قِنىً: بمنزلة غَنِيَ يَغْنى غِنَىً.
وفي المَثَل: " لا تَقْن من كَلْبِ سَوْءٍ جِرْواً ".
والقِنى والقِنْوُ والقُنْوُ - بالضِّمَ -: العِذْقُ بما عليه قَبْلَ الإِنْضَاج، والجميع القِنْوَانُ والقِنْيَانُ والقُنْيَانُ، والأقْنَاء.
والمَقْنُوَةُ - خَفِيفةً - من الظِّلِّ: حيثُ لا تُصِيْبُه الشَّمسُ، ومكانٌ مَقْنَاةٌ ومَقْنُوَةٌ.
والقَنَاةُ: ألِفُها واوٌ، والجميع القَنَوَاتُ والقَنا والقِنِيْنَ والقُنِيْنَ ورجُلٌ قَنّاءٌ ومُقَنّ: صاحِبُ قَناً. ويقولون: لا والذي أنا من قَنَاهُ: خَلَقَه. وقانَهُ اللَّهُ على حُبِّه: أي من خَلَقِه.
والقَنَوَانُ: الضَّخْمُ التامُّ القَنَاةِ والقامَةِ.
والقَنَاةُ: كَظِيْمَةٌ تُحْفَرُ تَحْتَ الأرْض لمَجرى الماء، وقَنَّيْتُ المَكانَ: حَفَرْته. وقال ابنُ الأعرابيَ: سُمَيَتْ قَنَاةُ الماء بهذا الاسم لأنَّهم كانوا يَدَعُونَ بين رَأس كل خَرْقٍ وبين الذي يَلِيْه قَدْرَ قَنَاة لانْضِمام بعضِها إلى بعضٍ.
والقَنَا: مَصدَرُ الأقْنى من الأُنُوف والجميع قُنْوٌ، وهو ارتفاعٌ في أعلاه بَيْنَ القَصَبَةِ والمارِنِ، وفَرَسٌ أقْنى، وبازٍ أقْنى. والأقْنى: القَصِيرُ. والقَنَا: الكِبَاسَةُ. والحُفْرَةُ التي يُوضَعُ فيها النَّخْلُ للغَرْس.
والمُقَاناةُ: إشْرَابُ لَوْنٍ بلَوْنٍ، تقولُ: قانِ هذا بذاك: أي أشْرِبْ أحَدَهما بالآخَرِ. وهي - أيضاً -: المُدَاراةُ وحُسْن السَيَاسَة. والمُدَاوَمَةُ أيضاً، وقانى له كذا: أي دامَ.
وأقْنَاني الصَّيْدُ إقْنَاءً: أي أمْكَنَني. وأقْنى الصَيْدُ: بَرَزَ. وما أقْنى فلانُ لقَبِيْح: أي ما دَنَا منه. وما يُقَانُوْنَ مالَهم ولا يُعَانُوْنَه: أي ما يَقوْمُوْنَ عليه.
وقانَيْتُ بَيْنَ الخَيْطَيْن: أي جَمَعْتُ. وخَيْطٌ مُقَانَىً: وهو أنْ يكونَ خَيْطٌ أبيضُ وآخَرُ أسْوَدُ في النَّسْج.
ويقولون: لأَقْنوَنَّكَ قِنَاوَتَكَ. أي لأَجْزِيَنَّكَ جَزَاءَكَ.
وقانَيْتُ المَكانَ: أي هَيأْتَه، وكذلك أُدْحِيُّ النَّعَامَةِ إذا قُوْنِيَ بالعِيدان مَعَ الرِّيْش.
فأمّا قَوْلُ بِشْرٍ:
بقانِيَةٍ وقد تَلَعَ النَّهَارُ
فإنَّه العَيْنُ التي يَنْتَظِرُ بها. وأصْبَحَ الشَّيْءُ قانِياً: أي مُتَغَيراً. والقُنُوُّ: السَّوَادُ.
وسِقَاءٌ قَنٍ: مُتَغَيرُ الرِّيْحِ. وأفِيْق مُقَنّىً: للَّذي فيه عُلُوْبٌ. والقِنَةُ: شَبِيْهٌ بالحِلْتِيْت.

قنا: القِنْوةُ والقُنْوةُ والقِنْيةُ والقُنْية: الكِسْبةُ ، قلبوا فيه

الواو ياءً للكسرة القريبة منها ، وأَما قُنْية فأُقِرَّت الياء بحالها

التي كانت عليها في لغة من كسر، هذا قول البصريين، وأَما الكوفيون

فجعلوا قَنَيْت وقَنَوْت لغتين، فمن قال قَنَيْت على قلتها فلا نظر في قِنْية

وقُنْية في قوله ، ومن قال قَنَوت فالكلام في قوله هو الكلام في قول من

قال صُبْيان ، قَنَوْت الشيء قُنُوًّا وقُنْواناً واقْتَنَيْتُه: كسبته .

وقَنَوْت العنزَ: اتخذتها للحلبَ . وله غنم قِنْوة وقُنْوة أَي خالصة

له ثابتة عليه ، والكلمة واوية ويائية . والقِنْيةُ: ما اكتُسب ، والجمع

قِنًى ، وقد قَنى المال قَنْياً وقُنْياناً ؛ الأُولى عن اللحياني .

ومالٌ قِنْيانٌ: اتخذته لنفسك ؛ قال: ومنه قَنِيتُ حَيائي أَي لَزِمته ؛

وأَنشد لعنترة :

فأَجَبْتُها إنَّ المَنِيَّةَ مَنْهَلٌ ،

لا بُدَّ أَن أُسْقَى بِذاكَ المَنْهَلِ

إقْنَيْ حَياءكِ ، لا أَبا لَكِ واعْلَمي * أَنِّي امْرُؤٌ سأَموتُ إن لم أُقْتَلِ

قال ابن بري: صوابه فاقْنَيْ حَياءك ؛ وقال أَبو المثلم الهذلي يرثي

صخر الغي :

لو كان للدَّهْرِ مالٌ كان مُتْلِدَه ،

لكان للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ

وقال اللحياني: قَنَيْت العنز اتخذتها للحَلْب . أَبو عبيدة: قَنِيَ

الرَّجل يَقْنَى قِنًى مثل غَنِيَ يَغْنَى غِنًى ؛ قال ابن بري: ومنه قول

الطَّمَّاحِي :

كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى ،

يُعْطَى الذي يَنْقُصهُ فَيَقْنَى ؟

أَي فَيرْضِى به ويَغْنى . وفي الحديث: فاقْنُوهم أَي عَلِّموهم

واجعلوا لهم قِنْية من العلم يَسْتَغْنُون به إذا احتاجوا إليه . وله غنم

قِنْيَةٌ وقُنْية إذا كانت خالصة له ثابتة عليه . قال ابن سيده أَيضاً :

وأَما البصريون فإنهم جعلوا الواو في كل ذلك بدلاً من الياء لأَنهم لا يعرفون

قَنَيْتُ . وقَنِيت الحَياء ، بالكسر ، قُنُوًّا: لزمته ؛ قال حاتم :

إذا قَلَّ مالي أَو نُكِبْت بِنَكْبَةٍ ،

قَنِيتُ مالي حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما

وقَنِيتُ الحَياء ، بالكسر، قُنْياناً ، بالضم ، أَي لزمته ؛ وأَنشد ابن

بري :

فاقْنَيْ حياءكِ ، لا أَبا لَكِ إنَّني، * في أَرضِ فارِسَ ، مُوثَقٌ أَحْوالا

الكسائي: يقال أَقْنَى واسْتَقْنَى وقَنا وقَنَّى إذا حفِظ حَياءه

ولزمه . ابن شميل: قَناني الحَياءُ أَن أَفعل كذا أَي رَدَّني ووعظَني ، وهو

يَقْنِيني ؛ وأَنشد :

وإنِّي لَيَقْنِيني حَياؤكَ كلَّما

لَقِيتُكَ ، يَوْماً ، أَنْ أَبُثَّك ما بِيا

قال: وقد قَنَا الحَياءَ إذا اسْتحيا . وقَنيُّ الغَنم: ما يتخذ منها

للولد أَو اللبن . وفي الحديث: أَنه نَهى عن ذبْح قَنِيّ الغَنم . قال

أَبو موسى: هي التي تُقْتَنَى للدرّ والولد، واحدتها قُنْوَة وقِنْوة ،

بالضم والكسر ، وقِنْية بالياء أَيضاً . يقال: هي غنم قُنْوة وقِنْية .

وقال الزمخشري: القَنِيُّ والقَنِيَّةُ ما اقْتُني من شاة أَو ناقة ،

فجعله واحداً كأَنه فعيلَ بمعنى مفعول ، قال: وهو الصحيح ، والشاة،

قَنِيَّةٌ ، فإن كان جعل القَنيّ جنساً للقَنِيّةِ فيجوز ، وأَما فُعْلة

وفِعْلة فلم يجمعا على فَعِيل . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه: لو شئت أَمرت

بِقَنِيَّةٍ سمينة فأُلقي عنها شعرها. الليث: يقال قَنا الإنسان يَقْنُو

غنماً وشيئاً قَنْواً وقُنْواناً ، والمصدر القِنْيان والقُنْيان، وتقول: اقْتَنَى يَقْتَني اقْتِناء ، وهو أَن يتخذه لنفسه لا للبيع . ويقال :

هذه قِنْيةٌ واتخذها قِنْيةً للنسل لا للتجارة ؛ وأَنشد :

وإِنّ قَناتي ، إنْ سَأَلتَ ، وأُسْرَتي

مِن الناس ، قَوْمٌ يَقْتَنُون المُزَنَّما

(* قوله «قناتي» كذا ضبط في الأصل بالفتح، وضبط في التهذيب بالضم)

الجوهري: قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة وقَنيت أَيضاً قِنْية

وقُنْية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة ؛ وأَنشد ابن بري للمتلمس :

كذلك أَقْنُو كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ

(* قوله «قط مضلل» كذا بالأصل هنا ومعجم ياقوت في كفر وشرح القاموس

هناك بالقاف والطاء ، والذي في المحكم في كفر: فظ ، بالفاء والظاء ،

وأنشده في التهذيب هنا مرتين مرة وافق المحكم ومرة وافق الأصل وياقوت .)

ومال قُنْيانٌ وقِنْيان: يتخذ قِنْية . وتقول العرب :

من أُعْطِيَ مائة من المَعز فقد أُعطي القِنى ، ومن أُعطي مائة من

الضأْن فقد أُعطِيَ الغِنى ، ومن أُعطي مائة من الإبل فقد أُعطِي المُنَى .

والقِنى: الرِّضا . وقد قَنَّاه الله تعالى وأَقْناه: أَعطاه ما يَقْتَني

من القِنْية والنَّشَب . وأَقناه الله أَيضاً أَي رَضَّاه. وأَغناه الله

وأَقْناه أَي أَعطاه ما يَسكُن إليه . وفي التنزيل: وأَنه هو أَغْنَى

وأَقْنَى ؛ قال أَبو إسحق: قيل في أَقْنَى قولان: أَحدهما أَقْنَى

أَرْضَى ، والآخر جعل قِنْية أَي جعل الغنى أَصلاً لصاحبه ثابتاً، ومنه قولك :

قد اقتنيتُ كذا وكذا أَي عملت على أَنه يكون عندي لا أُخرجه من يدي . قال

الفراء: أَغْنَى رَضَّى الفقير بما أَغناه به ، وأَقْنى من القِنية

والنَّشَب . ابن الأعرابي: أَقنى أَعطاه ما يدّخره بعد الكِفاية. ويقال:

قَنِيت به أَي رَضِيت به. وفي حديث وابصة: والإثمُ ما حَكَّ في صدرك وإن

أَقْناك الناسُ عنه وأَقْنَوْكَ أَي أَرْضَوْكَ ؛ حكى أَبو موسى أَنَّ

الزمخشري قال ذلك وأَن المحفوظ بالفاء والتاء من الفُتْيا؛ قال ابن الأثير:

والذي رأَيته أَنا في الفائق في باب الحاء والكاف أَفْتَوْك، بالفاء ،

وفسره بأَرْضَوْك وجعل الفتيا إرْضاء من المفتي ، على أَنه قد جاء عن أَبي

زيد أَن القِنَى الرِّضا . وأَقْناه إذا أَرْضاه. وقَنِيَ مالَه قِناية:

لزمه ، وقَنِيَ الحياء كذلك. واقْتَنَيْت لنفسي مالاً أَي جعلته قِنية

ارْتَضَيْته؛ وقال في قول المتلمس :

وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ،

كذلك أَقْنُو كل قِطٍّ مُضَلَّلِ

إنه بمعنى أَرْضَى . وقال غيره: أَقنُو أَلزم وأَحفظ، وقيل: أَقنُو

أَجزي وأُكافئ. ويقال: لأَقْنُوَنَّك قِناوتَك أَي لأجْزِيَنَّك جَزاءك،

وكذلك لأمْنُونَّك مَناوَتَك. ويقال: قَنَوته أَقْنُوه قِناوةً إذا

جزيته.والمَقْنُوةُ ، خفيفة ، من الظل: حيث لا تصيبه الشمس في الشتاء . قال

أَبو عمرو: مَقْناةٌ ومَقْنُوة بغير همز؛ قال الطرماح:

في مَقاني أُقَنٍ ، بَيْنَها

عُرَّةُ الطيرِ كصوْمِ النَّعامِ

والقَنا: مصدر الأَقْنَى من الأُنوف، والجمع قُنْوٌ، وهو ارتفاع في

أَعلاه بين القصبة والمارنِ من غير قبح. ابن سيده: والقَنا ارتفاع في أَعلى

الأَنف واحْديدابٌ في وسطه وسُبُوغٌ في طرَفه، وقيل: هو نُتوء وسَطِ

القصبة وإشْرافُه وضِيقُ المَنْخَرَيْن، رجل أَقْنَى وامرأَة قَنْواء

بَيِّنة القَنا. وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كان أَقْنَى

العِرْنين؛ القَنا في الأنف: طوله ودِقَّة أَرْنبته مع حدَب في وسطه،

والعِرْنينُ الأَنف. وفي الحديث: يَمْلِكُ رجل أَقْنى الأَنف. يقال: رجل

أَقْنَى وامرأَة قَنْواء؛ وفي قصيد كعب:

قَنْواءُ في حُرَّتَيْها للبَصِير بها

عِتْقٌ مُبِينٌ ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ

وقد يوصف بذلك البازي والفرس، يقال: فرس أَقْنى، وهو في الفرس عيب وفي

الصقر والبازي مَدْح؛ قال ذو الرمة:

نظَرْتُ كما جَلَّى على رَأْسِ رَهْوَةٍ،

من الطَّيْرِ ، أَقْنى يَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ

وقيل: هو في الصقر والبازي اعْوجاج في مِنقاره لأن في منقاره حُجْنة،

والفعل قَنِيَ يَقْنَى قَنًا.أََبو عبيدة: القَنا في الخيل احْدِيدابٌ

في الأَنف يكون في الهُجُن؛ وأَنشد لسلامة بن جندل :

ليس بأَقْنَى ولا أَسْفَى ولا سَغِلٍ ،

يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ

والقَناةُ: الرمح ، والجمع قَنَواتٌ وقَناً وقُنِيٌّ، على فُعُولٍ،

وأَقْناه مثل جبل وأَجبال ، وكذلك القَناة التي تُحْفَر، وحكى كراع في جمع

القَناة الرمح قَنَياتٌ، وأُراه على المعاقبة طَلَبَ الخِفَّة. ورجل

قَنَّاء ومُقَنٍّ أَي صاحبُ قَناً؛ وأَنشد:

عَضَّ الثِّقافِ خُرُصَ المُقَنِّي

وقيل: كل عصا مستوية فهي قَناة، وقيل: كل عصا مُستوية أَو مُعْوَجَّة

فهي قناة، والجمع كالجمع؛ أَنشد ابن الأعرابي في صفة بَحْر:

أَظَلُّ مِنْ خَوْفِ النُّجُوخِ الأَخْضَرِ ،

كأَنَّني ، في هُوَّةٍ ، أُحَدِّر

(* في هذا الشطر إقواء.)

وتارَة يُسْنِدُني في أَوْعُرِ ،

من السَّراةِ ، ذِي قَناً وعَرْعَرِ

كذا أَنشده في أَوْعُر جمع وَعْرٍ، وأَراد ذواتِ قَناً فأَقام المفرد

مُقام الجمع. قال ابن سيده: وعندي أَنه في أَوْعَرِ لوصفه إياه بقوله ذي

قَناً فيكون المفرد صفة للمفرد. التهذيب: أَبو بكر وكلُّ خشبة عند العرب

قَناةٌ وعَصا ، والرُّمْح عَصاً ؛ وأَنشد قول الأسود بن يعفر:

وقالوا: شريسٌ ، قلتُ: يَكْفِي شَريسَكُمْ

سِنانٌ ، كنِبْراسِ النِّهامِي ، مُفَتَّقُ

نَمَتْه العصا، ثم اسْتَمَرَّ كأَنَّه

شِهابٌ بِكَفَّيْ قابِسٍ يَتَحَرَّقُ

نَمَتْه: رفعته، يعني السِّنانَ، والنِّهامِي في قول ابن الأعرابي :

الراهب وقال الأصمعي: هو النجَّار . الليث: القَناة أَلِفها واو والجمع

قَنَوات وقَناً . قال أَبو منصور: القَناة من الرماح ما كان أَجْوف

كالقَصبة، ولذلك قيل للكظائم التي تجري تحتَ الأَرض قَنوات، واحدتها قَناة،

ويقال لمجارِي مائها قَصَبٌ تشبيهاً بالقَصَب الأَجوف، ويقال: هي قَناة

وقَناً، ثم قُنِيٌّ جمع الجمع، كما يقال دَلاةٌ ودَلاً ، ثم دِلِيٌّ

ودُلِيٌّ لجمع الجمع. وفي الحديث فيما سَقَتِ السماء: والقُنِيُّ العُشور ؛

القُنِيُّ: جمع قناة وهي الآبار التي تُحْفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها

ويَسيح على وجه الأَرض، قال: وهذا الجمع إنما يصح إذا جمعت القَناة على

قَناً، وجمع القَنا على قُنِيّ فيكون جمع الجمع ، فإنَّ فَعَلة لم تجمع

على فُعول. والقَناة: كَظِيمةٌ تحفر تحت الأَرض ، والجمع قُنِيٌّ.

والهُدْهُد قَناء الأَرض أَي عالم بمواضع الماء. وقَناةُ الظهر: التي تنتظم

الفَقارَ. أَبو بكر في قولهم فلان صُلْبُ القَناةِ: معناه صُلْبُ القامةِ،

والقَناةُ عند العرب القامةُ؛ وأَنشد :

سِباطُ البنانِ والعَرانِينِ والقَنا،

لطافُ الخُصورِ في تمامٍ وإكمالِ

أَراد بالقَنا القاماتِ.

والقِنْوُ: العِذْق، والجمع القِنْوانُ والأَقْناءِ؛ وقال:

قد أَبْصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائِلي

طَويلةَ الأَقْناءِ والأَثاكِلِ

وفي الحديث: أَنه خرج فرأَى أَقْناء مُعَلَّقة قِنْوٌ منها حَشَفٌ؛

القِنْو: العِذق بما فيه من الرطب، وجمعه أَقْناء، وقد تكرر في الحديث.

والقِنا، مقصور: مِثْل القِنْوِ. قال ابن سيده: القِنْوُ والقِنا الكِباسةُ،

والقَنا، بالفتح: لغة فيه؛ عن أَبي حنيفة، والجمع من كل ذلك أَقْناء

وقِنْوانٌ وقِنْيانٌ، قلبت الواو ياء لقرب الكسرة ولم يعتدَّ الساكن حاجزاً،

كسَّروا فِعْلاً على فِعْلانٍ كما كسروا عليه فَعَلاً لاعْتقابهما على

المعنى الواحد نحو بِدْلٍ وبَدَلٍ وشِبْهٍ وشَبَه، فكما كسروا فَعَلاً على

فِعْلانٍ نحو خَرَبٍ وخِرْبانٍ وشَبَثٍ وشِبْثانٍ كذلك كسروا عليه فِعْلاً

فقالوا قِنْوانٌ، فالكسرة في قِنْو غير الكسرة في قِنْوانٍ، تلك وضعية

للبناء وهذه حادثة للجمع، وأَما السكون في هذه الطريقة أَعني سكون عين

فِعْلان فهو كسكون عين فِعْل الذي هو واحد فِعْلان لفظاً، فينبغي أَن يكون

غيره تقديراً لأَن سكون عين فِعْلان شيء أَحدثته الجمعية، وإِن كان يلفظِ

ما كان في الواحد، أَلا ترى أَن سكون عين شِبْثان وبِرْقان غير فتحة عين

شَبَثٍ وبَرَقٍ؟ فكما أَنَّ هذين مختلفان لفظاً كذلك السكونان هنا

مختلفان تقديراً. الأَزهري: قال الله تعالى: قِنْوانٌ دانِيةٌ؛ قال الزجاج: أَي

قريبة المُتَناوَلِ. والقِنْوُ: الكباسة، وهي القِنا أَيضاً، مقصور، ومن

قال قِنْوٌ فإِنه يقول للائنين قِنْوانِ، بالكسر، والجمع قُنْوانٌ،

بالضم، ومثله صِنْوٌ وصِنْوانٌ. وشجرة قَنْواء: طويلة. ابن الأَعرابي:

والقَناة البقرة الوحشية؛ قال لبيد:

وقَناةٍ، تَبْغِي بحَرْبَةَ عَهْداً

مِن ضَبُوحٍ قَفَّى عليه الخَبالُ

الفراء: أَهل الحجاز يقولون قِنْوانٌ، وقيس قُنْوان، وتميم وضبة

قُنْيان؛ وأَنشد:

ومالَ بِقُنْيانٍ من البُسْرِ أَحْمَرا

ويجتمعون فيقولون قِنْوٌ وقُنْو، ولا يقولون قِنْيٌ، قال: وكلب تقول

قِنْيان؛ قال قَيْسُ بن العَيْزارِ الهُذَلي:

بِما هِيَ مَقْناةٌ، أَنِيقٌ نَباتُها،

مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ

قال: معناه أَي هي مُوافِقة لكل من نزلها، من قوله: مُقاناةِ البياضَ

بصُفْرةٍ أَي يوافِق بياضها صفرتها. قال الأَصمعي: ولغة هذيل مَفْناة،

بالفاء. ابن السكيت. ما يُقانيني هذا الشيء وما يُقامِيني أَي ما

يُوافِقُني. ويقال: هذا يقاني هذا أَي يُوافِقُه. الأَصمعي: قانَيْت الشيء خلطته.

وكلُّ شيءٍ خلطته فقد قانَيْتَه. وكلُّ شيء خالط شيئاً فقد قاناه؛ أَبو

الهيثم: ومنه قول امرئ القيس:

كبِكْرِ المُقاناةِ، البَياضُ بِصُفْرةٍ،

غَذاها نَمِيرُ الماء غيرَ مُحَلَّلِ

(* البياض« يروى بالحركات الثلاث.)

قال: أَراد كالبكر المقاناة البياض بصفرة أَي كالبيضة التي هي أَوّل

بيضة باضتها النعامة، ثم قال: المقاناةِ البياضُ بصفرة أَي التي قُوني

بياضُها بصفرة أَي خلِط بياضُها بصفرة فكانت صفراء بيضاء، فترك الأَلف واللام

من البكر وأَضاف البكر إِلى نعتها؛ وقال غيره أَراد كَبِكْر الصدَفَةِ

المُقاناةِ البياض بصفرة لأَنَّ في الصدفة لونين من بياض وصفرة أَضاف

الدُّرَّة إِليها. أَبو عبيد: المُقاناةُ في النسج خيط أَبيض وخيط أَسود. ابن

بُزُرْج: المُقاناة خلط الصوف بالوبر وبالشعر من الغَزل يؤلف بين ذلك ثم

يبرم. الليث: المُقاناة إِشْراب لون بلون، يقال: قُونيَ هذا بذاك أَي

أُشْرِب أَحدهما بالآخر.

وأَحمر قانٍ: شديد الحمرة. وفي حديث أَنس عن أَبي بكر وصَبْغِه:

فَغَلَّفَها بالحِنَّاء والكَتَم حتى قَنا لونها أَي احمرَّ. يقال: قَنا لونها

يَقْنُو قُنُوًّا، وهو أَحمرُ قانٍ.

التهذيب: يقال قانَى لك عيش ناعم أَي دامَ؛ وأَنشد يصف فرساً:

قانَى له بالقَيْظ ظِلٌّ بارِدٌ،

ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ

حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بدا له

عِجَلٌ، كأَحْمِرة الشَّريعَةِ أَرْبَعُ

(* قوله« الشريعة» الذي في ع ج ل: الصريمة.)

العِجَل: جمع عِجْلة، وهي المزادة مَثْلُوثة أَو مربوعة. وقانَى له

الشيءُ أَي دام.

ابن الأَعرابي: القُنا ادِّخار المال. قال أَبو تراب: سمعت الحُصَيبيّ

يقول هم لا يُفانون مالهم ولا يُقانونه أَي ما يَقومون عليه.

ابن الأَعرابي: تَقَنَّى فلان إِذا اكتفى بنفقته ثم فَضَلَت فَضْلة

فادَّخرها. واقْتِناء المال وغيره: اتِّخاذه. وفي المثل: لا تَقْتَنِ من

كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً. وفي الحديث: إِذا أَحبَّ الله عبداً فلم يترك له مالاً

ولا ولداً أَي اتخذه واصطفاه. يقال: قَناه يَقْنُوه واقْتَناه إِذا اتخذه

لنفسه دون البيع. والمقْناة: المَضْحاة، يهمز ولا يهمز، وكذلك

المَقْنُوةُ. وقُنِيَتِ الجارية تُقْنَى قِنْيةً، على ما لم يُسمَّ فاعله، إِذا

مُنِعَتْ من اللَّعِب مع الصبيان وسُتِرَت في البيت؛ رواه الجوهري عن أَبي

سعيد عن أَبي بكر ابن الأَزهر عن بُندار عن ابن السكيت، قال: وسأَلته عن

فُتِّيَتِ الجارِية تَفْتِية فلم يعرفه. وأقْناكَ الصيدُ وأَقْنَى لك:

أَمْكَنك؛ عن الهجريّ؛ وأَنشد:

يَجُوعُ إِذا ما جاعَ في بَطْنِ غيرهِ،

ويَرْمِي إِذا ما الجوع أَقْنَتْ مَقاتِلُه

وأَثبته ابن سيده في المعتل بالياء قال: على أَنَّ ق ن و أَكثر من ق ن

ي، قال: لأَني لم أَعرف اشتقاقه، وكانت اللام ياء أَكثر منها واواً.

والقُنْيان: فرس قرابة الضّبي؛ وفيه يقول:

إِذا القُنْيانُ أَلحَقَني بِقَوْمٍ

فلم أَطْعَن، فَشَلَّ إِذاً بَناني

وقَناةُ: وادٍ بالمدينة؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِر الطائي:

سَرَتْ من لِوَى المَرُّوتِ حتى تجاوزت

إِليَّ، ودوني مِن قَناةَ شُجُونُها

وفي الحديث: فنزلنا بِقَناة، قال: هو وادٍ من أَوْدِيةِ المدينة عليه

حَرْثٌ ومال وزُرُوع، وقد يقال فيه وادِي قَناةَ، وهو غير مصروف. وقانِيةُ:

موضع؛ قال بشر بن أَبي خازم:

فَلأْياً ما قَصَرْتُ الطَّرْفَ عنهم

بِقانِيةٍ، وقد تَلَع النَّهارُ

وقَنَوْنَى: موضع.

قعض

Entries on قعض in 6 Arabic dictionaries by the authors Ismāʿīl bin Ḥammād al-Jawharī, Tāj al-Lugha wa Ṣiḥāḥ al-ʿArabīya, Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs, Habib Anthony Salmone, An Advanced Learner's Arabic-English Dictionary, and 3 more
قعض
القَعْض: عَطْفُكَ رأس الخَشَبة. وضيْعَة معروفة لبني سعد.

قعض


قَعَضَ
(n. ac.
قَعْضa. Bent, pulled down.

قَعْضa. Bent.

N.P.
قَعڤضَa. see 1
[قعض] قعضت العود: عطفته كما تعطف عروش الكرم والهودج. قال رؤبة يخاطب امرأة  إما ترى دهرا حناني حفضا * أطر الصناعين العريش القعضا * فقد أفدى مرجما منقضا * يقول: إن ترى أيتها المرأة الهرم حناني فقد كنت أفدى في حال شبابى، لهدايتي في المفاوز، وقوتى على السفر. وسقطت النون من " ترين " للجزم بالمجازاة. وما زائدة. والصناعين: تثنية امرأة صناع. والقعض: المقعوض، وصف بالمصدر كقولك: ماء غور. والعريش ههنا: الهودج.

قعض: القَعْضُ: عَطْفُك الخشبةَ كما تُعْطَفُ عُروشُ الكَرْم

والهَوْدَج. قَعَضَ رأْسَ الخشبة قَعْضاً فانْقَعَضَت: عَطَفَها. وخشبة قَعْضٌ:

مَقْعوضةٌ. وقَعَضَه فانْقَعَضَ أَي انْحَنى؛ قال رؤبة يخاطب امرأَته:

إِمّا تَرَيْ دَهْراً حناني حَفْضا،

أَطْرَ الصِّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا،

فقد أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا

القَعْضُ: المَقْعُوضُ، وُصف بالمصدر كقولك ماء غَوْرٌ. قال ابن سيده:

عندي أَن القَعْضَ في تأْويل مفعول كقولك دِرْهم ضرْبٌ أَي مَضْروبٌ،

ومعناه إِن تَرَيْني أَيَّتُها المرأَة أَن الهَرَم حَناني فقد كنت أُفَدَّى

في حالِ شبابي بِهِدايتي في المَفاوِز وقُوَّتي على السفَر، وسقطت النون

من تَرَيْن للجزم بالمُجازاة، وما زائدة. والصَّناعَيْن: تثنيةُ امرأَةٍ

صَناعٍ. والعَرِيشُ هنا: الهَوْدَجُ، وقال الأَصمعي: العريشُ القَعْضُ

الضيِّقُ، وقيل: هو المُنْفَك.

باب العين والقاف والضاد (ق ع ض، ق ض ع مستعملان)

قعض: القَعْضُ: عَطْفُكَ رأس الخَشَبَةِ كعَطْفِكَ عُرُوشَ الكَرْم والهَوْدَج، يقال: قَعَضَها فانقعضتْ أي حَنَاها فانْحَنَتْ، قال رؤبة يُخاطبُ امرأته:

إمّا تَرَيْ دَهْري حَنَاني خَفْضَا ... أُطْرَ الصَّناعين العريش القَعْضا

فَقَد أُفَدّي مِرجَما منْقَضّا.

قضع: قُضَاعَةُ: اسمُ كَلْب الماء والقَضْعُ: القَهْرُ. وإن قُضَاعَةَ قَهَروا قَوْما فسُمُّوا بذلك، (وقيل: هو اسم رَجُل سمِّي بذلك لانقضاعِه عن أمِّه . وقيل: هو من القَهْر لأنه قَهَرَ قَوْماً فسُمِّي به. وهو أبو حَيّ من اليمن واسمُهُ قُضاعَةُ بن مالك بن حِمَيْر بن سبَأ. وتَزْعُمُ نسَّابَةُ مُضر أنَّهُ قُضَاعَةُ بن مَعَدِّ بن عَدَنانَ. قال: وكانوا أشِدَّاء على أعدائهم في الحُرُوب ونحوها)  
قعض
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قَعَضَ: ذَــكَرَهُ الجَوْهَرِيّ وَصَاحبثمَّ قالَ فِي التَّكْمِلَة: القَعْضُ، بالفَتْحِ: الصَّغيرُ. والقَعْضُ: المُنْفَكُّ. والقَعْضُ: الضَّيِّقُ.
وَفِي اللّسَان قالَ الأَصْمَعِيّ: العَريشُ القَعْضُ: الضَّيِّقُ. وقيلَ: هُوَ المنفَكُّ. قُلْتُ: والصَّادُ لغةٌ فِي الأَخيرِ عَن كُراع، كَمَا تَقَدَّم، وَذكر ابنُ القطَّاع فِي كِتَابه فِي ق ع ض قَعَضَت الغنمُ، بالضَّاد: أَخَذَها داءٌ يُميتُها من ساعتِهِ. قُلْتُ: والمعروفُ فِيهِ الصَّادُ المُهْمَلَة، ولكنَّهُ حيثُ ضَبَطَه بالمُعْجَمَةِ أَوْجبَ ذِــكْرَهُ.)
Our December server bill is coming up; please donate any amount you're able to help keep The Arabic Lexicon online. .

Secure payments via PayPal (top) and Stripe (bottom).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.