فلَان فيظا وفيوظا مَاتَ وَيُقَال فاظت نَفسه وروحه
فلَان فيظا وفيوظا مَاتَ وَيُقَال فاظت نَفسه وروحه
لــفا: لَــفا اللحمَ عن العظم لَفْواً: قشره كَلَفَأَه. واللَّــفاةُ:
الأَحْمَقُ، فَعَلةٌ من قولهم لَفَوْت اللحمَ، والهاء للمبالغة، زعموا.
وأَلْفَى الشيء: وَجَدَه. وتَلافاه: افْتَقَدَه وتَدارَكه؛ وقوله أَنشده
ابن الأَعرابي:
يُخَبِّرُني أَني به ذو قَرابةٍ،
وأَنْبَأْتُه أَنِّي به مُتَلافي
فسره فقال: معناه أَني لأُدْرِكُ به ثأْرِي. وفي الحديث: لا أُلفِيَنَّ
أَحدَكم مُتَّكِئاً على أَرِيكَتِه أَي لا أَجد وأَلقَى. يقال: أَلفَيْتُ
الشيء أُلفِيه إِلــفاء إِذا وجدته وصادَفْته ولَقِيته. وفي حديث عائشة،
رضي الله عنها: ما أَلــفاه السَّحَرُ عندي إِلا نائماً أي ما أَتى عليه السحر
إِلا وهو نائم، تعني بعد صلاة الليل، والفعل فيه للسحر. واللَّغى: الشيء
المَطْروُح كأَنه من أَلفَيْتُ أَو تلافَيْت، والجمع أَلْــفاء، وأَلفه
ياء لأَنها لام. الجوهَرِي: اللَّــفاء الخَسِيس من كل شيء، وكلُّ شيء يَسيرٍ
حقير فهو لَــفاءٌ؛ قال أَبو زبيد:
وما أَنا بالضَّعيف فَتَظْلِموني،
ولا حَظِّي اللَّــفاء ولا الخَسِيسُ
ويقال: رَضِيَ فلانٌ من الوَــفاء باللَّــفاء أَي من حقّه الوافي بالقليل.
ويقال: لَــفَّاه حقَّه أَي بَخَسَه، وذكره ابن الأَثير في لفأَ، بالهمز،
وقال: إِنه مشتق من لفَأْت العظم إِذا أَخذت بعضَ لحمه عنه.
جــفا: جَــفَا الشيءُ يَجْفُو جَــفَاءً وتَجافَى: لَمْ يلزم مكانَه،
كالسَّرْجِ يَجْفُو عن الظَّهْر وكالجَنْب يَجْفُو عن الفِراشِ؛ قال
الشاعر:إِنَّ جَنْبي عن الفِراش لَنابِ،
كتَجافِي الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرابِ
والحُجَّةُ في أَن الجَــفاءَ يكون لازماً مثل تَجافَى قولُ العجاج يصف
ثوراً وحشيّاً:
وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْه فَجَــفَا
يقول: رفع هُدْب الأَرْطى بقَرْنه حتى تجافى عنه.
وأَجْفَيْتُه أَنا: أَنزلته عن مكانه؛ قال:
تَمُدُّ بالأَعْناق أَو نتَلْوِيها
وتَشْتَكي لَوْ أَنَّنا نُشْكِيها
مَسَّ حَوايانا فَلم نُجْفِيها
أَي فلَمَّا نرفع الحَوِيَّة عن ظهرها. وجَــفَا جنْبُه عن الفراش
وتَجافَى: نَبَا عنه ولم يطمئنّ عليه. وجافَيْت جَنْبي عن الفراش فتَجافى،
وأَجْفَيْت القَتَب عن ظهر البعير فَجَــفا، وجَــفَا السرجُ عن ظهر الفرس
وأَجْفَيْته أَنا إِذا رفعته عنه، وجافاه عنه فتَجافى. وتَجافَى جَنْبُه عن
الفراش أَي نَبَا، واسْتجــفاه أَي عدّه جافياً. وفي التنزيل: تَتَجافى
جُنُوبُهم عن المضاجع؛ قيل في تفسير هذه الآية: إِنهم كانوا يصلون في الليل،
وقيل: كانوا لا ينامون عن صلاة العَتَمة، وقيل: كانوا يصلون بين الصلاتين
صلاةِ المغربِ والعشاءِ الأَخيرةِ تَطَوُّعاً. قال الزجاج: وقوله تعالى :
فلا تعلم نفس ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أََعْيُنٍ، دليل على أَنها
الصلاة في جوف الليل لأَنه عملٌ يَسْتَسِرُّ الإِنسان به. وفي الحديث: أَنه
كان يُجافي عَضُدَيْه عن جَنْبَيْهِ في السجود أَي يباعدهما. وفي الحديث:
إِذا سَجَدْتَ فَتَجافَ، وهو من الجَــفاءِ البُعْدِ عن الشيء، جــفاه إِذا
بعد عنه، وأَجْــفاه إِذا أَبعده؛ ومنه الحديث: اقْرَؤُوا القرآن ولا
تَجْفُوا عنه أَي تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته. قال ابن سيده: وجَــفا الشيءُ
عليه ثَقُل، لما كان في معناه، وكان ثَقُل يتعدى بعلى، عدَّوْه بعلى
أَيضاً، ومثل هذا كثير، والجَــفا يقصر ويمدّ خلاف البِرّ نقيض الصلة، وهو من
ذلك. قال الأَزهري: الجــفاء ممدود عند النحويين، وما علمت أَحداً أَجاز فيه
القصر، وقد جَــفَاه جَفْواً وجَــفَاءً. وفي الحديث: غير الْغَالي فيه
والْجافي؛ الجــفاءُ: ترك الصلة والبرّ؛ فأَما قوله:
ما أَنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ
فإِن الفراء قال: بناه على جُفِيَ، فلما انقلبت الواو ياء فيما لم يسمَّ
فاعله بني المفعول عليه؛ وأَنشد سيبويه للشاعر:
وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني
أَنا الليثُ مَعْدِيّاً عليه وعادِيَا
وفي الحديث عن أَبي هريرة قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: الحياءُ
من الإِيمان والإِيمانُ
في الجنة والبَذَاءُ من الجَــفَاء والجَــفاءُ في النار؛ البَذاء، بالذال
المعجمة: الفُحْش من القول. وفي الحديث الآخر: مَنْ بَدَا جَــفَا، بالدال
المهملة، خرج إِلى البادية، أَي من سكن البادية غلُظ طبعه لقلة مخالطة
الناس، والجَــفاءُ غِلَظ الطبع. الليث: الجَفْوة أَلْزَم في تَرْكِ الصِّلَة
من الجَــفاءِ لأَن الجَــفاء يكون في فَعَلاته إِذا لم يكن له مَلَقٌ ولا
لَبَقٌ. قال الأَزهري: يقال جَفَوْته جَفْوَة مرّةً واحدة، وجــفاءً كثيراً،
مصدر عام، والجَــفاء يكون في الخِلْقة والخُلُق؛ يقال: رجل جافِي الخِلْقة
وجافِي الخُلُق إِذا كان كَزّاً غليظَ العِشْرة والخُرْقِ
في المعاملة والتحامُلِ عند الغضب والسَّوْرةِ على الجليس. وفي صفته،
صلى الله عليه وسلم: ليس بالجافي المُهِين أَي ليس بالغليظ الخِلْقة ولا
الطبع أَو ليس بالذي يجفو أَصحابه، والمهين يروى بضم الميم وفتحها، فالضم
على الــفاعل من أَهان أَي لا يهين من صحبه، والفتح على المفعول من المَهانة
والحَقارة، وهو مَهِين أَي حقير. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا
تَزْهَدَنَّ في جَــفاءِ الحِقْوِ أَي لا تَزْهَدْ في غلظ الإِزار، وهو حثٌّ على
ترك التنعم. وفي حديث حُنَيْنٍ: خرج جُــفَاءٌ من الناسِ؛ قال ابن الأَثير:
هكذا جاء في رواية، قالوا: ومعناه سَرَعانُ الناس وأَوائِلُهم، تشبيهاً
بجُــفاء السيل وهو ما يقذفه من الزَّبَدِ والوسخ ونحوهما.
وجَفَيْت البَقْلَ واجْتَفَيْته: اقتلعته من أُصوله كجَفأَه واجْتَفأَه.
ابن السكيت: يقال جَفَوْته، فهو مَجْفُوّ، قال: ولا يقال جَفَيْت، وقد
جاء في الشعر مَجْفِيّ؛ وأَنشد:
ما أَنا بالجافِي ولا المَجْفِيِّ
وفلان ظاهرُ
الجِفْوة، بالكسر، أَي ظاهر الجَــفاء. أَبو عمرو: الجُــفاية السفينة
الــفارغة، فإِذا كانت مشحونة فهي غامِدٌ وآمِدٌ وغامِدة وآمِدة. وجَــفا مالَه:
لم يُلازمه. ورجل فيه جَفْوة وجِفْوة وإِنه لَبَيِّن الجِفْوة، بالكسر،
فإِذا كان هو المَجْفُوّ قيل به جَفْوة. وقولُ المِعْزَى حين قيل لها ما
تصنعين في الليلة المَطِيرة فقالت: الشَّعْر دُقاقٌ والجِلْدُ رُقاق
والذَّنَبُ جُــفاءٌ ولا صَبْر بي عن البَيْت؛ قال ابن سيده: لم يفسر اللحياني
جُــفاء، قال: وعندي أَنه من النُّبُوِّ والتباعد وقلة اللُّزُوق. وأَجْفَى
الماشيةَ، فهي مُجْــفاة: أَتعبها ولم يَدَعْها تأْكل، ولا عَلَفها قبلَ
ذلك، وذلك إِذا ساقها سوقاً شديداً.
ثــفا: ثَفَوْتُه: كنت معه على إِثره. وثَــفاه يَثْفيه: تَبِعَه. وجاء
يَثْفُوه أَي يَتْبَعه. قال أَبو زيد: تَأَثَّفَكَ الأَعداء أَي اتَّبعوك
وأَلَحُّوا عليك ولم يزالوا بك يُغْرُونَك بي
(* كأَنه ينظر بقوله هذا إلى
قول النابغة: لا تقْذِفَنّي... في الصفحة التالية). أَبو زيد: خامَرَ
الرجلُ المكان إِذا لم يَبْرَحْه، وكذلك تأَثَّفَه. ابن بري: يقال ثَــفاه
يَثْفُوه إِذا جاء في إِثره؛ قال الراجر:
يُبادِرُ الآثارَ أَن يؤوبا،
وحاجِبَ الجَوْنَة أَنْ يَغِيبا
بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا،
كالذِّئْبِ يَثْفُو طَمَعاً قريبا
والأُثْفِيَّة: ما يوضع عليه القِدْر، تقديره أُفْعُولة، والجمع
أَثافيُّ وأَثاثيُّ؛ الأَخيرة عن يعقوب، قال: والثاء بدل من الــفاء، وقال في جمع
الأَثافي: إِن شئت خففت؛ وشاهد التخفيف قول الراجز:
يا دارَ هِنْدٍ عَفَت إِلاَّ أَثافِيها،
بينَ الطَّوِيِّ، فصاراتٍ، فَوادِيها
وقال آخر:
كأَنَّ، وقد أَتَى حَوْلٌ جدِيدٌ،
أَثافِيَها حَماماتٌ مُثُولُ
وفي حديث جابر: والبُرْمَة بين الأَثافيِّ، وقد تخفف الياءُ في الجمع،
وهي الحجارة التي تنصب وتجعل القدر عليها، والهمزة فيها زائدة. وثَفَّى
القدر وأَثْــفاها: جعلها على الأَثافي. وثَفَّيْتها: وضعتها على الأَثافي.
وأَثَّفْت القِدْرَ أَي جعلت لها أَثافيَّ؛ ومنه قول الكميت:
وَما اسْتُنْزِلَتْ في غَيرِنا قِدْرُ جارِنا،
ولا ثُفِّيَتْ إِلا بنا، حينَ تُنْصَب
وقال آخر:
وذاكَ صَنِيعٌ لم تُثَفَّ له قِدْرِي
وقول حُطامٍ المجاشعي:
لم يَبْقَ من آيٍ بها يُحَلَّيْنْ
غَيرُ خِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ
وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ
جاء به على الأَصل ضرورة ولولا ذلك لقال يُثْفَيْن؛ قال الأَزهري: أَراد
يُثْفَيْنَ من أَثْفَى يُثْفِي، فلما اضطرَّه بناء الشعر رده إِلى
الأَصل فقال يُؤَثْفَيْن، لأَنك إِذا قلت أَفْعل يُفْعِل علمتَ أَنه كان في
الأَصل يُؤَفْعِل؛ فحذفت الهمزة لثقلها كما حذفوا أَلف رأَيت من أَرى، وكان
في الأَصل أَرْأَى، فكذلك من يَرَى وتَرَى ونَرَى، الأَصل فيها يَرْأَى
وتَرْأَى ونَرْأَى، فإِذا جاز طرح همزتها، وهي أَصلية، كانت همزة
يُؤَفْعِلُ أَولى بجواز الطرح لأَنها ليست من بناء الكلمة في الأَصل؛ ومثله
قوله:كُرات غُلامٍ من كِساءٍ مُؤَرْنَبِ
ووجه الكلام: مُرْنَب، فردّه إِلى الأَصل. ويقال: رجل مُؤَنْمَل إِذا
كان غليظ الأَنامل، وإِنما أَجمعوا على حذف همزة يُؤَفْعِل استثقالاً
للهمزة لأَنها كالتقَيُّؤِ، ولأَن في ضمة الياء بياناً وفصلاً بين غابر فِعْل
فَعَلَ وأَفْعَل، فالياء من غابر فعَل مفتوحة، وهي من غابر أَفْعل
مضمومة، فأَمنوا اللبس واستحسنوا ترك الهمزة إِلا في ضرورة شعر أَو كلام نادر.
ورماه الله بثالثة الأَثافِي: يعني الجبل لأَنه يجعل صخرتان إِلى جانبه
وينصب عليه وعليهما القدر، فمعناه رماه الله بما لا يقوم له. الأَصمعي:
من أَمثالهم في رَمْي الرجل صاحبه بالمعْضِلات: رماه الله بثالثة
الأَثافي؛ قال أَبو عبيدة: ثالثة الأَثافي القطعة من الجبل يجعل إِلى جانبها
اثنتان، فتكون القطعة متصلة بالجبل؛ قال خُــفافْ بن نُدْبَة:
وإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعاءَ مِنِّي،
إِذا حَضَرَت، كثالثةِ الأَثافي
وقال أَبو سعيد: معنى قولهم رماه الله بثالثة الأَثافي أَي رماه بالشرّ
كُلّه فجعله أُثْفِية بعد أُثْفِية حتى إِذا رُمي بالثالثة لم يترك منها
غاية؛ والدليل على ذلك قول علقمة:
بل كلّ قوم، وإِن عزُّوا وإِن كَرُمُوا،
عَرِيفُهم بأَثافي الشرّ مَرْجوم
أَلا تراه قد جمعها له؟ قال أَبو منصور: والأُثْفِيّة حجر مثل رأْس
الإِنسان، وجمعها أَثافيُّ، بالتشديد، قال: ويجوز التخفيف، وتُنصب القدور
عليها، وما كان من حديد ذي ثلاث قوائم فإِنه يسمى المِنْصَب، ولا يسمى
أُثْفِيّة. ويقال: أَثْفَيْت القِدْر وثَفَّيتها إِذا وضعتها على الأَثافي،
والأُثْفِيّة: أُفْعُولة من ثَفَّيْت، كما يقال أُدْحِيّة لِمَبيض النعام
من دَحَيْت. وقال الليث: الأُثْفِيّة فُعْلوية من أَثّفْت، قال: ومن جعلها
كذلك قال أَثَّفْت القدر، فهي مُؤَثَّفة، وقال آثَفْت القدر فهي
مُؤَثَفَة؛ قال النابغة:
لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِــفاءَ له،
ولو تَأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفْدِ
وقوله: ولو تأَثَّفَك الأَعْداء أَي ترافدوا حولك مُتضافرِين عليَّ
وأَنت النارُ بينهم؛ قال أَبو منصور: وقول النابغة:
ولو تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ
قال: ليس عندي من الأُثْفِية في شيء، وإِنما هو من قولك أَثَفْت الرجل
آثِفُه إِذا تَبِعْته، والآثِفُ التابع. وقال النحويون: قِدْر مُثْــفاة من
أَثْفَيْت. والمُثَــفَّاة
(* قوله «والمثــفاة إلخ» هكذا بضبط الأصل فيه
وفيما بعده والتكملة والصحاح وكذا في الأساس، والذي في القاموس: المثــفاة
بكسر الميم). المرأَة التي لزوجها امرأَتان سواها، شبهت بأَثافي القدر.
وثُفِّيت المرأَة إِذا كان لزوجها امرأَتان سواها وهي ثالثتهما، شبهن بأَثافي
القدر؛ وقيل: المُثَــفَّاة المرأَة التي يموت لها الأَزواج كثيراً، وكذلك
الرجل المُثَفَّى، وقيل: المُثَــفَّاة التي مات لها ثلاثة أَزواج.
والمُثَفَّى: الذي مات له ثلاث نسوة. الجوهري: والمُثَفِّية التي مات لها ثلاثة
أَزواج، والرجل مُثَفٍّ. والمُثَــفَّاة: سمة كالأَثافي.
وأُثَيْفِيَات: موضع، وقيل: أُثَيْفِيات أَحْبل صغار شبهت بأَثافي
القدر؛ قال الرّاعي:
دَعَوْن قُلوبَنا بأُثَيْفِيَاتٍ،
فأَلْحَقْنا قَلائِصَ يَعْتَلِينا
وقولهم: بقيت من فلان أُثْفِيَة خَشْناء أَي بقي منهم عدد كثير.