من (ف ر ق) الــفاصل بين الحق والباطل، والشديد الفزع.
من (ف ر ق) الــفاصل بين الحق والباطل، والشديد الفزع.
حــفا: الحَــفا: رِقَّة القَدم والخُفِّ والحافر، حَفِيَ حَــفاً فهو حافٍ
وحَفٍ، والاسم الحِفْوة والحُفْوة. وقال بعضهم: حافٍ بيِّنُ الحُفْوة
والحِفْوة والحِفْية والحِــفَاية، وهو الذي لا شيء في رِجْله من خُفٍّ ولا
نَعْل، فأَما الذي رقَّت قَدماه من كثرة المَشْي فإنه حافٍ بيّن الحَــفَا.
والحَــفَا: المَشْيُ بغير خُفٍّ ولا نَعْلٍ. الجوهري: قال الكسائي رجل حافٍ
بيّنُ الحُفْوة والحِفْية والحِــفاية والحــفاءِ، بالمد؛ قال ابن بري: صوابه
والحَــفَاء، بفتح الحاء، قال: كذلك ذكره ابن السكيت وغيره، وقد حَفِيَ
يَحْفَى وأَحــفاه غيره. والحِفْوة والحَــفا: مصدر الحَافي. يقال: حَفِيَ
يَحْفَى حَــفاً إذا كان بغير خفّ ولا نَعْل، وإذا انْسَحَجَتِ القدم أَو
فِرْسِنُ البعير أَو الحافرُ من المَشْيِ حتى رَقَّت قيل حَفِيَ يَحْفَى حَــفاً،
فهو حَفٍ؛ وأَنشد:
وهو منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ
وحَفِيَ من نَعْليه وخُفِّه حِفْوة وحِفْية وحَــفاوة، ومَشَى حتى حَفِيَ
حَــفاً شديداً وأَحْــفاه الله، وتَوَجَّى من الحَــفَا وَوَجِيَ وَجىً
شديداً. والاحْتِــفاء: أَن تَمْشِيَ حافياً فلا يُصيبَك الحَــفَا. وفي حديث
الانتعال: ليُحْفِهِما جميعاً أَو لِيَنْعَلْهما جميعاً؛ قال ابن الأَثير: أَي
ليمشِ حافيَ الرِّجلين أَو مُنْتَعِلَهما لأَنه قد يشق عليه المشي بنعل
واحدة، فإنَّ وضْعَ إحْدى القدمين حافية إنما يكون مع التَّوَقِّي من
أَذىً يُصيبها، ويكون وضع القدم المُنْتَعِلة على خلاف ذلك فيختلف حينئذ
مشيه الذي اعتاده فلا يأْمَنُ العِثارَ، وقد يتَصَوَّر فاعلُه عند الناس
بصورة مَنْ إحْدى رجليه أَقصرُ من الأُخرى. الجوهري: أَما الذي حَفِيَ من
كثرة المشي أَي رَقَّت قدَمُه أَو حافِره فإنه حَفٍ بَيِّنُ الحَــفَا،
مقصور، والذي يمشي بلا خُفٍّ ولا نَعْل: حافٍ بيّن الحَــفَاءِ، بالمد. الزجاج:
الحَــفَا، مقصور، أَن يكثر عليه المشي حتى يُؤلِمَه المَشْيُ، قال:
والحَــفاءُ، ممدود، أَن يمشي الرجل بغير نَعْل، حافٍ بَيِّن الحــفاء، ممدود،
وحَفٍ بيّن الحَــفَا، مقصور، إذا رَقَّ حافره. وأَحْفَى الرجلُ: حَفِىت
دابته.وحَفِيَ بالرجُل حَــفَاوة وحِــفاوة وحِــفاية وتَحَفَّى به واحْتَفَى:
بالَغَ في إكْرامه. وتَحَفَّى إليه في الوَصِيَّة: بالغَ. الأَصمعي: حَفِيتُ
إليه في الوصية وتَحَفَّيْت به تَحَفِّياً، وهو المبالغة في إكْرامه.
وحَفِيت إليه بالوصية أَي بالغت. وحَفِيَ اللهُ بك: في معنى أَكرمك الله.
وأَنا به حَفِيٌّ أَي بَرٌّ مبالغ في الكرامة. والتَّحَفِّي: الكلامُ
واللِّقاءُ الحَسَن. وقال الزجاج في قوله تعالى: إنَّه كان بِي حَفِيّاً؛ معناه
لطيــفاً. ويقال: قد حَفِيَ فلان بفلان حِفْوة إذا بَرَّه وأَلْطَفه. وقال
الليث: الحَفِيُّ هو اللطيف بك يَبَرُّكَ ويُلْطِفك ويَحْتَفِي بك. وقال
الأَصمعي: حَفِيَ فلان بفلان يَحْفَى به حَــفاوة إذا قام في حاجته
وأَحْسَن مَثْواه. وحَــفا الله به حَفْواً: أَكرمه. وحَــفَا شارِبَه حَفْواً
وأَحْــفاه: بالَغَ في أَخْذه وألْزَقَ حَزَّه. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة
والسلام، أَمر أَن تُحْفَى الشواربُ وتُعْفَى اللِّحَى أَي يُبالَغ في
قَصِّها. وفي التهذيب: أَنه أَمر بإحْــفاءِ الشوارب وإعْــفاء اللِّحَى.
الأَصمعي: أَحْفَى شارِبَه ورأْسَه إذا أَلزق حَزَّه، قال: ويقال في قولِ
فلانٍ إحْــفاءٌ، وذلك إذا أَلْزَق بِك ما تكره وأَلَحَّ في مَسَاءَتِك كما
يُحْفَى الشيءُ أَي يُنْتَقَص. وفي الحديث: إن الله يقول لآدم، عليه السلام:
أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ منْ ذُرِّيَّتِكَ، فيقولُ: يَا رَبّ كَمْ؟
فيقول: مِن كلِّ مائة تسْعَةً وتسعينَ، فقالوا: يا رسول الله احْتُفِينا
إذاً فَماذا يَبْقى؟ أي اسْتُؤْصِلْنَا، من إحْــفَاءِ الشعر. وكلُّ شيءٍ
اسْتُؤْصِلَ فَقَد احْتُفِيَ. ومنه حديث الفتح: أَنْ يَحْصُدُوهم حَصْداً،
وأَحْفَى بيَدِه أَي أَمالَها وصْــفاً للحَصْدِ والمُبالَغة في القَتْل.
وحَــفاهُ من كل خَيْر يَحْفُوه حَفْواً: مَنَعَه. وحَــفَاه حَفْواً:
أَعطاه.وأَحْــفاه: أَلَحَّ عليه في المَسْأَلة. وأَحْفَى السُّؤالَ: رَدَّده.
الليث: أَحْفَى فلان فلاناً إذا بَرَّح به في الإلْحاف عليه أَو سَأَلَه
فأَكْثَر عليه في الطلب. الأَزهري: الإحْــفاء في المسأَلة مثلُ الإلْحاف
سَواءً وهو الإلْحاحُ. ابن الأَعرابي: الحَفْوُ المَنْعُ، يقال: أَتاني
فحَفَوْته أَي حَرَمْتُه، ويقال: حَــفَا فلان فلاناً من كلّ خير يَحْفُوه إذا
مَنَعه من كلّ خير. وعَطَس رجلٌ عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فَوْقَ
ثلاثٍ فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: حَفَوْتَ، يقول مَنَعْتَنا أن
نُشمِّتَكَ بعدَ الثلاثِ لأَنَّه إنما يُشَمِّتُ في الأُولى والثَّانية،
ومن رواه حَقَوْتَ فمعناه سَدَدْت علينا الأَمْرَ حتى قَطَعْتَنا، مأْخوذٌ
من الحَقْوِ لأَنه يقطع البطنَ ويَشُدُّ الظهر. وفي حديث خَلِيفَةَ:
كتبتُ إلى ابن عباس أَن يَكْتُب إليَّ ويُحْفِيَ عَنِّي أَي يُمْسِكَ عَنِّي
بعضَ ما عنده مِمَّا لا أَحْتَمِلُه، وإن حمل الإحــفاء بمعنى المبالغة
فيكون عَنِّي بمعنى عليَّ، وقيل: هو بمعنى المبالغة في البِرِّ بِهِ
والنصيحةِ له، وروي بالخاء المعجمة.
وفي الحديث: أَن رجلاً سلَّم على بعض السلف فقال وعليكم السلامُ ورحمةُ
الله وبَرَكاتُه الزَّاكِيات، فقال: أَراك قد حَفَوْتَنا ثَوابَها أَي
مَنَعتَنا ثواب السلام حيث استَوْفَيت علينا في الردِّ، وقيل: أَراد
تَقَصَّيْتَ ثوابَها واستوفيته علينا.
وحَافَى الرجلَ مُحافاةً: مارَاه ونازَعه في الكلام. وحَفِيَ به
حِــفَايةً، فهو حَافٍ وحَفِيٌّ، وتَحَفَّى واحْتَفَى: لَطَفَ بِهِ وأَظهر السرورَ
والفَرَحَ به وأَكثر السؤال عن حاله. وفي الحديث: أَنَّ عجوزاً دخلَت
عليه فسَأَلها فأَحْفَى وقال: إنَّها كانت تَأْتِينا في زَمَن خَدِيجَة
وإنَّ كَرَم العَهْدِ من الإيمان. يقال: أَحْفَى فلان بصاحبه وحَفِيَ به
وتَحَفَّى به أَي بالَغَ في بِرِّهِ والسؤال عن حاله. وفي حديث عمر:
فَأَنْزَلَ أُوَيْساً القَرَنيَّ فَاحْتَــفَاهُ وأَكْرَمَه. وحديث علي: إنَّ
الأَشْعَثَ سَلَّم عليه فَرَدَّ عليه بغَيْر تَحَفٍّ أَي غيرَ مُبالِغٍ في
الردّ والسُّؤَالِ. والحَــفاوة، بالفتح: المُبالَغةُ في السؤَال عن الرجل
والعنايةُ في أَمرهِ. وفي المثل: مَأْرُبَةٌ لا حَــفاوةٌ؛ تقول منه: حَفِيت،
بالكسر، حَــفاوةً. وتَحَفَّيْت به أَي بالَغْت في إكْرامِه وإلْطافِه
وحفِيَ الفرسُ: انْسَحَجَ حافِرهُ. والإحْــفاء: الاسْتِقْصاء في الكلام
والمُنازَعَةُ؛ ومنه قول الحرث بن حِلِّزة:
إن إخْوانَنَا الأَراقِمَ يَعْلُو
نَ عَلَيْنا، فِي قيلِهِم إخْــفاءُ
أَي يَقَعون فينا. وحافَى الرجلَ: نازَعَه في الكلام وماراه. الفراء في
قوله عز وجل: إن يَسْأَلْكُمُوها فيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا؛ أَي
يُجْهِدْكُم. وأَحْفَيْتُ الرجلَ إذا أَجْهَدْتَه. وأَحْــفاه: بَرَّحَ به في
الإلحاحِ عليه، أَو سأَله فأَكْثَر عليه في الطلب، وأَحْفى السؤالَ كذلك. وفي
حديث أَنس: أَنهم سأَلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى أَحْفَوْه أَي
اسْتَقْصَوْا في السؤالِ. وفي حديث السِّواكِ: لَزِمْتُ السِّواكَ حتى كدت
أُحْفِي فَمِي أَي أَسْتَقْصِي على أَسناني فأُذْهِبُها بالتَّسَوُّكِ.
وقوله تعالى: يسأَلونك كأَنك حَفِيٌّ عنها؛ قال الزجاج: يسأَلونك عن أَمر
القيمة كأَنك فرحٌ بسؤالهم، وقيل: معناه كأَنك أَكثرت المسأَلة عنها، وقال
الفراء: فيه تقديم وتأْخير، معناه يسأَلونك عنها كأَنك حفِيٌّ بها؛ قال:
ويقال في التفسير كأَنك حَفِيٌّ عنها كأَنك عالم بها، معناه حافٍ عالمٍ.
ويقال: تحافَيْنا إلى السلطان فَرَفَعَنَا إلى القاضي، والقاضي يسمى
الحافيَ. ويقال: تَحَفَّيْتُ بفلان في المسأَلة إذا سأَلت به سؤالاً أَظهرت
فيه المحَبَّةَ والبِرَّ، قال: وقيل كأَنك حفِيٌّ عنها كأَنك أَكثرت
المسأَلة عنها، وقيل: كأَنك حَفِيٌّ عنها كأَنك مَعْنِيٌّ بها، ويقال: المعنى
يسأَلونك كأَنك سائل عنها. وقوله: إنه كان بي حَفِيّاً؛ معناه كان بي
مَعْنِيّاً؛ وقال الفراء: معناه كان بي عالماً لطيــفاً يجيب دعوتي إذا
دعوته. ويقال: تحَفَّى فلان بفلان معناه أَنه أَظهر العِناية في سؤَاله إياه.
يقال: فلان بي حَفِيٌّ إذا كان مَعْنِيّاً؛ وأَنشد للأَعشى:
فإن تَسْأَلي عنِّي، فيا رُبَّ سائِلٍ
حَفِيٍّ عن الأَعْشى به حيث أَصعَدا
معناه: مَعْنِيٌّ بالأَعْشى وبالسؤَال عنه. ابن الأَعرابي: يقال لقيت
فلاناً فَحفِيَ بي حَــفاوة وتَحَفَّى بي تَحَفِّياً.
الجوهري: الحَفِيُّ العالم الذي يَتَعَلَّم الشيءَ باسْتِقْصاء.
والحَفِيُّ: المُسْتَقْصي في السؤال.
واحْتَفى البَقْلَ: اقْتَلعَه من وجه الأرض. وقال أَبو حنيفة:
الاحْتِــفاء أَخذُ البقلِ بالأَظافير من الأَرض. وفي حديث المضْطَرّ الذي سأَل
النبيَّ، صلى الله عليه وسلم: مَتى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: ما لم
تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أو تَحْتَفِيُوا بها بَقْلاً فشَأْنَكُم بها؛
قال أَبو عبيد: هو من الحَــفا، مهموز مقصور، وهو أَصل البَرْدي الأَبيض
الرَّطبِ منه، وهو يُؤْكَل، فتأَوَّله في قوله تَحْتَفِيُوا، يقول: ما لم
تَقْتَلِعُوا هذا بعَيْنه فتأْكلوه، وقيل: أَي إذا لم تجدوا في الأَرض من
البقل شيئاً، ولو بأَن تَحْتَفُوه فتَنْتِفُوه لِصغَرِه؛ قال ابن سيده:
وإنما قَضَينا على أَنّ اللام في هذه الكلمات ياء لا واو لما قيل من أَن
اللام ياء أَكثر منها واواً. الأَزهري: وقال أَبو سعيد في قوله أَو
تَحْتَفِيُوا بَقْلاً فشَأْنَكُم بها؛ صوابه تَحْتَفُوا، بتخفيف الــفاء من غير
همز. وكلُّ شيء اسْتُؤْصل فقد احْتُفِيَ، ومنه إحْــفاءً الشَّعَرِ. قال:
واحْتَفى البَقْلَ إذا أَخَذَه من وجه الأَرض بأَطراف أَصابعه من قصره
وقِلَّته؛ قال: ومن قال تَحْتَفِئُوا بالهمز من الحَفإ البَرْدِيّ فهو باطل
لأَن البَرْدِيَّ ليس من البقل، والبُقُول ما نبت من العُشْب على وجه
الأَرض مما لا عِرْق له، قال: ولا بَرْدِيَّ في بلاد العرب، ويروى: ما لم
تَجْتَفِئُوا، بالجيم، قال: والاجْتِــفاء أَيضاً بالجيم باطل في هذا الحديث
لأَن الاجْتِــفاء كبُّكَ الآنِيَةَ إذا جَفَأْتَها، ويروى: ما لم
تَحْتَفُّوا، بتشديد الــفاء، من احْتَفَفْت الشيء إذا أَخذتَه كلّه كما تَحُفُّ
المرأَة وجهها من الشعر، ويروى بالخاء المعجمة، وقال خالد ابن كلثوم:
احْتَفى القومُ المَرْعى إذا رَعَوْهُ فلم يتركوا منه شيئاً؛ وقال في قول
الكميت:
وشُبِّه بالْحِفْوة المُنْقَلُ
قال: المُنْقَلُ أَن يَنْتَقِلَ القومُ من مَرْعىً احْتَفَوْه إلى
مَرْعىً آخر. الأَزهري: وتكون الِحَفْوَة من الحافي الذي لا نَعْلَ له ولا
خُفَّ؛ ومنه قوله:
وشُبِّه بالِحفْوة المُنْقَلُ
وفي حديث السِّباق ذكر الحَفْىاء، بالمد والقصر؛ قال ابن الأَثير: هو
موضع بالمدينة على أَميال، وبعضهم يقدم الياء على الــفاء، والله أَعلم.