I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the button.

Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جنوب_السودان

قلزم

(قلزم)
فلَان صخب ولؤم وَالشَّيْء ابتلعه والتهمه

قلزم


قَلْزَمَ
a. Devoured.

قُلْزُمa. A town in Arabia.

بَحْر القُلْزُم
a. Red Sea.

قلزم: القَلْزَمَةُ: ابْتِلاع الشيء، وفي المحكم. الابتلاع؛ أَنشد ابن

الأعرابي:

ولا ذِي قَلازِمَ عِندَ الحِياض،

إذاما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا

فأَما اشتقاقه من القَلْز الذي هو الشرب الشديد فبعيد. يقال: تَقَلْزمَه

إذا ابتلعه والْتَهَمَه، وبحر القُلْزُم مشتق منه، وبه سمي القلزم

لالتهامه من ركبه، وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآلُه؛ قال ابن خالويه:

القُلْزُم مقلوب من الزُّلقُم وهو البحر. والزَّلْقمةُ: الاتساع؛ وقوله:

قد صَبَّحَتْ قُلَيْزِماً قذوما

إنما أَخذه من بحر القلزم شبه البئر في غُزرها به وصغرها على جهة المدح

كقول أَوس:

فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامِخِ الرأسِ لم يكن

لِيُدْرِكَه، حتَّى يَكِلَّ ويَعْملا

(* قوله «فويق جبيل إلى آخر البيت» ما بعده موجود في النسخة التي كانت

في قف السلطان الأشرف وهي العمدة، وتقدم في مادة ق ص م:

باتت تعشى الليل بالقصيم * لبابة من همق عيشوم

وفي المحكم والتهذيب: لباية، بلام مضمومة ومثناة تحتية، وفسرها في

التهذيب فقال: اللباية شجر الأمطى، وفيه: عيشوم، بالعين، وفي المحكم: هيشوم،

بالهاء بدل العين).

قلزم

(القَلْزَمَةُ) أَهملَه الجَوْهَرِيّ وَهُوَ (الابْتِلاعُ) ، كالزَّلْقَمَةِ. وَقد قَلْزَمَ اللُّقْمَةَ وزَلْقَمَهَا: ابْتَلَعَهَا، (كالتَّقَلْزُم) .
(و) القَلْزَمَةُ: (اللُّؤْمُ) .
(و) أَيْضًا (الصَّخَبُ) كأنّهُ رَفَعَ الصَّوْتَ من زُلْقُومِهِ أَي: الحُلْقُومِ.
(و) قُلْزُمٌ، (كَقُنْفُذٍ: سَيْفُ عَمْرِو ابنِ مَعْدِ يكَرِبَ) .
(و) أَيضًا: (د بَيْنَ مِصْرَ ومَكَّةَ) ، قَالَ شَيْخُنَا: البَيْنِيَّةُ مَجَازِيَّةٌ، وقَدْ قَالُوا: إِنَّهَا مَدِينَةٌ كَانَت بِشَرْقِيِّ مِصْرَ (قُرْبَ جَبَلٍ الطُّورِ) خَرِبَ قَدِيمًا وبُنِيّ فِي مَوضِعِهِ بَلدٌ آخَرُ يُسَمَّى بالسُّوَيْسِ مَوْجودٌ الآنَ، وَمِنْه تُحْمَلُ مِيرَةُ الحِجَازِ إلاّ أَنّ ابنَ السَّمْعَانِيِّ ضَبَطَهُ بِفَتْحِ القَافِ وضَمِّ الزَّايِ، وَمِنْه يَعقوبُ بنُ إسْحَاقَ القُلْزُمِيُّ، ذَكَره البُخاريُّ فِي التَّارِيخِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَحَله الصِّدْقُ، (وإِلَيْهِ يُضَافُ بَحْرُ القُلْزُمِ) .
قَالَ ياقوتُ: هُوَ شُعْبَةٌ من بَحْرِ الهِنْدِ، أَوَّلُهُ بَيْنَ بِلادِ البَرْبَرِ والسُّودَانِ، ثمَّ يَمْتَدُّ مُغَرِّبًا، وَفِي أَقصاهُ مَدِينةٌ القُلْزُمِ قُربَ مِصْرَ، وَبِذَلِك يُسَمَّى هَذَا البَحْرُ، ويُسَمَّى فِي كل مَوْضِعٍ يَمُرُّ بِهِ باسْمِ ذَلِك المَوْضِعِ، وعَلى سَاحِله الجنوبيِّ بِلادُ البَرْبَرِ والحَبَشِ، وعَلى ساحِلهِ الشَّرقيِّ بلادُ المَغْرِبِ، فالدَّاخِلُ إِلَيْهِ يَكُونُ على يَسارِهِ أَواخِرُ بِلادِ البَرْبَرِ، ثمَّ الزَّيْلَعِ، ثمَّ الحَبَشَةِ، وَفِي مُنْتَهَاهُ من هذِه الجِهَةِ بِلادُ البجةِ، وعَلى يَمِينِهِ عَدَنُ ثمَّ المَنْدَبُ، وَفِي القُلْزُمِ أَغْرَقَ اللَّهُ تَعَالَى فِرْعَونَ فِي مَوْضِعٍ يُعْرَفُ بالتَّنُّورِ، بَينه وَبَين مِصْرَ سَبْعَةُ أَيَّامٍ. قلت: ومَنْ زَعَمَ أَنه أُغْرِقَ فِي نِيلِ مِصْرَ فَقَدْ وَهِمَ كَمَا حَقَّقهُ الشَّهَابُ فِي العِنَايَةِ، ثمَّ يَدُورُ تِلْقَاءَ الجَنُوبِ إِلَى القُصَيْرِ. بَيْنَه وَبَين قُوصَ خَمْسَةُ أَيَّام، ثمَّ يَدُورُ فِي شِبْهِ الدَّائِرَةِ إِلَى عَيْذَابَ وأَرْضِ البَجَّةِ، ثمَّ يَتَّصِلُ بِبِلادِ الحَبَشِ، وسُمِّيَ بِهِ؛ (لأنَّه عَلَى طَرَفِهِ أَوْ لأَنَّهُ يَبْتَلِعُ مَنْ رَكِبَهُ) لِشِدَّةِ أَمواجِه، أَو يَبْتَلِعُ مَا أُلْقِىَ فيهِ، وَكَأَنَّهُم أَخَذُوهُ من غَرَقِ فِرْعَونَ فِيهِ، فإِنّ الله تَعَالَى أغرقَهُ هُنَاك، وَفِي مُخْتَصَرٍ نُزْهَةِ المُشْتَاقِ أَنَّ مَبدَأَ بَحْرِ القُلْزُم من بَاب المَنْدَبِ حيثُ انْتِهاءُ البَحْرِ الهِنْدِيِّ، فيمُرُّ فِي جِهَةِ الشَّمَالِ مُغَرِّبًا قَلِيلا، وَيَتَّصِل بغَربِيِّ اليَمَن، ويمُرّ بِبِلاد تِهامةَ والحِجَاز إِلَى مَدْيَنَ والأَيْلَةَ وفَارَانَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى مَدِينةِ القُلْزُمِ، وإليها يُنْسَبُ.
(و) القِلْزِمُ، (كَزِبْرِجٍ: اللَّئِيمُ) .
(وتَقَلْزَمَ) الرَّجلُ: (مَاتَ بُخْلاً) ولُؤْمًا. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: والزَّلْقَمَةُ والقَلْزَمَةُ: الاتِّسَاعِ، وَمِنْه سُمِّيَ البَحْرُ زَلْقَمًا وقَلْزَمًا، نَقَلَه ابنُ بَرِّيٍّ، عَن ابنِ خَالَوَيْهِ.
وقُلَيْزِمٌ: مُصَغَّرًا البِئْرُ الغَزِيرَةُ، لُغَةٌ فِي القُلَيْذِمِ بالذَّالِ، اشتُقَّتْ مِنْ بَحْرِ القُلْزُم فِي كَثْرَةِ مَائِهَا.
Expand

أَكْسِنْتِلا

أَكْسِنْتِلا:
مدينة في جنوبي إفريقية، قال أبو الحسن المهلّبي: أكسنتلا مدينة عظيمة جليلة، وهي مملكة لرجل من هوارة من البربر يقال له سهل بن الفهري، مسلم وله سلطان عظيم على أمم من البربر في بلاد لا تحصى كثرة، وتطيعه أحسن طاعة، قال:
وسمعت غير محصّل يذكر أنه إذا أراد الغزو ركب في ألف ألف راكب فرس نجيب وجمل، قال:
وباكسنتلا أسواق ومجامع، وبظاهرها عمارة فيها جميع الفواكه من الكروم وشجر التين، والأغلب على ذلك النخل، وبها منبر ومسجد للجماعة وقوم يقرأون القرآن، وزروعهم على المطر، قال: ومن اكسنتلا طريقان، فطريق الشمال في حد المشرق، وسمته إلى بلاد الكنز لآتيين من السّودان، مسيرة خمسة أيام.

كُوَّار

كُوَّار:
إقليم من بلاد السودان جنوبيّ فزّان افتتحه عقبة بن عامر عن آخره وأخذ ملكه فقطع إصبعه، فقال له: لم فعلت بي هذا؟ فقال: أدبا لك، إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب! وفرض عليه ثلاثمائة وستين عبدا.

كاكُدَم

كاكُدَم:
بضم الكاف الثانية، وفتح الدال: مدينة بأقصى المغرب جنوبي البحر متاخمة لبلاد السودان ومنها كان ملوك العرب الملثمين الذين كانوا قبل عبد المؤمن، وبها تجار وصناع أسلحة من الرماح والدّرق اللّمطية وما تشتد حاجة البادية إليه من الصناع لأن الملثمين في بلادهم كانوا لا يأوون إلى الجدران إنما كانوا أرباب خيام وسكان بادية، وحبال خيامهم من الكتان الأبيض، ينتجعون الكلأ، وقبائلهم لمتونة ومسّوفة وكدالة أكثرهم عددا، ومسوفة أجملهم صورا، ولمتونة أشجعهم والملك فيهم، ومنهم كان أمير الملثمين يوسف بن تاشفين الذي ملك الغرب كله، وبأرضهم حيوان يقال له اللّمط من جنس الظباء إلا أنه أعظم خلقا أبيض اللون يتخذ من جلده الدّرق
اللمطية قطر الدرقة منها عشرة أشبار لم يتحصن المحاربون قط بأوقى منها، يكون ثمن الجيد منها بالمغرب ثلاثين دينارا مومنية تدبغ في بلادهم باللبن وقشر بيض النعام.

البَرْبَرُ

البَرْبَرُ:
هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب، أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان، وهم أمم وقبائل لا تحصى، ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله، ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر، وقد اختلف في أصل نسبهم، فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب، وهو بهتان منهم وكذب، وأما أبو المنذر فإنه قال:
البربر من ولد فاران بن عمليق، وقال الشرقي: هو عمليق بن يلمع بن عامر بن اشليخ بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام، والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: حدثني بكر ابن الهيثم قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال: هم يزعمون أنهم من ولد برّ بن قيس بن عيلان، وما جعل الله لقيس من ولد اسمه برّ وإنما هم من الجبّارين الذين قاتلهم داود وطالوت، وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين، وهم أهل عمود، فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله، وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها، وهي: هوّارة. أمتاهة.
ضريسة. مغيلة. ورفجومة. ولطية. مطماطة.
صنهاجة. نفزة. كتامة. لواتة. مزاتة.
ربوحة. نفوسة. لمطة. صدينة. مصمودة.
غمارة. مكناسة. قالمة. وارية. أتينة. كومية.
سخور. أمكنة. ضرزبانة. قططة. حبير.
يراثن واكلان. قصدران. زرنجى. برغواطة.
لواطة. زواوة. كزولة. وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلّا صنهاجة وكتامة، فإنهم بنو افريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلّفوا عنه عمّالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن
وتناسلوا. والبربر أجفى خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة، ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط، ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة، وقد حسّن لهم الشيطان الغوايات وزيّن لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق جائلة، فكم من ادعى فيهم النّبوّة فقبلوا، وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا، وكم ادّعى فيهم مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرّمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال، لا بشجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد. وتحكى عنهم عجائب، منها ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم، قال: وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطبنة وباغاية إلى اكزبال وازّفون ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهواء وكتامة وميلة وسطيف، يضيّفون المارّة ويطعمون الطعام ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب البتّة بل لو طلب الضيف هذا المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حميّة وشجاعة لم يمتنع عليه، وقد جاهدهم أبو عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشدّ مبلغ فما تركوه، قال: وسمعت أبا عليّ ابن أبي سعيد يقول: إنه ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره، ويرون ذلك كرما والإباء عنه عارا ونقصا، ولهم من هذا فضائح، ذكر بعضها إمام أهل المغرب أبو محمد عليّ بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل، وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الإسلام.
وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ومعي وصيف بربريّ، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربريّ يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيّا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه، فقال الله تعالى: لا اتخذت منكم نبيّا ولا بعثت فيكم رسولا، وكان يقال: تزوجوا في نسائهم ولا تؤاخوا رجالهم، ويقال: إن الحدّة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر الخلق. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شرّ من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة بربري، قلت: هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض، أنشدني أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال:
رأيت آدم في نومي فقلت له: ... أبا البرية! إن الناس قد حكموا:
أن البرابر نسل منك، قال: أنا؟ ... حوّاء طالقة إن كان ما زعموا
Expand

تنيس

تنيس
. وَرْتَنِيسُ، كخَنْدَرِيسٍ: د، بنَواحِي أَفِريقِيَّةَ، فِي نَوَاحي الجَنُوبِ من بلادِ البَرْبَرِ، على شُعْبَةٍ من النِّيلِ، بيْنَهَا وبَيْنَ كُوكُو من السُّودانِ عَشْرُ مَراحِلَ، وَمِنْهَا أُمَّةٌ من صنْهَاجَةَ، بعْضُهُم مُسْلمون، وبعضُهم كُفّار، وأكثرُهم هَمَجٌ، نقَلَه ياقُوت، وذَكَره الصّاغَانِيّ فِي الَّتِي تَأْتِي بَعْدَها، وَقَالَ: إِنّه حِصْنٌ بِبِلَاد الرُّومِ، وقِيلَ: هُوَ من حَرّانَ. قلتُ: وقيلَ: من سُمَيْسَاطَ، كَانَت بِهِ وَقْعَةٌ لسَيْفِ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ، قَالَ أَبو فِرَاسٍ:
(وأَوْطَأَ حِصْنَيْ وَرْتَنِيسَ خُيُولَه ... وقَبْلَهُمَا لم يَقْرَعِ النَّجْمَ حافِرُ)
فَهَذَا مُسْتَدْرَكٌ علَى المُصَنِّف، رَحِمَه الله تَعَالَى. آمين.

جَوْبَاوي

جَوْبَاوي
من (ج و ب) نسبة إلى جوبا: الفرجة في السحاب أو الجبال والحفرة المستديرة الواسعة والفضاء الأملس والسهل بين أرضين والمكان الوطيء القليل الشجر والترس، ومدينة جنوب السودان.

النَّوْبُ

النَّوْبُ: نُزولُ الأَمْرِ،
كالنَّوْبَةِ، وجمعُ نائب، وما كان منكَ مَسيرَةَ يومٍ وليلةٍ، والقُوَّةُ، والقُرْبُ، وبالضمِّ: جيلٌ من السُّودان، والنَّحْلُ، واحِدُهُ: نائبٌ،
وة بِصَنْعَاءِ اليَمنِ.
والنَّوبةُ: الفُرْصةُ، والدَّوْلَةُ، والجماعةُ من الناسِ، وواحدَةُ النُّوَبِ، تقوْلُ: جاءَتْ نَوْبَتُكَ ونِيابَتُكَ، وبالضمِّ: بِلادٌ واسعةٌ للسُّودانِ بِجَنوبِ الصَّعيد، منها: بِلالٌ الحَبَشِيُّ. ونُوبةُ: صحابِيَّةٌ. وعبدُ الصمدِ بنُ أحمدَ النُّوبِيُّ، وهِبةُ الله بنُ أحمدَ بنِ نُوبَا النُّوبِيُّ: مُحَدِّثانِ.
ونابَ عنه نَوْباً ومَنَاباً: قامَ مَقَامَه. وأنَبْتُه عنه.
وناب إلى الله: تابَ،
كأنابَ. وناوَبَهُ: عاقَبَه.
والمَنابُ: الطريقُ إلى الماءِ.
والمُنيبُ: المَطَرُ الجَوْدُ، والحَسَنُ من الربيعِ، واسْمٌ، وماءٌ لضَبَّةَ.
وتَناوَبوا على الماءِ: تَقَاسَموه على حَصاةِ القَسْمِ.
وبيت نُوبى، كَطُوبى: د من فَلَسْطينَ.
وخَيْرٌ نائبٌ: كثيرٌ.
ونابَ: لَزِمَ الطاعةَ.
وانْتابَهُمْ انْتياباً: أتاهمْ مَرَّةً بعدَ أُخرى، وسَمَّوْا: مُنْتَاباً.

تَنَسُ

تَنَسُ:
بفتحتين والتخفيف، والسين مهملة قال أبو عبيد البكري: بين تنس والبحر ميلان، وهي آخر إفريقية مما يلي المغرب، بينها وبين وهران ثماني مراحل وإلى مليانة في جهة الجنوب أربعة أيام وإلى تيهرت خمس مراحل أو ستّ قال أبو عبيد: هي مدينة مسوّرة حصينة داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها، وبها مسجد جامع وأسواق كثيرة، وهي على نهر يأتيها من جبال على مسيرة يوم من جهة القبلة ويستدير بها من جهة الشرق ويصبّ في البحر وتسمى تنس الحديثة، وعلى البحر حصن ذكر أهل تنس أنه كان القديم المعمور قبل هذه الحديثة، وتنس الحديثة أسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس، منهم الكركدنّ وابن عائشة والصقر وصهيب وغيرهم، وذلك في سنة 262، وسكنها فريقان من أهل الأندلس: من أهل البيرة وأهل تدمير، وأصحاب تنس من ولد إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وكان هؤلاء البحريون من أهل الأندلس يشتون هناك إذا سافروا من الأندلس في مرسى على ساحل البحر فيجتمع إليهم بربر ذلك القطر ويرغبونهم في الانتقال إلى قلعة تنس ويسألونهم أن يتخذوها سوقا ويجعلوها سكنى، ووعدوهم بالعون وحسن المجاورة، فأجابوهم إلى ذلك وانتقلوا إلى القلعة وانتقل إليهم من جاورهم من أهل الأندلس، فلما دخل عليهم الربيع اعتلّوا واستوبؤوا الموضع، فركب البحريون من أهل الأندلس مراكبهم وأظهروا لمن بقي منهم أنهم يمتارون لهم ويعودون، فحينئذ نزلوا قرية بجاية ويغلبوا عليها، ولم يزل الباقون في تنس في تزايد ثروة وعدد، ودخل إليهم أهل سوق إبراهيم، وكانوا في أربعمائة بيت، فوسع لهم أهل تنس في منازلهم وشاركوهم في أموالهم وتعاونوا على البنيان واتخذوا الحصن الذي فيها اليوم، ولهم كيل يسمونه الصحفة، وهي ثمانية وأربعون قادوسا، والقادوس: ثلاثة أمداد بمد النبي، صلى الله عليه وسلم، ورطل اللحم بها سبع وستون أوقية، ورطل سائر الأشياء اثنتان وعشرون أوقية، ووزن قيراطهم ثلث درهم عدل بوزن قرطبة وقال سعد ابن أشكل التيهرتي في علته التي مات منها بتنس:
نأى النوم عني واضمحلّت عرى الصبر، ... وأصبحت عن دار الأحبّة في أسر
وأصبحت عن تيهرت في دار غربة، ... وأسلمني مرّ القضاء من القدر
إلى تنس دار النحوس، فإنها ... يساق إليها كلّ منتقص العمر
هو الدهر والسيّاف والماء حاكم، ... وطالعها المنحوس صمصامة الدهر
بلاد بها البرغوث يحمل راجلا، ... ويأوي إليها الذئب في زمن الحشر
ويرجف فيها القلب، في كل ساعة، ... بجيش من السودان يغلب بالوفر
ترى أهلها صرعى دوى أمّ ملدم، ... يروحون في سكر ويغدون في سكر
وقال غيره:
أيّها السائل عن أرض تنس، ... مقعد اللّؤم المصفّى والدّنس
بلدة لا ينزل القطر بها، ... والندى في أهلها حرف درس
فصحاء النطق في لا أبدا، ... وهم في نعم بكم خرس
فمتى يلمم بها جاهلها ... يرتحل عن أهلها، قبل الغلس
ماؤها، من قبح ما خصّت به، ... نجس يجري على ترب نجس
فمتى تلعن بلادا مرة، ... فاجعل اللعنة دأبا لتنس
وقال أبو الربيع سليمان الملياني: مدينة تنس خرّبها الماء وهدمها في حدود نيف وعشرين وستمائة، وقد تراجع إليها بعض أهلها ودخلها في تلك المدة، وهم ساكنون بين الخراب وقد نسبوا إلى تنس إبراهيم ابن عبد الرحمن التنسي، دخل الأندلس وسكن مدينة الزهراء، وسمع من أبي وهب بن مسرة الحجازي وأبي عليّ القالي، وكان في جامع الزهراء يفتي، ومات في صدر شوال سنة 307.
Expand

غَدَامِسُ

غَدَامِسُ:
بفتح أوله ويضم، وهي عجمية بربرية فيما أحسب: وهي مدينة بالمغرب ثم في جنوبيّه ضاربة في بلاد السودان بعد بلاد زافون، تدبغ فيها الجلود الغدامسية وهي من أجود الدباغ لا شيء فوقها في الجودة كأنها ثياب الخز في النعومة والإشراق، وفي وسطها عين أزليّة وعليها أثر بنيان عجيب روميّ يفيض الماء فيها ويقسمه أهل البلدة بأقساط معلومة لا يقدر أحد أن يأخذ أكثر من حقه وعليه يزرعون، وأهلها بربر يقال لهم تناوريّة.

إِفْرِيقِيَّة

إِفْرِيقِيَّة:
بكسر الهمزة: وهو اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس، والجزيرتان في شماليها، فصقلية منحرفة إلى الشرق والأندلس منحرفة عنها إلى جهة المغرب. وسميت إفريقية بإفريقيس بن أبرهة ابن الرائش، وقال أبو المنذر هشام بن محمد: هو إفريقيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وهو الذي اختطّها، وذكروا أنه لما غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير الماء، فأمر أن تبنى هناك مدينة فبنيت وسمّاها إفريقية، اشتقّ اسمها من اسمه ثم نقل إليها الناس ثم نسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة، ثم انصرف إلى اليمن، فقال بعض أصحابه:
سرنا إلى المغرب، في جحفل، ... بكلّ قرم أريحيّ همام
نسري مع افريقيس، ذاك الذي ... ساد بعزّ الملك أولاد سام
نخوض، بالفرسان، في مأقط ... يكثر فيه ضرب أيد وهام
فأضحت البربر في مقعص، ... نحوسهم بالمشرفيّ الحسام
في موقف، يبقى لنا ذكره ... ما غرّدت، في الأيك، ورق الحمام
وذكر أبو عبد الله القضاعي أن إفريقية سمّيت بفارق ابن بيصر بن حام بن نوح، عليه السلام، وأن أخاه مصر لما حاز لنفسه مصر حاز فارق إفريقية، وقد ذكرت ذلك متّسقا في أخبار مصر، قالوا: فلما اختطّ المسلمون القيروان خربت إفريقية وبقي اسمها على الصّقع جميعه، وقال أبو الريحان البيروتي إن أهل مصر يسمّون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب بلاد المغرب، ولذلك سمّيت بلاد إفريقية وما وراءها بلاد المغرب يعني أنها فرقت بين مصر والمغرب فسميت إفريقية لا أنها مسماة باسم عامرها، وحدّ إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والإسكندرية إلى بجاية، وقيل: إلى مليانة، فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف، وقال أبو عبيد البكري الأندلسي: حدّ إفريقية طولها من برقة شرقا إلى طنجة الخضراء غربا، وعرضها من البحر إلى الرمال التي في أول بلاد السودان، وهي جبال ورمال عظيمة متصلة من الشرق إلى الغرب، وفيه يصاد الفنك الجيد، وحدث رواة السير ان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كتب إلى عمرو بن العاص: لا تدخل إفريقية فإنها مفرّقة لأهلها غير متجمعة، ماؤها قاس ما شربه أحد من العالمين إلا قست قلوبهم، فلما افتتحت في أيام عثمان، رضي الله عنه، وشربوا ماءها قست قلوبهم فرجعوا إلى خليفتهم عثمان فقتلوه. وأما فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر أن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، ولّى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وأمره بفتح إفريقية، وأمدّه عثمان بجيش فيه معبد بن العباس بن عبد المطّلب، ومروان بن الحكم بن أبي العاص، وأخوه الحارث بن الحكم، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير ابن العوّام، والمسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب، وعبد الله وعاصم ابنا عمر بن الخطاب، وبسر بن أبي ارطاة العامري، وأبو ذؤيب الهذلي الشاعر، وذلك في سنة 29 وقيل: سنة 28، وقيل: 27، ففتحها عنوة وقتل بطريقها، وكان يملك ما بين أطرابلس إلى طنجة، وغنموا واستاقوا من السبي والمواشي ما قدروا عليه، فصالحهم عظماء إفريقية على ثلاثمائة قنطار من الذهب على أن يكفّ عنهم ويخرج من بلادهم، فقبل ذلك منهم، وقيل: إنه صالحهم على ألف ألف وخمسمائة ألف وعشرين ألف دينار، وهذا يدلّ على أن القنطار الواحد ثمانية آلاف وأربعمائة دينار، ورجع ابن أبي سرح إلى مصر ولم يولّ على إفريقية أحدا، فلما قتل عثمان، رضي الله عنه، عزل عليّ، رضي الله عنه، ابن أبي سرح عن مصر وولّى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر، فلم يوجّه إليها أحدا، فلما ولي معاوية بن أبي سفيان، وولى معاوية بن حديج السّكوني مصر، بعث في سنة 50 عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط الفهري، فغزاها وملكها المسلمون فاستقرّوا بها، واختطّ مدينة القيروان، كما نذكره في القيروان إن شاء الله تعالى، ولم تزل بعد ذلك في أيدي المسلمين، فوليها بعد عقبة بن نافع زهير بن قيس البلوي في سنة 69، فقتله الروم في أيام عبد الملك فوليها حسّان بن النعمان الغسّاني فعزل عنها، ووليها موسى بن نصير في أيام الوليد بن عبد الملك، ثم وليها محمد بن يزيد مولى قريش في أيام سليمان بن عبد الملك سنة 99، ثم وليها إسماعيل بن عبد الملك ابن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم من قبل عمر بن عبد العزيز، ثم وليها يزيد بن أبي مسلم مولى الحجّاج من قبل يزيد بن عبد الملك، ثم عزله وولّى بشر بن صفوان في أول سنة 103، ثم وليها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور السلمي، فقدمها في سنة 110 من قبل هشام بن عبد الملك، ثم عزله هشام وولّى مكانه عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول، ثم عزله هشام في سنة 123 وولى كلثوم ابن عياض القشيري فقتله البربر، فولّى هشام حنظلة ابن صفوان الكلبي في سنة 124، ثم قام عبد الرحمن ابن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وأخرج حنظلة عن إفريقية عنوة ووليها، وأثر بها آثارا حسنة، وغزا صقلية، وكان الأمر قد انتهى إلى مروان بن محمد فبعث إليه بعهده وأقرّه على أمره، وزالت دولة بني أميّة وعبد الرحمن أمير، وكتب إلى السفاح بطاعته، فلما ولي المنصور خلع طاعته، ثم قتله أخوه الياس بن حبيب غيلة في منزله وقام مقامه، ثم قتل الياس وولي حبيب بن عبد الرحمن فقتل، ثم تغلّب الخوارج حتى ولّى المنصور محمد.
ابن الأشعث الخزاعي فقدمها سنة 144، فجرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور، فولّى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عبّاد بن محرّث، وقيل: محارب بن سعد ابن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فقدمها في جمادى الآخرة سنة 148، وجرت له حروب قتل في آخرها في شعبان سنة 150، وبلغ المنصور فولّى مكانه عمرو بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلّب المعروف بهزارمرد، فقدمها في صفر سنة 151، وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة 154، فولّاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب فصلحت البلاد بقدومه، ولم يزل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي، ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 170 في أيام الرشيد، واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم، ثم ولّى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد، فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 174، فولّى الرشيد نصر بن حبيب المهلّبي، ثم عزله وولّى الفضل بن روح بن حاتم، فقدمها في المحرم سنة 177، فقتله الخوارج سنة 178، فكانت عدّة من ولي من آل المهلّب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة، ثم ولّى الرشيد هرثمة بن أعين فقدمها في سنة 179، ثم استعفى من ولايتها فأعفاه، وولّى محمد بن مقاتل العكّي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها، وولّى ابراهيم ابن الأغلب التميمي المقدم ذكره، فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 196، وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولي أخوه زيادة الله بن إبراهيم في سنة 201 في أول أيام المأمون، ومات في رجب سنة 223، ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن ابراهيم، ثم مات سنة 226، فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242، فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249، فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250، فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261، فولي أخوه إبراهيم بن أحمد، وكان حسن السيرة شهما، فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 289، فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة، فولي ابنه أبو نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم، فدخل ابو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر، وهو آخرهم، في سنة 296، فكانت مدّة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة، وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية، فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر، وانتقل إليها في سنة 362، واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407، ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكّين ابن زيري بن مناد الصّنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373، ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386، ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406، ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية، وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد، وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة، وذلك في سنة 435، وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلّط اليازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خرّبوها، ومات المعزّ في سنة 453، وقد ملك سبعا وأربعين سنة، ووليها ابنه تميم ابن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501، ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 509، ووليها ابنه عليّ بن يحيى إلى أن مات سنة 515، ووليها ابنه الحسن بن عليّ، وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن ابن عليّ، وملك الأفرنج بلاد إفريقية، وذلك في سنة 543، وانتقضت دولتهم، وقد ولي منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة، وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555، وولّى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه، ورتّب معه الحسن بن عليّ بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب، وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده، فهذا كاف من إفريقية وأمرها. وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم، منهم: أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها، وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية، سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر ابن سوادة، روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم، تكلّموا فيه، قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد، قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدّم إليّ طعاما ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثم قدّم إليّ زبيبا، ثم قال:
يا جارية عندك حلواء؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟
قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: عسى ربّكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون، قال: فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إليّ فقدمت عليه فدخلت، والربيع قائم على رأسه، فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية؟ قلت: أجل، قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيّئة وظلما فاشيا، وو الله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظّلم إلّا ورأيته في سلطانك، وكنت ظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلّما دنوت كان الأمر أعظم، أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدّمت إليّ طعاما ومريقة من حبوب لم يكن فيها لحم ثم قدّمت زبيبا، ثم قلت: يا جارية عندك حلواء؟
قالت: لا، قلت: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقيت ثم تلوت: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون؟ فقد والله أهلك عدوّك واستخلفك في الأرض، ما تعمل؟
قال: فنكّس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إليّ وقال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السّوق يجلب إليها ما ينفق فيها، فإن كان برّا أتوه ببرّهم وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم؟ فأطرق طويلا، فأومأ إليّ الربيع أن أخرج، فخرجت وما عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن سنة 156، وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك، جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها، وتوفي سنة 240، وقيل:
سنة 241.
Expand

بَحْرُ القُلْزُم

بَحْرُ القُلْزُم:
وهو أيضا شعبة من بحر الهند، أوله من بلاد البربر والسودان الذين ذكرنا في بحر الزنج وعدن ثم يمتد مغربا، وفي أقصاه مدينة القلزم قرب مصر، وبذلك سمّي بحر القلزم، ويسمى في كل موضع يمرّ به باسم ذلك الموضع، فعلى ساحله الجنوبي بلاد البربر والحبش، وعلى ساحله الشرقي بلاد العرب، فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد البربر ثم الزّيلع ثم الحبشة، ومنتهاه من هذه الجهة بلاد البجاء الذين قدّمنا ذكرهم، وعلى يمينه عدن ثم المندب، وهو مضيق في جبل كان في أرض اليمن يحول بين البحر وامتداده في أرض اليمن، فيقال:
ان بعض الملوك القدماء قدّ ذلك الجبل بالمعاول ليدخل منه خليجا صغيرا يهلك به بعض أعدائه، فقدّ من ذلك الجبل نحو رمية سهمين أو ثلاثة ثم أطلق البحر في أراضي اليمن فطفا ولم يمكن تداركه فأهلك أمما كثيرة واستولى على بلدان لا تحصى وصار بحرا عظيما، فهو يمرّ بساحله الشرقي على بلاد اليمن وجدّة والجار وينبع ومدين، مدينة شعيب النبي، عليه السلام، وأيلة الى القلزم في منتهاه، وهو الموضع الذي غرق فيه قوم فرعون وفرعون أيضا، وبين هذا الموضع وفسطاط مصر سبعة أيام، ثم يدور تلقاء الجنوب إلى القصير، وهو مرسى للمراكب مقابل قوص، بينهما خمسة أيام، ثم يدور في شبه الدائرة الى عيذاب وأرض البجاء ثم يتصل ببلاد الحبش، فإذا تخيّل الخليج الضارب إلى البصرة والخليج الداخل الى القلزم كانت جزيرة العرب بين الخليجين يحيطان بثلاثة أرباع بلاد العرب.

تقويم البلدان

تقويم البلدان
للملك، المؤيد، عماد الدين: إسماعيل بن الأفضل: علي الأيوبي، الشهير: بصاحب حماة.
المتوفى: سنة 723، اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
أوله: (الحمد لله حمدا يليق بجلاله... الخ).
ذكر فيه: أنه طالع الكتب المؤلفة في البلاد، فلم يجد فيها كتابا موفيا، لأن بعضا منهم: أطنب في صفات البلاد، كابن حوقل، غير أنه لم يضبط الأسماء، ولم يذكر الأطوال والعروض، فصار غالب ما ذكره مجهول الاسم، والبقعة، وكالشريف الإدريسي، وابن خرداذبه.
وإن الزيجات، والكتب المؤلفة في: الأطوال، والعروض، عرية عن تحقيق الأسامي، وعن ذكر الصفات.
وإن الكتب المؤلفة في تصحيح الأسماء، ككتاب (الأنساب) للسمعاني، و(المشترك) لياقوت، و(مزيل الارتياب)، و(كتاب الفيصل) اشتملت على: ضبط الأسماء، وتحقيقها، من غير تعرض إلى الأطوال والعروض، ومع الجهل بهما، يجهل سمت ذلك البلد.
فجمع في هذا الكتاب: ما تفرق في الكتب المذكورة، من غير أن يدعي الإحاطة بجميع البلاد، أو بغالبها.
قال: إن ذلك أمر لا مطمع فيه، فإن جميع الكتب في هذا الفن، لا يشتمل إلا على القليل، فإن إقليم الصين مع كثرة مدنه، لم يقع إلينا من أخباره إلا الشاذ النادر، ومع ذلك غير محقق، وكذلك إقليم الهند، فإن الذي وصل إلينا من أخباره مضطرب، وكذلك بلاد البرغال، والجركس، والروس، والسرب، والأولق، وبلاد الفرنج، من الخليج القسطنطيني، إلى البحر المحيط الغربي، فإنها ممالك عظيمة، متسعة إلى الغاية، ومع ذلك فإن أسماء مدنها، وأحوالها مجهولة عندنا، وكذلك بلاد السودان: في جهة الجنوب، فإنها أيضا: بلاد كثيرة الجنوس مختلفة، من: الحبش، والزنج، والنوبة، والتكرور، والزيلع... وغيرهم.
فإنه لم يقع إلينا من أخبار بلادهم إلا القليل النادر، لأن غالب كتب: (المسالك والممالك)، إنما حققوا بلاد الإسلام، ومع ذلك فلم يحصوها، ولكن العلم بالبعض خير من الجهل بالكل، فوضع هذا الكتاب مجدولا، على منوال: (تقويم الأبدان)، لابن جزلة.
وقدم ما يجب معرفته من ذكر الأرض، والأقاليم العرفية، والحقيقية، والبحار.
ثم ذكر: ستمائة وثلاثة وعشرين بلدا.
غير ما ذكره في هامشه.
مرتبا على: الأقاليم العرفية.
ثم إن المولى: محمد بن علي، الشهير: بسباهي زاده.
المتوفى: سنة 997، سبع وتسعين وتسعمائة.
رتبه على: الحروف المعجمة.
وأضاف إليه: ما التقطه من المصنفات، ليكون أخذه يسيرا، ونفعه كثيرا.
وسماه: (أوضح المسالك، إلى معرفة البلدان والممالك).
وأهداه إلى: السلطان: مراد خان الثالث.
فرغ عنه: في رجب، سنة 980، ثمانين وتسعمائة.
ثم نقله إلى التركية.
بنوع اختصار.
وأهداه إلى: الوزير: محمد باشا.
تقويم البلدان
للبلخي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.