Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): https://arabiclexicon.hawramani.com/?p=14852&book=37#8051fb
(لَمَعَ) اللَّامُ وَالْمِيمُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِضَاءَةِ الشَّيْءِ بِسُرْعَةٍ، ثُمَّ يُقَاسُ عَلَى ذَلِكَ مَا يَجْرِي مَجْرَاهُ. مِنْ ذَلِكَ: لَمَعَ الْبَرْقُ وَغَيْرُهُ، إِذَا أَضَاءَ، فَهُوَ لَامِعٌ. وَلَمَعَ السَّيْفُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. وَيُقَالُ لِلسَّرَابِ يَلْمَعُ. كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِحَرَكَتِهِ وَلَمَعَانِهِ. وَيُشَبَّهُ بِهِ الرَّجُلُ الْكَذَّابُ. قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذَا مَا شَكَوْتَ الْحُبَّ كَيْمَا تُثِيبَنِي ... بِوُدِّيَ قَالَتْ إِنَّمَا أَنْتَ يَلْمَعُ
وَيُقَالُ: أَلْمَعَتِ النَّاقَةُ، إِذَا رَفَعَتْ ذَنَبَهَا فَعُلِمَ أَنَّهَا لَاقِحٌ. قَالَ الْأَعْشَى:
مُلْمِعٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كُلُّ حَامِلٍ اسْوَدَّتْ حَلَمَةُ ثَدْيِهَا فَهِيَ مُلْمِعٌ. وَإِنَّمَا هَذَا أَنَّهُ يُسْتَدَلُّ بِذَلِكَ عَلَى حَمْلِهَا، فَكَأَنَّهَا قَدْ أَبَانَتْ عَنْ حَالِهَا، كَالشَّيْءِ اللَّامِعِ. وَاللِّمَاعُ: جَمْعُ لُمْعَةٍ، وَهِيَ الْبُقْعَةُ مِنَ الْكَلَأِ. وَيَقُولُونَ - وَلَيْسَ بِذَلِكَ الصَّحِيحِ - إِنَّ اللُّمْعَةَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَاللَّمَّاعَةُ: الْفَلَاةُ. قَالَ: وَلَمَّاعَةٍ مَا بِهَا مِنْ عَلَامٍ ... وَلَا أَمَرَاتٍ وَلَا نِهْيِ مَاءِ
وَاللَّمَّاعَةُ: الْعُقَابُ، لِأَنَّهَا تُلْمِعُ بِأَجْنِحَتِهَا. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: الْتَمَعْتُ الشَّيْءَ، إِذَا اخْتَلَسْتَهُ، فَمَحْمُولٌ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مِنَ الْخِفَّةِ وَالسُّرْعَةِ. وَكَذَلِكَ أَلْمَعَتْ بِهِ الْمَنِيَّةُ: ذَهَبَتْ بِهِ. وَالْأَلْمَعِيُّ: الرَّجُلُ الَّذِي يَظُنُّ الظَّنَّ فَلَا يَكَادُ يَكْذِبُ. وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ الْغَائِبَاتِ عَنْ عَيْنِهِ كَالَلامِعَةِ، فَهُوَ يَرَاهَا. قَالَ:
الْأَلْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ لَكَ الظَّ ... نَّ كَأَنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا.