متى كنا لامك مقتوينا * قال أبو عبيدة: قال رجل من بنى الحرماز: هذا رجل مقتوين، ورجلان مقتوين، ورجال مقتوين، كله سواء. وكذلك المؤنث، وهم الذين يعملون للناس بطعام بطونهم. قال سيبويه: سألوا الخليل عن مقتوى ومقتوين فقال: هو بمنزلة الاشعري والاشعرين. (*)
قتا: القَتْوُ: الخِدْمة. وقد قَتَوْتُ أَقْتُو قَتْواً ومَقْتًى أَي
خَدَمْت مثل غَزَوْت أَغْزُو غَزْواً ومَغْزًى، وقيل: القَتْو حُسْنُ خِدمة
الملوك، وقد قَتاهم. الليث: تقول هو يَقْتُو الملوك أَي يَخْدُمُهم؛
وأَنشد:
إِني امْرُؤٌ من بني خُزَيمَةَ، لا
أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ والخَبَبَا
قال الليث في هذا الباب: والمَقاتِيةُ هم الخُدَّام، والواحد
مَقْتَوِيٌّ، بفتح الميم وتشديد الياء كأَنه منسوب إِلى المَقْتَى، وهو مصدر، كما
قالوا ضَيْعةٌ عَجْزِيَّةٌ للتي لا تَفي غَلَّتها بخَراجها؛ قال ابن بري
شاهده قول الجعفي:
بَلِّغْ بني عُصَمٍ بأَني،
عن فُتاحَتِكُمْ، غَنيُّ
لا أُسْرَتي قَلَّتْ، ولا
حالي لحالِكَ مَقْتَوِيُّ
قال: ويجوز تخفيف ياء النسبة؛ قال عمرو بن كلثوم:
تُهَدِّدُنا وتُوعِدُنا، رُوَيْداً
مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا؟
وإِذا جمعت
(* قوله« وإذا جمعت إلخ» كذا بالأصل والتهذيب ايضاً.) بالنون
خففت الياء مَقْتَوُون، وفي الخفض والنصب مَقْتَوِين كما قالوا
أَشْعَرِينَ، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم. وقال شمر: المَقْتَوُون الخُدَّام،
واحدهم مَقْتَوِيّ؛ وأَنشد:
أَرَى عَمْرَو بن ضَمْرَةَ مَقْتَوِيّاً،
له في كلِّ عامٍ بَكْرتانِ
(* قوله« ابن ضمرة» كذا في الأصل، والذي في الاساس: ابن هودة، وفي
التهذيب: ابن صرمة.)
ويروى عن المفضل وأَبي زيد أَن أَبا عون الحِرْمازي قال: رجل
مَقْتَوِينٌ ورجلانِ مَقتوِينٌ ورجال مَقتوينٌ كله سواء، وكذلك المرأَة والنساء،
وهم الذين يخدمون الناس بطعام بطونهم. المحكم: والمَقْتَوون والمَقاتِوَةُ
والمَقاتِيةُ الخدام، واحدهم مَقْتَوِيٌّ. ويقال: مَقْتَوينٌ، وكذلك
المؤنث والاثنان والجمع؛ قال ابن جني: ليست الواو في هؤلاء مَقْتَوُون ورأَيت
مَقْتَوِين ومررت بمَقْتَوِين إِعراباً أَو دليل إِعراب، إِذ لو كانت
كذلك لوجب أَن يقال هؤُلاء مَقْتَوْنَ ورأَيت مَقْتَينَ ومررت بمَقْتَيْن،
ويجري مَجرى مُصْطَفَيْن. قال أَبو عليّ: جعله سيبويه بمنزلة
الأَشْعَرِيّ والأَشْعَرِين، قال: وكان القياس في هذا، إِذ حذفت ياء النسب منه، أَن
يقال مَقْتَوْن كما يقال في الأَعْلى الأَعْلَوْن إِلا أَن اللام صحت في
مَقْتَوِين، لتكون صحتها دلالة على إرادة النسب، ليعلم أَن هذا الجمع
المحذوف منه النسب بمنزلة المثبت فيه. قال سيبويه: وإِن شئت قلت جاؤوا به
على الأَصل كما قالوا مَقاتِوَةٌ، حدثنا بذلك أَبو الخطاب عن العرب، قال:
وليس العرب يعرف هذه الكلمة. قال: وإن شئت قلت هو بمنزلة مِذْرَوَيْنِ حيث
لم يكن له واحد يفرد. قال أَبو عليّ: وأَخبرني أَبو بكر عن أَبي العباس
عن أَبي عثمان قال لم أَسمع مثل مَقاتِوَة إِلاَّ حرفاً واحداً، أَخبرني
أَبو عبيدة أَنه سمعهم يقولون سَواسِوةٌ في سَواسِيةٍ ومعناه سواء؛ قال:
فأَما ما أَنشده أَبو الحسن عن الأَحول عن أَبي عبيدة:
تَبَدَّلْ خَلِيلاً بي كَشَكْلِك شَكْلُه،
فإِنِّي خَلِيلاً صالِحاً بك مُقْتَوِي
فإِن مُقْتَوٍ مُفْعَلِلٌ،، ونظيره مُرْعَوٍ، ونظيره من الصحيح المدغم
مُحْمَرّ ومُخْضَرٌّ، وأَصله مُقْتَوٌّ، ومثله رجل مُغْزَوٍ ومُغْزاوٍ،
وأَصلهما مُغْزَوٌّ ومُغْزاوٌّ، والفعل اغْزَوَّ يَغزاوّ
(* قوله« اغزوّ
يغزاوّ إلخ» كذا بالأصل والمحكم ولعله اغزوّ واغزاوّ)
كاحمرّ واحمارّ والكوفيون يصححون ويدغمون ولا يُعِلّون، والدليل على
فساد مذهبهم قول العرب ارْعَوَى ولم يقولوا ارْعَوَّ، فإِن قلت: بم انتصب
خليلاً ومُقْتَوٍ غير متعدّ؟ فالقول فيه أَنه انتصب بمضمر يدل عليه المظهر
كأَنه قال أَنا متخذ ومُستعدّ، أَلا ترى أَن من اتخذ خليلاً فقد اتخذه
واستعدّه؟ وقد جاء في الحديث: اقْتَوَى متعدّياً ولا نظير له، قال: وسئل
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته فقال:
إِن اقْتَوتْه فُرِّقَ بينهما، وإِن أَعتقته فهما على النكاح؛ اقتوته أَي
استخدَمَتْه. والقَتْوُ: الخِدْمة؛ قال الهروي: أَي استخدمته، وهذا شاذ
جدّاً لأَن هذا البناء غير متعد البتة، من الغريبين. قال أَبو الهيثم:
يقال قَتَوْتُ الرجل قَتْواً ومَقْتًى أَي خدمته، ثم نسبوا إِلى المَقْتَى
فقالوا رجل مَقْتَوِيٌّ، ثم خَففوا ياء النسبة فقالوا رجل مَقْتَوٍ ورجال
مَقْتَوُون، والأَصل مَقْتَوِيُون. ابن الأَعرابي: القَتْوةُ
النَّمِيمَة.