اللَّاتُ والعزّى صنمان، وأصل اللّات اللاه، فحذفوا منه الهاء، وأدخلوا التاء فيه، وأنّثوه تنبيها على قصوره عن الله تعالى، وجعلوه مختصّا بما يتقرّب به إلى الله تعالى في زعمهم، وقوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ
[ص/ 3] قال الفرّاء : تقديره: لا حين، والتاء زائدة فيه كما زيدت في ثمّت وربّت. وقال بعض البصريّين:
معناه ليس، وقال أبو بكر العلّاف : أصله ليس، فقلبت الياء ألفا وأبدل من السين تاء، كما قالوا: نات في ناس. وقال بعضهم: أصله لا، وزيد فيه تاء التأنيث تنبيها على الساعة أو المدّة ، كأنه قيل: ليست الساعة أو المدّة حين مناص.
لات1 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - أداة نفي تفيد المبالغة في النفي، وهي من الحروف المشبَّهة بليس، وتعمل عملها، بشرط أن يكون معمولاها اسمي زمان وأن يحذف أحدهما والغالب حذف اسمها " {وَلاَتَ حِيْنُ مَنَاصٍ} [ق]: التقدير: ولات حينُ مناصٍ كائنًا لهم- {وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ}: التقدير: ليس الحينُ حينَ مناص".
2 - حرف نفي غير عامل إذا وقع بعده غيرُ زمان "*يبغي جوارك حين لات مجير*".
لات2 [مفرد]
• اللاَّت: أحد الأصنام المشهورة في الجاهليّة أصله اللاتُّ فخُفِّف " {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} ".
لات: أَبو زيد في قوله: لاتَ حِينَ مَناصٍ، قال: التاء فيها صِلةٌ
والعرب تَصِلُ هذه التاء في كلامها وتَنْزِعُها؛ وأَنشد:
طَلَبُوا صُلْحَنا ولات أَوانٍ،
فأَجَبْنا أَنْ لَيسَ حِينَ بَقاءِ
قال: والأَصل فيها لا، والمعنى فيها لَيْسَ، والعرب تقول ما
أَسْتَطِيعُ وما أَسْطِيعُ، ويقولون ثُمَّتَ في موضع ثُمَّ، ورُبَّتَ في موضع
رُبَّ، ويا وَيْلَتنا ويا وَيْلَنا. وذكر أَبو الهيثم عن نَصْرٍ الرازي أَنه
قال في قولهم لاتَ هَنّا أي ليسَ حين ذلكَ، وإنما هُو لا هَنَّا، فأَنَّثَ
لا فقيل لاةَ ثم أُضيفَ فتحوَّلت الهاء تاء، كما أَنَّثوا رُبَّ رُبَّةَ
وثُمَّ ثُمَّتَ، قال: وهذا قول الكسائي. وقال الفراء: معنى ولاتَ حِينَ
مَناصٍ أَي ليس بِحِينِ فِرارٍ، وتَنْصِبُ بها لأَنها في معنى ليس؛
وأَنشد:
تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا
قال: ومن العرب من يَخْفِض بلاتَ؛ وأَنشد:
طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ
قال شمر: أَجمع علماء النحويين من الكوفيين والبصريين أَن أَصل هذه
التاء التي في لاتَ هاء، وُصِلَت بلا فقالوا لاةَ لغير معنى حادث، كما زادوا
في ثُم وثُمةَ ،لَزِمت، فلما ،صَلُوها جعلوها تاء.
العاطفون تحين لا من عاطفٍ ... والمُطْعِمونَ زمان لا من مُطعِمِ
ومن جعل الهاء في قوله العاطفون تحين صلةً في وَسَطِ الكلام، فقال: العاطفونَهْ فقد أخطأ إنّما هذا على السَّكْت.. ومن احتجّ ب لاتَ حِينَ مَناصٍ أنّ التّاء منفصلةٌ من حين فلا حُجّةَ فيه، لأنّهم قد كَتَبُوا اللاّم منفصلةً فيما لا ينبغي أن يفصل، كقوله [تعالى] : مالِ هذَا الْكِتابِ فاللاّم في لهذا منفصلة من هذا، وقد وصلوا في غير مَوْضع وَصْل فكتبوا: وَيْكَأَنه.. وربّما زادوا الحرف ونقصوا، وكذلك زادوا في قوله [تعالى] : أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ فالأيد القُوَة بلا ياء، والبصر العقل، وكذلك كتبوا في موضع آخر: داوُدَ ذَا الْأَيْدِ .