لو رزقنا الله عدل سلطانه، لأنام أنامه في ظل أمانه.
قيل: الأَنام: الخَلْق، وقيل: هو النَّاس خاصّة، والأول أَجودُ؛ لأن في الأرض غَيْرَ النَّاسِ من الخَلْق.
أنم: الأنامُ: ما ظهر على الأرض من جميع الخَلْق، ويجوز في الشِّعْر
الأَنِيمُ، وقال المفسرون في قوله عز وجل: والأرضَ وَضَعَها لِلأَنام؛ همُ
الجِنُّ والإنْس، قال: والدليلُ على ما قالوا أَنَّ الله تعالى قال
بعَقِبِ ذِكْره الأنامَ إلى قوله: والرَّيْحان فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما
تُكَذِّبان، ولم يَجْرِ للجنِّ ذِكْر قبلَ ذلك إنما ذَكَر الجانَّ بعده فقال:
خَلَق الإنْسانَ من صَلْصالٍ كالفَخَّار وخَلَق الجانَّ من مارجٍ من
نارٍ؛ والجِنُّ والإنسُ هُما الثَّقَلان، وقيل: جاز مُخاطَبَةُ الثَّقَلَيْن
قبل ذِكْرِهِما معاً لأنها ذكرا بِعَقِب الخِطاب؛ قال المُثَقَّب
العَبْدي:
فما أَدْرِي، إذا يَمَّمْتُ أَرْضاً
أُرِيدُ الخَيْرَ، أَيُّهما يَلِيني؟
أَأَلخَيْر الذي أنا أَبْتَغيهِ،
أمِ الشَّر الذي هو يَبْتَغِيني؟
فقال: أَيُهما ولم يَجْر للشرّ ذكر إلا بعد تَمام البيت.