مَلَلٌ:
بالتحريك، ولامين، بلفظ الملل من الملال:
وهو اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين، قال ابن السكيت في قول كثير:
سقيا لعزّة خلّة، سقيا لها ... إذ نحن بالهضبات من أملال!
قال: أراد ملل وهو منزل على طريق المدينة إلى مكة على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة. وملل: واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو مبتدأ ملك بني الحسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصبّ في إضم، وإضم واد يسيل حتى يفرغ في البحر، فأعلى إضم القناة التي تمرّ دوين المدينة، قال ابن الكلبي: لما صدر تبّع عن المدينة
يريد مكة بعد قتال أهلها نزل ملل وقد أعيا وملّ فسمّاها ملل، وقيل لكثير: لم سمي ملل مللا؟
فقال: ملّ المقام، وقيل: فالروحاء؟ قال:
لانفراجها وروحها، قيل: فالسقيا؟ قال: لأنهم سقوا بها عذبا، قيل: فالأبواء؟ قال: تبوأوا بها المنزل، قيل: فالجحفة؟ قال: جحفهم بها السيل، قيل:
فالعرج؟ قال: يعرج بها الطريق، قيل: فقديد؟
ففكر ساعة ثم قال: ذهب به سيله قدّا، وقيل:
إنما سمي ملل لأن الماشي إليه من المدينة لا يبلغه إلا بعد جهد وملل، قال أبو حنيفة الدينوري: الملل مكان مستو ينبت العرفط والسّيال والسّمر يكون نحوا من ميل أو فرسخ، وإذا أنبت العرفط وحده فهو وهط كما يقال، وإذا أنبت الطلح وحده فهو غول وجمعه غيلان، وإذا أنبت النّصيّ والصّلّيان وكان نحوا من ميلين قيل لمعة، وبين ملل والمدينة ليلتان، وفي أخبار نصيب: كانت بملل امرأة ينزل بها الناس فنزل بها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة فقال نصيب:
ألا حيّ قبل البين أمّ حبيب، ... وإن لم تكن منّا غدا بقريب
لئن لم يكن حبيّك حبّا صدقته ... فما أحد عندي إذا بحبيب
تهام أصابت قلبه ملليّة ... غريب الهوى، يا ويح كل غريب!
وقرأت في كتاب النوادر الممتعة لابن جني: أخبرني أبو الفتوح علي بن الحسين الكاتب، يعني الأصبهاني، عن أبي دلف هاشم بن محمد الخزاعي رفعه إلى رجل من أهل العراق أنه نزل مللا فسأله عنه فخبر باسمه، فقال: قبح الله الذي يقول على ملل:
يا لهف نفسي على ملل
أي شيء كان يتشوّق من هذه وإنما هي حرّة سوداء! قال: فقالت له صبية تلفظ النّوى: بأبي أنت وأمي إنه كان والله له بها شجن ليس لك!
بالتحريك، ولامين، بلفظ الملل من الملال:
وهو اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين، قال ابن السكيت في قول كثير:
سقيا لعزّة خلّة، سقيا لها ... إذ نحن بالهضبات من أملال!
قال: أراد ملل وهو منزل على طريق المدينة إلى مكة على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة. وملل: واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو مبتدأ ملك بني الحسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصبّ في إضم، وإضم واد يسيل حتى يفرغ في البحر، فأعلى إضم القناة التي تمرّ دوين المدينة، قال ابن الكلبي: لما صدر تبّع عن المدينة
يريد مكة بعد قتال أهلها نزل ملل وقد أعيا وملّ فسمّاها ملل، وقيل لكثير: لم سمي ملل مللا؟
فقال: ملّ المقام، وقيل: فالروحاء؟ قال:
لانفراجها وروحها، قيل: فالسقيا؟ قال: لأنهم سقوا بها عذبا، قيل: فالأبواء؟ قال: تبوأوا بها المنزل، قيل: فالجحفة؟ قال: جحفهم بها السيل، قيل:
فالعرج؟ قال: يعرج بها الطريق، قيل: فقديد؟
ففكر ساعة ثم قال: ذهب به سيله قدّا، وقيل:
إنما سمي ملل لأن الماشي إليه من المدينة لا يبلغه إلا بعد جهد وملل، قال أبو حنيفة الدينوري: الملل مكان مستو ينبت العرفط والسّيال والسّمر يكون نحوا من ميل أو فرسخ، وإذا أنبت العرفط وحده فهو وهط كما يقال، وإذا أنبت الطلح وحده فهو غول وجمعه غيلان، وإذا أنبت النّصيّ والصّلّيان وكان نحوا من ميلين قيل لمعة، وبين ملل والمدينة ليلتان، وفي أخبار نصيب: كانت بملل امرأة ينزل بها الناس فنزل بها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة فقال نصيب:
ألا حيّ قبل البين أمّ حبيب، ... وإن لم تكن منّا غدا بقريب
لئن لم يكن حبيّك حبّا صدقته ... فما أحد عندي إذا بحبيب
تهام أصابت قلبه ملليّة ... غريب الهوى، يا ويح كل غريب!
وقرأت في كتاب النوادر الممتعة لابن جني: أخبرني أبو الفتوح علي بن الحسين الكاتب، يعني الأصبهاني، عن أبي دلف هاشم بن محمد الخزاعي رفعه إلى رجل من أهل العراق أنه نزل مللا فسأله عنه فخبر باسمه، فقال: قبح الله الذي يقول على ملل:
يا لهف نفسي على ملل
أي شيء كان يتشوّق من هذه وإنما هي حرّة سوداء! قال: فقالت له صبية تلفظ النّوى: بأبي أنت وأمي إنه كان والله له بها شجن ليس لك!