فلَان حظوا مَشى رويدا
وقال الحَرْبِىُّ: إنما أَعرِفها بالطَّاء غير مُعجَمة، وأَمَّا بالظَّاء، فهو لا وَجه لَه. وقال غَيرُه: يَجُوز أن يَكُون من الحَظْوة، وهو السَّهْم الصَّغِير الذي لا نَصْل له. وقيل: كُلُّ قَضِيب نابتٍ في أَصل فهو خِظْوة، وفيه ثَلاثُ لُغات: فَتْحُ الحَاءِ، وضَمُّها، وكَسرُها. والجمع حَظَوات، فَعلَى هذا حَظَاه: ضَرَبه بالحَظْوة. كما يُقال: عَصَاه: ضَربَه بالعَصَا إن حُفِظ لَفظُه. وفي المَثَل: "إِحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمان" : أي من فَعَلاتِه.
- في حَدِيثِ عائِشةَ، رَضَى الله عنها: "تَزوَّجَنِى في شَوَّال، وبَنَى بِى في شَوَّال، فأَىُّ نِسائِه كان أَحظَى مِنِّى"؟
: أي أَقربَ مَنزِلةً. ويقال: له حُظْوة وحِظْوَة وحِظَة، والفِعلُ منه حَظِى فهو حَظٍ، والمرأة حَظِيَّة، وللمُبالَغَة حَظِىٌّ، وحَظِيَة، بتَخْفِيف الظَّاء، وليس من الحَظِّ في شَىْء.
حظا: الحُظْوَة والحِظْوَة والحِظَة: المَكانة والمَنزِلة للرجل من ذِي
سُلْطان ونحوه، وجمعه حُظاً وحِظاءٌ، وفي حَظِيَ عنده يَحْظَى حِظْوَة.
ورجُل حَظِيٌّ إذا كان ذا حُظْوة ومَنْزِلة، وقد حَظِيَ عند الأَمير
واحْتَظى به بمعنى. وحَظِيَت المرأَة عند زوجها حُظْوة وحِظْوة، بالضم والكسر،
وحِظَةً أَيضاً وحَظِيَ هو عندَها، وامرأَة حَظِيَّة وهي حَظِيّتي
وإحْدَى حَظَايايَ. وفي المثل: إلاَّ حَظِيَّةً
(* قوله «وفي المثل إلا حظية
إلى قوله على التفسير الأول» هذه عبارة المحكم بالحرف). فلا أَلِيَّةً أَي
إلاَّ تكُنْ مِمَّن يَحْظَى عنده فإنِّي غيرُ أَلِيَّةٍ؛ قال سيبويه:
ولو عَنَت بالحَظِيَّةِ نفسَها لم يكن إلاَّ نَصْباً إذا جعلت الحَظِيَّة
على التفسير الأَول، وقيل في المثل: إلاَّ حَظِيَّةً فلا أَلِيَّةً؛ تقول:
إنْ أَخْطَأَتْكَ الحُظْوة فيما تَطْلُب فلا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّد إلى
الناس لعلك تُدْرِكُ بعض ما تريد، وأَصله في المرأَة تَصْلَف عند زوجها؛
وفي التهذيب: هذا المثل من أَمثال النساء، تقول: إن لم أَحْظَ عند زوجي
فلا آلُوا فيما يُحْظِيني عندَه بانتهائي إلى ما يَهْواه. ويقال: هي
الحِظْوَة والحُظْوَة والحِظَة؛ قال:
هَلْ هِيَ إلاَّ حِظَة أو تَطْلِيقْ،
أَو صَلَفٌ مِنْ دون ذاك تَعْلِيقْ،
قَدْ وجَبَ المَهْرُ إذا غابَ الحُوقْ
وفي المثل: حَظِيِّينَ بَنَاتٍ صَلِفِينَ كَنَّاتٍ؛ يضرب للرجل عند
الحاجة يطلبها يصيب بعضها ويَعْسُر عليه بعض. أَبو زيد: يقال إنه لَذُو
حُظْوة فيهن وعندهن، ولا يقال ذلك إلا فيما بين الرجال والنساء. وفي حديث
عائشة، رضوان الله عليها: تَزَوَّجَنِي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وفي
شَوَّال وبَنَى بِي في شَوَّال فأَيُّ نِسائهِ أَحْظَى مِنِّي أَي أَقرب
إليه مني وأَسعد به. يقال: حَظِيت المرأَة عند زوجها تحظَى حِظْوة
وحُظْوة، بالكسر والضم، أَي سَعِدت ودنَت من قلبه وأَحَبَّها. ويقال: إنه لَذو
حَظٍّ في العلم. أَبو زيد: وأَحْظَيْتُ فلاناً على فلان، من الحُظْوة
والتفضيل، أَي فضَّلته عليه.
ابن بُزُرْج: واحد الأَحاظِي أَحْظاءٌ
(* قوله «ابن بزرج واحد الأحاظي
أحظاء إلخ» هي عبارة التهذيب بالحرف، وما نقله ابن الأنباري هو الموافق
لما في القاموس والتكملة)، وواحد الأَحْظاءِ حِظىً، منقوص، قال: وأَصلُ
الحِظَى الحَظُّ. وقال ابن الأَنباري: الحِظَى الحُظْوة، وجمع الحِظَى
أَحْظٍ ثم أَحاظٍ. ورجل له حُظْوة وحِظْوة وحِظَة أَي حَظٌّ من الرزق.
والحَظْوة والحُظْوة: سهم صغير قدرُ ذراع، وقيل: الحَظْوة سهم صغير يلعب به
الصبيان، وإذا لم يكن فيه نَصْل فهو حُظَيَّة، بالتصغير. وفي المثل: إحدَى
حُظَيَّاتِ لُقْمَان، وهو لُقْمانُ بن عادٍ وحُظَيَّاتُه سهامه ومَرَاميه؛
يضرب لمن عُرِفَ بالشَّرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ؛ وقال الأَزهري:
حُظَيَّات تصغير حَظَوات، واحدتها حَظْوة، ومعنى المثل إحْدى دواهيه ومَرَاميه.
وقال أَبو عبيد: إذا عُرِف الرجل بالشَّرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ قيل إحدى
حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ أَي أَنَّها من فَعَلاته، وأَصْل الحُظَيَّاتِ
المَرامي، واحدتها حُظَيَّة ومُكَبَّرها حَظْوة، وهي التي لا نَصْل لها من
المرامي؛ وقال الكميت:
أَرَهْطَ امْرِئِ القَيْس، اعْبَؤُوا حَظَواتِكُمْ
لِحَيٍّ سِوانا، قَبْلَ قاصمةَ الصُّلْبِ
والحَظْوة من المَرامي: الذي لا قُذَذَ له، وجمع الحَظْوة حَظَوات
وحِظاءٌ، بالمد؛ أَنشد ابن بري:
إلى ضُمَّرٍ زُرْقٍ كأَنَّ عُيونَها
حظَاءُ غُلامٍ لَيْس يُخْطِين مُهْرَأَ
(* قوله: ليس يخطين مُهْرأ؛ هكذا في الأصل).
ابن سيده: الحَظْوة كل قضيب نابت في أَصل شجرة لم يَشْتَدَّ بعدُ،
والجمع من كل ذلك حِظَاءٌ، ممدود، ويقال للسَّرْوة حَظْوة وثَلاثُ حِظاءٍ؛
وقال غيره: هي السِّروة، بكسر السين. ابن الأَثير: وفي حديث موسى ابن طلحة
قال: دخل عليّ طلحة وأَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النعلَ فَحَظَانِي بها
حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَدٍ أَي ضربني، قال: هكذا رُوِيَ بالظاء المعجمة، وقال
الحربي: إنما أَعْرِفُها بالطاء المهملة، فأَما المعجمة فلا وجه له؛ وقال
غيره: يجوز أَن يكون من الحَظْوة بالفتح، وهو السهم الصغير الذي لا نصل
له، وقيل: كل قضيب نابت في أَصل فهو حَظْوة، فإن كانت اللفظة محفوظة فيكون
قد استعار القضيب أَو السهم للنعل. يقال: حَظَاه بالحَظْوة إذا ضربه بها
كما يقال عَصاه بالعَصَا.
وحُظَيٌّ: اسمُ رجل إن جَعَلته من الِحُظْوة، وإن كان مرتجلاً غير مشتق
فحكمه الياء. ويقال: حَنْظَى بِهِ، لغة في عَنْظَى بِهِ إذا نَدَّد به
وأَسْمَعه المكروه. والحَظَى: القَمْلُ، واحدتُها حَظَاةٌ.
ابن سيده: وحُظَيٌّ اسم رَجُل؛ عن ابن دريد، وقد يجوز أَن تكون هذه
الياء واواً على أَنه ترخيم مُحْظٍ أَي مفَضِّل لأَن ذلك من الحُظْوَة.