الْإِبِل وَبهَا حداء سَاقهَا وحثها على السّير بالحداء وَفُلَانًا على كَذَا بَعثه عَلَيْهِ وَالشَّيْء حدوا تبعه يُقَال لَا أفعل ذَلِك مَا حدا اللَّيْل النَّهَار أبدا وَالشَّيْء حدوا تَعَمّده وتحراه
حدواء جاءت من بلاد الطور * ولا يقال للمذكر أحدى. وربما قيل للحمار إذا قدم آتنه حاد. قال ذو الرمة:
حادى ثلاث من الحقب السماحيج * وتحديث فلاناً، إذا باريْتُهُ في فعلٍ ونازعْتَه الغَلَبَةَ. يقال: أنا حُدَيَّاكَ، أي ابْرُزْ لي وحدك. قال عمرو بن كلثوم: حديا للناس كُلِّهِمِ جميعاً * مُقارعةً بَنيهمْ عن بَنينا وقولهم: حادي عشر: مقلوبٌ من واحد، لان تقدير واحد فاعل، فأخر الفاء وهو الواو فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وقدم العين فصار تقديره عالف. (*)
حدا: حَدَا الإِبِلَ وحَدَا بِها يَحْدُو حَدْواً وحُِدَاءً، ممدود:
زَجَرَها خَلْفَها وساقَها. وتَحادَتْ هي: حَدَا بعضُها بعضاً؛ قال ساعدة بن
جؤية:
أَرِقْتُ له حتَّى إِذا ما عُرُوضُه
تَحادَتْ وهاجَتْها بُرُوق تُطِيرُها
ورجلٌ حادٍ وحَدَّاءٌ؛ قال:
وكانَ حَدَّاءً قُراقِرِياً
الجوهري: الحَدْوُ سَوْقُ الإِبِل والغِناء لها. ويقال للشَّمالِ
حَدْواءُ لأَنها تَحْدُو السحابَ أَي تَسوقُه؛ قال العجاج:
حَدْواءُ جاءتْ من جبالِ الطُّورِ
تُزْجِي أَراعِيلَ الجَهَامِ الخُورِ
وبينهم أُحْدِيّة وأُحْدُوَّة أَي نوع من الحُدَاء يحْدُونَ به؛ عن
اللحياني. وحَدَا الشيءَ يَحْدُوه حَدْواً واحْتَدَاه: تبعه؛ الأَخيرة عن
أَبي حنيفة؛ وأَنشد:
حتى احتَدَاه سَنَنَ الدَّبُورِ
وحَدِيَ بالمكان حَداً: لزمه فلم يَبْرَحْه. أَبو عمرو: الحَادِي
المتعمد للشيء. يقال: حَدَاه وتَحَدَّاه وتَحَرَّاه بمعنى واحد، قال: ومنه قول
مجاهد: كنتُ أَتَحَدَّى القُرَّاءَ فأَقْرَأُ أَي أَتعَمَّدهم.
وهو حُدَيَّا الناسِ أَي يَتَحَدَّاهم ويَتَعَمَّدهم. الجوهري:
تَحَدَّيْتُ فلاناً إِذا بارَيْته في فعل ونازَعْته الغَلَبةَ. ابن سيده:
وتحَدَّى الرجلَ تعمَّدَه، وتَحَدَّاه: باراه ونَازَعه الغَلَبَةَ، وهي
الحُدَيَّا. وأَنا حُدَيَّاك في هذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي فيه؛ قال عمرو بن
كلثوم:
حُدَيَّا الناسِ كلِّهِمِ جَمِيعاً،
مُقارَعَةً بَنِيهمْ عن بَنِينَا
وفي التهذيب تقول: أَنا حُدَيَّاكَ بهذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي وَحْدك
وجارِنِي؛ وأَنشد:
حَدَيَّا الناسِ كُلِّهِمُو جَميعاً
لِنَغْلِبَ في الخُطُوب الأَوَّلِينَا
وحُدَيَّا الناس: واحدُهم؛ عن كراع. الأَزهري: يقال لا يقوم
(* قوله «لا
يقوم إلخ» هذه عبارة التهذيب والتكملة، وتمامها: يقول لا يقوم به إلا
كريم الآباء والأمهات من الرجال والإبل). بهذا الأَمر إِلا ابن إِحْدَاهما،
وربما قيل للحمار إِذا قَدَّمَ آتُنَه حادٍ. وحَدَا العَيْرُ أُتُنَه
أَي تبعها؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّه حينَ يرمِي خَلْفَهُنَّ بِه
حَادِي ثَلاثٍ منَ الحُقْبِ السَّماحِيجِ
(* قوله «حادي ثلاث» كذا في الصحاح، وقال في التكملة: الرواية حادي ثمان
لا غير).
التهذيب: يقال للعَيْرِ حَادِي ثَلاثٍ وحَادِي ثَمَانٍ إِذا قَدَّم
أَمامَه عِدَّة من أُتُنِهِ. وحَدَا الريشُ السَّهم: تبعه.
والحَوادِي: الأَرْجُل لأَنها تتلو الأَيدي؛ قال:
طِوالُ الأَيادي والحَوادِي، كأَنَّها
سَمَاحِيجُ قُبٌّ طارَ عَنْها نُسالُها
ولا أَفْعَله ما حَدَا الليلُ النهارَ أَي ما تبعه.
التهذيب: الهَوَادِي أَوَّلُ كلِّ شيءٍ، والحَوادِي أَواخِرُ كلِّ شيءٍ.
وروى الأَصمعي قال: يقال لَكَ هُدَيَّا هذا وحُدَيَّا هذا وشَرْوَاه
وشَكلُه كُلُّه واحِد.
الجوهري: قولهم حادِي عَشَر مقلوب من واحد لأَن تقديرَ واحدٍ فاعلٌ
فأَخَّروا الفاء، وهي الواو، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وقدم العين فصار
تقديره عالف.
وفي حديث ابن عباس: لا بَأْسَ بِقَتْلِ الحِدَوْ والأَفْعَوْ؛ هي لغة في
الوقف على ما آخره أَلف، تقلب الأَلف واواً، ومنهم من يقلبها ياء، يخفف
ويشدد. والحِدَوُ: هو الحِدَأُ، جمع حِدَأَةٍ وهي الطائر المعروف، فلما
سكن الهمز للوقف صارت أَلفاً فقلبها واواً؛ ومنه حديث لقمان: إِنْ أَرَ
مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّعُ أَي تَخْتَطِفُ الشيءَ في انْقِضاضِها، وقد
أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقف فقَلَب وشدَّد، وقيل: أَهلُ مكة يسمُّون
الحِدَأَ حِدَوّاً بالتشديد. وفي حديث الدعاء: تَحْدُوني عليها خَلَّةٌ
واحِدَةٌ أَي تبعَثُني وتَسُوقُني عليها خَصْلة واحدة، وهو من حَدْوِ الإِبل
فإِنه من أَكبر الأَشياء على سَوْقِها وبَعْثها.
وبَنُو حادٍ: قبيلة من العرب. وحَدْواء: موضع بنجد. وحَدَوْدَى: موضع.