الظِّمْءُ: ما بين الشّربتين، والظَّمَأُ: العطش الذي يعرض من ذلك. يقال: ظَمِئَ يَظْمَأُ فهو ظَمْآَنُ. قال تعالى: لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى
[طه/ 119] ، وقال: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً
[النور/ 39] .
هو ظمآن، وهي ظمأى وهم وهنّ ظماء، وقد ظميء ظماً وظماءة وظماء، وظمأته وأظمأته: عطشته. ومازلت أتظمأ اليوم وأتلوح وأتصدّى: أتصبّر على العطش: وكان ظمء هذه الإبل ربعاً فزدنا في ظمئها. " وأقصر من ظمء الحمار ". وتم ظمؤه وهو ما بين السقيتين، والخمس شر الأظماء.
ومن المجاز: أنا ظمآن إلى لقائك. ووجه ظمآن: معروق وهو مدح، ونقيضه: وجه ريان وهو مذموم. ومفاصل ظماء: صلاب لا رهل فيها. قال زهير:
وإن مالاً لوعث خازمته ... بألواح مفاصلها ظماء
وفرس مظمّأ: مضمر. قال أبو النجم:
نطويه والطيّ الرفيق يجدله ... نظميء الشحم ولسنا نهزله
: أي لا تَعْطَش، وقد ظَمِىء ظَمَاءَةً فهو ظَمْآن وظَمِىءٌ، وهي ظَمْأَى وظَمِئة، ورِجالٌ ونِساءٌ ظِمَاء.
- وفي حَديث بَعضِهم: "حِينَ لم يَبْقَ من عُمْرِى إلا ظِمْءُ حِمارٍ"
: أي يَسِير، والظِّمْءُ: ما بين السَّقْيَتَينْ والشَّرْبَتَينْ. وظِمْءُ الحَياةِ: من وَقْتِ الوِلادةِ إلى وَقْتِ المَوْتِ. والحِمارُ أَقلُّ الدَّوابِّ صَبْرا عن الماء.
- في حَديث مُعاذٍ، - رضي الله عنه -: "لا يُخْرَجُ منها ما أُعْطِىَ نَشْرُها عُشْرَ المَظْمِىّ ورُبْعَ المَسْقَوِىِّ"
المَظْمِىُّ: أصله المَظْمَئِى - تَركَ الهَمزةَ - وهو الذي تَسْقِيه السَّماءُ، والمَسْقَوِى: الذي يُسْقَى بالسَّيْحِ .
(إِلَيْكُم ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ ... نوازِعُ من قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُ)
اسْتَعارَ الظَّمَأُ للنّوازِع وإِنْ لم تَكُنْ أَشخاصًا ورَجُلٌ مِظْماءٌ مِعْطاشٌ عن اللِّحْيانِيِّ وظَمِئَ إلى لِقائِه اشْتاقَ وأَصْلُه من ذلك والاسمُ من كُلِّ ذلك الظِّمْءُ والظِّمْءُ ما بَيْنَ الشُّرْبَيْنِ والجَمْعُ أَظْماءٌ قال غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ
(مُقْفًى عَلَى الحَيِّ قَصِيرَ الأَظْماء ... )
وظِمْءُ الحَياةِ ما بينَ سُقُوطِ الوَلَدِ إلى وَقْتِ مَوْتِه والمَظْمَأُ مَوْضِعُ الظَّمَأ من الأَرْضِ قالَ الشّاعِرُ
(وخَرْقٍ مَهارِقَ ذِي لُهْلُهٍ ... أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُه)
أجَدَّ جَدَّد ووجْهُ ظَمْآن قَلِيلُ اللَّحْمِ لَزِقَتْ جِلْدَتُه بعَظْمِه وقَلَّ ماؤُه وهُوَ خِلافُ الرَّيّانِ قالَ المُخَبَّلُ (وتُرِيكَ وَجْهًا كالصَّحِيفَةِ لا ... ظَمْآنُ مُخْتَلَجٌ ولا جَهْمُ)
وعَيْنٌ ظَمْأَى رَقِيقَةُ الجَفْنِ
ظمِئَ يَظمَأ، ظَمَأً، فهو ظامِئ وظمآنُ/ ظمآنٌ وظَمِئ
• ظمِئَ الشَّخصُ: عطش، اشتدَّ عطشُه "ظمِئ الجنديُّ أثناء التدريب- أروى ظمأَه- {لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} - {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} " ° ظمِئَ إلى أَهْله: اشتاق إليهم.
أظمأَ يُظْمِئ، إظماءً، فهو مُظْمِئ، والمفعول مُظْمَأ
• أظمأه السَّيرُ الطَّويلُ: عطَّشه "أظمأه المجهودُ الشاقّ- أهمل الفلاَّحُ سقاية أرضه فأظمأها".
ظمَّأَ يُظمِّئ، تظمئةً، فهو مُظَمِّئ، والمفعول مُظَمَّأ
• ظمَّأه التَّدريبُ الشَّاقّ: أظمأَه، عَطّشَه "ظمّأه الجوُّ الحارُّ- طعام مُظمِّئ".
تظمئة [مفرد]: مصدر ظمَّأَ.
ظَمَأ [مفرد]: مصدر ظمِئَ ° أطفأ ظمأَه: أزال عطشَه، ارتوى.
ظمِئ [مفرد]: ج ظمِئون وظِماء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظمِئَ: ظمآن.
ظَمْآنُ/ ظَمْآنٌ [مفرد]: ج ظِماء، مؤ ظمأى/ ظمآنة،
ج مؤ ظِماء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظمِئَ: عطشان ° أنا ظمآن إلى لقائك: مشتاق لذلك- ريحٌ ظمْأى: حارَّة ليس فيها ندى- ساق ظَمْأى: قليلة اللحم- عين ظمأى: دقيقة الجفن- وَجْهٌ ظمآن: قليل اللَّحم، لزِقَتْ جلدتُه بعظمه.
ظمأ: الظَّمَأُّ: العَطَشُ. وقيل: هو أَخَفُّه وأَيْسَرُه. وقال الزجاج:
هو أَشدُّه. والظَّمْآن: العَطْشانُ. وقد ظمِئَ فلان يَظْمَأُ ظَمَأً
وظَماءً وظَماءة إِذا اشتدَّ عَطَشُه. ويقال ظَمِئْتُ أَظْمَأُ ظَمْأً
فأَنا ظامٍ وقوم ظِماءٌ. وفي التنزيل: لا يُصِيبُهم ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ. وهو ظَمِئٌ وظَمْآنُ والأُنثى ظَمْأَى وقوم ظِماءٌ أَي عِطاشٌ. قال
الكميت:
إِلَيْكُم ذَوي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ * نَوازِعُ، من قَلْبِي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ
استعار الظِّماء للنَّوازِعِ، وإِن لم تكن أَشخاصاً. وأَظْمَأْتُه:
أَعْطَشْتُه. وكذلك التَّظْمِئةُ.
ورجل مِظْماءٌ مِعطاشٌ، عن اللحياني. التهذيب: رجل ظَمْآنُ وامرأَة ظَمْأَى لا ينصرفان، نكرة ولا معرفة. وظَمِئَ إِلى لِقائه: اشْتاقَ، وأَصله ذلك. والاسم من جميع ذلك: الظِّمْءُ، بالكسر. والظِّمْءُ: ما بين الشُّرْبَيْنِ والوِرْدَيْن، زاد غيره: في وِرْد الإِبل، وهو حَبْسُ الإِبل عن الماءِ إِلى غاية الوِرْد. والجمع: أَظْماءٌ. قال غَيْلان الرَّبَعِي:
مُقْفاً على الحَيِّ قَصير الأَظْماءْ
وظِمْءُ الحَياةِ: ما بين سُقُوط الولد إِلى وقت مَوْتِه. وقولهم: ما
بَقِيَ منه إلاَّ قَدْرُ ظِمْءِ الحِمار أَي لم يبق من عُمُره إِلاَّ
اليسيرُ. يقال: إِنه ليس شيءٌ من الدوابِّ أَقْصَرَ ظِمْأً من الحِمار، وهو أَقل الدوابّ صَبْراً عن العَطَش، يَرِدُ الماءَ كل يوم في الصيف مرتين. وفي حَدِيث بعضهم: حين لم يَبْقَ من عُمُري إِلاَّ ظِمْءُ حِمار أَي شيءٌ يسير. وأَقصَرُ الأَظْماءِ: الغِبُّ، وذلك أَن تَرِدَ الإِبلُ يوماً وتَصْدُرَ، فتكون في المرعى يوماً وتَرِدُ اليوم الثالث، وما بين شَرْبَتَيْها ظِمْءٌ، طال أَو قَصُر.
والـمَظْمَأُ: موضع الظَّمإِ من الأَرض. قال الشاعر:
وخَرْقٍ مَهارِقَ، ذِي لُهْلُهٍ، * أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ
أَجدَّ: جَدَّد. وفي حديث مُعاذ: وإِن كان نَشْر أَرض يُسْلِمُ عليها
صاحِبُها فإِنه يُخْرَجُ منها ما أُعْطِيَ نَشرُها رُبعَ المَسْقَوِيِّ
وعُشْرَ المَظْمئيِّ. المَظْمَئِيُّ: الذي تُسْقِيه السماءُ، والمَسْقَوِيُّ:
الذي يُسْقَى بالسَّيْح، وهما منسوبان إِلى المَظْمإِ
والمَسْقَى، مصدري أَسْقى وأَظْمَأَ.
قال ابن الأَثير: وقال أَبو موسى: المَظْمِيُّ أَصله المَظْمَئِيُّ فترك
همزه، يعني في الرواية.
وذكره الجوهري في المعتل ولم يذكره في الهمز ولا تعرَّض إِلى ذكر تخفيفه،ة وسنذكره في المعتل أَيضاً. ووجه ظَمْآنُ: قليلُ اللحم لَزِقت جِلْدَتُه بعظمه، وقَلَّ ماؤُه، وهو خِلاف الرَّيَّان. قال المخبل:
وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفة لا * ظَمْآنُ مُخْتَلَجٌ، ولا جَهْمُ
وساقٌ ظَمْأَى: مُعْتَرِقةُ اللحم. وعَيْنٌ ظَمْأَى: رقيقة الجَفْن. قال
الأَصمعي: ريح ظَمْأَى إِذا كانت حارَّةً ليس فيها نَدى. قال ذو الرمة يصف السَّرابَ:
يَجْرِي، فَيَرْقُد أَحْياناً، ويَطْرُدُه * نَكْباءُ ظَمْأَى، من القَيْظِيَّةِ الهُوجِ
الجوهري في الصحاح: ويقال للفرس إِن فُصُوصَه لَظِماءٌ أَي ليست برَهْلةٍ كثيرةِ اللحم. فَردَّ عليه الشيخ أَبو محمد بن بري ذلك، وقال: ظِماءٌ ههنا من باب المعتل اللام، وليس من المهموز، بدليل قولهم: ساقٌ ظَمْياءُ
أَي قَلِيلةُ اللحم. ولما قال أَبو الطيب قصيدته التي منها:
في سَرْجِ ظامِيةِ الفُصوصِ، طِمِرَّةٍ، * يأْبَى تَفَرُّدُها لها التَّمْثِيلا
كان يقول: إِنما قلت ظامية بالياءِ من غير همز لأَني أَردتُ أَنها ليست برهلة كثيرة اللحم. ومن هذا قولهم: رُمْح أَظْمَى وشَفةٌ ظَمْياءُ.
التهذيب: ويقال للفرس إِذا كان مُعَرَّقَ الشَّوَى إِنَّهُ لأَظْمَى الشَّوَى، وإِنَّ فُصوصَه لَظِماءٌ إِذا لم يكن فيها رَهَلٌ، وكانت مُتَوتِّرةً، ويُحمَدُ ذلك فيها، والأَصل فيها الهَمز. ومنه قول الراجز يصف فرساً، أَنشده ابن السكيت:
يُنْجِيه، مِن مِثْلِ حَمامِ الأَغْلالْ،
وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلالْ
ظَمْأَى النَّسا مِنْ تَحْتُ رَيَّا مِنْ عالْ
فجعل قَوائِمَه ظِماءً. وسَراةٌ رَيَّا أَي مُمْتَلِئةٌ من اللحم. ويقال
للفرس إِذا ضُمِّرَ: قد أُظْمِئَ إِظْماءً، أَو ظُمِئَ تَظْمِئةً. وقال
أَبو النجم يصف فرساً ضَمَّره:
نَطْوِيه، والطَّيُّ الرَّفِيقُ يَجْدُلُه، * نُظَمِّئُ الشَّحْمَ، ولَسْنَا نَهْزِلُه
أَي نَعْتَصِرُ ماءَ بدنه بالتَّعْرِيق، حتى يذهب رَهَلُه ويَكْتَنِز
لحمه.
وقال ابن شميل: ظَماءة الرجل، على فَعالةٍ: سُوءُ خُلُقِه ولُؤْمُ
ضَرِيبَتِه وقِلَّةُ إِنْصافِه لمُخالِطِه، والأَصل في ذلك أَن الشَّرِيب إِذا
ساءَ خُلُقُه لم يُنْصِف شُركاءَه، فأَما الظَّمأُ، مقصور، مصدر ظَمِئَ يَظْمَأُ، فهو مهموز مقصور، ومن العرب مَن يَمدُّ فيقول: الظَّماءُ، ومن أَمثالهم: الظَّماءُ الفادِح خَيْرٌ منَ الرِّيِّ الفاضِح.
: (} ظَمِىءَ، كفرِح) {يَظْمَأُ (} ظَمْأً) بِفَتْح فَسُكُون ( {وظَمَأً) محرّكة (} وظَماءً) بِالْمدِّ وَبِه قُرِيءَ قَوْله تَعَالَى {لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} (التَّوْبَة: 120) وَهُوَ قراءَة ابْن عُمَيْر ( {وظَماءَةً) بِزِيَادَة الْهَاء، وَفِي نُسْخَة} ظَمْأَة كرحْمَة وَعَلَيْهَا شَرحُ شيخِنا (فَهُوَ {ظَمِىءٌ) كَكتِف (} وظمْآنُ) كسكْرانَ، {وظَامٍ كَرامٍ (وَهِي) أَي الأُنثى بهَا (} ظَمْآنَةٌ) كَذَا فِي النُّسخ الموجوة بَين أَيدينا، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) والأَساس والأُنثى: {ظَمْأَى كَسَكْرَى، قَالَ شَيخنَا:} وظَمِئَة كفَرِحة، زَاده ابنُ مالكٍ وَهِي متروكةٌ عِنْد الأَكثر (ج) أَي لكلَ من الْمُذكر والمؤنث ( {ظِماءٌ) كَرِجال، يُقَال} ظَمِئْتُ {أَظْمَأُ} ظَمَأً محركة، فَأَنا {ظام وَقوم} ظِماءٌ
(ويُضَمُّ) فَيُقَال:! ظُمَاءٌ، وَهُوَ (نَادِرٌ) قليلٌ لأَن صِيغته قَليلة فِي الجُموع، وَورد مِنْهَا نَحْوُ عشْرةِ أَلفاظِ، وأَكثرُ مَا يُعبِّرون عَنْهَا بِبَاب رُخَال حُكِي ذَلِك (عَن اللِّحيانيِّ) ونَقله عَنهُ ابنُ سِيده فِي المُخَصّصِ (: عَطِشَ أَو) هُوَ أَي {الظَّمَأُ (: أَشَدُّ العَطَشِ) نَقله الزجّاج وَقيل: هُوَ أَخفُّه وأَيْسَرُه،} والظَّمآنُ: العَطْشان، وَفِي التَّنْزِيل {لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ} (التَّوْبَة: 15) وَقوم ظِمَاءٌ وهُنَّ ظِمَاءٌ: عِطَاشٌ، قَالَ الكُميت:
إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ
نَوَازِعُ مِنْ قَلْبِي ظِمَاءٌ وَأَلْبُبُ
اسْتعَار الظِّمَأَ للنَّوازِع وإِن لم تكن أَشْخَاصاً، قَالَ ابنُ شُمَيْل: فأَمَّا الطَّمأُ مَقصوراً مصدر ظَمِيءَ يَظْمَأُ فَهُوَ مهموزٌ مَقْصُور، وَمن الْعَرَب من يَمُدُّ فَيَقُول الظَّمَاءُ، وَمن أَمثالهم (الظَّمَاءُ الفَادِحُ خَيْرٌ من الرِّيِّ الفَاضِح) .
(و) ظَمِيءَ (إِليه) أَي إِلى لِقَائِه (: اشْتَاقَ) وأَصله من مَعنى العَطش، وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: أَنَا ظَمْآن إِلى لِقَائك) أَي مُشتاقٌ، ونبَّه عَلَيْهِ الراغِبُ وَهُوَ مُستعمَلٌ فِي كَلَامهم كثيرا، قَالَ شَيخنَا: والمُصَنِّفُ كثيرا مَا يَستعمل المَجازاتِ الغيرِ المَعْرُوفَةِ للْعَرَب وَلَا بُدَّ أَن أَغفل التَّنْبِيه على مثل هَذَا، قلت: وَهُوَ كَذَلِك وَلَكِن مَا رأَيناه نَبَّه إِلاَّ على الأَقَلِّ من الْقَلِيل، كَمَا ستقف عَلَيْهِ، (والاسْمٌ مِنْهُمَا) أَي من المَعنيين بِنَاء على أَنهما الأَصلُ، وأَنت خبيرٌ بأَن الْمَعْنى الثَّانِي راجعٌ إِلى الأَول، فَكَانَ الأَوْلَى إِسقاطُ (مِنْهُمَا) كَمَا فعله الجوهريُّ وغيرُه، نبَّه عَلَيْهِ شيخُنا ( {الظِّمْءُ، بِالْكَسْرِ و) يُقَال (رَجُلٌ} مِظْمَاءُ) أَي (مِعْطَاشٌ) وزْناً ومَعْنى. (و) {المَظْمَأُ (كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ) } الظَّمَإِ، أَي (العَطَشِ من الأَرْضِ) قَالَ أَبو حزامٍ العُكليُّ:
وَخَرْقٍ مَهَارِقَ ذِي لَهْلَهٍ
أَجَدَّ الأُوَامَ بِهِ مَظْمَؤُهْ
(! والظِّمْءُ، بِالْكَسْرِ) ، لمَّا فَصَلَ بَين الكلامَيْن احْتَاجَ أَن يُعيد الضَّبْطَ، وإِلا فَهُوَ كالتكرار المخالِف لاصطلاحه (: مَا بَيْنَ الشَّرْبَتَيْنِ والوِرْدَيْنِ) وَفِي نسخ الأَساس: مَا بَين السَّقْيَتَيْنِ، بدل الشَّرْبَتَيْنِ، وَزَاد الجوهريُّ: فِي وِرْدِ الإِبل، وَهُوَ حَبْسُ الإِبل عَن المَاء إِلى غَايَة الوِرْدِ، وَالْجمع {أَظْمَاءٌ، وَمثله فِي (العُباب) ، قَالَ غَيْلاَن الرَّبَعِيُّ:
هَقْفاً عَلَى الحَيِّ قَصِير} الأَظْمَاء
(و) ظِمْءُ الحَيَاةِ (: مَا بَيْنَ سُقُوطِ الوَلَدِ إِلى حِينِ) وقْت (مَوْتِه، و) قَوْلهم فِي المَثل (مَا بَقِيَ مِنْهُ) أَي عُمْرِه أَو مُدَّتِه (إِلاَّ) قدر (ظِمْءِ الحِمَار، أَي) لم يَبْقَ من عُمره أَو من مُدَّته غيرُ شيءٍ (يَسِير، لأَنه) يُقَال: (لَيْسَ شَيْءٌ) من الدَّوَابِّ (أَقْصَرَ ظِمْأً مِنْهُ) أَي من الْحمار، وَهُوَ أَقلُّ الدوابِّ صَبْراً عَن الْعَطش، يَردُ الماءَ كلَّ يَوْمٍ فِي الصَّيف مرَّتَيْنِ، وَفِي حَدِيث بَعضهم: حِينَ لمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي إِلاَّ ظِمْءُ حِمَار. أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ.
وأَقصَرُ الأَظماءِ الغِبُّ، وَذَلِكَ أَن تَردَ الإِبل يَوْمًا وتَصْدُر فَتكون فِي المَرْعَى يَوْمًا وتَرِد اليومَ الثالثَ، وَمَا بينَ شَرْبَتَيْهَا ظِمْءٌ طَال أَو قَصُر، وَفِي الأَساس: وَكَانَ ظِمْءُ هَذِه الإِبل رِبْعاً فَزِدْنَا فِي ظِمْئِها وتَمَّ ظِمْؤُه والخِمْسُ شَرُّ الأَظماءِ، وَفِي كتب الأَمثال: قَالُوا: هُوَ أَقْصَرُ مِنْ غِبِّ الحِمار، وأَقْصَرُ من ظِمْءِ الحِمَار. وَعَن أَبي عُبيد: هَذَا المَثلُ يُرْوَى عَن مَرْوَان بن الحَكَم، قَالَه شيخُنا، ولمُلاّ عَليّ قَارِي، فِي ظِمْءِ الحياةِ، دَعْوَى يقْضِي مِنْهَا العَجَبُ، وَالله الْمُسْتَعَان.
(و) قَالَ ابنُ شَمُيْلٍ: ( {ظَمَاءَةُ الرَّجُلِ) على فَعَالَةٍ (كَسَحَابةٍ: سُوءُ خُلُقِه ولُؤْمُ ضَرِيبَتهِ) أَي طَبِيعَته (وَقِلَّةُ إِنْصَافِه لمُخَالِطِيه) أَي مُشارِكيه، وَفِي نُسْخَة لِمُخَالِطه، بالإِفراد، والأَصلُ فِي ذَلِك أَن الشَّرِيب إِذا ساءَ خُلُقُه لم يُنْصِفْ شُرَكاءَهُ. وَفِي (التَّهْذِيب) : رجل} ظَمْآنُ وامرأَةٌ! ظَمْأَى، لَا ينصرفان نكرَةً وَلَا مَعْرِفة، انْتهى. ووجهٌ ظَمْآنُ: قَلِيل اللحْمِ، لَزِقَ جِلْدُه بعظمه وقلَّ ماؤُه، وَهُوَ خِلافُ الرَّيَّانِ، قَالَ المُخَبَّل:
وَتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَة لاَ
ظَمآنَ مُخْتَلَجٍ ولاَ جَهْمِ وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: وَجْهٌ ظَآنُ: مَعْرُوقٌ، وَهُوَ مدح، وضِدُّه وجْهٌ رَيَّانُ، وَهُوَ مَذموم (و) عَن الأَصمعي (: رِيحٌ {ظَمْأَى) إِذا كَانَت (حَارَّة عَطْشَى) لَيْسَ فِيهَا نَدى أَي (غَيْر لَيِّنَة) الهُبوب، قَالَ ذُو الرُّمَّة يصف السَّراب:
يَجْرِي وَيَرْتَدُّ أَحْيَاناً وَتَطْرُدُهُ
نَكْبَاءُ ظَمْأَى مِنَ القَيْظيَّة الهُوج
(و) فِي حَدِيث مُعاذٍ: وإِنْ كَانَ نَشحرُ أَرْضٍ يُسْلِمُ عَلَيْهَا صَاحِبُها فإِنَّه يُخْرَجُ مِنها مَا أُعْطِيَ نَشْرُها رُبعَ المَسْقَوِيِّ وعُشْرَ} المَظْمَئيِّ (المَظْمَئِيُّ: الَّذِي تَسْقِيه السماءُ) وَهُوَ (ضِدُّ المَسْقَويِّ) الَّذِي يُسْقَى سَيْحاً، وهما منسوبانِ إِلى {المَظْمَإِ والمُسْقَى، مصدر: ظَمِيءَ وسَقَى، قَالَ ابْن الأَثير: ترك همزه يَعْنِي فِي الرِّواية وَعَزاهُ لأَبي مُوسَى، وَذكره الجوهريّ فِي المعتلّ، وسيأْتي.
(} وأَظْمَأَه {وظَمَّأَه) أَي (عَطَّشه) .
وَفِي (الأَساس) : وَمَا زِلْت} أَتَظَمَّأُ اليَوْمَ وَأَتَلَوَّحُ أَي أَتصبَّر على العطشِ.
(و) يُقَال: {أَظْمأَ (الفَرَسَ) } إِظْمَاءً {وظُمْيء} تَظْمِئَةً إِذا (ضَمَّرَه) قَالَ أَبو النَّجْم يصف فرسا:
نَطْوِيهِ والطَّيُّ الرَّفِيقُ يَجْدِلُهْ
{نُظَمِّىءُ الشَّحْمَ وَلَسْنَا نُهْزِلُهْ
أَي نَعْتصِر ماءَ بَدَنهِ بالتَّعْرِيق حَتَّى يَذْهَب رَهَلُه ويَكْتَنِزَ لحُمُه. وَفِي (الأَساس) : من الْمجَاز: فَرَسٌ} مُظَمَّأٌ أَي مُضَمَّرٌ، ورمح أَظْمأُ: أَسْمَر، وظَبْيٌ أَظمأُ: أَسودُ، وبَعِير أَظمأُ وإِبل {ظمْؤٌ: سُود انْتهى، وَعين} ظَمْأَى: رَقيقة الجَفْن وسَاق ظَمْأَى: مُعْتَرِقَة اللحْمِ (و) فِي (الصِّحَاح) و (الْعباب) وَيُقَال للْفرس (إِنَّ فُصُوصَه {لَظِمَاءٌ) كَكِتاب أَي (لَيْسَتْ بِرَهِلَةٍ) مُسْتَرْخِيَة (لَحِيمةٍ) كَنِيزة اللَّحْم وَفِي بعض النّسخ مُرَهَّلَة كمُعَظَّمة، وَفِي (الأَساس) : ومفَاصِلُ ظِمَاءٌ، أَي صِلاب لَا رَهَلَ فِيهَا، من بَاب الْمجَاز، وَالْعجب من المؤَلف كَيفَ لم يَردَّ على الجوهريّ فِي هَذَا القَوْل على عَادَته، وَقد ردّ عَلَيْهِ الإِمام أَبو مُحَمَّد بن بَرّيّ رَحمَه الله تَعَالَى وَقَالَ: ظِمَاء هَاهُنَا من بَاب المعتلِّ اللَّام، وَلَيْسَ من المهموز، بِدَلِيل قَوْلهم سَاقٌ} ظَمْيَاءُ أَي قَلِيلة اللَّحْم، وَلما قَالَ أَبو الطَّيّب قَصيدَتَه الَّتِي مِنْهَا:
فِي سَرْجِ {ظَامِيَةِ الفُصُوصِ طِمِرَّةِ
يَأْبَى تَفَرُّدُها لَهَا التَّمْثِيلاَ
كَانَ يَقُول: إِنما قلتُ ظامِيَة بِالْيَاءِ من غير همز، لأَني أَردت أَنها لَيست بِرَهِلَةٍ كَثيرة اللحْمِ، وَمن هَذَا قولُهم رُمْحٌ أَظْمَى وشَفَةٌ ظَمْيَاءُ انْتهى، وَلَكِن فِي (التَّهْذِيب) : وَيُقَال للْفرس إِذا كَانَ مُعَرَّقَ الشَّوَي إِنه} لأَظْمَى الشَّوَي وإِنَّ فُصُوصةَ {لَظِمَاء إِذا لم يَكن فِيهَا رَهَلٌ وَكَانَت مُتَوَتِّرةً، ويحمد ذَلِك فِيهَا، والأَصل فِيهَا الْهَمْز، وَمِنْه قولُ الرّاجزِ يَصِفُ فَرساً، أَنشده ابنُ السِّكّيت:
يُنْجِيه مِنْ مِثْلِ حَمَامِ الأَغْلاَلْ
وَقْعُ يَدٍ عَجْلَي وَرِجْلٍ شِمْلاَلْ
ظَمْأَى النَّسَا مِنْ تَحْتُ رَيَّا مِنْ عَالْ
أَي مُمْتَلِئة اللحْمِ، انْتهى.
} وظامىءُ: اسْم سيف عَنترة بن شَدَّاد.
والتركيب يدلُّ على ذبول وقِلَّةِ ماءٍ.