وَفِيهِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخَذَ سَيْفا يَوْمَ أحُدٍ فَقَالَ: مَنْ يَأخُذ هَذَا السَّيف بِحَقِّه، فأَحْجَمَ القَومُ» أَيْ نَكَصُوا وتَأخَّرُوا وتَهَيَّبُوا أخْذَه.
وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ «أفْطَر الحَاجِم والمَحْجُوم» مَعْنَاه أنَّهُما تَعَرَّضَا للإفْطَار: أمَّا المَحْجُوم فللِضَّعف الَّذِي يَلْحَقُه مِنْ خرُوج دَمِه، فرُبَّما أعْجَزَه عَنِ الصَّوْم، وأمَّا الحَاجِم فلاَ يَأمَنُ أَنْ يَصِلَ إِلَى حَلْقه شَيْءٌ مِنَ الدَّمِ فيَبْتَلِعَه، أَوْ مِن طَعْمِه. وَقِيلَ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الدُّعاء عَلَيْهِمَا: أَيْ بَطل أجْرُهُما، فَكَأَنَّهُمَا صَارَا مُفْطِرَيْن، كَقَوْلِهِ فيمنْ صَامَ الدَّهرَ «لَا صَامَ وَلَا أفْطَر» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعْلَق فِيهِ مِحْجَمًا» المِحْجَم بِالْكَسْرِ: الْآلَةُ الَّتي يَجتَمِع فِيهَا دَمُ الحِجَامَة عِند المَصِّ، والمِحْجَم أَيْضًا مِشرَط الحَجَّام.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَعْقَة عَسَل أَوْ شَرْطَة مِحْجَم» .