قوت
: ( {القُوتُ) ، بالضَّم: مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرِّزْق.
وَفِي الْمُحكم: القُوتُ (} والقِيتُ {والقِيتَةُ بكَسْرِهِما،} والقَائِتُ، {والقُواتُ) بالضّمّ، وَهَذَا عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم يُفَسِّرْه، وَعِنْدِي أَنهُ من القُوتِ، وَهُوَ: (المُسْكَةُ من الرِّزْقِ) .
وَفِي الصّحاح: هُوَ مَا يَقُومُ بِهِ بَدَنُ الإِنْسَانِ من الطَّعَامِ.
وجمعُ القُوتِ} أَقْوَاتٌ.
وَيُقَال: مَا عِنْده {قوتُ ليلةِ،} وقِيتُ لَيْلَة، {وقِيتَةُ لَيْلةِ لمَّا كُسِرَتِ القَاف صَارَت الْوَاو يَاء وَهِي البُلْغَة، وَفِي الحَدِيث: (اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ} قُوتاً) أَي بِقدر مَا يُمْسِك الرَّمَقَ من المَطْعَمِ، وَفِي حَدِيث الدُّعَاءِ: (وجَعَلَ لِكُلَ مِنْهُم! قِيتَةً مَقْسُومَةً من رِزْقهِ) وَهِي فِعْلَة من القَوْتِ، كمِيتَةِ من المَوْتِ. ( {وَقَاتَهُم) } يَقُوتُ ( {قَوْتاً) بِالْفَتْح، وَقَالَ ابنُ سَيّده:} قَاتَه ذَلِك {قَوْتاً (} وقُوتاً) بالضّمّ، الأَخيرةُ عَن سِيبَوَيْهٍ ( {وقِيَاتَةً بالكَسْرِ) ككِتَابَةٍ: عَالَهم، وأَنا} أَقُوتُه، أَي أَعُولُه برزْقٍ قَليل، {وقُتُّهُم (} فاقْتَاتُوا) ، كَمَا تَقُول: رَزَقْتُه فارْتَزَقَ، وَفِي الحَديث: (كَفَى بالمَرْءِ إِثْماً أَن يُضَيِّعَ مَنْ {يَقُوتُ) أَرادَ من تَلزمُه نَفَقَتُ من أَهْله وعِيَاله وَعَبيده، ويُرْوى (مَنْ} يَقِيتُه) على اللُّغَة الأُخرى.
وَفِي حَدِيث آخر: ( {قُوتُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ) سُئِل الأَوْزَاعيّ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ صِغَرُ الأَوْعيَة، وَقَالَ غَيره: هُوَ مثلُ قَوْله: (كيلوا طَعَامَكُمْ) .
} وتَفَوَّتَ بالشَّيْءِ، {واقْتَاتَ بِهِ،} واقْتَاتَهُ. جَعَلَهُ {قُوتَه، وَحكى ابنُ الأَعْرَابيّ أَنَّ} الاقْتياتَ هُوَ القُوتُ، جعله اسْما لَهُ، قَالَ ابنُ سيدَه: وَلَا أَدري كَيفَ ذَلِك، قَالَ: وقَوْل طُفَيْل:
{يَقْتَاتُ فَضْلَ سَنَامهَا الرَّحْلُ
قَالَ: عِنْدِي أَنّ} َ يَقْتَات هُنَا بِمَعْنى يَأْكُل فيَجْعَلُه قُوتاً لنَفْسه، وأَما ابنُ الأَعْرَابيّ فَقَالَ: مَعْنَاهُ يَذْهَبُ بِهِ شَيْئا بعد شَيْءٍ، قَالَ: وَلم أَسمَعْ هَذَا الَّذِي حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ إِلاّ فِي هَذَا الْبَيْت وَحْدَه، فَلَا أَدري أَتَأَوُّلٌ (مِنْهُ) أَم سَمَاعٌ سَمِعَه، قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: وحَلَفَ العُقَيْليُّ يَوْمًا (فَقَالَ) : لَا {وقائِتِ نَفَسي القَصِيرِ، مَا فَعَلْتُ، قَالَ: هُوَ من قَوْله:
} يَقْتَاتُ فَضْلَ سَنَامها الرَّحْلُ
قَالَ: {والاقْتِياتُ والقَوْتُ واحدٌ، قَالَ أَبو مَنْصُور: لَا} وقَائتِ نَفَسي، أَراد بنَفَسي رُوحَه، وَالْمعْنَى: أَنه يَقْبِض رُوحَه نَفَساً بعد نَفَس، حَتَّى يَتَوَفَّاه كُلَّه، وَقَوله:
! يَقْتَاتُ فَضْلَ سَنَامَهَا الرَّحْلُ
أَي يَأْخُذُ الرَّحْلُ وأَنَا راكبُهُ شَحْمَ سَنَام الناقَةِ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ، لأَنَّهُ يُنْضِيها. ( {والقَائِتُ: الأَسَدُ) وَذَا من التكملة (و) القَائِتُ (من العَيْش: الكِفَايَةُ) يُقَال: (هُوَ) فِي} قائتٍ من العيْش، أَي (فِي) كِفَايَة ( {والمُقيتُ: الحافظُ للشَّيْءه والشَّاهدُ لَهُ) وأَنشد ثعلبٌ للسَّمَوْأَلِ بنِ عادياءَ:
رُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتُه وتَصَامَمْ
تُ وَهِيَ تَرَكْتُه فَكُفِيتُ
لَيْتَ شِعْري وأَشْعُرَنَّ إِذَا مَا
قَرَّبُوها مَنْشُورَةً ودُعِيتُ
أَلِيَ الفَضْلخ أَمْ عَلَيَّ إِذا حُو
سِبْتُ إِنِّي عَلَى الحِسَابِ} مُقِيتُ
أَي أَعْرِفُ مَا عَمِلْتُ من السوءِ، لأَن الإِنْسَانَ عَلَى نَفْسه بَصيرَةٌ.
وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن أَبي سَعيدٍ السِّيرافيّ قَالَ: الصحيحُ رِوَايَة من روى:
( ... رَبِّي عَلَى الحسَاب مُقِيتُ) قالَ: لأَنّ الخاضعَ لرَبِّه لَا يَصفُ نَفْسَه بهاذه الصِّفَةِ، قَالَ بنُ بَرِّيّ: الَّذِي حَمَلَ السِّيرَافيَّ على تَصحيح هاذه الرِّوَايَة أَنَّه بَنَى عل أَن {مُقيتاً بِمَعْنى مُقْتَدِر، وَلَو ذَهبَ مَذْهَبَ مَنْ يَقُول: إِنّه الحافِظُ للشَّيْءِ والشَّاهِدُ لَ كَمَا ذَكَر الجوهَريُّ لم يُنْكِرِ الرِّوَايَةَ الأُولَى.
(و) } المُقِيتُ فِي أَسماءِ الله الحُسْنَى: الحَفِيظُ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: المُقِيتُ (المُقْتَدِرُ) والمُقَدِّرُ (كالذِي يُعْطِي كُلَّ أَحَدٍ) وكلَّ شَيْءٍ وَفِي بعضِهَا كُلَّ رَجُلٍ، وَهُوَ نَصُّ عبارةِ الفرّاءِ ( {قُوتَهُ) .
وَقيل: المُقِيتُ: هُوَ الَّذِي يُعْطِي أَقواتَ الخَلائقِ، من} أَقَاتَه {يُقيتُه، إِذا أَعْطَاهُ قُوتَه،} وأَقَاتَه أَيضاً، إِذا حَفِظَهُ، وَفِي التَّنْزهيلِ العزِيزِ {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء مُّقِيتاً} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 85) وَقَالَ الزَّجَّاجُ: {المُقِيتُ القَدِيرُ، وَقيل: الحَفِيظُ (قَالَ) وَهُوَ بالحَفِيظِ أَشْبَهُ، لأَنه مُشْتَقٌّ من القَوْتِ، يُقَال:} قُتُّ الرجُلَ {أَقُوتُه قَوْتاً، إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بِمَا} يَقُوتُهُ {والقُوتُ: اسمُ الشَّيْءِ الَّذِي يَحْفَظُ نَفْسَه وَلَا فَضْلَ فيهِ على قَدْرِ الحِفْظِ، فَمَعْنَى المُقِيتِ: الحَفيظُ الذِي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحَاجَةِ من الحِفْظِ، وَمثله قَول الزَّجَّاج، وقيلَ فِي تَفسيرِ بيتِ السَّموأَلِ:
إِنّي على الحِسَابِ مُقِيتُ
أَي مَوْقُوفٌ على الحِسَابِ، وَقَالَ آخَرُ:
ثمَّ بَعْدَ المَمَات يَنْشُرُنِي مَنْ
هُو عَلَى النَّشْرِ يَا بُنَيَّ مَقِيتُ
أَي مُقْتَدِرٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُقِيتُ عِنْد العربِ: الموْقُوفُ على الشّيْءِ، وَفِي الصّحَاح: وأَقَاتَ على الشَّيْءِ: اقْتَدَرَ عَلَيْه، قالَ أَبو قَيْسِ بنُ رِفَاعَةَ اليَهُودِيّ، وقِيلَ: ثَعْلَبَةُ بن مُحَيْصَةَ الأَنْصَارِيّ، وَهُوَ جاهليّ، وَقد رُوِيَ أَنه للزُّبَيْرِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ عمِّ سيّدِنا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَنشده الفَرّاءُ:
وذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنْهُ
وكنتُ على إِسَاءَتِه مُقِيتَا
أَي مقتدراً.
وقرأْت فِي هامشِ نُسْخَةِ الصّحاح بخَطِّ ياقُوت، مَا نَصُّه: ذكر أَبو مُحَمّدٍ الأَسْوَدُ الغُنْدِجانيّ أَن هَذَا الْبَيْت فِي قَصِيدَةِ مرفوعةٍ، وَرَوَاهُ.
(على مَسَاءَتِهِ} أُقِيتُ) .
وأَورد القصيدةَ وَآخِرهَا:
وإِنّ قُرُومَ خَطْمَةَ أَنْزَلَتْنِي
بحيثُ تُرَى من الحَضَضِ الخُرُوتُ
قلت: وَفِي التكملة بعدهمَا:
يَبِيتُ الليلَ مُرتَفِقاً ثَقِيلاً
على فَرْش القَنَاةِ وَمَا أَبِيتُ
تَعِنُّ إِليَّ منهُ مُؤْذِيَاتٌ
كَمَا تَبْرِي الجَذَامِيرَ البُرُوتُ
ونَفَخَ فِي النَّارِ نَفْخاً قُوتاً، واقْتَاتَ لَهَا، كِلَاهُمَا: رَفَقَ بهَا.
( {واقْتَتْ لنَارِكَ} قِيتَةً) ، بالكَسْر، ايي (أَطْعِمْها الحَطَبَ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: فَقُلْتُ لَهُ ارفَعْهَا إِلَيْكَ وأَحْيِها
بِرُوحكَ {واقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرَا
وَفِي اللِّسَان: إِذا نَفَخَ نافِخٌ فِي النارِ قِيلَ لَهُ: انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً، واقْتَتْ لَهَا نَفْخَكَ قِيتَةً. يأْمُرُه بالرِّفْقِ والنَّفْخِ القَلِيلِ، ومثلُه فِي التكملة.
(} واسْتَقَاتَه: سأَلَهُ القُوتَ) .
وفان {يَتَقَوَّتُ بكَذا.
(} وأَقَاتَه) أَي الشَّيءَ ( {وأَقَاتَ عليهِ: أَطَاقَهُ) فَهُوَ مُقِيتٌ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
رُبمَا أَسْتَفيدُ ثمَّ أُفِيدُ ال
مَالَ إِنِّي امْرُؤٌ مُقِيتٌ مُفِيدُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فلانٌ يَقْتَاتُ الكلامَ} اقْتِياتاً، إِذا أَقَلَّهُ.
والحربُ {تُقْتَاتُ الإِبِلَ، أَي تُعْطَى فِي الدِّياتِ، كَذَا فِي الأَساس.
وَفِي أَمْثَالهم: (جَدُّ امْرِىءِ فِي} قائِتِهِ) أَي يَتَبَيَّنُ جَدُّهُ. فِيمَا يَقُوتُهُ، كَذَا فِي شرحِ شَيخنَا، وَفِي التكملة:! القِيَاتَةُ: من الأَعلام، والأَصلُ قِوَاتَةٌ.
: ( {القُوتُ) ، بالضَّم: مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرِّزْق.
وَفِي الْمُحكم: القُوتُ (} والقِيتُ {والقِيتَةُ بكَسْرِهِما،} والقَائِتُ، {والقُواتُ) بالضّمّ، وَهَذَا عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم يُفَسِّرْه، وَعِنْدِي أَنهُ من القُوتِ، وَهُوَ: (المُسْكَةُ من الرِّزْقِ) .
وَفِي الصّحاح: هُوَ مَا يَقُومُ بِهِ بَدَنُ الإِنْسَانِ من الطَّعَامِ.
وجمعُ القُوتِ} أَقْوَاتٌ.
وَيُقَال: مَا عِنْده {قوتُ ليلةِ،} وقِيتُ لَيْلَة، {وقِيتَةُ لَيْلةِ لمَّا كُسِرَتِ القَاف صَارَت الْوَاو يَاء وَهِي البُلْغَة، وَفِي الحَدِيث: (اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ} قُوتاً) أَي بِقدر مَا يُمْسِك الرَّمَقَ من المَطْعَمِ، وَفِي حَدِيث الدُّعَاءِ: (وجَعَلَ لِكُلَ مِنْهُم! قِيتَةً مَقْسُومَةً من رِزْقهِ) وَهِي فِعْلَة من القَوْتِ، كمِيتَةِ من المَوْتِ. ( {وَقَاتَهُم) } يَقُوتُ ( {قَوْتاً) بِالْفَتْح، وَقَالَ ابنُ سَيّده:} قَاتَه ذَلِك {قَوْتاً (} وقُوتاً) بالضّمّ، الأَخيرةُ عَن سِيبَوَيْهٍ ( {وقِيَاتَةً بالكَسْرِ) ككِتَابَةٍ: عَالَهم، وأَنا} أَقُوتُه، أَي أَعُولُه برزْقٍ قَليل، {وقُتُّهُم (} فاقْتَاتُوا) ، كَمَا تَقُول: رَزَقْتُه فارْتَزَقَ، وَفِي الحَديث: (كَفَى بالمَرْءِ إِثْماً أَن يُضَيِّعَ مَنْ {يَقُوتُ) أَرادَ من تَلزمُه نَفَقَتُ من أَهْله وعِيَاله وَعَبيده، ويُرْوى (مَنْ} يَقِيتُه) على اللُّغَة الأُخرى.
وَفِي حَدِيث آخر: ( {قُوتُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ) سُئِل الأَوْزَاعيّ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ صِغَرُ الأَوْعيَة، وَقَالَ غَيره: هُوَ مثلُ قَوْله: (كيلوا طَعَامَكُمْ) .
} وتَفَوَّتَ بالشَّيْءِ، {واقْتَاتَ بِهِ،} واقْتَاتَهُ. جَعَلَهُ {قُوتَه، وَحكى ابنُ الأَعْرَابيّ أَنَّ} الاقْتياتَ هُوَ القُوتُ، جعله اسْما لَهُ، قَالَ ابنُ سيدَه: وَلَا أَدري كَيفَ ذَلِك، قَالَ: وقَوْل طُفَيْل:
{يَقْتَاتُ فَضْلَ سَنَامهَا الرَّحْلُ
قَالَ: عِنْدِي أَنّ} َ يَقْتَات هُنَا بِمَعْنى يَأْكُل فيَجْعَلُه قُوتاً لنَفْسه، وأَما ابنُ الأَعْرَابيّ فَقَالَ: مَعْنَاهُ يَذْهَبُ بِهِ شَيْئا بعد شَيْءٍ، قَالَ: وَلم أَسمَعْ هَذَا الَّذِي حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ إِلاّ فِي هَذَا الْبَيْت وَحْدَه، فَلَا أَدري أَتَأَوُّلٌ (مِنْهُ) أَم سَمَاعٌ سَمِعَه، قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: وحَلَفَ العُقَيْليُّ يَوْمًا (فَقَالَ) : لَا {وقائِتِ نَفَسي القَصِيرِ، مَا فَعَلْتُ، قَالَ: هُوَ من قَوْله:
} يَقْتَاتُ فَضْلَ سَنَامها الرَّحْلُ
قَالَ: {والاقْتِياتُ والقَوْتُ واحدٌ، قَالَ أَبو مَنْصُور: لَا} وقَائتِ نَفَسي، أَراد بنَفَسي رُوحَه، وَالْمعْنَى: أَنه يَقْبِض رُوحَه نَفَساً بعد نَفَس، حَتَّى يَتَوَفَّاه كُلَّه، وَقَوله:
! يَقْتَاتُ فَضْلَ سَنَامَهَا الرَّحْلُ
أَي يَأْخُذُ الرَّحْلُ وأَنَا راكبُهُ شَحْمَ سَنَام الناقَةِ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ، لأَنَّهُ يُنْضِيها. ( {والقَائِتُ: الأَسَدُ) وَذَا من التكملة (و) القَائِتُ (من العَيْش: الكِفَايَةُ) يُقَال: (هُوَ) فِي} قائتٍ من العيْش، أَي (فِي) كِفَايَة ( {والمُقيتُ: الحافظُ للشَّيْءه والشَّاهدُ لَهُ) وأَنشد ثعلبٌ للسَّمَوْأَلِ بنِ عادياءَ:
رُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتُه وتَصَامَمْ
تُ وَهِيَ تَرَكْتُه فَكُفِيتُ
لَيْتَ شِعْري وأَشْعُرَنَّ إِذَا مَا
قَرَّبُوها مَنْشُورَةً ودُعِيتُ
أَلِيَ الفَضْلخ أَمْ عَلَيَّ إِذا حُو
سِبْتُ إِنِّي عَلَى الحِسَابِ} مُقِيتُ
أَي أَعْرِفُ مَا عَمِلْتُ من السوءِ، لأَن الإِنْسَانَ عَلَى نَفْسه بَصيرَةٌ.
وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن أَبي سَعيدٍ السِّيرافيّ قَالَ: الصحيحُ رِوَايَة من روى:
( ... رَبِّي عَلَى الحسَاب مُقِيتُ) قالَ: لأَنّ الخاضعَ لرَبِّه لَا يَصفُ نَفْسَه بهاذه الصِّفَةِ، قَالَ بنُ بَرِّيّ: الَّذِي حَمَلَ السِّيرَافيَّ على تَصحيح هاذه الرِّوَايَة أَنَّه بَنَى عل أَن {مُقيتاً بِمَعْنى مُقْتَدِر، وَلَو ذَهبَ مَذْهَبَ مَنْ يَقُول: إِنّه الحافِظُ للشَّيْءِ والشَّاهِدُ لَ كَمَا ذَكَر الجوهَريُّ لم يُنْكِرِ الرِّوَايَةَ الأُولَى.
(و) } المُقِيتُ فِي أَسماءِ الله الحُسْنَى: الحَفِيظُ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: المُقِيتُ (المُقْتَدِرُ) والمُقَدِّرُ (كالذِي يُعْطِي كُلَّ أَحَدٍ) وكلَّ شَيْءٍ وَفِي بعضِهَا كُلَّ رَجُلٍ، وَهُوَ نَصُّ عبارةِ الفرّاءِ ( {قُوتَهُ) .
وَقيل: المُقِيتُ: هُوَ الَّذِي يُعْطِي أَقواتَ الخَلائقِ، من} أَقَاتَه {يُقيتُه، إِذا أَعْطَاهُ قُوتَه،} وأَقَاتَه أَيضاً، إِذا حَفِظَهُ، وَفِي التَّنْزهيلِ العزِيزِ {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء مُّقِيتاً} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 85) وَقَالَ الزَّجَّاجُ: {المُقِيتُ القَدِيرُ، وَقيل: الحَفِيظُ (قَالَ) وَهُوَ بالحَفِيظِ أَشْبَهُ، لأَنه مُشْتَقٌّ من القَوْتِ، يُقَال:} قُتُّ الرجُلَ {أَقُوتُه قَوْتاً، إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بِمَا} يَقُوتُهُ {والقُوتُ: اسمُ الشَّيْءِ الَّذِي يَحْفَظُ نَفْسَه وَلَا فَضْلَ فيهِ على قَدْرِ الحِفْظِ، فَمَعْنَى المُقِيتِ: الحَفيظُ الذِي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحَاجَةِ من الحِفْظِ، وَمثله قَول الزَّجَّاج، وقيلَ فِي تَفسيرِ بيتِ السَّموأَلِ:
إِنّي على الحِسَابِ مُقِيتُ
أَي مَوْقُوفٌ على الحِسَابِ، وَقَالَ آخَرُ:
ثمَّ بَعْدَ المَمَات يَنْشُرُنِي مَنْ
هُو عَلَى النَّشْرِ يَا بُنَيَّ مَقِيتُ
أَي مُقْتَدِرٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُقِيتُ عِنْد العربِ: الموْقُوفُ على الشّيْءِ، وَفِي الصّحَاح: وأَقَاتَ على الشَّيْءِ: اقْتَدَرَ عَلَيْه، قالَ أَبو قَيْسِ بنُ رِفَاعَةَ اليَهُودِيّ، وقِيلَ: ثَعْلَبَةُ بن مُحَيْصَةَ الأَنْصَارِيّ، وَهُوَ جاهليّ، وَقد رُوِيَ أَنه للزُّبَيْرِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ عمِّ سيّدِنا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَنشده الفَرّاءُ:
وذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنْهُ
وكنتُ على إِسَاءَتِه مُقِيتَا
أَي مقتدراً.
وقرأْت فِي هامشِ نُسْخَةِ الصّحاح بخَطِّ ياقُوت، مَا نَصُّه: ذكر أَبو مُحَمّدٍ الأَسْوَدُ الغُنْدِجانيّ أَن هَذَا الْبَيْت فِي قَصِيدَةِ مرفوعةٍ، وَرَوَاهُ.
(على مَسَاءَتِهِ} أُقِيتُ) .
وأَورد القصيدةَ وَآخِرهَا:
وإِنّ قُرُومَ خَطْمَةَ أَنْزَلَتْنِي
بحيثُ تُرَى من الحَضَضِ الخُرُوتُ
قلت: وَفِي التكملة بعدهمَا:
يَبِيتُ الليلَ مُرتَفِقاً ثَقِيلاً
على فَرْش القَنَاةِ وَمَا أَبِيتُ
تَعِنُّ إِليَّ منهُ مُؤْذِيَاتٌ
كَمَا تَبْرِي الجَذَامِيرَ البُرُوتُ
ونَفَخَ فِي النَّارِ نَفْخاً قُوتاً، واقْتَاتَ لَهَا، كِلَاهُمَا: رَفَقَ بهَا.
( {واقْتَتْ لنَارِكَ} قِيتَةً) ، بالكَسْر، ايي (أَطْعِمْها الحَطَبَ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: فَقُلْتُ لَهُ ارفَعْهَا إِلَيْكَ وأَحْيِها
بِرُوحكَ {واقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرَا
وَفِي اللِّسَان: إِذا نَفَخَ نافِخٌ فِي النارِ قِيلَ لَهُ: انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً، واقْتَتْ لَهَا نَفْخَكَ قِيتَةً. يأْمُرُه بالرِّفْقِ والنَّفْخِ القَلِيلِ، ومثلُه فِي التكملة.
(} واسْتَقَاتَه: سأَلَهُ القُوتَ) .
وفان {يَتَقَوَّتُ بكَذا.
(} وأَقَاتَه) أَي الشَّيءَ ( {وأَقَاتَ عليهِ: أَطَاقَهُ) فَهُوَ مُقِيتٌ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
رُبمَا أَسْتَفيدُ ثمَّ أُفِيدُ ال
مَالَ إِنِّي امْرُؤٌ مُقِيتٌ مُفِيدُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فلانٌ يَقْتَاتُ الكلامَ} اقْتِياتاً، إِذا أَقَلَّهُ.
والحربُ {تُقْتَاتُ الإِبِلَ، أَي تُعْطَى فِي الدِّياتِ، كَذَا فِي الأَساس.
وَفِي أَمْثَالهم: (جَدُّ امْرِىءِ فِي} قائِتِهِ) أَي يَتَبَيَّنُ جَدُّهُ. فِيمَا يَقُوتُهُ، كَذَا فِي شرحِ شَيخنَا، وَفِي التكملة:! القِيَاتَةُ: من الأَعلام، والأَصلُ قِوَاتَةٌ.