سلح
: (السِّلاَح) ، بِالْكَسْرِ (والسِّلَح، كعِنَبٍ) ، وضَبطه الفَيُّوميّ فِي المِصباح كحَمَلٍ، (والسُّلْحَان، بالضّمّ: آلَةُ الحَرْب) ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : مَا يُقاتلُ بِهِ فِي الحَرْب ويُدافع، (أَو حَديدَتُهَا) ، أَيما كانَ من الحَدِيدِ؛ كَذَا خَصَّه بعضُهُم، يذَكَّر (ويؤنَّث) ، والتّذكير أَعلَى، لأَنه يُجْمَعُ على أَسْلِحَةٍ، وَهُوَ جمعُ المُذكَّرِ، مثل حِمَارٍ وأَحْمِرَة ورِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ. (و) رُبمَا خُصّ بِهِ (السَّيْفُ) . قَالَ الأَزهَريّ: والسَّيْف وَحدَه يُسمَّى سِلاحاً، قَالَ الأَعشى:
ثَلاثاً وشهْراً ثُمّ صَارَتْ رَذِيَّةً
طَلِيحَ سِفارٍ كالسَّلاح المُفَرَّدِ
يَعْنِي السَّيْفَ وَحْده. (و) السِّلاحُ (القَوْسُ بِلَا وَترٍ. والعَصَا) تُسمَّى سِلاحاً، وَمِنْه قولُ ابْن أَحمر:
ولَسْتُ بعِرنَةٍ عرِك، سلاحي
عَصاً مَثْقُوبَةٌ تَقصُ الحِمَارَا
والجمْع أَسْلحَةٌ وسُلُحٌ وسُلْحانٌ.
(وتَسلَّحَ) الرَّجلُ: (لَبِسَه) ، وَهُوَ مُتَسلِّحٌ.
(والمسْلَحة، بِالْفَتْح) : مثلُ (الثَّغْر) والمَرْقَب، وجمعُه المسَالِحُ، وَهِي مواضعُ المخافةِ. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ أَدْنى مسالحِ فارِس إِلى العَرَب العُذَيْب) . قَالَ بِشْرٌ:
بكُلِّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ
أَضرَّ بهَا المَسَالِحُ والغِوَارُ
وَقَالَ الشَّمّاخُ:
تَذكَّرتُها وهْناً وقدْ حَال دُونِا
قُرَى أَذْرَبِيجان المَسَالحُ والجالُ
(و) المَسْلَحة أَيضاً: (القَوْمُ ذَوُو سِلاحٍ) فِي عُدَّةٍ، بموْضعِ رَصْدٍ، قد وُكِّلوا بِهِ بإِزاءِ ثَغْرٍ، واحِدُهم مَسْلَحِيّ. ونَسَبَ شيخُنا التَّقْصيرَ إِلى المُصنّف، وَهُوَ غَيره لائقٍ، لكَوْنِ الّذِي استدركه مفهومٌ من كلامِه هاذا. وَفِي النِّهَايَة: سُمُّوا مَسْلَحَةً لأَنُّهم يكونُونَ ذَوِي سِلاحٍ، أَو لأَنّهم يسكُنون المسْلَحَةَ، وَهِي كالثَّغْرِ والمَرْقَبِ، يكون فِيهِ أَقوامٌ يَرْقُبون العَدُوَّ لئلاّ يَطْرُقَهم على غَفْلَةٍ، فإِذا رأَوْه أَعْلَمُوا أَصحابَهُم ليتأَهَّبُوا لَهُ. وَقَالَ ابنُ شُميل: مَسْلحَةُ الجُنْدِ: خَطَاطيفُ لَهُم بَين أَيديهم يَنْفُضُون لَهُم الطَّرِيقَ، ويَتجَسَّسون خبَر العدُوِّ، ويعْلمون عِلْمهم، لئلاّ يَهْجُمَ عَلَيْهِم، وَلَا يدَعُون وَاحِدًا من العدوِّ يَدْخُلُ بلاَدَ الْمُسلمين، وإِنْ جَاءَ جَيْشٌ أَنذَروا المُسلمين.
(ورجلٌ سالِحٌ: ذُو سِلاَحٍ) كَقَوْلِهِم تامِرٌ ولابِنٌ.
(و) السُّلاَح (كغُرَابٍ: النَّجْوُ) ، ومثلُه فِي الصّحاح. وَفِي الْهَامِش: صوابُه: النَّجْوُ الرَّقيقُ. (وَقد سَلَحَ) الرَّجُلُ (كمَنَع) يَسْلَحُ سلْحاً، (وأَصْلَحه) غيرُه.
(وناقةٌ سالِحٌ: سَلَحَت من البَقْلِ) وغيرِه. وسَلَّحَ الحَشيشُ الإِبلَ. وهاذِه الحَشِياةُ تُسَلِّح الإِبلَ تَسليحاً.
(والإِسلِيحُ) ، بِالْكَسْرِ: (نَبْتٌ) سُهْلِيٌّ يَنْبُتُ ظَاهِراً، وَله وعرَقَةٌ دقِقَةٌ لطيفةٌ وسَنِفَةٌ مَحْشُوَّةٌ حَبًّا كحَبِّ الخَشْخاشِ، وَهُوَ نباتِ مَطرِ الصَّيف، يُسْلِح الماشِيَةَ، الْوَاحِد إِسْلِيحة: (تَغْزُر عَلَيْهِ الأَلبانُ) ، وَفِي نُسخة: تكْثر، بدل: تَغْزُر، وَفِي أُخرى: الإِبل، بدل: الأَلبان؛ وَجمع بَينهمَا الجَوْهَرِيّ. قَالَت أَعرابِيَّةٌ، وَقيل لَهَا: مَا شَجَرَةُ أَبِيكِ؟ فَقَالَت: شَجَرَةُ أَبي الإِسْلِيحُ: رَغْوَةٌ وصَرْيح، وسَنَامٌ إِطْرِيح. وَقيل: هِيَ بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُولِ، تَنْبُتُ فِي الشِّتَاءِ، تَسْلَحُ الإِبلُ إِذا استكثرَتْ مِنْهَا. وَقيل: هِيَ عُشْبَةٌ تُشبِه الجِرْجِيرَ، تَنْبُت فِي حُقُوفِ الرَّمْلِ قَالَ أَبو زِياد: مَنابتُ الإِسْليح الرَّمْل وهمزة إِسْلِيح مُلْحِقة لَهُ ببناءِ قِطْمِير، بِدَلِيل مَا انضاف إِليها من زِيَادَة الياءِ مَعهَا. هاذا مَذْهَب أَبي عليّ. قَالَ ابْن جِنِّي: سأَلتُه يَوْمًا عَن تِجْفَافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بِبَاب قِرْطَاسٍ؟ فَقَالَ: نعم. واحتجَّ فِي ذَلِك بِمَا انضاف إِليها من زِيَادَة الأَلف مَعهَا. قَالَ ابْن جِنِّي: فعَلى هاذا يجوز أَن يكون مَا جَاءَ عَنْهُم من بَاب أُمْلُود وأَظفورٍ مُلْحقًا بَسْلُوحٍ ودُمْلوج، وأَن يكون إِطْرِيحٌ وإِسْلِيحٌ مُلْحَقاً بِبَاب شِنْظيرٍ وخِنْزير. قَالَ: ويبْعُد هاذا عِنْدِي، لأَنه يَلْزَم مِنْهُ أَن يكون بَاب إِعْصَار وإِسْنَام ملْحقاً بِبَاب حِدْبارٍ وهِلْقَامٍ، وبابُ إِفْعالٍ لَا يكون مُلْحقًا، أَلاَ تَرَى أَنه فِي الأَصل للمصدر نَحْو إِكرام وإِنعام، وهاذا مصدر فِعْلٍ غير مُلحَق، فَيجب أَن يكون الْمصدر فِي ذَلِك على سَمْتِ فِعْلِه غير مخالفٍ، لَهُ. قَالَ: وكأَنّ هاذا ونَحْوه إِنّما لَا يكون ملحَقاً من قبلِ أَنّ مَا زِيدَ على الزِّيَادة الأُولى فِي أَوَّله إِنّما هُوَ حرفُ لينٍ، وحرْفُ اللَّينِ لَا يكون للإِلحاق، إِنما جِيءَ بِهِ لِمَعْنى، وَهُوَ امتداد الصَّوْتِ بِهِ، وهاذا حديثٌ غيرُ حديثِ الإِلحاق، أَلاَ تَرَى أَنّك إِنما تُقابِل بالمُلحَق الأَصْلَ، وبابُ المدِّ إِنّما هُوَ الزِّيادة أَبداً. فالأَمرانِ على مَا ترَى فِي البُعد غايتانِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) سَلِيح (كجَرِيح: قَبِيلةٌ باليَمن) ، هُوَ سَلِيحُ بنُ حُلْوَانَ بن عَمْرَه بن الْحَافِ بن قُضَاعَةَ. قلت: واسْمه عَمْرٌ و، وَهُوَ أَبو قَبِيلةٍ، وإِخوته أَربعُ قبائلَ: تَغْلِبَ الغَلْبَاءَ، غُشَمَ، ورَبّانَ، وتزيدَ، بني حُلْوانَ بن عَمْرٍ و.
(وسَيْلَحُونُ) بِالْفَتْح (: ة) أَو مدينةٌ بِالْيمن، على مَا فِي المُغْرِب (وَلَا تَقُل: سالَحُونَ) ، فإِنه لُغَة العامّة، بِنصب النُّون ورفعها. وَقد ذُكر إِعرابه وَمَا يَتعلَّق بِهِ فِي (نصب) فراجِعْه. وَقَالَ اللّيث: سَيْلَحِينُ: موضِعٌ، يُقَال: هاذه سيْلَحُونُ، وهاذه سيْلَحينُ، وأَكثرُ مَا يُقَال: هاذه سَيْلَحونَ، ورأَيت سَيْلَحِيْنَ.
(والسُّلَحُ، كصُرَدٍ) : وَلَدُ الحَجَلِ. مثلُ السُّلَكِ والسُّلَفِ، (ج) سِلْحانٌ (كصِرْدَانٍ) فِي صُرَدٍ، أَنشد أَبو عَمْرو لجُؤَيَّةَ:
وتَتْبَعُهُ غُبْرٌ إِذا مَا عَدَا عَدَوْا
كسِلْحَانِ حِجْلَى قُمْنَ حِينَ يقُومُ
وَفِي (التّهذيب) : السُّلَحَةُ والسُّلَكة: فَرْحُ الحجل، وجمعُه سِلْحانٌ وسِلْكَانٌ.
(و) عَن ابْن شُميل: السَّلَح (بالتَّحْريك: ماءُ السّماءِ فِي الغُدْرانِ) وَحَيْثُ مَا كَانَ. يُقَال: ماءُ العِدِّ، وماءُ السَّلَحِ. قَالَ الأَزهريّ: سمعْت العربَ تَقول لماءِ السماءِ: ماءُ الكَرَعِ، وَلم أَسمع السَّلَح.
(وسَلَّحْتُه السَّيْفَ) ، جاءَ ذالك فِي حَدِيث عُقْبَةَ بنِ مالِكٍ (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمسَرِيَّةً فسَلَّحْتُ رَجلاً مِنْهُم سَيفاً) ، أَي (جَعلْتُه سِلاحَه) . وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ لما أُتِيَ بسَيْفِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ دَعَا جُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ فسَلَّحه إِيّاه. وَفِي حَدِيث أُبَيَ قَالَ لَهُ: (من سَلَّحَك هاذا القَوْسَ؟ قَالَ: طُفَيل) .
(و) سَلاَح (كسَحابٍ أَو قَطَامِ: ع أَسْفَلَ خَيْبَرَ) . وَفِي الحَدِيث: (حَتَّى يكون أَبْعَدَ مَسالِحِهم سَلاَح) . (وماءٌ لبني كِلاَبٍ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ سَلَحَ) . وحَقيقٌ أَن يكون بهاذه الصِّفَةِ ماءُ أَكرى.
(وسَلْحِينُ) ، بِالْفَتْح، (حِصْنٌ كَانَ باليَمن) يُحْكَى عَنهُ أَنه (بُنِي فِي ثَمانِين سَنَةً) وَفِي الرَّوض: بَيْنُونُ وسَلْحِينُ: مدينتانِ عظمتانِ عظيمتان خَرَّبْهما أَرْياطُ، قَالَ الشَّاعِر:
بَعْدَ بَينُونَ لاعَينٌ وَلَا أَثَرٌ
وبعدَ سَلْحِينَ يَبْنِي النَّاسُ أَبياتَا
(و) السُّلْح (كقُفْل: ماءٌ بالدَّهْنَاءِ لبني سَعْد) بنِ ثَعْلَبَةَ. (و) السُّلْح: (رُبٌّ يُدْلَكُ بِهِ نِحْيُ السَّمْنِ) لإِصْلاحه.
(وَقد سَلَّح نِحْيَه تَسْليحاً) ، إِذا دَلَكَه بِهِ.
(ومُسَلَّحَة، كمُعَظَّمة: ع) قَالَ:
لَهُم يومُ الكُلابِ وَيَوْم قَيس
أَراقَ على المُسَلَّحَةِ المَزادَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
سِلاحُ الثَّورِ: رَوْقاه، سُمِّيَ بذالك لأَنه يَذُبُّ بهما عَن نَفْسِه. قَالَ الطَّرمّاح يَذكر ثَوْراً يَهُوزُّ قَرْنَه للكلاب ليطْعَنها بِهِ:
يَهُزُّ سِلاحاً لمْ يَرِثْهَا كَلاَلَةً
يَشُكُّ بهَا مِنها أُصُولَ المَغَابِنِ
إِنما عَنَى رَوْقَيْه.
وَمن المَجَاز: أَخَذَت الإِبلُ سِلاَحَها: إِذا سَمِنَتْ. وَكَذَا تَسلَّحت بأَسْلِحتِها. قَالَ النَّمرُ بن تَوْلَب:
أَيّامَ لمْ تأْخُذْ إِليَّ سِلاحَهَا
إِبَلي بِجِلَّتِهَا وَلَا أَبْكارِهَا
قَالَ ابْن مَنْظُور: وَلَيْسَ السِّلاح اسْما للسِّمَن، وَلَكِن لمّا كَانَت السَّمِينة تَحْسُن فِي عَيْن صاحِبها فيُشْفِقُ أَن يَنْحَرَهَا، صَار السِّمَنُ كأَنّه سِلاحٌ لَهَا، إِذ رَفَعَ عَنْهَا النَّحْرَ. وَفِي كتاب الفَرْق لابنِ السيِّد: يُقَال: لأَن صاحبَها يَمْتَنِعُ من نَحْرِهَا، لحُسْنِهَا فِي عَيْنِه، ولكثرةِ أَلبانها، قَالَ:
إِذا سَمِعتْ آذانُها صَوْتَ سائلٍ
أَصاخَتْ فَلم تَأْخُذْ سِلاحاً وَلَا نَبْلاً
وَسبق فِي رمح مثل ذالك.
والمَسْلَحِيّ: المُوَكَّل بالثَّغْرِ والمُؤَمَّر.
والسَّلْحُ: اسمٌ لِذِي البَطْن. وَقيل: لَمَا رَقَّ مِنْهُ، وَمن كلِّ ذِي بَطْنٍ. وجمْعه سُلُوحٌ وسُلْحَانٌ. قَالَ الشّاعر فاستعاره للوَطْواط:
كأَنّ برُفْغَيْهَا سُلوحَ الوَطاوِطِ
وأَنشد ابْن الأَعرابيّ فِي صفة رجل:
مُمْتَلِئاً مَا تَحتَه سُلْحَانَا
وَفِي (الْمِصْبَاح) : هُوَ سَلْحَةٌ، تسميةٌ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي (الأَساس) : هُوَ أَسْلَحُ من حُبَارَى. وَفِي (اللِّسَان) : والمَسْلَحُ: مَنْزِلٌ على أَرْبَعِ منَازِلَ من مكَّةَ والمَسَالِحُ: مواضِعُ، وَهِي غير الَّتِي تقدّمت.
وَمن الْمجَاز: الغَرَب تُسمِّي السِّماكَ الرّامحَ: ذُو السِّلاحِ، والآخرَ: الأَعْزلَ؛ وهاذا من الأَساس.
: (السِّلاَح) ، بِالْكَسْرِ (والسِّلَح، كعِنَبٍ) ، وضَبطه الفَيُّوميّ فِي المِصباح كحَمَلٍ، (والسُّلْحَان، بالضّمّ: آلَةُ الحَرْب) ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : مَا يُقاتلُ بِهِ فِي الحَرْب ويُدافع، (أَو حَديدَتُهَا) ، أَيما كانَ من الحَدِيدِ؛ كَذَا خَصَّه بعضُهُم، يذَكَّر (ويؤنَّث) ، والتّذكير أَعلَى، لأَنه يُجْمَعُ على أَسْلِحَةٍ، وَهُوَ جمعُ المُذكَّرِ، مثل حِمَارٍ وأَحْمِرَة ورِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ. (و) رُبمَا خُصّ بِهِ (السَّيْفُ) . قَالَ الأَزهَريّ: والسَّيْف وَحدَه يُسمَّى سِلاحاً، قَالَ الأَعشى:
ثَلاثاً وشهْراً ثُمّ صَارَتْ رَذِيَّةً
طَلِيحَ سِفارٍ كالسَّلاح المُفَرَّدِ
يَعْنِي السَّيْفَ وَحْده. (و) السِّلاحُ (القَوْسُ بِلَا وَترٍ. والعَصَا) تُسمَّى سِلاحاً، وَمِنْه قولُ ابْن أَحمر:
ولَسْتُ بعِرنَةٍ عرِك، سلاحي
عَصاً مَثْقُوبَةٌ تَقصُ الحِمَارَا
والجمْع أَسْلحَةٌ وسُلُحٌ وسُلْحانٌ.
(وتَسلَّحَ) الرَّجلُ: (لَبِسَه) ، وَهُوَ مُتَسلِّحٌ.
(والمسْلَحة، بِالْفَتْح) : مثلُ (الثَّغْر) والمَرْقَب، وجمعُه المسَالِحُ، وَهِي مواضعُ المخافةِ. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ أَدْنى مسالحِ فارِس إِلى العَرَب العُذَيْب) . قَالَ بِشْرٌ:
بكُلِّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ
أَضرَّ بهَا المَسَالِحُ والغِوَارُ
وَقَالَ الشَّمّاخُ:
تَذكَّرتُها وهْناً وقدْ حَال دُونِا
قُرَى أَذْرَبِيجان المَسَالحُ والجالُ
(و) المَسْلَحة أَيضاً: (القَوْمُ ذَوُو سِلاحٍ) فِي عُدَّةٍ، بموْضعِ رَصْدٍ، قد وُكِّلوا بِهِ بإِزاءِ ثَغْرٍ، واحِدُهم مَسْلَحِيّ. ونَسَبَ شيخُنا التَّقْصيرَ إِلى المُصنّف، وَهُوَ غَيره لائقٍ، لكَوْنِ الّذِي استدركه مفهومٌ من كلامِه هاذا. وَفِي النِّهَايَة: سُمُّوا مَسْلَحَةً لأَنُّهم يكونُونَ ذَوِي سِلاحٍ، أَو لأَنّهم يسكُنون المسْلَحَةَ، وَهِي كالثَّغْرِ والمَرْقَبِ، يكون فِيهِ أَقوامٌ يَرْقُبون العَدُوَّ لئلاّ يَطْرُقَهم على غَفْلَةٍ، فإِذا رأَوْه أَعْلَمُوا أَصحابَهُم ليتأَهَّبُوا لَهُ. وَقَالَ ابنُ شُميل: مَسْلحَةُ الجُنْدِ: خَطَاطيفُ لَهُم بَين أَيديهم يَنْفُضُون لَهُم الطَّرِيقَ، ويَتجَسَّسون خبَر العدُوِّ، ويعْلمون عِلْمهم، لئلاّ يَهْجُمَ عَلَيْهِم، وَلَا يدَعُون وَاحِدًا من العدوِّ يَدْخُلُ بلاَدَ الْمُسلمين، وإِنْ جَاءَ جَيْشٌ أَنذَروا المُسلمين.
(ورجلٌ سالِحٌ: ذُو سِلاَحٍ) كَقَوْلِهِم تامِرٌ ولابِنٌ.
(و) السُّلاَح (كغُرَابٍ: النَّجْوُ) ، ومثلُه فِي الصّحاح. وَفِي الْهَامِش: صوابُه: النَّجْوُ الرَّقيقُ. (وَقد سَلَحَ) الرَّجُلُ (كمَنَع) يَسْلَحُ سلْحاً، (وأَصْلَحه) غيرُه.
(وناقةٌ سالِحٌ: سَلَحَت من البَقْلِ) وغيرِه. وسَلَّحَ الحَشيشُ الإِبلَ. وهاذِه الحَشِياةُ تُسَلِّح الإِبلَ تَسليحاً.
(والإِسلِيحُ) ، بِالْكَسْرِ: (نَبْتٌ) سُهْلِيٌّ يَنْبُتُ ظَاهِراً، وَله وعرَقَةٌ دقِقَةٌ لطيفةٌ وسَنِفَةٌ مَحْشُوَّةٌ حَبًّا كحَبِّ الخَشْخاشِ، وَهُوَ نباتِ مَطرِ الصَّيف، يُسْلِح الماشِيَةَ، الْوَاحِد إِسْلِيحة: (تَغْزُر عَلَيْهِ الأَلبانُ) ، وَفِي نُسخة: تكْثر، بدل: تَغْزُر، وَفِي أُخرى: الإِبل، بدل: الأَلبان؛ وَجمع بَينهمَا الجَوْهَرِيّ. قَالَت أَعرابِيَّةٌ، وَقيل لَهَا: مَا شَجَرَةُ أَبِيكِ؟ فَقَالَت: شَجَرَةُ أَبي الإِسْلِيحُ: رَغْوَةٌ وصَرْيح، وسَنَامٌ إِطْرِيح. وَقيل: هِيَ بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُولِ، تَنْبُتُ فِي الشِّتَاءِ، تَسْلَحُ الإِبلُ إِذا استكثرَتْ مِنْهَا. وَقيل: هِيَ عُشْبَةٌ تُشبِه الجِرْجِيرَ، تَنْبُت فِي حُقُوفِ الرَّمْلِ قَالَ أَبو زِياد: مَنابتُ الإِسْليح الرَّمْل وهمزة إِسْلِيح مُلْحِقة لَهُ ببناءِ قِطْمِير، بِدَلِيل مَا انضاف إِليها من زِيَادَة الياءِ مَعهَا. هاذا مَذْهَب أَبي عليّ. قَالَ ابْن جِنِّي: سأَلتُه يَوْمًا عَن تِجْفَافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بِبَاب قِرْطَاسٍ؟ فَقَالَ: نعم. واحتجَّ فِي ذَلِك بِمَا انضاف إِليها من زِيَادَة الأَلف مَعهَا. قَالَ ابْن جِنِّي: فعَلى هاذا يجوز أَن يكون مَا جَاءَ عَنْهُم من بَاب أُمْلُود وأَظفورٍ مُلْحقًا بَسْلُوحٍ ودُمْلوج، وأَن يكون إِطْرِيحٌ وإِسْلِيحٌ مُلْحَقاً بِبَاب شِنْظيرٍ وخِنْزير. قَالَ: ويبْعُد هاذا عِنْدِي، لأَنه يَلْزَم مِنْهُ أَن يكون بَاب إِعْصَار وإِسْنَام ملْحقاً بِبَاب حِدْبارٍ وهِلْقَامٍ، وبابُ إِفْعالٍ لَا يكون مُلْحقًا، أَلاَ تَرَى أَنه فِي الأَصل للمصدر نَحْو إِكرام وإِنعام، وهاذا مصدر فِعْلٍ غير مُلحَق، فَيجب أَن يكون الْمصدر فِي ذَلِك على سَمْتِ فِعْلِه غير مخالفٍ، لَهُ. قَالَ: وكأَنّ هاذا ونَحْوه إِنّما لَا يكون ملحَقاً من قبلِ أَنّ مَا زِيدَ على الزِّيَادة الأُولى فِي أَوَّله إِنّما هُوَ حرفُ لينٍ، وحرْفُ اللَّينِ لَا يكون للإِلحاق، إِنما جِيءَ بِهِ لِمَعْنى، وَهُوَ امتداد الصَّوْتِ بِهِ، وهاذا حديثٌ غيرُ حديثِ الإِلحاق، أَلاَ تَرَى أَنّك إِنما تُقابِل بالمُلحَق الأَصْلَ، وبابُ المدِّ إِنّما هُوَ الزِّيادة أَبداً. فالأَمرانِ على مَا ترَى فِي البُعد غايتانِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) سَلِيح (كجَرِيح: قَبِيلةٌ باليَمن) ، هُوَ سَلِيحُ بنُ حُلْوَانَ بن عَمْرَه بن الْحَافِ بن قُضَاعَةَ. قلت: واسْمه عَمْرٌ و، وَهُوَ أَبو قَبِيلةٍ، وإِخوته أَربعُ قبائلَ: تَغْلِبَ الغَلْبَاءَ، غُشَمَ، ورَبّانَ، وتزيدَ، بني حُلْوانَ بن عَمْرٍ و.
(وسَيْلَحُونُ) بِالْفَتْح (: ة) أَو مدينةٌ بِالْيمن، على مَا فِي المُغْرِب (وَلَا تَقُل: سالَحُونَ) ، فإِنه لُغَة العامّة، بِنصب النُّون ورفعها. وَقد ذُكر إِعرابه وَمَا يَتعلَّق بِهِ فِي (نصب) فراجِعْه. وَقَالَ اللّيث: سَيْلَحِينُ: موضِعٌ، يُقَال: هاذه سيْلَحُونُ، وهاذه سيْلَحينُ، وأَكثرُ مَا يُقَال: هاذه سَيْلَحونَ، ورأَيت سَيْلَحِيْنَ.
(والسُّلَحُ، كصُرَدٍ) : وَلَدُ الحَجَلِ. مثلُ السُّلَكِ والسُّلَفِ، (ج) سِلْحانٌ (كصِرْدَانٍ) فِي صُرَدٍ، أَنشد أَبو عَمْرو لجُؤَيَّةَ:
وتَتْبَعُهُ غُبْرٌ إِذا مَا عَدَا عَدَوْا
كسِلْحَانِ حِجْلَى قُمْنَ حِينَ يقُومُ
وَفِي (التّهذيب) : السُّلَحَةُ والسُّلَكة: فَرْحُ الحجل، وجمعُه سِلْحانٌ وسِلْكَانٌ.
(و) عَن ابْن شُميل: السَّلَح (بالتَّحْريك: ماءُ السّماءِ فِي الغُدْرانِ) وَحَيْثُ مَا كَانَ. يُقَال: ماءُ العِدِّ، وماءُ السَّلَحِ. قَالَ الأَزهريّ: سمعْت العربَ تَقول لماءِ السماءِ: ماءُ الكَرَعِ، وَلم أَسمع السَّلَح.
(وسَلَّحْتُه السَّيْفَ) ، جاءَ ذالك فِي حَدِيث عُقْبَةَ بنِ مالِكٍ (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمسَرِيَّةً فسَلَّحْتُ رَجلاً مِنْهُم سَيفاً) ، أَي (جَعلْتُه سِلاحَه) . وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ لما أُتِيَ بسَيْفِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ دَعَا جُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ فسَلَّحه إِيّاه. وَفِي حَدِيث أُبَيَ قَالَ لَهُ: (من سَلَّحَك هاذا القَوْسَ؟ قَالَ: طُفَيل) .
(و) سَلاَح (كسَحابٍ أَو قَطَامِ: ع أَسْفَلَ خَيْبَرَ) . وَفِي الحَدِيث: (حَتَّى يكون أَبْعَدَ مَسالِحِهم سَلاَح) . (وماءٌ لبني كِلاَبٍ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ سَلَحَ) . وحَقيقٌ أَن يكون بهاذه الصِّفَةِ ماءُ أَكرى.
(وسَلْحِينُ) ، بِالْفَتْح، (حِصْنٌ كَانَ باليَمن) يُحْكَى عَنهُ أَنه (بُنِي فِي ثَمانِين سَنَةً) وَفِي الرَّوض: بَيْنُونُ وسَلْحِينُ: مدينتانِ عظمتانِ عظيمتان خَرَّبْهما أَرْياطُ، قَالَ الشَّاعِر:
بَعْدَ بَينُونَ لاعَينٌ وَلَا أَثَرٌ
وبعدَ سَلْحِينَ يَبْنِي النَّاسُ أَبياتَا
(و) السُّلْح (كقُفْل: ماءٌ بالدَّهْنَاءِ لبني سَعْد) بنِ ثَعْلَبَةَ. (و) السُّلْح: (رُبٌّ يُدْلَكُ بِهِ نِحْيُ السَّمْنِ) لإِصْلاحه.
(وَقد سَلَّح نِحْيَه تَسْليحاً) ، إِذا دَلَكَه بِهِ.
(ومُسَلَّحَة، كمُعَظَّمة: ع) قَالَ:
لَهُم يومُ الكُلابِ وَيَوْم قَيس
أَراقَ على المُسَلَّحَةِ المَزادَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
سِلاحُ الثَّورِ: رَوْقاه، سُمِّيَ بذالك لأَنه يَذُبُّ بهما عَن نَفْسِه. قَالَ الطَّرمّاح يَذكر ثَوْراً يَهُوزُّ قَرْنَه للكلاب ليطْعَنها بِهِ:
يَهُزُّ سِلاحاً لمْ يَرِثْهَا كَلاَلَةً
يَشُكُّ بهَا مِنها أُصُولَ المَغَابِنِ
إِنما عَنَى رَوْقَيْه.
وَمن المَجَاز: أَخَذَت الإِبلُ سِلاَحَها: إِذا سَمِنَتْ. وَكَذَا تَسلَّحت بأَسْلِحتِها. قَالَ النَّمرُ بن تَوْلَب:
أَيّامَ لمْ تأْخُذْ إِليَّ سِلاحَهَا
إِبَلي بِجِلَّتِهَا وَلَا أَبْكارِهَا
قَالَ ابْن مَنْظُور: وَلَيْسَ السِّلاح اسْما للسِّمَن، وَلَكِن لمّا كَانَت السَّمِينة تَحْسُن فِي عَيْن صاحِبها فيُشْفِقُ أَن يَنْحَرَهَا، صَار السِّمَنُ كأَنّه سِلاحٌ لَهَا، إِذ رَفَعَ عَنْهَا النَّحْرَ. وَفِي كتاب الفَرْق لابنِ السيِّد: يُقَال: لأَن صاحبَها يَمْتَنِعُ من نَحْرِهَا، لحُسْنِهَا فِي عَيْنِه، ولكثرةِ أَلبانها، قَالَ:
إِذا سَمِعتْ آذانُها صَوْتَ سائلٍ
أَصاخَتْ فَلم تَأْخُذْ سِلاحاً وَلَا نَبْلاً
وَسبق فِي رمح مثل ذالك.
والمَسْلَحِيّ: المُوَكَّل بالثَّغْرِ والمُؤَمَّر.
والسَّلْحُ: اسمٌ لِذِي البَطْن. وَقيل: لَمَا رَقَّ مِنْهُ، وَمن كلِّ ذِي بَطْنٍ. وجمْعه سُلُوحٌ وسُلْحَانٌ. قَالَ الشّاعر فاستعاره للوَطْواط:
كأَنّ برُفْغَيْهَا سُلوحَ الوَطاوِطِ
وأَنشد ابْن الأَعرابيّ فِي صفة رجل:
مُمْتَلِئاً مَا تَحتَه سُلْحَانَا
وَفِي (الْمِصْبَاح) : هُوَ سَلْحَةٌ، تسميةٌ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي (الأَساس) : هُوَ أَسْلَحُ من حُبَارَى. وَفِي (اللِّسَان) : والمَسْلَحُ: مَنْزِلٌ على أَرْبَعِ منَازِلَ من مكَّةَ والمَسَالِحُ: مواضِعُ، وَهِي غير الَّتِي تقدّمت.
وَمن الْمجَاز: الغَرَب تُسمِّي السِّماكَ الرّامحَ: ذُو السِّلاحِ، والآخرَ: الأَعْزلَ؛ وهاذا من الأَساس.