Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): https://arabiclexicon.hawramani.com/?p=16569&book=37#20b1c2
خَرس
الَخِرْسُ، بالفَتْح: الدَّنُّ، ويُكْسَر، الأَخِيرَةُ عَن كُراع، والصادُ فِي هذِه الأَخِيرَةِ لُغَةٌ. ج خُرُوسٌ، قَالَ الأَزهرِيُّ: وقرأْتُ فِي شِعْرِ العَجَّاجِ المَقْرُوءِ على شَمِرٍ: مُعَلِّقِينَ فِي الكَلالِيبِ السُّفَرْ وخَرْسهُ المُحْمَرّ فِيهِ مَا اعْتُصِرْ. وبائِعُه وصانِعُه: خَرَّاسٌ، ككَتَّانٍ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(جَوْنٍ كجَوْنِ الخَمّارِ جَرّدَه الخ ... رّاسُ لَا ناقِسٍ وَلَا هَزِمِ)
النّاقِسُ: الحَامِضُ. والخُرْسُ، بالضَّمِّ: طَعَامُ الوِلادَةِ، كالخِرَاسِ، ككِتَابٍ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيَانِيِّ، هَذَا الأَصْلُ، ثمّ صَارَت الدَّعْوَةُ للوِلادَةِ خُرْساً وخِرَاساً. قَالَ الشّاعرُ:
(كُلُّ طَعَامٍ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ ... الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ)
وَمِنْه حَدِيث حَسّانٍ: كَانَ إِذا دُعيَ إِلَى طَعامٍ قَالَ: إِلى عُرْسٍ أَم خُرْسٍ أَم إِعْذارٍ فإِن كَانَ إِلَى وَاحدٍ من ذَلِك أَجابَ، وإِلاّ لَم يُجِبْ. الخُرْسَةُ بِهَاءٍ: طَعَامٌ تُطْعِمُه النُّفَسَاءُ نَفْسَهَا، أَو مَا يُصْنَع لَهَا من فَرِيقَةٍ ونَحْوِهَا. وخَرَسَهَا يَخْرُسُها، عَن اللِّحْيَانِيِّ.
وكَوْنُ الخُرْسِ طَعَامَ الوِلادَةِ، والخُرْسَةِ: طَعَامَ النُّفَساءِ هُوَ الَّذِي صَرَّح بِهِ ابنُ جِنِّى، وَهُوَ يُخَالِفُ مَا ذَكَرَه ابنُ الأَثِيرِ فِي تَفْسِير حَدِيثٍ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: هِيَ صُمْتَةُ الصَّبِيِّ وخُرْسَةُ مَرْيَمَ.)
قَالَ: الخُرْسَةُ: مَا تَطْعَمُه المرأَةُ عِند وِلاَدِهَا. وخَرَّسْتُ النُّفَسَاءَ: أَطْعَمْتُهَا الخُرْسَةَ، وأَرادَ قولَ اللهِ تَعَالى: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا. وكأَنَّه لَمْ يَرَ الفَرْقَ بينَهُمَا، فتأَمَّلْ.
وَفِي قولِ المُصَنِّف: النُّفَسَاء نَفْسَهَا، جِنَاس اشْتِقاقٍ، وسيأْتي أَنَّ الصادَ لغةٌ فِيهِ. والخَرُوسُ، كصَبُور: البِكْرُ فِي أَوَّلِ حَمْلِهَا. قالَ الشاعِر يَصِفُ قوما بقِلَّة الخَيْرِ: (شَرُّكُمْ حَاضِرٌ وخَيْرُكُمُ ... دَرُّ خَرُوسٍ من الأَرَانِبِ بِكْرِ)
ويُقال فِي هَذَا الْبَيْت: الخَرُوسُ: هِيَ الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا الخُرْسَةُ، زادَ بعضُهُم: عِنْد الوِلادَةِ.
والخَرُوسُ، أَيضاً: القَلِيلَةُ الدَّرِّ. نَقله الصّاغَانِيُّ. وخَرِسَ الرَّجُلُ، كَفرِحَ: شَرِبَ بالخَرْسِ، أَي الدَّنِّ. نَقله الصاغانِيُّ. وخَرِسَ خَرَساً: صارَ أَخْرَسَ بَيِّنَ الخَرَسِ، مُحَرَّكةً، وَهُوَ ذَهَابُ الكَلامِ عِيًّا أَو خِلْقةً، مِنْ قَوْمٍ خُرْسٍ وخُرْسَانٍ، بضَمِّهما، أَي مُنْعَقِدَ اللِّسَانِ عَن الكَلامِ عِيّاً أَو خِلْقَةً.
وأَخْرَسَه اللهُ تَعالَى: جَعَلَه كَذَلِك. والأُخَيرِسُ، مُصَغَّراً: سَيْفُ الحَارِثِ بنِ هِشَام ابْن المُغِيرَةِ المَخْزُومِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، نَقَلَه الصّاغانِيُّ، وأَنشدَ فِي العُباب لَهُ:
(فَما جَبُنَتْ خَيْلِي بِفَحْلَ ولاَ وَنَتْ ... وَلَا لُمْتُ يَوْمَ الرَّوْعِ وَقْعَ الأُخَيْرِسِ)
من المَجَازِ: كَتِيبةٌ خَرْسَاءُ، هِيَ الَّتِي لَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ، لوَقَارِهِمْ فِي الحَرْبِ، أَو هِيَ الَّتِي صَمَتَتْ من كَثْرة الدُّرُوعِ، أَي لَيْسَ لَهَا قَعاقعُ، وَهَذَا عَن أَبِي عُبَيْدٍ.
وَمن المَجَازِ: نَزَلْنَا ببَني أَخْنَسَ، فسَقَوْنا لَبَناً أَخْرَسَ، يُقَال: لَبَنٌ أَخْرَسُ: خاثِرٌ لَا صَوْتَ لَهُ فِي الإِناءِ، لغِلَظِه. وَفِي الأَسَاسِ: خاثِرٌ لَا يَتَخَضْخَضُ فِي إِنائِه.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وسمِعْتُ العَرَبَ تقولُ لِلَّبَنِ الخَاثِر: هذِه لَبَنَةٌ خَرْسَاءُ، لَا يُسْمَعُ لهَا صَوْتٌ إِذا أُرِيقَتْ. وَفِي المُحْكَم: وشَرْبَةٌ خَرْسَاءُ، وَهِي الشَّرْبَةُ الغَلِيظَةُ من الَّلبَنِ. وَمن المَجَازِ: عَلَمٌ أَخْرَسُ: لَمْ يُسْمَع فِيهِ، وَفِي الأَسَاسِ: مِنْهُ صَوْتُ صَدًى، وَفِي التَّهْذِيب: لَا يُسْمَعُ فِي الجَبَلِ لَهُ صَدَىً، يَعْنِي أَعْلاَمَ الطَّريقِ الَّتِي يُهْتَدَى بهَا، قالَه اللَّيْثُ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تَنْشِدُ: وأَيْرَمٍ أَخْرَسَ فَوْقَ عَنْزِ قَالَ: وأَنْشَدَنِيهِ أَعرابيٌّ آخَرُ: وإِرَمٍ أَعْيَسَ. وَقد تقدم ذكره فِي ح ر س. وَمن المَجَازِ: رَمَاه بخَرْساءَ، الخَرْساءُ: الدّاهِيَةُ، وأَصْلُهَا الأَفْعَى، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. وَمن المَجَازِ: الخَرْساءُ: السَّحَابَةُ ليسَ فِيهَا رَعْدٌ وَلَا بَرْقٌ. وَلَا يُسْمَعُ لَهَا صوتٌ، وأَكْثَرُ مَا يكُون ذَلِك فِي الشِّتَاءِ لأَنَّ شِدَّةَ البَرْدِ تُخْرِسُ الرَّعْدَ وتُطْفِئُ البَرْقَ. قَالَه أَبو حَنيِفَةَ. ورَجُلٌ خَرِسٌ، كَكَتِفٍ: لَا يَنامُ: باللَّيْلِ، أَو هُوَ) خَرِشٌ، بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، كَمَا سَيَأْتِي، والوَجْهَانِ ذَكَرَهُمَا الأُمَوِيّ: والخُرْسَى، كحُبْلَى: الَّتِي لَا تَرْغُو من الإِبِلِ، نَقَله الصّاغَانِيُّ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
وخُرَاسَانُ، بالضَّمِّ، وإِنَّمَا أَطْلَقَهُ لشُهْرَتِه: بِلادٌ مشهورَةٌ بالعَجَمِ، والنِّسْبَةُ إِليْهَا خُرَاسَانِيٌّ، قَالَ سِيبُوَيْهِ: وَهُوَ أَجْوَدُ، وخُرَاسِنيٌّ، بِحَذْف الأَلِفِ الثانيةِ مَعَ كَسْرِ السِّينِ، وخُرَسَنِيٌّ بحَذْفِ الأَلِفَيْنِ، وخُرْسِيٌّ بحذفِ الأَلِفَيْنِ وَالنُّون، وخُرَاسِيٌّ، ذَكرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا الأَوَّلَ والرّابِعَ والخَامِسَ.
وخَرَّسَ عَلَى المَرْأَةِ تَخْرِيساً: أَطْعَمَ فِي وِلادَتِهَا، كخَرَسَهَا يَخْرُسُهَا، عَن الِّلحْيَانِيِّ، وَكَذَا خَرَّسْتُهَا تَخْرِيساً، وخَرَّس عَنْهَا، كِلاهُمَا: عَمِلَهَا لَهَا. قَالَ:
(وللهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثْلَ مِقْيَسٍ ... إِذَا النُّفَسَاءُ أَصْبَحَتْ لمْ تُخَرَّسِ)
وَقد خُرِّسَتْ هِيَ، أَي يُجْعَلُ لَهَا الخُرْسُ. وتَخَرَّسَتْ هِيَ: اتَّخَذَتْهُ لِنَفْسِهَا وَمِنْه المَثَلُ تَخَرَّسِي يَا نَفْسُ لاَ مُخَرِّسَةَ لَكِ أَي اصْنَعِي لنَفْسِكِ الخُرْسَةَ. قالَتْهُ امْرأَةٌ وَلَدَتْ وَلم يَكُنْ لَهَا مَن يَهْتَمُّ لَهَا. يُضْرَبُ فِي اعتِنَاءِ المرءِ بنَفْسِه. أَوْرَدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والصاغانِيُّ فِي كتابَيْه هَكَذَا، وصاحِبُ اللِّسَان، وَلم يذكر: يَا نَفْسُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمَلٌ أَخْرَسُ: لَا ثَقْبَ لِشِقْشِقَتِه يَخْرُجُ مِنْهُ هَدِيرُه، فَهُوَ يُرَدِّدُه فِيهَا، وَهُوَ يُسْتَحَبُّ إِرْسالُه فِي الشَّوْلِ لأَنَّهُ أَكثرُ مَا يكونُ مِئْناثاً. وناقةٌ خَرْسَاءُ: لَا يُسْمَعُ لَهَا رُغَاءٌ. وعَيْنٌ خَرْسَاءُ: لَا يُسْمَعُ لَجَرَيَانِها صَوتٌ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يُقال: وَلاَّنِي عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ، يُرِيد، أَعْرَضَ عنِّي وَلَا يُكَلِّمُنِي. والعِظَامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ. حكاهُ ثَعْلَبُ. والخَرْسَاءُ من الصُّخُورِ: الصَّمَّاءُ. أَنْشَدَ الأَخْفَشُ قولَ النّابِغَةِ:
(أَواضِعَ البَيْتِ فِي خَرْسَاءَ مُظْلِمَةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ لَا يَسْرِي بهَا السَّارِي)
ويُرْوَى: تُقَيِّدُ العَيْنَ. والخِرَاسُ، ككِتَابٍ: طَعامُ الوِلادَةِ، عَن الِّلحْيَانِيّ. وقالَ خالِدُ بنُ صَفْوَانَ، فِي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحْفَةُ الكَبِيرِ، وصُمْتَهُ الصَّغِيرِ، وتَخْرِسَةُ مَرْيَمَ. كأَنَّهُ سَمَّاه بالمَصْدَرِ، وَقد يكونُ اسْماً، كالتَّوْدِيَةِ والتَّنْهِيةِ. ويُقال للأَفَاعِي: خُرْسٌ، قالَ عَنْتَرَةُ:
(عَلَيْهمْ كُلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاَصٍ ... كَأَنَّ قَتِيرَها أَعْيَانُ خُرْسِ)
والخَرّاسُ، ككَتَّانٍ: الخَمَّارُ. ويُجْمَع الخُرْسانُ على الخُرَسِينَ، بتَخْفِيف ياءِ النِّسْبَتة، كَقَوْلِك: الأَشْعَرِينَ. والخُرْسُ، بالكَسْرِ: الأَرْضُ الَّتِي لم تُصْلَحْ للزِّراعة، وَقد خَرَسَتْ وأَخْرَسَتْ واسْتَخْرَسَتْ. ويَحْيَى الخَرِسْيُّ، بِالْفَتْح، وَلِيَ خَرَاجَ مِصْرَ أَيامَ المَهْدِيِّ، وحُسَيْنُ بنُ نَصْرٍ الخُرْسِيّ، عَن سَلاّمِ ابنِ سُلَيْمَانَ المَدائِنيِّ، وأَبو صالِح الخُرْسِيُّ: رَوَى عَن اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ.)
وخُرْسٌ، بالضَّمّ: مَوْضِعٌ قُرْبَ مِصْر.