يُخْرِجُ الْخَبْءَ
[النمل/ 25] ، يقال ذلك لكلّ مدّخر مستور، ومنه قيل: جارية مُخْبَأَة، والخُبأة: الجارية التي تظهر مرّة، وتخبأ أخرى، والخِبَاءُ: سمة في موضع خفيّ.
خبأ: خَبَأَ الشيءَ يَخْبَؤُه خَبْأً: سَتَرَه، ومنه الخابِيةُ وهي
الحُبُّ، أَصلها الهمزة، من خَبَأْتُ، إِلاَّ أَن العرب تركت همزه؛ قال أَبو منصور: تركت العرب الهمز في أَخْبَيْتُ وخَبَّيْتُ وفي الخابيةِ لأَنها كثرت في كلامهم، فاستثقلوا الهمز فيها.
واخْتَبأَتْ: اسْتَتَرتْ.
وجارية مُخْبَأَةٌ أَي مُسْتَتِرة؛ وقال الليث: امرأَة مُخَبَّأَةُ، وهي
الـمُعْصِرُ قبل ان تَتَزَوَّج، وقيل: الـمُخَبَّأَةُ من الجَواري هي
الـمُخَدَّرة التي لا بُروزَ لها؛ في حديث أَبي أُمامةَ: لم أَرَ كاليَوْمِ
ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. الـمُخَبَّأَة: الجاريةُ التي في خِدْرها لَم
تَتَزَوَّج بعدُ لأَنَّ صِيانتها أَبلغ مـمن قد تَزَوَّجَتْ.
وامرأة خُبَأَةٌ مثل هُمَزة: تلزم بيتَها وتسْتَتِرُ. والخُبَأَةُ:
المرأَةُ تَطَّلِعُ ثم تَخْتَبِئُ؛ وقول الزِّبْرقان بن بدرٍ: إنّ أَبْغَض
كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ: يعني التي تَطَّلِعُ ثم تَخْبأُ
رأْسها؛ ويروى: الطُّلَعةُ القُبَعةُ؛ وهي التي تَقْبَعُ رأْسها أَي
تُدْخِله، وقيل: تَخْبَؤُه؛ والعرب تقول: خُبَأَةٌ خيرٌ من يَفَعةِ سَوْءٍ، أَي بنت تلزم البيت ، تَخْبَؤُ نَفسها فيه، خير من غلام سَوْءٍ لا خير فيه.
والخَبْءُ: ما خُبِئَ، سُمِّيَ بالمصدر، وكذلك الخَبِيءُ، على فَعِيل؛
وفي التنزيل: الذي يُخْرِج الخَبْءَ في السموات والأَرضِ؛ الخَبْءُ الذي في السموات هو المطَر، والخَبْءُ الذي في الأَرض هو النَّبات، قال: والصحيح، واللّه أَعلم: أَنَّ الخَبْءَ كلُّ ما غاب، فيكون المعنى يعلم الغيبَ في السموات والأَرض، كما قال تعالى: ويَعلَم ما تُخْفُون وما تُعْلِنون. وفي حديث ابن صَيَّادٍ: خَبَأْتُ لك خَبْأً؛ الخَبْءُ: كُلُّ شيء
غائِبٍ مستور، يقال: خَبَأْتُ الشيءَ خَبْأً إِذا أَخفَيْته، والخَبْءُ
والخَبِيءُ والخَبِيئةُ: الشيءُ الـمَخْبُؤءُ. وفي حديث عائشةَ تَصِفُ عُمَرَ: ولَفَظَت خَبِيئَها أَي ما كان مَخْبُوءاً فيها من النبات، تعني الأَرض، وفَعِيلٌ بمعنى مفعول. والخَبْءُ: ما خَبَأْتَ من ذَخيرة ليومٍ ما. قال الفرَّاء: الخَبْءُ، مهموز، هو الغَيْب غَيْبُ السموات والأَرض، والخُبْأَةُ والخَبِيئةُ، جميعاً: ما خُبِئَ. وفي الحديث: اطْلُبوا الرِّزقَ في خَبايا الأَرض، قيل معناه: الحَرْثُ وإِثارةُ الأَرضِ للزراعة، وأَصله من الخَبْء الذي قال اللّه عزَّ وجلَّ: يُخْرِجُ الخَبْءَ. وواحد الخَبايا: خَبِيئةٌ، مثل خَطِيئة وخَطايا، وأَراد بالخَبايا: الزَّرعَ لأَنه إِذا أَلقَى البذر في الأَرض، فقد خَبأَه فيها.
قال عروة بن الزبير: ازْرَعْ، فان العرب كانت تتمثل بهذا البيت:
تَتَبَّعْ خَبايا الأَرضِ، وادْعُ مَلِيكَها، * لَعَلَّكَ يَوْماً أَن تُجابَ وتُرْزَقا
ويجوز أَن يكون ما خَبأَه اللّه في مَعادن الأَرض. وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه، قال: اخْتَبَأْتُ عند اللّه خِصالاً: إنِّي لَرابِعُ الإِسلام وكذا وكذا، أَي ادَّخَرْتها وجَعَلْتُها عنده لي.
والخِباءُ، مَدَّته همزة: وهو سِمَةٌ توضع في موضع <ص:63> خفي من الناقة النَّجِيبة، وانما هي لُذَيْعةٌ بالنار، والجمع أَخبِئَةٌ، مهموز.
وقد خَبِئَت النارُ وأَخْبَأَها الـمُخْبِئُ إِذا أَخْمَدَها. والخِباء: من
الأَبنية، والجمع كالجمع؛ قال ابن دريد: أَصله من خَبَأْت. وقد
تَخَبَّأْت خِباءً، ولم يقل أَحد إِنَّ خِباء أَصله الهمز الا هو، بل قد صُرِّح بخلاف ذلك. والخَبِيءُ: ما عُمِّيَ من شيء ثم حُوجِيَ به. وقد اخْتَبَأَه.وخَبِيئَةُ: اسم امرأَة؛ قال ابن الأَعرابي: هي خَبِيئةُ بنت رِياح بن يَرْبوع بن ثَعْلَبَةَ.
خبا: الخِباءُ من الأَبنية: واحد الأَخْبية، وهو ما كان من وَبَر أَو
صوف ولا يكون من شَعَر، وهو على عمودين أَو ثلاثة، وما فوقَ ذلك فهو بَيْت.
وقال ابن الأَعرابي: الخِباءُ من شعرٍ أَو صوف، وهو دون المَظَلَّة؛
كذلك حكاها ههنا بفتح الميم، وقال ثعلب عن يعقوب: من الصوف خاصة. والخِباءُ:
من بُيوت الأَعراب، جمعه أَخْبِية بلا همز. وفي حديث الاعتكاف: فأَمَرَ
بِخبائه فقُوِّضَ؛ الخِباءُ: أَحد بيوت العرب من وَبَر أَو صوف. وفي حديث
هندٍ: أَهْل خِباءٍ أَو أَخْباء، على الشك، وقد يُسْتَعْمل في المنازل
والمساكن؛ ومنه الحديث: لأَنه أَتى خِباءَ فاطمة وهي في المدينة؛ يريد
منزلها. وأَصل الخِباء الهمز إَنه يُخْتَبَأُ فيه. وأَخْبَيْت خِباءً
وخَبَّيْته وتَخَبَّيته: عملته ونَصَبته. واسْتَخْبَيْته: نَصَبْته ودخلت فيه.
والتَّخْبِية: من قولك خَبَّيته وتَخَبِّيته. وتَخَبَّيت كسائي
تَخَبِّياً وأَخْبَيْت كسائي إِذا جَعَلْتَه خِباءً. الكسائي: يقال من الخباء
أَخْبَيْت إِخباءً إِذا أَردت المصدر إِذا عَمِلْته وتَخَبَّيْت أَيضاً.
والخِباءُ: غِشاءُ البُرَّةِ والشَّعيرة في السُّنْبُلة، وخِباءُ النَّوْرِ:
كِمَامُه، وكِلاهما على المَثَل.
وخَبَتِ النارُ
والحَرْبُ والحِدّةُ تَخْبُو خَبْواً وخُبُوّاً: سَكَنت وطَفِئَت
وخَمَدَ لَهَبُها، وهي خابِية، وأَخْبَيْتها أَنا: أَخْمَدْتها؛ قال الكميت:
ومِنَّا ضِرارٌ وابْنَماهُ وحاجِبٌ
مُؤَجِّجُ نِيرانِ المَكارِمِ، لا المُخْبي
وقوله تعالى: كُلَّما خَبَت زِدْناهم سَعِيراً؛ قيل: معناه سَكَن
لَهَبُها، وقيل: معناه كلَّما تَمَنَّوا أَن تَخْبُوَ وأَرادوا أَن تَخْبُوَ.
والخَابِية: الحبُّ، وأَصله الهمز، لأَنه من خَبَأْت إِلاَّ أَن العرب
تركت همزها.
Software and presentation © 2024 Hawramani.com. All texts belong to the public domain.
Privacy Policy | Terms of Use | A Hawramani website