مثال: بَقِيَت آثار الإِسْتِعْمار حتى يومنا هَذَا
الرأي: مرفوضة عند بعضــهم
السبب: لجعل همــزة الوصل همــزة قطع.
الصواب والرتبة: -بقيت آثار الاسْتِعْمار حتى يومنا هذا [فصيحة]
التعليق: (انظر: همــزة مصدر «استفعل»).
همــج: هَمَــجَتِ الإِبلُ من الماء تَــهْمُــجُ هَمْــجاً، وهي هامِجةٌ: شربت
منه فاشتكت عنه؛ وهي إِبِلٌ هَوامِجٌ.
والــهَمَــجُ: جمع هَمَــجَةٍ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم
والحُمُرِ وأَعينها. وفي حديث عليّ، رضي الله تعالى عنه: سبحان من أَدْمَجَ
قوائم الذَّرَّة والــهَمَــجَةِ؛ وهي واحدة الــهمــج ذبابٌ صغير يسقط على وجوه
الإِبل والغنم والحمير وأَعينها؛ وقيل: الــهَمَــجُ صغار الدواب. الليث:
الــهَمَــجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة
الناس: هَمَــجٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: والــهَمَــجُ البَعُوضُ والذباب. والــهَمَــجُ،
في كلام العرب: أَصله البعوض، الواحدة هَمَــجة، ثم يقال لرذال الناس:
هَمَــجٌ هامِجٌ؛ قال ابن خالويه: الــهَمَــجُ الجوع، وبه سمِّي البعوض لأَنه إِذا
جاع عاش، وإِذا شبع مات. والــهَمَــجُ: الجوعُ. وهَمَــجَ إِذا جاع؛ قال
الراجز:
قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الــهَمَــجْ،
وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ
والــهَمَــجُ: الرَّعاعُ من الناس؛ وقيل: هم الأَخلاط، وقيل: هم الــهَمَــلُ
الذين لا نِظَامَ لــهم.
وكل شيء ترك بعضه يَموجُ في بعض، فهو هامجٌ. وقالوا: هَمَــجٌ هامِجٌ،
فإِما أَن يكون على ذلك، وإِما أَن يكون على المبالغة؛ قال الحارثُ بن
حِلِّزَةَ:
يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه،
يَعِيثُ فيه هَمَــجٌ هامِجُ
وقولــهم: هَمَــجٌ هامِجٌ، توكيد له كقولك: لَيْلٌ لائِلٌ. ويقال للرَّعاع
من الناس الحَمْقَى: إِنما هم هَمَــجٌ هامِج؛ وقول أَبي مُحْرِز
المُحارِبي:
قد هلكت جارتنا من الــهَمَــج
قالوا: سُوءُ التدبير في المعاش؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وسائرُ
الناسِ هَمَــجٌ رَعاعٌ؛ شَبَّه عليٌّ، عليه السلام، رَعاعَ الناس بالبعوض.
والــهَمَــجُ: رُذالُ الناس. ويقال لأُشابَة الناس الذين لا عقول لــهم ولا
مُرُوءَةَ: هَمَــجٌ هامج. وقومٌ هَمَــجٌ: لا خير فيه؛ قال حميد بن ثور:
هَمِــيجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ،
نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى
يعني الولد نتيج ثلاث بغيض. ورجل هَمَــجٌ وهَمَــجة: أَحمق، والأُنثى
بالهاء لا غير، وجمعُ الــهَمَــج أَــهْمــاجٌ؛ قال رؤبة:
في مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَــهْمــاج
أَبو سعيد: الــهَمَــجةُ من الناس الأَحمق الذي لا يتماسك، والــهَمَــجُ: جمع
الــهَمَــجة. والــهَمَــجة: الشاة المهزولة؛ وقول أَبي ذؤيب:
كأَنَّ ابْنةَ السَّــهْمِــيِّ، يَومَ لقِيتُها
مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِــيجُ
قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الــهَمَــج. ويقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ:
هَمَــجَةٌ وعَشَمةٌ. والــهَمَــجةُ: النعجة.
والــهَمِــيجُ من الظباء: الذي له جُدَّتانِ على ظهره سِوَى لونه، ولا يكون
ذلك إِلاَّ في الأُدْمِ منها، يعني البِيضَ، وكذلك الأُنثى بغير هاءِ،
وقيل: هي التي لها جُدَّتانِ في طُرَّتَيْها؛ وقيل: هي التي هَزَلَها
الرَّضاعُ؛ وقيل: هي الفَتِيَّةُ الحَسَنةُ الجسم؛ قال أَبو ذؤيب يصف
ظبية:موشَّحة بالطُّرَّتَينِ همــيج
ومعنى قوله همــيج: هي التي أَصابها وجع فذَبُلَ وجهُها. يقال: اهْتَمَجَ
وَجْهُه أَي ذَبُلَ. والــهَمِــيجُ: الخَمِيصُ البطن. واهْتَمَجَتْ نفْسُ
الرجل: ضعفت من جُهْدٍ أَو حَرٍّ؛ واهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه.
وأَــهْمَــجَ الفرسُ إِــهْمــاجاً في جَرْيه، فهو مُــهْمِــج ثم أَلْهَبَ في ذلك،
وذلك إِذا اجتهد في عَدْوِه. وقال اللحياني: يكون ذلك في الفرس وغيره
مما يَعْدُو؛ وأَنشد شمر لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري:
وقلتُ لطِفْلة مِنهنَّ، لَيسَتْ
بِمِتْفال، ولا هَمْــجَى الكَلامِ
قال: يريد الشَّرارَةَ والسَّمَاجَةَ. قال: وقال ابن الأَعرابي:
الإِــهْمــاجُ والإِسْماجُ. وهَمَــجَتِ الإِبلُ من الماءِ تَــهْمُــجُ هَمْــجاً،
بالتسكين، إِذا شربت دَفْعَةً واحدة حتى رَوِيَتْ.
وهم: الوَــهْمُ: من خَطَراتِ القلب، والجمع أَوْهامٌ، وللقلب وَــهْمٌ.
وتَوَــهَّمَ الشيءَ: تخيَّله وتمثَّلَه، كان في الوجود أَو لم يكن. وقال:
تَوهَّمْــتُ الشيءَ وتفَرَّسْتُه وتَوسَّمْتُه وتَبَيَّنْتُه بمعنى واحد؛
قال زهير في معنى التوَــهُّم:
فَلأْياً عَرَفْتُ الدار بعدَ تَوهُّمِ
(* صدر البيت:
وقَفْتُ بها من بعدِ عشرين حِجَّةً).
والله عز وجل لا تُدْرِكُه أَوْهامُ العِبادِ. ويقال: تَوَــهَّمْــت فيَّ
كذا وكذا. وأَوْــهَمْــت الشيء إذا أَغفَلْته. ويقال: وَــهِمْــتُ في كذا وكذا
أي غلِطْتُ. ثعلب: وأَوْــهَمْــتُ الشيءَ تركتُه كلَّه أُوهِمُ. وفي حديث
النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه صلَّى فأَوْــهَم في صلاتِه، فقيل: كأَنك
أَوْــهَمْــت في صلاتِك، فقال: كيف لا أُوهِمُ ورُفغُ أَحدِكم بين ظُفُره
وأَنْمُلَتِه؟ أي أَسقَط من صلاته شيئاً. الأَصمعي: أَوْــهَمَ إذا أَسقَط،
وَوَــهِمَ إذا غَلِط. وفي الحديث: أنه سجَد للوَــهَمِ وهو جالس أي للغلط.
وأَورد ابنُ الأَثير بعضَ هذا الحديث أَيضاً فقال: قيل له كأَنك وَــهِمْــتَ،
قال: وكيف لا أَيــهَمُ؟ قال: هذا على لغة بعضــهم، الأَصلُ أَوْــهَمُ بالفتح
والواوِ، فكُسِرت الــهمــزةُ لأَنَّ قوماً من العرب يكسِرون مُسْتقبَل فَعِل
فيقولون إعْلَمُ وتِعْلَم، فلما كسر همــزة أوْــهَمُ انقلبت الواوُ ياءً.
ووَــهَمَ إليه يَــهِمُ وَــهْمــاً: ذَهب وهْمُــه إليه. ووَــهَمَ في الصلاة وَــهْمــاً
ووهِِمَ، كلاهمــا: سَهَا. ووَــهِمْــتُ في الصلاة: سَهَوْتُ فأَنا أَوْــهَمُ.
الفراء: أَوْــهَمْــتُ شيئاً ووَــهَمْــتُه، فإذا ذهب وَــهْمُــك إلى الشيء قلت
وَــهَمْــت إلى كذا وكذا أَــهِمُ وَــهْمــاً. وفي الحديث: أَنه وَــهَم في تزويج
ميمونةَ أي ذهَب وَــهْمُــه. ووَــهَمْــت إلى الشيءِ إذا ذهب قلبُك إليه وأَنت تريد
غيرَهُ أَــهِمُ وَــهْمــاً. الجوهري: وَــهَمْــتُ في الشيء، بالفتح، أَــهِمُ
وَــهْمــاً إذا ذهَبَ وَــهْمُــك إليه وأَنت تريد غيره، وتوَــهَّمْــتُ أي ظننت،
وأَوْــهَمْــتُ غيري إيهاماً، والتَّوْهِيمُ مثلُه؛ وأَنشد ابن بري لحُميد
الأَرْقط يصف صَقْراً:
بَعِيد توْهِيم الوِقاع والنَّظَرْ
وَوَــهِمَ، بكسر الهاء: غَلِط وسَها. وأَوْــهَم من الحساب كذال: أَسقط،
وكذلك في الكلام والكتاب. وقال ابن الأَعرابي: أَوْــهَم ووَــهِمَ ووَــهَمَ
سواء؛ وأَنشد:
فإن أَخْطَأْتُ أَو أَوْــهَمْــتُ شيئاً،
فقد يَــهِمُ المُصافي الحَبيبِ
قوله شيئاً منصوب على المصدر؛ وقال الزِّبْرِقان بن بَدْر:
فبِتِلك أَقْضي الــهَمَّ إذ وَــهِمَــتْ به
نَفْسي، ولستُ بِنَأْنإٍ عَوّارِ
شمر: أَوْــهَمَ ووَــهِمَ وَوَــهَمَ بمعنى، قال: ولا أَرى الصحيح إلاَّ هذا.
الجوهري: أَوْــهَمْــتُ الشيءَ إذا تركته كلَّه. يقال: أَوْــهَمَ من الحساب
مائةً أي أَسقَط، وأَوْــهَمَ من صلاته ركعةً، وقال أبو عبيد: أَوْــهَمْــتُ
أَسقطتُ من الحساب شيئاً، فلم يُعَدِّ أَوْــهَمْــتُ. وأَوْــهَم الرجلُ في
كتابه وكلامه إذا أَسقَط.
ووَــهِمْــتُ في الحساب وغيره أَوْــهَم وَــهَمــاً إذا غَلِطت فيه وسَهَوْت.
ويقال: لا وَــهْمَ من كذا أي لا بُدَّ منه.
والتُّــهَمــةُ: أصلها الوُــهَمــةُ من الوَــهْم، ويقال اتَّــهَمْــتُه افتِعال
منه. يقال: اتَّــهَمْــتُ فلاناً، على بناء افتعَلْت، أي أَدخلتُ عليه
التُّــهَمــة. الجوهري: اتَّــهَمْــتُ فلاناً بكذا، والاسم التُّــهَمــةُ، بالتحريك،
وأَصل التاء فيه واوٌ على ما ذكر في وَكلَ. ابن سيده: التُّــهَمــةُ الظنُّ،
تاؤه مبدلةٌ من واوٍ كما أبدلوها في تُخَمةٍ؛ سيبويه: الجمع تُــهَمٌ، واستدل
على أَنه جمع مكسر بقول العرب: هي التُّــهَمُ، ولم يقولوا هو التُّــهمُ،
كما قالوا هو الرُّطَبُ، حيث لم يجعلوا الرُّطَبَ تكسيراً، إنما هو من باب
شَعيرة وشَعير. واتَّــهَمَ الرجلَ وأَتْــهَمــه وأَوْــهَمَــه: أَدخلَ عليه
التُّــهمــةَ أي ما يُتَّــهَم عليه، واتَّــهَم هو، فهو مُتَّــهمٌ وتَهيمٌ؛ وأَنشد
أَبو يعقوب:
هُمــا سَقياني السُّمَّ من غيرِ بِغضةٍ،
على غيرِ جُرْمٍ في إناءِ تَهِيمِ
وأَتْــهَم الرجُل، على أَفْعَل، إذا صارت به الرِّيبةُ. أبو زيد: يقال
للرجل إذا اتَّــهَمْــتَه: أَتْــهَمْــتُ إتْهاماً، مثل أَدْوَأْتُ إدْواءً. وفي
الحديث: أَنه حُبس في تُــهْمــةٍ؛ التُّــهْمــةُ: فُعْلةٌ من الوَــهْم، والتاء
بدل من الواو وقد تفتح الهاء. واتَّــهَمْــتُه: ظننتُ فيه ما نُسب إليه.
والوَــهْمُ: الطريق الواسع، وقال الليث: الوَــهْمُ الطريقُ الواضح الذي
يَرِدُ المَوارِدَ ويَصْدُرُ المَصادِرَ؛ قال لبيد يصف بعيرهَ وبعيرَ
صاحبه:ثم أَصْدَرْناهُمــا في واردٍ
صادرٍ، وَــهْمٍ صُواهُ، كالمُثُلْ
أَراد بالوَــهْمِ طريقاً واسعاً؛ قال ذو الرمة يصف ناقته:
كأَنها جَمَلٌ وَــهْمٌ، وما بَقِيتْ
إِلاَّ النَّحيرةُ والأَلْواحُ والعَصَبُ
أَراد بالوَــهْم جملاً ضَخْماً، والأُنثى وَــهْمــةٌ؛ قال الكميت:
يَجْتابُ أَرْدِيَةَ السَّرابِ، وتارةً
قُمُصَ الظّلامِ، بوَــهْمــةٍ شِمْلالِ
والوَــهْم: العظيمُ من الرجال والجمالِ، وقيل: هو من الإِبل الذَّلولُ
المُنْقادُ مع ضِخَمٍ وقوّةٍ، والجمع أَوهامٌ ووُهومٌ ووُــهُمٌ. وقال الليث:
الوَــهْمُ الجملُ الضخم الذَّلُولُ.
همــش: الــهَمْــشةُ: الكلامُ والحركةُ، هَمَــشَ وهَمِــشَ القومُ فــهم
يَــهْمَــشُون ويَــهْمِــشُون وتَهامَشُوا. وامرأَة هَمَــشى الحديثِ، بالتحريك: تُكْثِرُ
الكلامَ وتُجَلَّبُ. والــهَمِــشُ: السريعُ العملُ بأَصابِعه. وهَمَــشَ
الجرادُ: تحرَّك ليَثُور. والــهَمْــشُ: العَضُّ، وقيل: هو سُرْعَة الأَكلِ. قال
أَبو منصور: الذي قاله الليث في الــهَمْــش أَنه العَضُّ غيرُ صحيح، وصوابه
الــهَمْــس، بالسين، فصحَّفه، قال: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه
قال: إِذا مضَغَ الرجلُ الطعامَ وفُوهُ مُنْضَمٌّ قيل: هَمَــشَ يَــهمِــشُ
هَمْــشاً. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: يقال للجراد إِذا طُبِخَ في
المِرْجَل الــهَمِــيشةُ، وإِذا سُوِّيَ على النار فهو المَحْسُوسُ. قال ابن
السكيت: قالت امرأَة من العرب لامرأَة ابنها طَفَّ حَجْرُكِ وطابَ نَشْرُك
وقالت لابنتها: أَكَلْتِ هَمْــشاً، وحَطَبْتِ قَمْشاً دعَتْ على امرأَة
ابنها أَن لا يكون لها ولَد ودَعَت لابْنَتِها أَن تَلِدَ حتى تُهامِشَ
أَولادَها في الأَكْل أَي تُعاجِلَــهم، وقولُها حَطَبْتِ قَمْشاً أَي حطَبَ لك
ولدُكِ من دِقِّ الحَطَبِ وجلِّه. ويقال للناس إِذا كثروا بمكان
فأَقبلوا وأَدْبَرُوا واختلطوا: رأَيتــهم يَهْتَمِشُون ولــهم هَمْــشةٌ، وكذلك
الجراد إِذا كان في وِعاء فغَلى بعضُهُ في بعض وسمعتَ له حركة تقول: له
هَمَــشةٌ في الوعاء. ويقال: إِن البراغيث لتَهْتَمِشُ تحْت جَنْبي فتُؤْذيني
باهْتِماشها. ابن الأَعرابي: الــهَمْــشُ والــهَمَــشُ كثرةُ الكلام والخَطَل في
غير صواب؛ وأَنشد:
وهَمِــشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ
قال الأَزهري: وأَنشدَنِيه المنذريُّ وهَمَــشُوا، بفتح الميم، ذكره عن
أَبي الهيثم. واهْتَمَشَت الدابةُ إِذا دبَّت دَبِيباً.
همــز: هَمَــزَ رأْسه يَــهْمِــزُه هَمْــزاً: غَمَزَه، وقد هَمَــزْتُ الشيءَ في
كفي؛ قال رؤبة:
ومن هَمَــزْنا رأْسَه تَهَشَّما
وهَمَــزَ الجَوْزَة بيده يَــهْمِــزُها: كذلك. وهَمَــزَ الدابة يَــهْمِــزُها
هَمْــزاً: غَمَزَها. والمِــهْمــازُ: ما هُمِــزَتْ به؛ قال الشماخ:
أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها،
كما قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ
أَراد المهاميز، فحذف الياء ضرورة. قال ابن سيده: وقد يكون جمع
مِــهْمَــزٍ. قال الأَزهري: وهَمَــزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ،
قال شمر: والمَهامِزُ عِصِيٌّ، واحدتها مِــهْمَــزَة، وهي عصاً في رأْسها
حديدة يُنخس بها الحمار؛ قال الأَخطل:
رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ،
دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُــهُمْ لم تُضْرَسِ
بالــهَمْــزِ من طُولِ الثِّقافِ، وجارُــهُمْ
يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ
أَبو الهيثم: المهامز مقارع النَّخَّاسِين التي يَــهْمِــزُون بها الدواب
لتُسْرِعَ، واحدتها مِــهْمَــزة، وهي المِقْرَعَةُ.
والمِــهْمَــزُ والمِــهْمــازُ: حديدة تكون في مؤخر خُف الرائض. والــهَمْــزُ مثل
الغَمْزِ والضَّغْطِ، ومنه الــهَمْــزُ في الكلام لأَنه يُضْغَط. وقد
هَمَــزْتُ الحَرْفَ فانْــهَمَــز، وقيل لأَعرابي: أَتَــهْمِــزُ الفار؟ فقال:
السِّنَّورُ يَــهْمِــزُها.
والــهَمْــزُ مثل اللَّمْزِ. وهَمَــزَهُ: دفعه وضربه. وهَمَــزْتُه ولَمَزْتُه
ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه إِذا دفعته؛ قال رؤبة:
ومَنْ هَمَــزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا
على اسْتِهِ زَوْبَعَةً، أَو زَوْبَعا
تبركع الرجل إِذا صُرعَ فوقع على استه. وقوسٌ هَمُــوزٌ وهَمَــزَى، على
فَعَلى: شديدة الدفع والحَفْزِ للســهم؛ عن أَبي حنيفة، وأَنشد لأَبي النجم
وذكر صائداً:
نَحا شمالاً هَمَــزَى نَصُوحا،
وهَتَفَى مُعْطِيَةً طَرُوحا
ابن الأَنباري: قوس هَمَــزَى شديدة الــهَمْــزِ إِذا نُزِعَ عنها. وقوسٌ
هَتَفَى: تَهْتِفُ بالوَتَرِ.
والهَامِزُ والــهُمَّــازُ: العَيَّابُ. والــهُمَــزَةُ مثله، ورجل هُمَــزَةٌ
وامرأَة هُمَــزَةٌ أَيضاً. والــهَمَّــاز والــهُمَــزَة: الذي يَخْلُف الناسَ من
ورائــهم ويأْكل لحومــهم، وهو مثل العُيَبَةِ، يكون ذلك بالشِّدْقِ والعين
والرأْس. الليث: الــهَمَّــازُ والــهُمَــزَة الذي يَــهْمِــزُ أَخاه في قفاه من
خَلْفِه، واللَّمْزُ في الاستقبال. وفي التنزيل العزيز: هَمَّــازٍ مَشَّاءٍ
بنَمِيمٍ؛ وفيه أَيضاً: ويلٌ لكُلِّ هُمَــزَةٍ لُمَزَةٍ، وكذلك امرأَة
هُمَــزَة لُمَزَةٌ لم تَلْحَق الهاءُ لتأْنيث الموصوف بما فيه، وإِنما لحقت
لإِعلام السامع أَن هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية، فجعل
تأْنيث الصفة أَمارة لما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة. ابن
الأَعرابي: الــهُمَّــازُ العَيَّابُونَ في الغيب، واللُّمَّازُ المغتابون بالحضرة؛
ومنه قوله عز وجل: ويلٌ لكل هُمَــزة لمزة. قال أَبو إِسحق: الــهمــزة اللمزة
الذي يغتاب الناس ويَغُضُّــهم؛ وأَنشد:
إِذا لَقِيتُك عن شَحْطٍ تُكاشِرُني،
وإِن تَغَيَّبْتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ
ابن الأَعرابي: الــهَمْــزُ الغَضُّ، والــهَمْــزُ الكَسْرُ، والــهَمْــزُ
العَيْبُ. وروي عن أَبي العباس في قوله تعالى: ويل لكل همــزة لمزة؛ قال: هو
المَشَّاءُ بالنميمة المُفَرِّقُ بين الجماعة المُغْري بين الأَحبة. وهَمَــزَ
الشيطانُ الإِنسانَ هَمْــزاً: هَمَــسَ في قلبه وَسْواساً. وهَمَــزاتُ
الشيطان: خَطَراتُه التي يُخْطِرُها بقلب الإِنسان. وفي حديث النبي، صلى الله
عليه وسلم: أَنه كان إِذا استفتح الصلاة قال: اللــهم إِني أَعوذ بك من
الشيطان الرجيم من هَمْــزِه ونَفْثِه ونَفْخِه قيل: يا رسول الله، ما هَمْــزه
ونَفْثُه ونَفْخه؟ قال: أَما هَمْــزُه فالمُوتَةُ، وأَما نفثه
فالشِّعْرُ، وأَما نفخُه فالكِبْرُ؛ قال أَبو عبيد: المُوتَةُ الجُنُون، قال:
وإِنما سماه هَمْــزاً لأَنه جعله من النَّخْسِ والغمز. وكلُّ شيء دفعته، فقد
هَمَــزْتَهُ. وقال الليث: الــهَمْــز العَصْر. يقال: هَمَــزْتُ رأْسَه وهمــزتُ
الجَوْز بكفِّي. والــهَمْــزُ: النخس والغمز. والــهَمْــزُ: الغِيبَة والوقيعة في
الناس وذكر عيوبــهم؛ وقد هَمَــزَ يَــهْمِــزُ، فهو هَمَّــاز وهُمَــزَةٌ
للمبالغة.
والــهَمْــزَة: النُّقْرَة كالهَزْمَةِ، وقيل هو المكان المنخسف؛ عن كراع.
والــهَمْــزَةُ من الحروف: معروفة، وسميت الــهَمْــزَةَ لأَنها تُــهْمَــزُ
فَتُهَتُّ فَتَنْــهَمِــزُ عن مخرجها، يقال: هو يَهُتُّ هَتًّا إِذا تكلم
بالــهَمْــزِ، وقد تقدم الكلام على الــهمــزة في أَوّل حرف الــهمــزة أَوّل
الكتاب.وهَمَــزَى: موضع. وهُمَــيْزٌ وهَمَّــاز: اسمان، والله أَعلم.
جــهم: الجَــهْمُ والجَهِيمُ
(* قوله «والجهيم»
كذا بالأصل والمحكم بوزن أمير، وفي القاموس الجــهم وككتف). من الوجوه:
الغليظ المجتمع في سَماجة، وقد جَــهُم جُهُومةً وجَهامةً. وجَــهَمَــه
يَجْــهَمُــه: استقبله بوجه كريه؛ قال عمرو بن الفَضْفاض الجُهَنيُّ:
ولا تَجْــهَمِــينا، أُمَّ عمرو، فإِنما
بنا داءُ ظَبْيٍ لم تَخُنه عَوامِلُه
(* قوله «ولا تجــهمــينا» كذا بالأصل
بالواو، والذي في الصحاح: فلا بالفاء ، والذي في المحكم والتهذيب: لا
تجــهمــينا بالخرم، زاد في التكملة: الاجتهام الدخول في مآخير الليل، ومثله في
التهذيب).
داءُ ظبي: أَنه إِذا أَراد أَن يَثِب مكث ساعة ثم وَثَب، وقيل: أَراد
أَنه ليس بنا داء كما أَن الظبي ليس به داء؛ قال أَبو عبيد: وهذا أَحَبُّ
إِليَّ. وتَجَــهَّمَــه وتَجَــهَّم له: كَجَــهِمَــه إِذا استقبله بوجه كريه.
وفي حديث الدعاء: إِلى من تَكِلُني إِلى عَدُوٍّ يَتَجَــهَّمُــني أَي يلقاني
بالغِلْظة والوجه الكريه. وفي الحديث: فتَجَــهَّمَــني القومُ. ورجل جَــهْمُ
الوجه أَي كالِحُ الوجه، تقول منه: جَــهَمْــتُ الرجلَ وتَجَــهَّمْــتُه إِذا
كلَحْتَ في وجهه. وقد جَــهُم، بالضم، جُهُومةً إِذا صار باسِرَ الوجه. ورجل
جَــهْمُ الوَجْه وجَــهِمُــهُ: غليظُه، وفيه جُهُومة. ويقال للأَسد: جَــهْمُ
الوَجْهِ. وجَــهُمَ الرَّكَبُ: غَلُظ. ورجل جَــهْم وجَــهِمٌ وجَهُوم: عاجز
ضعيف؛ قال:
وبَلْدةٍ تَجَــهَّمُ الجَهُوما،
زَجَرْتُ فيها عَيْهلاً رَسُوما
تَجَــهَّمُ الجَهُوما أَي تستقبله بما يكره.
والجَــهْمَــةُ والجُــهْمَــة: أَوّلُ مآخير الليل، وقيل: هي بقيةُ سَوادٍ من
آخره. ابن السكيت: جَــهْمَــةُ الليل وجُــهْمَــته، بالفتح والضم، وهو أَوَّلُ
مآخِير الليل، وذلك ما بين الليل إِلى قريب من وقت السَّحَر؛ وأَنشد:
قد أَغْتَدي لِفِتْيَةٍ أَنْجابِ،
وجُــهْمَــةُ الليلِ إِلى ذَهابِ
وقال الأَسْوَدُ بن يَعْفُر
وقَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها
بجُــهْمــةٍ، والدِّيكُ لم يَنْعَب
أَبو عبيد: مَضى من الليل جُــهْمــةٌ وجَــهْمــة. والجَــهْمَــة: القِدْر
الضَّخْمة؛ قال الأَفْوَهُ:
ومَذانِبٌ ما تُسْتَعارُ، وجَــهْمــةٌ
سَوداءُ، عند نَشِيجِها، لا تُرْفَعُ
والجَهامُ، بالفتح: السحاب
(* قوله «والجهام بالفتح السحاب» في التكملة
بعد هذا: يقال اجــهمــت السماء). الذي لا ماء فيه، وقيل: الذي قد هَراقَ
ماءَه مع الريح. وفي حديث طَهْفَةَ: ونَسْتَحيلُ الجَهامَ؛ الجَهامُ: السحاب
الذي فرغ ماؤه، ومن روى نستخيل، بالخاء المعجمة، أَراد نَتَخَيَّلُ
في السحاب خالاً أَي المطر، وإِن كان جَهاماً لشدّة حاجتنا إِليه، ومن
رواه بالحاء أَراد لا ننظر من السحاب في حال إِلا إِلى جَهام من قلة
المطر؛ ومنه قول كعب بن أَسَدٍ لُحيَيِّ بن أَخْطَبَ: جِئتَني بجَهام أَي
الذي تَعْرِضُه عَليَّ من الدِّينِ لا خير فيه كالجَهامِ الذي لا ماء
فيه.وأَبو جَــهْمَــة اللَّيثيّ: معروف: حكاه ثعلب. وجُهَيْمٌ وجَيْــهَمٌ:
اسمان. وجُهَيْمة: امرأَة؛ قال:
فيا رَبّ عَمِّرْ لي جُهَيْمَةَ أَعْصُراً
فمالِكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني
وبنو جاهِمَــة: بطن منــهم. وجَيْــهَمٌ: موضع بالغَوْرِ كثير الجن؛ وأَنشد:
أَحاديثُ جِنٍّ زُرْنَ جِنّاً بجَيــهمــا
نــهم: النَّــهْمــةُ: بلوغُ الــهِمَّــة في الشيء. ابن سيده: النَّــهَمُ،
بالتحريك، والنَّهامةُ: إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئَ عينُ
الآكل ولا تَشْبَعَ، وقد نَــهِمَ في الطعام، بالكسر، يَنْــهَمُ نَــهَمــاً إذا
كان لا يَشْبَعُ. ورجل نَــهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ، وقيل: المَنْهومُ
الرَّغيب الذي يَمْتَلِئُ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه، وقد نُــهِمَ بكذا فهو
مَنْهوم أي مُولَع به، وأَنكرها بعضــهم. والنَّــهْمــة: الحاجة، وقيل: بلوغُ
الــهِمَّــةِ والشهوةِ في الشيء. وفي الحديث: إذا قَضى أَحدُكم نَــهْمــتَه من
سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله. ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به. وفي الحديث:
مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ، وفي
رواية: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا. الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ
والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد:
ما لَكَ لا تَنْــهِمُ يا فَلاَّحُ؟
إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ
ونَــهَمَــني فلانٌ أي زَجَرني. ونَــهَمَ يَنْــهِم، بالكسر، نَهِيماً: وهو
صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وقيل: هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ، وقيل: نَــهَمَ يَنْــهِم لغة
في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ. والنَّــهْمُ والنَّهيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ
وزَجْرٌ، وقد نَــهَمَ يَنْــهِمُ. ونَــهْمــةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُــهمــا، وقال
بعضــهم: نَــهْمــةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه. والنَّهّامُ: الأَسدُ لصوته. يقال:
نَــهَمَ يَنْــهِمُ نَهِيماً. والناهمُ: الصارخُ. والنَّهيمُ، مثلُ
النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وهو صوتُ الأَسد والفيلِ. يقال: نَــهَمَ الفيلُ
يَنْــهِمُ نَــهْمــاً ونَهيماً؛ وأَنشد ابن بري:
إذا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما،
أَبأْت منها هَرَباً عَزِيما
الإباءُ: الفِرارُ. والنَّــهْم، بالتسكين: مصدر قولك نَــهَمْــتُ الإبلَ
أَنْــهَمُــها، بالفتح فيــهمــا، نَــهْمــاً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في
سيرها؛ ومنه قول زياد المِلقطي:
يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْــهَمُــهْ
أي أَزْجرهُ. وفي حديث إسلام عمر، رضي الله عنه: قال تَبِعْتُه فلما
سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَــهَمَــني وقال: ما جاء
بكَ هذه الساعةَ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي. وفي حديث عمر أَيضاً، رضي الله
عنه: قيل له إن خالدَ بن الوليد نَــهَمَ ابْنَكَ فانْتَــهَمَ أي زجَرَه
فانْزَجَرَ. ونَــهَم الإبل يَنْــهِمُــها ويَنْــهَمُــها نَــهْمــاً ونَهِيماً ونَــهْمــةً؛
الأَخيرة عن سيبويه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ. والمِنْهامُ من الإبل: التي
تُطيع على النَّــهْم، وهو الزجرُ، وإبلٌ مَناهيمُ: تُطيع على النَّــهْمِ
أي الزجرِ؛ قال:
أَلا انْــهِمــاها، إنها مَناهِيمْ،
وإنما يَنْــهِمُــها القومُ الهيمْ،
وإننا مَناجِدٌ مَتاهيمْ
والنَّــهْمُ: زجرُك الإبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ. نَــهَمَ الإبلَ
يَنْــهِمُــها ويَنْــهَمُــها نَــهْمــاً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها. قال أَبو عبيد:
الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.
والنِّهاميُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه يَنْــهَمُ
(* قوله «لانه ينــهم»
ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه معاً إشارة إلى صحتــهمــا) أي
يدعو. والنِّهاميُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد:
نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب
وأَنشد ابن بري للأعشى:
سأَدْفعُ عن أَعراضِكم وأُعِيرُكم
لِساناً، كمِقْراضِ النِّهاميِّ، مِلْحَبا
وقال الأسود بن يعفر:
وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا
سِناناً، كنِبراسِ النِّهاميِّ، مِنْجَلا
مِنْجَلاً: واسعَ الجرح، وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، وقيل:
النِّهاميُّ النَّجّارُ، والفتح في كل ذلك
(* قوله «والفتح في كل ذلك إلخ» الذي في
القاموس أنه بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث، وبمعنى الراهب بالكسر
والضم) لغة؛ عن ابن الأَعرابي. النضر: النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ
الجَدَدُ، وهو النَّهّامُ أَيضاً. والمَنْــهَمــةُ: موضع النَّجْر. وطريقٌ
نِهاميٌّ ونَهّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ. والنَّــهْمُ: الخَذْفُ بالحصى ونحوه.
ونَــهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْــهَمُــه نَــهْمــاً: قذفه؛ قال رؤبة:
والهُوجُ يُدْرينَ الحَصى؟؟ المَهْجوما،
يَنْــهَمْــنَ في الدار الحَصى المَنْهوما
لأن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه، وهو النَّــهْم. والنُّهامُ: طائرٌ
شِبْهُ الهامِ، وقيل: هو البُومُ، وقيل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح في
بُومة تَصِيح:
تَبِيتُ إذا ما دَعاها النُّهام
تُجِدُّ، وتَحْسِبها مازِحهْ
يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ. وقال أَبو سعيد: جمع
النُّهامِ نُــهُمٌ، قال: وهو ذكَرُ البُومِ؛ قال: وأَنشد ابن بري في النُّهام
ذكرِ البوم لعديّ بن زيد:
يُؤْنِسُ فيها صَوْتُ النُّهامِ، إذا
جاوَبَها بالعَشِيِّ قاصِبُها
ابن سيده: وقيل سُمِّيَ البومُ بذلك لأَنه يَنْــهِمُ بالليل وليس هذا
الاشتقاق بقَويٍّ؛ قال الطرماح:
فتَلاقَتْه فلاثَتْ به
لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهامْ
والجمع نُــهُمٌ. ونُــهْمٌ: صنمٌ، وبه سمي الرجل عَبدَ نُــهْمٍ. ونِــهْمٌ:
اسمُ رجلٍ، وهو أَبو بطنٍ منــهم. ونُــهْمٌ: اسمُ شيطانٍ، ووفد على النبي، صلى
الله عليه وسلم، حيٌّ من العرب فقال: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فقالوا: بنو
نُــهْمٍ، فقال: نُــهْمٌ شيطان، أنتم بنو عبدالله. ونِــهْمٌ: بَطْنٌ من
هَمْــدانَ، منــهم عَمْرو بن بَرَّاقة الــهَمْــداني ثم النِّــهْمِــيّ.