Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ضحا

عشي

(عشي)
عشا وعشاوة عشا فَهُوَ عش وَهِي عَشِيَّة وَهُوَ أعشى وَهِي عشواء (ج) عشو وَفُلَان أكل الْعشَاء وَعَلِيهِ ظلمه

عشي


عَشِيَ(n. ac. عَشًا [ ])
a. Was weaksighted, night-blind.
b. see V
عَشَّيَa. Gave supper to; pastured at night ( camels).
b. Caught by means of a fire (birds).

أَعْشَيَa. see II (a)b. Dazzled, blinded; rendered weaksighted.

تَعَشَّيَa. Supped, took supper; pastured by night (
camels ).
تَعَاْشَيَa. Feigned blindness; feigned ignorance.

إِعْتَشَيَa. Journeyed, set out at night-fall.
b. [acc.
or
Bi]
see I (c)
إِسْتَعْشَيَa. Guided himself by (watchfire).

عَشْوَة []
a. Darkness.

عُِشْوَة [عِشْيَة]
a. Watch-fire.

عَشَوِيّ []
a. Evening, belonging to the evening.

أَعْشَى []
a. Night-blind.

عَاشِيَة [] (pl.
عَوَاشٍ [] )
a. Pasturing at night (camel).
عَشَآء [] (pl.
أَعْشِيَة [] )
a. Supper.
b. Weaksight; nightblindness; sightlessness.

عَشَاوَة []
a. see 22 (b)
عِشَآء []
a. Night-fall.

عَشِيّ []
a. see 25t
عَشِيَّة [] ( pl.
reg. &
a. عَشَايَا ), Evening, even;
night-fall.
عَشْوَآء []
a. Blind camel.
b. Darkness.

عَشِّي
a. [ coll. ], Cook.
عَشِيَّة أَمْسٍ
a. Last night, yesternight, yesterday evening.

العَشَآء السِّرِّيّ
a. [ coll. ], The Holy Communion.

خَبَطَهُ خَبْطَ عَشْوَآء
a. He did it without aim, without perception, at
random.
ع ش ي : الْعَشِيُّ قِيلَ مَا بَيْنَ الزَّوَالِ إلَى الْغُرُوبِ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ صَلَاتَا الْعَشِيِّ وَقِيلَ هُوَ آخِرُ النَّهَارِ وَقِيلَ الْعَشِيُّ مِنْ الزَّوَالِ إلَى الصَّبَاحِ وَقِيلَ الْعَشِيُّ وَالْعِشَاءُ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ إلَى الْعَتَمَةِ وَعَلَيْهِ قَوْلُ ابْنِ فَارِسٍ الْعِشَاءَانِ الْمَغْرِبُ وَالْعَتَمَةُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْعَشِيَّةُ مُؤَنَّثَةٌ وَرُبَّمَا ذَكَّرَتْهَا الْعَرَبُ عَلَى مَعْنَى الْعَشِيِّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْعَشِيَّةُ وَاحِدَةٌ جَمْعُهَا عَشِيٌّ.

وَالْعِشَاءُ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ أَوَّلُ ظَلَامِ اللَّيْلِ.

وَالْعَشَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الطَّعَامُ الَّذِي يُتَعَشَّى بِهِ وَقْتَ الْعِشَاءِ وَعَشَّيْتُ فُلَانًا بِالتَّثْقِيلِ وَعَشَوْتُهُ أَطْعَمْتُهُ الْعَشَاءَ وَتَعَشَّيْتُ أَنَا أَكَلْت الْعَشَاءَ وَعَشِيَ عشى مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ بَصَرُهُ فَهُوَ أَعْشَى وَالْمَرْأَةُ عَشْوَاءُ. 
الْعين والشين وَالْيَاء

العَيْشُ: الْحَيَاة. عاشَ عَيْشا وعِيشَةً ومَعِيشا ومَعاشا وعَيْشُوشةً وأعاشه الله. قَالَ ابْن أبي دَاوُد وَسَأَلَهُ أَبوهُ: مَا الَّذِي أعاشك بعدِي؟ فَأَجَابَهُ:

أعاشني بَعْدَكَ وادٍ مُبْقِلُ ... آكُلُ مِنْ حَوْذَانِه وأَنْسِلُ

وعايَشَهُ: عَاشَ مَعَه، كَقَوْلِك عامره. قَالَ قعنب بن أم صَاحب:

وَقد علمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ ... لَا نَبرَحُ الدَّهْرَ إلاَّ بَيْنَنا إحَنُ

والعِيشَةُ: ضرب من الْعَيْش.

والمَعاشُ والمَعِيشُ والمعِيَشُة: مَا يُعاشُ بِهِ. وَجمع المَعِيشَةِ مَعايِشُ على الْقيَاس، ومعائش على غير قِيَاس وَقد قريء بهما. وَرويت عَن نَافِع مَهْمُوزَة وَجَمِيع النَّحْوِيين الْبَصرِيين يَزْعمُونَ أَن همزها خطأ.

والمعاش: مَظَنَّة ذَلِك، وَفِي التَّنْزِيل (وجعلنَا النَّهار مَعَاشا) أَي ملتمسا للْعَيْشِ.

والمُتَعَيِّشُ: ذُو الْبلْغَة من العَيْش.

والعائِشُ: ذُو الْحَالة الْحَسَنَة.

والعَيْشُ: الطَّعَام، يَمَانِية.

وَفِي مثل " أَنْت مرّة عَيْش وَمرَّة جَيش " أَي تَنْفَع مرّة وتضر أُخْرَى. وَقَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ أَنْت مرّة فِي عَيْش رخي وَمرَّة فِي جَيش غزي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قيل لرجل: كَيفَ فلَان؟ قَالَ: عَيْش وجيش. أَي مرّة معي وَمرَّة عَليّ.

وعائِشَةُ اسْم امْرَأَة.

وَبَنُو عائِشَةَ قَبيلَة من تيم اللات.

وعَيَّاشٌ ومُعَيِّشٌ اسمان.
عشي
عشِيَ يَعشَى، اعْشَ، عَشًى وعَشَاوةً، فهو أَعْشى
• عشِي الرَّجلُ:
1 - عشا، ضَعُفَ بصرُه ليلاً "طفلٌ أَعْشى- عشِيتْ عيناي من طول البُكا ... وبكى بعضي على بعضي معي".
2 - ساء بصرُه باللَّيل وبالنَّهار أو أبصر بالنَّهار ولم يبصر باللَّيل أو عمِي " {وَمَنْ يَعْشَ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [ق] ". 

أعشى يُعشي، أعْشِ، إعشاءً، فهو مُعْشٍ، والمفعول مُعْشًى
• أعشاه اللهُ: جعله ضعيفَ البصر ليلاً (انظر: ع ش و - أعشى) "أعشتني كثرةُ القراءة- {فَأَعْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [ق] ". 

تعشَّى يتعشَّى، تَعَشَّ، تَعَشّيًا، فهو مُتَعَشٍّ
• تعشَّى الشَّخصُ: أكل العشاءَ، تناول وجبةً ليلاً "كان يتعشَّى ثمّ ينام". 

عشَّى يُعشِّي، عَشِّ، تَعْشِيةً، فهو مُعَشٍّ، والمفعول مُعَشًّى
• عشَّى صديقَه: أطعمه العَشاءَ (انظر: ع ش و - عشَّى). 

إعشاء [مفرد]: مصدر أعشى. 

أعشى [مفرد]: ج عُشْو، مؤ عَشْواءُ، ج مؤ عشواوات
 وعُشْو: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عشِيَ: (انظر: ع ش و - أعشى) "امرأة عشْواء- رجالٌ ونساءٌ عُشْوٌ" ° ركِب العَشْواءَ: سار في أمره على غير هُدًى أو بصيرة- يَخِبط خَبْطَ عَشْواء: يتصرَّف على غير هدًى، يخطئ ويصيب. 

عَشَاء [مفرد]: ج أَعْشِية: طعام المساء "أقام حفلَ عَشَاء- عَشَاءُ عمل- يفضِّل أن يكون عَشَاؤه خفيفًا". 

عِشاء [مفرد]: أوَّلُ ظلام اللّيل، من صلاة المغرب إلى العَتَمة "لقاؤنا في العِشاء- رجع من سفره عِشاءً- {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} " ° صلاة العِشاء: الصَّلاة التي تلي صلاة المغرب.
• العِشاءان: المغرب والعِشاء. 

عَشاوة [مفرد]:
1 - مصدر عشِيَ.
2 - ظُلمة " {خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ عَشَاوَةٌ} [ق] ". 

عَشْوائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَشْواء: طائشٌ، مُتسرِّعٌ لا تَبَصُّر فيه ولا رَويَّة، على غير هدًى ونور "حُكمٌ/ عَمَلٌ/ قرارٌ عشوائيٌّ". 

عَشْوائيَّة [مفرد]: ج عشوائيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَشْواء: "فكرة عشوائيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من عَشْواء: عَمَلٌ على غير بصيرةٍ أو هدًى "عَشْوائيّة العمل تؤدّي إلى فشله".
• العَشْوائيَّات: المباني المُقامة بلا تخطيط أو نظام خارج نطاق خطط التنمية السكّانيّة للحكومة وغالبًا ما تفتقر إلى بعض الخدمات الأساسيّة "طالب المجتمع الدوليّ إسرائيل بإزالة العشوائيات الاستيطانيّة". 

عَشًى [مفرد]: مصدر عشِيَ.
• العشى اللَّيليّ: (طب) الضعف الشديد في قوَّة الإبصار عند بعض الأفراد حينما يكون الضَّوء خافتًا أو في اللَّيل وله أسباب عديدة منها عوامل وراثيّة ونقص فيتامين (أ) "مريضٌ بالعَشَى". 

عَشِيّ [مفرد]: ج عَشايا: وقتٌ يمتدُّ من زوال الشَّمس إلى العتمة، آخر النَّهار، أوّل الظلام "ارتحلوا في العَشِيِّ- {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} " ° صلاتا العَشِيّ: صلاة الظُّهر وصلاة العصر. 

عَشيَّة [مفرد]: ج عَشيَّات وعَشايا: عَشِيّ، وقتٌ يمتدُّ من زوال الشَّمس إلى العتمة، آخر النَّهار، أوّل الظّلام "كان يزورنا في العَشِيَّة- كان ينام من العَشِيَّة- {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ
 يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَوَاتِ وَالْعَشِيَّات} [ق]- {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} " ° بين عَشِيَّةٍ وضُحاها: فجأةً، في وقت قصير جدًّا- عَشِيَّةَ أمس: البارحة. 

بهن

ب هـ ن

امرأة بهنانة وهنانة: فاترة مكسال. قال:

بهنانة تستعير القوم أعينهم ... حتى ترد إلى ذي النيقة البصرا
بهن البَهْوَنيُّ من الإِبلِ مَا بين الكَرْمانِيِّ والعَرَبيَّة. وناقَةٌ رَمْكَاءُ بَهْوَنِيَّةٌ تَضربُ إلى السَّوادِ. وَجَاريةٌ بَهْنَانَةٌ لَيِّنَةٌ في مَنطِقهَا وعَمَلهَا. وقيل هي الفاتِرةُ الكَسْلَى.
(بهن) - في حَدِيث الأَنصارِ: "ابهَنُوا منها آخِرَ الدَّهر".
: أي افرَحوا وطِيبُوا نَفْساً بصُحبَتى، من قَولِهم: امرأَةٌ بهنَانَة: أي ضَحَّاكة طَيَّبة النَّفَس والأرَجِ.
[بهن] نه في ح هوازن: خرجوا بدريد بن الصمة "يتبهنون" به، قيل أن الراوي غلط وإنما هو يتبهنسون، والتبهنس كالتبختر في المشي وهو مشي الأسد، وقيل يتيمنون من اليمن ضد الشؤم. وفي ح الأنصار: "ابهنوا" بها آخر الدهر أي افرحوا وطيبوا نفساً بصحبتي من امرأة بهنانة أي ضاحكة طيبة النفس.
(ب هـ ن)

البَهْنانَة: الــضحَّاكة، وَقيل: هِيَ الطّيبَة الرّيح، وَقيل: هِيَ اللينة فِي عَملهَا ومنطقها، فَأَما قَول عاهان ابْن كَعْب، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

أَلا قالَتْ بَهانِ ولمْ تَأَبَّقْ ... نَعِمْتَ وَلَا يَليقُ بِكَ النَّعيمُ

فَإِنَّهُ قَالَ: " بَهانِ " أَرَادَ بِهِ بَهْنانَة، وَعِنْدِي انه اسْم علم، كحذام وقطام.

والباهِينُ: ضَب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة، وَقَالَ مرّة: اخبرني بعض أَعْرَاب عمان أَن بهجر نَخْلَة يُقَال لَهَا: الباهينُ، لَا يزَال عَلَيْهَا السّنة كلهَا طلع جَدِيد، وكبائس مبسرة، وَأخر مرطبة ومثمرة.

والبَهْنَوِيُّ من الْإِبِل: مَا يكون بَين الكرمانية والعربية، وَهُوَ دخيل فِي الْعَرَبيَّة.

لَمَحَ

لَمَحَ إليه، كمنع: اخْتَلَسَ النَّظَرَ،
كأَلْمَحَ،
وـ البَرْقُ،
وـ النَّجْمُ: لَمَعَا،
لَمْحاً ولمحاناً وتَلْماحاً، وهو لامِحٌ ولَموحٌ ولَمَّاحٌ.
وأَلْمَحَهُ: جَعَلَهُ يَلْمَحُ،
وـ المرأةُ من وَجْهِها: أَمْكَنَتْ من أن يُلْمَحَ، تَفْعَلُ ذلك الحَسْناء، تُري محاسِنَها ثم تُخْفِيهَا.
ولأُرِيَنَّكَ لَمْحاً باصِراً: أمراً واضِحاً.
والملامِحُ: المَشابِهُ، وما بَدَا من مَحاسِنِ الوَجْهِ ومساوِيهِ،
جَمْعُ لَمْحَةٍ، نادِرٌ. وكرُمَّانٍ: الصُّقورُ الذَّكيَّةُ.
والأَلْمَحِيُّ: من يَلْمَحُ كثيراً.
والتُمِحَ بصرُهُ: ذُهِبَ به.
(لَمَحَ)
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يَلْمَحُ فِي الصَّلَاةِ وَلَا يَلْتَفِت» .

جلو

جلو: {تجلى}: ظهر. {لا يجلِّيها}: لا يظهرها.
جلو
أصل الجَلْو: الكشف الظاهر، يقال: أَجْلَيْتُ القوم عن منازلهم فَجَلَوْا عنها. أي: أبرزتهم عنها، ويقال: جلاه، نحو قول الشاعر:
فلما جلاها بالأيام تحيّزت ثبات عليها ذلّها واكتئابها
وقال الله عزّ وجل: وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا
[الحشر/ 3] ، ومنه: جَلَا لي خَبَرٌ، وخَبَرٌ جَلِيٌّ، وقياس جليّ ، ولم يسمع فيه جال. وجَلَوْتُ العروس جِلْوَة، وجَلَوْتُ السيف جَلَاءً، والسماء جَلْوَاء أي: مصحية، ورجل أَجْلَى: انكشف بعض رأسه عن الشعر، والتَّجَلِّي قد يكون بالذات نحو: وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى [الليل/ 2] ، وقد يكون بالأمر والفعل، نحو: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [الأعراف/ 143] . وقيل: فلان ابن جلا أي: مشهور، وأَجْلَوْا عن قتيل إِجْلَاءً.

جلو


جَلا(n. ac. جَلَآء [] )
a. Was, became clear, unobserved, manifest, disclosed
displayed; appeared, showed himself.
b.(n. ac. جَلْو
جَلَاْو) ['An], Emigrated, went out from.
c.(n. ac. جَلْو
جِلَاْو) [acc. & 'Ala], Made clear, disclosed, displayed to.
d. Cleansed, cleaned; polished.
e. Removed; drove away, expelled; dispelled.

جَلَّوَa. Showed, declared, disclosed, manifested
revealed.
b. Made a present to the bride.

جَاْلَوَ
a. [acc. & Bi], Showed open hostility to; was open with.

أَجْلَوَ
a. ['An], Emigrated, removed from.
b. [acc. & 'An], Caused to remove, expelled, drove
away from.
تَجَلَّوَa. Showed, manifested, revealed himself; appeared.
b. Was disclosed; became manifest, evident.

تَجَاْلَوَa. Made known, disclosed to one another.

إِنْجَلَوَa. see V (b)b. Was cleared away, removed, dispelled, dissipated; was
cleared up.
c. Was polished, shining.

جَلْوa. Brightness, brilliancy.
b. Emigration.

جِلْوَةa. Marriagegift, wedding-present.

أَجْلَوُa. Smooth, clear.
b. Handsome, good-looking.

جَاْلِو
(pl.
جَوَاْلِوُ)
a. Emigrating, removing; exiled, driven forth.

جَلَاْوa. see 1
جِلَاْوa. Collyrium.

جَلِيّa. Clear, manifest, evident.
b. Shining; polished.
c. [], Clearly, evidently.
جَلَيَان []
a. Revelation, Apocalypse.

الجَالوت
H.
a. Captivity of the Jews.
(ج ل و) : (جَلَا لِي الشَّيْءُ وَتَجَلَّى وَجَلَوْتُهُ) أَيْ كَشَفْتُهُ وَالْجَلَا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ الْإِثْمِدُ لِأَنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُرْوَى (الْجِلَاءُ) بِالْكَسْرِ مَمْدُودًا (وَمِنْهُ حَدِيثُ) الْمُعْتَدَّةِ فَسَأَلَتْهَا عَنْ كُحْلِ الْجِلَاءِ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَقَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ الْمَشْهُورِ هُوَ ابْنُ جَلَا أَيْ الَّذِي يُقَالُ لَهُ جَلَا الْأُمُورَ وَأَوْضَحَهَا أَوْ جَلَا أَمْرُهُ أَيْ وَضَحَ وَانْكَشَفَ (وَأَجْلَوْا) عَنْ قَتِيلٍ انْكَشَفُوا عَنْهُ وَانْفَرَجُوا (وَالْجَلَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الْخُرُوجُ عَنْ الْوَطَنِ وَالْإِخْرَاجُ يُقَالُ جَلَا السُّلْطَانُ الْقَوْمَ عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَأَجَلَاهُمْ فَجَلَوْا وَأَجْلَوْا أَيْ أَخْرَجَهُمْ فَخَرَجُوا كِلَاهُمَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (وَمِنْهُ) قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ الْيَهُودِ جَالِيَةٌ لِأَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَجْلَاهُمْ عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ ثُمَّ لَزِمَ هَذَا الِاسْمُ كُلَّ مَنْ لَزِمَتْهُ الْجِزْيَةُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمَجُوس بِكُلِّ بَلَدٍ وَإِنْ لَمْ يُجْلَوْا عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَيُقَالُ اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالِيَةِ إذَا وُلِّيَ عَلَى أَخْذِ الْجِزْيَةِ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا أَنَّثَ عَلَى تَأْوِيلِ الْجَمَاعَةِ وَالْجَمْعُ الْجَوَالِي.
ج ل و : جَلَوْتُ الْعَرُوسَ جِلْوَةً بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَجِلَاءً مِثْلُ: كِتَابٍ وَاجْتَلَيْتُهَا مِثْلُهُ وَجَلَوْتُ السَّيْفَ وَنَحْوَهُ كَشَفْتُ صَدَأَهُ جَلَاءً أَيْضًا وَجَلَا الْخَبَرُ لِلنَّاسِ جَلَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَضَحَ وَانْكَشَفَ فَهُوَ جَلِيٌّ وَجَلَوْتُهُ أَوْضَحْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَجَلَوْتُ عَنْ الْبَلَدِ جَلَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَيْضًا خَرَجْتُ وَأَجْلَيْتُ مِثْلُهُ وَيُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ مُتَعَدِّيَيْنِ أَيْضًا فَيُقَالُ جَلَوْتُهُ وَأَجْلَيْتُهُ وَالْفَاعِلُ مِنْ الثُّلَاثِيِّ جَالٍ مِثْلُ: قَاضٍ وَالْجَمَاعَةُ جَالِيَةٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ الَّذِينَ أَجْلَاهُمْ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ جَالِيَةٌ ثُمَّ نُقِلَتْ الْجَالِيَةُ إلَى الْجِزْيَةِ الَّتِي أُخِذَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ فِي كُلِّ جِزْيَةٍ تُؤْخَذُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهَا جَلَا عَنْ وَطَنِهِ فَيُقَالُ اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالِيَةِ وَالْجَمْعُ الْجَوَالِي
وَأَجْلَى الْقَوْمُ عَنْ الْقَتِيلِ تَفَرَّقُوا عَنْهُ بِالْأَلِفِ لَا غَيْرُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا أَجْلَوْا عَنْ الْقَتِيلِ انْفَرَجُوا وَأَجْلَوْا مَنْزِلَهُمْ إذَا تَرَكُوهُ مِنْ خَوْفٍ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ خَوْفٍ تَعَدَّى بِالْحَرْفِ وَقِيلَ أَجْلَوْا عَنْ مَنْزِلِهِمْ وَتَجَلَّى الشَّيْءُ انْكَشَفَ. 
جلو: جَلاَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ جِلاَءً. واجْتِلاَه لِنَفْسِه. وسَيْفٌ جَلِيٌّ: أي مَجْلُوٌّ. وجَلَيْتُ الفِضَّةَ وجَلَوْتُها. والملشِطَةُ تَجْلو العَرُوْسَ جِلْوَةً وجُلْوَةً. وجُلِيَتِ العَرُوْسُ إلى زَوْجِها. وجَلَوْتُها فهي مَجْلُوَّةٌ، واجْتَليْتُها. والجِلْيُ بوَزْنِ الخِزْيِ: الكَوّة من السَّطْحِ لا غَيْرِ، وسَمِّيَتْ بذلكَ لأنّه يُجْتَلى منها إلى خارِجِها: أي يُنْظَرُ إليه، يُقال: اجْتَلَيْتُه ونَظرْتُ إليه. وجَلأْتُ الرَّجُلَ: صَرَعْته. وجَلأَ به الأرْضَ: [أي] رَمى به. وأمْرٌ جَلِيٌّ: واضِحٌ. واجْلِ الأمْرَ: أي أوْضِحْه. والجُلاَءُ: البَيَانُ والأمْرُ الواضِحُ. والجَلاَءُ: الأمْرُ البَيِّنُ. وجَلّى الله عنه المَرَضَ. وجَلَّيْتُ عن الزَّمَانِ والشَّيْءِ: إذا كَانَ مَدْفُوْناً فأَظْهَرْته. وتَجَلَّيْتُ الشَّيْءَ: نَظَرْت إليه. والبازي يُجْلّي تَجْلِيَةً. وجاءَ فلانٌ بغَيْرِ جَلِيَّةٍ: أي بغَيرِ يَقِينٍ، من قَوْله: وآبَ مُضِلُّوه بغَيرِ جَلِيَّةٍ وجَلاَ الغَيْمُ والشَّرُّ: إذا تَكَشَّفَ وانْجَلَى. والجَلاَ مَقْصُوْرٌ: الإِثْمِدُ؛ سُمِّيَ به لأنَّه يَجْلُو البَصَرَ. وجَبْهَةٌ جَلْوَاءُ: وهي الوَاسِعَةُ الحَسَنَةُ. ورَجُلٌ أجْلى وقد جَلِيَ يَجْلَى: وهو ذَهابُ شَعرِ مَقَّدَمِ الرَّأْسِ. والمَجَالي: مَقَادِيْمُ الرَأْسِ، الواحِدُ مَجْلىً. وابْنُ جَلاَ: المَشْهُوْرُ المَعرُوفُ، وقيل: هو ابْنُ جَلاَ اللَّيْثيُّ وكَانَ صاحِبَ فَتْكٍ. وكاشَفْتُ الرَّجُلَ وجالَيْتُه: بمعنىً. والجَلاَءُ مَمْدُوْدٌ: أنْ يَجْلُوَ قَوْمٌ عن بِلادِهم، أي يَتَحَوَّلُونَ عنها ويَدَعُونَها، يُقال: أجْلَيْناهم عن بِلادِهم وأَجَلْوا: أي تَنَحَّوْا. والجالِيَةُ: هم أهْلُ الذِّمَّةِ، والجَميعُ الجَوَالي. وجَلّى الرَّجُلُ عن بَلَدِه. واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الجالَّةِ والجالِيَةِ. ويُقال للقَوْمِ إذا كانوا مُقْبِلِينَ على شَيْءٍ مُحْدِقِيْنَ به ثمَّ أُفْرِجُوا عنه قيل: أجْلَوْا عنه. وأجْلَيْتُ عنه الهَمَّ: إذا فَرَّجْتَ عنه. وأجْلَوْا عن قَتِيْلٍ بالألفِ لا غَيْرِ. وإذا عَنَيْتَ الانْكِشَافَ قُلْتَ: انْجَلَتْ عنه الهُمُوْمُ؛ كما تَنْجَلي الظُّلْمَةُ. 
الْجِيم وَاللَّام وَالْوَاو

جلا الْقَوْم عَن الْموضع، وَمِنْه، جَلْواً وجَلاء، وأَجْلوا.

وَفرق أَبُو زيد بَينهمَا فَقَالَ: جَلَوا من الْخَوْف، وأَجْلَوا من الجَدْب.

وأجلاهم هُوَ، وجَلاَهم، لُغَة.

وَكَذَلِكَ: اجلاهم، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف النَّحْل والعاسل:

فلمَّا جَلاها بالإيَام تحيَّزت ... ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكتئابُها

ويروى: " اجتلاها ". يَعْنِي العاسل جلا النَّحْل عَن موَاضعهَا بالايام وَهُوَ الدُّخان. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تحيَّرت " النَّحْل بِمَا عراها من الدُّخان.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: جلا النَّحْل يجلوها جَلاء: إِذا دخَّن عَلَيْهَا لاشتيار الْعَسَل.

وجَلْوة النَّحل: طَرْدها بالدخان.

وجَلاَ الأمرَ، وجَلاَّه، وجَلَّى عَنهُ: كشفه وأظهره.

وَقد انجلى، وتجلَّى.

وَأمر جَلِيّ: وَاضح.

وجَلا السَّيْف والمِرآة وَنَحْوهمَا، جَلْوا، وجِلاء: صقلهما.

وجلا عينَه بالكُحْل جَلْواً وجِلاَء.

والجَلا: الكُحل، لِأَنَّهُ يجلو الْعين، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

وأَكْحَلْك بالصاب أَو بالجلا ... ففَقِّح لكُحْلك أَو غمِّضِ

وجَلا الْعَرُوس على بَعْلهَا جَلوة، وجِلْوة، وجُلوة، وجِلاء، واجتلاها، وجَلاَّها.

وجَلاَّها زَوجهَا وصيفة: أَعْطَاهَا إِيَّاهَا فِي ذَلِك الْوَقْت. وجِلْوتها: مَا أَعْطَاهَا.

وَقيل: هُوَ مَا أَعْطَاهَا من غُرَّة أَو دَرَاهِم.

واجتلى الشَّيْء: نظر إِلَيْهِ.

وجَلَّى ببصره: رمى.

وجَلَّى الْبَازِي تَجْلِيّا. وتَجْليةً: رفع رَأسه ثمَّ نظر، قَالَ ذُو الرمة:

نظرتُ كَمَا جَلَّى على رَأس رَهْوة ... من الطير أقْنَى يَنْفُضُ الطَّلَّ أزرقُ

وجَبْهة جَلْواء: وَاسِعَة.

وَالسَّمَاء جَلْواء: مُصْحِية.

وَلَيْلَة جَلْواء: مصحية مضيئة.

والجلَا: انحسار مقدم الشّعْر.

وَقيل: هُوَ دون الصلع.

وَقيل: هُوَ أَن يبلغ انحسار الشّعْر نصف الرَّأْس.

وَقد جَلِى جَلاً، وَهُوَ أجْلَى.

وَقيل: الأجلى: الحَسَن الْوَجْه الأنزع.

وَابْن جلا: الْوَاضِح الْأَمر.

وَابْن جلاَ اللَّيْثِيّ، سمي بذلك لوضوح امْرَهْ، قَالَ:

أَنا ابْن جلا وطلاًّعُ الثنايا ... مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني

هَكَذَا أنْشدهُ ثَعْلَب: " وطلاع الثنايا " بِالرَّفْع على أَنه من صفته لَا من صفة الْأَب كَأَنَّهُ قَالَ: وَأَنا طلاَّع الثنايا. وَكَانَ ابْن جلا هَذَا صَاحب فتك يطلع فِي الغارات من ثنية الْجَبَل على أَهلهَا فَضربت الْعَرَب الْمثل بِهَذَا الْبَيْت وَقَالَت: أَنا ابْن جلا: أَي ابْن الْوَاضِح الْأَمر وَقَوله: " مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني " قَالَ ثَعْلَب: الْعِمَامَة تلبس فِي الْحَرْب وتوضع فِي السّلم.

وَابْن أجلى: كَابْن جلا، قَالَ العجاج: لاقوا بِهِ الحَجَّاج والإصحارا

بِهِ ابنُ أجلى وَافق الإسفارا

وَمَا أَقمت عِنْده إلاَّ جَلاَء يَوْم: أَي بياضه.

وأجْلى الله عَنْك: أَي كشف، يُقَال ذَلِك للْمَرِيض.

وَأجلى يعدو: أسْرع بعض الْإِسْرَاع.

وأَجْلَى: مَوضِع بَين فَلْجّة ومطلع الشَّمْس فِيهِ هضيبات حمر وَهِي تنْبت النَّصِيّ والصِّلِّيان.

وجَلْوَى، مَقْصُور: قَرْيَة.

وجَلْوَى: فرس خُفَاف بن نَدْبة، قَالَ:

وقفتُ لَهَا جَلْوَى وَقد خام صُحبتي ... لأبنيَ مَجْدا أَو لأثأر هَالكا

وجَلْوى، أَيْضا: فرس قرواش بن عَوْف.

وجَلْوى، أَيْضا: فَرَس لبني عَامر.
جلو: جلا، جلا في الخدمة: ظهر وتميز في الإدارة (تاريخ البربر 1: 401).
وجلا في اصطلاح الطب: نظف وطهر.
وجلا المرأة: زينها (كوسج مختار 143).
ففي ابن البيطار (1: 24) في كلامه عن الأرز: يجلو جلاء حسنا، وفي ص24 منه: قوِّتها تجلو وتحلِّل.
جلَّى (بالتشديد): أبان وأوضح (بوشر).
وفي ديوان مسلم بن الوليد: جَلّى بخوف عليهم، حين لجئوا إلى الحصن.
وقد فسرها الشارح بقوله: طلع عليهم بخوف أي حاصرهم فيه. وقد قارن الناشر بينها وبين قولهم جلّى البازي عند لين أجلى: أظهر، كشف (فوك) ويقال: أجلى عنه. وفي كتاب رتجرز (ص175) يجب أن يصحح ضبط الشكل على النحو الآتي: أجْلَت هذه الحروب عن هزيمة ابن السيد.
وأجلى: جلا: كشف الصدأ وصقل.
وأجلى فلانا من ماله: سلبه، ومنعه منه، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص237): إن لم يجد سبيلا إلى تجريحهم طلب أذاهم في غير ذلك حتى يجليهم من أموالهم.
تجَّلى: تكشف وتبين (بوشر).
وتجلت العروس: تزينت وتبرجت (دي ساسي، مختار 1: 243).
وتجلت الأزهار: تفتحت، يقال قد تجلت الأزهار من أكمامها (قلائد مخطوطة أ، 1: 157).
وتستعمل تجلّى فعلا متعديا، يقال تجلَّت المرأة نقابها: كشفته (عبد الواحد 173) وتستعمل تجلّى يدل نتَجَلَّل أي تغطى (المقري 2: 546)، راجع التعليقة في إضافات وتصحيحات، وتجد تجلل هذه في طبعة بولاق أيضاً.
انجلى: أنكشف صدؤه، وانصقل (فوك، بوشر).
وانجلى: تكشف وتبين.
يقال: فانجلت الهزيمة على بغموراسن (تاريخ بني زيان ص95 و) وفي (ص98 و) منه: انجلت الهزيمة عليه.
انجلى: تمالك نفسه، كبح هواه (ألكالا).
اجتلى الشيء: نظر إليه وتأمل وتبصر وأمعن النظر فيه. وتعدى بفي أيضاً، يقال اجتلى في الشيء (عباد 3: 5).
ابن جلا (انظر لين)، ومطلع ابن جلا: الموضع الذي تطلع منه الشمس، مشرق الشمس (المقري 2: 101).
جَلْو، وتجمع على جلوات: شبح، أشباح (الكالا).
جلاء: ضرب من السمك (ياقوت 1: 886).
جَلَوِيّ: إن أهل الأندلس حسب ما يقوله المستعيني يطلقون اسم بياض جلوي على الاسبيداج (معجم الأسبانية ص70)، قارن دواء جَلاء عند لين وجَلاء التي سنذكرها بعد هذا بهذه الكلمة.
جِلْوِى وتجمع جّلاَوِى: نقاب المرأة (فوك).
جَلِية. جَلِيّة خبر: جلاء خبر، بيان خبر، علامة خبر (بوشر).
جلية الخبر: الخبر اليقين، حقيقة الخبر، يقال: ما وقعت له على جلية خبر أي لم استطع الوقوف على حقيقة أمره (بوشر) وأنظر معجم المتفرقات.
جَلاَّء: الذي يجلو أي يصقل ويلمع.
ففي ابن البيطار (1: 187): وهو ملح قطَّاع جلاَّء.
والذي يجلو ويصقل أو يبيض النحاس.
(صفة مصر 16: 466 رقم 1).
ومِجلاة: مِصقل (أنظر جَرّاء في مادة جرى.
جالٍ: الذي جلا عن وطنه ورحل منه، وهاجر، ويجمع على جُلاَّء بالضم أيضاً.
ففي بسام (3:1 ق): فأصبحوا طرائد سيوف، وجلاّء حتوف. ويظهر إنه كان يقال في الأندلس أرباب الجالي بمعنى المهاجرين. يحكى ابن الخطيب (ص186 ق): أن ابن المردنيش أمر بمصادرة أموال الذين يهاجرون من أوطانهم. وحصل أن رجلا من شاطبة أفقرته الضرائب هرب إلى مرسيه، فبلغه الخبر أن أولاده قد سجنوا، لان أباهم خالف أمر منع الهجرة (وأخذت الضويعة من أيديهم في رسم الجالي).
وأراد هذا الرجل بعد أحداث ومصائب جرت عليه أن يعود إلى مرسية (ص187 و) (فقيل لي عند باب البلد كيف اسمك؟ فقلت محمد بن عبد الرحمن فأخذني الشرط وحملت (إلى) القابض بباب القنطرة فقالوا هذا من كتبته من أرباب الجالي بكذا وكذا دينار فقلت والله ما أنا إلا من شاطبة وإنما اسمي وافق ذلك الاسم ووصت له ما جرى عليَّ فأشفق وضحك مني وأمر بتسريحي.
غير أني لست على يقين بأن أرباب الجالي تعني المهاجرين، إذ أن هذا الرجل إنما أخذ حين أخذ باعتباره رجلا آخر، فليس هناك ما يحملنا على تفسيره بالمهاجرين، وربما كان معناها: المكلفون بدفع الضرائب، الجالية.
جالية: في اصطلاح الأطباء = جَلاَّء عند لين، محيط المحيط). وجالية: حادث طارئ (فوك).
جالية. الجالية ببابل: أسر بابل، ففي مختارات دي ساسي (9001): كانوا وقت عودهم من الجالية ببابل إلى بيت المقدس ينصبون الخ.
والجالية لا تعني الأسر والسبي فقط وإنما تعني أيضاً: الجزية، والخراج، والضريبة، وما يفرض على العدو من الغلة يحملها إلى الفاتح (بوشر).
تَجَلٍّ: تحول أو تغير الهيئة والوجه.
يقال: تجلَّى الرب أي تجلّى السيد المسيح.
مَجْلَى وتجمع على مجال. وهي في معجم فوك. وهذه الكلمة اللاتينية يراد بها ما يسمى عند العرب منَصَّة أيضاً، وهي: سرير يزين بثياب وفرش تجلس عليه العروس في زينتها سافرة الوجه، وتجلى على زوجها. لأن لفظة مجلى مذكورة بهذا المعنى في معيار الاختبار (ص5، 38) وصوابها المَجْلَى بدل المجلّى.
مُجْلِى: رزين، وقور (الكالا).انجلاء: مثل تَجَلّ: عيد الظهور أو المجوس، عيد الدِنّح أو الغطاس (الكالا).
منجلية: مقرأ، قراية في كنيسة (بوشر) غير إنه سماها في موضع آخر: منجلبة (بالباء الموحدة).
جلو
جلا1 يَجلُو، اجْلُ، جَلاءً، فهو جليّ
• جلا الأمرُ: وضَح وظهر "حقيقة جليَّة- أمرٌ جلِيّ- تحدّث عن خطّته بجلاء". 

جلا2/ جلا عن/ جلا من يَجلُو، اجْلُ، جَلاءً، فهو جالٍ، والمفعول مَجْلوّ
• جلا الحقيقةَ: كشفها ووضَّحها "عبَّر بجلاء عمّا يجيش في صدره".
• جلا العدُوَّ عن البلاد: أخرجه منها "جَلاء القوّات المحتلّة- جلا الفقرُ القومَ عن منازلهم".
• جلا المستعمرُ عن الوطن/ جلا المستعمرُ من الوطن: خرج عنه أو منه، ارتحل، نزح " {وَلَوْلاَ أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} ". 

جلا3 يَجلُو، اجْلُ، جِلاءً وجَلْوًا، فهو جالٍ، والمفعول مَجْلوّ
• جلا السَّيْفَ والفضَّةَ والمرآةَ ونحوَها: صقلها وأزال صدأَها "جَلَت أدوات المطبخ- مرآة مجلوّة- جلا الرّخامَ: ملّسَه- يجلو العلمُ صدأ العقل الإنسانيّ".
• جلا حديثُه الهمَّ عن صدري: أذهبه وأزاله "جلا اللهُ عنك المرضَ".
• جلا الجُرْحَ: نظّفه وطهَّره.
• جلا المرأةَ/ جلا العروسَ: زيّنها.
• جَلَتْ عينيها: اكتحلتْ. 

أجلى/ أجلى عن/ أجلى من يُجلي، أجْلِ، إجلاءً، فهو مُجْلٍ، والمفعول مُجْلًى
• أجلى القومَ: أخرجهم "أجلوا السُّكّان عن مكان القصف- إجلاء الجيش من المنطقة".
• أجلى الأمرَ: أظهره وكشفه "أجلى موقفَه للقاضي".
• أجلى الهمَّ أو المرضَ عنه: فرَّجه، أزاله عنه وكشفه "أجلى اللهُ عنه: يقال في الدُّعاء للمريض".
 • أجلى القومُ عن المكان/ أجلى القومُ من المكان: جَلَوْا، خرجوا عنه أو منه، ارتحلوا، نزحوا. 

اجتلى/ اجتلى عن يجتلي، اجْتَلِ، اجتلاءً، فهو مُجتلٍ، والمفعول مُجتلًى
• اجتلى السِّكِّينَ: صَقَلها.
• اجتلى الأمرَ: كشفه، نظر إليه مستوضحًا "اجتلى منظرًا".
• اجتلى القومُ عن موضعهم: تفرّقوا عنه. 

استجلى يستجلي، اسْتَجْلِ، استجلاءً، فهو مُسْتَجْلٍ، والمفعول مُسْتَجْلًى
• استجلى الأمرَ: استكشفه وطلب توضيحه "استجلى المحامي غوامضَ القضيّة- استجلى ما في نيَّته" ° استجلت العروسُ: ظهرت بكلِّ زينتها. 

انجلى/ انجلى عن ينجلي، انْجلِ، انجلاءً، فهو مُنْجَلٍ، والمفعول مُنجلًى عنه
• انجلى السِّكِّينُ ونحوُه: مُطاوع جلا3: صار لامعًا، انصقل، زال عنه الصّدأ "انجلى السيفُ".
• انجلى اللَّيْلُ: ذهب "انجلى الضبابُ- *ألا أيُّها اللَّيْلُ الطَّويلُ ألا انجلِ*".
• انجلى الصُّبحُ: مُطاوع جلا2/ جلا عن/ جلا من: ظهر، بان، تكشَّف "انجلت الحقيقةُ".
• انجلى الهمُّ عن قلبه: انكشف وزال. 

تجلَّى يتجلَّى، تَجَلَّ، تَجَلّيًا، فهو مُتجلٍّ، والمفعول مُتجلًّى (للمتعدِّي)
• تجلَّى الأمرُ: انكشف واتّضح، بدا للعيان، ظهر "تجلَّتِ في أحسن مظاهرها- {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} " ° تجلّتِ الأزهارُ: تفتَّحت- تجلّتِ العروسُ: تزيّنت وتبرّجت.
• تجلَّى الشَّيءَ: نظر إليه مُشْرِفًا. 

جلَّى يجلِّي، جَلِّ، تجليةً، فهو مُجَلٍّ، والمفعول مُجَلًّى
• جلَّى الفرسُ: سَبَق في الحَلْبة.
• جلَّى الأمرَ: كشفه وأظهره، أبانه وأوضحه " {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلاَّ هُوَ} ".
• جلَّى الهمَّ والكربَ عنه: فرَّجه عنه، أزاله وأذهبه.
• جلَّى القومَ وطنَهم: أخرجهم عنه. 

إجلاء [مفرد]: مصدر أجلى/ أجلى عن/ أجلى من ° إجلاء الجيوش: سحبها- إجلاء القواعد العسكريّة: تركها والخروج منها. 

اجتلاء [مفرد]: مصدر اجتلى/ اجتلى عن. 

استجلاء [مفرد]: مصدر استجلى. 

انجلاء [مفرد]: مصدر انجلى/ انجلى عن. 

تَجَلٍّ [مفرد]: ج تجلِّيات (لغير المصدر):
1 - مصدر تجلَّى.
2 - (سف) إشراق ذات الله وصفاته أو ما ينكشف للقلوب من أسرار أو أنوار الغيوب.
3 - (نف) حالة الغيبوبة والانخطاف. 

تجلية [مفرد]: مصدر جلَّى. 

جالية [جمع]: جج جاليات وجَوالٍ، مف جالٍ: جماعة من النَّاس من موطن واحد تعيش في وطن جديد غير وطنهم الأصليّ "الجاليات العربيَّة في أوربَّا". 

جَلا [مفرد]
• ابن جَلا: السَّيِّد الشَّريف لا يخفى مكانُه "أنا ابن جلا وطلاعُ الثنايا ... متى أضع العمامةَ تعرفوني". 

جَلاء [مفرد]: مصدر جلا1 وجلا2/ جلا عن/ جلا من ° عيد الجَلاء: يوم خروج القوّات الأجنبيّة المحتلّة في بعض الأقطار العربيّة. 

جِلاء [مفرد]:
1 - مصدر جلا3.
2 - كُحْل. 

جلاَّية [مفرد]: اسم آلة من جلا3.
• الجلاَّية الكهربيَّة: آلة للصَّقل وإزالة الصَّدأ "استخدم الجزار الجلاّية في شحذ ساطوره قبل الذبح". 

جَلْو [مفرد]: مصدر جلا3. 

جَلِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلا
 1 ° مِنْ الجَليّ: من الواضح، ممَّا لا يحتاج إلى بيان. 

جَلِيّة [مفرد]: ج جليّات وجلايا: مؤنَّث جَلِيّ: خبر يقين ° بصورة جَليَّة: واضحة- جَليّةُ الأمر: حقيقته- عينٌ جَليَّة: بصيرة، ذات نظرٍ جيِّد. 

مِجْلاة [مفرد]: ج مَجالٍ: اسم آلة من جلا3: مِصْقَلة، أداة تستعمل لصقل الحجر أو المعدن. 
جلو
: (و ( {جَلاَ القَوْمُ عَن المَوْضِعِ) ، وَفِي الصِّحاحِ: عَن أَوطانِهم؛ زادَ ابنُ سِيدَه: (وَمِنْه} جَلْواً {وجَلاءً} وأَجْلَوْا) :) أَي (تَفَرَّقُوا.
(وَفِي الصِّحاحِ: {الجَلاءُ الخُروجُ من البَلَدِ، وَقد} جَلَوْا.
(أَو جَلا مِن الخَوْفِ،! وأَجْلَى من الجَدْبِ،) هَكَذَا فَرقَ أَبو زيْدٍ بَينهمَا. (و) يقالُ: ( {جَلاهُ الجَدْبُ) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: جَلاهُ عَن وَطَنِه} فَجَلا، أَي طَرَدَه فهَرَبَ. ( {وأَجْلاهُ) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى، كِلاهُما بالألِفِ. يقالُ:} أَجْلَيت عَن البَلَدِ {وأَجْلَيْتهم أَنا} وأَجلَوا عَن القَتِيلِ، لَا غَيْر، انْفَرَجُوا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.

وَمن الثُّلاثي المُتَعدِّي حدِيثُ الحَوْض: ( {فيُجْلَوْن عَنهُ، أَي يُنْفَوْن ويُطْرَدُونَ، هَكَذَا رُوِي؛ والرِّوايَةُ الصَّحيحةُ بالحاءِ المُهْملَةِ والهَمْز.
وَمن الَّلازِمِ قوْلُه تَعَالَى: {وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِم} الجلاءَ} ، ومِن الرباعي المُتَعدِّي: قَوْلُهم: {أَجْلاهُم السُّلْطانُ، أَي أَخْرَجَهم.
وقالَ الرّاغبُ: أَبْرَزَهُم} فَجَلوْا {وأَجْلَوْا.
ومِن كلامِ العَرَبِ: فإِمَّا حَرْبٌ} مُجْلِيةٌ وإمَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ، أَي حَرْبٌ تُخْرجكم من دِيارِكُم أَو سِلْم تُخْزِيكم وتُذِلُّكم.
( {واجْتَلاهُ) :) } كأَجْلاهُ.
(و) قالَ أَبو حنيفَةَ: (جَلاَ النَّحْلَ) {يَجْلُوها (} جَلاءً: دَخَّنَ عَلَيْهَا ليَشْتار العَسَلَ) ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النحْلَ والعاسِلَ:
فلمَّا {جَلاَها بالأُيامِ تَحَيَّرَتْ
ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِالله بُهاوالأُيامُ: الدُّخانُ.
(و) جَلا الصَّيقلُ (السَّيفَ والمِرْآةَ) ونحوَهُما (جَلْواً) ، بالفتْح، (} وجِلاءً) ، بالكسْرِ، (صَقَلَهُما) ؛) واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على السَّيْفِ وعَلى المَصْدرِ الأَخيرِ.
(و) مِن المجازِ: جَلا (الهَمَّ عَنهُ) جَلْواً: (أَذْهَبَهُ) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ وَلم يَذْكُر المَصْدرَ. (و) مِن المجازِ: جَلاَ (فُلاناً الأَمْرَ) ، أَي (كَشَفَهُ عَنهُ) وأَظْهَرَه؛ وَمِنْه جَلاَ الله عَنهُ المَرَضَ؛ ( {كجَلاَّهُ) ، بالتَّشْديد؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {والنَّهارُ إِذا} جَلاَّها} .
قالَ الفرَّاءُ: إِذا جَلَّى الظُّلْمةَ فجازَتِ الكِنايَةُ عَن الظُّلْمَةِ وَلم تذكر فِي أَوَّلِه لأَنَّ معْناها مَعْروف، أَلاَ تَرى أنَّك تقولُ: أَصْبَحتْ بَارِدَة وأَمْسَتْ عَرِيَّةً وهَبَّتْ شمالاً؛ فكنّ مُؤَنَّثاتٍ لم يَجْرِ لهُنَّ ذكْر لأنَّ معْناهنَّ مَعْروفٌ.
وقالَ الزجَّاجُ إِذا بيَّنَ الشمسَ لأنَّها تبين إِذا انْبَسَطَ.
( {وجلاَ عَنهُ وقَدِ} انْجَلَى) الهمّ والأَمْر ( {وتَجَلَّى) .) يقالُ:} انْجَلَتْ عَنهُ الهُمُوم كَمَا {تَنْجلي الظُّلْمةُ.
وَفِي حديثِ الكُسوف: حَتَّى} تَجَلَّتِ الشَّمسُ، أَي انْكَشَفَتْ وخَرَجَتْ من الكسوفِ.
وقالَ الرّاغبُ: {التَّجَلِّي قد يكونُ بالَّذاتِ نَحْوَ: {والنَّهارُ إِذا} تجَلَّى} ؛ وَقد يكونُ بالأَمْرِ والفِعْلِ نَحْو {فلمَّا تَجَلَّى رَبّه للجَبَل} .
قلت: قَالَ الزجَّاجُ: أَي ظَهَرَ وبانَ، قالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ وقالَ الحَسَنُ: تَجَلَّى بالنُّورِ العَرْش.
(و) جَلاَ (بثَوْبِه) جَلْواً: (رَمَى بِهِ) ؛) عَن الزجَّاج.
(وجَلاَ) :) إِذا (عَلاَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) جَلاَ (العَرُوسَ على بَعْلِها {جَلْوَةً، ويُثَلَّثُ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الكسْرِ، (} وجِلاءً) ، ككِتابٍ،) نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي نَصْر، (و) كَذلِكَ ( {اجْتَلاَها) :) أَي (عَرَضَها عَلَيْهِ} مَجْلُوَّةً) ، وَقد {جُلِيَتْ على زَوْجِها.
وَفِي الصِّحاحِ:} جَلَوْتُ العَرُوسَ {جِلاءً} وجَلْوَةً {واجْتَلَيْتُها: نَظَرْتُ إِلَيْهَا مَجْلُوَّةً.
(} وجَلاَها {وجَلاَّها زَوْجُها وَصِيفةً أَو غيرَها: أَعْطاها إيَّاها فِي ذَلِك الوَقْتِ) ؛) التّخْفيفُ عَن الأصمعيّ.
(} وجِلْوَتُها، بالكسْرِ: مَا أَعْطاها) مِن غُرَّةٍ أَو دَراهِمَ؛ وَمن التَّشْديدِ حَديثُ ابنِ سِيْرِين: كَرِهَ أنْ {يَجْلِيَ امْرَأَتَه شَيْئا ثمَّ لَا يَفِيَ بِهِ. ويقالُ: مَا} جِلْوَتُها؛ فيقالُ: كَذَا وَكَذَا.
( {واجْتَلاهُ: نَظَرَ إِلَيْهِ) ؛ وَمِنْه اجْتِلاء الزَّوْج العَرُوس.
(} والجَلاءُ، كسَماءٍ: الأَمْرُ الجَلِيُّ) البَيِّنُ الواضِحُ؛ تقولُ مِنْهُ: جَلاَ لي الخَبرُ أَي وَضَح؛ هَكَذَا ضَبَطَهُ الجوْهرِيُّ وأَنْشَدَ لزهيرٍ:
فإنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ
يَمِينٌ أَو نِقارٌ أَو {جَلاءُ قالَ يُريدُ الإقْرارَ.
قُلْتُ: وضَبَطَه الأزْهريُّ بكسْرِ الجيمِ، وأَرادَ بِهِ البَيِّنةَ والشُّهودَ من} المُجالاةِ، وَقد تقدَّمَ بيانُه فِي قطع.
(و) مِن المجازِ: (أَقَمْتُ) عنْدَه (جَلاءَ يَوْمٍ) ، أَي (بياضَه) ؛) عَن الزجَّاجِ؛ قالَ الشاعِرُ: ماليَ إنْ أَقْصَيْتَنِي من مقْعدِولا بهَذِي الأرْضِ من تَجَلُّدِ إلاَّ جَلاءَ اليومِ أَو ضُحَى غَدِ (و) {الجِلاءُ، (بالكسْرِ: الكُحْلُ) ، وكتابَتُه بالألِفِ عَن ابنِ السِّكِّيت. وَفِي حدِيثِ أُمِّ سَلمة: (أَنَّها كَرِهَتْ للمُعِدِّ أَنْ تَكْتَحِلَ} بالجِلاءِ) ، هُوَ الإثْمدُ.
(أَو كُحْلٌ خاصٌّ) يَجْلُو البَصَرَ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لبعضِ الهُذَلِيِّين، هُوَ أَبو المُثَلِّم:
وأَكْحُلْكَ بالصابِ أَو بالجَلاء
ففَتِّحْ لذَلِك أَو غَمِّض ( {وجَلَّى ببَصَرِهِ} تَجْلِيةً) :) إِذا (رَمَى بِهِ كَمَا يَنْظُرُ الصَّقْر إِلَى الصَّيْدِ؛ قالَ لبيدٌ:
فانْتَضَلْنا وَابْن سَلْمَى قاعِدٌ كعَتِيقِ الطيرِ يُغْضِي {ويُجَلّ أَي} ويُجَلِّي.
(و) {جَلَّى (البازِيُّ تَجْلِيَةً} وتَجَلِّياً) بتَشْديد الْيَاء: (رَفَعَ رأْسَه ثمَّ نَظَرَ) وذلكَ إِذا آنَسَ الصَّيْدَ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
نَظَرْتُ كَمَا جَلَّى على رأْسِ رَهْوَةٍ
من الطيرِ أَقْنَى ينفُضُ الطَّلَّ أَوْرَقُوقالَ ابنُ حَمْزة: {التَّجلِّي فِي الصَّقْر أَنْ يُغْمِض عَيْنَه ثمَّ يَفْتَحها ليكونَ أَبْصَر لَهُ،} فالتَّجَلِّي هُوَ النَّظَر؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة: جَلَّى بصيرُ العَيْنِ لم يُكَلِّلِ
فانقَضَّ يَهْوي من بَعيدِ المَخْتَلِقالَ ابنُ بَرِّي: ويقَوِّي قَوْلَ ابنِ حَمْزة بيتُ لبيدٍ المُتَقدِّم.
( {والجَلا) ، بالفتْحِ (مَقْصُورَةً: انْحِسارُ مُقَدَّمِ الشَّعَرِ) ؛) كتابَتُه بالأَلفِ مِثْل الجَلَه؛ (أَو) هُوَ أنْ يَبْلغَ انْحِسارُ الشَّعَرِ (نِصْفَ الرَّأْسِ، أَو هُوَ دُونَ الصَّلَعِ) ؛) وَقد (} جَلِيَ، كرَضِيَ، {جَلاً، والنَّعْتُ} أَجْلَى {وجَلْواءُ) .) وَفِي صفَتِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه أَجْلَى الجَبْهةِ؛ وَقد جاءَ ذلِكَ فِي صفَةِ الدجَّالِ أَيْضاً.
وقالَ أَبُو عبيدٍ: إِذا انْحَسَرَ الشَّعَرُ عَن نصفِ الرأْسِ ونحوِهِ فَهُوَ أَجْلَى، وأَنْشَدَ:
مَعَ} الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ (وجَبْهَةٌ {جَلْواءُ واسِعَةٌ.
(وسَماءٌ جَلْواءُ: مُصْحِيَةٌ) ، كجَهْواء؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكِسائي.
وكَذلِكَ لَيْلَةٌ جَلْواءُ إِذا كانتْ مُصْحِيَةٌ مُضِيئَةٌ.
(و) قيل: (} الأَجْلَى الحَسَنُ الوجهِ الأنْزعُ.
(و) مِن المجازِ: (ابنُ جَلاَ الوَاضِحُ الأَمْرِ) ؛) قالَ سُحَيْم بنُ وَثِيل الرّياحِي:
أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا
مَتى أَضَعُ العِمامَةَ تَعْرِفُونيوقدِ اسْتَشْهَدَ الحجَّاجُ بقوْلِه هَذَا وأَرادَ: أَي أَنا الظاهِرُ الَّذِي لَا أَخْفى وكلُّ أَحدٍ يَعْرِفُني. يقالُ ذلكَ للرَّجُلِ إِذا كانَ على الشّرف بمكانٍ لَا يَخْفى؛ ومِثْلُه قَوْلُ القُلاخ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا
أَخو خَناسِيرَ أَقُودُ الجَمَلاوقالَ سِيْبَوَيْه: جَلا فِعْل ماضٍ، كأنَّه بمعْنَى جَلا الأُمورَ أَي أَوْضَحَها وكَشَفَها.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ عيسَى بنُ عُمَر إِذا سُمِّي الرجلُ بقَتَلَ أَو ضَرَبَ ونحوِهِما لَا يُصْرَف واسْتَدَلّ بِهَذَا البيتِ.
وقالَ غيرُهُ: يَحْتَمِل هَذَا الْبَيْت وَجْهاً آخَرَ، وَهُوَ أنّه لم يُنوِّنه لأنَّه أَرادَ الحِكايَةَ، كأنَّه قالَ: أَنا ابنُ الَّذِي يقالُ لَهُ جَلا الأُمور وكَشَفَها فلذلِكَ لم يَصْرِفْه.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قوْلُه لم يُنوِّنْه لأنَّه فِعْلٌ وفاعِلٌ.
(كابنِ أَجْلَى) ؛) وَمِنْه قوْلُ العجَّاج:
لاقَوْا بهِ الحجاجَ والإِصْحارَا
بِهِ ابْن أَجْلَى وافَقَ الإسْفارَابه أَي بذلك المَكانِ، وقوْلُه الإصْحارَ: أَي وَجَدُوه مُصْحِراً. ووَجَدُوا بِهِ ابنَ أَجْلَى كَمَا تقولُ: لَقِيْت بِهِ الأسَدَ.
(و) ابنُ جَلا: (رجُلٌ م) مَعْروفٌ من بَني لَيْث كَانَ صاحِبَ فتْكٍ يَطْلعُ فِي الغاراتِ مِن ثَنِيَّةِ الجَبَلِ على أَهْلِها، سُمِّي بذلِكَ لوُضُوح أَمْرِه.
(! وأَجْلَى يَعْدُو) :) أَي (أَسْرَعَ) بعضَ الإسْراعِ.
(و) أَجْلَى: (ع) بينَ فلجة ومَطْلعِ الشمسِ فِيهِ هُضَيْباتٌ حُمْر وَهِي تُنْبِتُ النّصِيَّ والصِّلِّيانَ، والصَّوابُ فِيهِ أَجَلَى، كجَمَزَى بالتحريكِ، وَقد تقدَّمَ لَهُ فِي اجل، وَهُنَاكَ مَوْضِعه وتقَدَّمَ الشاهِدُ فِيهِ. ( {وجَلْوَى، كسَكْرَى: ة.
(و) } جَلْوَى: (أَفْراسٌ) ، مِنْهَا: فَرَسُ خُفاف بنِ نُدْبة؛ قالَ:
وقَفْتُ لَهَا جَلْوَى وَقد قامَ صُحْبتي
لأَبْنِيَ مَجْداً أَو لأَثْأَرَ هالِكاوأَيْضاً فَرَسُ قِرْواشِ بنِ عَوْفٍ وَهِي الكُبْرى، قالَهُ الأصْمعيُّ.
وأَيْضاً فَرَسٌ لبَني عامِرِ بنِ الحارِثِ.
وقالَ ابنُ الكَلْبي فِي أنسابِ الخيلِ: جَلْوَى فَرَسٌ كانتْ لبَني ثَعْلَبة بن يَرْبُوع، وَهُوَ ابنُ ذِي العِقال، قالَ: وَله حدِيثٌ طويلٌ فِي حرْبِ غَطَفان.
وأَيْضاً فَرَسُ عبْدِالرحمانِ بنِ صَفْوان بنِ قدامَةَ، وقتيبَةَ بنِ مُسْلم وَهِي الصُّغْرى، والصّراع بنِ قَيْس بنِ عدِيَ.
( {والجَلِيُّ، كغَنِيِّ: الواضِحُ) من الأُمورِ، وَهُوَ ضِدُّ الخَفِيِّ. ويقالُ: خَبَرٌ} جَلِيٌّ، وقياسٌ جَلِيٌّ؛ وَلم يُسْمَع فِيهِ {جالٍ، قالَهُ الرّاغبُ.
(و) يقالُ: (فَعَلْتُه من} أَجْلاكَ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ: أَي من أَجْلِكَ.
( {والجالِيَةُ) :) الَّذين جَلَوْا عَن أَوْطانِهم: يقالُ: فلانٌ اسْتُعْمِل على} الجالِيَة، أَي على جِزْيَةِ (أَهْلِ الذِّمَّةِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وإنَّما سُمّوا بذلِكَ (لأنَّ عُمَرَ) بنَ الخَطَّابِ، (رِضَي الله تَعَالَى عَنهُ، {أَجْلاهُمْ عَن جَزِيرَةِ العَرَبِ) لمَا تقدَّمَ مِن أَمْرِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم فسُمُّوا} جالِيَةً ولَزِمَهم هَذَا الاسمُ أَيْنَ حَلُّوا، ثمَّ لَزِمَ كلّ مَنْ لَزِمَتْه الجِزْيَةُ من أهْلِ الكِتابِ بكلِّ بلَدٍ وَإِن لم {يُجْلَوْا عَن أَوْطانِهم.
(و) يقالُ: (مَا} جِلاؤُهُ، بالكسْرِ: أَي بِمَاذَا يُخاطَبُ مِن) الأسْماءِ و (الألْقابِ الحَسَنةِ) فيعظُم بِهِ.
( {واجْلَوْلَى: خَرَجَ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(ومحمدُ بنُ) الحَسَنِ بنِ (} جَلْوانَ) الخليليُّ البُخارِيُّ عَن صالحِ جَزَرَةَ؛ ضَبَطَه الحافِظُ بالكسْرِ.
( {وجَلْوانُ بنُ سَمُرَةَ) بنِ مَاهان بنِ خاقَان بنِ عُمَر بنِ عبْدِالعَزيزِ بنِ مَرْوان الأُمويُّ البُخارِيُّ الرحَّالُ سَمِعَ أَبا بكْرِ بن المُقْرِىء، وَعنهُ ابْنُه جعيد؛ (ويُكْسَرُ) ضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، وَفِي الأوَّل بالكسْرِ؛ وَكَذَا الصَّاغانيُّ.
وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ يَقْتضِي أنَّ الكسْرَ فِي الثَّانِي، فَلَو قالَ محمدُ بنُ جَلْوانَ ويُكْسَر وجِلْوان بنُ سَمُرَة، (مُحدِّثانِ) لأصابَ المحزَّ.
(وابنُ} الجَلاَّ، مُشَدَّدَةً مَقْصورَةً: مِن كبارِ الصُّوفيةُ) ، هُوَ أَبو عبدِ اللَّهِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ الجَلاَّ البَغْداديُّ نَزَلَ الشامَ وسَكَنَ الرَّمْلة وصَحِبَ ذَا النّونِ المِصْري وأَبا تُرابٍ النَّخْشبيّ، تُوفي سَنَة 306.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَالَةُ: مثْلُ الجالِيَةِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
} واجْتَلى النَّحْل {اجْتِلاءً مثْلُ} جَلاَها، وَبِه يُرْوَى قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السَّابِق:
فلمَّا {اجْتَلاها بالأُيامِ تَحَيَّرَتْ} وجَلْوَةُ النَّحْل: طَرْدُها بالدُّخانِ.
وجَلا: إِذا اكْتَحَل؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وجَلا لَهُ الخَبَرُ: وَضُحَ.
! والجِلاءُ، بالكسْرِ: الإقْرارُ؛ وَبِه رُوِي قَوْلُ زُهيرٍ السَّابِق. {والجَلِيَّةُ الخَبَرُ اليَقِين. يقالُ: أَخْبرني عَن} جَلِيَّةِ الأمْرِ أَي عَن حقِيقَتِه؛ قالَ النابغَةُ:
وآبَ مُضِلُّوه بغيرِ {جَلِيَّةٍ
وغُودِرَ بالجَوْلانِ جَرْمٌ ونائِلُأَي جاءَ دافِنُوه بخَبرِ مَا عايَنُوه.
وقالَ ابنُ بَرِّي:} الجليَّةُ البَصيرَةُ، يقالُ عينٌ {جَلِيَّةٌ؛ قالَ أَبو دُوَاد:
بَلْ تَأَمَّلْ وأَنتَ أَبْصَرُ منِّي
قَصْدَ دَيْرِ السَّوادِ عَينٌ جَلِيَّةْوهو} يُجَلِّي عَن نفْسِه: أَي يُعَبِّر عَن ضَمِيرِه.
{والجِلِّيان، كصِلِّيان: الإظْهارُ والكَشْفُ.
} واجْتَلَى السَّيْف لنَفْسِه؛ وَمِنْه قَوْلُ لبيدٍ:
{يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ ويَجوزُ فِي الكُحْلِ} الجَلاَ {والجِلاَ، بالفتْحِ والكسْر مَقْصوراً، فالفتْحُ والقَصْر عَن النحَّاس وابنِ وَلاَّد وَبِهِمَا رَوَيا قَوْلَ الهُذَليّ السَّابِق، وضَبَطَه المُهلّبيُّ كسَحابٍ وَبِه رَوَى البَيْتَ المَذْكُورَ.
} وجَلَتِ المَاشِطَةُ العَرُوسَ: زَيَّنَتْها.
وجَلاَ الجَبينَ {يَجْلَى} جَلاً: لُغَةٌ فِي جَلِيَ، كرَضِيَ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
! والمَجالِي: مَا يُرَى من الرأْسِ إِذا اسْتَقْبَلْت الوَجْه؛ قالَ أَبو محمدٍ الفَقْعسيُّ، واسْمُه عبدُاللَّهِ بنُ رِبْعيّ: قالتْ سُلَيْمى إِنَّنِي لَا أَبْغِيهْأَراهُ شيْخاً ذَرِئَتْ {مَجالِيهْ يُقْلي الغَواني والغَوانِي تَقْلِيهْ قالَ الفرَّاءُ: الواحِدُ} مَجْلىً واشْتِقاقُه من الجَلا، وَهُوَ ابْتِداءُ الصَّلَعِ إِذا ذَهَبَ شَعَرُ رأْسِه إِلَى نصْفِه.
وقالَ الأصْمعيُّ: {جالَيْتُه بالأَمْرِ وجالَحْتُه إِذا جاهرْته، وأَنْشَدَ:
مُجالحَة لَيْسَ} المُجالاةُ كالدَّمَسْ {وتَجَالَيْنا: انْكَشَفَ حالُ كلِّ واحِدٍ منَّا لصاحِبِه.
} واجْتَلَيْتُ العِمَامَةَ عَن رأْسِي: إِذا رَفَعْتها مَعَ طَيِّها عَن جَبِينك؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وابنُ {أَجْلَى: الأَسَدُ، وأَيْضاً الصُّبْح، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ العجَّاجِ.
} وأَجْلَى عَنهُ الهَمَّ: إِذا فَرَّجَ عَنهُ؛ نَقَلَه الليْثُ.
{وجُلَيُّ، كسُمِيَ: ابنُ أَحْمس بنِ ضبيعَةَ بنِ نزارٍ، بَطْنٌ مِن العَرَبِ مِن ولدِهِ جماعَةُ عُلماء شُعَراء؛ قالَ المُتَلَمس:
يكونُ نَذِيرٌ من وَرَائِي جُنَّةً
ويَنْصُرُني منْهُمْ} جُلَيَ وأَحْمَسُ! والتَّجَلِّي عنْدَ الصُّوفيةِ مَا يَنْكَشفُ للقُلوبِ مِن أَنْوارِ الغيوبِ وَهُوَ ذاتيٌّ وصفاتي، وَلَهُم فِي ذَلِك تَفاصِيلُ ليسَ محلّها هُنَا. {والجاليةُ: قَرْيَةٌ بالدقهلية بالقُرْبِ مِن المَنْصورَةِ، وَمِنْهَا الشيخُ شَهابُ الدِّيْن أَحمدُ بنِ محمدٍ} الجاليُّ الشافِعِيُّ المُدرِّسُ بالجامِعِ الكبيرِ بالمَنْصورَةِ، وَهُوَ مِن أَقْرانِ مَشايخِنا.
{وجُوَيْليُّ، مُصَغّراً: اسمٌ.
} وجِلاوَةُ، بالكسْرِ: قَبيلَةٌ، مِنْهُم: أَبو الحَسَنِ عليٌّ بنُ عبدِ الصَّمدِ المالِكِيُّ {الجِلاوِيُّ أَحَدُ الفُضَلاءِ بمِصْرَ، ماتَ سَنَة 782؛ ضَبَطَه الحافِظُ.

جلو

1 جَلَا, (S, Mgh, Msb,) [aor. ـُ inf. n. جَلَآءٌ, (Msb,) It (a thing, and (assumed tropical:) an affair, or a case, Mgh, or (assumed tropical:) information, or tidings, Msb,) was, or became, clear, unobscured, exposed to view, displayed, laid open, disclosed, or uncovered, (Mgh, Msb,) للِنَّاسِ to men, or the people; (Msb;) as also ↓ تجلّى, said of a thing: (S, Mgh, Msb:) it ((assumed tropical:) information, or tidings, S, Msb, or (assumed tropical:) an affair, or a case, Mgh,) was, or became, apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident, (S, Mgh, Msb,) لِى to me, (S,) or لِلنَّاسِ to men, or the people. (Msb.) One says, الشَّمْسُ ↓ تجلّت The sun became unobscured, or exposed to view, and ceased to be eclipsed. (TA from a trad.) Er-Rághib says that ↓ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى is sometimes by the thing itself; as in the phrase [in the Kur xcii. 2], فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [By the day when it becometh clear, &c.]: and sometimes, by the case, and the action; as in the saying [in the Kur vii. 139], فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [And when his Lord became manifested to the mountain]: Zj says that the meaning in this instance is, appeared, and so say the Sunnees; El-Hasan says that the meaning is, تجلّى بِالنُّورِ العَرْشِ [became manifested by light, the light of the empyrean]. (TA.) b2: جَلَا, [aor. ـُ inf. n. جَلَآءٌ (S, Mgh, Msb, K) and جَلْوٌ; (K;) and ↓ اجلى; (S, Mgh, Msb, K;) He, (a man, Msb,) or they, (a company of men, Mgh, Msb,) went forth, or emigrated, (S, Mgh, Msb,) عَنِ البَلَدِ from the country, or town, (S, Msb,) and عَنْ

أَوْطَانِهِمْ from their homes: (S, Mgh:) [like جَلَّ:] or they (a company of men) dispersed themselves, or became dispersed, عَنِ المَوْضِعِ, and مِنْهُ, from the place: (K:) or جلا means, in consequence of fear: and ↓ اجلى, in consequence of drought: (Az, K:) or مَنْزِلَهُمْ ↓ أَجْلَوْا signifies they left their place of abode in consequence of fear; the verb in this case being trans. by itself: but if they have left for some other reason than fear, you say, عَنْ مَنْزِلِهِمْ: (Msb:) accord. to IAar, جَلَا signifies he fled, being driven away, from his home. (TA.) [See also 12.] b3: جَلِىَ, aor. ـَ inf. n. جَلًا, He had that degree of baldness which is termed ↓ جَلًا; (K;) i. e. baldness of the fore part of the head; (S, K;) like جَلَهٌ: (S:) or baldness of half of the head; (S, K;) which is the beginning of صَلَعٌ: (S:) or baldness less than what is termed صَلَعٌ. (K.) And جَلا الجَبِينِ, inf. n. جَلًا, signifies the same as جَلِىَ [The part above the temple became bald]. (A'Obeyd, TA.) A2: جَلَاهُ, [aor. ـُ inf. n., app., جِلَآءٌ, or perhaps جَلَآءٌ, but the former seems to be indicated by what follows;] (S, Mgh, Msb;) and ↓ جلّاهُ; (MA;) He made it, or rendered it, clear, or unobscured; exposed it to view, displayed it, laid it open, disclosed it, or uncovered it; (S, Mgh, MA;) namely, a thing: (S, Mgh:) he made it, or rendered it, apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident; (S, Mgh, Msb, MA;) namely, (assumed tropical:) an affair, (Mgh,) or (assumed tropical:) information, or tidings. (Msb.) You say, جَلَا العَرُوسَ, inf. n. جِلَآءٌ and جِلْوَةٌ (S, Msb, K) and جَلْوَةٌ (Msb, K) and جُلْوَةٌ; (K;) and ↓ اجتلاها; (S, Msb, K;) He displayed the bride, عَلَى بَعْلِهَا to her husband: (K:) or he looked at the bride displayed: (S:) and you say also, جُلِيَتْ عَلَى

زَوْجِهَا (TA) She mas shown to her husband, and he looked at her displayed: (Har p. 30:) and جَلَاهَا زَوْجُهَا Her husband presented, or gave, to her a female slave (S, K) or some other thing at the time of her being displayed to him; as also ↓ جلّاها: (K:) and جَلَتِ المَاشِطَةُ العَرُوسَ The female hairdresser adorned the bride [to display her to her husband]. (TA.) You also say, جَلَا فُلَانٌ الأَمْرَ (tropical:) Such a one displayed, discovered, disclosed, revealed, or manifested, the affair, or case; as also ↓ جلّاهُ, and جَلَا عَنْهُ: (K, * TA:) or جَلَا فُلَانًا الأَمْرِ he displayed, discovered, &c., to such a one the affair, or case; as also ↓ جلّاه [i. e. جلّاهُ الأَمْرَ], and جَلَا عَنْهُ [i. e. جلا عنه الأَمْرَ or جلا فُلَانًا عَنِ الأَمْرِ]. (So accord. to the CK and my MS. copy of the K. [The reading in the TA is, in my opinion, preferable to the latter.]) And السَّاعَةَ ↓ اَللّٰهُ يُجَلِّى (assumed tropical:) God will make manifest the hour, or time of the resurrection; or will make it to appear. (K in art. جلى: [but it belongs to the present art.:]) so in the Kur vii. 186. (TA.) And عَنْ نَفْسِهِ ↓ هُوَ يُجَلِّى (assumed tropical:) He declares, or explains, his mind. (S.) b2: جَلَوْتُ السَّيْفَ, inf. n. جِلَآءٌ, (S, Msb, K, [in the CK جَلاء, but it is]) with kesr, (S, Msb,) and جَلْوٌ, (K,) I removed, or cleared off, the rust from the sword; (Msb;) I polished, or furbished, the sword; (S, K;) and المِرْآةَ the mirror; (K;) and the like; (TA;) [as, for instance,] الفِضَّةَ the silver; and so جَلَيْتُهَا. (K in art. جلى.) And جَلَوْتُ بَصَرِى بِالكُحْلِ [I cleared my sight with collyrium]: (S:) [whence,] جَلَا He applied collyrium to his eye or eyes. (IAar, TA.) and جَلَوْتُ هَمِّى عَنِّى (tropical:) I removed my anxiety, or caused it to depart, from me: (S, K, * TA: *) and عَنْهُ الهَمَّ ↓ اجلى (assumed tropical:) He removed, or cleared away, from him anxiety. (Lth, TA.) and جَلَا اللّٰهُ عَنْهُ المَرَضَ (assumed tropical:) God removed from him the disease. (TA.) b3: جَلَاهُمْ, and ↓ اجلاهم, (S, Mgh,) or جَلَاهُ, and ↓ اجلاهُ, (Msb, K,) and ↓ اجتلاهُ, (K,) He, (a man, S, Msb, or the Sultán, Mgh,) or it, (drought, K,) caused them, or him, to go forth, or emigrate; or expelled them, or him; or drove them, or him, forth; (S, Mgh, Msb, K;) [from their homes, or from his home.] And جَلَا النَّحْلِ, inf. n. جِلَآءٌ, or جَلَآءٌ, (accord. to different copies of the K,) and جلوة [thus written without any syll. signs]; and ↓ اجتلاها; (TA;) He smoked [out] the bees, in order to collect the honey; (K;) he drove away the bees by means of smoke. (TA.) 2 جلّى: see 1, in six places.

A2: Also, inf. n. تَجْلِيَةٌ and تَجْلِىٌّ, He (a hawk, or falcon,) raised his head, and looked, (K, TA,) seeing the prey: (TA:) or he (a hawk) closed his eyes, and then opened them, in order to see more clearly. (Ibn-Hamzeh, TA.) b2: And [hence,] جلّى بِبَصَرِهِ, inf. n. تَجْلِيَةٌ, He cast his eyes (S, K) like the hawk looking at the prey. (S.) A3: [جلّى is also mentioned (in Har p. 161), on the authority of Mtr, as signifying He, or it, outstripped; from المُجَلِّى

meaning “ the first of the horses in a race; ” but as being not known in this sense on any other authority.]3 جَالَيْتُهُ بِالأَمْرِ, inf. n. مُجَالَاةٌ, I acted openly with him in the affair; as also جَالَحْتُهُ. (S.) 4 اجلى as an intrans. v.: see 1, in two places. b2: أَجْلَوْ عَنِ القَتِيلِ They cleared themselves away, or removed, from the slain person. (S, Mgh, Msb, TA.) b3: اجلى يَعْدُو He hastened, running: (K:) or hastened somewhat, running: (TA:) or اجلى signifies he became distant, or remote, and hastened. (So accord. to some copies of the K, where we find وَأَجْلَى بَعُدَ وَ أَسْرَعَ instead of وَ أَجْلَى

يَعْدُو أَسْرَعَ.) A2: As a trans. v.: see 1, in four places.5 تجلّى: see 1, in three places: b2: and see also 7.

A2: تجلّى الشَّىْءَ He looked at the thing, (K in art. جلى,) standing upon a higher position. (TA.) [See also 8.]6 تَجَالَيْنَا Our states, or conditions, became disclosed to each other; the state, or condition, of each of us to the other. (S.) 7 انجلى It became removed, or cleared away; said of anxiety, (S, K, * TA,) and of an affair [&c.]; as also ↓ تجلّى. (K, * TA.) You say, انجلى عَنْهُ الهَمُّ Anxiety became removed, or cleared away, from him, (S,) كَمَا تَنْجَلِى الظُّلْمَةُ like as the darkness becomes removed, or cleared away. (TA.) 8 اجتلاهُ He looked at him, or it. (K.) [See also 5.] Hence, اجتلى العَرُوسَ, explained above: see 1. (TA.) b2: See also 1 in two other places, last two sentences. b3: اِجْتَلَيْتُ العِمَامَةَ عَنْ رَأْسِى

I raised the turban, while folding it, from the side of my forehead (عَنْ جَبِينِى): (S:) [like جَلَهْتُهَا.]

A2: اجتلى It became polished, or furbished; said of a sword [&c.]. (TA.) 12 اجلولى He went forth, or emigrated, from one country, or town, to another. (IAar, K.) [See also 1.]

اِبْنُ جَلَا (tropical:) A man who is well known, celebrated, or notable; (Mgh;) of whom it is said, جَلَا الأُمُورَ, i. e. he has made affairs clear, unobscured, or manifest; (S, Mgh;) or جَلَا أَمْرُهُ, i. e. his case has become clear, unobscured, or manifest: (Mgh:) or one whose case is clear, apparent, plainly apparent, or manifest; (K, TA;) as also ↓ اِبْنُ أَجْلَى: (K:) applied to a man who is upon an elevated and conspicuous place; and applied by El-Hajjáj to himself, as meaning that he was one whom every one knew: (TA:) and also, (K,) for this reason, (TA,) the name of a certain man, (S, K,) well known, (K,) of the Benoo-Leyth, who was a person of great daring. (TA.) A poet says, (S,) namely, Soheym Ibn-Wetheel Er-Riyáhee, (TA,) أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا مَتَى أَضِعَ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِى

[I am a man well known, celebrated, or notable, &c.; and he who rises to eminences, or who is accustomed to embark in, or surmount, lofty and difficult things: when I put down the turban, ye will know me]. (S, TA.) Sb says, (TA,) جلا in this case is a verb in the pret. tense: 'Eesà Ibn-'Omar says that when a man is named قَتَلَ or ضَرَبَ or the like, the word is imperfectly decl.; and he adduces, in evidence, this verse: others say that جلا may be here without tenween because it is imitative of a phrase, as though the poet said, أَنَا ابْنُ الَّذِى يُقَالُ لَهُ جَلَا الأُمُورِ: (S, TA:) accord. to IB, it is without tenween because it is a verb with its agent [implied in it]. (TA.) b2: Accord. to some, it signifies (assumed tropical:) The daybreak, or dawn; (Har p. 498;) and so ↓ اِبْنُ أَجْلَى: (TA:) accord. to Hamzeh, (assumed tropical:) the beginning of day: and accord. to some, (assumed tropical:) the moon. (Har ubi suprà) جَلًا: see 1, voce جَلِىَ: A2: and see جِلَآءٌ.

جِلًا: see جِلَآءٌ.

جِلْوَةٌ A female slave, (S, K,) or some other thing, (K,) that is presented, or given, by the husband to his bride at the time of her being displayed to him. (S, * K.) One says, مَا جِلْوَتُهَا [What is her bridal present?]; and is answered, “ Such a thing. ” (S.) جَلَآءٌ A thing, an affair, or a case, that is apparent, manifest, plain, or evident. (S, K, TA.) b2: And Acknowledgment, or confession: so in the saying of Zuheyr: فَإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُهُ ثَلَاثٌ يَمِينٌ أَوْ نِفَارٌ أَوْ جَلَآءٌ [For verily the means of deciding the truth are three: an oath, and incongruity of circumstances, and acknowledgment, or confession]: (S:) but Az writes the last word ↓ جِلَآء, with kesr to the ج, as meaning an evidence, or a proof, and witnesses; from مُجَالَاةٌ [inf. n. of 3, q. v.]. (TA.) b3: أَقَمْتُ عِنْدَهُ جَلَآءَيَوْمِى, (K, TA,) or جَلَآءَ يَوْمٍ, (so in some copies of the K,) [I remained with him, or at his abode,] during the whiteness of my, or a, day. (Zj, K, TA.) A2: See also the next paragraph.

جِلَآءٌ: see the paragraph next preceding.

A2: Also, (S, Mgh, K,) written by El-Muhellebee ↓ جَلَآءٌ, (TA,) and ↓ جَلًا, which is more correct than the first, (Mgh,) or it is allowable, as also ↓ جِلًا, the former of the last two mentioned on the authority of En-Nahhás, (TA,) Collyrium: (S, K:) or a particular kind thereof, (K, TA,) that clears the sight; (TA;) [i. e.] i. q. إِثْمِدٌ [antimony, or an ore of antimony]; (Mgh, TA;) so called because it clears the sight. (Mgh.) A3: مَاجِلَاؤُهُ What is his honourable name, or surname, (S,) or his good surname, (K,) by which he is addressed? (S, K.) جَلِىٌّ Clear, unobscured, exposed to view, displayed, laid open, disclosed, or uncovered: apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident: (S, Msb, K, TA:) جَالٍ thus used has not been heard. (Er-Rághib, TA.) It is applied as an epithet to information, or tidings, (Msb, TA,) and to analogy, or rule. (TA.) b2: عَيْنٌ جَلِيَّةٌ A seeing eye. (IB, TA.) جَلِيَّةٌ Sure information or tidings. (S.) b2: أَخْبَرَنِى عَنْ جَلِيَّةٌ الأَمْرِ He informed me of the true, or real, state of the affair, or case. (TA.) دَوَآءٌ جَلَّآءٌ [A medicine that clears the complexion or skin]. (K voce فُوَّةٌ, &c.) جِلِيَّانٌ The act of rendering apparent, open, manifest, plain, or evident: rendering clear, or unobscured; exposing to view, displaying, laying open, disclosing, or uncovering. (TA.) جَالٍ Going forth, or emigrating, from his country, or town: [like جَالٌّ:] and so جَالِيَةٌ, applied to a company of people; [as also جَالَّةٌ;] (Msb;) or to people who have gone forth, or emigrated, from their homes; (S;) and particularly to those tributaries, (Mgh, Msb,) namely, certain Jews, (Mgh,) whom 'Omar expelled from the country of the Arabs; (Mgh, Msb;) and afterwards, to such as have the poll-tax imposed upon them, of the people of the Bible, and of the Magians, though not having emigrated from their homes; (Mgh;) [i. e.] the free non-Muslim subjects of a Muslim government; because they were expelled by 'Omar from Arabia; (K;) the word being fem. because denoting a جَمَاعَة; (Mgh;) and its pl. is جَوَالٍ. (Mgh, Msb.) b2: Hence, (Msb,) ↓ جَالِيَةٌ [as a subst.] is applied to The poll-tax that is exacted from the persons last mentioned above; (S, Mgh, Msb;) as also جَالَّةٌ: (S:) first, in this sense, applied to that which was exacted from the people expelled from Arabia by 'Omar. (Msb.) You say, اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى

الجَالِيَةِ [Such a one was employed as collector of the poll-tax]. (S, Mgh, Msb.) A2: See also جَائِلٌ, in art. جول.

جَالِيَةٌ (as a subst.): see what next precedes.

أَجْلَى Having that degree of baldness which is termed جَلًا; i. e. baldness of the fore part of the head: or baldness of half of the head; (S, K;) which is the beginning of صَلَعٌ: (S:) or baldness less than what is termed صَلَعٌ: (K:) or baldness of half of the head, and the like: (A'Obeyd, TA:) fem. جَلْوَآءٌ. (K.) [See أَجْلَحُ.] b2: Beautiful, or handsome, in face, bald in the sides of the forehead. (K.) b3: جَبْهَةٌ جَلْوَآءُ A wide forehead. (K.) b4: سَمَآءٌ جَلْوَآءٌ (assumed tropical:) A cloudless sky: (Ks, S, K:) and لَيْلَةٌ جَلْوَآءُ (assumed tropical:) a cloudless, bright, night. (TA.) b5: اِبْنُ أَجْلَى: see اِبْنُ جَلَا, in two places. b6: Also (i. e. ابن اجلى) (assumed tropical:) The lion. (TA.) A2: فَعَلْتُهُ مِنْ

أَجْلَاكَ, and ↓ إِجْلَاكَ, I did it on account of thee, for thy sake, or because of thee; syn. مِنْ أَجْلِكَ. (K.) فَعَلْتُهُ مِنْ إِجْلَاكَ: see what next precedes.

مَجْلًى sing. of مَجَالٍ, which signifies The fore parts of the head, which are the [first] places of baldness: (Fr, S:) or what is seen of the head when one fronts the face. (TA.) مُجْلٍ [act. part. n. of 4. Hence,] فَإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِيَةٌ وَ إِمَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ And either war that shall cause you to emigrate, or abasing peace. (TA.) المُجْلِّى The first of the horses in a race. (K in art. جلى.)

صلي

صلي: {اصلوها}: ذوقوا حرها. {تصطلون}: تسخنون. {نصليهم نارا}: نشويهم بها.
(صلي) النَّار وَبهَا صلى وصليا احْتَرَقَ فِيهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا يصلاها إِلَّا الأشقى} وَالْأَمر وَبِه عانى شدته وتعبه وَيُقَال صلي بفلان وَصلي بشر فلَان فَهُوَ صال وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم}

صلي


صَلِيَ(n. ac. صَِلًى
[صَلَي])
a. [acc.
or
Bi], Bore the heat of; warmed himself at (
fire )
b.(n. ac. صَلَي
صُلِيّ )
a. [acc.
or
Bi], Was burned by ( the fire ).

صَلَّيَ
a. [acc. & Bi
or
'Ala], Warmed, heated burned in, over ( the
fire ).
أَصْلَيَa. see IIb. Put, threw into ( the fire ).
تَصَلَّيَ
a. [acc. & Bi], Straightened, made pliable in ( the
fire ).
b. see VIII
إِصْتَلَيَ
(ط)
a. [Bi], Warmed himself by ( the fire ).

صَلٍa. Roasted, roast.

صِلًىa. see 23
مِصْلَاة [] (pl.
مَصَاْلِيُ)
a. Snare, trap; net.

صَلَايَة []
صَلَآءَة [] (pl.
صُِلِيّ)
a. Forehead.
b. Stone with which perfumes pounded.

صِلَآء []
a. Fire; heat; fuel.

مَصْلِيّ
a. Roast, broiled.
ص ل ي

خرجوا إلى المصلى. واجتمعت اليهود لعنت في صلاتهم وصلواتهم. وهي كنائسهم " وبيع وصلوات " وأحدقوا بالصلاء والصلى: بالنار. وأحسن من الصلاء في الشتاء. وصليت النقاة: قومتها بالنار. وصلي النار وصلي بها " يصلى النار الكبرى " وتصلاها وتصلى بها. وأصلاه وصلاه. وشاة مصلية: مشوية. وقد صليتها. وأطيب مضغة صيحانية مصلية مشمسة. ونظرت إلى مصطلاه وهو وجهه وأطرافه. قال أبو زبيد:

بادياً ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أيّ برود

وفي الحديث: " إن للشيطان فخوخاً ومصالي " وهي الشرك. ونصب الصائد مصلاته. وصلى للصيد يصلي صلباً. وضرب الفرس صلويه: بذنبه ما عن يمينه وشماله، وكلّ أنثى إذا ولدت: انفرج صلواها. ومنه: مصلّى السابق. وسحق الطيب على الصلاية والصلاءة.

ومن المجاز: سبق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصى أبو بكر رضي الله تعالى عنه. وجئت في أكسائهم وأصلائهم. وصليت بفلان وبأمر كذا: منيت به. وصليت لفلان إذا سويت عليه منصوبة لتوقعه.
الصاد واللام والياء ص ل ي

صَلَى اللَّحمَ صَلْياً شَوَاهُ والصِّلاءُ الشِّواءُ صلَى اللَّحْمَ في النارِ وأصْلاَه أَلْقاهُ للاحْتِراقِ قال

(أَلاَ يا اسْلَمِي يا هِنْدُ هِندَ بَنِي بَدْر ... تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤادَكِ بالجَمْرِ)

أراد أنه قَتَلَ قَوْمَها فأَحْرَقَ فُؤادَها بالحُزْنِ عليهم وصَلَى بالنارِ وصَلِيَهَا صُلِيّا وصِلِيّا وصِلاءً وصَلاءً وتصلاها قاسَى حَرَّها وكذلك الأمرُ الشديدُ قال أبو زُبَيْدٍ

(فقد تَصَلَّيتُ حَرَّ حَرْبِهِم ... كما تَصَلَّى المَقْرورُ من قَرَسِ)

وأَصْلاهُ النارَ أدْخَلَهُ إياها وأَثْواهُ فيها وصَلاَهُ النارَ وفي النَّارِ وعلَى النارِ صَلْياً وصُلِيّا وصِلِيَا وصُلِّيَ فلانٌ النارَ تَصْلِية والصِّلاءُ والصَّلا اسمٌ للوَقُودِ وقيلَ هما النارُ وصَلَّى يَدَه بالنارِ سَخَّنَهَا قال

(أَتَانَا فَلَمْ نَفْرَحْ بِطَلْعةِ وَجْهِهِ ... طُرُوقاً وصلَّى كَفَّ أشْعَثَ سَاغِبِ)

واصْطَلَى بها اسْتَدْفأَ وفي التنزيل {لعلكم تصطلون} النمل 7 قال الزجاجُ جاء في التَّفسيرِ أنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى الاصْطِلاءِ وصلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاها لَوَّحَها وقِدْحٌ مُصَلّى مَضْبُوحٌ قال

(فلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ ... فَمَا صَلَّى عَصَاهُ كَمُسْتَدِيمِ)

والمِصْلاةُ شَرَكٌ يُنْصَبُ للصَّيْدِ وفي حديث أهلِ الشامِ إن للشَّيطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً يَعْنِي ما يَصِيدُ به الناسُ وصَلَيْتُه وصَلَّيتُ له مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك والصَّلايةُ والصَّلاءةُ مُدُقُّ الطِّيبِ قال سيبويه هُمِزتْ ولَمْ يَكُ حرفُ العِلّةِ فيها طَرَفاً لأنهم جاءوا بالواحدِ على قَوْلِهم في الجَمْعِ صَلاءٌ كما قالوا مَسْنِيَّةٌ ومَرْضِيَّةٌ حينَ جاءتْ على مَسْنِيّ ومَرْضِيّ وأما من قال صَلاَيةً فإنه لم يَجِئْ بالواحدِ على الصَّلاءِ وصلَّيتُ الظَّهْرَ ضَرَبْتُ صَلاَه أَوْ أصَبْتُهُ نادِرٌ وإنَّما حُكْمُه صَلَوْتُه كما تقُولُ هُذَيْلٌ
ص ل ي: صَلِيَ بِالنَّارِ وَصَلِيَهَا صَلًى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَجَدَ حَرَّهَا وَالصِّلَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ حَرُّ النَّارِ

وَصَلَّيْتُ اللَّحْمَ أَصْلِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى شَوَيْتُهُ.

وَالصَّلَا وِزَانُ الْعَصَا مَغْرِزُ الذَّنَبِ مِنْ الْفَرَسِ وَالتَّثْنِيَةُ صَلَوَانِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْفَرَسِ الَّذِي بَعْدَ السَّابِقِ فِي الْحَلْبَةِ الْمُصَلِّي لِأَنَّ رَأْسَهُ عِنْدَ صَلَا السَّابِقِ.

وَالْمُصَلَّى بِصِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ مَوْضِعُ الصَّلَاةِ أَوْ الدُّعَاءِ وَالصَّلَاةُ قِيلَ أَصْلُهَا فِي اللُّغَةِ الدُّعَاءُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103] أَيْ اُدْعُ لَهُمْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] أَيْ دُعَاءً ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا هَذِهِ الْأَفْعَالُ الْمَشْهُورَةُ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الدُّعَاءِ وَهَلْ سَبِيلُهُ النَّقْلُ حَتَّى تَكُونَ الصَّلَاةُ حَقِيقَةً شَرْعِيَّةً فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ مَجَازًا لُغَوِيًّا فِي الدُّعَاءِ لِأَنَّ النَّقْلُ فِي اللُّغَاتِ كَالنَّسْخِ فِي الْأَحْكَامِ أَوْ يُقَالُ اسْتِعْمَالُ اللَّفْظِ فِي الْمَنْقُولِ إلَيْهِ مَجَازٌ رَاجِحٌ وَفِي الْمَنْقُولِ عَنْهُ حَقِيقَةٌ مَرْجُوحَةٌ فِيهِ خِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ الْأُصُولِ وَقِيلَ الصَّلَاةُ فِي اللُّغَةِ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ الدُّعَاءِ وَالتَّعْظِيمِ وَالرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ وَمِنْهُ «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» أَيْ بَارِكْ عَلَيْهِمْ أَوْ ارْحَمْهُمْ وَعَلَى هَذَا فَلَا يَكُونُ قَوْلُهُ {يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] مُشْتَرَكًا بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ بَلْ مُفْرَدٌ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَالصَّلَاةُ تُجْمَعُ عَلَى صَلَوَاتٍ وَالصَّلَاةُ أَيْضًا بَيْتٌ يُصَلِّي فِيهِ الْيَهُودُ وَهُوَ كَنِيسَتُهُمْ وَالْجَمْعُ صَلَوَاتٌ أَيْضًا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَيُقَالُ إنَّ الصَّلَاةَ مِنْ صَلَّيْتُ الْعُودَ بِالنَّارِ إذَا لَيَّنْتَهُ لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يَلِينُ بِالْخُشُوعِ وَالصَّلَاةُ فِي قَوْلِ الْمُنَادِي الصَّلَاةَ جَامِعَةً مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْإِغْرَاءِ أَيْ الْزَمُوا الصَّلَاةَ. 
صلي
: (ى (} صَلَى اللَّحْمَ) وغيرَهُ بالنارِ ( {يَصْلِيه} صَلْياً) : إِذا (شَواهُ) ، فَهُوَ {مَصْلِيٌّ كَمرميَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أُتِيَ بشاةٍ} مَصْلِيَّةٍ، أَي مَشْوِيَّةٍ) .
وَفِي الأساسِ: أَطْيَبُ مُضْغةٍ صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ، أَي مُشَمَّسَةٌ.
(أَو) {صَلاهُ: (أَلْقاهُ فِي النَّارِ للإحْراقِ،} كأصْلاهُ {وصَلاَّهُ) } تَصْلِيةً؛ وقُرِىءَ: { {وَيُصَلَّى سَعِيراً} : بالتَّشْديدِ؛ وَقَالَ الشاعرُ:
أَلاَ يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بَني بَدْر
تَحِيَّةَ مَنْ} صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِأَرادَ: أنَّه قَتَل فأَحْرَقَ فُؤَادَها بالحُزْنِ عَلَيْهِم.
وقراءَةُ التَّشْديدِ هَذِه نُسِبَتْ إِلَى عليِّ، رضِيَ اللهُ عَنهُ؛ وَكَانَ الكِسائي يَقْرأُ بهَا، وليسَ مِن الشَّيء بل هُوَ مِن إلْقائِكَ اللّحْم فِي النارِ.
وشاهِدُ {صَلَّى، مُشَدَّداً، قوْلُه تَعَالَى: {} وتصلية جحيم} .
(و) {صَلَى (يَدَهُ بالنَّارِ) } صَلْياً: (سخَّنَها) ؛ هَكَذَا مُقْتَضى سِياقِه والصَّوابُ {صَلَّى بالتَّشْديدِ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم ودَلِيلُه مَا أَنْشَدَ من قوْلِ الشاعِرِ:
أَتانا فَلَمْ يَقْدَحُ بطَلْعَةِ وجْهِهِ
طُروقاً} وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ (و) مِن المجازِ: {صلى (فلَانا) صَلْياً: (دارَاهُ أَو خاتَلَهُ؛ و) قيلَ: (خَدَعَهُ) .
وَفِي الصِّحاح:} صَلَيْت لفلانٍ مِثَالُ رَمَيْت.
وَفِي التَّهْذيب مِثْل مَا للمصنِّف: {صَليْتُ فلَانا، ثمَّ اتَّفَقَا فَقَالَا: إِذا عَمِلْتَ لَهُ فِي أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ بِهِ فِيهِ وتُوقِعَه فِي هَلَكةٍ؛ وَمِنْه} المَصَالِي للأَشْرَاكِ.
وَفِي التَّهْذيب: والأصْلُ فِيهِ {المَصَالِي، وجَمَعَ بَيْنهما ابنُ سِيدَه فقالَ:} وصَلَيْتُه وَله: مَحَلْتُ بِهِ وأَوقَعْتُه فِي هَلَكَةٍ،
وليسَ فِي كلَ مِن الأصُولِ الثَّلاثَةِ مَا ذَكَرَه المصنِّفُ مِن المُدارَاةِ والمُخاتَلَةِ، وكأنَّه أَخَذَ ذلكَ من لَفْظِ المَحْل.
وَفِي الأساسِ: ومِن المجازِ: {صَلَيْتُ بفلانٍ إِذا سَوَّيتَ عَلَيْهِ مَنْصوبةً لتُوقِعَهُ.
(} وصَلِيَ) فلانٌ (النَّارَ، كَرضِيَ، و) صَلِيَ (بهَا) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ؛ ( {صُلِيّاً} وصِلِيّاً) ، بالضمِّ والكسْر مَعَ تَشْديدِ الياءِ فيهمَا، ( {وصَلاءً) ، هَكَذَا بالمدِّ فِي النسخِ والصَّوابُ صَلى بالقَصْرِ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم والمِصْباح، (ويُكْسَرُ) عَن ابنِ سِيدَه أَيْضاً: (قاسَى حَرَّها) وشِدَّتَها؛ (} كتَصَلاَّها) ؛ وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
فَقَدْ {تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم
كَمَا} تَصَلَّى المَقْرورُ مِنْ قَرَسِوفَرَّقَ الجوهريُّ بينَ {صلي النَّارَ وبَيْنَ صَلِيَ بهَا، فقالَ: صلى النَّارَ} يَصْلَى {صُلِيّاً احْتَرَقَ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {هم أَوْلَى بهَا} صُلِيّاً} ؛ وقولُ العجَّاج:
تَاللَّهِ لَولا النارُ أنْ {نَصْلاها قالَ: ويقالُ أَيْضاً} صَلِيَ بالأَمْرِ إِذا قاسَى حَرَّهُ وشِدَّتَه؛ وَمِنْه قولُ أَبي الغولِ الطُّهَوِيّ:
وَلَا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ
{صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِوفي المِصْباح:} صَلِيَ بالنَّارِ {وصَلِيها،} صَلِى من بابِ تَعِبَ: وَجَدَ حَرَّها. وَقَالَ الرَّاغبُ: صَلِيَ بالنَّارِ وبكذا: أَي بُلِيَ بِهِ، وَمِنْه: { {تَصْلى نَارا حامِيَةً} ؛ {} وسيصلون سَعِيراً} ؛ { {اصْلوْها الْيَوْم} ؛ {لَا} يصلاها إلاَّ الأشْقى} .
( {وأَصْلاهُ النَّارَ} وصَلاهُ إيَّاها و) {صَلاهُ (فِيهَا و) } صَلاهُ (عَلَيْهَا) {صَلْياً} وصُلِيّاً: (أَدْخَلَهُ إيَّاها وأَثْواهُ فِيهَا) ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فسَوفَ نُصْلِيهِ نَارا} ؛ { {وسَيْصلَوْن سَعِيراً؛ وقُرِىءَ هَذِه بالتَّشَديدِ أَيْضاً؛ وَإِذا عُدِّي بفي أَو على فإنَّما هُوَ بمعْنَى شَواهُ وأَحْرَقَه.
(} والصِّلاءُ، ككِساءٍ: الشِّواءُ) لأنَّه {يُصْلَى بالنَّارِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) } الصَّلاءُ: (الوَقُودُ) على فعولٍ، وَهُوَ مَا تُوقَدُ بِهِ النَّارُ. (أَو النارُ) ، يقالُ: هُوَ أَحْسَنُ مِن {الصِّلاءِ فِي الشِّتاء؛ (} كالصَّلَى) بالقَصْرِ (فيهمَا) أَي فِي الوَقُودِ والنارِ.
وقالَ الْأَزْهَرِي: إِذا كَسَرْت مَدَدْتَ، وَإِذا فَتَحْتَ قَصَرْتَ؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
( {واصْطَلَى) بالنَّارِ: (اسْتَدْفَأَ) بهَا؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: لعلَّكُم} تَصطْلُونَ} ، أَي أنَّهم كَانُوا فِي شِتاءٍ فَلِذَا احْتاجُوا إِلَى {الاصْطِلاءِ.
(} وصَلَّى عَصاهُ على النَّارِ {تَصْلِيَةً} وتَصَلاَّها: لَوَّحَ) .
وَفِي الصِّحاح: لَيَّنَها وقَوَّمَها؛ قالَ قيْسُ بنُ زهَيْرٍ:
فَلَا تَعْجَلْ بأَمْركَ واسْتَدِمْهُ
فَمَا {صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيم ِوفي الأساس:} صَلَّيْتُ القَناةَ: قَوَّمْتها بالنارِ.
(وأرْضٌ {مَصْلاةٌ: كثيرَةُ} الصِّلِّيانِ لنَبْتٍ ذُكِرَ فِي) حَرْفِ (الَّلامِ) لاخْتِلافِهم فِي وَزْنِه فِعِّلان أَو فِعْلِيان، وَهَذَا النَّبْتُ يُسَمَّى خُبْزَة الإِبِلِ، وَقد تقدَّمَ.
( {والصَّلايَةُ، ويُهْمَزُ) ؛ قَالَ سِيْبَوَيْه: وإنَّما هُمِزَتْ وَلم يكُنْ حَرْف العِلَّةِ فِيهَا طَرَفاً لأنَّهم جاؤُوا بالواحِدِ على قوْلِهم فِي الجميعِ} صَلاءٌ، وأَمَّا مَنْ قالَ {صَلايَة فإنَّه لم يَجِىءْ بالواحِدِ على} الصَّلاءِ؛ (الجَبْهَةُ) ، على التَّشْبيهِ.
(و) أَيْضاً: (اسْمٌ) ، فبالياءِ جماعَةٌ، وبالهَمْزِ: {صَلاءَةُ بنُ عمْروٍ النُّمَيْرِيُّ أَحَدُ القَلْعَيْنِ؛ ذَكَرَه الجوهريُّ.
(و) } الصَّلاءَةُ، بالوَجْهَيْنِ: (مُدُقُّ الطِيبِ) ؛
وَفِي الصِّحاحِ: الفِهْرُ؛ وأَنْشَدَ لأُميَّة يصِفُ السَّماءَ:
سَراةُ {صَلايةٍ خَلْقاء صِيغَتْ
تُزِلُّ الشمسَ ليسَ لَهَا رِئابُقالَ: وإنَّما قالَ امْرؤُ القَيْس:
مَداكُ عروسٍ أَو} صَلايةُ حَنْظلِ فأَضَافَها إِلَيْهِ لأنَّه يُفَلِّق بهَا إِذا يَبِسَ؛ (ج {صُلِيٌّ} وَصِلِيٌّ) ، بالضمِّ والكَسْر مَعَ تَشْديدِ الياءِ فيهمَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المِصْلاةُ، بالكَسْر: شَرَكٌ يُنْصَبُ للصَّيْد؛ وَفِي التَّهْذيب: للطَّيْر؛ والجَمْعُ} المَصَالي.
{والصَّلايَةُ: شريجةٌ خَشِنَةٌ غَلِيظَةٌ من القُفِّ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ عَن ابنِ شُمَيْل.
} وصَلِيَ الرَّجُلُ، كرَضِيَ: لَزِمَ، {كاصْطَلَى.
قَالَ الزجَّاجُ: وَهَذَا هُوَ الأَصْلُ فِي} الصَّلاةِ؛ وَمِنْه: مَنْ {يُصْلَى فِي النَّارِ، أَي يُلْزَمُ، سُمِّيَت بهَا لأنَّها لُزومُ مَا فَرضَ اللَّهُ تَعَالَى بهَا.
} وَصلى ظَهْرَه بالنارِ: أَدْفَأَهُ.
وفلانٌ لَا {يُصْطَلَى: إِذا كانَ شُجاعاً لَا يُطاقُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
ونَظَرْتُ إِلَى} مُصْطلاهُ: أَي وَجْهِه وأَطْرافِه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.
صلي
صلَى/ صلَى لـ يَصلِي، اصْلِ، صَلْيًا، فهو صالٍ، والمفعول مَصْليّ
• صلَى الشَّيءَ: ألقاه في النَّار "صلَى الطَّاهي اللَّحمَ: شواه".
• صلَى فلانًا/ صلَى لفلان: كاد له ليوقعه في شرٍّ وهلكة.
• صلاه العذابَ: أذاقه مُرَّه "صلاه الذُّلّ/ الهوانَ- صلى فلانًا النَّارَ: ألقاه فيها، أذاقه عذابَها". 

صلِيَ/ صلِيَ بـ يَصلَى، اصْلَ، صَلًى وصِلِيًّا، فهو صالٍ، والمفعول مَصْليّ
• صلِي النَّارَ/ صلِي بالنَّار: احترق فيها وقاسى حَرَّها " {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} - {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} - {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} ".
• صلِي الأمرَ/ صلِي بالأمر: عانَى شدَّتَه وتعبَه "صلِي بشرِّ فلان- صلِيَ العذابَ". 

أصلى يُصلي، أَصْلِ، إصلاءً، فهو مُصْلٍ، والمفعول مُصْلًى
• أصلاه النَّارَ/ أصلاه بالنَّار/ أصلاه على النَّار/ أصلاه في النَّار: أدخله فيها، أحرقه بها "العصابة أصْلَتِ المكان بوابل من النِّيران- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} ". 

اصطلى/ اصطلى بـ يصطلي، اصْطَلِ، اصطلاءً، فهو مُصْطلٍ، والمفعول مُصطَلًى
• اصطلى النَّارَ/ اصطلى بالنَّار: استدفأ بها من البرد " {أَوْ ءَاتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} " ° فلانٌ لا يُصطلَى بناره: هو بطلٌ لا يُغْلب، شجاع لا يُطاق.
• اصطلى بالأمرِ: عانى شدّتَه "اصطلى الشَّعبُ بنار الحرب وويلاتها". 

تصلَّى/ تصلَّى بـ يتصلَّى، تصَلَّ، تصلّيًا، فهو مُتصلٍّ، والمفعول مُتصلًّى
• تصلَّى الرَّجلُ النَّارَ/ تصلَّى الرَّجلُ بالنَّارِ: اصطلى بها؛ استدفأ أو قاسَى حرَّها. 

صلَّى يُصلِّي، صَلِّ، تصليةً، فهو مُصلٍّ، والمفعول مُصلًّى
• صلاَّه النَّارَ/ صلاَّه بالنَّارِ/ صلاَّه على النَّارِ/ صلاَّه في النَّار: أصلاه، أدخله فيها "صلّى العصا على النَّار: لوّحها وليَّنها وقوّمها بها- {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ. وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} - {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} ". 

إصلاء [مفرد]: مصدر أصلى. 

أَصَلِيَّات [جمع]: (حن) فصيلة من الحيَّات غير السَّامّة لها عضلات قويَّة تسحق بها ضحاياها. 

اصطلاء [مفرد]: مصدر اصطلى/ اصطلى بـ. 

تصلية [مفرد]: مصدر صلَّى. 

صَلايَة [مفرد]: ج صُليّ وصِليّ: مِدَقّ الطِّيب والتَّوابل. 

صَلًى [مفرد]: مصدر صلِيَ/ صلِيَ بـ.
• الصَّلَى:
1 - النَّار.
2 - الوقود. 

صَلْي [مفرد]: مصدر صلَى/ صلَى لـ. 

صِلِيّ [مفرد]: مصدر صلِيَ/ صلِيَ بـ. 

مسو

(مسو) : مَسَ الحِمارُ: حَرَنَ، فهو يَمْسُو.
م سومَسَوْتُ على الناقة ومَسَوْتُ رَحمهَا أَمْسُوها مَسْواً كلاهما إذا أَدْخَلْتَ يَدَكَ في حَيَائِها فنقيتَها وقد تقدم ذلك في الياء
مسو
المَسْوُ: لُغَةٌ في المَسْيِ؛ وهو أنْ يُدْخِلَ الراعي يَدَه في رَحِمِ الناقَةِ فَيَمْسُطَ ماءَ الفَحْلَ. ومَسَوْتُ الرجُلَ أمْسُوْهُ: أي خَدَعْته، وقد يُهْمَزُ.
م س و : الْمَسَاءُ خِلَافُ الصَّبَاحِ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ الْمَسَاءُ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إلَى الْمَغْرِبِ وَأَمْسَيْتُ إمْسَاءً دَخَلْتُ فِي الْمَسَاءِ وَمَسَّاهُ اللَّهُ بِخَيْرٍ دُعَاءٌ لَهُ يُقَالُ كَمَا صَبَّحَهُ اللَّهُ بِالْخَيْرِ. 

مسو


مَسَا(n. ac. مَسْو)
a. ['Ala], Cleansed the uterus of.
b. Was refractory.
c. Came, happened in the evening.

مَسَّوَa. Wished good evening to.

مَاْسَوَa. Came to, visited in the evening.

أَمْسَوَa. see I (c)b. Spent the evening with.

تَمَسَّوَa. Came in the evening, came late.

إِمْتَسَوَa. Took.

مَسَآء []
a. Evening; even, eve.

مُمْسًى
a. Monk's cell.

مَسَآء أَمْس
a. Yesterday evening; last night; yester-night.

مَسَآء الخَيْر
a. Good evening!

أُمْسِيَّة
a. see 22
مُسَيّ مُسََُّان
a. Evening, eventide.
b. Towards evening.

مَسَّاكَ اللّهُ بِالْخَيْر
a. God grant thee a good evening!
مسو: مسو على فلان: قالوا له مساء الخير: الله يمسيكم بالخير وبإيجاز مسيكم بالخير ويقال أيضا في (حلب): مية مسا مساكم (بوشر) مسى: قاتلة خلال المساء (ارنولد كرست 7: 126): وقاتلهم قتالا شديدا يصحبهم ويمسيهم.
ماسى: قاتل فلانا خلال المساء (البيان 2: 171): وأقام عليه خمسة أيام يغاديهم الحرب ويماسيهم ويتعدى إلى مفعولين بحرف الباء (المقري 2: 704): يصابح العدو ويماسيه بحرب.
ماسى: لاحظ ما يأتي.
تماسى: استخدم (سعديا) هذه الكلمة بمعنى تسبك أو تصهر أو تذوب (مزمور 22 البيت 15) واستخدم ماسى بمعنى ذاب، انصب، زال، اضمحل، نفق (مزمور 39 البيت 3 مزمور 112 بيت 147).
مسوة: روبة، مجبنة، منفحة (خميرة قابلة للذوبان تستعمل في تجبين الحليب- المنهل) (م. المحيط). مسيا: في محيط المحيط (مسيا المسيح وهي لثعة في مشبح بالعبرانية ومعناها المسيح).
مسو
أمسى1 يُمسي، إمساءً، فهو مُمْسٍ فعل ناقص من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر، ويفيد اتّصافَ المبتدأ بالخبر في وقت المساء، وقد يُتوسَّع فيه فيُستعمل بمعنى صار "أمسى الجوُّ حارًّا- أَمْسى الأمرُ واضحًا". 

أمسى2 يُمسي، أمْسِ، إمساءً، فهو مُمْسٍ
• أمْسَى النَّاسُ: صاروا في وقت المساء، خلاف أصبح "أمسى المساءُ فحان السمرُ- {فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} ". 

مسَّى/ مسَّى بـ يمسِّي، مَسِّ، تمسيةً، فهو مُمَسٍّ، والمفعول مُمَسًّى
• مسَّى الشَّخْصَ: قال له: كيف أمسيت؟، أو مساء الخير، أو مسَّاك اللهُ بالخير "ألقى عليهم التماسي" ° مسَّاه اللهُ بالخير: دعاء له بأن يكون مساؤه خيرًا.
• مسَّى به اللّيلُ: جاء مساء. 

إمساء [مفرد]: مصدر أمسى1 وأمسى2. 

أُمْسِيَة [مفرد]: ج أماسٍ:
1 - تخفيف أُمْسِيَّة.
2 - آخر النَّهار وقد تطول إلى نصف اللَّيل. 

أُمْسِيَّة [مفرد]: ج أُمْسِيَّات وأَمَاسِيّ:
1 - أُمْسِيَة، آخرُ النَّهار وقد تطول إلى نصف اللَّيْلِ، وتُخفَّف فيقال: أُمْسِيَة.
2 - عَرْض أو حفلة أو اجتماع يُقام مساءً وينتهي قبل العَشاء "أُمْسيَّة فنّيّة/ شِعْريَّة". 

تمسية [مفرد]: ج تماسٍ (لغير المصدر): مصدر مسَّى/ مسَّى بـ. 

مَساء [مفرد]: ج أَمْسِيَة: زمانٌ وقتُه من بعد الظُّهر إلى المغرب أو إلى نصف اللَّيل، ما يقابل الصَّباح "قابلته مساءَ أمسِ: أمس عند المساء- يعمل صباحَ مساءَ: في الصباح وفي المساء- نشرة مسائيّة" ° مَسَاء الخير: تحيَّة المساء. 
مسو
: (و (} مَسَوْتُ على الناقَةِ) {أَمْسُوها} مَسْواً: (إِذا أَدْخَلْتَ يَدَكَ فِي حَيائِها) ؛) ونَصُّ اللّحْياني: فِي رَحِمِهَا؛ (فَنَقَّيْتَه) اسْتِلْئاماً للفَحْلِ كرَاهَةَ أَن تحْمِلَ لَهُ؛ وكَذلكَ {مَسا رَحِمها فَهُوَ} ماسٍ وقيلَ: مَسَا الناقَةَ والفَرَسَ إِذا سَطَا عَلَيْهِمَا؛ وَمِنْه قولُ الراجزِ:
إنْ كُنْتَ مِنْ أَمْرِكَ فِي مِسْماسِ
فاسْطُ على أُمِّك سَطْوَ {الماسِي} وَمَسَيْتُ: لُغَةٌ فِيهِ كَمَا سَيَأْتِي.
( {ومَسَا الحِمارُ) مَسْواً: (حَرَنَ.
(} والمَساءُ {والإمْساءُ: ضِدُّ الصَّباحِ والإِصْباحِ) ، وَهُوَ بَعْدَ الظّهْرِ إِلَى صلاةِ المَغْربِ. وَقَالَ بعضُهم: إِلَى نِصْفِ الليْلِ، والجَمْعُ} أَمْسِيَةٌ عَن ابنِ الأعْرابي.
( {والمُمْسَى)، كمُكْرَم: (} الإِمْساءُ) ، تقولُ: {أَمْسَيْنَا} مُمْسًى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهري لأُمَيّة بنِ أَبي الصَّلْت:
الحمدُ للَّه {مُمْسانا ومُصْبَحَنا
بالخَيْرِ صَبَّحَنا رَبي} ومَسَّانا فهُما مَصْدرانِ؛ (والاسْمُ! المُسِيءُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر) ، كالصُّبْحِ مِن الصَّباح؛ قَالَ الأضْبطُ بنُ قُرَيْع الأسَدِي: لكلِّ هَمَ من الأُمُورِ سَعَهْ
{والمُسْيُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعَهْ (و) يقالُ: (أَتَيْتُهُ} مَساءَ أَمْسٍ {ومُسْيَهُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر) ، لُغَة، أَي أَمْسِ عنْدَ المَساءِ، (و) أَتَيْتُهُ أُصْبُوحَة كلِّ يَوْمٍ، و (} أُمْسِيَّتَهُ، بِالضَّمِّ.
(وَجَاء {مُسَيَّاناتٍ، أَي مُغَيْرِ ياناتٍ) ، نادِرٌ وَلَا يُسْتَعْمِلُ إلاَّ ظَرْفاً.
وَفِي الصِّحاح: أَتَيْتُهُ} مُسَيَّاناً، هُوَ تَصْغيرُ مَساءٍ.
(و) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: (أَتَى صَبَاحَ مَساءَ) ، مَبْنِيٌّ، (و) صَباحَ (مَساءٍ، بالإضافَةِ.
(و) قَالَ اللّحْياني: (إِذا تَطَيَّرُوا مِن أَحَدٍ قَالُوا: مَساءُ اللَّهِ لَا {مَساؤُكَ) ، وَإِن شِئْتَ نَصَبْتَ.
(} ومَسَّيْتُهُ {تَمْسِيَةً: قُلْتُ لَهُ: كيفَ} أَمْسَيْتَ) ، ومَعْناهُ كيفَ أَنتَ فِي وقْتِ {المَساءِ. (أَو) مَسَّيْتُهُ؛ قُلْتُ لَهُ: (} مَسَّاكَ اللَّهُ بالخَيْرِ) ، أَي جَعَلَ {مَساءَكَ فِي خَيْرٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(} وامْتَسى مَا عِندَهُ: أَخَذَهُ كُلَّه) ؛) نقلَهُ الصَّاغاني.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{مَسَا} وأَمْسَى {ومَسَّى كُلّه إِذا وعَدَك بأمْرٍ ثمَّ أَبْطَأَ عَنْكَ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
وَقد يكونُ} المُمْسَى، كمُكْرَم، مَوْضِعاً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لامْرىءِ القيْسِ يصِفُ جارِيَةً:
تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ كأنَّها
مَنارَةُ {مُمْسَى راهِبٍ مُتَبَتِّلِيريدُ: صَوْمَعَتَه حيثُ} يُمْسِي فِيهَا.
{وأَمْسَيْنا صرْنا فِي وقْتِ المَساءِ، وقولُ الشاعرِ:
حَتَّى إِذا مَا أَمْسجَتْ وأَمْسَجا إِنَّما أَرادَ} أَمْسَتْ! وأَمْسَى، فأَبْدَل مَكانَ الياءِ حرفا جَلْداً شَبِيهاً بهَا لتصحَّ لَهُ القافِيَة والوَزْن.
{وأَمْسَى فلانٌ فلَانا: إِذا أَعانَهُ بشيءٍ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
وَقَالَ أَبو زيدٍ: ركِبَ فلانٌ مَساءَ الطَّريقِ إِذا رَكِبَ وسَطَ الطَّرِيقِ.
} وماسَاهُ {مِمَاساةً سَخِرَ مِنْهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
} ومَسَّى بِهِ اللَّيْل: جاءَ مَساءً؛ وَهُوَ مجازٌ نقلَهُ الزَّمَخْشري.
{ومَمْسَى، مَقْصورٌ: قرْيةٌ بالمَغْربِ عَن ياقوت.

بري

(ب ر ي) : (الْبَوَارِي) جَمْعُ بَارِيٍّ وَهُوَ الْحَصِيرُ وَيُقَالُ لَهُ الْبُورِيَاءُ بِالْفَارِسِيَّةِ.

بري


بَرَى(n. ac. بَرْي)
a. Planed, shaved; pared; mended (pen).
b. Fatigued, jaded.

بَاْرَيَa. Vied, emulated, competed with.

تَبَاْرَيَa. see III
إِنْبَرَيَa. Was smoothed, cut, mended (pen).
b. [La], Opposed; presented himself.
إِبْتَرَيَa. see I (a)
بَاْرِيa. Creator.

بُرَاْيَةa. Clippings, parings; chips, shavings.

مِبْرَاء مِبْرَاة
a. Penknife.
ب ر ي

ما عندي قلم بري أي مبري، وأرفع براية القلم. قال المتنخل:

وصراء البراية عود نبيع ... كوقف العاج عاتكة اللياط

وبفيه البري وحمىً خيبرا، وشر ما يرى.

ومن المجاز: بريت الناقة بالسير، وبرآها السفر، وناقة ذات براية: بها بقية بعد بري السفر إياها. وإنك لذو براية: لمن فيه بقية بعد السفر. وفلان يباري الريح جوداً، وأعطته الدنيا برتها إذا تمكن منها وحظي بها.
ب ر ي : الْبُرَةُ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ هِيَ حَلْقَةٌ تُجْعَلُ فِي أَنْفِ الْبَعِيرِ تَكُونُ مِنْ صُفْرٍ وَنَحْوِهِ وَالْخِشَاشُ مِنْ خَشَبٍ وَالْخِزَامَةُ مِنْ شَعْرٍ وَالْجَمْعُ
بُرُونَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَأَبْرَيْتُ الْبَعِيرِ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُ لَهُ بُرَّةً وَبَرَيْتُ الْقَلَمَ بَرْيًا مِنْ بَابِ رَمَى فَهُوَ مَبْرِيُّ وَبَرَوْتُهُ لُغَةٌ وَاسْمُ الْفِعْلِ الْبِرَايَةُ بِالْكَسْرِ وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ فِيهَا تَسَامُحٌ لِأَنَّهُمْ قَالُوا لَا يُسَمَّى قَلَمًا إلَّا بَعْدَ الْبِرَايَةِ وَقَبْلَهَا يُسَمَّى قَصَبَةً فَكَيْفَ يُقَالُ لِلْمَبْرِيِّ بَرَيْتُهُ لَكِنَّهُ سُمِّيَ بِاسْمِ مَا يَئُولُ إلَيْهِ مَجَازًا مِثْلُ: عَصَرْتُ الْخَمْرَ.

وَبَرِئَ زَيْدٌ مِنْ دَيْنِهِ يَبْرَأُ مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ بَرَاءَةً سَقَطَ عَنْهُ طَلَبُهُ فَهُوَ بَرِيءٌ وَبَارِئٌ وَبَرَاءٌ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَأَبْرَأْتُهُ مِنْهُ وَبَرَّأْتُهُ مِنْ الْعَيْبِ بِالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُهُ بَرِيئًا مِنْهُ وَبَرِئَ مِنْهُ مِثْلُ: سَلِمَ وَزْنًا وَمَعْنًى فَهُوَ بَرِيءٌ أَيْضًا.

وَبَرَأَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلِيقَةَ يَبْرَؤُهَا بِفَتْحَتَيْنِ خَلَقَهَا فَهُوَ الْبَارِئُ وَالْبَرِيَّةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.

وَبَرَأَ مَنْ الْمَرَضِ يَبْرَأُ مِنْ بَابَيْ نَفَعَ وَتَعِبَ وَبَرُؤَ بُرْءًا مِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ.

وَاسْتَبْرَأْتُ الْمَرْأَةَ طَلَبْتُ بَرَاءَتهَا مِنْ الْحَبَلِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ اسْتَبْرَأْتُ الشَّيْءَ طَلَبْتُ آخِرَهُ لِقَطْعِ الشُّبْهَةِ.

وَاسْتَبْرَأَ مِنْ الْبَوْلِ الْأَصْلُ اسْتَبْرَأَ ذَكَرَهُ مِنْ بَقِيَّةِ بَوْلِهِ بِالنَّتْرِ وَالتَّحْرِيكِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ وَاسْتَبْرَأْتُ مِنْ الْبَوْلِ تَنَزَّهْت عَنْهُ.

وَالْبَرَى مِثْلُ: الْعَصَا التُّرَابُ وَبَارَيْتُهُ عَارَضْتُهُ فَأَتَيْتُ بِمِثْلِ فِعْلِهِ وَالْبَارِيَّةُ الْحَصِيرُ الْخَشِنُ وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي الِاسْتِعْمَالِ وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ فَاعُولَةٍ وَفِيهَا لُغَاتٌ إثْبَاتُ الْهَاءِ وَحَذْفُهَا وَالْبَارِيَاءُ عَلَى فَاعِلَاءَ مُخَفَّفٌ مَمْدُودٌ وَهَذِهِ تُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هِيَ الْبَارِيَاءُ كَمَا يُقَالُ هِيَ الْبَارِيَةُ بِوُجُودِ عَلَامَةِ التَّأْنِيثِ وَأَمَّا مَعَ حَذْفِ الْعَلَامَةِ فَمُذَكَّرٌ فَيُقَالُ هُوَ الْبَارِي وَقَالَ الْمُطَرِّزِي الْبَارِي الْحَصِيرُ وَيُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ الْبُورِيَاءُ. 
[ب ر ي] بَرَى العُودَ والقَلَمَ والقِدْحَ وغَيْرَها بَرْيًا نَحَتَه وابْتَرَاه كبَرَاه قالَ طَرَفَةُ

(مِنْ خُطوبٍ حَدَثَتْ أَمْثالُها ... تَبْتَرِي عُوَدَ القَوِيِّ المُسْتَمِرْ)

وقد انْبَرَى وسَهْمٌ بَرِيٌّ مَبْرِيٌّ وقِيلَ هو الكامِلُ البَرْيِ والبَرّاءَةُ والمِبْراةُ السِّكِّينُ يُبْرَى بها القَوْسُ عن أَبِي حَنِيفَةَ والبُراءُ النُّحاتَةُ قالَ أبو كَبِيرٍ

(ذَهَبَتْ بشَاشَتُه وأَصْبَحَ واضِحًا ... حَرِقَ المَفارِق كالبُراءِ الأَعْفَرِ) والُرايَةُ كالبُراءِ قالَ ابنُ جِنِّي هَمْزَةُ البُراءِ من الياءِ لقَوْلِهم في تأْنِيثِه البُرايَةُ وقَد كانَ قِياسُه إِذْ كانَ لَهُ مُذكَّرٌ أن يُهْمَزَ في حالِ تأنِيثِه فيُقالُ بُراءَةٌ أَلا تَراهُم لما جاءُوا بواحِدِ العَظَاءِ والعَباءِ عَلَى تذكِيرِه قالُوا عَظَاءَةٌ وعَباءَةٌ فهَمَزُوا لما بَنَوا المُؤَنَّثَ على مُذَكَّرِه وقد جاءَ نَحْوَ البُراءِ والبُرايَةِ غَيْرُ شيءٍ قالوا الشَّقاءُ والشَّقاوَةُ ولم يَقُولُوا الشَّقاءَةُ وقالُوا ناوِيَةٌ بَيِّنَةَ النَّواءِ والنَّوايَة ولم يَقُولوا النَّواءَة وكَذلك الرَّجاءُ والرَّجاوَةُ وفي هَذا ونَحْوِه دَلالةٌ على أَنَّ ضَرْبًا من المُؤَنَّثِ يُرْتَحَلُ غَيْرَ مُحْتَذًى به نَظِيرُه من المُذكَّرِ فجَرَت البُرايَةُ مَجْرَى التَّرْقُوَةِ وما لا نَظِيرَ له من المُذَكَّرِ في لَفْظٍ ولا وَزْنٍ وهُوَ من بُرايَتِهِم أي خُشارَتِهم وناقَةٌ ذاتُ بُرايَةٍ أي شَحْمٍ ولَحْمٍ وقِيلَ ذاتُ بُرايَةٍ أي بَقاءٍ على السَّيْرِ وبَعَيرٌ ذُو بُرايَةٍ أي باقٍ على السَّيْرِ فقَط قالَ اللِّحْيانِيُّ وقالَ بَعْضُهم بُرايَتُهُما بَقِيَّةُ بُدْنِهِما وقُوَّتهما وبَراهُ السَّفَرُ يَبْرِيه بَرْيًا هَزَلَه عنه أيضا قالَ الأَعْشَى

(بأَدْماءَ حُرْجُوجٍ سَنامَها ... بسَيْرِي عَلَيْها بعدَما كانَ تامِكَا)

والبَرَى التُّرابُ يُقالُ في الدُّعاء على الإنْسانِ بفِيهِ البَرَى كما يُقالُ بفِيه التُّرابُ وفي الدعاء بفِيهِ البَرَى وحُمَّى خَبِيرًا وشَرُّ ما يُرَى فإِنَّه خَيْسَرَى لما يُؤْثِرُونَه من السَّجْعِ وقد تَقَدَّم وبَرَى له بَرْيًا وانْبَرَى عَرَضَ وبارَاهُ عارَضَهُ وتَبَرَّى مَعْرُوفَه وبمَعْرُوفِه اعْتَرَض لَه قال خَوّاتُ بنُ جُبَيْرٍ

(وأَهْلَةِ وُدٍّ قَدْ تَبَرَّيْتُ وُدَّهُم ... وأَبْلَيْتُهُم في الحَمْدِ جُهْدِي ونائِلِي)

والبارِي والبارِياءُ الحَصِيرُ المَنْسُوج وقِيلَ الطَّرِيقُ فارسِيٌّ مُعْرّب وبَرَى اسمُ مَوْضِع قال تأَبَّطَ شَرّا

(ولما سَمِعْتُ العُوص تَرْغُو تَنَفَّرَتْ ... عَصافِيرُ رأْسِي من بَرًى فعَوائِنَا)
بري
برَى يَبرِي، ابْرِ، بَرْيًا، فهو بارٍ، والمفعول مَبْرِيّ وبَرِيّ
• بَرَى القلمَ ونحوَه: سوّى طَرَفَه للكتابة، جعل طرفَه حادًّا ° أعطِ القوسَ باريها [مثل]: دَع الأمرَ إلى صاحبه، فوّضه إلى مَنْ يُحْسِنُه.
• برَى العودَ أو الحجرَ ونحوَهما: نحَته، أخذ منه شيئًا بالاستعمال أو بالحَكّ.
• بَرَى المرضُ أو الجوعُ الشَّخصَ: هَزَله وأوهنه وأذهب لحمَه "براه الحُبُّ/ الشَّوقُ/ السَّفر: أسقمه". 

انبرى/ انبرى لـ ينبَري، انْبَرِ، انبِراءً، فهو مُنبرٍ، والمفعول مُنبرًى له
• انبرى القلمُ: مُطاوع برَى: سُوِّي طَرَفُه للكتابة، جُعِلَ طَرفُه حادًّا، نُحِت.
• انبرى العودُ أو الحجرُ ونحوُهما: نُحت، أُخذ منه بالاستعمال أو بالحَكّ.
• انبرى لمُنافِسٍ: تعرّض له يناقشه، وقف في وَجْهه "انبرى عدد من علماء الإسلام للرّد على أعدائه/ للدِّفاع عن وطنهم". 

بارى يباري، بارِ، مُباراةً، فهو مُبارٍ، والمفعول مُبارًى
• بارى الفريقَ الزَّائرَ: (رض) نافسه ودخل معه في مُباراة ° يباري الرِّيحَ: جوادٌ كريم، سريع العَدْو.
• بارى الشَّاعِرَ في قصيدتِه: عارَضه فيها، فعل مثل فعله، ساجَلَه "لم يستطع أن يباريَ طه حسين في أسلوبه"? فلانٌ لا يُبارَى في علمٍ أو خُلُقٍ: لا يدانيه أحدٌ. 

تبارى/ تبارى في يتَبارَى، تَبارَ، تباريًا، فهو مُتبارٍ، والمفعول مُتبارًى فيه
• تبارى الفريقان: تَنافَسا ودَخلا معًا في مُسابَقة، نافس كلّ مُنهما الآخر.
• تبارى الطَّالبُ وصديقُه/ تبارى الطَّالبُ مع صديقه: تنافسا.
• تبارى الشَّاعِران في الأفكار ونحوِها: تَعارَضا، وفعل كلاهما مثل ما يفعل صاحبه. 

انْبِراء [مفرد]: مصدر انبرى/ انبرى لـ. 

بارٍ [مفرد]: اسم فاعل من برَى.
• الباري: تخفيف البارئ، وهو من أسماء الله الحسنى بمعنى الخالِق. 

بُراية [مفرد]: ما تساقط من كُلِّ ما بُرِيَ أو نُحِتَ "بُراية قلم رصاص/ حجرٍ منحوت". 

بَرّايَة [مفرد]: اسم آلة من برَى: أداة لبري الأقلام الرصاص ونحوها "أعدَّ الكاتبُ قلمَه وبرَّايتَه". 

بَرْي [مفرد]: مصدر برَى. 

بِري بِري [مفرد]: (طب) مرض ينشأ عن نقص فيتامين (ب) ويتميّز بالتهاب الأعصاب وضعف القلب. 

بَرِيّ [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من برَى. 

بَرِيَّة [مفرد]: ج بَرِيّات وبَرايا: (انظر: ب ر أ - بَرِيَّة). 

مُباراة [مفرد]: ج مُبارَيات:
1 - مصدر بارى.
2 - (رض) مُنافَسة بين فريقين أو فردَيْن في الرِّياضة البدنيَّة وغيرها وفق قواعد مصطلح عليها "شاهدت مباراة في كرة القدم- استمتعت بمباراة شعريّة" ° مباراة تصفية: مباراة تُجرى
 لاستبعاد المتبارين الأقلِّ مهارةً ممن سواهم- مباراة نهائيّة: مباراة أخيرة وحاسمة تُقام لتحديد الفائز الأوَّل.
• مباراة فرديَّة: مباراة فرديَّة تجري بين خَصْمَيْن في لعبة التِّنِس أو تنس الرِّيشة. 

مِبْرَاة [مفرد]: ج مَبارٍ: اسم آلة من برَى: بَرّايَة، أداة لبري الأقلامِ الرّصَاص ونحوِها "مِبْراة معدنيَّة". 

خَطَطَ

(خَطَطَ)
(هـ س) فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الحَكَم «أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَطِّ، فَقَالَ: كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وافَق خَطَّهُ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمه» وَفِي رِوَايَةٍ «فَمَنْ وافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْخَطُّ هُوَ الَّذِي يَخُطُّهُ الحازِي، وَهُوَ عِلْمٌ قَدْ تَركه النَّاسُ، يَأْتِي صاحبُ الحاجةِ إِلَى الحازِي فيُعْطِيه حُلْواناً، فيقولُ لَهُ اقْعُدْ حَتَّى أَخُطَّ لَكَ، وَبَيْنَ يَدَي الْحَازِي غُلام لَهُ مَعَهُ مِيلٌ، ثُمَّ يَأْتِي إِلَى أرضٍ رِخْوة فَيَخُطُّ فِيهَا خُطُوطاً كَثِيرَةً بالعَجَلة لِئَلَّا يَلْحَقَها العَدَدُ، ثُمَّ يَرْجع فيَمْحو مِنْهَا عَلَى مَهَل خَطَّين خَطَّين، وغُلامه يَقُولُ للتَّفاؤُل: اْبنَىْ عِيان أسْرِعا الْبَيَانَ، فَإِنْ بَقِيَ خَطَّان فَهُمَا علامةُ النُّجْح، وَإِنْ بَقِيَ خَطٌّ وَاحِدٌ فَهُوَ عَلَامَةُ الخَيْبة. وَقَالَ الحَرْبيُّ: الْخَطُّ هُوَ أَنْ يَخُطَّ ثَلَاثَةَ خُطُوطٌ، ثُمَّ يَضْرِبَ عَلَيْهِنَّ بِشَعِيرٍ أَوْ نَوًى وَيَقُولَ يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْكِهَانَةِ. قُلْتُ: الخَطُّ المُشار إِلَيْهِ عِلْم مَعْرُوفٌ، وَلِلنَّاسِ فِيهِ تصانِيفُ كَثِيرَةٌ، وَهُوَ مَعْمُولٌ بِهِ إِلَى الْآنِ، وَلَهُمْ فِيهِ أَوْضَاعٌ وَاصْطِلَاحٌ وأسامٍ وعَملٌ كَثِيرٌ، ويَسْتَخرِجون بِهِ الضمير وغيره، وكثيرا ما يصيبون فيه.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنيسٍ «ذَهب بِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ فدعا بِطَعَامٍ قَلِيلٍ، فَجَعلْت أُخَطِّطُ ليَشْبَع رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ أَخُطُّ فِي الطعام أُرِيه أني آكل ولست بآكل.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَيْلة «أيُلام ابْنُ هَذِهِ أَنْ يَفْصِل الْخُطَّة» أَيْ إِذَا نَزَلَ بِهِ أمْرٌ مُشْكل فَصَلَهُ برَأيه. الْخُطَّةُ: الحالُ وَالْأَمْرُ والخَطْبُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحُدَيْبِيَةِ «لَا يَسألوني خُطَّة يُعَظِّمون فِيهَا حُرُماتِ اللَّهِ إِلَا أعْطَيتهم إيَّاها» .
وَفِي حَدِيثِهَا أَيْضًا «أَنَّهُ قَدْ عرضَ عَلَيْكُمْ خُطَّة رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا» أَيْ أَمْرًا وَاضِحًا فِي الْهُدَى وَالِاسْتِقَامَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ ورَّث النِّسَاءَ خِطَطَهُنَّ دُونَ الرِّجَالِ» الخِطَطُ جَمْعُ خِطَّةٍ بِالْكَسْرِ، وَهِيَ الْأَرْضُ يَخْتَطُّها الْإِنْسَانُ لِنَفْسِهِ بِأَنْ يُعَلِّم عَلَيْهَا عَلَامَةً ويَخُطُّ عَلَيْهَا خَطّاً لِيُعْلم أَنَّهُ قَدِ احْتازَها، وَبِهَا سُمِّيت خِطَطُ الكُوفة والبَصرة. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْطى نِساءً، مِنْهُنَّ أمُّ عَبْدٍ خِطَطاً يَسْكُنَّها بِالْمَدِينَةِ شِبْهَ الْقَطَائِعِ لَا حَظَّ للرِّجال فِيهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أمُّ زَرْع «وَأَخَذَ خَطِّيّاً» الْخَطِّيُّ بِالْفَتْحِ: الرُّمح الْمَنْسُوبُ إِلَى الخَطُّ، وَهُوَ سِيفُ البَحر عِنْدَ عُمان والبَحْرَين؛ لِأَنَّهَا تُحمل إليه وتُثَقَّف به.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَامَ حَتَّى سُمِعَ غَطِيطُه أَوْ خَطِيطُهُ» الْخَطِيطُ قرِيب مِنَ الغَطِيطِ: وَهُوَ صَوْتُ النَّائِمِ. وَالْخَاءُ والغَينُ مُتقاربتان.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «خَطَّ اللَّهُ نَوْءَهاَ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وفُسر أَنَّهُ مِنَ الْخَطِيطَة، وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَا تُمْطَر بَيْن أرْضَين ممْطُورَتَين.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «نَرْعى الْخَطَائِطَ ونَرِدُ المَطَائط» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي صِفَة الْأَرْضِ الخَامِسة « [فِيهَا] حَيَّاتٌ كسلاَسِل الرَّمْل، وكَالْخَطَائِطِ بَيْنَ الشقائِق» الْخَطَائِطُ: الطَّرَائِق، واحِدَتُها خَطِيطَةٌ.

سَطَعَ

(سَطَعَ)
الشَّيْء سطعا وسطوعا انْتَشَر أَو ارْتَفع يُقَال سطعت الرَّائِحَة فاحت وانتشرت وسطع الْبَرْق فِي السَّمَاء وسطع الْغُبَار وسطع النُّور وسطعت الرّيح وَالْأَمر وضح وَالرجل وَغَيره رفع رَأسه وَمد عُنُقه وَفُلَان بيدَيْهِ صفق وَفُلَانًا رَائِحَة الْمسك مَلَأت خياشيمه

(سَطَعَ) سطعا طَال عُنُقه فَهُوَ أسطع وَهِي سطعاء (ج) سَطَعَ
(سَطَعَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ «فِي عُنُقه سَطَعٌ» أَيِ ارتفاعٌ وَطُولٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ السُّحور: «كلُوا واشربُوا وَلَا يَهِيدَنَّكُم السَّاطِعُ المُصْعِدُ» يَعْنِي الصُّبْحَ الأوَّلَ المُستطيل. يُقَالُ: سَطَعَ الصُّبْح يَسْطَعُ فَهُوَ سَاطِعٌ، أَوَّلُ مَا يَنْشَقُّ مُستَطِيلاً.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كُلُوا وَاشْرَبُوا مَا دَامَ الضَّوْءُ سَاطِعاً» . 
سَطَعَ الغُبارُ، كمنَعَ، سُطوعاً وسَطيعاً، كأميرٍ، وهو قَليلٌ: ارْتَفَعَ، وكذا البَرْقُ، والشُّعاعُ، والصُّبْحُ، والرائِحةُ،
وـ بيَدَيْهِ سَطْعاً: صَفَّقَ بهما، والاسمُ: السَّطَعُ، محرَّكةً، أو هو أن تَضْرِبَ بِيَدِكَ على يَدِكَ أو يَدِ آخَرَ.
وسَمِعْتُ لِوَقْعِهِ سَطَعاً شديداً، محرَّكةً، أي صَوْتَ ضَرْبِهِ أَو رَمْيِهِ، وإنما حُرِّكَ لأنه حِكايةٌ لا نَعْتٌ ولا مَصْدَرٌ، والحِكاياتُ يُخالَفُ بينها وبين النُّعوت أَحْياناً. وككِتابٍ: أَطْوَلُ عُمُدِ الخِباءِ، والجَمَلُ الطويلُ الضَّخْمُ، وعَمودُ البَيْتِ، وجَبَلٌ، وسِمَةٌ في عُنُقِ البَعِيرِ بالطولِ.
وسَطَّعَهُ تَسْطيعاً: وَسَمهُ به.
والأسْطَعُ: الطَّويلُ العُنُقِ،
وقد سَطِعَ، كَفَرِحَ،
وـ: فَرَسٌ كانَ لبَكْرِ بنِ وائلٍ وهو ذو القِلادَةِ. وكمِنْبرٍ: الفَصيحُ. وكأَميرٍ: الطَّويلُ.
وسَطَعَتْنِي رائحَةُ المِسْكِ، كَمَنَعَ: إذا طارَتْ إلى أَنْفِكَ.
سَطَعَ
سَطَعَ الغبارُ، كَمَنَعَ، يَسْطَعُ سَطْعَاً، وسُطوعاً، بالضَّمّ وسَطِيعاً كأميرٍ، وَهُوَ قليلٌ، قَالَ المَرّارُ بن سعيدٍ الفَقْعَسيُّ:
(يُثِرْنَ قَساطِلاً يَخْرُجْنَ مِنها ... ترى دونَ السَّماءِ لَهَا سَطيعا)
: ارتفعَ أَو انْتَثرَ، وَكَذَا البَرقُ والشُّعاعُ والصبْحُ والرائِحةُ والنُّور، وَهُوَ فِي الرائحةِ مَجازٌ.
وَقيل: أَصْلُ السُّطوعِ إنّما هُوَ فِي النُّور، ثمّ إنّهم استعمَلوه فِي مُطلَقِ الظُّهور، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي صِفةِ الغُبارِ المُرتَفِع:
(مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ ... كدُخانِ نارٍ ساطِعٍ أَسْنَامُها)
وَقَالَ سُوَيْدُ بن أبي كاهِلٍ اليَشْكُريُّ:
(حُرَّةُ تَجْلُو شَتيتاً واضِحاً ... كشُعاعِ الشمسِ فِي الغَيمِ سَطَعْ)
ويُروى: كشُعاعِ البَرقِ وَقَالَ أَيْضا يصفُ ثَوْرَاً:
(كُفَّ خَدّاهُ على دِيباجَةٍ ... وعَلى المَتْنَيْنِ لَوْنٌ قد سَطَعْ)
وَقَالَ أَيْضا:
(صاحبُ المِئْرَةِ لَا يَسْأَمُها ... يُوقِدُ النارَ إِذا الشَّرُّ سَطَعْ)
وَفِي حديثِ ابنِ عبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: كُلوا واشرَبوا مَا دامَ الضَّوْءُ ساطِعاً. وَقَالَ الشَّمَّاخُ يصفُ رَفيقَه:
(أَرِقْت لَهُ فِي القَومِ والصُّبْحُ ساطِعٌ ... كَمَا سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي)
قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: سَطَعَ بيدَيْهِ سَطْعَاً، بالفَتْح: صَفَّقَ بهما، وَالِاسْم: السَّطَع، مُحرّكةً، أَو هُوَ أَن تَضْرِبَ بيَدِكَ شَيْئا براحَتِكَ، أَو أصابِعِك. وسَمِعْتُ لوَقعِه سَطَعَاً، أَي تَصْوِيتاً شَدِيدا، مُحرّكةً،)
أَي، صَوْتَ ضَرْبِه أَو رَمْيِه، قَالَ الليثُ: وإنّما حُرِّكَ لأنّه حكايةٌ لَا نَعْتٌ وَلَا مصدرٌ، والحكاياتُ يُخالَفُ بَيْنَها وبَيْنَ النُّعوت أَحْيَانًا. السِّطَاع، ككِتابٍ: أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاء. قلتُ: وَهُوَ مأخوذٌ من الصُّبْحِ الساطِع، وَهُوَ المُستَطيل فِي السَّماء، كَذَنَبِ السِّرْحان، قَالَ الأَزْهَرِيّ: فلذلكَ قيلَ للعَمُودِ من أَعْمِدةِ الخِباءِ: سِطاعٌ. السِّطاع: الجمَلُ الطويلُ الضخم، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَنَقَله الأَزْهَرِيّ أَيْضا، وَقَالَ: على التشبيهِ بسِطاعِ البيتِ، وَقَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليُّ:
(وَحَتَّى دَعا دَاعِي الفِرَاقِ وأُدْنِيَتْ ... إِلَى الحَيِّ نُوقٌ والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ)
والسِّطاع: خَشَبَةٌ تُنصَبُ وَسَطَ الخِباءِ والرُّواق. قيل: هُوَ عَمُودُ البيتِ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وأنشدَ القُطاميُّ:
(أَلَيْسوا بالأُلى قسَطوا قَديماً ... على النُّعْمانِ، وابْتَدَروا السِّطاعا)
وَذَلِكَ أنَّهم دخَلوا على النعمانِ قُبَّتِه. ثمّ قَوْلُه هَذَا مَعَ قَوْلِه: أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاءِ. واحدٌ، فَتَأَمَّلْ.
السِّطَاع: جبَلٌ بعَينِه، قَالَ: قَالَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَليُّ:
(فَذاكَ السِّطاعُ خِلافَ النِّجا ... ءِ تَحْسَبُه ذَا طِلاءٍ نَتيفا) خِلافَ النِّجاء: أَي بعدَ السَّحاب تَحْسِبُه جمَلاً أَجْرَبَ نُتِفَ وهُنِئَ. السِّطَاع: سِمَّةٌ فِي عنُقِ البَعيرِ، أَو جَنْبِه بالطُّول. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هِيَ فِي العنُقِ بالطُّول، فَإِذا كَانَ بالعَرْضِ فَهُوَ العِلاطُ، وَالَّذِي فِي الرَّوْضِ: أنّ السِّطَاعَ والرَّقْمَةَ فِي الأعْضاء. وسَطَّعَه تَسْطِيعاً: وَسَمَه بِهِ، فَهُوَ مُسَطَّعٌ، وإبلٌ مُسَطَّعَةٌ، وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ للَبيدٍ:
(دَرَىَ باليَسارَى جِنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسَطَّعةَ الأعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ)
والأَسْطَع: الطويلُ العنُق، يُقَال: جمَلٌ أَسْطَعٌ، وناقةٌ سَطْعَاء، وَقد سَطِعَ، كفَرِحَ، وَفِي صِفَتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: فِي عنُقِه سَطَعٌ. أَي طُولٌ. وظَليمٌ أَسْطَعُ: كَذَلِك. الأَسْطَع: فرَسٌ كَانَ لبَكْرِ بنِ وائِلٍ، وَهُوَ أَبُو زِيَمَ، وَكَانَ يُقَال لَهُ: ذُو القِلادَة. المِسْطَع، كمِنبَرٍ: الفَصيحُ كالمِصْقَع، عَن اللِّحْيانيّ، يُقَال: خَطيبٌ مِسْطَعٌ ومِصْقَعٌ، أَي بَليغٌ مُتكَلِّم. السَّطيع، كأميرٍ: الطَّوِيل. منَ المَجاز: سَطَعَتْني رائحةُ المِسكِ، كَمَنَعَ، إِذا طارتْ إِلَى أَنْفِكَ، وَكَذَا أَعْجَبَني سُطوعُ رائحَتِه، وَسَطَعتِ الرائحةُ سُطوعاً: فاحَتْ وَعَلَتْ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: السَّطِيع، كأميرٍ: الصُّبْح لإضاءَتِه وانتِشارِه، وَذَلِكَ أوّل مَا يَنْشَقُّ مُستَطيلاً، وَهُوَ الساطعُ أَيْضا. وَسَطَعَ لي أَمْرُكَ: وَضَحَ، عَن اللِّحْيانيّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: العنُقُ السَّطْعاء: الَّتِي طالَتْ، وانْتَصبَتْ عَلابِيُّها، ذَكَرَه فِي صِفاتِ)
الخَيلِ. وَسَطَعَ يَسْطَعُ: رَفَعَ رَأْسَه ومَدَّ عنُقَه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ الظَّليمَ:
(فظَلَّ مُخْتَضعاً يَبْدُو فتُنْكِرُه ... حَالا، ويَسْطَعُ أَحْيَانًا فَيَنْتَصِبُ)
وعنُقٌ أَسْطَع: طَويلٌ مُنتَصِبٌ. وسَطَعَ السَّهمُ، إِذا رُمِيَ بِهِ فَشَخَصَ يَلْمَع، قَالَ الشَّمَّاخ:
(أَرِقْتُ لَهُ فِي القَومِ، والصُّبْحُ ساطِعٌ ... كَمَا سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَه الغالي)
شَمَّرَه، أَي أَرْسَلَه. وجَمع السِّطاعِ بِمَعْنى عَمُود الخباء: أَسْطِعَةٌ وسُطُعٌ، أنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ: يَنُشْنَه نَوْشَاً بأَمْثالِ السُّطُعْ والسِّطاع: العنُق، على التشبيهِ بسِطاعِ الخِباء. وناقةٌ ساطِعَةٌ: مُمتَدَّةُ الجِرَانِ والعنُق، قَالَ ابنُ فَيْدٍ الراجز:
(مَا بَرِحَتْ ساطِعَةَ الجِرَانِ ... حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمَانِي)
وناقةٌ مَسْطُوعة: مَوْسُومةٌ بالسِّطاعِ. وإبلٌ مُسَطَّعَةٌ: على أَقْدَارِ السُّطُعِ من عُمُدِ الْبيُوت، وَبِه فُسِّرَ قَول لَبيدٍ الَّذِي تقدّم. وَقَالَ الليثُ هُنَا: اسْطَعْتُه، وَأَنا أَسْطِيعُه إسْطاعاً، وَلم يَزِدْ. قلت: السينُ لَيْسَتْ بأَصلِيّة، وسيُذكَرُ فِي ترجمةِ طوع.

شَكَلَ

شَكَلَ
الجذر: ش ك ل

مثال: شَكَلَ عليَّ الأمر
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «شَكَل» لم يرد في المعاجم لهذا المعنى، وإنما الوارد «أَشْكَل».
المعنى: التبس

الصواب والرتبة: -أَشْكَلَ عَلَيَّ الأمرُ [فصيحة]-شَكَلَ عَلَيَّ الأمرُ [صحيحة]
التعليق: ورد الفعلان «شَكَلَ» و «أَشْكَلَ» لازمين بمعنى واحد وهو «التبس»، ومجيء «فَعَلَ»، و «أَفعل» بمعنى واحد كثير في لغة العرب.
(شَكَلَ)
(هـ) فِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ «كَانَ أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ» أَيْ فِي بَيَاضِهِمَا شىءٌ مِنْ حُمْرة، وَهُوَ محمودٌ محبوبٌ. يُقَالُ مَاءٌ أَشْكَلُ، إِذَا خاَلطه الدَّمُ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَلِ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فخَرج النَّبيذُ مُشْكِلًا» أَيْ مُخْتلِطا بالدَّم غَيْرَ صَرِيحٍ، وَكُلُّ مُخْتلِطٍ مُشْكِلٌ.
وَفِي وَصِيَّةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «وَأَنْ لَا يَبيع مِنْ أولادِ نَخْل هَذِهِ القُرَى ودِيَّةً حَتَّى يُشْكِلَ أرْضُها غِرَاسا» أَيْ حَتَّى يكثَر غِرَاس النَّخْلِ فِيهَا، فيرَاها الناظرُ عَلَى غَير الصِّفة الَّتِي عرّفَها بِهِ فَيُشْكِلُ عَلَيْهِ أمرُها.
(هـ) وفيه «قَالَ: فسألتُ أَبِي عَنْ شَكْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ عَنْ مَذْهَبه وقَصْده.
وَقِيلَ عَمَّا يُشَاكِلُ أفعالَه. والشِّكْلُ بِالْكَسْرِ: الدَّلُّ، وَبِالْفَتْحِ: المِثْل والمذْهَب.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فِي تفْسير الْمَرْأَةِ العَرِبَة أَنَّهَا الشَّكِلَةُ» بِفَتْحِ الشِّينِ وَكَسْرِ الْكَافِ، وَهِيَ ذَاتُ الدَّلِّ.
(هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَره الشِّكَالَ فِي الخَيل» هُوَ أَنْ تَكُونَ ثَلَاثُ قَوَائم مِنْهُ مُحجَّلةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقة، تَشْبِيهًا بالشِّكَالِ الَّذِي تُشْكِلُ بِهِ الخَيل؛ لِأَنَّهُ يَكُونُ فِي ثَلَاثِ قَوَائِمَ غَالِبًا. وَقِيلَ هُوَ أَنْ تَكُونَ الْوَاحِدَةُ مُحجَّلة وَالثَّلَاثُ مُطْلقة. وَقِيلَ هُوَ أَنْ تَكُونَ إِحْدَى يَدَيه وإحْدَى رِجْليه مِنْ خلافٍ مُحجَّلَتين. وَإِنَّمَا كَرِهه لِأَنَّهُ كَالْمَشْكُولِ صُورة تَفؤُّلاً. وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ جَرَّب ذَلِكَ الجنْس فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ نَجاَبة. وَقِيلَ إِذَا كانَ مَعَ ذَلِكَ أغَرَّ زالَت الْكَرَاهَةُ لِزَوال شِبْه الشِّكَالِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ ناضِحاً تَردَّى فِي بِئْرٍ فذُكىّ مِنْ قِبَل شَاكِلَتِهِ» أَيْ خاَصِرته.
(س) وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ التَّابِعِينَ «تفقَّدُوا الشَّاكِلُ فِي الطَّهارة» هُوَ الْبَيَاضُ الَّذِي بَيْنَ الصُّدْغ والأذُن.

لَدَنَ

(لَدَنَ)
(هـ) فِيهِ «أنَّ رجُلاً رَكِب ناضَحاً لَهُ ثُمَّ بَعَثَه فتَلَدَّن عَلَيْهِ» أَيْ تَلَكَّأ وتَمَكَّث وَلَمْ يَنْبَعِث.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «فأرْسَل إِلَيَّ نَاقَةً مُحَرّمة، فتَلَدَّنَت عَلَيَّ فلَعَنْتُها» .
وَفِي حَدِيثِ الصَّدقة «عَلَيْهِمَا جُنَّتان مِنْ حَديد مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيهْما إِلَى تَراقِيهما» لَدُن: ظَرْفُ مَكَانٍ بِمَعْنَى عِنْدَ، وَفِيهِ لُغات، إِلَّا أَنَّهُ أقْرب مَكَانًا مِنْ عِنْدَ، وأخَصّ مِنْهُ، فإنَّ «عِنْدَ» تَقَع عَلَى الْمَكَانِ وغيرِه، تَقُولُ: لِي عِنْدَ فُلان مالٌ: أَيْ فِي ذِمَّتِه. وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي لَدُن. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

الرَّسْم النَّاقِص

الرَّسْم النَّاقِص: الْمُعَرّف الَّذِي يكون خَاصَّة وَحدهَا. أَو يكون مركبا مِنْهَا وَمن الْجِنْس الْبعيد. أَو من عرضيات يخْتَص جُمْلَتهَا من حَيْثُ الْمَجْمُوع بِحَقِيقَة وَاحِدَة. الأول: كتعريف الْإِنْسَان بالضاحك. وَالثَّانِي: كتعريفه بالجسم الضاحك. وَالثَّالِث: كتعريفه بِأَنَّهُ ماش على قَدَمَيْهِ عريض الْأَظْفَار بَادِي الْبشرَة مُسْتَقِيم الْقَامَة ضحاك بالطبع إِمَّا كَونه رسما فَلَمَّا مر من أَن الْخَاصَّة اللَّازِمَة من آثَار الشَّيْء فَيكون تعريفا بالأثر الَّذِي هُوَ الرَّسْم. وَإِمَّا كَونه نَاقِصا فلعدم ذكر بعض أَجزَاء الرَّسْم التَّام حَتَّى تتَحَقَّق المشابهة بِالْحَدِّ التَّام كتحققها بَين الرَّسْم التَّام وَالْحَد التَّام.

الجنّ

الجنّ:
[في الانكليزية] Djinn ،jinn ،demon
[ في الفرنسية] Dijinn ،demon
بالكسر وتشديد النون بمعنى پري، وهو خلاف الإنس. الواحد منه جنّي بكسرتين كذا في الصّراح. وفي تهذيب الكلام زعم الحكماء أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية والجنّ أرواح مجرّدة لها تصرف في العنصريات، والشيطان القوّة المتخيلة. ولا يمتنع ظهور الكل أي الملائكة والجنّ والشياطين على بعض الأبصار وفي بعض الأحوال انتهى.
اعلم أنّ الناس قديما وحديثا اختلفوا في ثبوت الجنّ ونفيه. وفي النقل الظاهر عن أكثر الفلاسفة إنكاره وذلك لأنّ أبا علي بن سينا قال: الجنّ حيوان هوائي يتشكّل بأشكال مختلفة. ثم قال: وهذا شرح الاسم. فقوله وهذا شرح الاسم يدل على أنّ هذا الحدّ شرح للمراد من هذا اللفظ وليس لهذه الحقيقة وجود في الخارج. وأمّا جمهور أرباب الملل والمصدّقين بالأنبياء فقد اعترفوا بوجود الجنّ، واعترف به جمع عظيم من قدماء الفلاسفة وأصحاب الروحانيات، ويسمّونها الأرواح السّفلية وزعموا أنّ الأرواح السفلية أسرع إجابة لأنها ضعيفة. وأما الأرواح الفلكية فهي أبطأ إجابة لأنها أقوى.

واختلف المثبتون على قولين: منهم من زعم أنها ليست أجساما ولا حالة فيها، بل جواهر قائمة بأنفسها. قالوا ولا يلزم من هذا تساويها لذات الإله لأنّ كونها ليست أجساما ولا جسمانية سلوب، والمشاركة في السلوب لا تقتضي المساواة في الماهية. وقالوا ثم إنّ هذه الذوات بعد اشتراكها في هذه السلوب أنواع مختلفة بالماهية كاختلاف ماهيات الأعراض بعد اشتراكها في الحاجة إلى المحلّ. فبعضها خيّرة محبة للخيرات وبعضها شريرة محبّة للشرور والآفات. ولا يعرف عدد أنواعهم وأصنافهم إلّا الله تعالى. وقالوا: وكونها موجودات مجرّدة لا يمنع من كونها عالمة بالجزئيات قادرة على الأفعال. وهذه الأرواح يمكنها أن تسمع وتبصر وتعلم الأحوال الجزئية وتفعل الأفعال وتعقل الأحوال المخصوصة. ولما ذكرنا أنّ ماهياتها مختلفة لا جرم لم يبعد في أنواعها أن يكون نوع منها قادرا على أفعال شاقّة عظيمة يعجز عنها قوى البشر ولا يبعد أن يكون لكلّ نوع منها تعلّق بنوع مخصوص من أجسام هذا العالم. وكما أنّه دلت الدلائل الطبيّة أي المذكورة في علم الطب على أنّ المتعلّق الأول للنفس الناطقة أجسام بخارية لطيفة تتولد من ألطف أجزاء الدم وهي المسمّى بالروح القلبي والروح الحيواني، ثم بواسطة تعلّق النفس للأرواح تصير متعلقة بالأعضاء التي تسري فيها هذه الأرواح، لم يبعد أيضا أن يكون لكلّ واحد من هؤلاء الجنّ تعلّق بجزء من أجزاء الهواء ويكون ذلك الجزء من الهواء هو المتعلّق الأول لذلك الروح، ثم بواسطة سريان ذلك الهواء في جسم آخر كثيف يحصل لتلك الأرواح تعلّق وتصرف في تلك الأجسام الكثيفة.
ومن النّاس من ذكر في الجنّ طريقة أخرى فقال: هذه الأرواح البشرية والنفوس الناطقة إذا فارقت أبدانها وازدادت قوة وكمالا بسبب ما في ذلك العالم الروحاني من انكشاف الأسرار الروحانية فإذا اتفق أن حدث بدن آخر مشابه لما كان لتلك النفس المفارقة من البدن، فبسبب تلك المشاكلة يحصل لتلك النفس المفارقة تعلّق ما بهذا البدن وتصير تلك النفس المفارقة كالمعاونة لنفس ذلك البدن في أفعالها وتدبيرها لذلك البدن فإنّ الجنسية علّة الضّمّ، فإن اتفقت هذه الحالة في النفس الخيّرة سمي ذلك المعين ملكا وتلك الإعانة إلهاما، وإن اتفقت في النفس الشريرة سمّي ذلك المعين شيطانا وتلك الإعانة وسوسة. ومنهم من زعم أنها أجسام. والقائلون بهذا اختلفوا على قولين: منهم من زعم أنّ الأجسام مختلفة في ماهياتها إنما المشترك بينها صفة واحدة، وهو كونها بأسرها في الحيّز والمكان والجهة، وكونها قابلة للأبعاد الثلاثة، والاشتراك في الصفات لا يقتضي الاشتراك في الماهية، وإلّا يلزم أن تكون الأعراض كلها متساوية في تمام الماهية، مع أنّ الحق عند الحكماء أنّه ليس للأعراض قدر مشترك بينها من الذاتيات إذ لو كان كذلك لكان ذلك المشترك جنسا لها وحينئذ لا تكون الأعراض التسعة أجناسا عالية، بل كانت أنواع جنس. فلما كان الحال في الأعراض كذلك فلم لا يجوز أن يكون الحال في الأجسام أيضا كذلك، فإنّه كما أنّ الأعراض مختلفة في تمام الماهية متساوية في وصف عرضي، وهو كونها عارضة لمعروضاتها، فكذلك الأجسام مختلفة في الماهيات متساوية في الوصف العرضي المذكور. وهذا الاحتمال لا دافع له أصلا.
فلمّا ثبت هذا الاحتمال ثبت أنّه لا يمتنع في بعض الأجسام اللطيفة الهوائية أن يكون مخالفا لسائر أنواع الهواء في الماهية، ثم تكون تلك الماهية تقتضي لذاتها علما مخصوصا وقدرة على أفعال عجيبة من التّشكّل بأشكال مختلفة ونحوه. وعلى هذا يكون القول بالجن وقدرتها على التّشكل ظاهر الاحتمال.
ومنهم من قال الأجسام متساوية في تمام الماهية والقائلون بهذا أيضا فرقتان. الأولى الذين زعموا أنّ البنية ليست شرطا للحياة وهو قول الأشعري وجمهور أتباعه. وأدلتهم في هذا الباب ظاهرة قريبة. قالوا لو كانت البنية شرطا للحياة لكان إمّا أن يقوم بالجزءين حياة واحدة فيلزم قيام العرض الواحد بالكثير وأنه محال، وإمّا أن يقوم بكل جزء منها حياة على حدّة، وحينئذ فإمّا أن يكون كلّ واحد من الجزءين مشروطا بالآخر في قيام الحياة فيلزم الدور، أو يكون أحدهما مشروطا بالآخر في قيام الحياة وبالعكس فيلزم الدور أيضا، أو يكون أحدهما مشروطا بالآخر من غير عكس فيلزم الترجيح بلا مرجّح، أو لا يكون شيء منهما مشروطا بالآخر وهو المطلوب. وإذا ثبت هذا لم يبعد أن يخلق الله تعالى في الجواهر الفردة علما بأمور كثيرة وقدرة على أشياء شاقّة شديدة وإرادة إليها.
فظهر القول [بإمكان] بوجود الجنّ سواء كانت أجسامهم لطيفة أو كثيفة، وسواء كانت أجرامهم صغيرة أو كبيرة. الثانية الذين زعموا أنّ البنية شرط للحياة وأنّه لا بدّ من صلابة في الجثة حتى يكون قادرا على الأفعال الشاقة، وهو قول المعتزلة. وقالوا لا يمكن أن يكون المرء حاضرا والموانع مرتفعة والشرائط من القرب والبعد حاصلا وتكون الحاسة سليمة، ومع هذا لا يحصل الإدراك المتعلّق بتلك الحاسة بل يجب حصول ذلك الإدراك حينئذ، وإلّا لجاز أن يكون بحضرتنا جبال لا نراها وهذا سفسطة. وقال الأشاعرة يجوز أن لا يحصل ذلك الإدراك لأنّ الجسم الكبير لا معنى له إلّا تلك الأجزاء المتألّفة، وإذا رأينا ذلك الجسم الكبير على مقدار من البعد فقد رأينا تلك الأجزاء، فإمّا أن تكون رؤية هذا الجزء مشروطة برؤية ذلك الجزء أو لا يكون. فإن كان الأول لزم الدور لأنّ الأجزاء متساوية، وإن لم يحصل هذا الافتقار فحينئذ رؤية الجوهر الفرد على ذلك القدر من المسافة تكون ممكنة. ثم من المعلوم أنّ ذلك الجوهر الفرد لو حصل وحده من غير أن ينضمّ إليه سائر الجواهر، فإنّه لا يرى فعلمنا أنّ حصول الرؤية عند اجتماع جملة الشرائط لا يكون واجبا بل جائزا، فعلى هذا قول المعتزلة بثبوت الملك والجنّ مشكل فإنّهم إن كانوا موصوفين بالكثافة والصلابة فوجب عندهم رؤيتهم، مع أنه ليس كذلك. فإنّ جمعا من الملائكة عندهم وعند الأشاعرة حاضرون أبدا وهم الحفظة والكرام الكاتبون ويحضرون أيضا عند قبض الأرواح، وقد كانوا يحضرون عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ أحدا من القوم ما كان يراهم. وكذلك الناس الجالسون عند من يكون في النزع لا يرون أحدا فإن وجب رؤية الكثيف عند الحضور فلم لا نراها، وإن لم تجب الرؤية فقد بطل مذهبهم، وإن كانوا موصوفين بالقوة الشديدة مع عدم الكثافة والصلابة فقد بطل مذهبهم. وقولهم البنية شرط للحياة إن قالوا إنّها أجسام لطيفة روحانية ولكنها للطافتها لا تقدر على الأفعال الشاقة، فهذا إنكار بصريح القرآن، فإنّ القرآن دلّ على أنّ قوتها عظيمة على الأفعال الشاقة.
وبالجملة فحالهم في الإقرار بالملك والجنّ مع هذه المذاهب عجيب. هكذا في التفسير الكبير في تفسير سورة الجن. وما يتعلّق بهذا يجئ في لفظ المفارق. وفي الينابيع قيل العقلاء ثلاثة أصناف الملائكة والجنّ والإنس. فالملائكة خلقت من النور والإنس خلق من الطين والجن خلق من النار. فالجن خلقوا رقاق الأجسام بخلاف الملائكة والإنس. ورووا أنّ النبي عليه السلام قال: (الجن ثلاثة أقسام: قسم منها: له ريش كالطيور تطير. وآخر على هيئة الأفعى والكلب، وثالث على هيئة النّاس، ويستطيعون التشكل بأي شكل يريدون). وفي الإنسان الكامل: اعلم أنّ سائر الجنّ على اختلاف أجناسهم كلهم على أربعة أنواع: فنوع عنصريون ونوع ناريون ونوع هوائيون ونوع ترابيون. فأما العنصريون فلا يخرجون عن عالم الأرواح وتغلب عليهم البساطة، وهم أشد قوة. سمّوا بهذا الاسم لقوة مناسبتهم بالملائكة، وذلك لغلبة الأمور الروحانية على الأمور الطبيعية السفلية [منهم،] ولا ظهور لهم إلّا في الخواطر. قال تعالى شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ ولا يترأون إلّا للأولياء. وأما الناريون فيخرجون من عالم الأرواح غالبا وهم متنوعون في كل صورة، أكثر ما يناجون الإنسان في عالم المثال فيفعلون به ما يشاءون في ذلك العالم، وكيد هؤلاء شديد.
فمنهم من يحمل الشخص بهيكله فيرفعه إلى موضعه، ومنهم من يقيم معه فلا يزال الرائي مصروعا ما دام عنده. وأما الهوائيون فإنّهم يترأون في المحسوس يقابلون الروح فتنعكس صورتهم على الرائي فيصرع. وأما الترابيون فإنّهم يلبّسون الشخص ويضرونه برائحتهم، وهؤلاء أضعف الجنّ قوة ومكرا انتهى.
فائدة: قد يطلق لفظ الجنّ على الملائكة والروحانيين لأنّ لفظ الجنّ مشتق من الاستتار، والملائكة والروحانيون لا يرون بالعينين، فصارت كأنها مستترة من العيون، فلهذا أطلق لفظ الجنّ عليها. وبهذا المعنى وقع في قوله وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ.
فائدة: قال أصحابنا الأشاعرة الجنّ يرون الإنس لأنه تعالى خلق في عيونهم إدراكا والإنس لا يرونهم لأنه تعالى لم يخلق الإدراك في عيون الإنس. وقالت المعتزلة الوجه في أنّ الإنس لا يرون الجنّ أنّ الجنّ لرقة أجسامهم ولطافتها لا يرون، ولو زاد الله في أبصارنا قوة لرأيناهم كما يرى بعضنا بعضا، ولو أنه تعالى كثّف أجسامهم وبقيت أبصارنا على هذه الحالة لرأيناهم أيضا. فعلى هذا كون الإنس مبصرا للجنّ موقوف عندهم إمّا على ازدياد كثافة أجسام الجنّ أو على ازدياد قوة إبصار الإنس.
فائدة جليلة: الإنسان قد يصير جنا في عالم البرزخ بالمسخ، وهذا تعذيب وغضب من الله تعالى على من شاء، كمن كان يمسخ في الأمم السابقة والقرون الماضية قردة وخنازير، إلّا أنّه قد رفع هذا العذاب عن هذه الأمة المرحومة في عالم الشهادة ببركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلّا ما هو من علامات الساعة الكبرى. فقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن يكون في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف عند القيامة، وذلك أي مسخ الإنسان جنا في البرزخ يكون غالبا في الكفار والمؤمنين الظالمين المؤذين والزانين والمغلمين سيما إذا ماتوا أو قتلوا على جنابة. وكذا المرتدين غير تائبين إذا ماتوا غير تائبين. وليس كل من كان كذلك يكون ممسوخا بل من شاء الله تعالى مسخه وعذابه. والمسخ لا يكون في الصلحاء والأولياء أصلا وإن ماتوا على جنابة. ويكون المسخ في القيامة كثيرا كما ورد أنّ كلب أصحاب الكهف يصير بلعما والبلعم يجعل كلبا ويدخل ذلك في الجنة ويلقى هذا في النار. ومن هذا القبيل جعل رأس من رفع ووضع رأسه في الصلاة قبل الإمام رأس حمار. ومنه مسخ آخذ الرّشوة وآكل الربا وواضع الأحاديث وأمثال ذلك كثير، كذا في شرح البرزخ لملا معين.
فائدة: اختلفوا: هل من الجنّ رسول أم لا فقال ضحّاك إنّ من الجنّ رسلا كالإنس بدليل قوله تعالى وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ وقوله تعالى وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا الآية. قال المفسرون فيه استئناس الإنسان بالإنسان أكمل من استئناسه بالملك، فاقتضى حكمة الله تعالى أن يجعل رسول الإنس من الإنس لتكميل الاستئناس، فهذا السبب حامل في الجنّ فيكون رسول الجنّ من الجنّ.
والأكثرون قالوا ما كان من الجنّ رسول البتة وإنّما كان الرسول من بني آدم، واحتجوا بالإجماع هو بعيد لأنه كيف ينعقد الإجماع مع حصول الاختلاف. واستدلّوا أيضا بقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً الآية، فإنّهم اتفقوا على أنّ المراد بالاصطفاء النبوّة، فوجب كون النبوة مخصوصة بهذا القوم.
فائدة: لا يجب أن يكون كل معصية تصدر من إنسان فإنها تكون بسبب وسوسة الشيطان، وإلّا لزم التسلسل والدور في هؤلاء الشياطين، فوجب الانتهاء إلى قبيح أول ومعصية سابقة حصلت بلا واسطة وسوسة شيطان آخر.
ثم نقول الشياطين كما أنّهم يلقون الوسواس إلى الإنس فقد يوسوس بعضهم بعضا. فقيل الأرواح إمّا ملكية وإمّا أرضية والأرضية منها طيبة طاهرة ومنها خبيثة قذرة شريرة تأمر المعاصي والقبائح وهم الشياطين. ثم إنّ تلك الأرواح الطيبة كما تأمر النّاس بالطاعات والخيرات فكذلك قد تأمر بعضهم بعضا بها، وكذلك الأرواح الخبيثة كما تأمر الناس بالمعصية كذلك تأمر بعضهم بعضا بها. ثم إنّ صفات الطّهر كثيرة وصفات الخبث أيضا كذلك. وبحسب كل نوع منها طوائف من البشر وطوائف من الأرواح الأرضية، وبحسب تلك المجانسة والمشابهة ينضم الجنس إلى جنسه. فإن كان ذلك من باب الخير كان الحامل عليه ملكا يقويه وذلك الخاطر إلهام.
وإن كان من باب الشّر كان الحامل عليه شيطانا يقويه وذلك الخاطر وسوسة، فلا بد من المناسبة. ومتى لم يحصل نوع من أنواع المناسبة بين البشرية وبين تلك الأرواح لم يحصل ذلك الانضمام بالنفوس البشرية، هكذا يستفاد من التفسير الكبير في تفسير سورة الجنّ والأنعام والأعراف.
فائدة: اختلف الناس في حكم الجنّ، هل هم من أهل الجنّة أو النّار؟ فالكفار هم من أهل النّار باتفاق. وأمّا المؤمنون منهم فيقول أبو حنيفة رحمه الله هم ناجون من النّار ولا يدخلون الجنة، بل يفنون كالحيوانات الأخرى؛ وثمّة قول آخر بأنّهم يدخلون الجنة. كذا في الينابيع.

بَصِيرُ الجَيْدور

بَصِيرُ الجَيْدور:
آخره راء، والجيدور: بالجيم، وياء ساكنة، ودال مهملة مضمومة، وواو ساكنة، وراء: قرية من نواحي دمشق، منها ضحّاك بن أحمد ابن محمد البصيري، كتب عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر لغيره وأورده في معجمه ونسبه كذلك.

شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا

{شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}
قال ابن عباس، أخبرني عن قول الله - عز وجل-: {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} قال: الشرعة الدينُ، والمنهاج الطريق. قال: زهل تعرف العرب ذلك" قال: نعم. واستشهد بقول أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
لقد نطق المأمونُ بالصدقِ والهدى. . . وبينَّ للإسلام ديناً ومنهجاً
(ك، ط، تق) = الكلمتان من آية المائدة 48 خطاباً للرسول عليه الصلاة والسلام، بعد ذكر التوارة والإنجيل:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}
ولم تأت صيغة "شرعة" إلا في هذه الآية. وجاء منها الفعل الثلاثي ماضياً في آيتى الشورى (13، 21) و"شريعة من الأمر" في آية الجاثية (18) و"شُرَّعا" في آية الأعراف (163) وأما {مِنْهَاجًاْ} فوحيدة فيه، صيغة ومادة.
الشريعة في اللغة، المشرَع والمورد إلى الماء. ويقال: شرعت الباب إلى الطريق وأشرعته، أي فتحته على الشارع: الطريق الواسع، جمعه شوارع. واستعير الشرع والشريعة لما شرعه الله تعالى لعباده.
"وأما المنهاج فإن أصله الطريق البينَّ الواضح، يقال عنه: طريق نهج ومنهج، كما قال الراجز:
مَنْ يكُ في شك فهذا فلج. . . ماء روى وطريق نهج
ثن يستعمل في كل شيء كان بيناً واضحاً" قاله الطبري.
تأويلهما في المسألة عن ابن عباس: الشرعة الدين والمنهاج الطريق. والذي أسنده الطبري عن ابن عباس: من عدة طرق، قال: سبيلاً وسنة. وأسند مثله عن قتادة، وقال: والسنن مختلفة: للتوراة شريعة وللإنجيل والإخلاص الذي جاءت به الرسل. ثم أسند عن قتادة: الدين واحد ولاشريعة مختلفة.
والشرع من الدين، بصريح قوله تعالى في سورة الشورى:
{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} الآية 13 وقوله - عز وجل -، فيها: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} الآية 21.
وتتعدد الشرائع: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} والدين واحد، فليس في القرآن كله لفظ: أديان، جمعاً.

تَضْحَى

{تَضْحَى}
وسأل ابن الأزرق عن معنى قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}
فقال ابن عباس: لا [تعرق] فيها من شدة الحر. ولما سأله: وهل تعرف العرب ذلك؟ أجاب: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
رأتْ رجلا أمَّا إذا الشمسُ عارضتْ. . . فيضحَى، وأما بالعَشىَّ فيَخصِرُ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية طه 119:
{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}
وحيدة الصيغة في القرآن.
وجاء "الضحى" الوقت من النهار في آية الضحى. وجاء نكرة: ضحَّى، في آيتى طه (59) والأعراف (98) وضحاها، ثلاث مرات في آيات النازعات 46، 49 والشمس وضُحاها.
وتفسير "لا تضحى" بِ: لا تعرق من شدة الحر إنما يكون على وجه تقريبٍ لا يفوتنا معه أصل دلالة الضحى على الوقت بعينه من النهار فويق ارتفاع الشمس. ومنها يجئ الاستعمال في كل ما وَقَع أو فُعِلَ في هذا الوقت، ومشتقات المادة تدور حول هذا المعنى. وقيل لمن ضربته الشمس: ضَحَا. ولعله أقرب إلى معنى الكلمة في آية طه، من العرق من شدة الحر.
قال الفراء في معنى الكلمة: لا تصيبك شكس مؤذية. وذُكر في بعض التفسير: لا تعرق، والأول أشبه بالصواب. قال الشاعر * رأت رجلا * البيت. وفي تأويل الطبري: لا تظهر للشمس فيؤذيك حرها، وأسند نحوه عن ابن عباس وعدد من أهل التأويل. وقد فسره "الراغب" بنحو هذا فقال في (المفردات) : أي لك أن تتصون من حرَّ الشمس.
وهو أيضاً ما يُفهَم به الشاهدُ من بيت عمر على ما قال الفراء وقد فسره المبرد في الكامل بقوله: يضحى، يظهر للشمس، ويخصر: في البَرْديَنَ: بَرْدِ العِشىَّ وما بعده. وتلا الآية.

علم التفسير

علم التفسير
وهو: علم باحث عن معنى نظم القرآن، بحسب الطاقة البشرية، وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية، وأصول الكلام، وأصول الفقه، والجدل،... وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، على وجه الصحة.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن، واستنباط حكمه، ليفاز به إلى السعادة الدنيوية، والأخروية.
وشرف العلم وجلالته، باعتبار شرف موضوعه وغايته، فهو أشرف العلوم، وأعظمها.
هذا ما ذكره: أبو الخير، وابن صدر الدين.
وذكر العلامة الفناري، في تفسير الفاتحة، فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم، ولا بأس بإيراده، إذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال مولانا: قطب الدين الرازي، في: (شرحه للكشاف) : هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد، ويرد عليه: أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ، كمباحث: القراءات، وناسخية الألفاظ، ومنسوخيتها، وأسباب نزولها، وترتيب نزولها،... إلى غير ذلك.
فلا يجمعها حده، وأيضا يدخل في البحث في الفقه الأكبر، والأصغر، عما يثبت بالكتاب، فإنه بحث عن مراد الله - تعالى - من قرآنه، فلا يمنعه حده، فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك، إلى قوله:
هو: العلم الباحث عن: أحوال ألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى، من حيث: الدلالة على مراد الله - تعالى -.
ويرد على مختاره أيضا: وجوه.
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن، ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان، كمباحث علم القراءة، عن أمثال التفخيم، والإمالة، إلى ما لا يحصى، فإن علم القراءة: جزء من علم التفسير، أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب، والفرائض من الفقه، وقد خرج بقيد الحيثية، ولم يجمعه، فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة، قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير، عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى.
الثاني: أن المراد بالمراد، إن كان المراد بمطلق الكلام، فقد دخل العلوم الأدبية، وإن كان مراد الله - تعالى - بكلامه، فإن أريد مراده في نفس الأمر، فلا يفيده بحث التفسير، لأن طريقه غالبا: إما رواية الآحاد، أو الدراية بطريق العربية، وكلاهما ظني كما عرف، ولأن فهم كل واحد بقدر استعداده.
ولذلك أوصى المشايخ - رحمهم الله - في الإيمان: أن يقال: آمنت بالله، وبما جاء من عنده، على مراده، وآمنت برسول الله، وبما قاله على مراده، ولا يعين بما ذكره أهل التفسير.
ويكرر ذلك: علم الهدى، في تأويلاته، وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر، ففيه: حزازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر إلى كل أحد شيئا آخر، وهذا مثل ما اعترض، أي التفتازاني على حد الفقه، لصاحب (التنقيح)، وظن وروده، وإلا فإني أجيب عنه: بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية، بل في جزئياتها المختلفة، باختلاف القوابل.
وأيضا، ذكر الشيخ: صدر الدين القونوي، في تفسير: (مالك يوم الدين..) أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين، مراد الله - سبحانه وتعالى -، لكن بحسب المراتب والقوابل، لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ، إلى ما في نفس الأمر على ما عرف، فلا بد لصرفها عنه، من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف، ينصرف إلى الأصول، والقواعد، أو ملكتها، وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات، إلا في مواضع نادرة، فلا يتناول غير تلك المواضع، إلا بالعناية.
فالأَوْلَى أن يقال: علم التفسير: معرفة أحوال كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث: القرآنية، ومن حيث: دلالته على ما يعلم أو يظن أن مراد الله - سبحانه وتعالى - بقدر الطاقة الإنسانية، فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا: في تقسيم هذا الحد إلى: تفسير، وتأويل، وبيان الحاجة إليه، وجواز الخوض فيهما، ومعرفة وجوههما، المسماة: بطونا، أو ظهرا، وبطنا، وحدا، فمن أراد الاطلاع على حقائق علم التفسير، فعليه مطالعته، ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن المولى: أبا الخير، أطال في (طبقات المفسرين).
ونحن أشرنا: إلى من ليس لهم تصنيف فيه، من مفسري الصحابة، والتابعين، إشارة إجمالية، والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة، فمنهم:
الخلفاء الأربعة.
وابن مسعود.
وابن عباس.
وأبي بن كعب.
وزيد بن ثابت.
وأبو موسى الأشعري.
وعبد الله بن الزبير.
وأنس بن مالك.
وأبو هريرة.
وجابر.
وعبد الله بن عمرو بن العاص، - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -.
ثم اعلم: أن الخلفاء الأربعة، أكثر من روي عنه: علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة، في ندرة جدا.
والسبب فيه: تقدم وفاتهم، وأما علي - رضي الله عنه - فروي عنه الكثير.
عن ابن مسعود، أنه قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن عليا - رضي الله تعالى عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما بن مسعود - رضي الله تعالى عنهم -، فروي عنه أكثر مما روي عن علي - رضي الله تعالى عنه -.
مات: بالمدينة، سنة 32، اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -.
المتوفى: سنة 68، ثمان وستين، بالطائف.
فهو ترجمان القرآن، وحبر الأمة، ورئيس المفسرين، دعا له النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل).
وقد ورد عنه: في التفسير، ما لا يحصى كثرة، لكن أحسن الطرق عنه: طريقة: علي بن أبي طلحة الهاشمي.
المتوفى: سنة 143، ثلاث وأربعين ومائة.
واعتمد على هذه البخاري في (صحيحه).
ومن جيد الطرق عنه: طريق: قيس بن مسلم الكوفي.
المتوفى: سنة 120، عشرين ومائة.
عن عطاء بن السائب.
وطريق: ابن إسحاق صاحب (السير).
وأوهى طريقته: طريق الكلبي، عن أبي صالح.
والكلبي: هو: أبو النصر: محمد بن السائب.
المتوفى: بالكوفة، سنة 146، ست وأربعين ومائة.
فإن انضم إليه رواية: محمد بن مروان السدي الصغير.
المتوفى: سنة 186، ست وثمانين ومائة.
فهي سلسلة الكذب.
وكذلك: طريق: مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي.
المتوفى: سنة 150، خمسين ومائة.
إلا أن الكلبي: يفضل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الرديئة.
وطريق: الــضحاك بن مزاحم الكوفي.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
عن: ابن عباس منقطعة، فإن الــضحاك لم يلقه.
وإن انضم إلى ذلك: رواية: بشر بن عمارة، فضعيفة ضعف بشر.
وقد أخرج عنه:
ابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وإن كان من رواية: جرير عن الــضحاك، فأشد ضعفا، لأن جريرا شديد الضعف، متروك.
وإنما أخرج منه:
ابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
دون: ابن جرير.
وأما: أبي بن كعب.
المتوفى: سنة 20، عشرين، على خلاف فيه.
فعنه نسخة كبيرة.
يرويها: أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عنه، وهذا إسناد صحيح.
وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن، على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -.
وكان أقرأ الصحابة، وسيد القراء.
ومن الصحابة: من ورد عنه اليسير من التفسير، غير هؤلاء، منهم:
أنس بن مالك بن النضر.
المتوفى: بالبصرة، سنة 91، إحدى وتسعين.
وأبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر، على خلاف.
المتوفى: بالمدينة، سنة 57، سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
المتوفى: بمكة المكرمة، سنة 73، ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري.
المتوفى: بالمدينة، سنة 74، أربع وسبعين.
وأبو موسى: عبد الله بن قيس الأشعري.
المتوفى: سنة 44، أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
المتوفى: سنة 63، ثلاث وستين.
وهو: أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم، في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري.
وأما المفسرون من التابعين، فمنهم:
أصحاب ابن عباس.
وهم علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى -.
ومنهم:
مجاهد بن حبر المكي.
المتوفى: سنة 103، ثلاث ومائة.
قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
واعتمد على تفسيره: الشافعي، والبخاري.
وسعيد بن جبير.
المتوفى: سنة 94، أربع وتسعين.
وعكرمة، مولى: ابن عباس.
المتوفى: بمكة، سنة 105، خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني.
المتوفى: بمكة، سنة 106، ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي.
المتوفى: سنة 114، أربع عشرة ومائة.
ومنهم:
أصحاب ابن مسعود.
وهم: علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
والأسود بن يزيد.
المتوفى: سنة 75، خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي.
المتوفى: سنة 95، خمس وتسعين.
والشعبي.
المتوفى: سنة 105، خمس ومائة.
ومنهم:
أصحاب: زيد بن أسلم.
كعبد الرحمن بن زيد.
ومالك بن أنس.
ومنهم:
الحسن البصري.
المتوفى: سنة 121، إحدى وعشرين ومائة.
وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني.
المتوفى: سنة...
ومحمد بن كعب القرظي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وأبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي.
المتوفى: سنة 90، تسعين.
والــضحاك بن زاحم.
وعطية بن سعيد العوفي.
المتوفى: سنة 111، إحدى عشرة ومائة.
وقتادة بن دعامة السدوسي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وربيع بن أنس السدي.
ثم بعد هذه الطبقة:
الذين صنفوا كتب التفاسير، التي تجمع أقوال الصحابة، والتابعين:
كسفيان بن عيينة.
ووكيع بن الجراح.
وشعبة بن الحجاج.
ويزيد بن هارون.
وعبد الرزاق.
وآدم بن أبي إياس.
وإسحاق بن راهويه.
وروح بن عبادة.
وعبد الله بن حميد.
وأبي بكر بن أبي شيبة.
... وآخرين.
وسيأتي ذكر كتبهم.
ثم بعد هؤلاء: طبقة أخرى، منهم:
عبد الرزاق.
وعلي بن أبي طلحة.
وابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وابن ماجة.
والحاكم.
وابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
وابن المنذر ... في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم:
إلى تصنيف: تفاسير مشحونة بالفوائد، محذوفة الأسانيد، مثل:
أبي إسحاق الزجاج.
وأبي علي الفارسي.
وأما:
أبو بكر النقاش.
وأبو جعفر النحاس.
فكثيرا ما استدرك الناس عليهما.
ومثل: مكي بن أبي طالب.
وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين:
فاختصروا الأسانيد، ونقلوا الأقوال بتراء، فدخل من هنا الدخيل، والتبس الصحيح بالعليل، ثم صار كل من سنح له قول يورده، ومن خطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك خلف عن سلف، ظانا أن له أصلا، غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ومن هم القدوة في هذا الباب.
قال السيوطي: رأيت في تفسير قوله - سبحانه وتعالى -: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، نحو: عشرة أقول، مع أن الوارد عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجميع الصحابة، والتابعين: ليس غير اليهود والنصارى.
حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا اختلافا من المفسرين.
ثم صنف بعد ذلك: قوم برعوا في شيء من العلوم.
ومنهم: من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن، واقتصر فيه على: ما تمهر هو فيه، كأن القرآن انزل لأجل هذا العلم لا غير، مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي: تراه ليس له هم إلا الإعراب، وتكثير الأوجه المحتملة فيه، وإن كانت بعيدة، وينقل قواعد النحو، ومسائله، وفروعه، وخلفياته:
كالزجاج.
والواحدي في: (البسيط).
وأبي حيان في: (البحر والنهر).
والإخباري: ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها، والأخبار عمن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة.
ومنهم:
الثعلبي.
والفقيه: يكاد يسرد فيه الفقه جميعا، وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية، التي لا تعلق لها بالآية أصلا، والجواب عن أدلة المخالفين:
كالقرطبي.
وصاحب: (العلوم العقلية).
خصوصا:
الإمام: فخر الدين الرازي.
قد ملأ تفسيره: بأقوال الحكماء، والفلاسفة، وخرج من شيء إلى شيء، حتى يقضي الناظر العجب.
قال أبو حيان في (البحر) : جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير.
ولذلك قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير.
والمبتدع: ليس له قصد إلا تحريف الآيات، وتسويتها على مذهبه الفاسد، بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها، أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه.
كما نقل عن البلقيني، أنه قال: استخرجت من (الكشاف) اعتزالا بالمناقيش، منها:
أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: (فمن زحزح عن النار، وأدخل الجنة فقد فاز)، أي: فوز أعظم من دخول الجنة، أشار به إلى عدم الرؤية.
والملحد: فلا تسأل عن كفره، وإلحاده في آيات الله - تعالى -، وافترائه على الله - تعالى - ما لم يقله.
كقول بعضهم (إن هي إلا فتنتك) : ما على العباد أضر من ربهم.
وينسب هذا القول إلى صاحب: (قوت القلوب)، أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل: الذين يتكلمون في القرآن بلا سند، ولا نقل عن السلف، ولا رعاية للأصول الشرعية، والقواعد العربية.
كتفسير: محمود بن حمزة الكرماني.
في مجلدين.
سماه: (العجائب، والغرائب).
ضمنه: أقوالا، هي عجائب عند العوام، وغرائب عما عهد عن السلف، بل هي أقوال منكرة، لا يحل الاعتقاد عليها، ولا ذكرها، إلا للتحذير.
من ذلك قول من قال في (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا) : إنه الحب والعشق.
ومن ذلك قولهم في (ومن شر غاسق إذا وقب) : إنه الذكر إذا قام.
وقولهم في (من ذا الذي يشفع عنده) : معناه: (من ذل)، أي: من الذل، و(ذي) : إشارة إلى النفس، و(يشف) : من الشفاء، جواب: مَنْ، و(عِ) : أمر من الوعي.
وسئل البلقيني: عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه: ملحد.
وأما: كلام الصوفية في القرآن، فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في (فتاواه) : وجدت عند الإمام الواحدي، أنه قال: صنف السلمي (حقائق التفسير)، إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير، فقد كفر.
قال النسفي في (عقائده) : النصوص تحمل على ظواهرها، والعدول عنها، إلى معان يدعيها أهل الباطن، إلحاد.
وقال التفتازاني في (شرحه) : سميت الملاحدة: باطنية، لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها، بل لها معان باطنة.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين، من أن النصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية، إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، يمكن التطبيق بينها، وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال العرفان، ومحض الإيمان.
وقال تاج الدين، عطاء الله، في (لطائف المنن) : اعلم: أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى -، وكلام رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بالمعاني الغريبة، ليست إحالة الظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم، منه ما جلبت الآية له، ودلت عليه في عرف اللسان، وثَمَّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث، لمن فتح الله - تعالى - قلبه.
وقد جاء في الحديث: (لكل آية ظهر وباطن...).
فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم، أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة لكلام الله - تعالى -، وكلام رسول الله، فليس ذلك بإحالة؛ وإنما يكون إحالة، لو قال: لا معنى للآية إلا هذا.
وهم يقولون ذلك، بل يفسرون الظواهر على ظواهرها، مرادا بها موضوعاتها. انتهى.
قال صاحب (مفتاح السعادة) : الإيمان بالقرآن هو: التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى -، قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم -، بواسطة جبرائيل - عليه السلام -، وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى -، وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية، مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه، ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية، الموافقة للقواعد الشرعية، والأحاديث النبوية، مراد الله - سبحانه وتعالى -.
ومن جملة ما علم من الشرائع: أن مراد الله - سبحانه وتعالى - من القرآن، لا ينحصر في هذا القدر، لما قد ثبت في الأحاديث: (إن لكل آية ظهرا وبطنا..).
وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد، بل من أعصى فهما وعلما، من لدنه - تعالى - يكون الضابط في صحته: أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة، عن الألفاظ بالقوانين العربية، وأن لا يخالف القواعد الشرعية، ولا يباين إعجاز القرآن، ولا يناقض النصوص الواقعة فيها، فإن وجد هذه الشرائط، فلا يطعن فيه، وإلا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه، والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدي سليما من القادح، وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية، بالمشاهدات الكشفية، فهم القدوة في هذه المسالك، ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك.
ثم ذكر ما وجب على المفسر من الآداب، وقال:
ثم اعلم: أن العلماء - كما بينوا في التفسير شرائط - بينوا أيضا في المفسر شرائط، لا يحل التعاطي لمن عري عنها، أو هو فيها راجل، وهي: أن يعرف خمسة عشر علما، على وجه الإتقان، والكمال:
اللغة، والنحو، والتصريف، والاشتقاق، والمعاني، والبيان، والبديع، والقراآت، وأصول الدين، وأصول الفقه، وأسباب النزول، والقصص، والناسخ والمنسوخ، والفقه، والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، وعلم الموهبة، وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم، وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها، وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم لم يطلع الله - سبحانه وتعالى - عليه أحدا من خلقه، وهو: ما استأثر به من علوم أسرار كتابه، من معرفة: كنه ذاته، ومعرفة حقائق أسمائه، وصفاته، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب، واختص به، فلا يجوز الكلام فيه، إلا له - عليه الصلاة والسلام -، أو لمن أذن له.
قيل: وأوائل السور من هذا القسم، وقيل: من الأول.
والثالث: علوم علمها - الله تعالى - نبيه، مما أودع كتابه من المعاني الجلية، والخفية، وأمره بتعليمها.
وهذا ينقسم إلى قسمين:
منه: ما لا يجوز الكلام فيه، إلا بطريق السمع، كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراآت، واللغات، وقصص الأمم، وأخبار ما هو كائن.
ومنه: ما يؤخذ بطريق النظر، والاستنباط، من الألفاظ، وهو قسمان:
قسم: اختلفوا في جوازه ، وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم: اتفقوا عليه، وهو: استنباط الأحكام الأصلية، والفرعية، والإعرابية، لأن مبناها على الأقيسة.
وكذلك: فنون البلاغة، وضروب المواعظ، والحكم، والإشارات، لا يمتنع استنباطها منه، لمن له أهلية ذلك؛ وما عدا هذه الأمور هو: التفسير بالرأي، الذي نهي عنه.
وفيه خمسة أنواع:
الأول: في التفسير، من غير حصول العلوم، التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه، الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلا، والتفسير تابعا له، فيرد إليه بأي طريق أمكن، وإن كان ضعيفا.
الرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع، من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد، وإن أطنبنا فيها، لكونها رأس العلوم، ورئيسها.
فاعلم: أن كتب التفاسير كثيرة، ذكرنا منها هاهنا ما هو مسطور في هذا السفر على ترتيبه.
(الإبانة، في تفسير آية الأمانة).
(الإتقان، في علوم القرآن).
(أبين الحصص، في أحسن القصص).
(أحكام القرآن).
كثيرة.
(إرشاد العقل السليم).
لأبي مسعود.
(إرشاد ابن برجان).
(أسباب النزول).
سبق كتبه في فنه.
(إعراب القرآن).
مر ذكر كتبه في فنه.
(أسئلة القرآن).
(إعجاز القرآن).
(إغاثة اللهف، تفسير الكهف).
(أقاليم التعاليم).
(أقسام القرآن).
(الإقناع).
في تفسير: آية الانتصار.
للزمخشري، من أبي المنير.
(الانتصاف، شرح الكشاف).
(الإنصاف، في الجمع بين: الثعلبي والكشاف).
(أنوار التنزيل).
للبيضاوي.
ومتعلقاته.
(أنوار ابن مقسم).
(إيجاز البيان).
(الإيجاز في الناسخ والمنسوخ).
(الإيضاح).
فيه أيضا.
(بحار القرآن).
(بحر الحقائق).
(بحر الدرر).
(بحر العلوم).
(البرهان، في علوم القرآن).
(البرهان، في تفسير القرآن).
(بحر البحور).
(البرهان، في تناسب السور).
(البرهان، في إعجاز القرآن).
(بسيط الواحدي).
(بصائر ذوي التمييز).
(بصائر).
فارسي.
(البيان، في تأويلات القرآن).
(البيان، في مبهمات القرآن).
(البيان، في علوم القرآن).
(البيان، في شواهد القرآن).
(تاج المعاني).
(تاج التراجم).
(تأويلات القرآن).
(تأويلات الماتريدي).
(التبصرة في التفسير).
(تبصير الرحمن).
(التبيان، في إعراب القرآن).
(التبيان، في تفسير القرآن).
(التبيان، في أقسام القرآن).
(التبيان، في مسائل القرآن).
(التبيان، في متشابه القرآن).
(تبيين القرآن).
(تحف الأنام).
(تحقيق البيان).
(التحبير، في علوم التفسير).
(ترجمان القرآن).
(الترجمان في التفسير).
(تعداد الآي).
(التعظيم والمنة).
(تعلق الآي).
علم التفسير: أي تفسير القرآن
هو: علم باحث عن معنى نظم القرآن بحسب الطاقة البشرية وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية وأصول الكلام وأصول الفقه والجدل وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم بقدر الطاقة البشرية.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة والاتعاظ بما فيه من القصص والعبر والاتصاف بما تضمنه من مكارم الأخلاق إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يمكن تعدادها لأنه بحر لا تنقضي عجائبه وسبحانه من أنزله وأرشد به عباده.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن واستنباط حكمه ليفاز به إلى السعادة الدنيوية والأخروية وشرف العلم وجلالته باعتبار شرف موضوعه وغايته فهو أشرف العلوم وأعظمها هذا ما ذكره أبو الخير وابن صدر الدين والأرتيقي.
قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: علم التفسير: علم يعرف به نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وامتثالها وغيرها.
قال أبوحيان: التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي يحمل عليه حالة التركيب وتتمات ذلك.
وقال الزركشي: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات وأما وجه الحاجة إليه فقال بعضهم: اعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سيذكر بعد تقرير قاعدة وهي: أن كل من وضع من البشر كتاب فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
أحدها: كمال فضيلة المصنف فإنه بقوته العلمية بجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشروح ظهور تلك المعاني الدقيقة من ههنا كان شرح بعض الأئمة لتصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له"
وثانيها: إغفاله بعض متممات المسئلة أو شروطها اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المتروك ومراتبه.
وثالثها: احتمال اللفظ لمعان مختلفة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط أو تكرار الشيء أو حذف المهم أو غير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك وإذا تقرر هذا فنقول:
إن القرآن إنما نزل بلسان عربي في زمن فصحاء العرب وكانوا يعلمون ظاهره وأحكامه أما دقائق باطنه فإنما كانت تظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الأكثر كسؤالهم لما نزل: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} فقالوا:
وأينا لم يظلم نفسه ففسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشرك واستدل عليه {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وغير ذلك مما سألوا عنه - صلى الله عليه وسلم - ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه مع أحكام الظاهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد احتياجا إلى التفسير.
وأما شرفه: فلا يخفى قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} .
وقال الأصبهاني: شرفه من وجوه:
أحدها: من جهة الموضوع: فإن موضوعه كلام الله تعالى الذي ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وثانيها: من جهة الغرض: فإن الغرض منه الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي هي الغاية القصوى.
وثالثها: من جهة شدة الحاجة: فإن كل كمال ديني أو دنيوي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى.
واختلف الناس في تفسير القرآن: هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن وأن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع وعلم القراءات: لأنه يعرف به كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يرجح بعض الوجوه المحتملة على بعض وأصول الدين: أي الكلام وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه والناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المبهم والمجمل وعلم الموهبة وهو علم يورثه الله لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث: من عمل بما علم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم.
قال البغوي والكواشي وغيرهما: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتملها الآية غير مخالف للكتاب والسنة غير محظور على العلماء بالتفسير كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} .
وقيل: أغنياء وفقراء.
وقيل: نشاطا أو غير نشاط.
وقيل: أصحاء ومرضى وكل ذلك سائغ والآية تحتمله.
وأما التأويل المخالف للآية والشرخ فمحظور لأنه تأويل الجاهلين مثل تأويل الروافض قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} أنهما علي وفاطمة {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} يعني الحسن والحسين. انتهى.
وذكر العلامة الفناري في: تفسير الفاتحة فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم ولا بأس بإيراده اذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال قطب الدين الرازي في شرحه ل: الكشاف: هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد ويرد عليه أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ: كمباحث القراءات وناسخية الألفاظ ومنسوخيتها وأسباب نزولها وترتيب نزولها إلى غير ذلك فلا يجمعها أحده.
وأيضا يدخل فيه البحث في الفقه الأكبر والأصغر عما يثبت بالكتاب فإنه بحث عن مراد الله تعالى من قرآنه فلا يمنعه أحد فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك إلى قوله: هو العلم الباحث عن أحوال الألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث الدلالة على مراد الله وترد على مختاره أيضا وجوه:
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان: كمباحث علم القراءة عن أمثال التفخيم والإمالة إلى ما لا يحصى فإن علم القراءة جزء من علم التفسير أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب والفرائض من الفقه.
وقد خرج بقيد الحيثية ولم يجمعه فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة
قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى
الثاني: أن المراد بالمراد إن كان المراد بمطلق الكلام فقد دخل العلوم الأدبية وإن كان مراد الله تعالى بكلامه.
فإن أريد مراده في نفس الأمر فلا يفيده بحث التفسير لأن: طريقه غالبا إما رواية الآحاد أو الدراية بطريق العربية وكلاهما ظني كما عرف ولأن فهم كل أحد بقدر استعداده ولذلك أوصى المشائخ - رحمهم الله - في الإيمان أن يقال: آمنت بالله وبما جاء من عنده على مراده وآمنت برسول الله وبما قاله على مراده ولا يعين بما ذكره أهل التفسير ويكرر ذلك على الهدي في تأويلاته.
وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر ففيه خرازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر بل إلى كل أحد شيئا آخر وهذا مثل ما اعترض على حد الفقه لصاحب: التنقيح وظن وروده وإلا فإني أجيب عنه بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية بل في جزئياتها المختلفة باختلاف القوابل.
وأيضا ذكر الشيخ صدر الدين القونوي في تفسير: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} : أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين مراد الله - سبحانه وتعالى - لكن بحسب المراتب والقوابل لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ إلى ما في نفس الأمر على ما عرف فلا بد لصرفها عنه من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف ينصرف إلى الأصول والقواعد أو ملكتها وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات إلا في مواضع نادرة فلا يتناول غير تلك المواضع إلا بالعناية فالأولى: أن يقال علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه وتعالى من حيث القرآنية ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة الإنسانية فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا في تقسيم هذا الحد إلى تفسير وتأويل وبيان الحاجة إليه وجواز الخوض فيهما ومعرفة وجوههما المسماة بطونا أو ظهرا أو بطنا فمن أراد الإطلاع على حقائق علم التفسير فعليه بمطالعته ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن أبا الخير أطال في ذكر: طبقات المفسرين ونحن أشرنا إلى من ليس لهم تصنيف فيه من مفسري الصحابة والتابعين إشارة جمالية والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة فمنهم: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وأبو هريرة وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
ثم اعلم أن الخلفاء الأربعة أكثر من روي عنه علي بن أبي طالب والرواية عن الثلاثة في ندرة جدا والسبب فيه تقدم وفاتهم وأما علي رضي الله عنه فروي عنه الكثير وروي عن ابن مسعود أنه قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليا - رضي الله عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس المتوفى سنة ثمان وستين بالطائف فهو: ترجمان القرآن وحبر الأمة ورئيس المفسرين دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
وقد روي عنه في التفسير ما لا يحصى كثرة لكن أحسن الطرق عنه طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة واعتمد على هذه البخاري في صحيحه.
ومن جيد الطرق عنه طريق قيس بن مسلم الكوفي المتوفى سنة عشرين ومائة عن عطاء بن السائب.
وطريق ابن إسحاق صاحب: السير.
وأوهى طريقة طريق الكلبي عن أبي صالح والكلبي: هو أبو النصر محمد بن السائب المتوفى بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة فإن انضم إليه رواية محمد بن مروان السدي الصغير المتوفى سنة ست وثمانين ومائة فهي سلسلة الكذب وكذلك طريق مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي المتوفى سنة خمسين ومائة إلا أن الكلبي يفضل عليه لما في مقاتل من المذاهب الردية وطريق ضحاك بن مزاحم الكوفي المتوفى سنة اثنتين مائة عن ابن عباس منقطعة فإن الــضحاك لم يلقه وإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة فضعيفة لضعف بشر وقد أخرج عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جرير عن الــضحاك فأشد ضعفا لأن جريرا شديد الضعف متروك وإنما أخرج عنه ابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان دون ابن جرير وأما أبي ابن كعب المتوفى سنة عشرين على خلاف فيه فعن نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وهو أحد الأربعة الذي جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أقرأ الصحابة وسيد القراء.
ومن الصحابة من ورد عنه اليسير من التفسير غير هؤلاء منهم أنس بن مالك بن النضر المتوفى بالبصرة سنة إحدى وتسعين.
وأبو هريرة عبد الرحمن بن صخر على خلاف المتوفى بالمدينة سنة سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب المتوفى بمكة المكرمة سنة ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري المتوفى بالمدينة سنة أربع وسبعين.
وأبو موسى عبد الرحمن بن قيس الأشرعي المتوفى سنة أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي المتوفى سنة ثلاث وستين وهو أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - المتوفى سنة خمس وأربعين
وأما المفسرون من التابعين فمنهم أصحاب ابن عباس وهم: علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى.
ومنهم: مجاهد بن جبر المكي المتوفى سنة ثلاث ومائة قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة واعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري.
وسعيد بن جبير المتوفى سنة أربع وتسعين.
وعكرمة مولى ابن عباس المتوفى بمكة سنة خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني المتوفى بمكة سنة ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي المتوفى سنة أربع عشرة ومائة. ومنهم أصحاب ابن مسعود وهم علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس المتوفى سنة اثنتين ومائة والأسود بن يزيد المتوفى سنة خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي المتوفى سنة خمس وتسعين.
والشعبي المتوفى سنة خمس ومائة.
ومنهم: أصحاب زيد بن أسلم كعبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس.
ومنهم: الحسن البصري المتوفى سنة إحدى وعشرين ومائة وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني ومحمد بن كعب القرظي المتوفى سنة سبع عشرة ومائة وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المتوفى سنة تسعين والــضحاك بن مزاحم وعطية بن سعيد العوفي المتوفى سنة إحدى عشرة ومائة وقتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة عشرة ومائة والربيع بن أنس والسدي
ثم بعد هذه الطبقة الذين صنفوا كتب التفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين كسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وإسحاق بن راهويه وروح بن عبادة وعبد لله بن حميد وأبي بكر بن أبي شيبة وآخرين.
ثم بعد هؤلاء طبقة أخرى منهم: عبد الرزاق علي بن أبي طلحة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن ماجة والحاكم وابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان وابن المنذر في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد محذوفة الأسانيد مثل: أبي أسحق الزجاج وأبي علي الفارسي.
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما ومثل مكي بن أبي طالب وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بترا فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من سنح له قول يورده ومن خطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك خلف عن سلف ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن هم القدوة في هذا الباب.
ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في شيء من العلوم ومنهم من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن واقتصر فيه على ما تمهر هو فيه وكان القرآن أنزل لأجل هذا العلم لا غير مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي تراه ليس له إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه وإن كانت بعيدة وينقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته ك: الزجاج و: الواحدي في البسيط وأبي حيان في: البحر والنهر.
والإخباري ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها والأخبار عن سلف سواء كانت صحيحة أو باطلة ومنهم الثعلبي.
والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه جميعا وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلو لها بالآية أصلا والجواب عن الأدلة للمخالفين كالقرطبي.
وصاحب العلوم العقلية خصوصا الإمام فخر الدين الرازي قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وخرج من شيء إلى شيء حتى يقضي الناظر العجب قال أبو حيان في البحر: جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير ولذلك قال بعض العلماء فيه: كل شيء إلا التفسير وللمبتدع ليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه الفاسد بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه كما نقل عن البلقيني أنه قال: استخرجت من: الكشاف اعتزالا بالمناقيش منها أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} أي فوز أعظم من دخول الجنة أشار به إلى عدم الرؤية والملحد لا تسأل عن كفره وإلحاده في آيات الله تعالى وافترائه على الله تعالى ما لم يقله كقول بعضهم: {ِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} وما علي العباد أضر من ربهم وينسب هذا القول إلى صاحب قوت القلوب أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ولا نقل عن السلف ولا رعاية للأصول الشرعية والقواعد العربية كتفسير محمود بن حمزة الكرماني في مجلدين سماه: العجائب والغرائب ضمنه أقوالا هي: عجائب عند العوام وغرائب عما عهد عن السلف بل هي أقوال منكرة لا يحل الاعتقاد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير من ذلك قول من قال في: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} إنه الحب والعشق ومن ذلك قولهم في: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} إنه الذكر إذا قام وقولهم: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} معناه من ذل أي من الذل وذي إشارة إلى النفس ويشف من الشفاء جواب من وع أمر من الوعي.
وسئل البلقيني عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه ملحد.
وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في فتاواه: وجدت عن الإمام الواحدي أنه قال: صنف السلمي حقائق التفسير إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
قال النسفي في: عقائده: النصوص تحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحادا وقال التفتازاني في: شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل لها معان باطنة لا يعلمها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان.
وقال تاج الدين عطاء الله في: لطائف المنن: اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالمعاني الغريبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله تعالى قلبه.
وقد جاء في الحديث: لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة كلام الله - تعالى - وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قال: لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يفسرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها. انتهى. قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: أما الظهر والبطن ففي معناهما أوجه ثم ذكرها قال: قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم فهذا يدل على أن في فهم المعاني من القرآن مجالا متسعا وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس ينتهي الإدراك فيه بالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير لتتقى به مواضع اللغط ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط ولا يجوز التهاون في حفظ التفسير الظاهر بل لا بد منه أولا إذ لا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر وإن شئت الزيادة فارجع إلى: الإتقان. انتهى.
قال صاحب مفتاح السعادة: الإيمان بالقرآن هو التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى - قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة جبريل - عليه السلام - وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى - وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية الموافقة للقواعد الشرعية والأحاديث النبوية مراد الله سبحانه وتعالى.
ومن جملة ما علم من الشرائع أن مراد الله - سبحانه - من القرآن لا ينحصر في هذا القدر لما قد ثبت في الأحاديث أن لكل آية ظهرا وبطنا وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد بل من أعطي فهما وعلما من لدنه تعالى يكون الضابط في صحته أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة عن الألفاظ بالقوانين العربية وأن لا يخالف القواعد الشرعية ولا يباين إعجاز القرآن ولا يناقض النصوص الواقعة فيها فإن وجد فيه هذه الشرائط فلا يطعن فيه وألا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها وما وقع به التحدي سليما من القادح وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية بالمشاهدات الكشفية فهم القدوة في هذه المسالك ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك ثم ذكر ما وجب على المفسر من آداب.
وقال: ثم اعلم أن العلماء كما بينوا في التفسير شرائط بينوا في المفسر أيضا شرائط لا يحل التعاطي لمن عري عنها وهو فيها راجل وهي: أن يعرف خمسة عشر علما على وجه الإتقان والكمال: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعنى والبيان والبديع والقراءات وأصول الدين وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص والناسخ والمنسوخ والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم وعلم الموهبة وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم ما لم يطلع الله تعالى عليه أحدا من خلقه وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته ومعرفة حقائق أسمائه وصفاته وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب واختص به فلا يجوز الكلام فيه إلا له عليه الصلاة والسلام أو لمن أذن له قيل: وأوائل السور من هذا القسم وقيل: من الأول.
والثالث علوم علمها الله تعالى نبيه مما أودع كتابه من المعاني الجلية والخفية وأمره بتعليمها وهذا ينقسم إلى قسمين: منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع: كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقرآن واللغات وقصص الأمم وأخبار ما هو كائن.
ومنه ما يؤخذ بطريق النظر والاستنباط من الألفاظ وهو قسمان:
قسم اختلفوا في جوازه وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم اتفقوا عليه وهو: استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية: لأن مبناها على الأقيسة وكذلك فنون البلاغة وضروب المواعظ والحكم والإشارات لا يمتنع استنباطها منه لمن له أهلية ذلك وما عدا هذه الأمور هو التفسالمسمى ب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى ب: فتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ير بالرأي الذي نهى عنه وفيه خمسة أنواع:
الأول: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها.
التفسير الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه ألا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعا له فيرد إليه بأي طريق أمكن وإن كان ضعيفا.
والرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد وإن أطنبنا فيها لكونه رأس العلوم ورئيسها فاعلم أن كتب التفاسير كثيرة ذكرنا منها في كتابنا: الإكسير في أصول التفسير ما هو مسطور في: كشف الظنون وزدنا عليه أشياء على ترتيب حروف الهجاء.
قال في: مدينة العلوم: والكتب المصنفة في التفسير ثلاثة أنواع: وجيز ووسيط وبسيط.
ومن الكتب الوجيزة فيه: زاد المسيرة لابن الجوزي و: الوجيز للواحدي و: تفسير الواضح للرازي و: تفسير الجلالين إذ عمل نصفه الآخر جلال الدين المحلى وكمله جلال الدين السيوطي والشهير لأبي حيان ومن الكتب المتوسطة: الوسيط للواحدي و: تفسير الماتريدي و: تفسير التيسير لنجم الدين النسفي و: تفسير الكشاف للزمخشري و: تفسير الطيبي و: تفسير البغوي و: تفسير الكواشي و: تفسير البيضاوي و: تفسير القرطبي و: تفسير سراج الدين الهندي و: تفسير مدارك التنزيل لأبي البركات النسفي.
ومن الكتب المبسوطة: البسيط للواحدي و: تفسير الراغب للأصفهاني وتفسير أبي حيان المسمى ب: البحر و: التفسير الكبير للرازي و: تفسير العلامي ورأيته في أربعين مجلدا و: تفسير ابن عطية الدمشقي و: تفسير الخرقي نسبة إلى بائع الخرق والثياب و: تفسير الحوفي و: تفسير القشيري1 و: تفسير ابن عقيل وتفسير السيوطي المسمى ب: الدر المنثور في التفسير المأثور و: تفسير الطبري ومن التفاسير: إعراب القرآن للسفاقسي. انتهى.
قلت: ومن الحسن التفاسير المؤلفة في هذا الزمان الأخير تفسير شيخنا الإمام المجتهد العلامة قاضي القضاة بصنعاء اليمن محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف الهجرية المسمى بفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى بفتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك إلا أنهم بعد صيتهم وعظمة أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملة فتلقيت بالقبول من يومئذ لما رجع الناس إلى التحقيق والتمحيض.
وجاء أبو محمد بن عطية من المتأخرين بالغرب فلخص تلك التفاسير كلها وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس حسن المنحى.
وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد في كتاب آخر مشهور بالمشرق.
والصنف الآخر من التفسير وهو: ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب والبلاغة في تأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب وهذا الصنف من التفسير قل أن ينفرد عن الأول إذ الأول هو المقصود بالذات وإنما جاء هذا بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة نعم قد يكون في بعض التفاسير غالبا ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير كتاب: الكشاف للزمخشري من أهل خوارزم العراق إلا أن مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائد فيأتي بالحجاج على مذاهبهم الفاسدة حيث تعرض له في أي في القرآن من طرق البلاغة فصار بذلك للمحققين من أهل السنة انحراف عنه وتحذير للجمهور من مكامنه مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان والبلاغة وإذا كان الناظر فيه واقفا مع ذلك على المذاهب السنية محسنا للحجاج عنها فلا جرم أنه مأمون من غوائله فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه في اللسان ولقد وصل إلينا في هذه العصور تأليف لبعض العراقيين وهو شرف الدين الطيبي من أهل توريز من عراق العجم شرح فيه كتاب الزمخشري هذا وتتبع ألفاظه وتعرض لمذاهبه في الاعتزال بأدلة تزيفها وتبين أن البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السنة لا على ما يراه المعتزلة فأحسن في ذلك ما شاء مع إمتاعه في سائر فنون البلاغة - وفوق كل ذي علم عليم -. انتهى كلامه
فصل
قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ستكون فتن", قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.
وقال أبو مسعود: من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال البيهقي: أراد به أصول العلم.
وقال بعض السلف: ما سمعت حديثا إلا التمست له آية من كتاب الله تعالى
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم.
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنزل في هذا القرآن كل علم وميز لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة" أخرجه أبو الشيخ في كتاب: العظمة.
وقال الشافعي: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن قلت: ويؤيد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه" رواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها لا يقال: إن من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة لأن ذلك مأخوذ من كتاب الله تعالى في الحقيقة لأن الله تعالى أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضع من القرآن وفرض علينا الأخذ بقوله دون من عداه ولهذا نهى عن التقليد وجميع السنة شرح للقرآن وتفسير للفرقان.
قال الشافعي مرة بمكة المكرمة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله.
فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور.
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ثم روى عن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنده أنه قال: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" ثم روى عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور ومثل ذلك حكاية ابن مسعود في لعن الواشمات وغيرهن واستدلاله بالآية الكريمة المذكورة وهي معروفة رواها البخاري.
ونحوه حكاية المرأة التي كانت لا تتكلم إلا بالقرآن وهي:
أنها قال عبد الله بن المبارك: خرجت قاصدا بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبينما أنا سائر في الطريق وإذا بسواد فمررت به وإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فقلت لها يرحمك الله تعالى ما تصنعين في هذا المكان؟
فقالت: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ} فقلت: أنها ضالة عن الطريق فقلت: أين تريدين؟
فقالت: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} فعلمت أنها قضت حجها وتريد بيت المقدس فقلت: أنت مذ كم في هذا المكان؟
فقالت: ثلاث ليال سويا فقلت أما أرفعك طعاما.
فقالت: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فقلت لها ليس هذا شهر رمضان.
فقالت: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} فقلت لها قد أبيح لنا الإفطار في السفر.
فقالت: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فقلت لها لم لا تكلميني مثل ما أكلمك به فقالت: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فقلت لها: من أي الناس أنت؟
فقالت: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} فقلت لها: قد أخطأت فاجعلني في حل. فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلت لها: هل لك أن أحملك على ناقتي وتلحقي القافلة؟
قالت: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} فأنخت مطيتي لها.
فقالت: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها فقلت: اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها.
فقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} فقلت لها: اصبري حتى أعقلها.
فقالت: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} فشددت لها الناقة وقلت لها: اركبي فلما ركبت قالت: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا.
فقالت لي: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} فجعلت أمشي وأترنم بالشعر.
فقالت: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} فقلت: ليس هو بحرام.
قالت: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فطرقت عنها ساعة فقلت لها: هل لك ربع؟
قالت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت: لها هذه القافلة فمن لك فيها؟
فقالت: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها: ما شأنهم في الحاج؟
قالت: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت: من لك فيها؟
فقالت: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} فناديت: يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ} فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت:
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} فقلت لهم: طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا: هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء -. انتهت الحكاية1 وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء.
قال بعض السلف: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} فإنها رأس ثلاث وستين وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
قال المرسي: جمع القرآن وعلوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتقال أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علمه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتزم قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعدد كلماته وآياته وسوره وأجزائه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهات والآيات المتماثلات من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا: القراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على أكثر فأجروا الأول على حكمه وأوضحوا معنى الخفي منه وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية مثل قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به وسموا هذا العلم ب: أصول الدين
وتأملت طائفة منهم معاني خطابه وإن منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك فاستنبطوا منه أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز وتكلموا في التخصيص والإضمار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء وسموا هذا الفن: أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فابتنوا أصوله وفروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسموه ب: علم الفروع وب: الفقه أيضاً.
وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا أول الأشياء حتى سموا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي ترقق قلوب الرجال وتكاد تدكدك شوامخ الجبال فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والنشر والحشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولا من المواعظ وأصولا من الزواجر فسموا بذلك: الخطباء والوعاظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه: تعبير الرؤيا
واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب فإن عسر فمن الحكم والأمثال.
ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطبتهم وعرف عادمهم الذي أشار إليه القرآن بقوله: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} .
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك: علم الفرائض واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول1 واستخرجوا منها أحكام الوصايا. ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجوم والبروج غير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جلالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.
ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها من الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك.
هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه وقد احتوى على علوم أخر مثل: الطب والجلد والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك.
أما الطب: فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة وغير ذلك وإنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} وعرفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاطه وحدوث الشفاء للبدن بعد إعلاله في قوله: {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} .
وأما الهيئة: ففي تضاعيف سور من الآيات التي ذكر فيها من ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.
وأما الهندسة: ففي قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} {لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} فإن فيه القاعدة الهندسية وهي: أن الشكل المثلث لا ظل له.
وأما الجدل: فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا ومناظرة إبراهيم أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر والمقابلة: فقد قيل: أن أوائل السور فيها ذكر مدد أعوام وأيام وتواريخ أمم سابقة وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ هذه الدنيا وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة: ففي قوله: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} فقد فسره ابن عباس بذلك وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها فمن الصنائع: الخياطة في قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} والحدادة في قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} وقوله: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} والبناء في آيات
والنجارة: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} .
والغزل: {َقَضَتْ غَزْلَهَا} .
والنسج: {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} .
والفلاحة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} وفي آيات أخر.
والصيد في آيات.
والغوص: {كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً} .
والصياغة: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً} . والزجاجة: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} و: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} .
والفخارة: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} .
والملاحة: {أَمَّا السَّفِينَةُ} الآية.
والكتابة: {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} وفي آيات أخر.
والخبز والعجن: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً} .
والطبخ: {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} .
والغسل والقصارة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} و {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم القصارون.
والجزارة: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} والبيع والشراء في آيات كثيرة.
والصبغ {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} و {بِيضٌ وَحُمْرٌ} .
والحجارة: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً} والكيالة والوزن في آيات كثيرة.
والرمي: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} .
وفيه من أسماء الآلات وضرب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: ما فرطنا في الكتاب من شيء. انتهى كلام المرسي ملخصا مع زيادات.
قال السيوطي في: الإكليل: وأنا أقول: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسئلة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها وفيه علم عجائب المخلوقات وملكوت السموات والأرض وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى وبدء الخلق وأسماء مشاهير الرسل والملائكة وعيون أخبار الأمم السابقة: كقصة آدم مع إبليس في إخراجه من الجنة.
وفي الولد الذي سماه عبد الحارث ورفع إدريس وغرق قوم نوح.
وقصة عاد الأولى والثانية وقوم تبع ويونس وأصحاب الرس وثمود والناقة وقوم لوط وقوم شعيب الأولين والآخرين فإنه أرسل مرتين وقصة موسى في ولادته وإلقائه في اليم وقتله القبطي ومسيره إلى مدين وتزوجه ابنة شعيب وكلامه تعالى بجانب الطور ومجيئه إلى فرعون وخروجه وإغراق عدوه وقصة العجل والقوم الذين خرج بهم وأخذتهم الصاعقة وقصة القتيل وذبح البقرة وقصته في قتل الجبارين وقصته مع الخضر والقوم ساروا في سرب من الأرض إلى الصين وقصة طالوت وداود مع جالوت وفتنته وقصة سليمان وخبره مع ملكة سبأ وفتنته وقصة القوم الذي خرجوا فرارا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم وقصة إبراهيم في مجادلة قومه ومناظرة نمرود وقصة وضعه ابنه إسماعيل مع أمه بمكة وبنائه البيت وقصة الذبيح وقصة يوسف وما أبسطها وأحسنها قصصا وقصة مريم وولادتها عيسى وإرساله ورفعه وقصة زكريا وابنه يحيى وقصة أيوب وذي الكفل وقصة ذي القرنين ومسيره إلى مطلع الشمس ومغربها وبناء السد وقصة أهل الكهف وقصة أصحاب الرقيم وقصة بخت نصر وقصة الرجلين اللذين لأحدهما الجنة وقصة أصحاب الجنة وقصة مؤمن آل يس وقصة أصحاب الفيل وقصة الجبار الذي أراد أن يصعد إلى السماء. انتهى.
وبقيت قصص لم يشر إليها السيوطي منها: قصة قتل قابيل أخاه هابيل وقصة دفن هابيل بدلالة الغراب وقصة وصية يعقوب بنيه إلى غير ذلك قال: وفيه من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة إبراهيم وبشارة عيسى وبعثه وهجرته.
ومن غزواته: غزوة بدر في سورة الأنفال وأحد في آل عمران وبدر الصغرى فيها والخندق في الأحزاب والنضير في الحشر والحديبية في الفتح وتبوك في براءة وحجة الوداع في المائدة.
ونكاحة زينب بنت جحش وتحريم سرية وتظاهر أزواجه عليه وقصة الإفك وقصة الإسراء وانشقاق القمر وسحر اليهود.
وفيه بدء خلق الإنسان إلى موته وكيفية الموت وقبض الروح وما يفعل بها بعد عودها إلى السماء وفتح الباب للمؤمنة وإلقاء الكافرة وعذاب القبر والسؤال فيه ومقر الأرواح وأشراط الساعة الكبرى العشرة وهي: نزول عيسى وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة والدخان ورفع القرآن وطلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة والخسف وأحوال البعث: من نفخ الصور للفزع وللصعق وللقيام والحشر والنشر وأهوال الموقف وشدة الشمس وظل العرش والصراط والميزان والحوض والحساب لقوم ونجاه آخرين.
ومنه: شهادة الأعضاء وإيتاء الكتب بالأيمان والشمائل وخلف الظهر والشفاعة أي بالإذن. والجنة1 وأبوابها وما فيها من الأنهار والأشجار والثمار والحلي والأواني والدرجات ورؤية الله تعالى.
والنار2 وما فيها من الأودية وأنواع العقاب وأصناف العذاب والزقوم والحميم إلى غير ذلك مما لو بسط لجاء في مجلدات
وفي القرآن جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد في الحديث وفيه من أسمائه مطلقا ألف اسم
وفيه: من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - جملة أي سبعون اسما ذكرها السيوطي في آخر: الإكليل.
وفيه: شعب الإيمان البضع والسبعون.
وفيه: شرائع الإسلام الثلاثمائة وخمسة عشر وفيه: أنواع الكبائر وكثير من الصغائر وفيه تصديق كل حديث روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الحسن البصري: أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوارة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان ثم أودع علوم الفرقان المفصل ثم أودع علوم الفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي.
قلت: ولذلك كانت قراءتها في كل ركعة من الصلاة وإن كان مأموما واجبة عند أهل المعرفة بالحق وكانت السبع المثاني والقرآن العظيم وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها ما خلا ما صرح بوضعها أهل النقد من علم الحديث وقد فسرها جماعة من أهل العلم مفردة بالتأليف وأبسطوا القول فيها وأجملوا واستنبط الفخر الرازي الإمام منها عشرة آلاف مسئلة كما صرح بذلك في أول: تفسيره الكبير وكل ذلك يدل على عظم مرتبة الكتاب العزيز ورفعة شأن الفرقان الكريم قال الشافعي - رحمه الله -: جميع ما تقول الأئمة شرح للسنة وجميع السنة شرح للقرآن.
قلت: ولذا كان الحديث والقرآن أصلي الشرع لا ثالث لهما وقول الأصوليين أن أدلة الشرع وأصوله أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس تسامح ظاهر كيف وهما كفيلان لحكم كل ما حدث في العالم ويحدث فيه إلى يوم القيامة دلت على ذلك آيات من الكتاب العزيز وآثار من السنة المطهرة وإلى ذلك ذهب أهل الظاهر وهم الذين قال فيهم رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" الحديث قال بعض السلف: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء إلا وهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهم من فهم وعمي منه من عمي وكذا كل ما حكم أو قضى به. انتهى.
فإذا كانت السنة شرحا للكتاب فماذا يقال من فضل الكتاب نفسه وكفى له شرفا أنه كلام ربنا الخلاق الرزاق المنعم بلا استحقاق أنزله حكما عدلا جامعا للعلوم والفضائل كلها والفنون بأسرها والفواضل والمحاسن والمكارم والمحامد والمناقب والمراتب بقلها وكثرها لا يساويه كتاب ولا يوازيه خطاب وهذه جملة القول فيه.
وقد أكثر الناس التصنيف في أنواع علوم القرآن وتفاسيرها وألف الشيخ الحافظ جلال الدين السيوطي - رحمه الله - في جملة من أنواعه: كأسباب النزول والمعرب والمبهمات ومواطن الورود وغير ذلك وما من كتاب منها إلا وقد فاق الكتب المؤلفة في نوعه ببديع اختصاره وحسن تحريره وكثرة جمعه.
وقد أفرد الناس في أحكامه كتبا: كالقاضي إسماعيل والبكر بن العلاء وأبي بكر الرزاي والكيا الهراسي وأبي بكر بن العربي وابن الفرس والموزعي وغيرهم وكل منهم أفاد وأجاد وجمع فأبدع وأوعى.
وللسيوطي في ذلك كتاب: الإكليل في استنباط التنزيل أورد فيه كل ما استنبط منه واستدل به عليه من مسئلة فقهية أو أصولية أو اعتقادية فاشدد بذلك الكتاب يديك وعض عليه بناجذيك.
وألفت أنا في الأحكام خاصة كتاب: نيل المرام من تفسير آيات الأحكام وبالجملة فعلوم الكتاب لا تحصى وتفاسيره لا تستقصى وفنونه لا تتناهى وبركاته لا تقف عند حد وأنواره لا ترسم برسم ولا تحد بحد.
وإذا تقرر ذلك عرفت أن العلوم التي ذكرناها في هذا الكتاب كلها موجودة في ذلك الكتاب دلالة وإشارة منطوقا أو مفهوما مفسرا أو مجملا ولا يعرفها إلا من رسخ قدمه في الكمال وسبح فهمه في بحار العلم بالتفصيل والإجمال والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.