Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ترب

دهمق

[دهمق] نه في ح عمر: لو شئت أن "يدهمق" لي الطعام لفعلت. غ: ولكن عاب قومًا فقال "اذهبتم طيبتكم". نه: أي يلين لي الطعام ويجود.
(دهمق)
فِي الشَّيْء أسْرع وَالشَّيْء كَسره والطحين دققه وَلينه وَالطَّعَام طيبه وجوده والفاتل الْوتر جَاءَ بِهِ مستويا من أَوله إِلَى آخِره وَالْكَاتِب الْكتاب جعله دَقِيقًا والقداح القداح سوى متونها ونقاها من الْعُيُوب وشققها وَالْكَلَام أَجَاد وَأحسن بَيَانه
دهمق: الدُّهامِقُ: التُّراب اللّيَن. قال خلف بن خليفة :

ومعرض من الكثيب ناطقُ ... جَوْنٌ رَوابي تُرْبِــهِ دُهامِقُ

وقال عُمَر: لو شِئْتُ أنْ يُدَهْمَقَ لي لفعلتُ .

أي: الطعام اللين، وأصلُه من الدُّهامِق، أي: الأرض اللّيّنة الرّقيقة، ويقال: دّهْمِقْ طَحِينَكَ، أي: دَقِّقْهُ، والدِّهْقَنَةُ مِثْلُه.

دهمق:

الدُّهامِقُ: التُّراب اللَّيِّن. وأرض دَهامِيق: ليِّنة دقيقة؛ أنشد

ابن دريد:

كأنَّما في تُرْبِــهِ الدُّهامِقِ

مِنْ ألِّه تَحْتَ الهَجِيرِ الوادِقِ

ودَهْمَقَ الطَّحِينَ: دقَّقَه وليَّنه. وفي حديث عمر ابن الخطاب، رضي

الله عنه: لو شئت أن يُدَهْمَقَ لي لفعلْتُ ولكن الله تعالى عاب قوماً

فقال: أذْهبْتم طَيِّباتكم في حَياتِكم الدنيا واسْتَمْتَعْتُم بها؛ معناه

لو شئت أن يُلَيَّنَ لي الطعامُ ويُجَوَّدَ. ودَهْمَقْتُ اللحمَ: مثل

دَهْدَقْتُه. والدَّهْمَقَةُ: لِينُ الطعامِ وطيبه ورِقَّتُه، وكذلك كل شيءٍ

ليِّن؛ قال الليث: وأنشدني خَلَفٌ الأَحمر في نعت أرض:

جَوْنٌ رَوابي تُرْبِــه دَهامِقُ

يعني تُرْبــة ليِّنة. أبو عبيد: الدَّهْمَقة والدَّهْقَنة سواء، والمعنى

فيهما سواء لأن لِينَ الطعام من الدهْقنة. والمُدَهْمَقُ: المُدَقَّق.

وسمع ابن الفقعسي يقول: المُدَهْمَق الجيِّد من الطعام؛ قال وأنشدني

أعرابي:إذا أرَدْتَ عَمَلاً سُوقِيّا

مُدَهْمَقاً، فادْعُ له سِلْمِيّا

قال: والمُدَهْمَق الذي لم يُجوّد، وهذا ضد الأَول. التهذيب: أبو حاتم

بعدما ذكر أنَّ قوماً غَلِطوا فقالوا للشيء المُجوَّد مُدهْمَق، والذي

يُشفَق عليه أيضاً مُدهْمَق؛ واحتج بما أنشده ابن الأَعرابي:

إذا أردت عملاً سوقيّا

فظنوا أن السوقيّ الرديء؛ قال: وأصحاب المَرائي يُعطُون على جِلاء

المِرآة فإذا اشترطوا عملاً سُوقِياً أضْعفُوا الكراء، قال: وهو أجْودُ العمل.

ابن سمعان: المُدَهْمَق المُستوي؛ وأنشد:

كأنّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ،

إذا مَطاها، هَزمٌ من فَرَقِ

ودَهْمَق الفاتِلُ الوَتَرَ إذا جاء به مستوياً من أوَّله إلى آخره،

وأنشد:

دَهْمَقَه الفاتِلُ بينَ الكَفَّيْن،

فهو أمِينٌ مَتْنُه يُرْضي العَيْن

التهذيب: ودَهْمَقْت في الشيء أي أسرعت. قال أعرابي: كان مُدْرِك

الفَقْعَسِيّ يسمَّى مُدَهْمِقاً لبيان لسانه وجِوْدة شِعره؛ تقول: هو

مُدَهْمِق ما يُطاق لسانُه لتَجْويدِه الكلا وتَحْبيرِه إيّاه.

دهمق
دَهْمَقَهُ دَهْمَقَةً: كَسَرَهُ، أَو قَطَعَه مثلُ: دَهْدَقَهُ، والمِيمُ زائِدَة، نَقله الجَوْهرِي فِي: دهق. ودَهمَقَ الفاتِلُ الوَتَرَ: إِذا لَيَّنَهُ وجاءَ بهِ مُسْتَوِياً من أَوّلِه إِلى آخِرِه، قَالَ: دَهْمَقَهُ الفاتِلُ بَيْنَ الكَفَّيْن فَهُوَ أَمِينٌ مَتْنُه يُرْضِي العَيْنْ وقالَ الأصْمَعِيُّ: دَهْمَق الطَّعامَ: إِذا طَيَّبَهُ، ورَقَّقَه، ولَيَّنَه نَقله الجوهريُّ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ رضِي اللهُ عَنهُ: لَو شِئتُ أنْ يُدَهْمَقَ لفَعَلْتُ، ولكِنَّ الله عابَ قَوْماً فقالَ: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُم فِي حَياتِكُم الدُنْيا واسْتَمْتَعْتُمْ بهَا مَعْنَاهُ: لَو شئتَ أَنْ يُلَيَّنَ لي الطًّعامُ ويُجَوَّدَ. أَو دَهْمَقَهُ، فَهُوَ مُدَهْمِقٌ: لم يُجَوِّدْ فَهُوَ ضِدٌّ، واحتَجّ من قالَ ذَلِك بِمَا أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابيَ: إِذا أَرَدْتَ عَمَلاً سُوقِيَّا مُدَهْمَقاً فادْعُ لَهُ سَلْمِيّا وأنْكَرَ ذلِكَ أَبُو حاتِم، فَقَالَ: ظَنًّوا أنَّ السُّوقِيَّ: الرَّدِىءًُ، وأَصْحابُ المَرائِي يُعْطُونَ على جَلاءَ المِرْآةِ، فَإِذا اشْتَرَطُوا عمَلاً سُوقِياً: أَضْعَفُوا الكِراءَ، وَهُوَ أَجْوَدُ العَمَلِ. والدهامِقُ، كعُلابِط: التًّرابُ اللَّيِّنُ، قالَ اللَّيْثُ: وأَنْشَدَنِي خَلَفٌ الأحْمَرُ فِي نَعْتِ أَرْضٍ: جَوْنٌ رَوابِي تُرْبِــهِ دُهامِقُ كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنْشد ابنُ دُرَيْدِ: كَأَنَّمَا فِي تُرْبِــه الدُّهامِقِ من آلِهِ تَحْتَ الهَجِيرِ الوادِقِ والمُدَهْمَقُ من القِداح: النَّقِيُّ من العُيُوبِ، المُسْتَوِي، المَتْنِ، وَهُوَ: المُشَقَّقُ أَيضاً، وأَنشدَ ابنُ سَمْعانَ:)
كأنّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ إِذا مَطاهَا هَزَمٌ من فَرَقِ والمُدَهْمَقُ مِنَ الطَّعام: غيرُ المُجَوَّدِ وَقد تَقَدَّم البحثُ فِيهِ قَرِيبا. وكتابٌ مُدَهْمَقٌ: لَطِيفٌ وَكَذَا: كِتابَةٌ مُدَهْمَقَةٌ، أَي: لَطِيفَةٌ. ووَتَرٌ كَذَا أَي: مُدَهْمَقٌ: لَيِّنٌ عَن ابنِ عَبّادٍ. والمُدَهْمِقُ بكسرِ المِيم الثانِيةِ: لَقَبُ مُدْرِك الفَقْعَسِيِّ، قالَ ابنُ الأعْرابي: لفَصاحَتِه وجَوْدَةِ شِعْرِه، تقَول: هُوَ مُدَهْمِقٌ مَا يُطاقُ لِسانُه، لتَجْوِيدِه الكَلامَ، وتَحْبِيرِه إيّاهُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَرْضٌ دَهامِيقُ: ليَّنَةٌ دَقِيقَة.

ودَهْمَقَ الطَّحِينَ: رَقَّقَه ولَيَّنَهُ. ودَهْمَقَ اللَّحْمَ: مثل دَهْدَقَه. ودَهْمَقْتُ فِي الشيْءَ، أَي: أَسْرَعْتُ، نَقله الْأَزْهَرِي.

هبقع

[هبقع] الهَبَنْقَعَةُ: قعودُ الرجل على عُرقوبَيْه قائماً على أطراف أصابعه. والهَبَنْقَعُ: المزهوُّ الأحمقُ الذي يحبُّ محادثَة النساء. واهْبَنْقَعَ الرجل، إذا جلس الهَبَنْقَعَةَ. وهي جِلْسَة الهَبَنْقَعِ. قال الفرزدق: ومهور نسوتهم إذا ما أنكحوا * غذوى كل هبنقع تنبال

هبقع: رجل هَبْقَعٌ وهَبَنْقَعٌ وهُباقِعٌ: قصيرٌ مُلَزَّزُ الخَلْقِ،

والنون زائدة. والهَبَنْقَعُ: المَزْهُوُّ الأَحْمَقُ الذي يُحِبّ

مُحادَثَةَ النساء، والأُنثى بالهاء. والهَبَنْقَعةُ: قُعُودُ الرجلِ على

عُرْقُوبَيْه قائماً على أَطرافِ أَصابِعِه. واهْبَنْقَعَ: جَلَسَ

الهَبَنْقَعةَ، وهي جِلْسةُ المَزْهُوِّ؛ قال الفرزدق:

ومُهُورُ نِسْوَتِهِمْ، إِذا ما أَنْكَحُوا،

غَدَوِيُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ

والهَبَنْقَعَةُ: أَنْ يَــتَرَبّــعَ ثم يمدّ رجله اليمنى في تربّــعه، وقيل:

هي جلْسةٌ في تربّــع. والهَبَنْقَعةُ: قُعودُ الاستِلقاءِ إِلى خَلْفٍ.

والهَبَنْقَعُ: الذي لا يستقم على أَمر في قول ولا فعل ولا يُوثَقُ به،

والأُنثى بالهاء. والهَبَنْقَعُ: الذي يجلس على عقبيه أَو على أَطراف

أَصابعه يسأَل الناس، وقيل: هو الذي إِذا قَعَدَ في مكان لم يَكَدْ يَبْرَحُ.

قال ابن الأَعرابي: رجل هَبَنْقَعٌ لازم بمكانه وصاحب نِسْوان؛ قال:

أَرْسَلَها هَبَنْقَعٌ يَبْغِي الغَزَلْ

أَخبر أَنه صاحب نساء، وقال شمر: هو الذي يأْتيك يلزم بابَك في طَلب ما

عندك لا يبرح. ورجل هَبَنْقَعٌ وامرأَة هَبَنْقَعةٌ: وهو الأَحمق يُعرف

حُمْقُه في جلوسه وأُموره. وقال الأَصمعي: قال الزِّبْرِقانُ ابنُ بَدْرٍ:

أَبْغَضُ كَنائِني التي تمشِي الدِّفِقَّى وتجلس الهَبَنْقَعَةَ؛

الدِّفِقَّى مَشْيٌ واسع، والهَبَنْقَعةُ أَن تَرَبَّــعَ وتمدَّ إِحدى رجليها في

تربــعها. وفي الحديث: مرّ بامرأَة سوْداء تُرقِّصُ صبيّاً لها وتقول:

يَمْشِي الثَّطا ويَجلِسُ الهَبَنْقَعهْ

هي أَن يُقْعِيَ ويَضُمَّ فخِذَيْه ويفتح رجليه.

هبقع
الهَبْقَعُ، كجَعْفَرٍ، وعُلابِطٍ: القَصِيرُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
والهَبَنْقَعُ، كسَمَنْدَلٍ: المَزْهُوُّ الأحْمَقُ المُحِبُّ لمُحَادَثَةِ النِّسَاءِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ وهُوَ قَوْلُ ابنِ دَرَيْدٍ أيْضاً وَفِي المُحِيطِ: الّذِي يُحِبُّ حَديثَ النِّساءِ.
وفيهِ أيْضاً: الهَبَنْقَعُ منْ يَسأَلُ النّاسَ وَفِي يَدِهِ عَصاً، وَفِي اللِّسَانِ: الّذِي يَجْلِسُ على عَقِبَيْهِ أوْ أطْرَافِ أصابِعِه يَسْألُ النّاسَ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: الهَبَنْقَعُ: منْ إِذا قَعَدَ فِي مكانٍ لَمْ يَبْرَحْه، يُقَالُ: رَجُلٌ هَبَنْقَعٌ: لازمٌ بمكَانِه وصاحِبُ نِسْوَانٍ، وأنْشَدَ: أرْسَلَها هَبَنْقَعٌ يَبْغِي الغَزَلْ أخْبَرَ أنَّهُ صاحِبُ نِساءٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ الّذِي يأتِيكَ يَلْزَمُ بابَكَ فِي طَلَبِ مَا عِنْدَكَ، وَلَا يَبْرَحُ.
والهَبَنْقَعَةُ بهاءٍ: الهِدْلِقُ المُسْتَرْخِي المَشَافِرِ منَ الإبِلِ، نَقَلَه ابنُ فارِسٍ.
والهَبَنْقَعَةُ: قُعُودُكَ على عُرْقُوبَيْكَ قائِماً على أطْرافِ أصابِعِكَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو هِيَ: الإقْعَاءُ مَعَ ضَمِّ الفَخِذَيْنِ وفَتْحِ الرِّجْلَيْنِ، ومنْهُ قَوْلُ الزِّبْرِقَانِ ابنِ بَدْرٍ: أبْغَضُ كَنَائِني إِلَى الطُّلَعَةُ الخُبَأَةُ، الّتِي تَمْشِي الدِّفِقَّي، وتَجْلِسُ الهَبَنْقَعَةَ، وقيلَ: هُوَ قُعُودُ الاسْتِلْقَاء إِلَى خَلْفٍ، وقيلَ: هُوَ أنْ يَــتَرَبَّــعَ، ثُمَّ يَمُدَّ) رِجْلَه فِي تَرَبُّــعِهِ.
واهْبَنْقَعَ الرَّجُلُ: جَلَسَ الهَبَنْقَعَةَ، وَهِي جِلْسَةُ المَزْهُوِّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: رَجُلٌ هَبَنْقَعٌ: قَصِيرٌ مُلَزَّزٌ، والنُّونُ زائِدةٌ.
والهَبَنْقَعُ: الّذِي لَا يَسْتَقِيمُ فِي قَوْلٍ، أَو فِعْلٍ، وَلَا يُوثَقُ بهِ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ الّذِي أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ:
(ومُهُورُ نِسْوَتِهِمْ إِذا مَا أُنْكِحُوا ... غَدَوِيُّ كُلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ) وامْرَأَةٌ هَبَنْقَعَةٌ: حَمْقاءُ فِي جُلُوسِهَا وأُمُورِهَا.

الفصل والوصل

الفصل والوصل
عنى البلاغيون بالحديث عن الواو، التى تذكر فتصل الجملة بأختها، أو تترك فتدع الجملتين منفصلتين، وغالوا في تقدير معرفة الموضع الذى تصلح فيه الواو، والموضع الذى لا تصلح فيه، حتى قصر بعض العلماء البلاغة على معرفة الفصل والوصل، وقد قصروا حديثهم في ذلك الموضع على الجمل التى لا محل لها من الإعراب، وهذا لأن الجمل التى لها موقع من الإعراب، ويكون موضع الواو فيها من الوضوح بمكان؛ لأنها تشرك الجملة الثانية في حكم الأولى، فتكون مثلها خبرا، أو صفة، أو حالا، أو مفعولا، أو غير ذلك، والأمر فيه سهل بيّن. أما الذى يشكل، فأن تعطف على الجملة التى لا موضع لها من الإعراب جملة أخرى، فهنا نقف لنرى لم لم يستو الحال بين أن تعطف، وبين أن تدع العطف، وخصت الواو بالحديث؛ لأن غيرها من حروف العطف تفيد مع الإشراك معانى، كأن تدل الفاء على الترتيب من غير تراخ، وثمّ على الترتيب مع التراخى، وأو للتردد بين شيئين، فإذا عطفت جملة على جملة بواحد منها، ظهرت فائدة هذا الحرف واضحة جلية. أما الواو فإنها لما كانت لمطلق الجمع، لا تصل جملة بأخرى، إلا إذا كان المعنى في إحدى الجملتين متصلا بمعنى الجملة الأخرى، ومرتبطا به، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (التوبة 45 - 50). فالواو في هذه الآيات قد وصلت الجمل بعضها ببعض لمكان الصلة بينها والتناسب، فعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر يناسبه ارتياب قلوبهم ارتيابا ينغمسون فيه، وخذ الآية الثانية تر التناسب واضحا بين تقاعسهم عن الخروج، وعدم الإعداد له، وبين كره الله لانبعاثهم، وهكذا تجد الصلة جامعة بين الجملة وأختها جمعا يهيئ للواو مكانها بينهما.
وتأمّل جمال الوصل في قوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية 17 - 20). فالمطلوب في الآية التأمل فيما خلق الله، ليصلوا بهذا التأمل إلى الإيمان بالبعث الذى ينبنى عليه أساس الدين، والتناسب هنا بين الجمل واضح، فقد بدأ حديثه بالإبل التى هى عنصر أساسى في حياة البدوى في صحرائه، وانتقل من الإبل إلى ما يرونه أمامهم في كل حين من سماء رفعت بلا عمد، وللسماء عند البدوى مكانة خاصة، يتجه إليها ببصره، يستنزل منها الغيث ويهتدى بنجومها في سراه بالليل، فإذا هبط ببصره قليلا رأى هذه الجبال الشامخة، منصوبة تناطح السماء بقممها، وترسو في ثبات واطمئنان على أرض مهدت له، وسطحت أمامه، أو لا ترى أن تنقل البصر بين هذه المخلوقات تنقّل هادئ طبيعى لا قفز فيه، وأن ارتباط بعضها ببعض في طبيعة البدوى مهد للربط بينها، وعطف بعضها على بعض.
واتصلت الجمل في قوله سبحانه: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (الانفطار 1 - 4). لما كانت تلك المظاهر من أمارات القيامة، وما أقوى الصلة بين السماء تنشق، والكواكب تنتثر، لا نظام يجمعها، ولا جاذبية تحفظها في مكانها، وما أقوى الصلة أيضا بين تفجر البحار فتطغى مياهها، وبعثرة القبور تخرج ما دفن فيها من الموتى، فكأنها تتفجر كذلك. ومثل هذا قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (الانشقاق 1 - 5).
واقرأ قوله تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الأنفال 26). إن في هذه النعم لرابطا يصل بعضها ببعض، ويسمح للواو أن تجمع بينها، فهؤلاء قوم كانوا قليلين مستضعفين، يخشون أن يغير عليهم مغير، يسلبهم الحريّة، فلا جرم كانت نعمة الأمن، لها المكان الأول بين نعم الله عليهم، ولم يقف الأمر عند حدّ الأمن، بل زاد عليه أن أيدهم بنصره، ولم تنته نعمه عند حد الطمأنينة والغلب، بل رزقهم خفض العيش، وطيبات الحياة.
وتأمّل الواو الواصلة في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (الحج 3). فالمجادلة في الله واتباع الشيطان ينشئان من عدم الاحتكام إلى العقل. وقوله سبحانه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان 17 - 19). فإنه إذا كانت الصلاة تنهى عن
الفحشاء والمنكر، فالمقيم لها جدير أن يأخذ على عاتقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإن من يعرّض نفسه لذلك، جدير أن يلم به بعض الأذى، فوصى من ينهض بهذا العبء أن يحتمل ويصبر، وإذا كان قد أمره بالصلاة، وهى خضوع للرّب، فجدير به ألا يمتلئ بالتيه ولا الخيلاء، وأن يسير على الأرض في تؤدة، ويتحدّث إن تحدث في وداعة وهدوء، ومن ذلك ترى هذه الصلات القوية التى تربــط بين هذه الجمل ربطا محكما. وخذ قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (فاطر 15). لترى الرباط القوى بين فقر الناس وغنى الله.
وتأمل جمال الوصل في قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ (آل عمران 54). وقوله:
يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ (النساء 142). وقوله: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (يونس 31)، وقوله: يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 142). وقوله:
كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا (الأعراف 31).
وقد يحتاج الأمر إلى فضل تدبر لمعرفة الصلة التى تربــط بين جملتين، تلك الصلة التى تسمح بمجيء الواو بينهما، كما في قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها (الحج 189). ففي النظرة العاجلة يبدو كأنه لا ارتباط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت من ظهورها، ولكن الربط نشأ من أن ناسا من العرب كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحدهم بيتا ولا خيمة ولا خباء من باب، بل إن كان من أهل المدر نقب نقبا من ظاهر البيت ليدخل منه، وخرج من خلف الخيمة أو الخباء إن كان من أهل الوبر . فلما تحدث القرآن عن الأهلة وأنها مواقيت للحج، ناسب ذلك أن يتحدث عن عادتهم هذه في الحج، ذاكرا أنها ليس من البر في شىء.
وتفصل الجملتان إذا كان بينهما امتزاج معنوى، كأن ترفع الجملة الثانية ما قد يتوهم في الجملة الأولى من تجاوز أو سهو ونسيان، كما تجد ذلك في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). فتعريف جزءي الجملة الأولى، والمجيء باسم الإشارة للبعيد، مؤذن بوصف هذا الكتاب بأنه قد بلغ أسمى درجات الكمال، ولما كان ذلك قد يوهم أن ثمة مبالغة في هذا الوصف، نفى هذا الوهم، وأتبع ذلك بقوله: لا رَيْبَ فِيهِ أى في بلوغه تلك الغاية من الكمال، تأكيدا لما فهم من الجملة الأولى، وأتبعه كذلك بقوله: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ تأكيدا ثانيا؛ لأن معنى بلوغ القرآن للكمال إنما هو كماله في الهداية والإرشاد.
ومن هذا الباب قوله تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً (لقمان 7). لم يقل: (وكأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقرا)؛ لأن المقصود من التشبيه بمن في أذنيه وقر، هو بعينه المقصود من التشبيه بمن لم يسمع، ولكن الثانى أبلغ وآكد فيما سيق له، فالمراد من التشبيهين جميعا بيان أنه ليس لتلاوة الآيات عليه من فائدة، وأن يجعل حاله إذا تليت عليه كحاله إذا لم تتل، ولا ريب فى أن تشبيهه بمن في أذنيه وقر، أبلغ في دلالته على هذا المعنى.
وعلى هذا النسق مما كانت الجملة الثانية فيه مؤكدة للجملة الأولى قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 6، 7). فقوله: لا يُؤْمِنُونَ تأكيد لقوله: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ وقوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ... تأكيد ثان أبلغ من الأول. وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ (البقرة 8، 9). فليست المخادعة شيئا سوى قولهم آمنا، من غير أن يكونوا مؤمنين وكذلك قوله سبحانه: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 14). وقوله تعالى: ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف 31). وقوله سبحانه: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وقوله: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 3، 4).
وقد يكون الامتزاج المعنوى بين الجملتين منشؤه أن الجملة الثانية شارحة وموضحة للجملة الأولى، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (المؤمنون 81، 82)، فالقول الثانى ورد شارحا ومبيّنا للقول الأول، وقوله تعالى: وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الشعراء 132 - 134). فجاء الإمداد الثانى موضحا للأول. وقوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (يس 20، 21). فلما كان المراد حث المخاطبين على اتباع الرسل، جاء الاتباع الثانى موضحا ذلك، إذ معناه اتبعوا من لا تخسرون شيئا من دنياكم فى اتباعهم، وهم مهتدون، تنالون باتباعهم سلامة دينكم، وإذا أنت تأملت هذه الآيات وجدت الجملة الثانية في الآية الأولى تقع من جملتها السابقة كما يقع بدل الكل من الكل، ووجدتها في الآية الثانية واقعة موقع بدل البعض من الكل، وفي الآية الثالثة واقعة موقع بدل الاشتمال. وقد تقع موقع عطف البيان، كما تجد ذلك في قوله
تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (طه 120). فجاء قوله: قالَ يا آدَمُ بدون الواو؛ لأنه يوضح الوسوسة ويبين عنها، ولو أنه جاء بالواو لأوهم المخالفة والتغاير.
وقد يكون منشأ هذا الامتزاج أن الجملة الثانية واقعة في موضع جواب لسؤال صريح في الجملة الأولى، أو يفهم منها، كما في قوله تعالى: قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (الشعراء 23 - 31). ومنه قوله سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (البقرة 11، 12). وقوله: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (البقرة 14، 15). وتتجلى دقة القرآن كذلك في وصل الجمل بباقى حروف العطف غير الواو، وتأمل قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (الشعراء 75 - 81). فهو قد عطف السقى على الإطعام بالواو إرادة للجمع بينهما بلا ترتيب، ثم عطف الإحياء على الإماتة بثم؛ لأنه إنما يكون بمهلة وتراخ، وترى هذه الدقة في قوله تعالى: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (عبس 17 - 22). فجاء قوله من نطفة خلقه بلا واو؛ لأنها مفسرة لقوله من أى شىء خلقه، «وعطف قوله: فقدره بالفاء، تنبيها على أن التقدير مرتب على الخلق وعلى عدم التراخى بينهما، وعطف السبيل بثم، لما بين الخلق والهداية من التراخى والمهلة الكثيرة، ثم عطف الإماتة بثم، إشارة إلى التراخى بينهما بأزمنة طويلة، ثم عطف الإقبار بالفاء، إذ لا مهلة هناك، ثم عطف الإنشار بثم، لما يكون هناك من التراخى باللبث في الأرض أزمنة متطاولة».
وقد يبدو في بادئ الرأى أن الموضع لحرف غير ما ذكر، ولكن التأمل الدقيق يجعل الموضع للحرف المذكور، كما تجد ذلك في قوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (الكهف 28). فقد يبدو بادئ الرأى أن الموضع للفاء هنا، فيقال: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فاتبع هواه؛ لأن فعل المطاوعة لا يعطف إلا بالفاء، تقول أعطيته فأخذ، وكسرته فانكسر، ولكن التأمل يدل على أن الآية تعدد صفات الشخص الذى نهى الرسول عن طاعته، ومن أغفل الله قلبه عن ذكره فقد غفل قلبه، فكأنه قال: ولا تطع من غفل قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه، ومن هنا كانت الواو في مكانها.
ويجمع القرآن بالواو أيضا بين المفردات المتناسبة، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (الأنعام 162). وقوله:
قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (الأعراف 33).
وجرى الاستعمال القرآنى على ألا يعطف بعض الصفات على بعض إلا إذا كان بينها تضاد، تجد ذلك في قوله تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (التحريم 5). فقد مضت الصفات بعضها بجوار بعض من غير عاطف، إلا بين ثيبات وأبكار، للتنويع ورفع التناقض، وفي قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (الحشر 23، 24). فلما تضادت الصفات عطفت كما في قوله سبحانه: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ (الحديد 3). وجاءت الواو في قوله سبحانه: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (غافر 2، 3). لأن الصفتين وهما غفران الذنوب وقبول التوبة تواردا على معنى واحد، هو التجاوز عن الذنب، فجاءت الواو بينهما مؤذنة بالتغاير، ومشيرة إليه، فالله يغفر الذنب حينا من تلقاء نفسه بفضله، وحينا يعفو عنه بسبب ندم التائب واعتذاره، فدلت الواو على هذا المعنى، وأشارت إليه.

التوكيد والتكرير

التوكيد والتكرير
التوكيد من أهم العوامل لبث الفكرة في نفوس الجماعات، وإقرارها في قلوبهم إقرارا، ينتهى إلى الإيمان بها، وقيمة التوكيد بدوام تكراره بالألفاظ عينها، ما أمكن ذلك، «فإذا تكرر الشيء رسخ في الأذهان رسوخا، تنتهى بقبوله حقيقة ناصعة» وللتكرار تأثير في عقول المستنيرين، وتأثيره أكبر في عقول الجماعات من باب أولى، والسبب في ذلك كون المكرر ينطبع في تجاويف الملكات اللاشعورية، التى تختمر فيها أسباب أفعال الإنسان، فإذا انقضى شطر من الزمن نسى الواحد منا صاحب التكرار، وانتهى بتصديق المكرر .
واستخدم القرآن التوكيد وسيلة لتثبيت المعنى في نفوس قارئيه، وإقراره في أفئدتهم، حتى يصبح عقيدة من عقائدهم.
وقد يكرر القرآن الجملة المؤكدة عدة مرات بألفاظها نفسها، علما منه بما لذلك.
من أثر في النفس، فتراه مثلا في سورة الشعراء يكرر الجملتين الآتيتين خمس مرات، من غير أن يغير من ألفاظهما حرفا، فقال على لسان بعض رسله: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (الشعراء 107، 108 و 126 و 144 و 163 و 179).
وهى وإن كانت مقولة على ألسنة عدة رسل، توحى لتكررها بعبارة واحدة، بصدق هؤلاء الرسل وتثبيت التصديق بهم.
ويؤكد القرآن صفات الله، حتى يستقر الإيمان بها في النفوس، وذلك هو الأساس الذى ينبنى عليه الدين، فتسمعه يقول مكررا ومؤكدا في كثير مما يكرره:
إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 20)، إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110)، إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115)، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة 153)، فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (البقرة 158)، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (البقرة 173)، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (البقرة 190)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة 195)، أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (البقرة 196)، أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 209)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222)، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 181)، أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 231)، أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267)، إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (آل عمران 5)، إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ (آل عمران 9)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (الرعد 31)، فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (آل عمران 199)، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (آل عمران 37)، إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (العنكبوت 6)، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (آل عمران 119)، إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (الأنفال 47)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (آل عمران 9).
فهذا التأكيد يقرر معانى هذه الصفات في النفس، وإذا تكررت هذه المعانى فى النفس انبثق منها العمل الصالح، المبنى على أساس من الإيمان المكين. وفي أحيان كثيرة يستغنى القرآن عن التوكيد بتكريرها في مواضع شتى، وهذا التكرير للصفات في المناسبات المختلفة مصدر توطيدها في النفس.
ويؤكد القرآن وعده ووعيده، فيكرر مؤكدا قوله: إن الله يحب المتقين، وإن الله مع المتقين، وفي مواضع شتى، وقوله: إن الله لا يحب الكافرين، وإن الله لا يهدى القوم الكافرين، وحينا يكتفى بالتكرير- كما قلنا- عن توكيد الجملة.
ويؤكد كل خبر هو مجال للشك أو الإنكار، وكلما توغل الخبر في ميدان الشك زادت ألوان المؤكدات، وتأمل لذلك قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 11 - 14). أولا تراهم عند ما أنكروا الإفساد في الأرض والسفاهة، أكد اتصافهم بها بألا، وإن، وتعريف ركنى الجملة المؤذن بالقصر، وضمير الفصل. ولمّا كان إقرارهم للمؤمنين بالإيمان بألسنتهم مبعثا للشك في نفوس شياطينهم، دفعهم ذلك إلى تأكيدهم لهم الثبات على مبادئهم، وأنهم لا يبغون عنها حولا.
واقرأ قوله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
(يس 13 - 16). ألا ترى المرسلين قد أكدوا رسالتهم بإن، عند ما كذبهم أصحاب القرية، فلما لج هؤلاء في التكذيب، زادوا في تأكيد رسالتهم مؤكدا جديدا، هو اللام، وأشهدوا ربهم على صدق دعواهم. وللتوكيد أساليب كثيرة في القرآن الكريم، فمنها التوكيد المعنوى بكل وأجمع، كما في قوله تعالى: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (الحجر 30). وفائدة هذا اللون من التوكيد رفع ما يتوهم من عدم الشمول، وإنى أرى هنا ما رآه الفراء من أن كلهم أفادت ذلك، وأجمعون أفادت اجتماعهم على السجود، وأنهم لم يسجدوا متفرقين.
ومنها التوكيد اللفظى، بأن يكرر السابق لفظه، اسما كان، أو فعلا، أو اسم فعل، أو حرفا، أو جملة، كما ترى ذلك في قوله تعالى: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (الفجر 21). وقوله: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (الطارق 17). وقوله سبحانه:
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36). وقوله: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (المؤمنون 35)، وقوله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح 5، 6)، وكثيرا ما تقترن الجملة الثانية بثم، كما في قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (الانفطار 17، 18).
ومنه تأكيد الضمير المنفصل بمثله، كما قال تعالى: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (النمل 3). وتأكيد الضمير المتصل بالمنفصل، فى قوله سبحانه: قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (الأعراف 115)، وفي تأكيدهم ما يشعر بثقتهم بأنفسهم، وقوله تعالى: قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (طه 68). وفي ذلك تثبيت قلب موسى وبعث الطمأنينة إليه.
ومنه تأكيد الفعل بمصدره، ويكون ذلك في الأمور التى يتوهم فيها المجاز، فيأتى الفعل لرفع هذا التوهم، وتأمل ذلك في قوله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً (النساء 104)، فقد يطلق الكلام على الإيحاء، وينصرف الذهن إليه، فجاء المصدر لإزالة هذا التوهم.
وقوله تعالى: إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (الطور 7 - 10). أو لا ترى أن اضطراب السماء، وسير الجبال، مما قد تتردد النفس في قبوله، فجىء بالمصدر تأكيدا لوقوعه. وقد يؤكد الفعل بمصدر فعل آخر نيابة عن المصدر، كما في قوله تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (الجن 8). وفي ذلك دلالة على ما للتبتيل من أثر في استجلاب رضوان الله، فأمر به مؤكدا، ولعل السر فى العدول إلى هذا المصدر، هو المحافظة على النغمة الموسيقية للآية.
ومن ألوان التوكيد أن يكون في الجملة أداة من أدوات التوكيد، وهى إن، وأن، ولام الابتداء، والقسم، وألا الاستفتاحية، وهاء التنبيه، وكأن في تأكيد التشبيه، وضمير الشأن، وضمير الفصل، وقد، والسين، وسوف، والنونان في تأكيد الفعل، ودخول الأحرف الزائدة في الجملة، وتؤكد الجملة بذلك لتثبيت معناها وتوطيده في النفس، وكلما كان هذا المعنى مجالا للشك أو الإنكار، كان موضع التوكيد أنسب وأقوى، كما ذكرنا.
وقد يؤكد القرآن أمرا هو من البداهة بمكان، لأنه يرمى من وراء ذلك إلى هدف هام، تتبينه النفس عند ما تتدبر أمر هذا التوكيد، لترى ما موقعه، ولم كان، وتأمل قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون 15، 16). فلما كان تماديهم في الضلال يصرفهم عن التفكير المستقيم، المؤدى إلى الإيمان، بالله ورسله، واليوم الآخر، وكانت هذه الغفلة تلفتهم عن التفكير في مصيرهم، فكأنهم مخلدون لا يصيبهم موت ولا فناء- أكد نزول الموت بهم تأكيدين ليفكروا فيه، وفيما يتطلبه نزوله بهم، من عمل صالح ينفعهم بعد هذا الموت.
وقد يكون تقوية التوكيد لقصد الترغيب، كما ترى ذلك في قوله تعالى: ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 54)، فتأكيد هذه الصفة بأربعة تأكيدات، لترغيب العباد في التوبة، والرجوع إلى الله سبحانه.
تدخل إن في الكلام، ففضلا عن تأكيدها لمعنى الجملة، تربــط ما بعدها بما قبلها. قال عبد القاهر: «هل شىء أبين في الفائدة، وأدل على أن ليس سواء دخولها وألا تدخل من أنك ترى الجملة إذا هى دخلت، ترتبط بما قبلها وتأتلف معه، وتتحد به، حتى كأن الكلامين قد أفرغا إفراغا واحدا وكأن أحدهم قد سبك فى الآخر، هذه هى الصورة، حتى إذا جئت إلى إن فأسقطتها، رأيت الثانى مبهما قد نبا عن الأول، وتجافى معناه عن معناه، ورأيته لا يتصل به، ولا يكون منه بسبيل، حتى تجىء بالفاء .. ثم لا ترى الفاء تعيد الجملتين إلى ما كانتا عليه من الألفة، وترد عليك الذى كنت تجد بإن من المعنى، وهذا الضرب كثير من التنزيل جدا، من ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1)، وقوله عز اسمه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (لقمان 17)، وقوله سبحانه: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103)، ومن أبين ذلك قوله تعالى:
وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (هود 37). وقد يتكرر في الآية الواحدة، كقوله عز اسمه: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (يوسف 53)، وهى على الجملة من الكثرة، بحيث لا يدركها الإحصاء». وإنما تقع إن موضع الفاء، إذا كانت جملتها توضح ما قبلها، وتبين وجه الفائدة فيه، كتلك الآيات التى أوردها عبد القاهر، فقوله تعالى: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1). يبين سبب أمرهم بالتقوى في قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ (الحج 1)، وكذلك إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103). بيان للسبب في طلب الصلاة لهم من النبى، ولكن ذلك لا يطرد في كل موضع، بل هناك ما لا يحصى من الجمل التى لا تقتضى الفاء، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الدخان 51، 52). فقبله إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (الدخان 50)، ولو أنك قلت:
«إن هذا ما كنتم به تمترون، إن المتقين في جنات وعيون» لم يكن كلاما ، وقوله تعالى: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (الأنبياء 100، 101). فلو أتينا مكان إن بالفاء لم تجد لها وجها، كما أنه لا يجوز المجيء بالفاء مكان إن في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ (الحج 17).
وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (الكهف 30).
لأن جملة إن الثانية خبر عن الأولى في الآيتين، والخبر لا يجوز عطفه على المبتدأ.
قال عبد القاهر : «ومن خصائصها أنك ترى لضمير الأمر والشأن معها من الحسن واللطف، ما لا تراه إذا هى لم تدخل عليه، بل تراه لا يصلح حيث يصلح إلا بها، وذلك في مثل قوله: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (التوبة 120).
وقوله: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ (التوبة 63). وقوله: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ (الأنعام 54). وقوله: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (المؤمنون 117).
وقوله: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ (الحج 46).
فإن قلت أو ليس قد جاء ضمير الأمر مبتدأ به معرى من العوامل في قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). قيل: هو، وإن جاء هنا فإنه لا يكاد يوجد مع الجملة مع الشرط والجزاء، بل تراه لا يجيء إلا بإن، على أنهم قد أجازوا في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ألا يكون الضمير للأمر».
ولما كان جواب السؤال والجمل التى تلقى في مواضيع الجدل مما يحتاج إلى إقراره في نفس السائل والمجادل وتثبيته في قلبهما، كانت الجملة التى تقع جوابا من المواضع التى تجىء فيها إن، كما في قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ (الكهف 83، 84). وقوله تعالى: فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (الشعراء 216). وقوله تعالى: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الأنعام 56). فإذا كان الكلام جواب منكر حشد له أكثر من أداة واحدة للتوكيد.
وقد تدخل إن للدلالة على أن المتكلم كان يظن أمرا فحدث خلافه، فيأتى بهذا التوكيد ليرد على نفسه ظنه، وكأنه يريد لهذه النفس أن يستقر فيها هذا النبأ الجديد الذى لم تكن تتوقعه، بل تتوقع سواه، وكأنها تريد أن تخلى مكانا من القلب قد شغل بخاطر، لتحل فيه خاطرا جديدا، وتأمل قوله تعالى حكاية عن أم مريم: قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ (آل عمران 36). فأم مريم كان الأمل يملأ قلبها في أن تلد ذكرا نذرته لله، ولطول ما شغلها هذا الأمل تجسم في خيالها، حتى صار كأنه حقيقة واقعة، فلما وضعت مريم فوجئت، فأرادت أن تقر هذا الأمر الجديد في قلبها، حتى تروض نفسها عليه، وتستسلم لما كان. وكذلك قوله تعالى: حكاية عن نوح عليه السلام: قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (الشعراء 117). فلم يكن نوح يتوقع أن يكذبه قومه، وقد جاءهم من ربهم بالنور والهدى، فكان تكذيبهم صدمة له يريد أن يوطن عليها نفسه.
والتأكيد بإن أقوى من التوكيد باللام المؤكدة، واللام المؤكدة هى لام الابتداء فى قوله تعالى: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ (الحشر 13). وقوله سبحانه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 4). وقوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (الليل 12، 13). ولام القسم، كما في قوله تعالى: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا. (يوسف 91).
وهنا نقف عند قوله تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (مريم 66).
فقد يبدو أن اللام لا موضع لها هنا لأن الإنسان المتحدث منكر للبعث. ولكن التأمل يبين أن هذا الإنسان المنكر إنما يحكى ما حدثه به الرسول حين أكد له هذا البعث.
ومن أمثلة «ألا» التنبيهية التى تفيد التوكيد قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13) وقوله سبحانه: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (هود 8). ومن أمثلة «ها» التنبيهية، ولم ترد في القرآن إلا داخلة على ضمير المخاطبين المخبر عنه باسم الإشارة- قوله تعالى: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ (آل عمران 119).
ويبدو لى أن منشأ التوكيد في البدء بهاتين الأداتين يعود إلى ما فيهما من تنبيه السامع إلى ما سيرد بعدهما من أخبار، وتهيئته لسماعها، وذلك لا يكون إلا حيث يعتنى بهذه الأخبار، لتستقر في النفس ونثبت بها.
ويفيد ضمير الشأن التوكيد من ناحية أنه يثير النفس، ويدفعها إلى معرفة المراد منه، فإذا جاء تفسيره استقر هذا التفسير في النفس، وتأكد فيها، وليس بكثير استخدام هذا الضمير في القرآن، وإنما يكون في المواضع التى يراد بها تعظيم أمر وتفخيمه عن طريق إبهامه ثمّ إيضاحه. ومن أمثلته قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). وفَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وفَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا (الأنبياء 97).
أما ضمير الفصل فهو كثير في القرآن، ومن أمثلته قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَثَمُودَ فَما أَبْقى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (النجم 43 - 52).
وقد استخدم القرآن هنا ضمير الفصل في الأفعال التى هى مظنة الاشتراك، كما ترى ذلك في جملة الإضحاك والإبكاء، والإماتة والإحياء والإغناء والإقناء، أما حيث لا تدعى الشركة فلا حاجة إلى هذا الضمير، كما ترى في جمل خلق الزوجين، والنشأة الأخرى، وإهلاك عاد الأولى.
ومن ذلك قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (الشعراء 75 - 82)، وترى هنا ما رأيته في الآية الماضية من المجيء بضمير الفصل حيث يتوهم في الفعل شركة، كما في الهداية والإطعام والشفاء، أما حيث لا تتوهم تلك الشركة فلا يأتى ضمير الفصل كما في الخلق والإماتة والإحياء.
ويقوى التوكيد في ضمير الفصل حتى يدل على القصر والاختصاص، كما ترى ذلك في الآيتين السالفتين، فإن ضمير الفصل نفى الشركة، وجعل الفعل خاصا بالله وحده، وتلمس القصر الذى أفاده ضمير الفصل في قوله سبحانه على لسان عيسى: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 117)، فبعد وفاة عيسى لم يكن الرقيب عليهم سوى الله وحده.
هذا وقد تحدث البلاغيون طويلا فيما تفيده الباء الزائدة في خبر ما، وليس، من تأكيد في الجملة، منشؤه ما للباء الزائدة من معان، منها المصاحبة، ففي قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (البقرة 144). وقوله تعالى: وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (المجادلة 10). ترى هذه الباء قد نفت كل صلة تربــط بين الله والغفلة، فى الآية الأولى، وبين السحر والضير في الآية الثانية، فلا صحبة بينهما ولا تلاق.
... وكرر القرآن في سورة الرحمن نيفا وثلاثين مرة قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 16). متسائلا عما يستطيع أن ينكره الجن والإنس مما أولاهما الله من نعم، فلعل في هذا السؤال المتكرر ما يثير في نفس سامعيه اليقين بأنه ليس من الصواب نكران نعم تكررت وآلاء توالت.
وهنا يحسن أن أقف مشيرا إلى ما قد يبدو حينا من أن لا وجه لهذا التساؤل بعد بعض آيات السورة، كما يتراءى ذلك في قوله سبحانه وتعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 26 - 28)، فأى نعمة يذكر بها الجن والإنس في فناء هذا العالم؟
ولكن تأملا في هذه الآيات وما ورد من هذا السؤال بعد وصف اليوم الآخر وأهواله، يدل على أن مثل هذا السؤال سيوجه بعد فناء هذا العالم، فكأن القرآن يقرر أن سيلقى مثل هذا السؤال، يوم تنشق السماء، ويوم يعرف المجرمون بسيماهم، أفلا يجدر بالمرء أن يفكر طويلا، كما أوحى القرآن بذلك، فى تلك الآلاء والنعم، فيقوم بواجب الإيمان بالنعم وشكرها، حتى لا يقف موقف الجاحد لهذه النعم يوم يحاسب الله الثقلين.
وكررت في سورة المرسلات تلك الجملة المنذرة، وهى قوله تعالى: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (المرسلات 19)، وإذا نظرنا إلى هذه السورة، وجدناها تتحدث عن وقوع اليوم الآخر، وتصفه، فلا جرم كرر هذا الإنذار عقب كل وصف له، أو فعل يقع فيه، أو عمل من الله يدل على قدرة، يحيى بها الناس بعد موتهم، وفي هذا التكرير ما يوحى بالرهبة، ويملأ القلب رعبا من التكذيب بهذا اليوم الواقع بلا ريب.
وفي سورة الشعراء، كررت الآية الكريمة، وهى قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 8، 9). ثمانى مرات وكانت متمكنة من موضعها في كل مكان حلت فيه، فقد جاءت في هذه السورة أولا، بعد أن وجه القرآن نظرهم إلى الأرض، أو ليس فيما تنبته من كل زوج بهيج ما يثير فى النفس التأمل لمعرفة خالق الأرض ومحييها. واستمع إليه سبحانه يقول:
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 7 - 9).
ويكرر الآية في موضع آخر، تحدث فيه عن انفلاق البحر لموسى، ونجاته، وغرق فرعون، وتلك آية من أكبر دلائل قدرته سبحانه، فهى جديرة بتسجيلها والإشارة إليها. قال تعالى: فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 63 - 68).
وكررت تلك الآية ست مرات أخرى عقب كل ما يجدر أن يكون عظة يعتبر بها، كتصوير جند إبليس، وقد كبكبوا في جهنم، وأخذوا يختصمون فيما بينهم، ويقررون أنهم كانوا في ضلالة وعمى، ويتمنون لو عادوا ليصلحوا ما أفسدوه، أو ليس في ذلك من العظة ما ينهى عن مثل هذا المصير.
وكررها كذلك عقب قصة صالح ولوط وشعيب، لأن مصير أقوامهم حقيق بأن تتلقى منه العظات والعبر، وكأن تلك الآية المكررة تشير إلى مرحلة من القول، يحسن الوقوف عندها والتريث لتدبرها، وتأمل ما تحوى من دروس تستفاد مما مضى من حوادث التاريخ.
وختم الآية بوصفه تعالى بالعزة والرحمة فيه كل المناسبة للحديث عن مصير الكافر والمؤمن، فهو عزيز يعاقب الكافر، ورحيم بمن آمن.
وتجد الآية التى كررت في سورة القمر، وهى قوله سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (القمر 17 و 22 و 32 و 40) - منبهة في كل موضع وردت فيه، إلى أن ما سيأتى بعدئذ مما عنى القرآن بالحديث عنه، تذكرة وعظة، وهو لذلك جدير بالتأمل الهادئ والتدبر والادكار.
وقد يحدث التكرير في آيتين متواليتين، كما في قوله سبحانه: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيداً وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (النساء 131، 132). وذلك لتثبيت الإيمان بغنى الله عن عبادة العابد، في قلوب الناس، ليقبلوا على العبادة مؤمنين بأنها لخيرهم وحدهم، بل قد يكون التكرير في الآية الواحدة وذلك لتثبيت المكرر في النفس، كما في قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (الحشر 18)، وقوله تعالى: وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (آل عمران 42).
ويوحى التكرير في سورة «الكافرون» باليأس إلى قلوب من كفر من أن ينصرف الرسول عن دينه إلى ما كان يعبد هؤلاء الكفرة، فليتدبروا أمرهم بينهم مليّا، ليروا سر هذا الإصرار من محمد، فعساهم يدركون أن هذا السر هو أن الرسول على حق، فيما يدعو إليه، فلم ينصرف عنه إلى أديان لا سند لها من الصواب والحق.

عسم

(عسم) : أَعْسَمْت يَدَه: أَيْبَسْتُها.
(ع س م) : (الْعَسَمُ) اعْوِجَاجٌ فِي الْيَدِ مِنْ يُبْسٍ فِي الرُّسْغِ أَوْ فِي الْمِرْفَقَيْنِ.
[عسم] فيه: في العبد "الأعسم" إذا أعتق، العسم يبس في المرفق تعوج منه اليد.
(عسم) - في الحديث: "في العَبْد الَأعْسَم إذا أُعْتِق"
- العَسَم : يُبْس في المِرفَقِ تَعوَجُّ منه اليَدُ. وقد عَسِم عَسَمًا. إذا أُعْتِق
(عسم) : الاعْتِسام: أَن تَأْخُذَ الخُفَّ الخَلَق، أَو النَّعْلَ الخَلَقَ [أو الثَّوبَ الخَلَق] ، فتُصْلِحَه وتَلْبَسَه.
تَقَول: اعْتَسِم هذا الخُفَّ، أو النَّعْلَ، أو الثَّوْبَ. 
ع س م : عَسِمَ الْكَفُّ وَالْقَدَحُ عَسَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ يَبِسَ مَفْصِلُ الرُّسْغِ حَتَّى تَعْوَجَّ الْكَفُّ وَالْقَدَمُ وَالرَّجُلُ أَعْسَمُ وَالْمَرْأَةُ عَسْمَاءُ وَعَسَمَ عَسْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ طَمِعَ فِي الشَّيْءِ. 
(عسم)
فلَان عسما طمع يُقَال هَذَا أَمر لَا يعسم فِيهِ لَا يطْمع فِي مغالبته وقهره وَفُلَان عسما وعسوما كسب وَفِي الْأَمر اجْتهد وعينه ذرفت وَفُلَان بِنَفسِهِ وسط الْقَوْم اقتحم حَتَّى خالطهم غير عابئ بهم فِي حَرْب أَو غير حَرْب

عسم


عَسَمَ(n. ac. عَسْم)
a. [Fī], Desired, coveted.
b.(n. ac. عَسْم
عُسُوْم), Gained, earned a livelihood, supported himself.
c. [Fī], Applied himself to, laboured at.
d. Watered, was closed up (eye).

عَسِمَ(n. ac. عَسَم)
a. Had a withered limb; was paralyzed.

أَعْسَمَa. see I (d)
& (عَسِمَ)
c. Paralyzed.
d. Gave to.

إِعْتَسَمَa. Satisfied, contented.

عَسْمَةa. Morsel, mouthful.

عَسَمa. Partial paralysis.
b. Covetousness.

عَسَمَةa. Piece of dry, bread, crust.

أَعْسَمُ
(pl.
عُسْم)
a. One having a withered limb; paralyzed;
paralytic.

مَعْسِمa. see 4 (b)
عَسُوْم
(pl.
عُسُم)
a. Bread-winner.
عسم
العَسَمُ: يُبْسٌ في المِرْفَقِ تُعَوَّجُ منه اليَدُ.
والعُسُوْمُ: كِسَرُ الخُبْز القاحِل، والواحِدُ: عَسم. والعَسْمُ: الطَّمَعُ. والكَسْبُ أيضاً.
وقد عسمَ واعْتَسمَ وعَسَمَ بِنَفْسِه في الحرب: اقْتَحَمَ. وعَسَمَتِ العَيْنُ: ذَرَفَتْ. وقيل: غَمَضَتْ. وهو يَعْسِمُ في العَمَل: يَجْتَهِد.
وما عَسَمْتُه: أي لم أنْهَكْه ولم أجْهَدْه. وما فيه مَعْسم: أي مَغْمَزٌ. وما عسمتُ بمثله: أي ما وَصَلْته ولا أديْتَه حَقه. وأعسمتُه: أعْطَيته. والعَسَمَانُ: خبَبُ الدابة.
وبَعِيْر حَسَنُ الأعسَام والأعسان: أي الجسم والخِلْقَة. وبَنو عسامَة: بَطْنٌ من الأشْعَرِيْن.
وعَاسِم: مَوْضِعٌ.
[عسم] العَسَمُ في الكف والقدم: أن يَيبسَ مَفصِل الرُسغ حتَّى يعوجّ الكف والقدم. ورجلٌ أعْسَمُ بيِّن العَسَمِ وامرأةٌ عَسْماءُ. والعَسْمُ: الطمعُ. يقال: هذا الأمر لا يُعْسَمُ فيه، أي لا يُطمع في مغالبته وقَهْره. قال الراجز : كالبحر لا يَعْسِمُ فيه عاسِمُ * ومالكَ في بني فلانٍ مَعْسَمٌ، أي مطمعٌ. وعَسَمَ الرجلُ بنفسه وسْطَ القوم، إذا اقتحمهم حتَّى خالطهم، غيرَ مكترثٍ، في حربٍ كانَ أو غير حرب. الفراء: العَسْمُ: الاكتسابُ. وفلانٌ يَعْسِمُ أي يجتهد في الأمر ويُعمل نفسَه فيه. واعْتَسَمْتُهُ، إذا أعطيته ما يطمع منك. والاعْتِسامُ: أن تضع الشاءُ ويأتيَ الراعي فيُلْقي إلى كل واحدة ولدها.
الْعين وَالسِّين وَالْمِيم

العَسَمُ: يبس فِي الْمرْفق والرسغ، تعوج مِنْهُ الْيَد والقدم. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

بهِ عَسَمٌ يَبْتَغي أرْنَبا

عَسِمَ عَسَما، وَهُوَ أعْسَمُ، وَالْأُنْثَى عَسْماء.

والعَسْم: الْخبز الْيَابِس. وَالْجمع: عُسُوم. قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت، فِي صفة أهل الْجنَّة:

وَلَا يَتَنازَعُونَ عِنانَ شِرْكٍ ... وَلَا أقْوَاتُ أهْلِهِم العُسُوُم

وَقيل: العُسوم: كسر الْخبز الْيَابِس القاحل. وَقيل: العسوم: الْقلَّة. وَمَا ذاق من الطَّعَام إِلَّا عَسْمَةً: أَي أَكلَة. وعَسَم يَعْسِم عَسْما وعُسُوما: كسب.

وأعْسَمَ غَيره: أعطَاهُ.

وعَسَم يَعْسِم عَسْما: طمع. قَالَ:

اسْتَسْلَمُوا كَرْها وَلم يُسالِمُوا

كالبحر لَا يَعْسِمُ فِيهِ عاسِمُ

أَي لَا يطْمع فِيهِ طامع أَن يغالبه ويقهره. وَقيل: العَسْمُ الْمصدر، والعِسْم الِاسْم.

وَمَا فِي قدحك مَعْسِم: أَي مغمز.

وعَسَم الرجل يَعْسِمُ عَسْما: ركب رَأسه فِي الْحَرْب، واقتحم غير مكترث. وعَسَمَ بِنَفسِهِ: رمى بهَا فِي الْحَرْب وسط الْقَوْم. وعسَمَت عينه تَعْسُم: ذرفت. وَقيل: انطبقت أجفانها، بَعْضهَا على بعض.

وَبَنُو عَسامَة: قَبيلَة.

وعاسِم: مَوضِع. وعُسامَة: اسْم.

عسم

1 عَسِمَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَسَمٌ, (S, * Msb, K, *) It (a man's hand, and his foot,) was, or became, distorted, (S, * Msb, K,) [or, accord. to the K, app. said of a man, meaning he was, or became, distorted in his hand, and his foot, and thus in the TK,] in consequence of rigidity in the wrist, and ankle. (S, * Msb, K. * [See also عَسَمٌ below.]) A2: عَسَمَ, aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. عَسْمٌ, (S, Msb,) He coveted. (S, Msb, K.) [It is trans. by means of فِى.] One says, لَا يَعْسِمُ فِيهِ [He will not covet it]. (S.) And أَمْرٌ لَا يُعْسَمُ فِيهِ A thing, or an affair, the contending with which for the mastery, and the mastering of which, will not be coveted. (S, K.) b2: Also, inf. n. عَسْمٌ and عُسُومٌ, He gained, or earned; or he sought sustenance; syn. كَسَبَ; (K, TA;) for himself; or for his family, or household: (TA:) accord. to Fr, العَسْمُ signifies الاِكْتِسَابُ [i. e. the gaining, or earning; or the seeking sustenance]; (S;) [and] so signifies ↓ الاِعْتِسَامُ. (TA.) b3: عَسَمَ فِى الأَمْرِ, (S, K,) aor. ـِ (S,) He strove, laboured, or toiled; or he exerted himself, or put himself to labour; in the affair. (S, K. *) b4: And عَسَمَ, (K,) or عَسَمَ بِنَفْسِهِ,. (S,) وَسَطَ القَوْمِ, He plunged into the midst of the people, or party, so that he mixed with them, not caring whether it were in battle or not: (S, K, TA:) or, accord. to some, it is peculiarly in war, or battle; one says, عَسَمَ, aor. ـِ inf. n. عَسْمٌ, meaning he went at random, heedlessly, or in a headlong manner, without consideration, into war, or battle, and threw himself into the midst of it, not caring. (TA.) A3: عَسَمَتْ عَيْنُهُ His eye shed tears (ذَرَفَتٌ [in the CK دَرَفَتْ]): and (some say, TA) had foul matter in its inner angle (غَمِصَتْ [in the CK غَمُضَتْ]); as also ↓ أَعْسَمَتْ: or had its lids closed, one upon the other. (K, TA.) 4 اعسم يَدَهُ He, or it, rendered his hand rigid [and app. distorted: see 1, first sentence]. (K.) A2: اعسمهُ He gave to him. (TA.) A3: See also 1, last sentence.8 اِعْتَسَمْتُهُ I gave him what he coveted from me. (S, TA.) A2: And الاِعْتِسَامُ signifies الاِكْتِسَابُ [expl. above]: see 1. (TA.) A3: Also The sheep's, or goats', bringing forth, and the pastor's coming and putting to every one of them her young one. (S, K.) [Accord. to the TK, one says, اِعْتَسَمَتِ الشَّاةُ, (using الشاة, as is sometimes done, in the sense of the coll. gen. n. الشَّآءُ, or the former may be a misprint for the latter,) meaning The sheep, or goats, brought forth, &c.]

A4: And The taking and wearing an old and worn-out sandal, or boot. (K.) [Accord. to the TK, one says, اعتسم النَّعْلَ, or الخُفَّ, meaning He took the sandal, or the boot, in an old and worn-out state, and wore it.]

عَسَمٌ [mentioned above as an inf. n.] signifies A rigidity in the wrist, and ankle; in consequence of which the hand, and foot, became distorted: (S, K:) or, as some say, a rigidity in a man's wrist: (TA:) or a distortion in the hand, or arm, in consequence of a rigidity in the wrist, or in the elbows. (Mgh.) A2: See also مَعْسِمٌ.

عَسَمِىٌّ One who gains, or earns, much for his family, or household. (TA.) عَسُومٌ One who toils, or works laboriously, or who seeks gain or the means of subsistence, for his family, or household; as also ↓ عَاسِمٌ: pl. [of the former, and perhaps of the latter also,] عُسُمٌ. (K.) b2: And A she-camel that has many young ones. (K.) عَاسِمٌ: see the next preceding paragraph.

أَعْسَمُ Having a distortion of the hand, and of the foot, in consequence of rigidity in the wrist, and ankle; applied to a man: and so عَسْمَآءُ applied to a woman. (S, Msb, K. [See also عَسَمٌ.]) b2: And An ass slender in the legs. (TA.) مَعْسِمٌ A thing that is, or that is to be, coveted; syn. مَطْمَعٌ; (S, TA;) as also ↓ عَسَمٌ; or this latter signifies coveting, or covetousness; and عَشَمٌ, with ش, is a dial. var. of it. (TA in this art. and in art. عشم.) So the former signifies in the saying مَا لَكَ فِى بَنِى فُلَانٍ مَعْسِمٌ [There is not for thee, in the sons of such a one, anything that is, or is to be, coveted]. (S.) [Freytag has written this word مَعْسَم, as from the K, in which I do not find it; and has expl. it as signifying desire.]

عسم: العَسَمُ: يُبْسٌ في المِرْفق والرُّسغ تَعوَجُّ منه اليدُ

والقدَمُ. وفي الحديث: في العبد الأَعْسَمِ إذا أُعتِقَ؛ قال امرؤ

القيس:به عَسَمٌ يَبْتغِي أَرْنَبا

(* صدر البيت:

مُرسَّعةٌ بين أرساغِه).

عَسِمَ عَسَماً وهو أَعسمُ، والأُنثى عَسماء، والعسَم: انتشار رُسغ اليد

من الإنسان، وقيل: العَسَمُ يُبسُ الرُّسغِ. والعَسْمُ: الخُبز اليابسُ،

والجمع عُسُومٌ؛ قال أُميّة بن أبي الصلت في صفة أهل الجنة:

ولا يَتنازَعُونَ عِنانَ شِرْكٍ،

ولا أَقواتُ أهلِهِمُ العُسُومُ

وقيل: العُسومُ كِسَر الخُبز اليابس القاحِل، وقيل: العُسومُ القِلَّة.

وما ذاقَ من الطعام إلا عَسْمةً أي أَكلةً. وعَسَمَ يَعْسِمُ عَسْماً

وعُسوماً: كَسَب. والعَسْمُ: الاكتِساب. والاعتِسام: الاكتِساب.

والعَسْمِيُّ: الكَسوبُ على عياله. والعَسَمِيُّ: المُصِلح

(* قوله«والعسمي المصلح

إلخ» ضبط في الأصل بفتح السين، لكن ضبط في التكملة باسكانها وهي أوثق،

ومثل ما فيها في التهذيب. وقوله «وهو المعوج أيضاً» بفتح الواو ومخففة في

الأصل والتكملة. وفي القاموس: وهو المعوج ضد بكسر الواو مشددة) لأُموره،

وهو المُعوَجُّ أَيضاً. والعَسْمِيُّ: المُخاتِل. وأَعسَم غيره: أعطاه.

والعَسْمُ: الطمَع. وعَسَمَ يَعْسِمُ عَسْماً: طَمِعَ. ويقال: هذا الأمر لا

يُعْسَمُ فيه؛ قال العجاج:

استَسْلَموا كَرْهاً ولم يُسالِموا،

وهالَهُمْ مِنكَ إيادٌ داهِمُ،

كالبَحْرِ لا يَعسِمُ فيه عاسِمُ

أي لا يَطمع فيه طامِع أن يُغالِبه ويَقْهَره؛ وقال شمر في قول الراجز:

بئرٌ عَضُوضٌ ليس فيها مَعْسَمُ

أي ليس فيها مَطمعٌ. وما لك في فلان مَعْسَمٌ أي مَطمعٌ؛ وقال ابن بري

في قول ساعدة الهذلي:

أَمْ في الخُلودِ ولا باللهِ مِن عَسَمِ

أي من مَطمع، ويروي: عَشَمِ، بالشين المعجمة، وقيل: العَسْمُ المصدر،

والعِسْم الاسم. وما في قِدْحِكَ مَعسَمٌ أي مَغْمَزٌ. ويقال: ما عَسَمْتُ

بمثله أي ما بَلِلْتُ بمثله. وعسَمَ الرجل يَعسِمُ عَسْماً: رَكِبَ

رَأْسَه في الحرْب واقتحم ورَمى نفسه وَسْطها غير مُكترثٍ، زاد الجوهري: رمى

نفسه وسْط القوم، في حرب كان أو غير حرب.

والعُسُم: الكادُّون على العِيال، واحدهم عَسُوم وعاسِم.

وعسَمتْ عينه تَعسِمُ: ذرَفَتْ، وقيل: انطبقت أجفانُها بعضُها على بعض؛

قال ذو الرمة:

ونِقْضٍ كرِئْمِ الرَّمْلِ ناجٍ زَجَرْتُه،

إذا العَينُ كادَتْ من كَرى الليلِ تَعسِمُ

أي تُغَمِّضُ، وقيل: تَذْرِفُ؛ وقال الآخر:

كِلْنا عليها بالقَفِيزِ الأَعْظَمِ

تِسعينَ كُرّاً، كلُّه لم يُعْسَمِ

أي لم يُطفَّفْ ولم يُنْقَص. قال المُفضَّل: ويقال للإبل والغنم والناس

إذا جُهِدوا عَسَمتْهُم شدَّة الزمان، قال: والعَسْمُ الانتِقاصُ. وحمارٌ

أَعسَمُ: دقيقُ القوائم. وفلانٌ يَعْسِمُ أي يَجتهد في الأمر ويُعْمِلُ

نفسَه فيه. ويقال: ما عَسَمْتُ هذا الثوبَ أي لم أجهَدْه ولم أَنهَكْه.

واعتَسَمْتُه إذا أَعْطيتَه ما يَطمع منك. والاعتِسامُ: أن تَضَعَ الشاءُ

ويأْتي الراعي فيُلقي إلى كُلِّ واحدةٍ ولدَها.

والعَسُومُ: الناقة الكثيرة الأولاد.

وبنو عَسامة

(* قوله «وبنو عسامة» ضبط بفتح العين في الأصل والمحكم،

وبضمها في القاموس): قبيلةٌ. وعاسمٌ: موضع. وعُسامة: اسم.

باب العين والسين والميم معهما ع س م- ع م س- س ع م- س م ع مستعملات م ع س- م س ع مهملان

عسم: العَسَم: يُبْسٌ في المِرْفَق تَعْوَجُّ منه اليد. عَسِمَ الرجل فهو أعسم، والأنثي عسماء. والعُسوم: كِسَر الخبز القاحل اليابس. الواحد: عَسْم، وإن أنّثت قلت: عَسْمة. قال :

ولا أقواتُ أَهْلِهُمُ العُسُومُ

والعَسْمُ: الطمع. قال :

استَسْلَمُوا كَرْها ولم يُسالِموا ... كالبحَر لا يَعْسِم فيه عاسمُ

أي: لا يطمع فيه طامع أن يغالبه ويقهره، وقد قيل: لا يمشي فيه ماش. وأقول: يد عَسِمة وعسماء. والأرض من العضاه وما شابهه عُسوم وأعسام وعُسون وأعسان. وأقول: رأيت بعيراً حسن الأعسان والأعسام، أي: حسن الخلق والجسم والألواح. وتقول: ظل العبد يعسم عَسَماناً، وهو الزميل وما شاكله. ومثل يعسم: يَرْسِم من الرّسيم. والعَسَمان الحَفَدان، وهو خَبَبُ الدّابة. ويدٌ عَسِمة وعسماء، أي: مُعْوَجّة. وعَسَم بنفسه إذا ركب رأسه ورمى بنفسه وسط جماعة في حرب. وعسم واعتسم، أي اقتحم غير مكترث.

عمس: العَماسُ: الحربُ الشديد وكل أمر لا يقام له ولا يُهتَدىَ لوجهه. ويوم عَماسٌ من أيامٍ عُمْسٍ. وعَمس يومنا عماسة وعموسا. قال :

ونزلوا بالسهل بعد الشأسِ ... [من مرّ أيامٍ] مَضَيْنَ عُمْسِ

ويقال: عَمُس يومُنا عَماسَةً عموسةً . قال:

إذ لَقْحَ اليومُ العَماسُ واقمطرّ

والليلة العَماسُ: الشديدة الظلمة عن شجاع. وتعامست عن كذا: إذا أريت كأنك لا تعرفه، وأنت عارف بمكانه. وتقول: اعِمِس الأمرَ، أي: اخفِهِ ولا تُبَيِّنْهُ حتى يشتبه. والعَماسُ من أسماء الداهية. سعم: السَّعْمُ: سرعة السّير والتّمادي. قال

وقلت إذ لم أدر ما أسماؤه ... سَعْمُ المهارَي والسُّرى دواؤه

سمع: السَّمْعُ: الأُذُن، وهي المِسْمَعَةُ، والمسمعة خرقها، والسَّمْعُ ما وقر فيها من شيء يسمعه. يقال: أساء سَمْعاً فأساء جابةً، أي: لم يسمع حسنا فاساء الجواب. وتقول: سَمِعتْ أذني زيداً يقول كذا وكذا، أي: سَمِعتُه، كما تقول: أَبَصَرْت عيني زيداً يفعل كذا وكذا، أي: أَبْصَرْتُ بعيني زيداً . والسَّماعُ ما سَمَّعت به فشاع.

وفي الحديث: من سَمَّع بعَبْدٍ سمَّعَ الله به

، أي: من أذاع في الناس عيباً على أخيه المسلم أظهر الله عيوبه. ويُقال: هذا قبيحٌ في السَّماع، وحسنٌ في السَّماع، أي إذا تكلّم به. والسَّماعُ الغناء. والمِسْمَعَة: القينة المغنّية. والسُّمعَةُ: ما سمّعت به من طعام على ختان وغيره من الأشياء كلها، تقول: فعل ذاك رياءً وسُمْعَةً، أي: كي يُرىَ ذلك، ويُسْمَع. وسمّعَ به تسميعاً إذا نّوه به في الناس. والمِسْمَعُ من المزادة ما جاوز خُرْتَ العُروة إلى الظّرف. والجميع: المسامع. ومِسْمَعُ الدلو والغرب: عروة في وسطه يُجْعَل فيه حبل ليعتدل. قال أوس بن حجر :

ونَعْدِلُ ذا الميلَ إن رامنا ... كما يُعْدَلُ الغَرْبُ بالمِسْمَع

أي: بأذنه. والسّامعة في قول طرفة: الأذن، حيث يقول:

كسامِعَتَيْ شاةٍ بِحَوْمَلِ مُفْردِ

ويجمع على سوامع. والسِّمْعُ: سبع بين الذئب والضبع. قال

فإمّا تأتني أتركْكَ صيداً ... لذئب القاع والسِّمْع الأزلّ

الأزلّ: الصغير المؤخَّر الضّخْم المقدّم. والسَّمَعْمَعُ من الرّجال: المنكمش الماضي، وهو الغول أيضا. يقال: غولٌ سَمَعْمَع، وأمرأة سمعمعة، كأنها غول أو ذئبةٍ. ويقال: السَّمَعْمَعُ من الرجال: الصغير الرأس والجثة، وهو في ذلك منكر داهية. قال

هَوَلْوَلٌ إذا دنا القومُ نزل ... سَمَعْمَعٌ كأنَّه سِمْعٌ أزلّ

هولول، أي خفيف خدوم. وقال:

سَمَعْمَعٌ كأنّني منْ جِنّ

ويقال للشيطان: سَمَعْمَعٌ لجنّته. ويقال: النساء أربع: جامعةٌ تجمعُ، ورابعةٌ تربَــعُ، وشيطانٌ سَمَعْمَعٌ (ورابعتُهُنَّ القَرْثَعُ) فالجامعة الكاملة في الخصال تجمع الجمال والعقل والخير كله. والرابعة التي تربــع على نفسها إذا غضب زوجها. والسمعمع: الصخابة السليطة شبهت بشيطانٍ سمعمعٍ. والقرثع: البذيئة الفاحشة، ويقال: هي التي تكحل إحدى عينيها وتدع الأخرى لحمقها  
عسم

(العَسَمُ، مُحَرَّكَةً: يُبْسٌ فِي مَفْصِلِ الرُّسْغِ مِنْهُ اليَدُ والقَدَمُ) .
وَفِي الصِّحاح: الكَفُّ والقَدَمُ،
وقيلَ: هُوَ يُبْسُ رُسْغِ اليَدِ من الإنْسانِ، وَقد (عَسِمَ كَفَرِحَ) عَسَمًا، (فَهُو أَعْسَمُ، وَهِي عَسْماءُ) ومِنْه الحَدِيثُ: (فِي العَبْدِ الأَعْسْم إِذا أُعْتِقَ) وَقَالَ امْرؤُ القَيْس:
(بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِى أَرْنَبَا ... )
(وأَعْسَم يَدَهُ: أَي أَيبَسَهَا، وعَسَم يَعْسِم) من حَدّ ضَرَبَ - عَسْمًا: (طَمِعَ) .
(و) عَسَمَ يَعْسِم (عَسْمًا وعُوسُومًا) إِذا (كَسَبَ) لِنَفْسِه أَو لِعِيالِه.
(و) عَسَمَتْ (عينُه: ذَرَفَتْ. (و) قِيلَ: غَمَضَتْ، كَأَعْسَمَتْ، أَو انْطَبَقَتْ أَجْفَانُهَا بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ) ، وبِكُلٍّ فُسِّر قَولُ ذِي الرُّمَّةِ:
(ونِقْضٍ كَرِئْمِ الرَّمْلِ نَاجٍ زَجَرْتُه ... إِذا العَيْن كادَتْ من كَرَى اللَّيْل تَعْسِمُ)

(و) عَسَم (فِي الْأَمر: اجْتَهَد) وعَمِل نفسَه فِيهِ.
(و) عَسَم بنَفْسِه (وسَطَ القَوْمِ) ، إِذا (اقْتَحَم حَتَّى خَالَطَهم غَيرَ مُكْتَرِثٍ فِي حَرْبٍ كَانَ أَوْلاَ) كَمَا فِي الصِّحاح، ومِنْهُم مَنْ خَصَّه بالحَرْب، يُقالُ: عَسَم يَعْسِم عَسْمًا: رَكِبَ رأسَه فِي الْحَرْب، ورَمَى نَفسَه وَسطهَا غَيْرَ مُكْتَرِث.
(و) يُقالُ: هَذَا (أمرٌ لَا يُعْسَمُ فِيهِ) ، أَي (لَا يُطْمَعُ فِي مُغَالَبَتِه وقَهْرِه) ، قَالَ العجَّاجُ:
(اسْتَسْلَمُوا كَرْهًا وَلم يُسَالِمُوا ... )

(وهَالَهُم مِنْكَ إِيادٌ داهِمُ ... )

(كالبَحْرِ لَا يَعْسِمُ فِيهِ عاسِمُ ... )
أَي: لَا يَطْمَعُ فيهِ طامعٌ أَن يُغالِبَه ويَقْهَرَه.
(و) العَسُومُ: (كصَبُورٍ: الكَادُّ على عِيَالِه، كالعَاسِم. ج:) عُسُمٌ (كَكُتُبٍ) .
(و) العَسُومُ: (النَّاقَةُ الكَثيرَةُ الأَولادِ) .
(و) العُسُومُ: (بِالضَّمِّ: القَلَّةُ) .
(و) يُقَال: (مَا ذَاقَ إلاَّ عَسْمَةً) بالفَتْح، أَي: أَكْلَةً) .
(ومَا فِي قِدْحِك مَعْسِمٌ، كَمَجْلِسٍ) أَي: (مَغْمَزٌ) .
ويُقالُ: مَا عَسَمْتُ بمِثْلِهِ، أَي: مَا بَلِلْتُ بِمِثْلِهِ.
(والعَسْمِيُّ: المُصْلِحُ لأُمُورِه) .
(و) هُوَ (المُعَوِّجُ) أَيْضًا، فَهُوَ (ضِدٌّ) . (و) العَسْمِيُّ: (المُخاتِلُ) المُحْتَالُ.
(والاعْتِسامُ: أَن يَأْخُذَ النَّعْلَ أَو الخُفَّ الخَلَقَ ويَلْبَسَه) .
(و) الاعْتِسامُ أَيْضاً: (أَن تَضَعَ الشِّاءُ، ويَأْتِيَ الرَّاعِي فيُلْقِيَ إِلَى كُلِّ واحِدَةٍ وَلدَها) ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
(والعَسَمَةُ - مُحَرَّكَةً - والعُسُومُ) ، بالضَّمِّ: (كَسِرُ الخُبْزِ اليَابِس) القاحِلِ، الأولى جَمْعُ عاسِمٍ، والثَّانِيَةُ جَمْعُ عَسْمٍ، قَالَ أُمَيَّةُ بن أبِي الصَّلْت فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ:
(وَلَا يَتَنَازَعون عِنَانَ شِرْكٍ ... وَلَا أَقواتُ أَهْلِهِم العُسُومُ)

والشِّينُ لُغَةٌ فِيهِ.
(والعَسَمانُ، مُحَرَّكَةً: خَبَبُ الدَّابَّةِ) .
(وبَعِيرٌ حَسَنُ الأَعْسَامِ، أَي) حَسَنُ (الجِسْمِ والخِلْقَةِ) ، وَذُو عَيْسَمِ بنُ أَعْرَبَ) ، كَحَيْدَرٍ: قَيْلٌ من أَقْيال حِمْيَر.
(وبنُو عُسَامَةَ) بِالضَّمِّ: (قَبِيلَةٌ) من العَرَبِ.
(وعَاسِم: ع، أَو نَقًا بعالج) ، أوردَه الجَوْهَرِيّ فِي ((ع ش م)) ، وَقَالَ نَصْر: هُوَ رَمْل لِبَني سَعْدٍ:
(و) عُسَامَةُ، كَثُمَامَةُ: اسمٌ) .
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه:
الاعْتِسامُ: الاكْتِسابُ.
والعَسْمِيُّ: الكَسُوبُ على عِياله.
وأَعْسَمَ غَيْرَه: أَعطَاه.
وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَولِ الرَّاجِزِ:
(بِئْرٌ عَضُوضٌ لَيْسَ فِيها مَعْسَمُ ... )
أَي لَيْسَ فِيهَا مَطْمَعٌ.
وقَالَ ابنُ بَرِّيّ فِي قولِ سَاعِدَةَ الهُذَلِيّ:
(أَمْ فِي الخُلُودِ وَلَا بِاللهِ من عَسَمِ ... )
أَي: مِنْ مَطْمَعٍ، ويُرْوَى بالشِّينِ المُعْجَمَة.
وقِيل: العَسْمُ المَصْدَر، والعِسْمُ: الاسْمُ، وقَولُ الشَّاعِرِ:
(كِلْنَا عَلَيْهَا بالقَفِيزِ الأَعْظَمِ ... )

(تِسْعِينَ كُرَّاً كُلُّه لم يُعْسَمِ ... )
أَي: لَمْ يُطَفَّفْ وَلم يُنْقَصْ.
قالَ: المُفَضَّل: ويقالُ للإِبِلِ والغَنمِ والنَّاسِ إِذا جُهِدُوا: عَسَمَتْهُم شِدَّةُ الزَّمَان، قَالَ: والعَسْمُ: الانْتِقَاصُ.
وحِمارٌ أَعْسَمُ: دَقيقُ القَوائِمِ. وَيُقَال: مَا عَسَمْتُ هَذَا الثَّوبَ، أَي: لم أَجْهَدْه، وَلم أَنْهَكْه.
واعْتَسَمْتُه: إِذا أَعْطَيْتَه مَا يَطْمَعُ منْك، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
وأبُو عَسِيم، كَأَمِيرٍ: مَولَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم، ويُقالُ: أَبُو عَسِيب بِالمُوَحَّدَةِ.

طَيْبَةُ

طَيْبَةُ:
بالفتح ثم السكون ثم الباء موحدة: وهو اسم لمدينة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقال لها طيبة وطابة من الطيب وهي الرائحة الحسنة لحسن رائحة تربــتها فيما قيل، والطاب والطيب لغتان، وقيل: من الشيء الطيب وهو الطاهر الخالص لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه، قال الخطّابي: لطهارة تربــتها وهذا لا يختصّ بهناك لأن الأرض كلها مسجد وطهور، وقيل: لطيبها لساكنيها ولأمنهم ودعتهم فيها، وقيل: من طيب العيش بها من طاب الشيء إذا وافق، وقال صرمة الأنصاري:
فلما أتانا أظهر الله دينه، ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا
وقال الفضل بن العباس اللهبي:
وعلى طيبة التي بارك الل ... هـ عليها بخاتم الأنبياء
قرأت بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي بن برد الخيار عن خالد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: صعد النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، المنبر وكان لا يصعده إلا يوم جمعة فأنكر الناس ذلك فكانوا بين قائم وجالس، فأومأ النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، إليهم بيده أن اجلسوا ثم قال: إني لم أقم بمقامي هذا إلا لأمر ينغضكم ولكن تميما الداري أخبرني أن بني عمّ له كانوا في البحر فأخذتهم ريح عاصف فألجأتهم إلى جزيرة فإذا هم بشيء أسود أهدب كثير الشعر فقالوا: ما أنت؟ فقالت: أنا الجسّاسة، فقالوا:
أخبرينا! فقالت: ما أنا بمخبرتكم بشيء ولكن عليكم بهذا الدير فإن فيه رجلا هو بالأشواق إلى محادثتكم، فدخلوا فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق شديد التشكي مظهر للحزن، فسألهم: من أي العرب أنتم؟
فقالوا: نحن قوم من العرب من أهل الشام، قال:
فما فعل الرجل الذي خرج فيكم؟ قلنا: بخير، قاتله قومه فظهر عليهم، قال: فما فعلت عين زغر؟
قالوا: يشربون منها ويسقون، قال: فما فعل نخل بين عمّان وبيسان؟ قالوا: يطعم جناه في كل حين، قال: فما فعلت بحيرة طبرية؟ قالوا: يتدفّق جانباها، فزفر ثلاث زفرات ثم قال: لو قد أفلتّ من وثاقي هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي إلا طيبة فإنه ليس لي عليها سلطان، ثم قال النبي، صلّى الله عليه وسلّم: إلى هذه انتهى فرحي، هذه طيبة، والذي نفس محمد بيده ما فيها طريق واسع
ولا دقيق ولا سهل ولا جبل إلا عليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة، وقال أبو عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
يا من رأى البرق بالحجاز فما ... أقبس أيدي الولائد الضّرما
لاح سناه من نخل يثرب فال ... حرّة حتى أضا لنا إضما
أسقى به الله بطن طيبة فال ... رّوحاء فالأخشبين فالحرما
أرض بها تثبت العشيرة قد ... عشنا وكنّا من أهلها علما

الرَّبُّ

الرَّبُّ، باللامِ: لا يُطْلَقُ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، وقد يُخَفَّفُ، والاسْمُ: الرِّبابَةُ، بالكسر، والرُّبُوبِيَّةُ، بالضمِّ.
وعِلْمٌ رَبُوبِيُّ، بالفتحِ: نِسْبَةٌ إلى الرَّبِّ، على غيرِ قِياسٍ.
ولا ورَبْيِكَ، مُخَفَّفَةً، لا أفْعَلُ، أي: لا ورَبِّكَ، أُبْدِلَ الباءُ ياءً للتَّضْعِيفِ.
ورَبُّ كُلِّ شَيْءٍ: مالِكُهُ ومُسْتَحِقُّه، أو صاحِبُهُ، ج: أرْبابٌ ورُبُوبٌ.
والرَّبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ، العارِفُ باللَّهِ عَزَّ وجَلَّ. ومحمدُ بنُ أبي العَلاءِ الرَّبَّانِيُّ: كان شَيْخاً لِلصُّوفيَّةِ بِبَعْلَبَكَّ، والحَبْرُ مَنْسُوبٌ إلى الرَّبَّانِ، وفَعْلانُ يُبْنَى من فَعِلَ كَثيراً، كَعَطْشانَ وسَكْرَانَ، ومِن فَعَلَ قَليلاً كَنَعْسانَ، أو مَنْسُوبٌ إلى الرَّبِّ، أي: اللَّهِ تعالى، فالرَّبَّانِيُّ، كقولهم: إلهيٌّ، ونونُهُ كلِحْيانيٍّ، أو هو لَفْظَةٌ سُرْيانِيَّةٌ.
وطالَتْ مَرَبَّتُه ورِبابَتُه، بالكسرِ: مَمْلَكَتُه.
ومَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبُوبَةِ: مَمْلُوكٌ.
وتَرَبَّــبَ الرجلَ والأرضَ: ادَّعى أنه رَبُّهُما.
ورَبَّ: جَمَعَ، وزادَ، ولَزِمَ، وأقام،
كأَرَبَّ،
وـ الأَمْرَ: أصْلَحَهُ،
وـ الدُّهْنَ: طَيَّبَه،
كرَبَّبَه،
وـ الشَّيْءَ: مَلَكَهُ،
وـ الزِّقَّ رَبًّا، ويُضَمُّ: رَبَّاهُ بالرُّبِّ،
وـ الصَّبِيَّ: رَبَّاهُ حتى أدْرَكَ كَرَبَّبُهُ تَرْبــيباً وتَرِبَّــةً كتَحِلَّةٍ، وارتَبَّهُ وتَرَبَّــبَهُ وربِبْتُه، كَسَمِعَ لغةٌ فيه،
وـ الشَّاةُ: وضَعَتْ.
والرَّبِيبُ: المَرْبُوبُ، والمُعاهَدُ، والمَلِكُ، وابنُ امْرَأةِ الرَّجُلِ من غيرِهِ،
كالرَّبُوبِ، وزَوْجُ الأُمِّ،
كالرَّابِّ، وجَدُّ الحُسَيْنِ بنِ إبراهيمَ المُحَدِّثِ.
والرِّبَابَةُ، بالكسرِ: العَهْدُ،
كالرِّبابِ، وجماعةُ السِّهامِ، أو خَيْطٌ تُشَدُّ به السِّهامُ، أو خِرْقَةٌ تُجْمَعُ فيها، أو سُلْفَةٌ تُلَفُّ على يَدِ مُخْرِجِ القِداحِ لِئَلاَّ يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يكونُ له في صاحِبِهِ هَوىً.
والرَّبِيبَةُ: الحاضِنَةُ، وبِنْتُ الزَّوْجَةِ، والشَّاةُ تُرَبَّــى في البَيْتِ لِلَبَنِها.
والرَّبَّةُ: لُعْبَةٌ لِمَذْحِجٍ، واللاتُ في حديثِ عُرْوَةَ، والدَّارُ الضَّخْمَةُ. وبالكسرِ: نَباتٌ، وشَجَرَةٌ، أو هي الخَرُّوبُ، والجَماعةُ الكَثيرَةُ، ج: أرِبَّةٌ، أو عَشَرَةُ آلافٍ، ويُضَمُّ. وبالضمِّ: كَثْرَةُ العَيْشِ وطَثْرَتُهُ.
والمَرَبُّ: الأَرْضُ الكثيرَةُ النَّباتِ،
كالمِرْبابِ، بالكسرِ، والمَحَلُّ، ومكانُ الإِقامَةِ، والرجلُ يَجْمَعُ الناسَ.
والرُّبَّى، كَحُبْلى: الشاةُ إذا وَلَدَتْ، وإذا ماتَ وَلَدُها أيضاً، والحَدِيثَةُ النِّتاجِ، والإِحْسانُ، والنِّعْمَةُ، والحاجةُ، والعُقْدَةُ المُحْكَمَةُ، ج: رُبابٌ، بالضم نادِرٌ، والمَصْدَرُ: كَكِتابٍ.
والإِربابُ، (بالكسرِ) : الدُّنُوُّ.
والرَّبابُ: السَّحابُ الأَبْيَضُ، واحِدَتُهُ بِهاءٍ،
وع بِمكَّةَ، وجَبَلٌ بَيْنَ المَدينةِ وفَيْدَ، ومُحَدِّثٌ، وآلَةُ لَهْوٍ يُضْرَبُ بها. ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللَّهِ الواسِطِيُّ الرِّبَابِيُّ، يُضْرَبُ به المَثَلُ في مَعْرِفَةِ المُوسيقي بالرِّبابِ.
وكَغُرابٍ: ع، وكذا أبو الرُّبابِ المُحَدِّثُ عن مَعْقِلِ بنِ يَسارٍ، وبالكسرِ: العُشورُ، وجَمْعُ رَبَّةٍ، والأَصْحَابُ، وأحْياءُ ضَبَّةَ، لأِنَّهُمْ أدْخَلُوا أيْدِيَهُمْ في رُبٍّ وتَعاقَدُوا.
والرَّبَبُ، مُحَرَّكَةً: الماءُ الكثيرُ.
وأخَذَه بِرُبَّانِهِ، بالضم ويُفْتَحُ، أي: أوَّلَهُ أو جَمِيعَه.
(ورُبَّ ورُبَّةَ ورُبَّما ورُبَّتَما، بضمهنَّ مُشَدَّداتٍ ومُخَفَّاتٍ، وبفتحهنَّ كذلك،
ورُبُ، بضمَّتَيْنِ مُخَفَّفَةً،
ورُبْ، كَمُذْ: حَرْفٌ خافِضٌ) لا يَقَعُ إلاَّ على نكِرَةٍ، أو اسْمٌ، وقيل: كَلِمَةُ تَقْلِيلٍ أو تَكْثيرٍ، أولَهُما، أو في مَوْضِعِ المُباهاةِ للتَّكْثِير، أو لم تُوضَعْ لِتَقْلِيلٍ ولا لِتَكْثيرٍ، بل يُسْتَفادان من سِياقِ الكلامِ.
واسْمُ جُمادى الأُولى: رُبَّى، ورُبُّ،
والآخِرَةِ: رُبَّى ورُبَّةُ،
وذي القِعْدَةِ: رُبَّةُ، بِضَمِّهنَّ.
والرَّابَّةُ: امْرَأةُ الأَبِ.
والرُّبُّ، بالضمِّ: سُلافَةُ خُثارَةِ كلِّ ثَمَرَةٍ بعدَ اعْتِصارِها، وثُفْلُ السَّمْنِ، والحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الرُّبِّيُّ: محدِّثٌ، كأنه نِسْبَةٌ إلى بَيْعه الرُّبَّ.
والمُربَّياتُ الأَنْبِجاتُ، أي: المَعْمُولاتُ بالرُّبِّ، زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ.
والرُّبَّانُ، بالضمِّ: رئيسُ المَلاَّحينَ،
كالرُّبَّانِيِّ، ورُكْنٌ ضَخْمٌ من أَجأٍ. وكَرُمَّانٍ وشَدَّادٍ: الجَماعَةُ. وكَشَدَّادٍ: أحمدُ بنُ موسى الفقيه ابنُ الرَّبَّابِ، وأبو الحَسَنِ بنُ عبدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ ابنُ الرَّبَّابِ.
والرَّبَّابِيَّةُ: ماءٌ باليَمَامَةِ.
والمُرْتَبُّ: المُنْعِمُ والمُنْعَمُ عليه.
والرِّبِّيُّ، بالكسرِ: واحِدُ الرِّبِّيين، وهُمُ الأُلُوفُ مِنَ الناسِ.
والرَّبْرَبُ: القَطيعُ من بَقَرِ الوَحْشِ.
والأَرِبَّةُ: أهْلُ المِيثاقِ.

ثرو

ثرو


ثَرَا(n. ac. ثَرَآء [] )
a. Was abundant, extensive (wealth).

أَثْرَوَa. Was rich, wealthy, affluent.

ثَرْوَة
ثَرَاْوa. Wealth, plenty, competence, affluence.
b. Large number or quantity.

ثَرِيّ [ ]
a. Rich, wealthy, affluent, opulent.
ث ر و : الثَّرْوَةُ كَثْرَةُ الْمَالِ وَأَثْرَى إثْرَاءً اسْتَغْنَى وَالِاسْمُ مِنْهُ الثَّرَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَالثَّرَى وِزَانُ الْحَصَى نَدَى الْأَرْضِ وَأَثْرَتْ الْأَرْضُ بِالْأَلِفِ كَثُرَ ثَرَاهَا وَالثَّرَى أَيْضًا التُّرَابُ النَّدِيُّ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَدِيًّا فَهُوَ تُرَابٌ وَلَا يُقَالُ حِينَئِذٍ ثَرًى وَثَرِيَتْ الْأَرْضُ ثَرًى فَهِيَ ثَرِيَةٌ وَثَرْيَاءُ مِثْلُ: عَمِيَتْ عَمًى فَهِيَ عَمِيَةٌ وَعَمْيَاءُ إذَا وَصَلَ الْمَطَرُ إلَى نَدَاهَا. 
ثرو: الثَّرْوَةُ: كَثْرَةُ العَدَد.
والثَّرَاءُ: عَدَدُ المالِ الكَثِيْرِ. وثَرى الرَّجُلُ وأثْرى. والمُثْرِي والثَّرِيُّ: الرَّجُلُ الكَثِيْرُ الثَّرَاءِ.
وثَرّاهم اللهُ: أي كَثَّرَهم. وثَرَا بَنُو فُلانٍ بَني فلانٍ يَثْرُوْنَهُم ثَرْوَةً: إذا كَثَرُوْهُم. وثارَاني فَثَرَوْتُه: أي غَلَبْته في الثَّرْوَةِ. وما كُنْتُ أُحِبُّ أنْ أَثْرُوَه. وثُرِيَ: غُلِبَ في الثَّرْوَةِ. وثَرَيْتُ بكَ.
وتَثَرّى فلاناً القَوْمُ: إذا اجْتَمعُوا عليه.
ومَالٌ ثَرِيٌّ.
وفَعَلْتُ ذاكَ من بَيْنِ أثْرى وأقْتَر: أي من بَيْنِ النّاسِ كُلِّهم.
وسُمِّيَتِ الثُّرَيّا لكَثْرَةِ كواكِبِها.
والثَّرْيَاءُ: مِثْلُ الثَّرى من المالِ.
وثَرْوَانُ: اسْمُ جَبَلٍ من جِبَالِ بَنِي سُلَيْمٍ.
ثرو: أثرى: أغنى (فوك) تثرى، تثرى الميراث: كثر (تاريخ البربر 2: 463).
ثَرْوة: غنى، سعة، وفرة المال (عبد الواحد 152، 216، أماري 328) حيث يجب أن تقرأ والثروة بدل والشروة، وليست السراوة كما يرى فليشر في تعليقات نقدية). ويقال أيضاً: غلام من ثروة أهل البلد، أي غلام من أسرة غنية في المدينة. (المقدمة 3: 405). ثراوة: ثروة (دي ساسي لطائف 2: 36) ثُرَيّا وثُرَيّة أيضاً، جمعها ثريات: نجفة، مشكاة، وهي ضرب من منائر (أسرجة) البلور وغيره تعلق في السقف (بوشر (راجع لين). وتوجد هذه الكلمة في معجم البيان، ومعجم ابن جبير، ومعجم فوك وفي ابن البيطار (1: 402) في كلامه عن زهرة خيار شنبر (وهو متدلي بين تضاعيف الأغصان كأنها (كذا في أ، ب) ثريا مسروجة).
وفي الاكتفاء (ص 163ق): وقد أزال نواقيس الكنيسة وأمر أن تركب تلك النواقس تريات (كذا) وتوقد في جامع بلنسية (المقري 1: 360، 361، 368). ويقول الخطيب (ص1432و) في كلامه عن جامع الحمراء: وأحكام أنوار (أتوار) وإبداع تراها (ثرياها) (ابن بطوطة 2: 263، كرتاس 30، 38، 279، 280، ألف ليلة برسل 7: 317). وثريا: مذنب، نجم ذو ذنب (هلو) وفيه: ترية (كذا).
ويطلق شجارو الأندلس اسم ثريّا على نبات، seneciv vulagris ( ابن البيطار 1: 102) مرفق الثريا: نجم في مجموعة نجوم الثريا وهي في عنق الثور (دورن 47 ألف استرون 1: 37) وقد ذكرها فريتاج في مادة مرفق.
رقيب الثريا: نجم في مجموعة نجوم كوشه، وقد سمي بذلك لأنه يطلع في عدة مواضع في وقت طلوع الثريا (القزويني 1: 33).
معصم الثريا: نجم من نجوم الثريا (دورن 247 ألف أسترون 1: 37).
عايق الثريا: نجم من نجوم الثريا (دورن 47).
منكب الثريا: النجم الحادي والعشرون من نجوم الثريا (ألف استرون 1: 37).
[ث ر و] الثَّرْوَةُ كَثْرَةُ العَدَدِ من النّاسِ والمالِ يُقال ثروة رِجالٍ وثَرْوَةُ مالٍ والفَرْوَةُ كالثَّرْوَةِ فاؤُه بَدَلٌ من الثّاء والثَّراءُ المالُ الكَثِيرُ قالَ حاتمٌ

(وقَدْ عَلِمَ الأَقْوامُ لَوْ أَنَّ حاتِمًا ... أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لَهُ وَفْرُ)

وثَرَا القَوْمُ ثَراءً كَثُرُوا ونَمَوْا وثَرَى وأَثْرَى وأَفْرَى كَثُرَ مالُه وثَرَى المالُ نَفْسُه يَثْرُوا كَثُرَ وثَرَوْناهُم كُنّا أَكْثَرَ مِنْهُم ومالٌ ثَرِيٌّ كَثِيرٌ ورَجُلٌ ثَرِيٌّ وأَثْرَى كثيرُ المالِ قالَ

(فقَدْ كُنْتَ يَخْشاكَ الثَّرِيُّ ويَتَّقِي ... أَذاكَ ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِعُ) وقال الكُمَيْتُ

(لكُمْ مَسْجِدَا اللهِ المَزُورانِ والحَصَا ... لكُم قِبْصُهُ من بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا)

والثَّرْوانُ الغَزِيرُ وبه سُمِّي الرَّجُلُ ثَرْوانَ والمَرْأَةُ ثُرَِيَّا وهي تَصْغِيرُ ثَرْوَى والثُّرَيّا من الكَواكِبِ سُمِّيَتْ بذلِك لغَزارةَ نُوئِها وقِيلَ سُمِّيَتْ بذلِك لكَثْرَةِ كَواكِبِها مع صِغَر مَرْآتِها فكَأَنَّها كَثيرَةُ العَدَدِ بالإضافَةِ إلى ضِيقِ المَحَلِّ لا يُتَكَلَّمُ به إلا مُصَغَّرًا وهو تَصْغِيرٌ عَلَى جِهَةِ التَّكْبِير والثَّرْوَةُ لَيْلَة يَلْتَقِي القَمَرُ والثُّرَيّا والثُّرَيّا من السُّرُج على التَّشْبِيهِ بالثُّرَيّا من النُّجُومِ وقالُوا لا يُثْرِينا العَدُوُّ أَي لا يَكْثُرُ قولُه فِينَا وثَرِيتُ بفُلانٍ فأَنا ثَرٍ بهِ وثَرِيٌّ أَي غَنِيٌّ عن الناسِ بهِ وثَرِيتُ بهِ ثَرًا فَرِحْتُ وسُرِرْتُ في بَعْضِ اللُّغاتِ والثُّرَيّا ماءٌ معْرُوفٌ
ثرو
ثرا يثرُو، اثْرُ، ثراءً، فهو ثريّ
• ثرا المالُ: نما وزاد.
• ثرا الشَّخصُ: زاد مالُه "ثرا التاجر في زمن وجيز". 

ثرِيَ/ ثرِيَ بـ يَثرَى، اثْرَ، ثَراءً، فهو ثَرِيّ وثَرٍ،

والمفعول مثريّ به
• ثرِي فلانٌ: ثرا، كثر مالُه "انتقل من الفقر إلى الثَّراء: غَنِي- تاجر ثَرِيّ".
• ثرِي بماله: كثُر به وغني عن الناس "هم أثرياء بما لديهم من كرامة". 

أثرى يُثري، أثْرِ، إثراءً، فهو مُثْرٍ، والمفعول مُثْرًى (للمتعدِّي)
• أثرى الرَّجلُ: كثُر مالُه واستغنى به عن الناس "أثرى بعضُ التجار نتيجة لدراستهم سوق الاستهلاك".
• أثرت الأرضُ: كثُر ثراها.
• أثرى الشَّيءَ: جعله غنيًّا، نمّاه واستثمره "الشاعر المبدع يُثري بنتاجه لغته القوميَّة- أثرَى القصَّة بالأحداث المثيرة". 

إثراء [مفرد]: مصدر أثرى. 

ثَرٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثرِيَ/ ثرِيَ بـ. 

ثَراء [مفرد]: مصدر ثرا وثرِيَ/ ثرِيَ بـ ° متصيّد الثَّراء: طالب الثراء وخاصة عن طريق الزواج- مُحدَث الثَّراء: شخص حديث الثَّراء. 

ثَرْوَة [مفرد]: ج ثَرَوات وثَرْوات:
1 - ما كثُر من المال أو الناس، أو الأشياء التي تصلح لإشباع حاجات الناس كعقارات ومعادن نفيسة "العالم العربيّ غنيّ بثَرَواته الماديَّة والبشريَّة- أعطني الصِّحَّة وخذ مني الثَّروة" ° أهل الثَّروة/ أصحاب الثَّروة: الأغنياء- الثَّروة الأدبيَّة/ الثَّروة اللُّغويَّة: ما يتوافر من معلومات في الأدب أو اللغة- الثَّروة الطَّبيعيَّة: الموارد الطبيعيَّة من بترول ومعادن ونحوها.
2 - (قص) أموال محدودة الكميَّة قابلة للتملك والتقويم.
• الثَّروة القوميَّة: (قص) مجموعة القوى المنتجة في الدّولة. 

ثَرِيّ [مفرد]: ج أَثْرياءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثرا وثرِيَ/ ثرِيَ بـ ° ثَرِيّ الحرب: من يَثْرَى مستغلاً حاجة الناس في الحروب والأزمات. 

ثُرَيَّا1 [مفرد]: وحدة من مجموعة من المصابيح الكهربائية تُعَلّق في المنازل وغيرها "يزدان المسجدُ بثريّات جميلة". 

ثُرَيَّا2 [جمع]: (فك) مجموعة من النجوم في صورة الثَّوْر، وهي سبعة كواكب، سُمِّيت بذلك لكثرة كواكبها مع ضيق المحلّ.
• جماعات الثُّريَّا: (دب) جماعات في تاريخ الأدب كل جماعة فيها على الأقل سبعة شعراء كما هي الحال في نجوم الثريّا. 

ثرو

1 ثَرَا القَوْمُ, (As, S, M, K,) aor. ـُ (As, S;) and ثَرِىَ; (T, TT;) inf. n. ثَرًا; (M;) The people, or company of men, became many, much, or great in number or quantity; and increased: (As, T, S, M, K:) and in like manner, المَالُ, (As, S, M, K,) i. e., the cattle, or other property, became many, much, or great in number or quantity. (As, S, M.) b2: ثَرِىَ, (T, M, K,) aor. ـَ inf. n. ثَرْىٌ [or ثَرًا?] and ثَرَآءٌ, (T, TA,) He (a man, T, K) was, or became, abundant in cattle, or other property; (T, M, K;) as also ↓ اثرى, (T, S, M, Mgh, K,) and أَفْرَى: (M:) or ↓ اثرى signifies he was, or became, in a state of competence or sufficiency, in no need, or rich; syn. استغنى: (Msb:) or it signifies more than استغنى: (T:) and ثَرِيتُ بِكَ, I became, or have become, abundant [in property] by means of thee: (T, S:) and ثَرِيتُ بِفُلَانٍ I became in no need of other men by means of such a one. (T, S, M.) A poet says, (S,) namely, ElKumeyt, praising the Benoo-Umeiyeh, لَكُمْ مَسْجِدَا اللّٰهِ المَزُورَانِ وَالحَصَى

وَأَقْتَرَا ↓ لَكُمْ قِبْصُهُ مِنْ بَيْنِ أَثْرَى

[Ye have the two visited mosques of Mekkeh and El-Medeeneh, and ye have the number of the pebbles of such as are between him who is wealthy and him who is poor]: he means, مِنْ بَيْنِ مَنْ

أَثْرَى وَمَنْ أَقْتَرَ; i.e., مِنْ بَيْنِ مُثْرٍ وَمُقْتِرٍ. (S.) b3: ثَرِيتُ بِكَ, (T,) or بِهِ, inf. n. ثَرًا, (M,) also signifies I rejoiced (T, M) in thee, (T,) or in him, or it: (M:) and ثَرِىَ بِذٰلِكَ, aor. ـَ He rejoiced in, or by reason of, that. (ISk, S.) A2: ثَرَوْنَاهُمْ We were, or became, more than they: (AA, S, M:) or more in cattle, or other property. (K.) b2: ثَرَا القَوْمَ He (God) made the people, or company of men, to be many, or numerous; multiplied them. (AA, T, S.) 4 أَثْرَوَ see 1, in three places.

A2: لَا يُثْرِينَا العَدُوُّ The enemy will not say much respecting us. (M, TA.) ثَرًا; dual ثَرَوَانِ: see ثَرًى, in art. ثرى.

ثَرٍ: see ثَرِىٌّ. b2: أَنَا ثَرٍ بِهِ I am in no need of other men by means of him; (T, S, M;) as also ↓ ثَرِىٌّ. (M.) A2: See also art. ثرى.

ثَرْوَةٌ Many, or a great number, (S, M, K,) of men; and of cattle, or other property: (M, K:) or much, or a great quantity, or property; (Mgh, Msb;) as also ↓ ثَرَآءٌ: (S, M, * Mgh:) and فَرْوَةٌ signifies the same as ثَرْوَةٌ; the ف being a substitute for the ث. (M.) One says, إِنَّهُ لَذُو ثَرْوَةٍ

↓ وَذُو ثَرَآءٍ, (ISk, S,) or وَثَرْوَةٍ ↓ إِنَّهُ لَذُو ثَرَآءٍ, (T,) Verily he possesses a number [of men] and much property. (ISk, T, S.) Accord. to IAar, one says ثَوْرَةٌ مِنْ رِجَالٍ and ثَرْوَةٌ, meaning A great number of men: but only ثَرْوَةٌ مِنْ مَالٍ. (TA.) b2: Also The night of the conjunction of the moon and الثُّرَيَّا [or the Pleiades]. (M, K.) ثَرْوَانُ, fem. ثَرْوَى: see ثَرِىٌّ.

ثَرَآءٌ: see ثَرْوَةٌ, in three places. b2: Also A state of competence or sufficiency; or richness. (Msb.) ثَرِىٌّ Many, or numerous; [applied to a company of men;] and so ثَرِيَّةٌ applied to spears (رِمَاحٌ): (TA:) also many, or much, cattle, or other property; (S, M, K, TA;) and so ↓ ثَرٍ. (T, TA.) b2: Also A man possessing many, or much, cattle, or other property; and so ↓ أَثْرَى; (M, K;) and ↓ مُثْرٍ: (T:) so too ↓ ثَرْوَانُ; (T, S, Mgh;) or abounding (M, K, TA) in cattle, or other property: (TA:) and [its fem.] ↓ ثَرْوَى, applied to a woman, (T, S, M, K,) likewise signifies possessing many, or much, cattle, or other property: (T, S, K:) the dim. of this last is ↓ ثُرَيَّا. (T, S, M, K.) b3: See also ثَرٍ.

A2: And see art. ثرى.

ثُرَيَّا: see ثَرِىٌّ. b2: الثُّرَيَّا [The Pleiades; the Third Mansion of the Moon: it is believed to be the most beneficial, in its influences on the weather, of all the Mansions of the Moon, on account of the period of its auroral setting, which, in central Arabia, about the commencement of the era of the Flight, began on the 12th of Nov., O. S.: (see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل; and see also نَوْءٌ:) hence what is said of it in Job xxxviii. 31; and hence, as being the most excellent of all asterisms, it is called by the Arabs]

النَّجْمُ [the Asterism]: (S, K:) the former appellation is given to it because it comprises, in appearance, many stars in a small space; (M, K; *) for it is said that amid its conspicuous stars are many obscure stars; (IAth, TA;) the number altogether being said to be four and twenty, agreeably with an assertion of the Prophet: some say that it is so called because of the abundance [of the rain] of its نَوٌء [here meaning auroral setting]: (TA:) the word is thus applied only in the dim. form, which is used in this instance to denote magnification. (M, TA.) b3: [ثُرَيَّا also signifies (tropical:) A cluster of lamps, generally resting in holes in the bottom of a lantern: see an engraving in my “Modern Egyptians,” ch. vi.] The ثُرَيَّا of lamps is so called as being likened to the asterism above mentioned. (M.) أَثْرَى: see ثَرِىُّ: A2: and see also art. ثرى.

مُثْرٍ: see ثَرِىُّ: A2: and see also art. ثرى.

مُثْرَاةٌ A cause of multiplying, or rendering abundant; syn. مَكْثَرَةٌ: so in the saying, هٰذَا مَثْرَاةٌ لِلْمَالِ [This is a cause of multiplying, or rendering abundant, cattle, or other property]. (S, K.) أَنَا مَثْرِىُّ بِهِ I am rejoiced in him. (ISk, TA in art. ثرى.) A2: See also art. ثرى.
ثرو
: (و {الثَّرْوَةُ: كَثْرَةُ العَددِ من النَّاسِ) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: (مَا بَعَثَ اللَّهُ نبيّاً بعْد لُوط إلاَّ فِي} ثَرْوَةٍ مِن قوْمِه) ، أَي العَدَد الكَثِير، وإنَّما خَصَّ لُوطاً لقَوْله: {لَو أَنَّ لي بكُم قُوَّة أَو آوِي إِلَى رُكْنٍ شَديدٍ} .
(و) الثَّرْوَةُ أَيْضاً: كَثْرَةُ (المَال) .) يقالُ: ثَرْوَةٌ مِن رجالٍ! وثَرْوَةٌ مِن مالٍ.
والفَرْوَةُ لُغَةٌ فِيهِ، فاؤُه بَدَلٌ مِن الثاءِ. وَفِي الصِّحاحِ عَن ابنِ السِّكِّيت: يقالُ إنَّه لذُو ثَرْوَةٍ {وثَراء، يُرادُ بِهِ لذُو عَدَدٍ وكَثْرَة مالٍ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
وثَرْوَةٌ مِن رجال لَو رأَيْتَهُمُ
لَقُلْتَ إحْدَى حِراجِ الجَرِّ مِن أُقُرِ قُلْتُ: ويُرْوَى: وثَوْرةٌ من رجالٍ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ ثَوْرَةٌ مِن رجالٍ وثَرْوةٌ بمعْنَى عَدَد كَثِير، وثَرْوَةٌ من مالٍ لَا غَيْر.
(و) الثَّرْوَةُ: (لَيْلَةَ يَلْتَقِي القَمرُ} والثُّرَيَّا.
(و) يقالُ: (هَذَا {مَثْراةٌ للمالِ) ، أَي (مَكْثَرَةٌ) ، مَفْعَلَةٌ مِن الثَّراءِ؛ وَمِنْه حدِيثُ صِلَة الرّحِم: (مَثْراةٌ للمالِ مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَر) .
(} وثَرَى) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أنْ يُكْتَبَ بالألِفِ؛ (القومُ {ثَراءً: كثُرُوا ونَمَوْا.
(و) } ثَرَى (المالُ) نَفْسُه (كَذلِكَ) ؛) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
وشاهِدُ الثَّراءِ، كَثْرَة المالِ، قَوْلُ عَلْقَمَة:
يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلْمِنَه
وشرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجيبُ (و) قالَ أَبو عَمْرو: {ثَرَا (بَنُو فلانٍ بَني فلانٍ كَانُوا أَكْثَر مِنْهُم) ، هَكَذَا نَصّ الجَوْهرِيّ وليسَ فِيهِ، (مَالا) ؛) وإطْلاقُ الجَوْهرِيّ يَحْتملُ أَنْ يكونَ المُكاثَرَة فِي العَدَدِ أَيْضاً (} وثَرِيَ) الرَّجُلُ، (كَرضِيَ) ، {ثراً} وثَراءً: (كَثُرَ مالُهُ، {كأَثْرَى) ، وكَذلِكَ أَفْرى.
وَفِي حدِيثِ إسْماعيل عَلَيْهِ السَّلَام، أنَّه قالَ لأخِيهِ إسْحاق: (إنَّك} أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ) ، أَي كَثُرَ {ثَراؤُكَ، وَهُوَ المالُ، وكَثُرَتْ ماشِيَتُك، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت يمدَحُ بني أُمَيَّة:
لَكُمْ مَسْجِد اللَّهِ المَزُورانِ والحَصَى
لَكُم قِبْصُه من بَين} أَثْرَى وأَقْتَرا أَرادَ: مِن بَين مَنْ أَثْرَى ومَنْ أَقْتَر، أَي مِن بَين {مُثْرٍ ومُقْترٍ.
وقيلَ: أَثْرَى الرَّجُلُ وَهُوَ فَوْق الاسْتِغْناء.
(ومالٌ} ثَرِيٌّ، كغَنِيَ: كَثيرٌ) ؛) وَمِنْه حدِيثُ أُمِّ زَرْع: (وأَرَاح عليَّ نَعَماً {ثَرِيّاً) ، أَي كَثيراً.
(ورجُلٌ ثَرِيٌّ} وأَثْرَى، كأَحْوَى: كَثِيرُهُ) ، أَي المَال، نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
( {والثَّرْوانُ: الغَزيرُ الكَثِيرُ) المالِ.
(وبِلا لامٍ) :) أَبو} ثَرْوان (رجُلٌ) مِن رواةِ الشِّعْرِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(وامرأَةٌ {ثَرْوَى: مُتَمَوِّلَةٌ؛} والثُّرَيَّا تَصْغيرُها) أَي تَصْغيرُ ثَرْوَى.
(و) ! الثُّرَيَّا: (النَّجْمُ) ؛) وَهُوَ عَلَمٌ عَلَيْهَا لَا أنَّها نَجْمٌ واحِدٌ، بل هِيَ مَنْزلةٌ للقَمَرِ فِيهَا نجومٌ مُجْتمِعَة جُعِلَتْ عَلامَة، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُ المصنِّفِ؛ (لكَثْرَةِ كَواكِبِه مَعَ) صغر مَرْآتِها فكأنَّها كَثيرَةُ العَدَدِ بالإضافَةِ إِلَى (ضِيقِ المَحَلِّ) .
(فقَولُ بعضٍ إنَّها كَوْكبٌ واحِدٌ وهمٌ ظاهِرٌ كَمَا أَشارَ إِلَيْهِ فِي شرح الشفاءِ.
قالَ شيْخُنا: وَمِنْه مَا وَرَدَ فِي الحدِيثِ: قالَ للعبَّاسِ: (يَمْلِكُ مِن ولدِكَ بعَدَدِ الثُّرَيَّا) . قالَ ابنُ الأثيرِ: يقالُ إنَّ بينَ أَنْجمِها الظاهِرَةِ أَنْجماً كَثِيرَةً خَفِيَّةً.
قُلْتُ: يقالُ إنَّها أَربعةٌ وعِشْرُونَ نَجْماً، وكانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَراها كَذلِكَ كَمَا وَرَدَ ذلِكَ.
وَلَا يتكلَّمُ بِهِ إلاَّ مُصَغّراً، وَهُوَ تَصْغيرٌ على جهَةِ التَّكْبيرِ. وقيلَ: سُمِّيَت بذلكَ لغَزارَةِ نَوْئِها.
(و) الثُّرَيَّا: (ع) ؛ وقيلَ: جَبَلٌ يقالُ لَهُ عاقِرُ الثُريَّا.
(و) الثُّرَيَّا: (بِئْرٌ بمكَّةَ) لبَني تَيمِ بنِ مُرَّةَ.
ونَسَبَها الوَاقِديُّ إِلَى ابنِ جُدْعان.
(و) الثُّرَيَّا: (ابنُ أَحمدَ الأَلْهانيُّ المُحدِّثُ) .) وآخَرُون سُمُّوا بذلِكَ.
(و) الثُّرَيَّا: (أَبْنِيَةٌ للمُعْتَضِدِ) العبَّاسيِّ (ببَغْدادَ) قُرْبَ التاجِ وعملَ بَيْنهما سِرْداباً تَمْشِي فِيهِ حَظَاياهُ مِن القَصْر إِلَى الثُّرَيَّا.
(و) الثُّرَيَّا: (مِياهٌ لمُحارِبٍ) فِي شُعَبَى.
(ومِياهٌ للضِّبابِ) .
(وقالَ نَصْر: ماءٌ بحمى ضريّة، وثَمّ جَبَلٌ يقالُ لَهُ عاقِرُ الثّرَيَّا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{ثَرا اللَّهُ القومَ: أَي كَثَّرهُم؛ عَن أَبي عَمْرو.
وَيَقُولُونَ: لَا} يُثْرِينا العَدُوُّ، أَي يَكْثُر قَوْلَه فِينَا.
ومالٌ {ثَرٍ، كعَمٍ: كَثيرٌ، لُغَةٌ فِي} ثَرِي.
{وثَرِيتُ بفلانٍ، كرَضِيتُ، فأَنا بِهِ ثَرٍ، كعَمٍ،} وثَرِىً، كفَتِيّ: أَي غَنِيٌّ عَن الناسِ بِهِ.
{وثَرِيتُ بك: كَثُرْتُ بك؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والثَّرِيُّ، كغَنِيَ: الكَثيرُ العَدَدِ؛ قالَ المَأْثُورُ المُحارِبي، جاهِلِيّ.
فقد كُنْتَ يَغْشاكَ! الثَّرِيُّ ويَتَّقِيأَذاكَ ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع ورِماحٌ {ثَرِيَّةٌ: كَثِيرَةٌ؛ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
سَتَمْنَعُني مِنْهُم رِماحٌ ثَرِيَّةٌ وغَلْصَمَةٌ تَزْوَرُّ عَنْهَا الغَلاصِمُوالثُّرَيَّا: اسمُ امْرأَةٍ مِن أُمَيَّة الصُّغْرى شَبَّبَ بهَا عُمَرُ بنُ أَبي ربيعَةَ، وفيهَا يقولُ:

أَيّها المنكح الثُّرَيَّا سُهَيْلاً
عمرك الله كَيْف يَلْتَقِيَان} وأَثْرَى: مَوْضِعٌ؛ قالَ الأَغْلبُ العِجْليُّ:
فَمَا تُرْبُ {أَثْرَى لَو جَمَعْتَ تُرَابَها
بأَكْثَر مِنْ حَيَّيْ نِزارٍ على العَدِّوالثُّرَيَّا: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ الأَخْطَلِ غَيْر الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف، قالَ:
عَفَا مِن آل فاطِمَة الثُّرَيَّا
فَمَجْرَى السَّهْبِ فالرِّجَلِ الْبراق} والثريَّاءُ: الثَّرَى.
{وثَرْوان: جَبَلٌ لبَني سُلَيْم.
والثّريَّا مِن السُّرُجِ: على التشْبيهِ} بالثرَيّا مِن النجُومِ.
باب الثاء والراء و (وا يء) معهما ث ر ي، ث ار، وث ر، ر وث، ور ث، ر ث ي، ر ي ث، ثء ر، ر ثء، ء ث ر مستعملات

ثرو: تقول: إنّه لذُو ثَرْوةٍ من المال وعَدَد من الرِّجال.. والثَّرْوَةُ: كَثْرةُ العَدَد.. وثَراهُمُ الله: كَثَّرهم. والثّراءُ، ممدودٌ: عددُ المالِ نَفْسه.. والمُثري: الكَثِيرُ الثَّراء. والثَّرى، مقصور: التُّرابُ، وكُلُّ طِينٍ لا يكونُ لازباً إذا بُلَّ، قال العجّاجُ :

كالدِّعصِ أعلى تُربِــهِ مَثْريُّ

المَثريُّ: هو المَفْعُولُ من الثَرْي. وتثرّى الفَرَسُ بالعَرَقِ تَثَرِّياً، وثَرِيَ أيضاً ثَرىً شديداً، [إذا نَدِيَ بعَرَقِه] .

ثار: الثَّوْرُ: الذَّكَر من البقر، والقِطْعةُ من الأَقِط، وبُرْجٌ من بُرُوج السّماء، وبه سمِّي السّيد، وبه كني عمرو بن معديكرب: أبا ثَوْر، ومنهم من يقول بالتّاء، وبالثّاء أَعْرَفُ وأحسن، والمنزل الذي ذكره ذو الرُّمَّة ببُرْقة الثَّوْر . والثَّوْر: الفِراش، قال النّجاشيّ:

ولسْتُ إذا شبّ الحُروب غُزاتها ... من الطَّيشِ ثوراً شاط في جاحِمِ اللَّظَى

وثَوْر: جبلٌ: جَبَلٌ بمكّة. والثَّوْر: العَرْمَضُ على وَجْه الماء وغّه من قول الشاعر :

إنّي وعَقلي سُلَيْكاً بعد مقتله ... كالثور يضرب لما عافت البَقَرُ

إذا عافتِ البَقَرُ الماءَ من العَرْمَض ضُرِبَ بعصا حتّى يتفرّق عن وجه الماء، وقيل: بل يُضْربُ الثَّوْر من البقر فيقحمه الماء، فإذا رأته البقر وارداً وَرَدَتْ. وثَوْر: حيّ، وهم إخْوةُ ضبّة. والثَّوْرُ: مَصْدرُ ثار يَثُور الغُبارُ والقَطا إذا نَهَضَتْ من مَوْضِعها. وثار الدَّمُ في وَجهه: تَفَشَّى فيه، وظَهَر.. والمَغْرِبُ ما لم يَسقُطْ ثَوْرُ الشَّمْس، والثَّوْر: الحُمْرة التي بعد سقوط الشَّمس لأنّها تَثُور، [أي: تنتشر] . وثَوَّرْتُ كُدُورةَ الماء، فثار، وكذلك: ثَوَّرْتُ الأَمْرَ. واسْتَثَرْت الصَّيْدَ إذا أثرته، قال :

أثار اللّيثَ في عِرِّيس غِيلٍ ... لهُ الويلاتُ ممّا يَسْتَثيرُ

أثاره، أي: هَيَّجَهُ.

وثر: الوثير: الفِراشُ الوَطيء، وكلّ وطيء وثير، ومنه: امرأة وثيرة، أي: سمينة عجزها.

روث: الرَّوثة: طَرَفُ الأَرْنَبة حيثُ يَقْطُرُ الرُّعاف. والرَّوث: رَوْثُ ذاتِ الحافِر.

ورث: الإيراث: الإبقاءُ للشّيء.. يُورِثُ، أي: يُبقي ميراثاً. وتقول: أورثه العِشقُ هَمّاً، وأورثته الحُمَّى ضَعفاً فوَرِثَ يَرِثُ. والتُّراث: تاؤه واوٌ، ولا يُجْمَعُ كما يُجْمَعُ الميراث. والإرث: ألفه واوٌ، لكنّها لما كُسِرَتْ هُمِزَتْ بلغة من يهمز الوسادَ والوِعاء، وشبهه كالوِكاف والوِشاح.. وفلان في إرث مَجْدٍ. وتقول: إنّما هو مالي من كَسبي وإرْثِ آبائي.

رثي: رَثَى فُلانٌ فُلاناً يَرْثيهِ رَثْياً ومَرْثِيةً، أي: يبكيه ويَمْدَحُهُ، والاسم: المرثية. ولا يَرْثي فلانٌ لفُلانٍ، أي: لا يتوجّع إذا وقع في مكروه، وإنّه ليَرْثي لفُلانٍ مرثية ورَثْياً. والمُتَرثِّي: المُتَوَجِّع المفجوع، قال الرّاجز :

بُكاءَ ثُكْلَى فَقَدَتْ حَمِيما ... فهي ثُرَثّي بأّبا وابنيما

معناه: وابني على الندبة، و (ما) هاهنا وجوبٌ وتوكيدٌ. كما قيل: أَحبِبُ حبيبك هَوْناً مّا كي ما يكون بغيضك يوما مّا.. اي: لا تُحبّ حَبِيبَكَ حبّا شديداً، ولكن أَحْبِبْهُ هَوْناً فعَسَى أن يكونَ بَغِيضَك يوماً، ويُفَسّر (ما) هاهنا هكذا.

ريث: الرَّيثُ: الإبطاء، يُقالُ: راثَ علينا فلانٌ يَرِيثُ رَيْثاً، وراثَ علينا خَبَرُهُ.. واسْتَرَثتُهُ واستبطأته. وإنّه لَرَيِّثٌ، وقول الأَعْشَى :

[كأنّ مِشيَتَها من بَيْتِ جارتها] ... مَرُّ السَّحابةِ، لا رَيثٌ ولا عَجَلُ

من رواه بكَسْر الجيم جعل الرَّيث نَعْتاً مُخَفَّفاً مثل الهَيْن واللين وأشباههما. وما قعد فلانٌ إلا ريث ما قال، وما يَسْمَعُ مَوْعِظتي إلاّ رَيْثَ أَتَكلّم، قال يَصِفُ امرأة:

لا تَرْعَوْي الدَّهرَ إلاّ رَيْثَ أُنْكِرهُا ... أَنثُو بذاك عليها لا أُحاشيها

أي: إلاّ بقدر ما أُنكرها ثمّ تعاود.

ثأر: الثَّأْرُ: الطَّلَب بالدّم.. ثأر فلانٌ لقتيله، أي: قَتَل قاتِلَهُ، يثأر، والاسم: الثُّؤرة، قال:

حللت به وتري وأدركت ثُؤْرَتي ... إذا ما تَنَاسَى ذَحْلَهُ كُلُّ عَيْهَبِ

العَيْهَبُ: الجاهل، [والضعيف عن طَلَب وِتره] ، وعَهَبتُ الأَمْرَ، أي: جَهلْتُهُ. وأثأر فلانٌ من فُلانٍ، أي: أَدْرَكَ ثَأْرَهُ منه.

رثأ: الرَّثيئةُ، مهموز اللّبن [الحامض] يُحْلَبُ عليه فيَخْثر.. رثأتُ اللَّبَنَ أَرْثَؤُه رَثْأ.

أثر: الأثر: بقيّة ما ترى من كُلّ شيء وما لا يُرَى بعد ما يُبْقي عُلْقَةً. والإِثْرُ: خِلاصُ السَّمنِ. وأُثْرُ السَّيف: ضَرْبَتُهُ. وذهبتُ في إثْرِ فُلانٍ، أي: اسْتَقفَيتُهُ، لا يشتق منه فعل هاهنا، قال :

بانَتْ سُعادُ فقَلْبي اليَوْمَ مَتبُولُ ... مُتَيَّمُ إثْرَ مَنْ لم يَجْزِ، مَكْبُولُ

فأَلقَى الصِّفة. وأَثرُ الحديث: أَنْ يأثِرَه قَوْمٌ عن قَوْمٍ، أي: يُحدَّثُ به في آثارهم، أي: بَعْدَهم، والمصدر: الأَثارةُ. والمَأْثُرةُ: المكْرُمة، وإنّما أُخِذَتْ من هذا، لأنّها يَأْثُرُها قَرْنٌ عن قرن، يَتَحدُّثون بها. ومآثِرُ كلِّ قومٍ: مساعي آبائهم. والأثيرُ الكريمُ، تُؤثِرُهُ بفضلك على غيره، والمصدر: الإثرة. [تقول] : له عندنا إِثْرةٌ. واستأثر الله بفُلانٍ، إذا مات، وهو ممّن يُرجَى له الجنّة. واستأثرت على فلان بكذا وكذا، أي: آثَرْتُ به نَفسي عليه دونه. وأُثْرُ السَّيْفِ: وَشْيُهُ الذي يُقال له: الفرند، و [قولهم] : سيفٌ مأثورٌ من ذلك، ويقال: هو أَثيرُ السَّيْف مثل ذميل [فعيل] ، وأٌثرٌ السيّف [فُعل] مخفّف، قال:

كأنّهم أَسْيُفٌ بيضٌ يَمانِيَةٌ ... عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ

[فثقل] بضمّتين. وقال:

كأنّ بقايا الأُثْر فوق متونه ... مَدَبُّ الدَّبَى فوق النّقا وهو سارح

والمِئْثَرةُ، مهموز: سِكِّينٌ يُؤْثَرُ بها باطن خُفِّ البعير فحيثُما ذهَب عُرِفَ به أَثَرُهُ. والمِيثرة، خفيفة: شِبْه مرفقة تُتَّخَذُ للسَّرْجِ كالصُّفّة، تُلْقَى على السَّرْج، ويُلقَى عليها السَّرْج. وقد أثرْتُ أن أفعل كذا وكذا، وهو هَمٌّ في عَزْم.. وتقولُ: افعَلْ يا فُلانُ هذا آثِراً مّا، أي إن أَخَّرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إمّا لا. والآثر: بوزن فاعل. وتفسير (إما لا) : أن (لا) و (ما) صلةٌ فجعلت كلمةٌ واحدةً فأُمِيلَتْ. والآثر والواثر: لغتان هو الذي يُؤْثَرُ تحت خُفّ البعير المعروف الرقيق بذلك.

عذو

عذو


عَذَا(n. ac. عَذْو)
a. Was healthy, salubrious.
عذو: عذَاة. يقال: تُرْبَــة ذاتُ عذاةٍ (معجم البلاذري).
عذو
أرْضٌ عَذَاةٌ وعَذِيَةٌ وعاذِيَةٌ، وقد عَذُوَتْ وعَذِيَتْ عَذَاةً طَيِّبَةً. وماءٌ عَذَاةٌ: مَرْعِيٌّ ما حَوْلَه.
ع ذ و

نزلوا في أودية ذات عذوات وهي الأرضون الطيّبة الــتربــة الكريمة النبات. وقد عذيت الأرض فهي عذية وعذاة. قال ذو الرمة:


بأرض هجان الــترب وسميّة الثرى ... عذاة نأت عنها الملوحة والبحر

وقال آخر:

بأرض عذاة حبّذا ضحواتها ... وأطيب منها ليله وأصائله
الْعين والذال وَالْوَاو

العَذَاةُ: الأَرْض الطّيبَة الــتربــة الْكَرِيمَة المنبت. وَقيل: هِيَ الأَرْض الْبَعِيدَة من النَّاس، قَالَ ذُو الرمة:

بأرْضٍ هِجانِ الــتُّرْبِ وسْمِيَّةِ الثَّرَى ... عَذَاةٍ نأتْ عَنْهَا المُلُوحَةُ والبَحْرُ

وَالْجمع عَذَوَاتٌ وعَذًى.

والعذْىُ كالعَذَاةِ قلبت الْوَاو يَاء لضعف السَّاكِن أَن يحجز، كَمَا قَالُوا صبية، وَقد قيل: إِنَّه يَاء.

وَالِاسْم: العَذَاءُ.

وَأَرْض عَذاة: إِذا لم يكن فِيهَا حمض وَلم تكن قريبَة من بِلَاده.

والعَذَاةُ: الخامة من الزَّرْع.

والعَذَواَنُ: النشيط الْخَفِيف الَّذِي لَيْسَ عِنْده كَبِير حلم وَلَا أَصَالَة، عَن كرَاع وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.
عذو
: (و {عَذا البَلَدُ} يَعْذُو: طابَ هَواؤُهُ؛) عَن ابنِ الأَعْرابي.
( {والعَذاةُ: الأرضُ الطيِّبَةُ الــتُّرْبَــةِ الكَرِيمَةُ المَنْبتِ.
(وقيلَ: هِيَ (البَعِيدَةُ) مِن النَّاسِ، أَو (من الماءِ والوَخَمِ) والوَباءِ: أَو هِيَ البَعِيدَةُ عَن الأَحْساءِ والنُّزُورِ، أَو الَّتِي لم يكُنْ فِيهَا حَمْضٌ وَلَا قرِيبَة مِن بِلادِه. (كالعَذِيَّةِ،) هُوَ مَضْبوطٌ كغَنِيَّةٍ، والصَّوابُ كفَرِحَةٍ كَمَا ضَبَطَه الجوْهرِي، (ج} عَذَواتٌ،) محرَّكةً، {وعَذًى.
وَفِي الحديثِ: (إِن كنتَ لَا بدَّ نازِلاً بالبَصْرة، فانْزِلْ} عَذَواتِها وَلَا تَنْزِلْ سُرَّتها) ؛ وقالَ الكُمَيْت:
{وبِالعَذَوات منبتنا نضار
ونبع لَا فصافص فِي كبيناوأَنْشَدَ الجوهريُّ لذِي الرُّمَّة:
بأَرْضِ هِجانِ الــتُّرْب وسْمِيَّةِ الثَّرى
} عَذَاةٍ نَأَتْ عَنْهَا المُلُوحَة والبَحْرُ (وَقد {عَذُوَتِ) الأَرضُ، ككَرُمَ، وَهَذِه عَن أَبي زيْدٍ، (وعَذِيَتْ،) كفَرِحَ، (أَحْسَنَ} العَذاةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{العَذَوانُ: محرَّكةً: النَّشيطُ الخَفِيفُ الَّذِي ليسَ عنْدَه كبيرُ حِلْم وَلَا أصالةٍ، والأُنْثَى بالهاءِ، ويُرْوَى بالغَيْن كَمَا سَيَأْتِي.

عذو

1 عَذَا البَلَدُ, aor. ـْ The country, or town, was good, or pleasant, in respect of its air. (IAar, K, TA.) b2: And you say, عَذُوَتِ الأَرْضُ (Az, K, TA) and عَذِيَت (K) أَحْسَنَ العَذَاةِ or العَذَآءَةِ. (So accord. to different copies of the K [in which what immediately precedes app. indicates that the meaning is, The land was such as is termed عَذَاة, in the best degree; so that العَذَاة or العَذَآءَة, the former of which is the reading in the T, is the inf. n.: but accord. to the TK, عَذُوَتِ الأَرْضُ, having for its inf. n. عَذَاوَةٌ, and عَذِيَت, having for its inf. n. عَذًى, mean, without any addition, كَانَتْ أَحْسَنَ العَذَاةِ i. e. the land was the best of what is termed عَذَاة].) 10 اِسْتَعْذَيْتُ المَكَانَ [I found that] the place was suitable to me (K, TA) in its air, (TA,) and I deemed it good, or pleasant. (K, TA. [Mentioned in art. عذى; but more properly belonging to the present art.; though both of these arts. are intimately connected, each with the other.]) عَذًى [or عَذًا]: see the next paragraph.

عَذَاةٌ and ↓ عَذِيَةٌ, (S, K, TA,) the latter written in [some copies of] the K, erroneously, عَذِيَّة, (TA,) Land good (S, K) in its soil, (S,) remote from water and from tainted air: (K:) or land good in its soil, and fertile: or remote from men: or remote from water and from tainted air and from pestilence: or remote from the [sunken waters, or the watery beds of sand or earth, called] أَحْسَآء, and from the waters that ooze from the ground: or not having in it [plants of the kind called] حَمْض, nor near to a region thereof: (TA: [see also عِذْىٌ, in art. عذى:]) pl. of the former عَذَوَاتٌ (S, K) and [coll. gen. n. of the same, app. when used as a subst., which may generally be the case,] ↓ عَذًى [or عَذًا]. (TA.) [See also عِذْىٌ, again, in art. عذى.]

b2: And عَذَاةٌ signifies also A خَامَة [or portion that grows forth upon a single stalk, or fresh or juicy bunch or plant, &c., (see art. خيم,)] of seedproduce. (TA in art. عذى.) عَذِيَةٌ: see the next preceding paragraph.

عَذَوَانٌ Brisk, lively, or sprightly; light, or active; not having great forbearance nor أَصَالَة [app. as meaning firmness, or soundness, of judgment]: fem. with ة: or, as some say, it is with غ. (TA.) عَذَوِيَّةٌ: see عَاذِيَةٌ, below.

عَذَآءٌ the subst. from عَذَاةٌ [app. signifying The quality, or condition, of land that is termed عَذَاة]. (TA in art. عذى.) عَاذِيَةٌ and ↓ عَذَوِيَّةٌ, and عَوَاذٍ [the pl. of the first], applied to camels, Being in a place of pasture that has not in it [plants of the kind called]

حَمْض. (K and TA in art. عذى.) [See also عَادِيَةٌ, voce عُدْوِىٌّ, in art. عدو.]

أربضت

(أربضت) الشَّمْس اشْتَدَّ حرهَا حَتَّى تربــض الدَّوَابّ من شدته والراعي الْغنم وَغَيرهَا من الدَّوَابّ جعلهَا تربــض وَالشرَاب الْقَوْم أرواهم حَتَّى أثقلهم فربضوا وناموا ممتدين على الأَرْض وَيُقَال أربضهم الْإِنَاء وَفِي حَدِيث أم معبد (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قَالَ عِنْدهَا دَعَا بِإِنَاء يربض الرَّهْط) وَأَهله قَامَ بنفقتهم

قَرُبَ

قَرُبَ منه، ككَرُمَ، وقَرِبَه، كَسَمِع، قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً: دَنَا، فهو قَريبٌ، للواحِد والجَمْعِ.
والمَقْرِبَةُ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ،
والقُرْبَةُ، (والقُرُبَةُ) والقُرْبَى: القَرَابَةُ. وهو قَرِيبي وذُو قَرابَتِي، ولا تَقُلْ: قَرابَتِي.
وأقْرِباؤُكَ وأقارِبُكَ وأقْرَبوكَ: عَشيرَتُك الأَدْنَوْنَ.
والقَرْبُ: إدْخالُ السَّيفِ في القِرابِ: للْغِمْدِ، أو لِجَفْنِ الغِمْدِ،
كالإِقرابِ، أو اتِّخاذُ القِرابِ للسَّيفِ، وإطْعامُ الضَّيفِ الأَقْرابَ. وبالضم، وبضَمَّتينِ: الخاصِرةُ، أو من الشَّاكِلَةِ؟؟ إلى مَراقِّ البَطْنِ، ج: الأَقْرابُ. وكفَرِحَ: اشْتَكاهُ،
كقَرَّبَ تَقْريباً.
وكقُفْلٍ: ع، وبالتَّحْريكِ: سَيْرُ اللَّيلِ لِوِرْدِ الغَدِ،
كالقِرَابَةِ، وقد قَرَبَ الإِبِلَ، كَنَصَرَ، قِرابَةً، بالكسر، وأقْرَبْتُها، والبِئْرُ القَريبةُ الماءِ، وطَلَبُ الماءِ لَيْلاً، أو أنْ لا يكونَ بَيْنَكَ وبينَ الماءِ إلاَّ لَيْلَةٌ، أو إذا كانَ بينَكْما يومانِ فأوَّلُ يومٍ تَطْلُبُ فيه الماءَ:
القَرَبُ، والثاني: الطَّلَقُ.
والقُرْبانُ، بالضم: ما يُتَقَرَّبُ به إلى اللَّهِ تعالى، وجليسُ المَلِكِ الخاصُّ، ويُفْتَحُ.
وتَقَرَّبَ به تَقَرُّباً وتِقِرَّاباً، بكسرتينِ: طَلَبَ القُرْبَةَ به، ج: قَرابِينُ.
وقَرابينُ أيضاً: وادٍ بنَجْدٍ.
وقُرْبَةُ، بالضم: وادٍ.
واقْــتَرَبَ: تَقَارَبَ.
وشيءٌ مُقارِبٌ، بالكسر: بينَ الجَيِّدِ والرَّديءِ، أو دَينٌ مُقارِبٌ، بالكسر، ومَتاعٌ مُقارَبٌ، بالفتح.
وأقْرَبَتْ: قَرُبَ وِلادُها، فهي مُقْرِبٌ، ج: مَقاريبُ،
وـ المُهْرُ،
وـ الفَصيلُ: دَنا للإِثْناءِ.
وافْعَلْ ذلك بقَرابٍ، كَسحابٍ: بِقُرْبٍ.
وقرابُ الشيء، بالكسر،
وقُرابُه وقُرابَتُه، بضمِّهما: ما قارَبَ قَدْرَه.
وإناءٌ قَرْبانُ،
وصَحْفَةٌ قَرْبَى: قارَبا الامتِلاءَ. وقَدْ أقْرَبَهُ، وفيه قَرَبهُ وقِرابُه.
والمُقْرَبَةُ: الفَرَسُ التي تُدْنَى وتُقْرَبُ، وتُكْرَمُ ولا تُتْرَكُ، وهو مُقْرَبٌ، أو يُفْعَلُ ذلك بالإِناثِ لئَلاَّ يَقْرَعَها فَحْلٌ لَئيمٌ،
وـ من الإِبِلِ: التي حُزِمَتْ للرُّكوبِ.
والمُتَقارِبُ: "فَعولُنْ" ثَمانِيَ مَرَّاتٍ، وفَعولُنْ فَعولُنْ فَعَلْ مَرَّتينِ، لقُرْبِ أوتادِه من أسْبابِه.
وقارَبَ الخَطْوَ: داناهُ.
والمُقارَبَةُ والقِرابُ: رَفْعُ الرِّجْلِ للجِماعِ.
والقِرْبَةُ، بالكسر: الوَطْبُ من اللَّبَنِ، وقد تكونُ للماءِ، أو هي المَخْرُوزَةُ من جانبٍ واحدٍ، ج: قِرْباتٌ وقِرِباتٌ وقِرَباتٌ وقِرَبٌ، وكذلك كُلُّ ما كان على فِعْلَةٍ، كفِقْرَةٍ وسِدْرَةٍ.
وأبو قِرْبَةَ: فَرَس عُبيدِ بنِ أَزْهَرَ. وابنُ أبي قِرْبَةَ: أحمدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَينِ العِجْلِيّ، والحَكَمُ بنُ سِنانٍ، وأحمدُ بنُ داودَ، وأبو بكرِ بنُ أبي عَوْنٍ، وعبدُ اللَّهِ بنُ أيوبَ القِرْبِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
والقارِبُ: السَّفينةُ الصغيرةُ، وطالِبُ الماءِ لَيْلاً.
والقَريبُ: السمَكُ المَمْلوحُ ما دامَ في طَراءَتِه،
وـ ابنُ ظَفَرٍ: رسولُ الكُوفِيينَ إلى عُمَرَ، وعَبْدِيُّ مُحَدِّثٌ. وكزُبَيْرٍ: لَقَبُ والِدِ الأَصْمَعِيِّ، ورئيسٌ للْخَوارجِ، وابنُ يَعْقوبَ الكاتِبُ. وقَريبَةُ، كَحبيبَةٍ: بنتُ زَيْدٍ، وبنتُ الحَارِثِ: صَحابِيَّتانِ، وبنتُ عبدِ اللَّهِ بنِ وهْبٍ، وأُخْرَى غيرُ مَنْسُوبَةٍ: تابِعيَّتانِ. وكجُهَيْنَةَ: بنتُ الحارِثِ، وبنتُ أبي قُحافَةَ، وبنتُ أبي أُمَيَّةَ، وقد تُفْتَحُ هذه: صَحابِيَّتانِ، ولا يُعَرَّجُ على قَوْلِ الذَّهَبِيِّ: لم أجِدْ بالضم أحَداً.
والقُرابة، بالضم: القَريبُ. وما هو بِشَبِيهكَ ولا بِقُرابَةٍ مِنكَ، بالضم: بقَريبٍ.
وقُرابَةُ المُؤْمِنِ، وقُرابُه: فِراسَتُه.
وجاؤوا قُرابَى، كفُرادَى: مُتقارِبينَ. وكغُرابٍ: جَبَلٌ باليَمَنِ.
والقَوْرَبُ، كَجَوْرَبٍ: الماءُ لا يُطاقُ كَثْرَةً.
وذاتُ قُرْبٍ، بالضم: ع له يومٌ م.
والمَقْرَبُ والمَقْرَبَةُ: الطريقُ المُخْتَصَرُ.
وقُرْبَى، كحُبْلى: ماءٌ قُرْبَ تَبالَةَ، ولَقَبُ بعضِ القُرَّاءِ. وكشَدَّادٍ: لَقَبُ أبي علِيٍّ محمدِ بنِ محمدٍ الهَرَويِّ المُقْرِئِ، وجماعةٍ من المُحَدِّثينَ.
وتقارَبَت إِبِلُهُ: قَلَّتْ، وأدْبَرَتْ،
وـ الزَّرْعُ: دَنا إِدْراكُه.
و"إذا تقارَبَ الزَّمانُ لم تَكَدْ رؤْيا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ"، المُرادُ: آخرُ الزَّمانِ، واقْتِرابُ الساعة، لأنَّ الشيءَ إذا قَلَّ تَقاصَرَتْ أطْرافُهُ، أو المرادُ: اسْتِواءُ اللَّيْلِ والنهارِ، ويَزْعُمُ العابِرُونَ أنَّ أصْدَقَ الأَزْمانِ لوقوعِ العِبارةِ وقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ، ووقْتُ إدْراكِ الثِّمارِ، وحينئذٍ يَسْتَوِي الليلُ والنَّهارُ، أو المرادُ زَمَنُ خُروجِ المَهْدِيِّ، حينَ تكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجُمُعةِ، والجُمُعَةُ كاليَوْمِ، يُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه.
والتَّقْريبُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ، أو أن يَرْفَعَ يَدَيْهِ مَعاً ويَضَعَهُما مَعاً، وأنْ يقولَ: حَيّاكَ اللَّهُ، وقَرَّبَ دارَكَ.
وتَقَرَّبَ: وضَعَ يَدَه على قُرْبِه.
وتَقَرَّبْ يا رَجُلُ: اعْجَلْ.
وقارَبَه: ناغاهُ بكلامٍ حَسَنٍ،
وـ في الأَمْرِ: تَرَكَ الغُلُوَّ، وقَصَدَ السَّدادَ.
(قَرُبَ)
- فِيهِ «مَن تَقَرَّب إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِراعاً» الْمُرَادُ بقُرْب الْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى القُرْب بالذِكْر وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، لَا قُرْبُ الذَّاتِ وَالْمَكَانِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ.
واللَّه يَتَعالى عَنْ ذَلِكَ ويَتَقدّس.
وَالْمُرَادُ بقُرْب اللَّهِ مِنَ العَبْد قُرْبُ نِعَمِه وألْطافِه مِنْهُ، وبِرّه وإحْسانه إِلَيْهِ، وتَرادُف مِنَنه عِنْدَهُ، وفَيْض مَواهِبه عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «صِفة هَذِهِ الأمَّة فِي التَّوْراة قُرْبانُهم دِمَاؤُهُمْ» القُرْبان: مَصْدَرٌ مِن قَرُبَ يَقْرُب: أَيْ يَتَقَرَّبون إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِإِرَاقَةِ دِمائهم فِي الجِهاد، وَكَانَ قُرْبانُ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ ذَبْح البَقَر وَالْغَنَمِ والإبِل.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الصلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِيّ» أَيْ أَنَّ الأتْقياء مِنَ النَّاسِ يَتَقَرَّبون بِهَا إِلَى اللَّهِ، أَيْ يَطْلُبُونَ القُرْبَ مِنْهُ بِهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجُمُعَةِ «مَن راحَ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى فكانَّما قرَّب بَدَنَة» أَيْ كَأَنَّمَا أهْدى ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا يُهْدى القُرْبانُ إلى بَيْت الله الحرام. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «إنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي فِي الْيَوْمِ مِراراً يَسْأَلُ بعضُنا بَعْضًا، وَإِنْ نَقْرُب بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ نَحْمَد اللَّهَ تَعَالَى» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْ مَا نَطْلُب بِذَلِكَ إلاَّ حَمْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: نَقْرُب: أَيْ نَطْلب. وَالْأَصْلُ فِيهِ طَلَبُ الْمَاءِ.
وَمِنْهُ «لَيْلَةُ القَرَب» وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يُصْبِحون مِنْهَا عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ اتُّسِع فِيهِ فَقِيلَ:
فُلانٌ يَقْرُب حاجَته: أَيْ يطْلُبها، وَإِنَّ الْأُولَى هِيَ المُخَفَّفة مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَالثَّانِيَةُ نَافِيَةٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لَهُ رجُل: مَا لِي هارِبٌ وَلَا قارِبٌ» القارِب: الَّذِي يَطْلُب الْمَاءَ.
أَرَادَ لَيْسَ لِي شَيْءٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَمَا كُنْتُ إلاَّ كقارِب وَرَد، وطالِبٍ وَجَد» .
وَفِيهِ «إِذَا تَقَارَب الزَّمَانُ» وَفِي رِوَايَةٍ «اقْــتَرب الزَّمَانُ لَمْ تَكَد رُؤْيا المؤمِن تَكْذِب» أَرَادَ اقْتِراب السَّاعَةِ. وَقِيلَ: اعْتِدال اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَكُونُ الرُّؤْيَا فِيهِ صَحِيحَةً لِاعْتِدَالِ الزَّمَانِ.
واقْــتَرَب: افْتَعل، مِنَ القُرْب. وتَقَارَب: تفاعَل مِنْهُ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا وَلَّى وأدْبَر: تَقَارَب.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَهْدِيِّ «يَتَقارَب الزَّمَانُ حَتَّى تَكُونَ السَّنَة كالشَّهر» أَرَادَ: يَطِيب الزَّمَانُ حَتَّى لَا يُسْتطال، وَأَيَّامُ السُّرور وَالْعَافِيَةِ قَصِيرة.
وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ قِصَر الأعْمار وقِلّة الْبَرَكَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «سَدِّدُوا وقَارِبوا» أَيِ اقْتَصِدوا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، واتْرُكوا الغُلُوَّ فِيهَا والتَّقْصير. يُقَالُ: قارَب فُلانٌ فِي أُمُورِهِ إِذَا اقْتَصد. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّهُ سلَّم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ، قَالَ: فأخَذني مَا قَرُب وَمَا بَعُد» يُقَالُ للرجُل إِذَا أقْلقَه الشَّيْءُ وأزعَجه: أخَذه مَا قَرُب وَمَا بَعُد، وَمَا قَدُم وَمَا حَدُث، كَأَنَّهُ يُفكِّر ويَهْتَم فِي بَعِيدِ أُمُورِهِ وقَرِيبها. يَعْنِي أيُّها كَانَ سَبَبًا فِي الامْتناع مِنْ رَدّ السَّلَامِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «لأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ لَآتِيَنَّكُمْ بِمَا يُشْبِهِهُا ويَقْرُب منها. وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنِّي لأَقْرَبُكُم شَبَهًا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِيهِ «مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ» المَقْرَبة: طَرِيقٌ صَغِيرٌ يَنْفُذ إِلَى طَرِيقٍ كَبِيرٍ، وجَمْعُها: المُقَارِب. وَقِيلَ: هُوَ مِن القَرَب، وَهُوَ السَّير بِاللَّيْلِ. وَقِيلَ السَّير إِلَى الْمَاءِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثَلَاثٌ لَعِينَاتٌ: رجُل عَوَّرّ طرِيقَ المَقْرَبة» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مَا هَذِهِ الْإِبِلُ المُقْرِبة» هَكَذَا رُوِي بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَقِيلَ: هِيَ بِالْفَتْحِ وَهِيَ الَّتِي حُزِمَت لِلرِّكُوبِ. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا رِحال مُقْرَبة بالأدَم، وَهُوَ مِنْ مَراكب الْمُلُوكِ، وأصلهُ مِنَ القِراب.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر «لِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنَ السَّرايا مَا يَحْمِل القِرَابُ مِنَ التَّمْر» هُوَ شِبْه الجِراب يَطْرح فِيهِ الرَّاكِبُ سَيْفه بِغمده وسَوْطَه، وَقَدْ يَطْرح فِيهِ زَادَهُ مِنْ تَمْر وَغَيْرِهِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الرِّوَايَةُ بِالْبَاءِ هَكَذَا، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا هَاهُنَا، وأراهُ «القِراف» جَمْع قَرْف، وَهِيَ أوْعِيَة مِنْ جُلود يُحْمَل فِيهَا الزَّادُ للسَّفَر، وتُجْمع عَلَى: قُروف، أَيْضًا.
(هـ) وَفِيهِ «إنْ لَقِيتَني بقُراب الْأَرْضِ خَطِيئة» أَيْ بِمَا يُقارِب مَلأْها، وَهُوَ مَصْدَرُ:
قَارَب يُقارِب.
(س) وَفِيهِ «اتَّقُوا قُرَابَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينْظُر بِنُورِ اللَّهِ» ورُوِي «قُرابة الْمُؤْمِنِ» يَعْنِي فِراسَتَه وظَنَّه الذي هو قَريب من العلم والتَّحَقُّق؛ لصِدْق حَدْسِه وإصابتِه. يُقَالُ: مَا هُوَ بعالِم وَلَا قُرَاب عالِم، وَلَا قُرابة عالِم، وَلَا قَريب عَالِمٍ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ المولِد «فخَرج عَبْدُ اللَّهِ أَبُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مُتَقَرِّباً مُتَخَصَّراً بالبَطْحاء» أَيْ واضِعاً يَدَه عَلَى قُرْبِه: أَيْ خاصِرتَه.
وَقِيلَ: هو الموضع الرَّقيق أسفل من السُّرّة. وَقِيلَ: مُتَقَرِّباً، أَيْ مُسْرِعاً عجِلاً، ويُجْمَع عَلَى أَقْراب.
وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
يُمْشِى القُرادُ عَلَيْهَا ثُمَّ يُزْلِقُه ... عَنْهَا لَبانٌ وأَقرابٌ زَهاليلُ
وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «أتيْت فَرسي فركِبْتها فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّب بِي» قَرَّبَ تَقْرِيبا إِذَا عَدَا عدْواً دُونَ الإسْراع، وَلَهُ تَقْرِيبان، أدْنى وأعْلَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «فَجَلَسُوا فِي أَقْرُب السَّفينة» هِيَ سُفُنٌ صِغار تَكُونُ مَعَ السُّفُنِ الْكِبِارِ البَحْرِيَّة كَالْجَنَائِبِ لَهَا، واحِدها: قارِب، وجَمْعُها: قَوَارِب، فأمَّا أَقْرُب فَغْير مَعْرُوفٍ فِي جَمْعِ قارِب، إلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
وَقِيلَ: أَقْرُب السَّفِينَةِ: أَدَانِيهَا، أَيْ مَا قَارَب إِلَى الْأَرْضِ مِنْهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إلاَّ حامَى عَلَى قَرابَتِه» أَيْ أَقَارِبه. سُمُّوا بِالْمَصْدَرِ، كالصَّحابة.

رَبَثَ

(رَبَثَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ غَدَتِ الشَّيَاطِينُ بِرَايَاتِهَا فيأخُذُون الناسَ بِالرَّبَائِثِ فيُذكِّرونهم الحاجاتِ» أَيْ لِيُرَبِّثُوهُمْ بِهَا عَنِ الْجُمُعَةِ. يُقَالُ رَبَّثْتُهُ عَنِ الْأَمْرِ إِذَا حَبَسْتَهُ وثبّطنه. والرَّبَائِثُ جَمْعُ رَبِيثَةٍ وَهِيَ الْأَمْرُ الَّذِي يَحْبس الْإِنْسَانَ عَنْ مَهامِّه. وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ «يَرْمُون الناسَ بِالتَّرَابِيثِ» قَالَ الخطَّابي: وليسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: يَجُوزُ- إِنْ صحَّت الرِّوَايَةُ- أَنْ يَكُونَ جَمْعَ تَرْبِــيثَةٍ وَهِيَ المرَّة الواحِدة مِنَ الــتَّرْبِــيثِ. تَقُول:
رَبَّثْتُهُ تَرْبِــيثاً وتَرْبِــيثَةً وَاحِدَةً، مِثْلَ قَدَّمْتُه تَقْديما وتَقْديمة وَاحِدَةً.

العَقْرُ

العَقْرُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، قال الخليل:
سمعت أعرابيّا من أهل الصّمان يقول كل فرجة تكون بين شيئين فهو عَقر وعُقر لغتان، قال ووضع يديه على قائمتي المائدة ونحن نتغدّى فقال: ما بينهما عقر، قال: والعقر القصر الذي يكون معتمدا لأهل القرية، قال لبيد:
كعقر الهاجريّ إذا ابتناه ... بأشباه حذين على مثال
وقال غيره: العقر القصر على أي حال كان، والعقر:
الغمام. وعقر بني شليل، قال تأبّط شرّا:
شنئت العقر عقر بني شليل، ... إذا هبّت لقارئها الرياح
وشليل من بجيلة وهو جدّ جرير بن عبد الله البجلي.
والعقر: عدة مواضع، منها: عقر بابل قرب كربلاء من الكوفة، وقد روي أن الحسين، رضي الله عنه، لما انتهى إلى كربلاء وأحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال: ما اسم تلك القرية؟ وأشار إلى العقر، فقيل له:
اسمها العقر، فقال: نعوذ بالله من العقر، فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها؟ قالوا: كربلاء، قال: أرض كرب وبلاء، وأراد الخروج منها فمنع حتى كان ما كان قتل عنده يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة في سنة 102، وكان خلع طاعة بني مروان ودعا إلى نفسه وأطاعه أهل البصرة والأهواز وفارس وواسط وخرج في مائة وعشرين ألفا فندب له يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة فواقفه بالعقر من أرض بابل فأجلت الحرب عن قتل يزيد بن المهلّب، وقال الفرزدق يشبّب بعاتكة بنت عمرو بن يزيد الأسدي زوج يزيد بن المهلّب:
إذا ما المزونيّات أصبحن حسّرا ... وبكّين أشلاء على عقر بابل
وكم طالب بنت الملاءة انها ... تذكّر ريعان الشباب المزايل
والعقر أيضا: قرية بين تكريت والموصل تنزلها القوافل، وهي أول حدود أعمال الموصل من جهة العراق. والعقر: قرية على طريق بغداد إلى الدسكرة، ينسب إليها أبو الدّر لؤلؤ بن أبي الكرم بن لؤلؤ بن فارس العقري من هذه القرية. والعقر أيضا: قلعة حصينة في جبال الموصل أهلها أكراد وهي شرقي الموصل تعرف بعقر الحميدية، خرج منها طائفة من أهل العلم، منهم: صديقنا الشهاب محمد بن فضلون ابن أبي بكر بن الحسين بن محمد العدوي العقري النحوي اللغوي الفقيه المتكلم الحكيم جامع أشتات الفضل، سمع الحديث والأدب على جماعة من أهل العلم، وكنت مرة أعارض معه اعراب شيخنا أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري لقصيدة الشّنفرى اللّامية إلى أن بلغنا إلى قوله:
وأستفّ ترب الأرض كي لا يرى له ... عليّ من الطّول امرؤ متطوّل
فأنشدني في معناه لنفسه يقول:
مما يؤجّج كربي أنني رجل ... سبقت فضلا ولم أحصل على السّبق
يموت بي حسدا مما خصصت به ... من لا يموت بداء الجهل والحمق
إذا سغبت استففت الــتّرب في سغبي ... ولم أقل للئيم: سدّ لي رمقي
وإن صديت وكان الصفو ممتنعا، ... فالموت أنفع لي من مشرب رنق
وكم رغائب مال دونها رمق ... زهدت فيها ولم أقدر على الملق
وقد ألين وأجفو في محلّهما، ... فالسهل والحزن مخلوقان من خلقي
فقلت له: قول الشنفري أبلغ لأنه نزه نفسه عن ذي الطّول وأنت نزهتها عن اللئيم، فقال: صدقت لأن الشنفري كان يرى متطوّلا فينزه نفسه عنه وأنا لا أرى إلا اللئيم فكيف أكذب؟ فخرج من اعتراضي إلى أحسن مخرج. والعقر، ويروى بالضم أيضا: أرض بالعالية في بلاد قيس، قال طفيل الغنوي:
بالعقر دار من جميلة هيّجت ... سوالف حبّ في فؤادك منصب
وعقر السّدن: من قرى الشرطة بين واسط والبصرة، منها كان الضالّ المضل سنان داعية الإسماعيلية ودجالهم ومضلهم الذي فعل الأفاعيل التي لم يقدر عليها أحد قبله ولا بعده وكان يعرف السيميا.

وَجد

(وَج د)

وَجَد الشَّيْء يجِده ويَجُده قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد قَالَ نَاس من الْعَرَب: وَجَد يَجُد، كَأَنَّهُمْ حذفوها من يَوْجُد، وَهَذَا لَا يكَاد يُوجد فِي الْكَلَام، والمصدر وجَدْا، وجِدة، ووُجْدا، ووُجُودا، ووجدانا، وإجدانا، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

وآخرُ مُلْتاثٌ يَجُرُّ كِسَاءه ... نَفَى عَنهُ إجدانُ الرَّقِين المَلاَوِما

وَهَذَا على بدل الْهمزَة من الْوَاو الْمَكْسُورَة كَمَا قَالُوا: إلْدة فِي وِلْدة.

وأوجده إيَّاه: جعله يجِده، هَذِه عَن اللحياني.

ووجدتُني فعلت كَذَا.

وَوجد المَال وَغَيره يجِده وَجْدا، ووُجْدا.

والوَجْد، والوُجْد، والوِجْد: اليَسار والسَّعَة، وَفِي التَّنْزِيل: (أسكِنوهن من حَيْثُ سكنتم من وُجْدكم) وَقد قرئَ بِالثلَاثِ أَي من سعتكم وَمَا ملكتم. وَقَالَ بَعضهم: من مَسَاكِنكُمْ.

والواجد: الْغَنِيّ. وَقَالُوا: الْحَمد لله الَّذِي أوجدني بعد فقر: أَي أغناني.

وَهَذَا من وُجْدي: أَي قدرتي.

ووجَد عَلَيْهِ يجِد، ويجُد، وَجْدا، وجِدَة، ومَوْجِدة، ووِجْدانا: غَضِب، وَأنْشد اللحياني قَول صَخْر الغي:

كِلَانَا رَدّ صَاحبه بيأس ... وتأنيب ووِجْدان شديدٍ فَهَذَا فِي الْغَضَب لِأَن صَخْر الغَيّ أيْأَس الْحَمَامَة من وَلَدهَا فَغضِبت عَلَيْهِ، وَلِأَن الْحَمَامَة أيأسته من وَلَده فَغَضب عَلَيْهَا.

ووَجَد بِهِ وَجْدا فِي الْحبّ لَا غير، قَالَت شاعرة من الْعَرَب، وَكَانَ تزَوجهَا رجل من غير بَلَدهَا فعُنِّنَ عَنْهَا:

مَن يُهْدِ لي من مَاء بَقْعاء شَرْبة ... فَإِن لَهُ من مَاء لِينةَ أَرْبعا

لقد زَاد وجْدا ببَقْعاء أنَّنَا ... وجدنَا مطايانا بلِينةَ ظُلَّعا

فَمن مبلغ تِرْبَــيَّ بالرمل أنني ... بَكَيتُ فَلم أترك لعَيْنِيَ مَدْمَعَا

تَقول: مَن أهْدى لي شَرْبة من مَاء بقعاء، على مَا هُوَ بِهِ من مرَارَة الطّعْم، فَإِن لَهُ من مَاء لينَة على مَا هُوَ بِهِ من العذوبة أَربع شربات؛ لِأَن بقعاء حَبِيبَة إِلَى إِذْ هِيَ بلدي ومولدي، ولينة بغيضة إِلَيّ لِأَن الَّذِي تزَوجنِي من أَهلهَا غير مامون عَليّ، وَإِنَّمَا تِلْكَ كِنَايَة عَن تشكيها لذا الرجل حِين عُنَّنَ عَنْهَا. وَقَوْلها: لقد زادني وجدا ... الْبَيْت تَقول: زادني حبا لبلدي بقعاء هَذِه أَن هَذَا الرجل الَّذِي تزَوجنِي من أهل لينَة عنن عني فَكَانَ كالمطية الظالعة الَّتِي لَا تحمل صَاحبهَا. وَقَوْلها: فَمن مبلغ تربــتي تَقول: هَل من رجل يبلغ صَاحِبَتي بالرمل أَن بعلي ضعف عني وعنن فأوحشني ذَلِك إِلَى أَن بَكَيْت حَتَّى قرحت أجفاني فَزَالَتْ المدامع، وَلم يزل ذَلِك الجفن الدامع. وَهَذِه الابيات قرأتها على أبي الْعَلَاء صاعد بن الْحسن فِي كِتَابه الموسوم بالفصوص ".

وَوجد الرجل وَجْدا، ووجُد، كِلَاهُمَا عَن اللحياني: حَزِن.

عه

عه



عَهْ عَهْ: see عَاهِ عَاهِ, in art. عوه.
العين والهاء
عه: أهمله الخليل. وحكى الخارزنجي: عَهْعَهْتُ بالضأن: زَجَرْتَها، وقيل: هو زجر للإبل لتحتبس.
الْعين وَالْهَاء فِي الرباعي

رجل هبقع وهبنقع وهباقع: قصير ملزز.

والهبنقع: المزهو الأحمق، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

واهبنقع: جلس جلْسَة المزهو.

والهبنقعة جلسته.

والهبنقعة أَن يــتربــع ثمَّ يمد رجله الْيُمْنَى فِي تربــعه، وَقيل: هِيَ جلْسَة فِي تربــع.

والهبنقعة: قعُود الاستلقاء إِلَى خلف.

والهبنقع: الَّذِي لَا يَسْتَقِيم على أَمر فِي قَول وَلَا فعل وَلَا يوثق بِهِ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

والهبنقع: الَّذِي يجلس على أَطْرَاف اصابعه يسْأَل النَّاس. وَقيل: هُوَ الَّذِي إِذا قعد فِي مَكَان لم يكد يبرح، قَالَ ابْن الاعرابي: رجل هبنقع: لَازم لمكانه وَصَاحب نسوان.

قَالَ:

أرسلها هبنقع يَبْغِي الْغَزل

والهمقع والهمقع: ضرب من ثَمَر العضاه، وَخص بَعضهم بِهِ جني التنضب وَهُوَ من العضاه واحدته همقعة، عَن ثَعْلَب حَكَاهُ عَن أبي الْجراح. وَقَالَ كرَاع هُوَ التنضب بَينه وَحكى الْفراء عَن أبي شبيب الاعرابي أَن الهمقع والهمقعة: الأحمق والحمقاء، وَهَذَا لَا يُطَابق مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ لِأَن الهمقع عِنْده اسْم، وَهُوَ على قَول أبي شبيب صفة. وَلَا نَظِير لهمقع إِلَّا رجل زملق للَّذي يقْضِي شَهْوَته قبل أَن يُفْضِي إِلَى الْمَرْأَة.

والعجهرة: الْجفَاء.

وعيجهور: اسْم امْرَأَة. من ذَلِك.

والهجرع: الْخَفِيف من الْكلاب السلوقية.

والهجرع: الأحمق. وَقيل الشجاع والجبان.

وَرجل هجرع: طَوِيل ممشوق. وَقيل: هُوَ الطَّوِيل، لم يُقيد بِغَيْر ذَلِك.

وَقد قيل: إِن الْهَاء زَائِدَة، وَلَيْسَ بِشَيْء. وهرجع لُغَة فِيهِ، عَن ابْن الاعرابي.

والمعلهج: الرجل الأحمق الهذر اللَّئِيم والمعلهج: الَّذِي لَيْسَ بخالص النّسَب.

والعجاهن: الَّذِي يمشي بَين الْعَرُوس واهله بالرسالة فِي الاعراس، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وتعجهن الرجل الْمَرْأَة إِذا لَزِمَهَا حَتَّى يَبْنِي عَلَيْهَا.

والعجاهنة: الماشطة.

والعجاهن: الطباخ.

والعجاهن: الْقُنْفُذ، حَكَاهُ أَبُو حَاتِم وانشد:

فَبَاتَ يقاسي ليل انقد دائبا ... ويحدر بالقف اخْتِلَاف العجاهن

وَذَلِكَ لِأَن الْقُنْفُذ يسري ليله كُله، وَقد يجوز أَن يكون الطباخ لِأَن الطباخ يخْتَلف أَيْضا.

والعنجة والعنجهة: القنفذة الضخمة.

والعنجه والعنجه والعنجهي: كُله: الجافي من الرِّجَال - الْفَتْح عَن ابْن الاعرابي - وانشد:

ادركتها قُدَّام كل مدره ... بِالدفع عني دَرأ كل عنجه

وَفِيه عنجهية وعنجهية الْفَتْح أَيْضا عَن ابْن الاعرابي.

والعنجهية: خشونة الْمطعم وَغَيره قَالَ حسان:

وَمن عَاشَ منا عَاشَ فِي عنجهية ... على شظف من عيشه المتنكد

والهجنع: الشَّيْخ الاصلع.

والهجنع: الظليم الاقرع، قَالَ الراجز:

جدبا كرأس الاقرع الهجنع والهجنع: الطَّوِيل وَقيل: هُوَ الذّكر الطَّوِيل من النعام عَن يَعْقُوب، وانشد:

عقما ورقما وحاريا يضاعفه ... على قَلَائِص أَمْثَال الهجانيع

والهجنع: الطَّوِيل الاجنأ من الرِّجَال. وَقيل: هُوَ الطَّوِيل لجافي. وَقيل: الطَّوِيل الضخم، وَقيل: الْعَظِيم. وَهُوَ من أَوْلَاد الْإِبِل: مَا نتج فِي القيظ. وَالْأُنْثَى من كل ذَلِك بِالْهَاءِ.

والهجنع: الْأسود.

والعجهوم: طَائِر من طير المَاء كَأَن منقاره جلم الْخياط ز والعمهج: السَّرِيع.

والعماهج: الخاثر من البان الْإِبِل. وَقيل: هُوَ مَا حقن حَتَّى اخذ طعما غير حامض وَلم يخالطه مَاء، وَلم يخثر كل الخثارة فيشرب.

والعماهج: الممتليء لَحْمًا، وَقيل: التَّام الْخلق.

ونبات عماهج: اخضر ملتف. قَالَ جندل بن الْمثنى:

فِي غلواء الْقصب العماهج

ويروى: الغمالج. وَسَيَأْتِي ذكره.

وشراب عماهج: سهل المساغ.

وعضهل القارورة. وعلهضها: ضم رَأسهَا.

وعلهض رَأس القارورة: عالج صمامتها ليستخرجها.

وعلهض الْعين علهضة: استخرجها وَقَالَ اللحياني: علهضت عينه: اقتلعتها.

وعلهض مِنْهُ شَيْئا: نَالَ مِنْهُ شَيْئا. قَالَ: وعلهض الرجل: عالجه علاجا شَدِيدا واداره.

والهميسع: الْقوي الَّذِي لَا يصرع من الرِّجَال.

والهميسع: اسْم رجل قَالَ ابْن دُرَيْد: احسبه بالسُّرْيَانيَّة. قَالَ: وَقد سمى حمير ابْنه هميسعا. والعزهل والعزهل: ذكر الْحمام وَقيل: فرخها والعزهل والعزهول: السَّابِق السَّرِيع.

والعزهول من الْإِبِل: المهمل.

والمعزهل: الْحسن الْغذَاء.

وعزهل: اسْم.

وعزهل وعزاهل: مَوضِع.

والمعلهز: الْحسن الْغذَاء كالمعزهل.

وَالْعِلْهِز: وبر مخلوط بدماء لحلم، كَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة تاكله فِي الجدب.

وَالْعِلْهِز: القراد الضخم.

والهزلاع: الْخَفِيف.

والهزلاع: السّمع الازل وهزلعته: انسلاله فِي مضيه.

وهزلاع: اسْم.

والهزنوع: اصول نَبَات تشبه الطرثوث.

وزهنع الْمَرْأَة: زينها، قَالَ:

بني تَمِيم زهنعوا فتاتكم ... إِن فتاة الْحَيّ بالتزتت

والهطلع: الْجَمَاعَة من النَّاس.

وجيش هطلع: كثير. وَقيل: الْكثير من كل شَيْء.

الهطلع: الجسيم المضطرب الطول.

ودهداع: من زجر العنوق كدهداع. ودهدع بهَا: صَوت.

والعيد هول: النَّاقة السريعة.

والهند لع: بقلة، قيل إِنَّهَا عَرَبِيَّة، فَإِذا صَحَّ إِنَّهَا من كَلَامهم وَجب أَن تكون نونه زَائِدَة لَا اصل بإزائها يقابلها وَمِثَال الْكَلِمَة على هَذَا فنعلل وَهُوَ بِنَاء فَائت.

والعنته والعنتهى: المبالغ فِيمَا اخذ فِيهِ. والهذلوع: الغليظ الشّفة.

والعراهن: الضخم من الْإِبِل.

والهرنع: اصغر الْقمل. وَقيل: هُوَ الْقمل عَامَّة، وَالْأُنْثَى هرنعة.

والهرنوع والهرنعة كِلَاهُمَا: القملة الضخمة وَقيل: الصَّغِيرَة.

والعبهر: الممتليء شدَّة وغلظا، قَالَ أَبُو كَبِير:

وعراضة السيتين توبع بريها ... تأوى طوائفها لعجس عبهر

والعبهرة: الرقيقة الْبشرَة الناصعة الْبيَاض. وَقيل: الَّتِي جمعت الْحسن والجسم والخلق. وَقيل: هِيَ الممتلئة.

والعبهر والعباهر: الْعَظِيم. وَقيل: هما الناعم الطَّوِيل من كل شَيْء.

والعبهر: الياسمين، سمي بِهِ لنعمته.

والعبهر: النرجس، وَقيل: هُوَ نبت، فَلم يحل.

والعرهم: الطّلب الشَّديد.

والعرهوم والعراهم: التار الناعم من كل شَيْء وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. وَقيل: العراهمة والعراهم نعت للمذكر دون الْمُؤَنَّث.

والعراهم: الغليظ من الْإِبِل قَالَ:

فقربوا كل وَأي عراهم ... من الْجمال الجلة العياهم

والعرهوم من الْإِبِل: الْحَسَنَة فِي لَوْنهَا وجسمها.

والعرهوم من الْخلّ: الْحَسَنَة الْعَظِيمَة.

والهرمع: السرعة والخفة فِي الشَّيْء وَقد اهرمع واهرمعت الْعين بالدمع، كَذَلِك.

وَرجل هرمع: سريع الْبكاء.

واهرمع إِلَيْهِ: تباكى. والمعلهفة - بِكَسْر الْهَاء - الفسيلة الَّتِي لم تعل، عَن كرَاع.

والعلهب: التيس الطَّوِيل القرنين من الوحشية والإنسية قَالَ:

وعلهبا من التيوس علا

علا أَي عَظِيما.

وَقد وصف بِهِ الظبي والثور الوحشي، وَالْجمع علاهبة، زادوا الْهَاء على حد القشاعمة. قَالَ:

إِذا قعست ظُهُور بناة تيم ... تكشف عَن علاهبة الوعول

يَقُول: بطونهن مثل قُرُون الوعول.

والعلهب: الرجل الطَّوِيل. وَقيل: هُوَ المسن من النَّاس والظباء وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وعبهل الْإِبِل: اهملها.

وإبل عباهل ومعبهلة: مُهْملَة، قَالَ:

عباهل عبهلها لوراد

والعباهلة: المطلقون.

والعباهلة: الَّذين اقروا على ملكهم فَلم يزَالُوا عَنهُ.

وَملك معبهل: لَا يرد أمره فِي شَيْء.

والمتعبهل: الْمُمْتَنع الَّذِي لَا يمْنَع قَالَ تأبط شرا:

مَتى تبغني مَا دمت حَيا مُسلما ... تجدني مَعَ المسترعل المتعبهل

وعبهل: اسْم رجل.

وَرجل هلابع: حَرِيص على الْأكل. والهلابع: الذِّئْب لذاك صفة غالبة.

والهلابع: اللَّئِيم.

والهلابع: اسْم.

والهبلع والهبلاع: الْوَاسِع الحنجور الْعَظِيم اللقم الاكول.

والهبلع: اللَّئِيم.

وَعبد هبلع: لَا يعرف ابواه أَو لَا يعرف أَحدهمَا.

والهبلع: الْكَلْب السلوقي.

وهبلع اسْم كلب قَالَ:

والشد يدني لاحقا وهبلعا

وَقد قيل: إِن هَاء هبلع زَائِدَة. وَلَيْسَ بِقَوي.

وَرجل هملع: متخطرف خَفِيف الْوَطْء. وَقيل: هُوَ الْخَفِيف السَّرِيع من كل شَيْء.

والهملع: الذِّئْب قَالَ:

وَالشَّاة لَا تمشي على الهملع

قَوْله تمشي: يكثر نسلها. وَقد قَالُوا هملعة أَيْضا.

والهملع: الْجمل السَّرِيع، وَكَذَلِكَ النَّاقة. قَالَ:

جَاوَزت اهوالا وتحتي شيقب ... تعدو برحلي كالفنيق هملع

والهنبع: شبه مقنعة قد خيط تلبسه الْجَوَارِي.

وناقة عفاهن: قَوِيَّة، فِي بعض اللُّغَات. والعفاهم: القوية من النوق.

وعدو عفاهم: شَدِيد، قَالَ غيلَان:

يظل من جاراه فِي عذائم ... من عنفوان جريه العفاهم

وعفاهم الشَّبَاب: اوله.

عَذَيَ 

(عَذَيَ) الْعَيْنُ وَالذَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى طِيبِ تُرْبَــةٍ قَالَ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ: الْعَذَاةُ: الْأَرْضُ الطَّيِّبَةُ الــتُّرْبَــةِ، الْكَرِيمَةُ الْمَنْبِتِ. قَالَ:

بِأَرْضٍ هِجَانِ الــتُّرْبِ وَسْمِيَّةُ الثَّرَى ... عَذَاةٍ نَأَتْ عَنْهَا الْمُئُوجَةُ وَالْبَحْرُ قَالَ: وَالْعِذْيُ، الْمَوْضِعُ يُنْبِتُ شِتَاءً وَصَيْفًا مِنْ غَيْرِ نَبْعٍ. وَيُقَالُ: هُوَ الزَّرْعُ لَا يُسْقَى إِلَّا مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ، لِبُعْدِهِ مِنَ الْمِيَاهِ. قَالُوا: وَيُقَالُ لِهَذَا الْعَذَا، الْوَاحِدَةُ عَذَاةٌ. وَأَنْشَدُوا:

بِأَرْضٍ عَذَاةٍ حَبَّذَا ضَحَوَاتُهَا ... وَأَطْيَبُ مِنْهَا لَيْلُهُ وَأَصَائِلُهْ

ربز

[ربز] كَبْشٌ رَبيزٌ، أي مُكْتَنِزٌ أعجر، مثل ربيس. وربز القربة وربسها: ملاها.
(ربز)
الْكَبْش ربازة امْتَلَأَ لَحْمًا واكتنز وَفُلَان كَانَ كيسا ظريفا فَهُوَ ربيز

(ربز) الْقرْبَة ملأها
ربز: رَبَز: مس بيده (ألف ليلة برسل 3: 349).
كرابوز: صفارة، آلة ينفخ فيها فتصفر (دومب ص95، هلو). وعند شيرب: رَبوز وتجمع على رَوابز: تنفس الموقد. وفي معجم البربر: رابوز: منفاخ صغير.
(ربز) - في حَدِيثِ عَبدِ الله بن بُسْر: "وضَعنَا له قطِيفةً رَبِيزَةً". : أي ضَخْمَة. ويقال للعَاقِل الثَّخِين: رَبِيزٌ، وقد رَبُز رَبازَةً، ويقال رَمِيز، قَالَه أبو زَيْد.
[ربز] نه فيه: فوضعنا له قطيفه "ربيزة" أي ضخمة، من قولهم كيس ربيز، وصرة ربيزة، ويقال للعاقل الثخين ربيز وقد ربز ربازة وأربزته إربازًا ومنهم من يقول: رميز- بالميم، الجوهري: كبش رميز أي متنز أعجز مثل ربيس.
ربز
مُهْمَلٌ عنده.
الخارزنجيُّ: الربِيْزُ: الرَّجُل العاقِلُ الثخِيْنُ، وقد رَبُزَ رَبَازَةً. والمُرْتَبِزُ: المُرْتَفِعُ فَوْقَ المَكان. وكِيْسٌ رَبِيْزٌ - وصُرَّةٌ رَبِيْزَةٌ -: أي أعْجَرُ ناتِئٌ مُكْتَنِزٌ، وجَمْعُه رَبَائِزُ.
ربز
الرَّبيز: الرجلُ الظَّريفُ الكَيِّسُ، قَالَه أَبُو عدنان. الرَّبيز: المُكتَنِزُ الأَعجَزُ من الأَكْياس ونَحوِها، هَكَذَا فِي النُّسَخ: وَفِي بعض الأُصول: الأَكْباش جمع كَبْش رَبيز، مثل رَبيس، وَقَالَ أَبُو زَيْد: الرَّبيز والرَّميز من الرِّجال: العاقِلُ الثَّخين، وَقد رَبُزَ رَبازَةً، ورَمُزَ رَمازَةً، ككَرُمَ فيهمَا، أَي فِي معنى الظَّريف والمُكتَنِز. الرَّبيز: الكبيرُ فِي فَنّه، كالرَّميز، هَكَذَا فِي النُّسَخ: الْكَبِير، بالمُوَحَّدة. وَفِي التكملة واللِّسان بالثّاءِ المُثَلَّثَة. ورَبَّزَ القِرْبَةَ تَرْبِــيزاً: مَلأَها، وَكَذَلِكَ رَبَّسَها تَرْبِــيساً. وارْتَبزَ الرجلُ: تَمَّ فِي فَنّه وكَمُلَ وَهُوَ مُرْتَبِز ومُرْتَمِز. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَرْبَزَه إرْبازاً: أَعْقَلَه، عَن أبي زَيْد. وقَطيفةٌ رَبيزَةٌ: ضَخْمَة.

رَبَصَ 

(رَبَصَ) الرَّاءُ وَالْبَاءُ وَالصَّادُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الِانْتِظَارِ. مِنْ ذَلِكَ الــتَّرَبُّــصُ. يُقَالُ تَرَبَّــصْتُ بِهِ. وَحَكَى السِّجِسْتَانِيُّ: لِي بِالْبَصْرَةِ رُبْصَةٌ، وَلِي فِي مَتَاعِي رُبْصَةٌ، أَيْ لِي فِيهِ تَرَبُّــصٌ.

رَبَتَ 

(رَبَتَ) الرَّاءُ وَالْبَاءُ وَالتَّاءُ لَيْسَ أَصْلًا، لَكِنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ يُقَالُ رَبَّتَهُ تَرْبِــيتًا، إِذَا رَبَّبَهُ. قَالَ:

وَالْقَبْرُ صِهْرٌ صَالِحٌ زِمِّيتُ ... لَيْسَ لِمَنْ ضُمِّنَهُ تَرْبِــيتُ

دَسَعَ 

(دَسَعَ) الدَّالُ وَالسِّينُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الدَّفْعِ. يُقَالُ دَسَعَ الْبَعِيرُ بِجِرَّتِهِ، إِذَا دَفَعَ بِهَا. وَالدَّسْعُ: خُرُوجُ الْجِرَّةِ. وَالدَّسِيعَةُ: كَرَمُ فِعْلِ الرَّجُلِ فِي أُمُورِهِ. وَفُلَانٌ ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ، يُقَالُ هِيَ الْجَفْنَةُ، وَيُقَالُ الْمَائِدَةُ. وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ مِنَ الدَّفْعِ وَالْإِعْطَاءِ.

وَمِنْهُ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فِي كِتَابِهِ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ: " «إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ أَيْدِيهِمْ عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْهِمْ، أَوِ ابْتَغَى دَسِيعَةَ ظُلْمٍ» "، فَإِنَّهُ أَرَادَ الدَّفْعَ أَيْضًا. يَقُولُ: ابْتَغَى دَفْعًا بِظُلْمٍ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: «يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ أَجْعَلْكَ تَرْبَــعُ وَتَدْسَعُ» ". فَقَوْلُهُ تَرْبَــعُ، أَيْ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ; وَقَوْلُهُ تَدْسَعُ، أَيْ تَدْفَعُ وَتُعْطِي الْعَطَاءَ الْجَزِيلَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.