Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بطر

رسم

(رسم) الثَّوْب خططه خُطُوطًا خُفْيَة
[رسم] نه فيه: [لما بلغ كراع الغميم] إذا الناس "يرسمون" نحوه، أ] يذهبون غليه سراعا، والرسيم نوع من السير سريع يؤثر في الأرض. وفي ح زمزم: "فرسمت" بالقباطي والمطارف حتى نزحوها، أي حشوها حشوا بالغًا كأنه من الثياب المرسمة، وهي المخططة خطوطًا خفيفة، ورسم في الأرض غاب.
(رسم) - وفي حَديث عَينِ زَمْزَم: "فرُسِّمت بالقَبَاطِىِّ والمَطِارِف حتى نَزَحُوها"
: أي حَشَوْهَا حَشْواً بالِغًا، كأنّه مأخوذ من الثِّياب المُرَسَّمَة وهي المُخَطَّطة خُطُوطًا خَفِيَّة، ورَسَمِ في الأرضِ: غَابَ.
والرَّسْمُ: الأَثَر؛ كأَنَّه ذَهب أصلُه، وبَقِى أَثَرُه.
الرسم: نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل، أي في سابق علمه تعالى. 

الرسم التام: ما يتركب من الجنس القريب والخاصة، كتعريف الإنسان بالحيوان الضاحك.

الرسم الناقص: ما يكون بالخاصة وحدها، أو بها وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالضاحك، أو بالجنس الضاحك. أو بعرضيات تختص جملتها بحقيقة واحدة، كقولنا في تعريف الإنسان: إنه ماشٍ على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستقيم القامة، ضحاك بالطبع.
ر س م : رَسَمْتُ لِلْبِنَاءِ رَسْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَعْلَمْتُ وَرَسَمْتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُهُ وَمِنْهُ شَهِدَ عَلَى رَسْمِ الْقَبَالَةِ أَيْ عَلَى كِتَابَةِ الصَّحِيفَةِ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَرَسَمْتُ لَهُ كَذَا فَارْتَسَمَهُ أَيْ امْتَثَلَهُ وَالرَّسْمُ الْأَثَرُ وَالْجَمْعُ رُسُومٌ وَأَرْسُمٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَفْلُسٍ.

وَالرَّوْسَمُ وِزَانُ جَعْفَرٍ خَشَبَةٌ يُخْتَمُ بِهَا الْغَلَّةُ وَيُقَالُ رَوْشَمٌ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْضًا وَالْجَمْعُ رَوَاسِمُ. 
ر س م: (الرَّسْمُ) الْأَثَرُ وَ (رَسْمُ) الدَّارِ مَا كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَاصِقًا بِالْأَرْضِ. وَ (الرَّوْسَمُ) بِالسِّينِ وَالشِّينِ خَشَبَةٌ فِيهَا كِتَابَةٌ يُخْتَمُ بِهَا الطَّعَامُ وَقَدْ (رَسَمَ) الطَّعَامَ مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ خَتَمَهُ. وَكَذَا رَسَمَ لَهُ كَذَا (فَارْتَسَمَهُ) أَيِ امْتَثَلَهُ. وَ (ارْتَسَمَ) الرَّجُلُ كَبَّرَ وَدَعَا. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَصَلَّى عَلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ
وَ (رَسَمَ) عَلَى كَذَا وَكَذَا أَيْ كَتَبَ، وَبَابُهُ أَيْضًا نَصَرَ. 
رسم
الرسْمُ: بَقِيَّةُ الأثَرِ. وتَرَسَّمْتُ: نَظَرْت إلى رُسُوْمِ الدّارِ. والتَّرَسُّمُ: نَظَرُ الحافِرِ والْتِمَاسُه مَوْضِعِ الحَفْرِ.
وتَرَسمْ هذه القَصِيْدَةَ: أي ادْرُسْها وتذكرْها.
والرَّوْسَمُ: خَشَبَةٌ عَرِيْضَةٌ فيها كِتابٌ مَنْقُوْش يُخْتَمُ بها الطعَامُ، والجَميعُ الروَاسِمُ والروَاسِيْمُ. وهو - أيضاً -: ما يُعْرَفُ به الدَّنانِيْرُ. وقيل: هو الدّاهِيَةُ الشدِيْدَةُ، يُقال: داهِيَةٌ رَوْسَمٌ. والروَاسِيْمُ: الكُتُبُ التي كانَتْ في الجاهِليَّةِ، واحِدُها راسُوْمٌ. وناقَةٌ رَسُوْمٌ: تُؤثَرُ في الأرْضِ من شِدَّةِ الوَطْءِ، رَسَمَ يَرْسُمُ رَسِيْماً. والإرْسَامُ: أنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ ناقَتَه على الرسِيْمِ. والارْتِسَامُ: الدعَاءُ، يُقال ارْتَسَمَ فلانٌ: دَعَا، وكَبَّرَ أيضاً. والماءُ الراسِمُ: الجاري. ورَسَمَ في الأرْضَ: غابَ فيها. والمُرَسَّمُ من الثيابِ: المُخَططُ.

رسم


رَسَمَ(n. ac. رَسْم)
a. Left the marks, traces, vestiges of....
b. ['Ala], Marked, traced, drew, delineated; sketched;
marked, traced out, planned.
c. Established, instituted (festival).
d. [acc. & La], Prescribed to, enjoined upon, ordered; appointed
assigned.
e.(n. ac. رِسَاْمَة), Ordained (priest).
f.(n. ac. رَسِيْم), Left the prints of its hoofs in the ground (
camel ).
g. Went along with a quick, vigorous step.

رَسَّمَa. Marked, figured with stripes (cloth).

أَرْسَمَa. Made to trot (camel).
تَرَسَّمَa. Considered, examined, surveyed.
b. Read over again, reperused (poem).

إِرْتَسَمَa. Obeyed, fulfilled (command).
b. Was ordained (priest).
c. [La], Invoked, besought (God).
رَسْم
(pl.
أَرْسُم
رُسُوْم
27)
a. Mark, trace; impression; line, stroke; footprint;
vestige.
b. Drawing; sketch; outline; plan, design.
c. Definition.
d. Usage, custom; regulation; or dinance; rule.

رَسْمِيّa. Regular, normal; prescribed; official; legitimate
established, authorized.

مِرْسَمa. see 25
رِسَاْمَةa. Ordination.

رَسِيْمa. Vigorous pace ( of a camel ).
رَسُوْمa. Marking, furrowing the ground; that journeys night
& day, vigorous, indefatigable (camel).

رَسَّاْمa. Engraver; sculptor; designer.

رَاْسُوْمa. Seal.

N. P.
رَسڤمَ
(pl.
مَرَاْسِمُ
مَرَاْسِيْمُ)
a. Order; edict, decree.
b. Fate, destiny.
c. Stamped, sealed.

رَسْمِيًّا
a. Regularly; normally.
b. Officially.

رَوْسَم (pl.
رَوَاسِم)
a. Seal, stamp; mark, sign.
ر س م

عفت رسوم الدار، وما بقي منها طلل ولا رسم. وترسمت الدار: نظرت إلى رسومها. قال ذو الرمة:

أأن ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم

وثوب مرسم: مخطط. قال كثير:

كأن الرياح الذاريات عشيةً ... بأطلالها ينسجن ريطاً مرسماً

وختم الطعام بالروسم والروشم وهو لويح فيه كتاب منقور، وطعام مرسوم ومرشوم. وقد رسمه ورشمه بفعله. ورسمت الإبل رسيماً وهو ضرب من العدو، وإبل رواسم.

ومن المجاز: أدركتم من الدين رسماً دائراً. والمكارم عفت رسومها، وانمحت رقومها. ورسمت له أن يفعل كذا فارتسمه. وأنا أرتسم مراسمك: لا أتخطاها، ومنه ارتسم إذا دعا، كأنه أخذ بما رسم الله له من الالتجاء إليه. قال القطامي:

في ذي جلول يقضى الموت صاحبه ... إذا الصراري من أهواله ارتسما وترسم الشيء: تبصره. وترسم القناقن الأرض: تبصر أين يحفر منها. وترسم هذه القصيدة: تبصرها وتأمل كيف هي؟ وأنا أترسم من ذلك الأمر شيئاً أي أتذكره ولا أحققه.
[رسم] الرَسْمُ: الأثر. ورَسْمُ الدار: ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض. وتَرَسمْتُ الدارَ: تأمّلت رَسْمَها. وقال ذو الرمة: أأن ترسمت من خَرْقاَء منزلةً ماءُ الصَبابة من عينيك مسجوم وكذلك إذا نظرتَ وتفرَّستَ أين تحفر أو تبنى. وقال:

ترسم الشيخ وضرب المنقار * والروسم: الرسم. ويقال: الروسم شئ تجلى به الدنانير. وقال :

دنانير شيفت من هرقل بروسم * والروسم: خشبة فيها كتابةٌ يُختَم بها الطعام، وهو بالشين معجمةً أيضاً. والرَواسيمُ. كتبٌ كانت في الجاهليّة. وقال :

كأنها بالهدملات الرواسيم * والراسِمُ: الماء الجاري. وناقةٌ رَسومٌ: تؤثِّر في الأرض من شدّة الوطئ. وقد رسمت ترسم رسيما. ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَهُ، إذا امتثله. وارتسم الرجل. كبر ودعا. وقال الأعشى: وقابَلَها الريحُ في دَنِّها وصَلَّى عَلى دَنِّها وارْتَسَمْ والثوبُ المُرَسَّمُ، بالتشديد: المخطَّط. ورَسَمَ عَلَيَّ كذا وكذا، أي كتَبَ. والرَسيمُ: ضربٌ من سير الإبل، وهو فوق الذَميلِ. وقد رَسَمَ يَرْسِمُ بالكسر رَسيماً. ولا يقال أرسم. وقول حميد بن ثور: وماربها الضبعان مورا وكلفت بعيرى غلامي الرسيم فأرسما قال أبو حاتم: إنما أراد أرسم الغلامان بعيريهما. ولم يرد أرسم البعير. والرسوم: الذى يبقى على السير يوما وليلة.
ر س م

الرَّسْمُ بَقِيَّةُ الأَثَرِ وقيلَ هو ما ليْسَ له شَخْصٌ من الآثارِ وقيل هو ما لَصِقَ بالأرضِ منها والجمعُ أرْسُمٌ ورُسُومٌ ورَسَمَ الغَيثُ الدَّارَ عَفَاهَا وأَبْقى فيها أَثَراً لاَصقاً بالأرضِ قال الحُطيئةُ

(أمِن رَسْمِ دارٍ مُرْبعٌ ومُصِيفُ ... لِعَيْنَيْكَ مِنْ ماءِ الشُّئُونِ وَكِيفُ)

رفع مُرْبِعاً بالمصدرِ الذي هو رسمٌ أرادَ أمِن أنْ رَسَمَ مُرْبعٌ ومُصِيفٌ داراً وتَرسَّم الرَّسْمَ نَظَر إليه والرَّوْسَمُ كالرسْمِ والرَّوْسَمُ خَشَبَةٌ فيها كتابٌ يُخْتَمُ به الطعامُ والرَّوْسَمُ الطَّابِعُ والشِّينُ لغةٌ وخصَّ بعضُهم به الطابِعَ الذي يُطْبَعُ به رأسُ الخابِيةِ وقدْ جاء في الشِّعرِ قُرْحَةً بِرَوْسَمِ أي بِوَجْهِ الفَرَسِ وإن عليه لَرَوْسَماً أي عَلاَمة حُسْنٍ أو قُبْحٍ قاله خالِدُ بن جَبَلَة وثَوْبٌ مُرسَّمٌ مُخطَّطٌ ورَسَمَتِ الناقَةُ تَرْسِمُ رَسِيماً أثَّرتْ في الأرض من شِدَّةِ وَطْئِها وأَرْسَمْتُها أنا فأما قَولُ الهذِليِّ

(والمُرْسِمُونَ إلى عبد العزيزِ بِهَا ... معاً وشَتَّى ومِنْ شَفْعٍ وفُرَّادِ)

فإنما أراد المُرْسِمُوهَا وزادَ البَاءَ وفصلَ بِها بينَ الفِعْلِ ومَفْعُوِله والرَّسْمُ الرَّكِيَّةُ تَدْفِنُها والجمعُ رِسَامٌ والارِتْسامُ التَّكْبِيرُ والتَّعَوُّذُ قال القُطَامِيُّ

(في ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحِبُهُ ... إذَا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَمَا)

وقال الأعشَى

(وقابَلَهَا الرِّيحُ في دَنِّهَا ... وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ)

قال أبو حنيفةَ ارْتَسَمَ خَتَمَ إناءَها بالرُّوْسَمِ وليس بقَوِيٍّ ورَاسِمٌ اسمٌ
باب السين والراء والميم معهما ر س م، ر م س، م س ر، م ر س، س ر م، س م ر مستعملات

رسم: الرَّسْمُ بقيّة الأَثَرَ. وتَرَسَّمتُ: نَظَرْتُ إلى رُسُومِ الدّارِ والرَّوْسَم: لوَيْحٌ فيه كتاب منقُوشٌ يُختَم به الطَّعام [والجميع الرَّواسيم] . وقيل: قُرْحةٌ برَوْسَم أي بوَجْه الفَرَس. وناقة رَسُومٌ تَرْسُمُ رَسْماً أي تؤثِّرُ في الأرض من شِدَّةِ وَطْئِها. والرَّوُسَمُ: رَسْمُ الدّارِ.

سرم: السُّرْمُ: باطنُ طَرَف الخَوْران من الدُّبُر. والسَّرْمُ: ضَرُبٌ من زَجُر الكلاب، تقول: سَرْماً سَرْماً إذا هَيَّجْتَه.

مرس: المَرَسُ: الحَبْل، ويُسَمَّى مَرَساً لكثرةِ مَرْس الأيدي إيّاه. ومَرْسُ الحَبْل يقَعُ بين الخُطّاف والبَكرة فأنتَ تُعالِجُه لتُخرِجَه. ورجلٌ مَرِسٌ: شديد الممارسة ذو جَلَدٍ وقَوَّةٍ. والمرس كالمرث، ومرثت دَواءً في الماء ومَرَسُتُه. وامتَرَسَتْه الألسُنُ في الخُصُومات: أخَذَ بعضُها بعضاً. وفَحلٌ مَرِسٌ ومَرّاس، وهو ذو المِراسِ الشديد، قال:

أَذَى الدَّواهي وامتِراسُ الألسُنِ

وقال:

مِراس الأواني عن نفوسٍ عزيزة  والمَرْسُ: السَّيرُ الدائِمُ. والمَرْمَريسُ: الصَّعُبُ العالي من الجِبال.

رمس: الرَّمْسُ: التُّرابُ، ورَمْسُ القَبْر: ما حُثِيَ عليه، وقد رَمَسناه بالتُّراب . والرَّمْسُ ترابٌ تحمِلُه الريحُ فتَرْمُس به الآثارَ أي تَعفوها. ورِياح رَوامِسُ. وكُلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ فهو مَرُمُوسٌ قال لَقيطُ بنُ زرارةَ:

يا ليتَ شِعري اليومَ دَختَنُوسُ ... إذا أتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ

أَتَحلِقُ القُرونَ أم تَميسُ ... لا بَل تميسُ أنّها عَروسُ

وهذا رِماسُ هذا أي غِطاؤه، يرمس به أي يغطى.

مسر: المَسرَ فعلُ الماسِر يقال: هو يَمْسُر الناسَ أي يغريهم، والمَيسِرُ: كل نَعْتٍ وفعل يُقُمَرُ عليه فهو القِمار.

سمر: السَّمرُ: شَدُّك شيئاً بالمِسُمار. والسَّمَرُ: حديث اللَّيل، والفعل المُسامَرة، وهم سُمّار، والسامِرُ: الموضِعُ الذي يجتمعون فيه للسمر، وقال:

وسامِرٌ طالَ فيه اللَّهْوُ والغَزَلُ

ويُروَى: والسَّمَرُ. والسُّمْرُة: لونٌ إلى سَواد [خفيّ] ، وفتاةٌ سمراءُ، وحِنْطةٌ سَمراءُ. والمَسْمَرُ: مكان يَسْمُرُ فيه المُسَمِّر، وهو أن يَحِميَ مِسماراً فيُدنيه من العَيْن دون أن تَمَسَّ العينَ حرارتُه، فتصِل حرارته إلى العَيْن فتُذيبُها. والسَّمُرُ: ضَرُبٌ من شجر الطلح، الواحدة سَمُرةٌ. والمَثَلُ [لا أفعلُ ذلك] السَّمَرَ والقَمَرَ، فالسمر هيهنا سَوادُ اللَّيل. وفلانٌ سَميرُ فلانٍ أي يُسامِرُه. والسَّماسِرة: جمع السِّمْسار، مُعَرَّبة، وهم الذين يبيعون. ومن قال: سَمَرَ عينه أرادَ سَمْرَها بالمسمار. 

رسم: الرَّسْمُ: الأَثَرُ، وقيل: بَقِيَّةُ الأَثَر، وقيل: هو ما ليس له

شخص من الآثار، وقيل: هو ما لَصِقَ بالأَرض منها. ورَسْمُ الدار: ما كان

من آثارها لاصقاً بالأرض، والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ. ورَسَمَ الغيث

الدار: عَفّاها وأَبقى فيها أثراً لاصقاً بالأرض؛ قال الحُطَيئَةُ:

أَمِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ ومُصِيفُ،

لعَينيك من ماءِ الشُّؤُون وكِيفُ؟

رفع مُرْبِعاً بالمصدر الذي هو رَسْمٌ، أراد: أمن أن رَسَمَ مُرْبِعٌ

ومُصيفٌ داراً.

وتَرَسَّمَ الرَّسْمَ: نظر إليه. وتَرَسَّمْتُ أي نظرت إلى رُسُوم

الدار. وتَرَسَّمْتُ المنزل: تأملت رَسْمَهُ وتَفَرَّسْتُهُ؛ قال ذو

الرمة:أَأَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاء مَنْزِلَةً

ماءُ الصَّبابةِ، من عَيْنَيْك، مَسْجُومُ؟

وكذلك إذا نظرت وتفرسْت أين تحفر أو تبني؛ وقال:

الله أَسْقاك بآل الجَبّار

تَرَسُّم الشيخ وضَرْب المِنْقار

والرَّوْسَمُ: كالرَّسْمِ؛ وأنشد ابن بري للأَخْطل:

أَتَعْرِفُ من أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما

مُحِيلاً، ونُؤْياً دارِساً مُتَهَدِّما؟

والرَّوْسَمُ: خشبة فيها كتاب منقوش يُخْتَمُ بها الطعامُ، وهو بالشين

المعجمة أَيضاً. ويقال: الرَّوْسَمُ شيء تجلى به الدنانير؛ قال كثيِّر:

من النَّفَرِ البِيضِ الذين وُجُوهُهُمْ

دَنانيرُ شِيفَتْ، من هِرَقْلٍ، برَوْسَمِ

ابن سيده: الرَّوْسَمْ الطابَعُ، والشين لغة، قال: وخص بعضهم به

الطابَعَ الذي يُطْبَعُ به رأَس الخابية، وقد جاء في الشعر: قُرْحة برَوْسَمِ أي

بوجه الفرس. وإن عليه لرَوْسَماً أي علامة حسنٍ أو قُبح؛ قاله خالد بن

جبلة، والجمع الرَّواسِمُ والرَّواسِيمُ؛ قال أبو تراب: سمعت عَرَّاماً

يقول هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر. ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ إذا كتب.

وقال أبو عمرو: يقال للذي يطبع به رَوْسَمٌ ورَوْشَمٌ وراسُوم وراشُوم مثل

رَوْسَمِ الأَكْداسِ ورَوْسَم الأَمير؛ قال ذو الرمة:

ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها،

كأنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ

والرَّواسيم: كُتب كانت في الجاهلية، والهِدَمْلاتُ: رِمال معروفة

بناحية الدَّهناء؛ وناقة رَسُومٌ.

وثوب مُرَسَّمٌ، بالتشديد: مخطَّط؛ وفي حديث زَمْزَمَ: فرُسِّمَتْ

بالقَباطِيّ والمَطارِف حتى نزحوها أي حشوها حشواً بالغاً، كأَنه مأْخوذ من

الثياب المُرَسَّمَةِ، وهي المخططة خطوطاً خَفِيَّة.

ورَسَمَ في الأرض: غاب. والرَّاسِمُ: الماء الجاري. وناقة رَسُومٌ: تؤثر

في الأرض من شدة الوطء. ورَسَمَتِ الناقة تَرْسِمُ رَسِيماً: أَثَّرَتْ

في الأرض من شدة وطئها، وأَرْسَمْتها أنا؛ فأما قول الهذلي:

والمُرْسِمون إلى عبد العَزيز بها

مَعاً وشَتَّى، ومن شَفْعٍ وفُرَّادِ

إنما أراد المُرْسموها فزاد الباء وفصل بها بين الفعل ومفعوله.

والرَّسْمُ: الركِيّةُ تدفنها الأرض، والجمع رِسامٌ.

وارْتَسَم الرجل: كَبَّرَ ودعا. والارْتِسامُ: التكبير والتَّعَوُّذ؛

قال القطامي:

في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحبُهُ،

إذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارْتَسَما

وقال الأعشى:

وقابَلَها الريحُ في دَنِّها،

وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ

قال أبو حنيفة: ارْتَسَمَ ختم إناءَها الرَّوْسَمِ، قال: وليس بقوي.

والرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهية. والرَّسِيمُ من سير الإبل: فوق

الذَّميل، وقد رَسَمَ يَرْسِمُ، بالكسر، رَسِيماً، ولا يقال أَرْسَمَ؛ وقول

حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:

أَجَدَّتْ برِجْلَيْها النَّجاءَ وكَلَّفَتْ

بعيرَيْ غلامَيَّ الرَّسِيمَ، فأَرْسَما

وفي رواية

(* قوله «وفي رواية كلفت إلخ» كذا هو بالأصل ولعله غلامي

بعيري).

. . . . كَلَّفَتْ

غلامي الرَّسِيم فأَرسما

قال أبو حاتم: إنما أراد أَرسم الغلامان بعيريهما ولم يرد أَرْسَمَ

البعيرُ.

والرَّسُومُ: الذي يبقى على السير يوماً وليلة. وفي الحديث: لما بلغ

كُراع الغَمِيم إذا الناسُ يَرْسِمُونَ نحوه أي يذهبون إليه سراعاً،

والرَّسِيمُ: ضرب من السير سريع مؤثر في الأرض. والرَّسَمُ: حُسْن المشي.

ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَه إذا امتَثله. وراسِمٌ: اسم.

رسم

(الرَّسْمُ: رَكِيَّة تَدْفِنُها الأَرضِ) ، وَفِي المُحْكم: رَكِيَّة تَدفنِها، والجَمْع رِسام وَلم يذكر الأَرْض. (و) أَيْضا: (الأَثَر) ، والشِّين لُغَة فِيهِ عَن أَبِي تُراب، (أَو بَقِيَّتُه، أَو مَا لَا شَخْصَ لَهُ من الآثارِ) ، أَو مَا لَصِق بِالْأَرْضِ مِنْهَا، وَفِي الصّحاح: رَسْمُ الدَّار: مَا كانَ من آثارِها لاصِقاً بالأَرض (ج: أرسُمٌ ورُسومٌ. وَرَسَمَ الغَيثُ الدِّيارَ: عَفَّاهَا وأَبقى أَثَرها لاصِقاً بالأَرض) ، قَالَ الحُطَيْئَة:
(أمِنْ رَسْم دَارٍ مَرْبَعٌ ومَصِيفُ ... لِعَيْنَيْكَ من ماءِ الشُّؤُون وَكِيفُ)

رَفع مَرْبَعاً بالمَصْدر الَّذِي هُوَ رَسْم، أَرادَ: أَمِن أَنْ رَسَم مَرْبَعٌ ومَصِيفٌ دَارا.
(و) رَسَمتِ (النَّاقَةُ) تَرْسِمُ (رَسِيماً) من حَدّ ضَرَب، وإِطْلاق المُصَنّف يَقْتَضي أَنه كَنَصَر وَلَيْسَ كَذَلِك: (أَثَّرت فِي الأَرض) من شِدَّة الوَطْء، وَهِي رَسُوم، وَلَا يُقَال: أَرْسَمَت، و (أَرْسَمْتُها أَنَا) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْر:
(أَجَدَّت برجْلَيْها النَّجَاءَ وَكَلَّفَت ... بَعِيريْ غُلامَيَّ الرَّسِيمَ فَأَرْسَمَا)

قَالَ أَبُو حَاتِم: أَرَادَ أَرسم الغُلامان بَعِيرَيْهما وَلم يُرِد أرسم البَعيرُ، وَقَالَ الهُذَلِيًّ:
(والمُرسِمُون إِلَى عبد العَزِيز بهَا ... مَعاً وشَتَّى وَمن شَفْعٍ وفُرَّادِ)

أَي: المُرْسِمُوها، فَزَاد الباءَ وفَصَل بهَا بَيْن الفِعْل ومَفْعُولِه.
(و) من المَجازِ: رسم (لَهُ كَذَا) أَي: (أَمْرَه بِهِ فاْرْتَسَم) : امْتَثَل. يُقَال: أَنا أَرْتَسِم مَراسِمَك لَا أَتَخَطَّاها.
(و) رَسَم (فِي الأَرْضِ) رَسْماً إِذا (غَابَ فِيهَا) ، ويُكْنَى بِهِ عَنِ المَوْت، وكَذلِك رَزَم (و) رَسَم (على كَذَا: كَتَب) ، نَقله الجَوْهَرِيّ، والشِّين لُغَة فِيهِ. (والرَّوْسَم: الدَّاهِيَة) ، كالرَّوْسب. (و) الرَّوْسَم: (طابَعٌ يُطْبَع بِهِ) ، والشِّين لُغَة فِيهِ عَن أَبِي عَمْرو. قَالَ اْبنُ سِيده: وخَصّه بَعَضُهم بِمَا يُطْبَع بِهِ (رَأْسُ الخَابِيَة، كالرَّاسُومِ) والرَّاشوم.
(و) الرَّوْسَمُ: (العَلاَمة) حَسُنَ أَو قَبُح. يُقَال: إِنَّ عَلَيْهِ لرَوْسَماً، قَالَه خالِدُ بن جَبَلة. والجَمْع الرَّواسِم والرَّواسِيم. (و) الرَّوسَمُ مِثْل (الرَّسْم) ، نقلَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ اْبنُ بَرِّيّ للأَخْطَل:
(أَتَعرِفُ من أسماءَ بالجُدِّ رُوْسَما ... مُحِيلاً ونُؤْياً دَارِساً مُتَهَدِّما)

قَالَ الجَوْهَرِيّ: (و) يُقالُ: الرَّوْسَم (شَيْء تُجْلَى بِهِ الدَّنَانِيرُ) ، قَالَ كُثَيّر:
(من النَّفَر البِيضِ الَّذين وُجوهُهم ... دَنانِيرُ شِيفَتْ من هِرْقِلٍ بِرَوْسَمِ)

(و) الرَّوْسَمُ: (خَشَبَة مَكْتُوبة بالنَّقْرِ) ، وَفِي الأساس: لُوَيْح فِيهِ كِتاب مَنْقُور، وَفِي الصَّحاح: فِيهَا كِتابَة (يُخْتَم بهَا الطَّعَام) ، وَنَصُّ أبي عَمْرو: يُخْتَم بهَا الأَكْداسُ.
(والرَّوَاسِيمُ: كُتُبٌ كانَتْ فِي الجاهِلِيّة) ، وَاحِدُها رَوْسم، وَأنْشد الجوهرِيّ لِذِي الرُّمَّة:
(ودِمْنةٍ هَيَّجت شَوقِي مَعالِمُها ... كَأَنَّها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ)

الهِدَمْلات: رِمالٌ بالدَّهناء.
(والراسِمُ: المَاءُ الجَاري) .
(والرَّسَم، مُحَرَّكة: حُسْنُ المَشْيِ) .
(و) الرَّسِيمُ (كَأَمِيرٍ، ومِنْبَر: سَيْر لِلإِبل) فَوْقَ الذَّمِيل وَقد تقدَّم شاهِدُه فِي قَوْلِ حُمَيْدِ بنِ ثَوْر. (وَقد رَسَم يَرْسِم) من حَدّ ضَرَب، هَذَا هُوَ الصَّحِيح، ويُفهَم من إِطْلَاقه آنِفا أَنه من حَدِّ نَصَر. وَقد نَبَّهنا عَلَيْهِ.
(و) رَسِيمٌ: (صَحابِيٌّ هَجَرِيّ عَبْدِيٌّ) من بَنِي عَبْدِ القَيْس. قَالَ الحافِظٌ: وَيُقَال فِيهِ بالتَّصْغِير أَيْضا.
(و) من الْمجَاز: (الارْتِسَامُ: التَّكْبِير، والتَّعَوُّذ، والدُّعاءُ) ، مَأخوذ من الاْرْتِسام بِمَعْنَى الاْمْتِثال، كَأَنَّه أَخَذ بِمَا رَسَم الله من الالْتِجاء إِلَيْهِ، وَأنْشد الجَوْهَريُّ للأَعْشَى:
(وقَابَلَها الرِّيحُ فِي دَنِّها ... وصَلَّى على دَنِّها واْرْتَسَمْ)

أَي دَعَا لَهَا وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: اْرتَسَم أَي: خَتَم إِناءَها بالرَّوسَمِ. قَالَ اْبنُ سِيده: وَلَيْسَ بِقَوِيّ، قلت: وَقد رُوِي أَيْضا بالشِّين المُعْجَمة كَمَا سيَأْتِي.
(وَثَوبٌ مُرَسَّم، كَمُعَظَّم: مُخَطَّط) خُطُوطاً خَفِيَّة.
(و) من المَجاز: (تَرَسَّمْ هذِهِ القَصِيدَة) أَي: (ادرُسْها وَتَذَكَّرْها) وَتَبَصَّرْها.
(والرَّسُوم: الَّذِي يَبْقَى على السَّيْر يَوْماً وَلَيْلة) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ترسَّم الرسمَ: نظر إِلَيْهِ، وترسَّم المنزِلَ: تأمّل رسمَه وتَفرِّسَه. وَأنْشد الجوْهَرِيّ لِذي الرُّمَّة:
(أَأن تَرسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنْزِلةً ... ماءُ الصَّبابة من عَيْنَيْكَ مَسْجومُ)
وَكَذَلِكَ إِذا نظرتَ وتَفَرَّسْت أَيْن تَحْفِر أَو تَبْنِي، قَالَ:
(الله أَسْقاك بآل الجَبّار ... تَرسُّمَ الشَّيْخ وضَرْبَ المِنْقار) وَمِنْه: تَرسَّمتِ القَنافِذُ فِي الأَرض إِذا تَبَصَّرت أَين تَحفِر فِيهَا، وَهُوَ مجَاز.
وناقة رَسُومٌ: تُؤثِّر فِي الأَرْض من شِدَّة الوَطْء.
ورَسَم نحوَه رَسْماً: ذَهَب إِلَيْهِ سَرِيعا.
وراسِمٌ: اسْم.
وطَعامٌ مَرْسومٌ: مختوم.
والمَرْسومُ: كِتابٌ مَطْبوع، والجَمْع مراسِيمُ.
وتَرسَّم الشيءَ: تَبصَّره، والقَصِيدةَ: تأمَّلِها. وَأَنا أترسَّم كَذَا: أتذَكَّره وَلَا أَتَحَقَّقُه.
والرّسّام: من يَنْقُشُ الألواح، وَقد اشتُهِر بِهِ جمَاعَة من المُحَدِّثين، مِنْهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحِمّد بن صديق الرّسّام من شُيُوخ تَقِي الدّين بن فَهْد الحافِظِ.
ورُسومُ الدِّين: طَرَائِقْ.

رسم

1 رَسَمَ الدَّارَ, (M,) or الدِّيَارَ, (K,) [aor. ـُ accord. to a rule of the K,] inf. n. رَسْمٌ, (M,) It (the rain) rased the house or dwelling, or the houses or dwellings, leaving a relic, or relics, thereof cleaving to the ground. (M, K.) In the saying of El-Hotei-ah, أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ مُرْبِعٌ وَمُصِيفُ لِعَيْنَيْكَ مِنْ مَآءِ الشُّؤُونِ وَكِيفُ [Is it in consequence of autumn-rain's and springrain's rasing of a dwelling so as to leave only a relic thereof cleaving to the ground, that there is to thine eyes a distilling of the water of the tearchannels?], مربع and مصيف are in the nom. case because of the inf. n., i.e. رسم. (M, TA. [But in the latter, مَصِيفُ: and in a copy of the former, مَرْبَعٌ and مَصِيفُ, both of which are evidently wrong.]) b2: [رَسَمَ often signifies He marked, or stamped: and he drew, traced, traced out, sketched, sketched out, or planned: and he delineated, or described.] You say, رَسَمَ الطَّعَامَ He stamped, or sealed, the corn; (TA in art. رشم;) as also رَشَمَهُ. (S, K, TA, all in that art. [See رَوْسَمٌ.]) and رَسَمْتُ البِنَآءَ, aor. and inf. n. as above, I marked out the building. (Msb.) And رَسَمَ كِتَابًا وَلَمْ يَحْشُهُ [He sketched out a book and did not fill it up]. (Mz 1st نوع.) And رَسَمْتُ الكِتَابَ I wrote the book, or letter, or writing. (Msb.) And رَسَمَ عَلَى كَذَا He wrote upon such a thing; (S, K;) and رَشَمَ is a dial. var. thereof. (TA.) b3: [Hence,] رَسَمَ لَهُ كَذَا, (S, K, TA,) or بِكَذَا, (Msb,) (tropical:) [He prescribed to him the doing of such a thing;] he commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do such a thing. (S, * Msb, * K, TA.) [And رَسَمَ لَهُ كَذَا also means (assumed tropical:) he assigned, or appointed, him such a thing, as a stipend, &c.: often used in this sense.] b4: رَسَمَتْ said of a she-camel, (S, M, K,) aor. ـُ (S, M, [and so accord. to a rule of the K,]) or ـِ not رَسُمَ, (TA,) inf. n. رَسِيمٌ, (S, M, K,) She made marks upon the ground (S, M, K) by the vehemence of her tread. (S, M.) b5: And رَسَمَ said of a camel, aor. ـِ inf. n. رَسِيمٌ, (S, K,) with which مِرْسَمٌ is syn., (K,) He went a certain pace, (S, K,) exceeding that which is termed ذَمِيل [inf. n. of ذَمَلَ, q. v.]: one should not say of a camel أَرْسَمَ, for this latter verb is trans. (S.) b6: Also رَسَمَ نَحْوَهُ, inf. n. رَسْمٌ, He went, or went away, quickly towards him, or it. (TA.) b7: and رَسَمَ فِى الأَرْضِ, (K,) inf. n. رَسْمٌ, (TA,) He disappeared in the land, or country: (K:) and [hence], used metonymically, (tropical:) he died; like رَزَمَ. (TA.) 2 تَرْسِيمٌ [inf. n. of رَسَّمَ] The act of marking, or stamping, [and of drawing, tracing, tracing out, sketching, sketching out, or planning, several things, or of doing so much, or] well:: and writing [much, or] well: and making a garment, or piece of cloth, striped. (KL.) 4 ارسم He caused a she-camel to make marks upon the ground (M, K) by the vehemence of her tread. (M.) b2: And He made a camel to go the pace termed رَسِيم (S. [The meaning is there indicated, but not expressed.]) فَأَرْسَمَا ending a verse of Homeyd Ibn-Thowr [which is variously related] refers to two boys, or young men, mentioned therein, and means فَأَرْسَمَا بَعِيرَيْهِمَا [and they made their two camels to go the pace termed رَسِيم]. (AHát, TA.) 5 ترسّم, (K, but omitted in some copies,) or ترسّم الرَّسْمَ, (M,) He looked at the رَسْمِ [or mark, trace, relic, &c.]. (M, K.) And ترسّم الدَّارَ He considered, or examined, the رُسُوم [or marks, traces, relics, &c.,] of the house, or dwelling; (S, TA; *) or did so repeatedly, in order to obtain a clear knowledge thereof. (TA.) b2: And in like manner ترسّم signifies He looked, and considered, or examined, or did so repeatedly, in order to know where he should dig, or build. (S, TA.) Hence, تَرَسَّمَتِ القَنَافِذُ فِى الأَرْضِ (tropical:) The hedge-hogs looked, or considered, or examined, repeatedly, to know where they should make their holes. (TA.) And ترسّم الشَّىْءَ (assumed tropical:) He looked, or looked long, at the thing; or considered, or examined, it, or did so repeatedly, in order to obtain a clear knowledge of it. (TA.) And ترسّم القَصِيدَةَ (tropical:) He considered, or studied, the ode, and retained it in his memory, or sought, or endeavoured, to remember it. (K, * TA.) And أَنَا أَتَرَسَّمُ كَذَا (assumed tropical:) I remember, or I seek, or endeavour, to remember, such a thing, but am not sure, or certain, of it. (TA.) 8 اِرْتِسَامٌ [in its primary sense, as quasi-pass. of رَسْمٌ, inf. n. of رَسَمَ, is app. post-classical, but, as such,] is used by the logicians as meaning The being stamped and depicted [in the mind]: (“ Dict. of the Technical Terms used in the sciences of the Musalmans: ”] an image's being fixed in, or upon, a thing. (KL.) [It is used, in this sense, of an image formed by the fancy, and of any ideal image.]

A2: [Also (tropical:) The obeying a prescript or command &c.] You say, رَسَمْتُ لَهُ كَذَا, (S, K,) or بِكَذَا, (Msb,) فَارْتَسَمَ, (Msb, K,) or فَارْتَسَمَهُ, (S,) (tropical:) [I prescribed to him the doing of such a thing; or] I commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do such a thing, (K, TA,) and he obeyed (S, Msb, TA) it [i. e. the prescript &c.]. (S, Msb.) And ↓ أَنَا أَرْتَسِمُ مَرَاسِمَكَ (tropical:) [I obey thy prescripts &c.;] I do not transgress thy مراسم. (TA.) b2: And hence, (TA,) ارتسم signifies also (tropical:) He said اَللّٰهُ أَكْبَرْ [God is great, or most great]: (S, M, K, TA:) and he sought protection or preservation [by God]: (M, K, TA;) and he prayed or supplicated or petitioned [God]: (S, K:) as though [meaning] he took the course prescribed by God, of having recourse to Him for protection or preservation. (TA.) El-Aashà says, [speaking of wine,] وَصَلَّى عضلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ وَقَابَلَهَا الرِيحَ فِى دَنِّهَا (S, M, TA,) or وَأَقْبَلَهَا, (so in some copies of the S in this art. and in art. صلو, and in the Mgh, also, in the latter art.,) i. e. [And he exposed it to the wind, in its jar, and he prayed over its jar,] and petitioned for it (TA in this art. and in art. صلو) that it might not become sour, nor spoil: (TA in the latter art.:) AHn says that ارتسم means he stamped its vessel with the رَوْسَم; but this saying is not valid: (M, TA:) [and Mtr, also, says that] ارتسم, here, is from الرَّوْسَمُ, and means he stamped it. (Mgh in art. صلو.) رَسْمٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (Msb, &c.) b2: [Hence رَسْمُ المُصْحَفِ The writing of the book of the Kur-án; for which particular rules are prescribed. b3: Hence also رَسْمٌ is sometimes used by logicians as meaning A definition, either perfect (تَامٌّ) or imperfect (نَاقِصٌ); like حَدٌّ.] b4: Also A mark, an impression, a sign, a trace, a vestige, or a relic or remain; syn. أَثَرٌ; (S, Msb, K;) and رَشَمٌ is a dial. var. thereof, accord. to Aboo-Turáb; as is also ↓ رَسَمٌ, both syn. with أَثَرٌ, (TA in art. رشم,) and so is رَشْمٌ. (K in that art.:) or a relic, or remain, of what is termed أَثَرٌ [as meaning a mark, an impression, a sign, a trace, or a vestige]: or such, of what are termed آثَار [as meaning relics or remains], as has not substance and height: (M, K:) or such as is cleaving to the ground: (M:) رَسْمُ دَارٍ means remains of a house or dwelling, cleaving to the ground: (S, TA:) or رَسْمٌ signifies a remain, or remains, of a ruined dwelling or place of alighting and abiding: (Har p. 607:) and ↓ رَوْسَمٌ is syn. with رَسْمٌ: (S, M, K [accord. to the correct copies of this last:]) the pl. [of pauc.] of رَسْمٌ is أَرْسُمٌ and [the pl. of mult. is]

رُسُومٌ. (M, Msb, K.) b5: [I. q. مَرْسُومٌ: see مَرَاسِمُ.

And hence, as being prescribed,] رُسُومُ الدِّينِ means (assumed tropical:) The ways that are followed in respect of the doctrines and practices of religion. (TA.) b6: And A well which one fills up (M, K) in the ground: (K:) pl. رِسَامٌ. (M, K.) b7: [In some copies of the K, two meanings that belong to رَوْسَمٌ are, by the omission of a و, assigned to رَسْمٌ: see رَوْسَمٌ.]

رَسَمٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also Goodness, or elegance, of gait, pace, or manner of going. (K.) رَسُومٌ That makes marks upon the ground by the vehemence of her tread: applied to a she-camel. (S TA.) [See an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. جهم.] b2: Also That continues journeying a day and a night: (S, K:) applied to a he-camel. (TK.) رَسِيمٌ A certain pace of camels, (S, K,) exceeding that which is termed ذَمِيلٌ [q. v.]; (S;) [see رَسَمَ, of which it is an inf. n.;] and ↓ مِرْسَمٌ signifies the same. (K.) رَسَّامٌ One who engraves [or draws inscriptions or other designs] upon tablets or the like. (TA.) رَاسِمٌ, (S, K,) or مَآءٌ رَاسِمٌ, (TK,) Running water. (S, K.) b2: And رَاسِمَةٌ A she-camel that goes the pace termed رَسِيم: pl. رَوَاسِمُ. (Har p. 495.) رَوْسَمٌ: see رَسْمٌ. b2: Also A sign, a token, a mark, or an indication, (M, K,) of beauty or of ugliness; as in the saying, إِنَّ عَليْهِ لَرَوْسَمًا [Verily upon him is a sign, &c.]: so says Khálid Ibn-Jebeleh: (M:) pl. رَوَاسِمُ and رَوَاسِيمُ. (TA.) b3: And as pl. of رَوْسَمُ, (TA,) رَوَاِسيمُ signifies Certain books, or writings, that were in the Time of Ignorance. (S, K.) b4: Also the sing., A stamp, or seal; i. e. an instrument with which one stamps, or seals; and رَوْشَمٌ is a dial. var. thereof: (M:) or, as some say, particularly, (M,) one with which the head [or mouth] of a [large jar such as is called] خَابِيَة is stamped, or sealed; (M, K;) as also ↓ رَاسُومٌ, (K,) and رَاشُومٌ. (TA.) And A piece of wood, (S, M, Msb, K,) or a small tablet, (A,) upon which is some inscription (S, M, A, K) engraved, or hollowed out, (A, K,) with which wheat, (S, M, K,) or corn, or grain, (Msb,) [in its repository,] is stamped, or sealed, (S, M, Msb, K,) or with which collections of wheat or corn are stamped, or sealed: (AA, TA:) as also رَوْشَمٌ: pl. رَوَاسِمُ. (Msb.) [In some copies of the K, by the omission of a و, this meaning and the next are assigned to رَسْمٌ.] b5: And (as some say, S) A certain thing with which deenárs are polished. (S, K.) A poet says, (S,) namely, Kutheiyir, (TA,) دَنَانِيرُ شِيفَتْ مِنْ هِرَقْلٍ بِرَوْسَمِ [Deenárs, of Heraclius, that were polished with روسم]. (S, TA.) A2: It occurs in poetry as meaning The face of a horse, in the phrase قُرْحَةٌ بِرَوْسَمٍ

[A star, or blaze, in the face of a horse]. (M.) A3: Also A calamity, or misfortune; (K;) like رَوْسَبٌ. (TA.) رَاسُومٌ: see the next preceding paragraph. [Accord. to rule, its pl. is رَوَاسِيمُ, mentioned above as a pl. of رَوْسَمٌ.]

مُرْسِمٌ [act. part. n. of 4, q. v.]. In the saying of the Hudhalee, وَالْمُرْسِمُونَ إِلَى عَبْدِ العَزِيزِ بِهَا مَعًا وَشَتَّى وَمِنْ شَفْعٍ وَفُرَّادِ [And those urging them to make marks upon the ground by the vehemence of their tread in their way to 'Abd-El-'Azeez, together and separately, and two by two and one by one], he means المُرْسِمُوهَا, inserting the ب redundantly between the verb [or part. n., which is often termed a verb,] and its objective complement. (M.) مِرْسَمٌ: see رَسِيمٌ.

مُرَسَّمٌ A garment, or piece of cloth, striped, (S, M, K,) or marked with faint lines. (TA.) مَرْسُومٌ [or كِتَابٌ مَرْسُومٌ] A book, or writing, stamped, or sealed: pl. مَرَاسِيمُ. (TA.) and طَعَامٌ مَرْسُومٌ Wheat stamped, or sealed. (TA. [See رَوْسَمٌ.]) b2: See also the following paragraph.

مَرَاسِمُ Marks, stamps, impressions, signs, or characters. (KL.) b2: [And (assumed tropical:) Prescripts, commands, orders, biddings, or injunctions: and (assumed tropical:) assignments, or appointments: in both of these senses app. a contraction of مَرَاسِيمُ, pl. of ↓ مَرْسُومٌ; thus used in the present day; like رُسُومٌ, pl. of ↓رَسْمٌ.] See 8.
رسم
رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على يَرسُم ويَرْسِم، رَسْمًا، فهو راسم، والمفعول مَرْسوم

• رسَم الشَّيءَ: خطّه "رسَم مُربَّعًا/ صورةً/ شكلاً- حرف مرسوم: يُكتب ولا يُنطق".
• رسَم الكتابَ: كتبه "هذا الكتاب برسم فلان: بخطِّه".
• رسَم تصوُّرًا: أعدّ خطةً أو نموذجًا أو تصميمًا لتنفيذ شيء "رسم معالمَ الطَّريق له- رسم خطة عمل أو حرب- رسم مشروعًا".
• رسَم على الورق: كتَب وخطّ.
• رسَم له بكذا:
1 - كتَب له قرارًا (ملكيًّا، جمهوريًّا، أميريًّا).
2 - أمره به "رسم له أن ينتظم في الفريق". 

رسَمَ2 يرسُم، رِسامةً ورَسامةً، فهو راسِم، والمفعول مَرْسوم
• رسَم الأسقُفُّ الشَّخصَ: أعطاه درجةً من درجات الكنيسة. 

ارتسمَ/ ارتسمَ على يرتسم، ارتسامًا، فهو مُرتسِم، والمفعول مُرتسَمٌ (للمتعدِّي)
• ارتسم المسيحيُّ: رُقِّي إلى درجة الكهنوت.
• ارتسم خُطَا فلان: سار عليها ° أنا أرتسِم مراسمَك: أسير عليها ولا أتخطَّاها.
• ارتسم الأمرَ: امتثله "رسم له الرئيس خطةً فارتسمها".
• ارتسم شعورٌ على وجه فلان: ظهر وبدا "ارتسم الفرحُ/ الخوفُ على وجهه- ارتسمت ابتسامة على شفتيه". 

ترسَّمَ/ ترسَّمَ بـ/ ترسَّمَ في يترسَّم، ترسُّمًا، فهو مُترسِّم، والمفعول مُترسَّم
• ترسَّم خُطا فلان: ارتسمها؛ حاكاه وفعل مثل فعله "يترسَّم الطالب خُطى أستاذه".
• ترسَّم الشَّيءَ:
1 - تأمَّل منظرَه وتفرَّسه "وقف السائح يترسَّم النقوش العربية الإسلامية- ترسَّم الطبيعةَ- ترسَّم قصيدةً: تبصَّرها وتأمَّل كيف هي".
2 - تذكّره ولم يتحققه.
• ترسَّم بالعلم: اتصف به، كانت له شهرة العالم.
• ترسَّم في الوظيفة: ثُبِّت فيها وعُيِّن. 

رسَّمَ يُرسِّم، ترسيمًا، فهو مُرسِّم، والمفعول مُرسَّم
• رسَّم الأسقُفُّ شخصًا: رَسَمه؛ أعطاه درجةً من درجات الكنيسة.
• رسَّم الثَّوْبَ: خطَّطه خطوطًا خفيَّة. 

راسِم [مفرد]: ج راسمون ورَواسِمُ (لغير العاقل)، مؤ راسمة، ج مؤ راسمات ورَواسِمُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على ورسَمَ2.
2 - (هس) خطٌّ مستقيم يولِّد انتقاله سطحًا معينًا "راسمُ المخروط" ° راسمة القلب: جهاز يسجِّل نبضات القلب بيانيًّا.
• راسم الأشكال/ راسم السُّطوح: (هس) عنصر هندسيّ يقوم بتوليد رسم هندسيّ خاصَّة تكوين خط مستقيم يشكِّل سطحًا بانتقاله بطريقة معينة. 

رَسَامة [مفرد]: مصدر رسَمَ2. 

رِسامة [مفرد]:
1 - مصدر رسَمَ2.
2 - حرفة الرسَّام. 

رسَّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
2 - من يخطّ بالقلم أو بالريشة أشكالاً أو صُورًا أو خطوطًا أو ألواحًا "رسَّام هزليّ/ كاريكاتوريّ- إنه رسّام ماهر يتقن رسم المناظر الطبيعيّة". 

رَسْم [مفرد]: ج أَرسُم (لغير المصدر {ورُسوم} لغير المصدر)، جج رُسُومات (لغير المصدر):
1 - مصدر رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
2 - مالٌ تفرضه الدَّولة نظير خدمة تقدمها للأفراد "دفَع رسمَ النظافة" ° برَسْم البيع: مَعروضٌ للبيع- بوَّابة الرُّسوم: بوَّابة تمنع المرور إلى أن تدفع رسم المرور- رسم الخِدْمةِ في المطاعم والفنادق: أجرة إضافيَّة للخِدْمة تضاف للأجرة الرئيسيَّة، مبلغ محدَّد يضاف إلى الفاتورة في ملهى ليليّ أو مطعم لقاء الترفيه والخِدْمة- رسم الدخول: رسم أو ضريبة محدّدة لامتياز خاصَّة للمرور على جسر أو طريق- رسوم ثابتة: مصروفات ثابتة لا يمكن تجنّبها مثل الإيجار والإهلاك- رسوم جمركيّة: ضريبة على السلع المستوردة يتحمَّلها في النهاية مُستهلِك البضائع الأجنبيّة.
3 - أثر باقٍ من الديار بعد ترك ساكِنيها لها "لم يُبق السيلُ من هذه الديار إلا رَسْمَها".
4 - ما يقابل الحقيقة "*أرى وُدَّكم رَسْمًا ووُدِّي حقيقة*".
5 - (سف) تعريف الشّيء بخصائصه.
6 - (فن) ما يخطّه الشّخصُ تمثيلاً لشخص أو شيء أو منظر

بالقلم أو الريشة "رسوماتك تدلّ على موهبة فنيَّة- بَرْوَز رَسْمًا" ° أقام الرَّسم: تعبير يعني عادة تولِّي المنصب مؤقَّتًا- الرَّسم الإصبعيّ: تقنيّة الرسم بوضع الألوان على ورقة باستعمال الإصبع أو الأصابع- الرَّسم الصَّوتيّ: تمثيل الخطاب الكلاميّ برموز صوتيّة ممثِّلة لها- الرَّسم المائيّ: استخدام الألوان المائيّة في الرسم- الرَّسم المنظوريّ: فن تمثيل الأجسام ثلاثيّة الأبعاد على سطح ثنائيّ الأبعاد بطريقة تُحدث في النفس انطباعًا واقعيًّا- الرَّسم الميكانيكيّ: رسم كرسم معماريّ يتيح للقياسات أن تفسَّر وتؤوّل- رَسْم قلب: خطوط يسجّلها جهاز على ورقة حساسة تبيّن مدى انتظام القلب وكفاءته- رَسْمٌ هَزْليّ: رسم يقصد به الفنان التعبير عن فكرة بطريقة ساخرة (كاريكاتير) - رسوم مُتحرِّكة: نوع من المناظر السينمائيَّة تُجمع فيها رسوم كل منها مختلف اختلافًا طفيفًا عن الرسم الذي قبله ثم تصوَّر وتوفَّق لها الأصوات المناسبة عند عرضها بسرعة معينة فتبدو الصور وكأنها تتحرّك.
• رسم إعارة: رسم يدفعه المستعير في مقابل استعمال موادّ المكتبة.
• رسم بيانيّ: (جب) خطٌّ يبيِّن الارتباط بين متغيِّرين أو أكثر.
• الرَّسْم التَّقريبِيّ: (فن) رسم مُجمل يُقتصَر فيه على إبراز معالم الشَّيء المرسوم من دون التَّفاصيل.
• رسوم الاستحقاق: (قص) غرامة ماليّة تُحسب ضدّ المستثمر عند قيامه ببيع أو سحب حصَّته من الشَّركة قبل موعد الاستحقاق. 

رَسْمِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رَسْم: منتسب إلى الدولة وجاء على أصولها المقرّرة "عمل/ بلاغٌ رسميّ- أصدرت الدولة بيانًا رسميًّا اليوم" ° التَّعليم الرسميّ: هو التعليم الذي تؤمِّنه الدولة للمواطنين، بخلاف التعليم الخاص- القبعة الرَّسميّة: قبّعة يلبسها الرجال، ذات حافة ضيِّقة وقمّة إسطوانية طويلة مصنوعة من الحرير- بدون رسميّات: بلا قيود- رَجُل رسميّ/ موظف رسميّ: رجل يمثل الدولة في أعماله وأقواله- رسميًّا: من الناحية الرسميّة- شبه رسميّ: قريب من الرسميّ- غير رسميّ: خالٍ من التكلّف/ الرسميّات.
2 - ملائم لمناسبة رسميَّة "ملابس رسميّة".
• الورقة الرَّسميَّة: ورقة يبيِّن فيها موظَّفٌ عام أو شخص مُكلَّف بخدمة عامَّةٍ ما تمّ على يديه أو بحضوره في حدود اختصاصه.
• العُقود الرَّسميَّة: المحرَّرات الموثَّقة على يد الموثِّقين في حدود اختصاصاتهم.
• توكِيل رسميّ: (قن) وثيقة مُشْهَرة بتوكيل شخص شخصًا آخر للقيام نيابة عنه بالتصرُّف في مسائل أو مواقف معيَّنة بصفة رسميّة، كبيع أو تأجير عقار أو رفع دعوى قضائية. 

مَراسِمُ [جمع]: مف مَرْسَم: طقوسٌ وعادات "مراسم الافتتاح/ الدَّفن- مراسم عسكرية" ° مدير المراسم: مسئول البروتوكول في ديوان الملك أو الأمير أو رئيس الجمهورية. 

مِرْسام [مفرد]: ج مَراسيمُ: اسم آلة من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
• مِرْسام الضَّغط الجوِّيّ: (جو) جهاز يقيس الضغط الجوّيّ، ويُستخدم للتنبؤ بحالات الطقس.
• مِرْسام الذَّبْذَبَة: (طب) آلة تسجيل اختلافات ضغط الدم أو حركات التنفس أو درجة التوتّر كتوتّر العضلة، وتسجَّل بإبرة فونوغرافيّة أو قلم يعلِّم تلك الحركات على طبلة تدور على محور أو مركز. 

مَرسَم [مفرد]: ج مَراسِمُ: اسم مكان من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على: "امتلأ المرسَمُ بعشرات اللَّوحات الفنِّيَّة الرائعة". 

مِرْسَمَة [مفرد]: ج مَراسِمُ
• مِرْسَمَة الطيف: (فز) مطياف معدّ لتصوير أو تسجيل الأطياف. 

مَرسوم [مفرد]: ج مَراسِمُ ومَراسيمُ:
1 - اسم مفعول من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على ورسَمَ2.
2 - مطرَّز وموشَّى بالذهب.
3 - (قن، سة) ما يُصدره رئيس الدولة (ملك، أمير، رئيس جمهورية) من قرارات لها قوة القانون "مرسوم ملكيّ/ أميريّ/ جمهوريّ". 
رسم: رَسَم: كتب، خَطَّ بالقلم (لين، رسالة إلى السيد فليشر ص126).
رَسَم: صَوَّر، خطَّط، خطَّ (بوشر، فوك، ألكالا) وخطط خارطة (المقدمة 1: 87) وخطط خريطة لبناء مدينة وغير ذلك، ففي النويري (أفريقية ص11 ق): ورسم ابن البعبع المدينة والصناعة والمينا وموضع القصر واللولوه (كذا) وأمر الناصر من ساعته بالبناء. وفي تاريخ تونس (ص89): ورسم الكُفَّار قلعةً خارج باب البحر سمّوها البستيون.
رَسَم: وصف، يقال: وكان ابن حزم في أول أمره شافعيَّ المذهب حتى رُسِم به ونُسِب إليه أي كانوا يطلقون عليه لقب الشافعيّ (حيان - بسام 1: 41ق). وقولهم: مرسوم ب يستعمل بمعنى موصوف ب، ففي كتاب الخطيب (ص38 ق): مرسوماً بصداقته. وفي كتاب ابن الأبار (ص180 رقم 3): بلده المرسوم بولاية والده، أي الموصوف والمسمى باسم والده، كما يقال في نفس نص ابن الأبار (ص1): السهلة المنسوبة إلى بني رزين.
رَسَم ب: كما يقال رسم أمر يقال أيضاً: رسم ب (الملابس ص270).
رسم: دَوَّن، سَجَّل (عباد 1: 427) ومن هذا رسمه في خدمته: أي قبله في خدمته (تاريخ البربر 1: 472).
رَسَم: عَنْوَن الكتاب سماه ب، ويقال رسمه ب (عباد 1: 216 رقم 65).
رَسَم: خطّط بقلم رصاص، ونقش، خطط مسودة رَسْم، صوَّر صورة لشخص (بوشر، دومب ص122، همبرت ص96، هلو)، وفي المقدمة (1: 267): رسم التماثيل.
رَسَم: طرّز، وَشَّى (ابن جبير ص 148).
رسم بالذهب: ذهَّب، مَوَّه بالذهب، طلى بالذهب (ابن جبير ص163).
رَسَم: فرض ضريبة، ففي المقري (1: 130): الأموال المرسومة على المراكب الواردة والصادرة.
رَسَم: سام كاهناً، أعطاه درجة في الرهبانية، عينّ أسقفاً، منح أسرار الكنيسة (بوشر، همبرت ص 154، محيط المحيط).
رَسَم: قص شعره وقبله في صف الاكليروس (بوشر).
رَسَم: كرَّس، قدَّ، نذر الله، خصصه للعبادة (بوشر).
رَسَّم (بالتشديد): صوَّر، شكَّل (رينو جريجوار ص37 رقم 2، ص38 رقم 1، ص41 رقم 1، رقم 3).
رسَّم على فلان: خصص له من يراقبه، ويقال رسَّمه ورَسَّم عليه. يقال مثلاً: رسَّم عليه عشرين مملوكاً، أي جعل لمراقبته عشرين مملوكاً. ويقال أيضاً جعل عليه بالترسيم، والباء هنا للمجاز (انظر فليشر معجم ص16 - 18، فريتاج طرائف ص51)، وفي كتاب الملابس (ص271): ولا يزالوا مرسَّمين على بابه حتى يأخذوا ما قرَّره عليه، أي لا يزالون مقيمين على بابه حتى يأخذوا منه المبلغ الذي يطالبونه به (انظر: تَرْسِيم).
رَسَّم: زَيَّن، زخرف، ففي الجريدة الآسيوية (1849، 2: 319 رقم 1): رمح مُرَسَّم من الصوبَينْ بلباد أحمر، أي رمح مزخرف من الجانبين بلباد أحمر. وفيها (2: 321 رقم 1): ويرسم رماحهم بالبارود، وقد ترجمها رينو بما معناه زيّن وزخرف أيضاً.
تَرَسَّم، ترسَّم بالعلم: اتصف بالعلم، كانت له شهرة العالم (كوسج طرائف ص119).
تَرَسَّم: أقام في موضع لحراسة المسجونين (فليشر معجم ص17، ابن خلكان 1: 214).
ارتسم: كُتِب (ابن العوام 1: 192).
ارتسم: معناها اللفظي اتسم، وتستعمل: مرتسم ب بمعنى موصوف ب أو متَّسم ب. ففي رحلة ابن جبير (ص28): وهو متَّسم بالخير ومرتسم به. وفي كتاب الخطيب (ص25 ق): كان أبو جعفر ابن عطية من الرجالة مرتسماً بالرماية.
ارتسم: دُوِّن اسمه في الديوان، سُجَّل (عباد 1: 37، 74 رقم 14، 427، 428، المقري 2: 589، كرتاس ص44، تاريخ البربر 1: 501). وفي كتاب الخطيب (ص33 و): ارتسم في المقرئين بغرناطة. وفي القلائد (ص 64): ولديه ثبت الإحسان وارتسم. ومن هذا استعملت بمعنى حصل على عمل أو وظيفة (عباد 1: 7 رقم 23، تاريخ البربر 1: 548)، وفي كتاب الخطيب (ص64 ق): ولما ولى يحيى - قرطبة ارتسم إليه برسمه.
ارتسم ب: تلقب ب. ففي عباد (1: 221): المرتسمون بالوزارة، وفيه: ارتسم باسم القضاء. وفي حيان - بسّام (1: 106ق): المرتسم بالكتابة أي الملقب بالكاتب. وفي حيان (ص99 و): الذي قدَّمنا ذكره وارتسامه بالرباط لتكرُّره في الثغور وترغيبه في الجهاد، أي الذي تلقب بالمرابط (ابن جبير ص243، ص328).
ارتسم على فلان: أقام في مكان ما لحراسته (السجين) (ألف ليلة برسل 10: 228).
ارتسم: قبل الرسامة من الأسقف (بوشر، محيط المحيط).
ارتسم كاهن: ارتقى في الدرجات الكنسية إلى درجة كاهن (بوشر) صار كاهناً أي قسيساً (همبرت ص155).
ارتسم شماَّس: صار شماساً إنجيلياً، صار نائب كاهن (بوشر).
رَسْم: كتابة (ابن جبير ص196).
الرَّسْم: رسم المُصْحفّ (المقري 1: 550، المقدمة 3: 260).
رَسْم: وصف، صفة، بيان الحال (فوك).
رَسْم: فن تصوير المناظر وتزيين المسارح، وهو من مصطلح الرياضة (بوشر).
رسم الدُنْيا: كوزموغرافيا، وصف عام للكون، علم يبحث في مظهر الكون وتركيبه (بوشر).
رسم المساء: علم وصف السماء (بوشر).
رَسْم: تدوين، تسجيل (ابن جبير ص107).
رَسْم: خَطْ خُطِّط باليراع (ريشة الكتابة) (بوشر، المقدمة 2: 338، تاريخ البربر 1: 654، المقري 1: 364).
رَسْم: حرف المعجم، ففي معجم المنصوري: لحم مجزَّع، وقد تقدَّم في رسم التاء في رسم التجزيع (ولم تذكر مادة تجزيع في مخطوطتنا).
رَسْم: مادة معجم، انظر عبارة معجم المنصوري التي تقدمت. وفي ابن البيطار (1: 155): وقد عرَّض الغافقي بذكرها في حرف الألف في رسم الأفيون وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة في رسم شقرديون. وفي كتاب ابن عبد الملك (ص2 و): أجاز له المشرقيون في رسم أبي الطاهر أحمد بي علي.
رَسْم: جُزء، قسم من كتاب، وهو مرادف فَصْل. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص2 ق): وكتاب منهاج الكُتَّب أنشدتُ رسائله وبَوَّبْتُه على خمسة عشر باب ورتَّبْتُه على ثلاثة رسوم فَصْل إلى ما من هو فوقك وفصل إلى من هو مثلك وفصل إلى من هو دونك. رَسْم: تأشير، إمضاء مختصر، وهو مرادف عَلاَمة (ألكالا).
رَسْم: حاشية أو لاحقة تكتب على ظهر السند تذكر مقدار المبلغ الذي تسلمه (ابن بطوطة 2: 91).
رَسْم: إشارة، سمة، علامة رسمية (هلو، غدامس ص19، الجريدة الآسيوية 1843، 2: 223، 1851، 1: 62، 1852، 2: 213، المقري 2: 352، 3: 438، دي ساسي ديب 9: 486).
رَسْم: كلمة، فمصنف معجم المنصوري بعد أن ذكر تعريف المصطلحين كَمِّيَّة وكَيْفِيَّة، يقول: ولا حاجة لنا بذكر ما في هذَيْن الرَسْمَينْ من الخلاف عند المنطقيين.
رَسْم: سحر، جاذبية (فانسليب ص414).
رَسْم: فأل، ففي المعجم اللاتيني - العربي: ( auspicuum ( كذا) تَفَوُّل ورَسْم أيضاً).
رَسْم: مُخَطَّط إجمالي، مسودة مخطط، مخطط تصويري (بوشر، همبرت ص96، ألكالا وفيه: صورة رسم، ابن جبير ص197).
رَسْم: تصميم، خِطَّة عمل (بوشر).
رَسْم: تصميم تتناسق أجزاؤه (بوشر).
رَسْم: تخطيط أولي (بوشر، ابن جبير ص39) وكذلك تخطيطات أولية (عباد 1: 244، 267 رقم 49).
رَسْم: بصمة، علامة، طابع (بوشر).
رَسْم: حاشية، طرف، حافة (ابن جبير ص81، 181، 193، 229، المقري 2: 439).
رَسْم: بزَّة، زِيّ، ففي طرائف دي ساسي نقلاً من السيوطي (2: 267): وأما قاضي القضاة الشافعي فرسمه الطَرْحَة وبها يمتاز.
رَسْم: تعيين حدود، تحديد التخوم (مارتن ص117).
رَسْم: عادة، عرف (دي ساسي طرائف 1: 275، الملابس ص387).
رسوم المملكة: عادات البلاط، أعراف المملكة (دي ساسي طرائف 2: 183، تاريخ البربر 1: 557، 598، 2: 246). وفي النويري (الأندلس ص462 - 463): أقام أبهة المملكة ورتَّب رسومها. وكذلك في تاريخ البربر (1: 631): أجرى الرسم في الدعاء له على منابر عمله. وقد ترجمها دي سلان بما معناه: ((امتثالاً لقوانين الطقوس (للرسوم) أمر بالدعاء له الخ)).
رسم الدعوة: يقال هذا حين يقتصر الاعتراف بالسلطان على ذكر اسمه في الخطبة (تاريخ البربر 1: 568).
أقام رسماً: تعبير يعني التزم، امتثل، خضع ل، تقَيَّد ب (دي ساسي طرائف 2: 183)، وفي لطائف الثعالبي (ص13): كان عبد الملك بن مروان أول من أمر بكتابة الحروف العربية على النقود وكتب إلى الحجاج في إقامة رسمه.
رَسْم: ضريبة، عشر، خراج (بوشر، همبرت ص210، محيط المحيط، فريتاج أمثال ص41، المقري 1: 130). وفي النويري (الأندلس ص477): وقُرِئَ كتاب آخر من محمد بإسقاط رسوم جارية وقبلات مُحْدَثة. وفي الإدريسي (قسم 2 فصل 5): ولواليها وجابيها شيء معلوم ورسم ملزم على المراكب. وفي كتاب الخطيب (ص186 ق): وأما رسوم الأعراس والملاهي فكانت قبلاتها غريبة.
رَسْم وكذلك رُسُوم تعني: راتب، جراية (كوسج طرائف ص132، دي ساسي طرائف 1: 52، ألف ليلة 2: 252، 261).
رَسْم: وظيفة، خدمة، منصب، عمل (عباد 1: 7 رقم 23، 2: 160، المقدمة 2: 20، تاريخ البربر 1: 437)، وفي كتاب الخطيب (ص23 ق): تقدَّم قاضياً بغرناطة - وقام بالرسم المُضاف إلى ذلك وهو الإمامة بالمسجد الأعظم منها والخطابة بقلعتها الحمراء.
أقام الرسمَ: تعبير يعني عادة تولي المنصب مؤقتاً (تاريخ البربر 1: 518، 1: 532، 536).
غير أن أقام له رسم الحجابة (ص574) تعني فيما يظهر: تولي له منصب الحجابة أي صار له حاجباً، كما في (ص576) حيث ترجمها دي سلان بما معناه: نائب الحاجب. انظر (2: 106) ففيه: وأقام كاتبه بباب السلطان على رسم النيابة. وفي المقري (3: 767): لإقامة رسمه من الخدمة. وفي مخطوطة ب من كتاب الخطيب (ص39 و): وأقام الرسم بها يسيراً، أي تولى منصب الكاتب بغرناطة أياماً قليلة، وفي (ص78 و) منه: مقيماً لرسم الكتابة. وفي حياة ابن خلدون بقلمه (ص52): وحملت أخي على أن يصحب الأمير حافظاً للرسم، وقد ترجمها دي سلان (المقدمة 1 ص47) وهو مصيب بما معناه: وقد كلفته أن يتولى هذا المنصب نيابة عني.
رَسْم: منزل، مسكن، مأوى (المقري 1: 363).
رَسْم: افتتاح، تدشين (بوشر).
رَسْم: إقليم، مقاطعة، ولاية، ففي قصة عنتر (ص52): إن الملك قيصر قيصر الروم صاحب إنطاكية وتلك الرسوم.
رَسْم: رِسَامة كاهن، سيامة، ترقية الإنسان إلى درجات كنسية (بوشر).
رَسْم: يستعمل بمعنى غامض يكاد يكون معنى أَمْر، ففي كتاب الخطيب (ص100 ق): واستولى على مُلْك المغرب فأقام به رسماً عظيماً وأمراً جسيماً.
بِرَسْم، برسم فلان: مجعول له (انظر فريتاج في آخر المادة) (محيط المحيط، كليلة ودمنة ص 28، مملوك 1، ص8، ص13، ابن جبير ص28، كرتاس).
رَسِم: أسرع في السير (عباد 1: 96 رقم 125).
رَسْمَة: تسجيل، تدوين، تقييد (هلو).
رَسْمَة: إكليل الرأس (دائرة محلوقة في قمة رأس جل الاكليروس حين يقبل في صفوفهم)، حفلة إكليل الرأس، إكليل الاكليروس، رتبة إدخال أحد في صف الاكليروس (بوشر).
رُسْمَة، وتجمع على رُسَم: رقشة، نكتة، شامة (ديوان الهذليين ص64).
رَسْمِيّ: ما يعتد به ويعول عليه (محيط المحيط).
العلم الرسمي: العلم النظري (الغزالي رسالة أيها الولد ص4 طبعة هامر).
رَسْمي: مختص بفن تصوير المناظر وتزيين المسارح (بوشر).
رَسْمي: افتتاحي، تدشيني (بوشر).
رَسْمانية: قائمة، لائحة (هلو)، وانظر رزمانية.
رَسَامة: رسم في سطح، إسقاط، مسقط، رسم جسم على سطح وفق قواعد معينة (بوشر).
رَسَامة: إعطاء درجة من درجات الرهبانية (بوشر، محيط المحيط).
رَسَّام: مصور (المقري 1: 403)، وفي كتاب المقريزي (مخطوطة 2: 354): عدة حوانيت للرسَّامين.
رسَّام الأرض: جغرافي (بوشر).
راسِم: رسّام، مصور (همبرت ص96).
تَرْسِيم: أمر بإقامة حرس لمنع شخص من الهرب، وحالة الشخص الذي أقيم عليه الحرس (فليشر معجم ص16).
ترسيم: حجر حرية، منع من الخروج، عقوبة عسكرية، ويقال جعل تحت الترسيم: حجرت حريته، جعل في التوقيف (بوشر)، وانظر (المقري 1: 693، ميرسنج ص26، رتجرز ص189).
لوح الترسيم: لوحة للرسم (أماري ص18، 19).
مَرْسُوم، حرف مرسوم: حرف يكتب ولا ينطق تقريباً (فليشر معجم ص12).
مرسوم: مطرز، موشى بالذهب (الملابس ص378 رقم 5).
مرسوم، وتجمع على مراسيم ومراسم: أمر، أمر الأمير، وبخاصة أمر مكتوب (فليشر معجم ص 16، محيط المحيط، همبرت ص205، ابن بطوطة 3: 199، تاريخ البربر 1: 631، 2: 535). مرسوم بالتشييع: إذن، إجازة في الذهاب، جواز مرور (ترجمة ابن خلدون بقلمه ص215 و).
مراسم: معنى كلمة مراسم عند ابن خلدون تختلف ففي المقدمة (2: 295): المراسم الشرعية أي الأوامر الشرعية. وفي تاريخ البربر (2: 485): مراسم الإسلام أي تعاليم الإسلام، غير أنها تعني أيضاً: أشرف العادات (المقدمة 2: 295، تاريخ البربر 1: 398، 2: 113، 497).
ومراسم المُلْك: عادات البلاط وأعرافه (تاريخ البربر 2: 142، 228).
ومراسم الخدمة: وظائف البلاط، مناصب البلاط (تاريخ البربر 1: 532).
ومراسم الجهاد: الوظائف العسكرية (تاريخ البربر 2: 390).
ارْتِسام هي في الديانة النصرانية: درجات أو سر الكهنوت (همبرت ص154).
(رسم) : الرّوْسمُ العَيْنان.

ثقب

ثقب: الليث الثَّقْبُ مصدر ثَقَبْتُ الشيءَ أَثْقُبهُ ثَقْباً.

والثَّقْبُ: اسم لما نفَذ.الجوهري: الثَّقْبُ، بالفتح، واحد الثُّقُوبِ. غيره: الثَّقْبُ: الخَرْقُ النافِذُ، بالفتح، والجمع أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ.

والثُّقْبُ، بالضم: جمع ثُقْبةٍ. ويُجمع أَيضاً عَلى

ثُقَبٍ. وقد ثَقَبَه يَثْقُبه ثَقْباً وثَقَّبه فانْثَقَبَ، شُدّد للكثرة، وتَثَقَّب وتَثَقَّبَه كثَقَبَه. قال العجاج:

بِحَجِناتٍ يَتَثَقَّبْن البُهَرْ

ودُرٌّ مُثَقَّبٌ أَي مَثْقوبٌ.

والمِثْقَبُ: الآلةُ التي يُثْقَبُ بها.

ولُؤْلُؤاتٌ مثَاقِيبُ، واحدها مَثْقُوبٌ والـمُثَقِّبُ، بكسر القاف: لقب شاعر من عبدالقَيْسِ معروف، سُمي به لقوله:

ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ، وسَدَلْنَ رَقْماً، * وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيُونِ

واسمه عائذ بن مِحْصَنٍ العَبْدي. والوصاوِصُ جمع وَصْوَصٍ، وهو ثَقْبٌ في السِّتْر وغيره على مِقْدار العَيْن، يُنْظَر منه.

وثَقَّبَ عُودُ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلانَ عُودُه، فإِذا اسْوَدَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ؛ فإِذا زاد قليلاً قيل: قد أَدْبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤكل؛ فإِذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قيل: قد أَخْوَصَ.

وتَثَقَّبَ الجِلْدُ إِذا ثَقَّبَه الحَلَمُ.

والثُّقُوب: مصدر النارِ الثاقبةِ. والكَوْكَبُ الثاقِبُ: الـمُضِيءُ.

وتَثْقِيبُ النار: تَذْكِيَتُها.

وثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وثَقابةً: اتَّقَدَتْ. وثَقَّبَها هو وأَثْقَبها وتَثَقَّبها.

أَبو زيد: تَثَقَّبْتُ النارَ، فأَنا أَتثَقَّبُها تَثَقُّباً، وأُثْقِبُها إِثْقاباً، وثَقَّبْتُ بها تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بها تَمْسِيكاً، وذلك إِذا فَحَصْت لها في الأَرض ثم جَعَلْت عليها بَعَراً وضِراماً، ثم دَفَنْتَها في التراب. ويقال: تَثَقَّبْتُها تَثَقُّباً حين تَقْدَحُها.

والثِّقابُ والثَّقُوب: ما أَثْقَبَها به وأَشْعَلَها به من دِقاقِ العِيدان. ويقال: هَبْ لي ثَقُوباً أَي حُرَاقاً، وهو ما أَثْقَبْتَ به النارَ أَي أَوقَدْتَها به. ويقال: ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُب ثُقُوباً إِذا سَقَطَتِ الشَّرارةُ. وأَثْقَبْتُها أَنا إِثقاباً.

وزَنْدٌ ثاقِبٌ: وهو الذي إِذا قُدِحَ ظَهَرت نارُه. وشِهابٌ ثاقِبٌ أَي

مُضِيءٌ.

وثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً: أَضاء. وفي التنزيل العزيز: وما أَدراكَ

ما الطَّارِقُ النجمُ الثاقِبُ. قال الفرَّاء: الثاقِبُ الـمُضِيءُ؛ وقيل:

النجم الثاقِبُ زُحَلُ. والثاقِبُ أَيضاً: الذي ارتفع على النجوم،

والعرب تقول للطائر إِذا لَحِقَ بِبَطْن السماء: فقد ثَقَبَ، وكلُّ ذلك قد جاءَ في التفسير. والعرب تقول: أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد. وفي حديث الصّدّيق، رضي اللّه عنه: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً؛ أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم. والثَّاقِبُ: الـمُضِيءُ، ومنه قَولُ الحجاج لابن عباس، رضي اللّه عنهما: إِنْ كان لَمِثْقَباً أَي ثاقِبَ العِلْم مُضِيئَه.

والمِثْقَبُ. بكسر الميم: العالِمُ الفَطِنُ.

وثَقَبتِ الرائحةُ: سَطَعَتْ وهاجَتْ. وأَنشد أَبو حنيفة:

بِريحِ خُزامَى طَلَّةِ مِنِ ثِيابِها، * ومِنْ أَرَجٍ من جَيِّد المِسْكِ، ثاقِب

الليث: حَسَبٌ ثاقِبٌ إِذا وُصِفَ بشُهْرَتِه وارْتِفاعِه. الأَصمعي:

حَسَبٌ ثاقِبٌ: نَيِّر

مُتَوَقِّدٌ، وعِلمٌ ثاقِبٌ، منه. أَبو زيد: الثَّقِيبُ من الإِبل الغَزِيرةُ اللَّبنِ. وثَقَبتِ الناقةُ تَثْقُبُ ثُقُوباً، وهي ثاقِبٌ: غَزُرَ لَبنُها، على فاعل. ويقال: إِنها لثَقِيبٌ مِن الإِبلِ، وهي التي تُحالِبُ غِزارَ الإِبلِ، فَتَغْزُرُهنَّ. وثَقَبَ رَأْيُه ثُقُوباً: نَفَذَ. وقولُ أَبي حَيّةَ النُّمَيْري:

ونَشَّرْتُ آياتٍ عَلَيْهِ، ولَمْ أَقُلْ * مِنَ العِلْمِ، إِلاّ بالّذِي أَنا ثاقِبُه

أراد ثاقِبٌ فيه فحَذَف، أَو جاءَ به على: يا سارِقَ الليلةِ.

ورجل مِثْقَبٌ: نافِذُ الرَّأْي، وأُثْقُوبٌ: دَخَّالٌ في الأُمُور.

وثَقَّبَه الشَّيْبُ وثَقَّبَ فيه، الأَخيرة عن ابن الأَعْرابي: ظَهَرَ

عليه، وقيل: هو أَوَّلُ ما يَظْهَرُ.

والثَّقِيبُ والثَّقِيبةُ: الشَّدِيدُ الحُمْرة من الرِّجال والنساءِ، والمصدر الثَّقابةُ. وقد ثَقَبَ يَثْقُبُ. والمِثْقَبُ: طريق في حَرّةٍ وغَلْظٍ، وكان فيما مَضى طَريقٌ بين اليَمامةِ والكُوفة يُسمَّى مِثْقَباً:وثُقَيْبٌ: طَرِيقٌ بِعَيْنِه، وقيل هو ماء، قال الراعي:

أَجَدَّتْ مَراغاً كالمُلاءِ، وأَرْزَمَتْ * بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ، حَيْثُ لاحَتْ طَرائِقُهْ

التهذيب: وطَريقُ العِراق من الكوفة إِلى مكة يقال له مِثْقَبٌ.

ويَثْقُبُ: موضع بالبادِية.

(ثقب) - في الحَدِيثِ : "أبو بَكْر أثقَبُ أَنساباً".
: أَي أَنْوَرُه، من ثَقَبَت النَّارُ، ونَجْم ثَاقِب، والأَصْل فيه نُفوذُ الضَّوءِ وسُطُوعُه.
[ثقب] نه في ح الصديق: نحن "أثقب" الناس أنساباً أي أوضحهم، والثاقب المضيء، ومنه قول الحجاج لابن عباس: إن كان "لمثقبا" أي ثاقب العلم مضيئه، والمثقب بكسر الميم العالم الفطن. غ: ثقبت النار وأثقبتها.
(ثقب) الشَّيْء واللون توهج واشتدت حمرته فَهُوَ ثقيب (أثقب) النَّار أوقدها والزند وَنَحْوه قدحه فأظهر شرره

(ثقب) الْعود جرى فِيهِ المَاء والطائر ارْتَفع فِي الجو وَالشَّيْء ثقبه وَالنَّار أوقدها وذكاها والشيب فلَانا وَفِيه بدا
وَيُقَال ثقب الشيب الشّعْر وَفِيه
ثقب
الثَّاقِب: المضيء الذي يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه. قال الله تعالى: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ [الصافات/ 10] ، وقال تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ [الطارق/ 2- 3] ، وأصله من الثُّقْبَة، والمَثْقَب: الطريق في الجبل، كأنه قد ثقب، وقال أبو عمرو:
والصحيح: المِثْقَب ، وقالوا: ثَقَبْتُ النار، أي: ذكيتها.
ث ق ب : ثَقَبْتُهُ ثَقْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَرَقْتُهُ بِالْمِثْقَبِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالثُّقْبُ خَرْقٌ لَا عُمْقَ لَهُ وَيُقَالُ خَرْقٌ نَازِلٌ فِي الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ ثُقُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالثُّقْبُ مِثَالُ قُفْلٍ لُغَةٌ وَالثُّقْبَةُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ ثُقَبُ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ وَإِنَّمَا يُقَالُ هَذَا فِيمَا يَقِلُّ وَيَصْغُرُ. 

ثقب


ثَقَبَ(n. ac. ثَقْب)
a. Pierced, bored, punctured, perforated.
b. Was penetrating, keen ( judgment & c.).
c.(n. ac. ثُقُوْب), Shone, gleamed, flashed.
ثَقُبَ
(a. n, ac.
ثَقَاْبَة), Glowed.
ثَقَّبَa. Penetrated, pierced through.
b. Soared, rose high.
c. Kindled, lit up.
d. Appeared ( grey hair ).
أَثْقَبَa. see II (c)
تَثَقَّبَإِنْثَقَبَa. Was pierced, bored, &c.

ثَقْب
ثُقْب (pl.
أَثْقُب
ثُقُوْب أَثْقَاْب).
a. Hole, puncture, perforation; cutting; sluice.

ثُقْبَة
(pl.
ثُقْب
ثُقَب
9)
a. see 1b. Tube, conduit.

مِثْقَب
(pl.
مَثَاْقِبُ)
a. Drill, awl, gimlet, borer.
b. Keen, sagacious.

ثَاْقِبa. Penetrating, keen, sagacious.
b. Bright, shining, brilliant.

ثِقَاْبa. Firewood, fuel.

ثَقِيْبa. Red, ruddy, glowing.

ثَقُوْبa. see 23
ث ق ب: (الثَّقْبُ) بِالْفَتْحِ وَاحِدُ (الثُّقُوبِ) وَ (الثُّقْبُ) بِالضَّمِّ جَمْعُ (ثُقْبَةٍ كَالثُّقَبِ) بِفَتْحِ الْقَافِ. قُلْتُ: وَنَظِيرُهُ دُلْبَةٌ وَدُلْبٌ وَنُقْبَةٌ وَنُقْبٌ. قَالَ: وَ (الْمِثْقَبُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُثْقَبُ بِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (ثَقَبَتِ) النَّارُ اتَّقَدَتْ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (ثَقَابَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَ (أَثْقَبَهَا) أَوْقَدَهَا وَ (ثَقَّبَهَا تَثْقِيبًا) أَذْكَاهَا وَشِهَابٌ (ثَاقِبٌ) أَيْ مُضِيءٌ وَ (الثَّقُوبُ) بِفَتْحِ الثَّاءِ مَا تُشْعَلُ بِهِ النَّارُ مِنْ دِقَاقِ الْعِيدَانِ. 
ثقب: ثقب مصدره ثقوب (عباد 1: 267) وثقب: طعم النبات بإحداث ثقبة (أنظر ثقبة) (ابن العوام 1: 19، 406) وفي مخطوطة ليدن منه العب أي الثقب، وجاءت فيه بعد التركيب (ص407) حيث يجب أن تحل كلمة الثقب محل النقب.
وثقب القحف: حَجّ عظم القحف (بوشر) ثَقْب: أثر الجدري، رشم الجدري (همبرت 34) والإست والشرج (ألف ليلة 1: 260 وطبعة برسل 11: 442، 450).
ثُقْبَة: الإست والشرج (ألف ليلة برسل 2: 56) والثقبة في تطعيم النبات الحفرة التي توضع فيها الاريفة (ابن العوام 1: 19).
ثَقّاب: الذي يكثر من الثقب (فوك) يقّاب أعين: كحال طبيب العيون (رايت 105) ثاقب الحجر: بسفايج (ابن البيطار 1: 227). مِثْقَب: آلة لثقب العظام، محجاج، مِقَورة، وهي من آلات الجراحة (بوشر).
مُثَقَّب: ذو ثقوب (البكري 156).
مِثْقاب: سلك غليظ من الشبه يدخله صانع الأنابيب في الأنبوب (صفة مصر 12: 486) مَثْقوب في معجم ألكالا Cavadiza cosa ويراد به الرمل الذي يستخرج عند الحفر.
باب القاف والثاء والباء معهما ث ق ب، ب ث ق يستعملان فقط

ثقب: الثَّقْبُ مصدر: ثَقَبْتُ الشيء أثقُبُه ثَقْباً، والثَّقْبُ اسم لما نفذ. والمِثْقَبُ أداة يثقب بها. والثُّقُوبُ مصدر النار الثاقِبةِ، والكواكب ونحوه أي التلألؤ، وثَقَب يثْقُبُ. وحسب ثاقِبٌ مشهور مرتفع. ورجل ثقيبٌ وامرأة ثقيبة: شديدة الحمرة، وقد ثَقُبَ يثقُبُ ثَقابةً. ويثقُبُ: موضع بالبادية، قال النابغة:

عفت روضة الأجداد منها فيثقُبُ

بثق: البَثْقُ كسر شط النهر فَيَنْبَثِقُ الماء، وقد بَثَقْتُه أبثُقُه بَثْقاً. والبِثْقُ اسم الموضع الذي حفره الماء، وجمعه بُثُوقٌ. وانبَثَقَ عليهم إذا أقبل عليهم ولم يظنوا به. 
(ث ق ب) : (الثَّقْبُ) الْخَرْقُ النَّافِذُ وَالثُّقْبَةُ بِالضَّمِّ مِثْلُهُ وَإِنَّمَا يُقَالُ هَذَا فِيمَا يَقِلُّ وَيَصْغُرُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْحَيْضُ أَقْوَى مَانِعٍ لِأَنَّ الثَّقْبَ فِي أَسْفَلِ الرَّحِمِ بِخِلَافِ الْكُلْيَةِ وَعَلَى ذَا الصَّوَابُ فِي الْإِجَارَاتِ يَثْقُبُ الْجَوَاهِرَ بِالثَّاءِ وَجِلْدٌ مُثَقَّبٌ وَالنِّسَاءُ ثَقَبْنَ الْبَرَاقِعَ جَعَلْنَ فِيهَا ثُقْبًا وَأَمَّا نَقْبُ الْحَائِطِ وَنَحْوِهِ بِالنُّونِ فَذَاكَ فِيمَا يَعْظُمُ وَتَرْكِيبُهُ يَدُلُّ عَلَى النَّافِذِ الَّذِي لَهُ عُمْقٌ وَدُخُولٌ (وَقَوْلُهُ) جُبَّةٌ وُجِدَتْ فِيهَا فَأْرَةٌ مَيْتَةٌ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا نَقْبٌ الصَّوَابُ (ثَقْبٌ) بِالثَّاءِ وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا فَتْقٌ وَفِي الْكَرَاهِيَةِ أَنْ تُثَقَّبَ أُذُنُ الطِّفْلِ مِنْ الْبَنَاتِ الصَّوَابُ بِالثَّاءِ.
[ثقب] الثَقْبُ بالفتح: واحدُ الثقوب. والثُقْبُ بالضم: جمع ثُقْبَةٍ. ويجمع أيضاً على ثُقَبٍ. والمِثْقَبُ: ما يثقب به. وثقبت الشئ ثقبا، وثَقَّبْتُهُ، شُدِّدَ للكثرة. ودُرٌّ مُثَقَّبٌ، أي مثقوبٌ. وتَثَقَّبَ الجِلْدُ، إذا ثَقَّبَهُ الحَلَمُ. وتثقيبُ النارِ: تَذْكِيَتُها. ويقال أيضا ثقب عود العرفج، وذلك إذا مطر ولان عوده، فإذا اسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا زاد قليلا قيل: قد أدبى، وهو حينئذ يصلح أن يؤكل، فإذا تمت خوصته قيل: قد أخوص. والمثقب بكسر القاف: لقب شاعر من بنى عبد القيس ، سمى بذلك لقوله: أرين محاسنا وكنن أخرى * وثقبن الوصاوص للعيون وثقبت النار تثقب ثقوبا وثقابة، إذا اتقدتْ، وأَثْقَبْتُها أنا. وشِهابٌ ثاقب، أي مضئ. ويقال أيضا: ثَقَبَتِ الناقةُ . أي غَزُرَتْ، فهي ثاقبٌ. والثَقوبُ بالفتح: ما تُشْعِلُ به النارَ من دِقاقِ العيدانِ.
ثقب
الثَّقْبُ: مَصدَرُ ثَقَبْتُ الشَّيْءَ أثْقُبُه ثَقْباً. والمِثْقَبُ: ما يُثْقَبُ به.
والثّقُوبُ: مَصدَرُ النارِ الثاقِبَةِ والكَوْكَبِ الثاقِبِ، والحَسَبِ الثاقِبِ؛ وذلك لشُهْرَتِه وارْتفاعِه. والثَّقُوْبُ: الحُرّاقُ.
وثقَّبَ الزَّنْدُ: إذا وَقَعَتْ فيه الشَّرَارَةُ. والثَّقُوْبُ: ما تُوْقَدُ به النارُ.
والثَّقِيْبُ والثَّقِيْبَةُ من الرِّجَال والنِّسَاء: الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ، والمصدر الثقَابَةُ.
وَيثْقُبُ: مَوْضِعٌ بالبادِيَة.
ويُقال للعَرْفَج إذا مُطِرَ ولانَ عُوْدُه: قد ثَقَّبَ عُودُه، وكذلك إذا جَرى الماءُ فيه وأوْرَقَ.
والثاقِبُ والثَّقِيْبُ من النّوقِ: الغَزِيْرَةُ، ثَقَبَتِ الناقَةُ تَثْقبُ ثُقُوباً.
وثَقَّبَه الشَّيْبُ تَثْقِيْباً: لأوَّل ما يَظْهَرُ.
وإذا بَثَرَ البَثْرُ بإِنْسَانِ العَيْنِ فهيِ الثِّقَابَةُ.
وأتَتْني عنهم عَيْنٌ ثاقِبَةٌ: أي خبَرٌ يَقِيْنٌ.
ومِثْقَبٌ: طَرِيْقُ العِرَاقِ إلى مَكَّةَ.
ث ق ب

ثقب الشيء بالمثقب، وثقب القداح عينه ليخرج الماء النازل. وثقب اللألُ الدر، ودر مثقب، وعنده درعذاري: لم يثقبن.

وحن كما حن اليراع المثقب

وثقبن البراقع لعيونهن قال المثقب العبدي:

أرين محاسناً وكنن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون

وبه سمي المثقب. وثقب الحلم الجلد فتثقب وهذا إهاب متثقب، وفيه ثقب، وثقبة، وثقوب، وثقب.

ومن المجاز: كوكب ثاقب ودرِّىء: شديد الإضاءة والتلألؤ، كأنه يثقب الظلمة فينفذ فيها ويدرؤها، وقد ثقب ثقوباً، وكذلك السراج والنار. وثقبتهما، وأثقبتهما، وأثقب نارك بثقوب، وهو ما تثقب به من حراق وبعر ونحوهما. ورجل ثقيب، وامرأة ثقيبة مشبهان للهب النار في شدة حمرتهما، وفيهما ثقابة. وحسب ثاقب: شهير. ورجل ثاقب الرأي إذا كان جزلاً نظاراً. وأتتني عنك عين ثاقبة أي خبر يقين. وثقب الطائر إذا حلق كأنه يثقب السكاك. وثقب الشيب في اللحية: أخذ في نواحيها.

ويقال: ثقبه الشيب إذا وخطه. وهو طلاع المثاقب أي الثنايا، الواحد مثقب لأنه ينفذ في الجبل فكأنه يثقبه. ومنه قيل لطريق العراق إلى مكة: المثقب. يقال: سلكوا المثقب أي مضوا إلى مكة وثب غزر الناقة، وناقة ثاقب. وعن أبي زيد يقال: إن الفلانة لثقيب، وهي الغزيرة تحالب غزار الإبل فتغزرهن، وقد ثقبت ثقابة أي للغزر فيها منافذ، ونوق ثقب، ومنه: ثقب عود العرفج وثقب إذا جرى فيه الماء وأورق.
(ث ق ب)

الثقب: الْخرق النَّافِذ. وَالْجمع: أثقب، وثقوب.

وَقد ثقبه يثقبه ثقبا، وثقبه فانثقب، وتثقب.

وتثقبه: كثقبه، قَالَ العجاج:

بحجنات يتثقبن البهر

والمثقب: الْآلَة الَّتِي يثقب بهَا.

والمثقب: شَاعِر، سمي بِهِ لقَوْله: أرين محاسناً وكنن أُخْرَى ... وثقبن الوصاوص للعيون

وثقب عود العرفج: مطر فلَان عوده.

وثقبت النَّار تثقب ثقوبا: اتقدت.

وثقبها هُوَ، وأثقبها، وتثقبها.

والثقاب، والثقوب: مَا أثقبها بِهِ.

وثقب الْكَوْكَب ثقوبا: أَضَاء.

والنجم الثاقب، قيل: هُوَ زحل، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا ادراك مَا النَّجْم الثاقب) .

وثقبت الرَّائِحَة: سطعت وهاجت، انشد أَبُو حنيفَة:

برِيح خزامى طلة من ثِيَابهَا ... وَمن أرج من جيد الْمسك ثاقب

وثقبت النَّاقة تثقب ثقوبا، وَهِي ثاقب: غزر لَبنهَا.

وثقب رَأْيه ثقوبا: نفذ، وَقَول أبي حَيَّة النميري:

ونشرت آيَات عَلَيْهِ وَلم اقل ... من الْعلم إِلَّا بِالَّذِي أَنا ثاقبه

أَرَادَ: ثاقب فِيهِ، فَحذف، أَو جَاءَ بِهِ على: يَا سَارِق اللَّيْلَة.

وَرجل مثقب: نَافِذ الرَّأْي.

وأثقوب: دخال فِي الْأُمُور.

وثقبه الشيب، وثقب فِيهِ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي: ظهر عَلَيْهِ.

وَقيل: هُوَ أول مَا يظْهر.

والثقيب: الشَّديد الْحمرَة.

والمثقب: طَرِيق فِي حرَّة وَغلظ، وَكَانَ فِيمَا مضى: طَرِيق بَين الْيَمَامَة والكوفة يُسمى مثقبا.

وثقيب: طَرِيق بِعَيْنِه. وَقيل: هُوَ مَاء، قَالَ الرَّاعِي:

أَجدت مراغاً كالملاء وأرزمت ... بنجدي ثقيب حَيْثُ لاحت طرائقه

ويثقب: مَوضِع بالبادية.
ثقب
ثقَبَ1 يَثقُب، ثُقُوبًا وثَقابةً، فهو ثاقِب
• ثقَب الكوكبُ ونحوه: أضاء " {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} ".
• ثقَب رأيُه: أصاب ونفذ "ثاقب الفكر والرأي: نافذ البصيرة، ذكيّ، سديد الرأي" ° ثاقب الذِّهن: نبيه، فطن.
• ثقَب ذكرُه: اشتهر "حظي العقاد بذكر ثاقب".
• ثقَبت الرَّائحةُ: انتشرت، سطعت وهاجت. 

ثقَبَ2 يَثْقُب، ثَقْبًا، فهو ثاقب، والمفعول مَثْقوب
• ثقَبَ برميلاً: خرقه، أحدث فيه ثَقْبًا بآلة أو مِثْقب "ثَقَب الحائطَ/ لوحًا خشبيًّا- جَوْرب مثقوب- ثقب البطاقة: خرمها".
• ثقَبتِ الحشراتُ الخشَبَ: نَخَرته. 

انثقبَ ينثقب، انثقابًا، فهو مُنثقِب
• انثقبَ الإطارُ: مُطاوع ثقَبَ2: انخرق، انخرم. 

تثقَّبَ يتثقَّب، تثقُّبًا، فهو مُتثقِّب
• تثقَّب الإطارُ: مُطاوع ثقّبَ: تخرَّق من فسادٍ وغيره، صار مثقوبًا. 

ثقّبَ يُثقِّب، تثقيبًا، فهو مُثقِّب، والمفعول مُثقَّب
• ثقَّب اللَّوحَ الخشبيّ: خرقَهُ "ثقَّب بطاقات الدخول". 

ثاقب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ثقَبَ1 وثقَبَ2.
2 - مُحرِق، يثقب بنوره الأجسام " {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} ".
• ثاقب النَّظر/ ثاقب البصر: ذو فِراسة وبُعْد نظر.
• ألم ثاقب: حادّ يجعل المرء يشعر بأنَّ وخزًا يمتدّ إلى داخل أنسجته. 

ثِقاب [مفرد]: ج ثُقُب: ماتُشعَل به النارُ من دِقاق العِيدان، عُود الكبريت الذي يُوقد به "عود ثِقاب". 

ثَقابة [مفرد]: مصدر ثقَبَ1. 

ثَقْب [مفرد]: ج أثقاب (لغير المصدر {وأَثْقُب} لغير المصدر) وثُقُوب (لغير المصدر):
1 - مصدر ثقَبَ2.
2 - شَقّ أو خَرْق نافذ من جانب إلى آخر "وضع المفتاح في ثَقْب الباب" ° الثَّقْب الجليديّ: ثَقب في الجليد تقصده الثدييَّات المائيَّة للتنفُّس.
• الثَّقْب الأسود: (فك) منطقة صغيرة جدًا في الفضاء ذات مجال جاذبيّة قويّ بحيث لا تسمح بمرور الضَّوء.
• ثََقْب الأنبوب: فُتحته "ثَقْب القفل: فُتحة يدخل فيها المفتاح". 

ثُقْب [مفرد]: ج ثُقُوب: ثَقْب، شَقّ أو خَرْق نافذ من جانب إلى آخر "نظر من ثُقْب الباب- ثُقْب إبرة" ° ثُقْب الأوزون. 

ثَقَّابة [مفرد]: اسم آلة من ثقَبَ2: أداة حادَّة لعمل الثُّقوب المستديرة بطريقة القطع الدَّورانيّ "ثقَّابة ملفّات". 

ثُقُوب [مفرد]: مصدر ثقَبَ1. 

مِثْقاب [مفرد]: ج مَثاقيبُ:
1 - اسم آلة من ثقَبَ2: ثقَّابة، أداة حادَّة لعمل الثُّقوب المستديرة بطريقة القطع الدَّورانيّ.
2 - (جو) جهاز دوّار، يستعمل في الحفر في عمليَّات الكشف الزلزاليّ ويُخرج نتاج الحفر من غير الاستعانة بالسوائل.
• مِثقاب الفِلِّين: أسطوانة معدنيّة جوفاء أحد طرفيها حادّ، وعلى الطرف الآخر يدٌ عموديَّة بها يُبرم المثقاب؛ ليدخل الطرف الحادّ في الفلِّين. 

مِثْقَب [مفرد]: ج مَثاقبُ: اسم آلة من ثقَبَ2: ثَقَّابة؛ أداة حادَّة لعمل الثُّقوب المستديرة بطريقة القطع الدَّورانيّ "مِثْقَب خشب- مِثْقَبٌ يدويّ/ كهربائيّ- مِثْقب لتذاكر القطار". 

ثقب

1 ثَقَبَ, (S, A, K, &c.,) aor. ـُ (JK, Msb,) inf. n. ثَقْبٌ, (JK, S, Msb,) He made a hole in a thing (JK, * S, * A, Mgh, Msb, K) with a مِثْقَب; (A, Msb;) meaning, a hole of small size; (Mgh;) such as passed through; he perforated, bored, or pierced, it: (A, Mgh, K:) and in like manner, ↓ ثقّب, (K,) but this signifies he did so much, or to several, or many, things; (S, TA;) and ↓ تثقّب. (K, TA) You say, ثَقَبَ الدُّرَّ [He bored, or perforated, or pierced, the pearls]; (A, TA;) and الاُّذُنَ [the ear]. (Mgh.) And ثَقَبَ القَرْحَ He pierced, or punctured, the purulent pustule, in order that the fluid, or water, in process of excretion, might issue. (A, TA.) and ثَقَبَ الحَلَمُ الجِلْدَ The [ticks called] حَلَم pierced holes in the skin. (A, TA.) And البَرَاقِعَ ↓ ثَقَّبْنَ (A, Mgh) They made holes in the face-veils, (Mgh,) لِعُيُونِهِنَّ [for their eyes]: (A:) said of women. (Mgh.) b2: [Hence,] ثَقَبَ الكَوْكَبُ, (K, and Ham p. 701,) [aor. ـُ inf. n. ثُقُوبٌ, (JK, Ham,) (tropical:) The star shone brightly [as though it pierced through the darkness: see ثَاقِبٌ]: (K:) or shone and glistened intensely. (Ham ubi suprà.) And ثَقَبَتِ النَّارُ, (S, L, K,) aor. ـُ (S, L,) inf. n. ثُقُوبٌ (S, L, K) and ثَقَابَةٌ, (S, L,) (tropical:) The fire burned brightly; burned, blazed, or flamed, up. (S, L, K.) And ثَقَبَ الزَّنْدُ, (JK, TA,) aor. ـُ inf. n. ثُقُوبٌ, (TA,) (assumed tropical:) [The زند emitted fire]: said when the spark falls (JK, TA) upon [or from] the زند [or wooden instrument for producing fire]. (JK.) b3: ثَقَبَتِ الرَّائِحَةُ (tropical:) The odour diffused itself, and rose. (K, TA.) b4: ثَقَبَ رَأْيُهُ, (K,) inf. n. ثُقُوبٌ, (TA,) (tropical:) His judgment was penetrating; syn. نَفَذَ. (K.) b5: ثَقَبَتِ النَّاقَةُ, (JK, S, K,) aor. ـُ inf. n. ثُقُوبٌ, (JK, TA,) (tropical:) The she-camel had much milk; abounded with milk. (JK, S, K.) A2: ثَقُبَ, aor. ـُ (K,) inf. n. ثَقَابَةٌ, (JK, A, K,) (tropical:) He (a man, JK, A) was, or became, very red; (JK, A, K;) so as to be likened to the flame of fire. (A, TA.) 2 ثقّب: see 1, in two places. b2: [Hence,] (tropical:) He (a bird) soared high, piercing the region of the air next to the clouds: (A, TA:) or reached, or ascended to, the midst of the sky. (TA.) b3: ثقّبهُ الشَّيْبُ, (JK, A, K,) inf. n. تَثْقِيبٌ; (JK, K;) and ثقّب فِيهِ; (IAar, K;) (tropical:) Hoariness appeared upon him: (K:) or began to appear upon him: (A, TA:) or became intermixed in his hair; or appeared and spread upon him; or his blackness and whiteness of hair became equal. (A, TA.) And ثقّب الشَّيْبُ بِاللِّحْيَةِ (tropical:) Hoariness commenced in the sides of the beard. (A.) b4: ثقّب عُودُ العَرْفَجِ (tropical:) The stalk of the عرفج [q. v.], the plant being rained upon, became soft: (S:) or the sap ran in it, and it put forth leaves. (JK, A.) When it has become blackish, one says of it, قَبِلَ: when it has increased a little, أَدْبَى; in which state it is fit to be eaten: and when its خُوص are perfect, أَخْوَصَ. (S.) A2: ثقّب, (A, K,) inf. n. تَثْقِيبٌ, (S, K,) also signifies (tropical:) He made a lamp, and a fire, to burn, shine, glisten, or gleam, very brightly, as though piercing through the darkness, and dispelling it; and so ↓ اثقب; (A, TA;) and the latter, he kindled a fire (TA) with tinder, (A, TA,) or camel's dung, or the like: (A:) or both signify he made a fire to burn brightly; to burn, blaze, or flame, up; (S, K;) and so ↓ تثقّب: (K:) or, accord. to Az, النَّارَ ↓ اثقب, inf. n. إِثْقَابٌ, signifies he scraped a hole for the fire, in the ground, then put upon it, [i. e. the fire] dung, such as is called بَعْر, and small pieces of fire-wood or similar fuel, and then buried it in the dust; and so النَّارَ ↓ تثقّب, and بِهَا ↓ تثقّب; as also مسّك بِالنَّارِ, inf. n. تَمْسِبكٌ: and النَّارَ ↓ تثقّب signifies also he struck fire: and ↓ اثقب, inf. n. as above, he made a spark to fall from a زَنْد, q. v. (TA.) 4 أَثْقَبَ see 2, in three places.5 تَثَقَّبَ see 1, first sentence: b2: and see also 2, in four places: A2: and 7, in two places.7 انثقب It was, or became, perforated, bored, or pierced; and in like manner, [but properly, as quasi-pass. of 2, signifying it was, or became, perforated, &c., much or in many places,] ↓ تثقّب. (K.) You say, الجِلْدُ ↓ تثقّب The skin was, or became, pierced with holes by the [ticks called]

حَلَم. (S, A.) ثَقْبٌ (S, A, Mgh, Msb. K) and ↓ ثُقْبٌ (Msb) and ↓ ثَقْبَةٌ (S, A, Mgh, Msb) A hole, perforation, or bore, that penetrates, or passes through, a thing; (A, Mgh, K;) accord. to Mtr, (Msb,) only such as is small; (Mgh, Msb;) such as is large being termed نَقْبٌ, with ن: (Mgh:) or a hole that is not deep: or, as some say, a hole descending into the earth: (Msb: [but this last explanation is not of general application:]) said to be opposed to شَقٌّ: (TA:) pl. [of mult.] (of the first word, S, Msb, K) ثُقُوبٌ (S, A, Msb, K) and [of pauc.] أَثْقُبٌ (K) and (of ثُقْبَةٌ, S, Msb) ثُقَبٌ (S, A, Msb) and ثُقُبٌ. (S [in which this last is said to be with damm, meaning, to the ق, not (as some have supposed) to the ث only,] and A.) ثُقْبٌ: see ثَقْبٌ.

ثُقْبَةٌ: see ثَقْبٌ.

ثِقَابٌ: see what next follows.

ثَقُوبٌ (tropical:) Fuel; or a thing with which fire is kindled, or made to burn brightly, or to burn, blaze, or flame, up; (JK, S, A;) as also ↓ ثِقَابٌ; (K;) consisting of small sticks, (S, TA,) or dung, such as is called بَعْر; (A, TA;) and tinder. (JK, A, TA.) ثَقِيبٌ (tropical:) A man very red; (JK, A, K;) so as to be likened to the flame of fire: (A:) fem. with ة. (JK, A.) b2: See also ثَاقِبٌ, in three places.

ثَاقِبٌ (tropical:) A star, and a lamp, and fire, (A,) or a flame of fire, or a shooting star, (S,) shining brightly: (S:) or shining, glistening, or gleaming, very brightly, as though piercing through the darkness, and dispelling it. (A, TA.) النَّجْمُ الثَّاقِبُ [in the Kur lxxxvi. 3] means (tropical:) The star, or asterism, brightly shining; (Fr, Bd, L;) as though it pierced through the darkness, or the celestial spheres, by its light: (Bd:) or the star, or asterism, that is high, above the others: or the planet Saturn: (L, K:) or the Pleiades, or any star or asterism, brightly shining; because it pierces through the darkness by its light. (Jel.) b2: (assumed tropical:) A زَنْد (q. v.) that emits fire, when struck. (TA.) b3: (tropical:) Applied to حَسَب [i. e. nobility, or grounds of pretension to respect or honour], it means Famous and exalted: (Lth, JK, A, * TA:) or bright; brilliant. (As, TA.) b4: And hence, (tropical:) applied to knowledge [as meaning Penetrating, or brilliant]. (As, TA.) You say also ثَاقِبُ العِلْمِ, for ثَاقِبٌ فِى العِلْمِ, meaning (tropical:) Brilliant [or penetrating] in knowledge; as also ↓ مِثْقَبٌ: (TA:) which latter signifies also (tropical:) learned, and sagacious, or intelligent; (TA;) penetrating in judgment: (K:) and ثَاقِبُ الرَّأْىِ (tropical:) a man of sound and penetrating judgment, sagacity, or intelligence. (A, TA.) b5: أَتَتْنِى عَنْهُمْ عَيْنٌ ثَاقِبَةٌ, (JK,) or عَنْكَ, (A, TA,) (tropical:) There came to me, from them, or from thee, certain, or sure, news or information. (JK, A, TA.) b6: نَاقَةٌ ثَاقِبٌ (tropical:) A she-camel having much milk; abounding with milk; (Az, JK, S, A, K;) as also ↓ ثَقِيبٌ; (Az, JK, K;) and ↓ ثَقِيبَةٌ: (TA, voce نَقِيبَةٌ:) pl. (of the former, A) نُوقٌ ثُقُبٌ, (so in a copy of the A,) or ثُقَّبٌ. (TA.) One says also, مِنَ الإِبِلِ ↓ إِنَّهَا لَثَقِيبٌ, meaning Verily she is one that vies with the other camels abounding with milk, and surpasses them in abundance thereof. (TA.) أَثْقَبُ [More, and most, piercing, or penetrating: &c.] b2: [Hence,] أَثْقَبُ حَطَبٍ نَارًا (assumed tropical:) [The most excellent of fire-wood in yielding fire]. (TA in art. مظ.) أُثْقُوبٌ (assumed tropical:) A man (TA) who enters, or penetrates, much into affairs. (K, TA.) مَثْقَبٌ (assumed tropical:) A great road, (K, TA,) which people [as it were] pierce, or perforate, by their tread. (TA.) [See also what next follows.]

مِثْقَبٌ An instrument with which one perforates, bores, or pierces; a drill, or the like: (S, A, Msb, K:) pl. مَثَاقِبُ. (A.) b2: And hence, (tropical:) A road passing through a mountain; as though perforating it: (A, TA:) or a road passing through a stony and rugged tract: (L, TA:) and, with the article ال, particularly applied to the road of El-'Irák, (A, K,) from El-Koofeh (K) to Mekkeh: (A, K:) or a road between El-Yemámeh and ElKoofeh: (L, TA:) and a road between Syria and El-Koofeh: (K:) or, accord. to El-Bekree and the Marásid, a road called after a man named مثقب. (MF, TA.) Hence the saying, هُوَ طَلَّاعُ المَثَاقِبِ, (tropical:) i. q. طَلَّاعُ الثَّنَايَا [q. v. voce ثَنِيَّةٌ]. (A, TA.) b3: See also ثَاقِبٌ.

دُرٌّ مُثَقَّبٌ (S, A) i. q. ↓ مَثْقُوبٌ [i. e. Bored, perforated, or pierced, pearls]: (S, TA:) the pl. of the latter is مَثَاقِيبُ. (TA.) b2: إِهَابٌ مُثَقَّبٌ A hide pierced with holes by [the ticks called] حَلَم. (A, TA.) b3: حَنَّ كَمَا حَنَّ اليَرَاعُ المُثقَّبُ [He, or it, uttered plaintive sounds like the reed pierced with holes; i. e., the musical reed]. (A, TA.) مَثْقُوبٌ: see مُثَقَّبٌ.
ثقب
: (الثَّقْبُ: الخَرْقُ النَّافِذُ) ، بالفَتْحِ، قِيلَ هُوَ مُقَابِلُ الشَّقِّ (ج أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ) وَقد (ثَقَبَهُ) يَثْقُبُهُ ثَقْباً (وثَقَّبَهُ) ، شُدِّدَ للُكَثْرَةِ (فَانْثَقَبَ وتَثَقَّبَ، وتَثَقَّبْتُه) مِثْلُ ثَقَبْتُه، قَالَ العَجَّاجُ:
بِحَجنات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ
ودُرٌّ مُثَقَّبٌ، أَيْ مَثْقُوبٌ، وثَقَّبَ الَّلآّلُ، الدُّرَّ، وعنْدَهُ دُرُّ عَذَارَى لَمْ يُثَقَّبْنَ.
وحنَّ كَمَا حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ.
(والمِثْقَبُ آلَتُهُ) الَّتِي يَثْقُبُ بِهَا ولُؤْلُؤَاتٌ مَثَاقِيبٌ، وَاحِدُهَا: مَثْقُوبٌ،
(و) المِثْقَبُ (: طَريقُ العِرَاقِ مِنَ الكُوفَة إِلَى مَكَّةَ) ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : طَرِيقٌ فِي حَرَّةٍ وغَلْظٍ، وَكَانَ فيمَا مَضَى طَريقٌ بَيْنَ اليَمَامَةِ والكُوفَةِ يُسَمَّى مِثْقَباً.
وَفِي الأَساس: ومنَ المَجَازِ: وهُوَ طَلاَّعُ المَثَاقبِ، أَيِ الثَّنَايَا، الوَاحدَةُ مِثْقَبٌ، لأَنَّهُ يَنْفُذُ فِي الجَبَلِ فَكَأَنَّهُ يَثْقُبُهُ، وَمِنْه سُمِّيَ طَرِيقُ العِرَاقِ إِلَى مَكَّةَ المِثْقَبَ، يُقَالُ: سَلَكُو المِثْقَبَ أَيْ مَضَوْا إِلَى مَكّةَ، انْتهى، قَالع شَيْخُنَا: وَالَّذِي ذَكَره البَكْرِيُّ وصَاحبُ المَرَاصِدِ أَنَّهُ سُمِّيَ لِمُرُورِ رَجُلٍ بِهِ يُقَالُ لَهُ مِثْقَبٌ، قَالَ فِي المراصد: سُمِّيَ بِذَلكَ لاِءَنَّ بَعْضَ مُلُوكِ حِمْيَرَ بَعَثَ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ مِثْقَبٌ عَلَى جَيْشٍ كَثيرٍ إِلَى الصِّينِ، فَأَخَذَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ فَسُمِّيَ بِهِ، وقِيلَ: إِنَّهُ طَرِيق مَا بَيْنَ اليَمَامَةِ والكُوفَة.
قُلْتُ: وقَالَ ابنُ دُرَيْد: مِثْقَبٌ: طَرِيقٌ كَانَ بَيْنَ الشَّامِ والكُوفَةِ، وكَانَ يُسْلَكَ فِي أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ.
(و) المُثَقِّبُ، (كَمُحَدِّثٍ: لَقَبُ عَائِذ بنِ مِحْصَنٍ) العَبْدِيِّ (الشَّاعِر) مِنْ بَني عَبْدِ القَيْس بنِ أَفْصَى، سُمِّيَ بِهِ لِقَوْلِهِ.
ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ وَسَدَلْنَ رَقْماً
وَثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ للْعُيُون
الوَصَاوِصُ: جَمْعُ وَصْوَصٍ، وَهُوَ ثُقْبٌ فِي السِّتْرِ وغَيْرِهِ على مِقْدَارِ العَيْنِ تَنْظُرُ مِنْهُ. وَفِي الأَساس: وثَقَّبْن البَرَاقِعَ لِعُيُونِهِنَّ، وبِهِ سُمِّي الشَّاعِرُ.
(و) المَثْقَبُ (كَمَقْعَد: الطَّرِيقُ، العَظِيمُ) يَثْقُبهُ النَّاسُ بِوَطِءِ أَقْدَامِهِمْ قالَهُ أَبُو عَمْرٍ و، ولَيْسَ بِتَصْحِيفِ المَنْقَبِ، بالنُّونِ، وهُوَ مَجَازٌ.
(وتثقبت النَّارُ ثُقُوباً) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ مَا فِي (لِسَان الْعَرَب) : وثَقَبَتِ النَّارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً ونَقَابَةً (: اتَّقَدَتْ، وثَقَّبَهَا هُوَ) بالتَّشْدِيدِ (تَثْقِيباً، وأَثْقَبَهَا وتَثَقَّبَهَا) ، قَالَ أَبُو زَيْد: تَثَقَّبْتُ النَّارَ فَأَنَا أَتَثَقَّبْهَا تَثَقُّباً، وأَثْقَبْتُهَا إِثْقَاباً، وثَقَّبْتُ بِهَا تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بِهَا تَمْسِيكاً، وَذَلِكَ إِذَا فَحَصْتَ لَهَا فِي الأَرْضِ ثُمَّ جَعَلْتَ عَلَيْهَا بَعْراً وَضِرَاماً ثُمَّ دَفَنْتَهَا فِي التُّرَابِ، ويُقَالُ تَثَقَّبْتُهَا تَثَقُّباً، حينَ تَقْدَحْهَا.
(والثَّقُوبُ كَصَبُورٍ، و) ثِقَابٌ مِثْلُ (كِتَابٍ: مَا أَثْقَبَهَا بِهِ) وأَشْعَلَهَا بِهِ مِنْ دِقَاقِ العِيدَانِ، ويُقَالُ: هَبْ لِي ثَقُوباً، أَيْ حُرَاقاً، وهُوَ مَا أَثْقَبْتَ بِهِ النَّارَ أَيْ أَوْقَدْتَهَا بِهِ، والثُّقُوبُ: مَصْدَرُ النَّارِ الثَّاقِبَةِ، والكَوْكَبِ الثَّاقِبِ، وتَثْقِيبُ النَّارِ تَذْكيَتُهَا، وَفِي الأَسَاس: ومنَ المَجَازِ أَثْقِبْ نَارَكَ بِثَقُوبٍ، وهُوَ مَا يُثُقَبُ بِهِ مِن نَحْوِ حُرَاقٍ وَبَعْرٍ.
قُلْتُ: والعَرَبُ تَقُولُ: أَثْقِبْ نَارَكَ أَيْ أَضِئْهَا، للمُوقِد.
(و) مِنَ المَجازِ ثَقَبَ (الكَوْكَبُ: ثُقُوباً (: أَضَاءَ) وشِهَابٌ ثَاقِب، أَيْ مُضِيءٌ وَفِي الأَساس: كَوْكَبٌ ثَاقِبٌ ودُرِّيءٌ شَديدُ الإِضاءَة والتَّلأْلُؤِ كَأَنَّه يَثْقُبُ الظُّلْمَةَ فَيَنْفُذُ فِيهَا وَيَدْرَؤُهَا، وكَذَا السِّرَاجُ والنَّارُ وَثَقَّبْتُهُمَا وأَثْقَبْتُهُمَا.
(و) مِنَ المَجَازِ: ثَقَبَتِ (الرَّائحةُ: سَطَعَتْ وهَاجَتْ) أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ.
بِرِيحِ خُزَامَى طَلَّة مِنْ ثِيَابِهَا
وَمِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّد المِسْكِ ثَاقِبِ
(و) ثَقَبَتِ (النَّاقَةُ) تَثْقُبُ ثُقُوباً وَهِي ثاقبٌ (: غَزُرَ لَبَنُهَا) ، عَلَى فَاعِلٍ، ويقالُ إِنَّهَا لَثَقيبٌ مِنَ الإِبلِ، وهِيَ الَّتِي تُحَالِبُ غِزارَ الإِبلِ فَتَغْزُرُهُنَّ، ونُوقٌ ثُقُبٌ، وهُوَ مَجَازٌ، كذَا فِي الأَساس.
(و) ثَقَبَ (رَأْيُهُ) ثُقُوباً (: نَفَذَ) ، وقَوْلُ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ.
ونَشَّرْتُ آيَاتٍ عَلَيْهِ ولَمْ أَقُلْ
مِنَ العِلْمِ إِلاَّ بالَّذِي أَنَا ثَاقبُهْ
أَرَادَ ثَاقِبٌ فِيهِ، فَحَذَفَ، أَوْ جَاءَ بِه عَلَى: يَا سَارِقَ اللَّيْلَةِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(وهُوَ مِثْقَبٌ، كَمِنْبَرٍ، نَافِذُ الرَّأْيِ) ، والمِثْقَبُ أَيْضاً: العَالِمُ الفَطِنُ، ومِنْه قَوْلُ الحَجَّاجِ لابنِ عَبَّاسٍ: إِنْ كَانَ لَمِثْقَباً، أَيْ ثَاقبَ العِلْمِ مُضيئَهُ.
(و) رَجُلٌ (أُثْقُوبٌ) بالضَّمِّ (: دَخَّالٌ فِي الأُمُور) وَفِي، الأَسَاس: ومنَ المَجَازِ: رَجُلٌ ثَاقبٌ الرَّأْيِ إِذَا كَانَ جَزْلاً نَظَّاراً، وأَتَتْنِي عَنْكَ عَيْنٌ ثَاقِبَةٌ: خَبَرٌ يَقينٌ، انْتهى. (و) مِنَ المَجَازِ: (ثَقَّبَهُ الشَّيْبُ تَثْقِيباً) وَخَطَهُ، (وَثَقَّبَ فِيهِ) ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ (: ظَهَرَ) عَلَيْهِ، وقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (الثَّقِيبُ، كأَمِير: والثَّقِيبَةُ (: الشَّدِيدةُ الحُمْرَةِ) مِنَ الرِّجَال والنِّساءِ، يُشَبَّهَان بِلَهَبِ النَّارِ فِي شِدَّةَ حُمْرَتِهِمَا، (ثَقُبَ كَكَرُمَ) يَثْقُبُ وَفِيهِمَا، (ثَقَابَةً: و) الثَّقِيبُ (: الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ مِنَ النُّوقِ، كَالثَّاقِبِ) قَالَهُ أَبُو زَيْد، وقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً.
(وثَقْبُ: ة باليَمَامَةِ، و) ثَقْبُ (بنُ فَرْوَةَ) بنِ البَدَن السَّاعدِيّ، وَفِي نُسْخَةٍ أَبُو فَرْوَةِ، وهُوَ خَطَأٌ، (الصَّحَابِيُّ أَوْ هُوَ) أَيِ الصَّحَابِيُّ ثُقَيْبٌ (كَزُبَيْر) قَالَهُ ابنُ القَدَّاحِ، وهُوَ الذِي يُقَالُ لَهُ الأَخْرَسُ، ويُقَالُ: ثَقْفُ، وبالبَاءِ أَصَحُّ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ بنِ القَدَّاحِ الأَنْصَارِيُّ النَّسَّابَةُ، وهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الأَنْصَارِ.
وقيلَ هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي أُسَيْد السَّاعِدِيّ، قُتِلَ بِأُحُدٍ، كَذَا فِي (المعجم) .
(وثَقْبَانُ) بالفَتْحِ (: ة بالجَنَدِ) بِاليَمَنِ، بِهَا مَسْجِدُ سَيِّدِنَا مُعَاذ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ.
(ويَثْقُبُ كَيَنْصُرُ) ورُوِيَ الفَتْحُ فِي القَافِ (: ع بالبَادِيَةِ) ، قَالَ النَّابغةُ:
أَرَسْماً جَدِيداً مِنْ سُعَادَ تَجَنَّبُ
عَفَتْ رَوْضَةُ الأَجْدَادِ مِنْهَا فَيَثْقُبُ
كَذَا فِي (المعجم) وقَالَ عَامِرُ بنُ عمْرٍ والمُكَارِي:
وأَقْفَرَتِ العَبْلاءُ والرَّسُّ مِنْهُمُ
وأَوْحَشَ مِنْهُمْ يَثْقُبٌ فَقُرَاقرُ
(و) ثُقَيْبٌ (كَزُبَيْر: طَرِيقٌ مِن أَعْلَى الثَّعْلَبِيَّةِ إِلَى الشَّأْمِ وقِيلَ: هُوَ مَاءٌ، قَالَ الرَّاعِي:
أَجَدَّتْ مَرَاغاً كالمُلاءِ وأَرْزَمَتْ
بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائقُهْ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: ثَقَبَ القَدَّاحُ عَيْنَهُ لِيُخْرِجَ المَاءَ النازِلَ، وَثَقَّبَ الحلَمُ الجِلْد فَتَثَقَّبَ، وتَثَقَّبَ الجِلْدِ إِذَا ثَقَّبَهُ الحَلَمُ، وإِهَابٌ مُتَثَقِّب وَفِيه ثَقْبٌ وثُقْبةٌ وثُقُوبٌ وثُقَبٌ، ويُقَالُ: ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُبُ ثُقُوباً إِذَا سَقَطَتِ الشَّرَارَةُ، وأَثْقَبْتُهَا أَنَا إِثْقَاباً، وزَنْدٌ ثَاقِبٌ هُوَ الَّذِي إِذَا قُدِحَ ثَارتْ نَارُهُ، ومِن المَجَازِ: حسَبٌ ثَاقبٌ، إِذَا وُصِفَ بِشُهْرَتِهِ وارْتِفَاعِهِ، قَالَه اللَّيْثُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: حَسَبٌ ثَاقبٌ: نعيِّرٌ مُتَوَقِّدٌ، وعِلْم ثاقِبٌ، مِنْه.
ومِنَ المَجَازِ: ثَقَّبَ عُودُ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلاَنَ عُودُهُ، فإِذا اسْوَدَّ شَيْئا قيل: قد قَمِلَ، فإِذَا زَادَ قَلِيلاً قيل: قد أَدْبَى، وَهُوَ حِينَئذ يَصْلُحُ أَنْ يُؤْكَلَ، فإِذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قيل: قد أَخْوَصَ، (و) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} (الطارق: 2، 3) أَي (المُرْتَفِعُ على النُّجُومِ) والعَرَبُ تَقول لِلطَّائِرِ إِذَا حَلَّقَ بِبَطْنِ السَّمَاءِ قد ثَقَبَ، وَفِي الأَساس: وثَقَّبَ الطَّائِرُ: حَلَّقَ كَأَنَّه يَثْقُبُ السُّكَاكَ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: الثَّاقبُ: المُضِيءُ (أَوْ) هُوَ (اسْمُ زُحَلَ) وكُلُّ ذَلِك جَاءَ فِي التَّفْسيرِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .

الدّليل

الدّليل:
[في الانكليزية] Proof ،demonstration ،sign
[ في الفرنسية] Preuve ،demonstration ،indice ،signe
لغة المرشد وهو الناصب والذاكر وما به الإرشاد. فيقال الدليل على الصانع هو الصانع لأنّه نصب العالم دليلا على نفسه أو العالم بكسر اللام لأنّه الذي يذكر للمستدلّين كون العالم دليلا على الصانع أو العالم بفتح اللام لأنّه الذي به الإرشاد كما في العضدي. وعند الأطباء هو العلامة كما يستدلّ من حمرة القارورة على غلبة الدم، ومن صفرته النارنجية على الصفراء، كذا في السديدي شرح المؤجز. وفي بحر الجواهر الدليل هو علامة يهتدي بها الطبيب إلى المرض. وقد يطلق على القارورة لأنّه يهتدي بها إليه. وإنّما خصّ الأطباء البول بالدليل تنبيها على أنّ له مدخلا عظيما في الاستدلال على أحوال البدن انتهى.
وعند المنجّمين هو المزاعم كما سيجيء. وعند الأصوليين له معنيان، أحدهما أعمّ من الثاني مطلقا. فالأول الأعمّ هو ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري وهو يشتمل القطعي والظنّي، وهذا المعنى هو المعتبر عند الأكثر. والثاني الأخصّ هو ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري وهذا يخصّ بالقطعي وهو القطعي المسمّى بالبرهان. والعلم بمعنى اليقين على اصطلاح المتكلّمين والأصوليين والظنّي يسمّى أمارة، هكذا ذكر السيد الشريف في حاشية العضدية، وهكذا اصطلاح المتكلّمين كما في المواقف وشرحه. إلّا أنّه ذكر له معان ثلاثة، حيث قال:
الطريق ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب فإن كان المطلوب تصورا سمّي طريقه معرّفا وإن كان تصديقا سمّي طريقه دليلا. وهو أي الدليل بالمعنى المذكور يشتمل الظنّي الموصل إل الظنّ كالغيم الرطب الموصل إلى الظنّ بالمطر، والقطعي الموصل إلى القطع كالعالم الموصل إلى العلم بوجود الصانع. وقد يخصّ الدليل بالقطعي ويسمّى الظنّي أمارة، وقد يخصّ الدليل أيضا مع التخصيص الأول بما يكون الاستدلال فيه من المعلول على العلّة ويسمّى برهانا إنّيا ويسمّى عكسه، وهو ما يستدل فيه من العلة على المعلول تعليلا وبرهانا لمّيا. والدليل عند الميزانيين منقسم إلى القياس والاستقراء والتمثيل لأنّ الدليل لا يخلو إمّا أن يكون على طريق الانتقال من الكلّي إلى الكلّي أو إلى الجزئي فيسمّى برهانا وقياسا، أو من الجزئي إلى الكلّي فيسمّى استقراء، أو من الجزئي إلى الجزئي فيسمّى تمثيلا، هكذا في حواشي السلم.
وذكر المحقق التفتازاني في حاشية العضدي أنّه قال الآمدي: أمّا الدليل فقد يطلق في اللغة بمعنى الدال وهو الناصب للدليل.
وقيل الذاكر له، وقد يطلق على ما فيه دلالة وإرشاد وهو المسمّى دليلا في عرف الفقهاء سواء أوصل إلى علم أو ظن. والأصوليون يفرّقون فيخصّون الدليل بما يوصل إلى علم والامارة بما يوصل إلى ظن، فحدّه عند الفقهاء ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري، وعند الأصوليين ما يمكن التوصّل به إلى العلم بمطلوب خبري. ثم قال المحقّق التفتازاني والأقرب أنّ اصطلاح الأصول ما ذكره الشارح أي شارح مختصر الأصول وهو عضد الملّة والدين. وبعد هذا فنشرع في شرح التعريف للدليل بالمعنى الأول فإنّه يكفيك.
فنقول اعتبر إمكان التوصّل إذ الدّليل من حيث هو دليل لا يعتبر فيه التوصّل بالفعل فإنّه لا يخرج عن كونه دليلا بأن لا ينظر فيه أصلا، ولو اعتبر وجود التوصّل يخرج عن التعريف ما لم ينظر فيه أحد أبدا، والإمكان إن أريد به الإمكان الخاص يختص التعريف بمذهب الأشعري، وإن أريد به الإمكان الجامع للوجوب والفعل فيشتمل التوصّل عادة كما هو مذهب أهل السّنة. والتوصّل توليدا كما هو مذهب المعتزلة. والتوصل اعدادا كما هو مذهب الحكماء. والتوصّل لزوما كما هو مذهب الرازي يصحّ التعريف على جميع المذاهب المذكورة. وحيث كان التوصل أعمّ من أن يكون إلى علم أو ظنّ يتناول التعريف القطعي والظنّي. والمراد بالنظر فيه ما يتناول النظر في نفسه والنظر في أحواله وصفاته بأن يطلب من أحواله ما هو وسط مستلزم للحال المطلوب إثباته للمحكوم عليه. وترتب مقدمتان إحداهما من الوسط والمحكوم عليه وثانيتهما من الوسط، والحال المطلوب إثباته ويحصل منهما المطلوب الخبري، كالعالم فإنّه دليل على وجود الصانع إذا نظر في أحواله كالحدوث بأن يقال العالم حادث وكلّ حادث فله صانع، والمقدّمات المتفرّقة والمترتبة الغير المأخوذة مع الترتيب إذا نظر في أنفسها بأن ترتب ترتيبا صحيحا مستجمعا لشرائط الإنتاج يتوصّل بها إلى المطلوب الخبري. وبالجملة فقوله النظر في نفسه يتناول التصوّرات المتعدّدة متفرقة أو مترتّبة لم تؤخذ مع الترتيب، والمقدّمات متفرّقة أو مترتّبة كذلك. وقوله والنظر في أحواله يتناول المفرد فقط، فعلم من هذا أنّ الدليل عندهم قسمان: مفرد ومركّب وهو المقدّمات الغير المأخوذة مع الترتيب. وأمّا المقدمات المأخوذة مع الترتيب فهي خارجة عن تعريف الدليل عندهم، وأمّا عند المنطقيين فهي الدليل لا غير.
فأقول إذا تناول النظر ما يتناول النظر في نفسه والنّظر في أحواله فيتناول التعريف التصوّرات المتعدّدة متفرّقة كانت أو مترتبة لم تؤخذ مع الترتيب، والمقدمات متفرقة أو مترتبة كذلك. أمّا إذا أخذت مع الترتيب فهي خارجة عن التعريف لاستحالة النّظر فيها، إذا النظر هو الترتيب. وكذا يتناول المفرد الذي من شأنه إذا نظر في أحواله يوصل إلى المطلوب كالعالم مثلا فإنه أيضا يسمّى عندهم دليلا رعاية لظاهر ما ورد به النصوص فإنّها ناطقة بكون السموات والأرض وما فيها أدلة. وبالجملة لو لم يرد العموم فإن خصّ بالنظر في نفسه خرج المفرد مع أنّه دليل عندهم، وإن خصّ بالنظر في أحواله خرج المعرّف مطلقا بهذا القيد إذ لا يقع الترتيب في أحواله فيلزم استدراك قيد الخبري فلا بد من التعميم فإذا عمّم النظر ظهر تناوله للجميع وقيد النظر بالصحيح وهو المشتمل على شرائطه مادّة وصورة إذ الفاسد ليس في نفسه سببا للتوصل ولا آلة له، وإن كان قد يفضي إليه فذلك إفضاء اتفاقي، فلو لم يقيد وأريد العموم خرجت الدلائل بأسرها إذ لا يمكن التوصّل بكل نظر فيها، وإن اقتصر على الإطلاق لم يكن هناك تنبيه على افتراق الصحيح والفاسد في ذلك. والحكم بكون الإفضاء في الفاسد اتفاقيا إنّما يصحّ إذا لم يكن بين الكواذب ارتباط عقلي يصير به بعضها وسيلة إلى بعض أو يخصّ بفساد الصورة أو بوضع ما ليس بدليل مكانه. وتقييد المطلوب بالخبري لإخراج المعرّف. ولو قيد المطلوب بالتصوّر يصير تعريفا للمعرّف، وإن جرّد عن القيدين يصير حدّا للمشترك بينهما أعني الموصل إلى المجهول المسمّى بالطريق عندهم.
وعند المنطقيين له معنيان أيضا أحدهما أعمّ من الثاني كما ذكر السيّد الشّريف في حاشية العضدي. الأول الموصل إلى التصديق قياسا كان أو تمثيلا أو استقراء، والثاني القياس البرهاني. وعلى الأول عرّف بأنّه قولان فصاعدا يكون عنه قول آخر. والمراد بالقولين قضيتان معقولتان أو ملفوظتان، فإنّ الدليل كالقول والقضية يطلق على المعقول والمسموع اشتراكا أو حقيقة ومجازا. وقيل أي مركّبان ويخرج بقوله يكون عنه قول آخر قولان فصاعدا من المركبات التقييدية أو منها ومن التّامة كما يخرج قولان من التامة إذا لم يشتركا في حدّ أوسط.
وإنّما قال فصاعدا ليشتمل القياس المركّب.
وفي توحيد الضمير وتذكيره في عنه تنبيه على أنّ الهيئة لها مدخل في ذلك. قيل إنّما وصف القول بالآخر ليخرج عنه مجموع أيّة قضيتين اتفقتا فإنّه يستلزم إحداهما. وهذا لا يصحّ هاهنا إذ لا تكون عنه إحداهما. ولمّا اعتبر حصول القول الآخر سواء كان لازما بيّنا أو غير بيّن أو لا يكون لازما يتناول الحدّ الأمارة وغيرها لأنّه يجمع التمثيل والاستقراء والقياس البرهاني والجدلي والخطابي والشعري والمغالطي. وعلى الثاني عرّف بأنّه قولان فصاعدا يستلزم لذاته قولا آخر إذ هذا يختص بالقياس البرهاني، إذ غير البرهان لا يستلزم لذاته شيئا آخر لأنّه لا علاقة بين الظنّ وبين شيء يستفاد هو منه لانتفائه مع بقاء سببه الذي يوصل منه إليه كالغيم الرّطب يكون أمارة للمطر ثم يزول ظنّ المطر بسبب من الأسباب مع بقاء الغيم بحاله. فإن قيل قد أطبق جمهور المنطقيين على اعتبار قيد الاستلزام في تعريف القياس وجعلوه مع ذلك شاملا للصناعات الخمس. أجيب بأنّهم زادوا قيدا آخر هو تقدير تسليم مقدماته. فالاستلزام في الكلّ إنّما هو على ذلك التقدير وأمّا بدونه فلا استلزام إلّا في البرهان، وفساده ظاهر لأنّ التسليم لا مدخل له في الاستلزام، فإنّ تحقّق اللزوم لا يتوقف على تحقّق الملزوم ولا اللازم، ويجيء أيضا في لفظ القياس مع بيان فائدة قيد تقدير التسليم، هكذا ذكر السيّد السّند في حاشية العضدي. والظاهر أنّ هذا التعريف شامل للصناعات الخمس مرادف للقياس، ويؤيده ما ذكر الهداد- الهادية- في حاشية الكافية في تقسيم الكلمة إلى الاسم وأخويه من أنّ الدليل والقياس في اصطلاح المنطقيين بمعنى واحد، وهو قول مؤلّف من قضايا متى سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر انتهى.
نعم قد يطلق الدليل عندهم على معنى أخصّ أيضا وهو البرهان كما عرفت، ولكن هذا التعريف ليس تعريفا له وإن ذكروه في تعريفه.
قيل وفي هذا التعريف الثاني بحث وهو أنّ فيضان النتيجة بطريق العادة عند الأشاعرة ولا استلزام ذاتيا هناك، إذ لا مؤثّر إلّا الله سبحانه.
فإن أريد بالاستلزام الذاتي امتناع الانفكاك عنه لذاته عقلا كما هو المتبادر صحّ التعريف الثاني على رأي أصحابه دون الواقع بخلاف الأول فإنّه صحيح مطلقا، إذ لم يذكر فيه الاستلزام الذاتي، وإن حمل على الدوام والامتناع العادي فقد عدل به عن ظاهره انتهى. يعني أنّ هذا التعريف صحيح عند من عرّفه به غير صحيح بحسب الواقع ونفس الأمر إن أريد بالاستلزام الذاتي ما هو المتبادر منه، أو معدول به عن ظاهره إن حمل الاستلزام الذاتي على الدوام فلا يخلو عن الاضطراب. أقول صحة التعريف يكفي فيها انطباقه على مذهب من يقول به، وكونه غير مطابق للواقع لا يضرّه في صحته كما لا يخفى. ولذا قال المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي: إن أريد بالاستلزام الذاتي امتناع الانفكاك عنه لذاته عقلا لا يصح التعريف إلّا على مذهب الحكماء والمعتزلة، وإن أريد به امتناع الانفكاك في الجملة عقليا كان أو عاديا يصحّ على رأي الأشاعرة أيضا انتهى. لكن بقي هاهنا شيء وهو أنّ الدليل باصطلاح المنطقيين والحكماء يباين الدليل باصطلاح المتكلّمين والأصوليين. فما عرّفه به أحد الفريقين كيف ينطبق على مذهب الفريق الآخر.
أقول أمّا وجه تطبيق هذين التعريفين المذكورين للدليل على مذهب المتكلّمين والأصوليين فبأن يراد بالقولين الغير المرتّبين، ويراد بالتكوّن والاستلزام ما يكون بالنظر الصحيح في أنفسهما، فيكون هذان التعريفان تعريفين لأحد قسمي الدليل عندهم وهو المركّب. وأمّا وجه تطبيق تعريف الدليل بأنّه ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى آخره فبأن يراد بلفظ ما المقدمات المأخوذة مع الترتيب؛ كأنّه قيل الدليل مقدمات مترتّبة يتوصّل بها بسبب النظر الصحيح فيها أي بسبب ترتيبها إلى المطلوب الخبري، هذا ما عندي.
وعرف الدليل أيضا بما يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والمراد بالعلم التصديق مطلقا أو اليقيني بقرينة أنّ الدليل لا يطلق اصطلاحا إلّا على الموصل إلى التصديق المقابل للمعرّف، فخرج المعرّف بالنسبة إلى المعرّف والملزوم بالنسبة إلى اللازم، فإنّ تصوّر الملزوم يستلزم تصوّر اللازم لا التصديق به. والمراد بلزومه من آخر كونه حاصلا منه بأن يكون علّة له بطريق جري العادة أو التوليد أو الإعداد بقرينة كلمة من، فإنّه فرّق بين اللازم للشيء وبين اللازم من الشيء فتخرج القضية المستلزمة لقضية أخرى كالعلم بالنتيجة فإنّه يستلزم العلم بالمقدمات المستنتجة منها سواء كانت بديهية أو كسبية. لكن يرد عليه ما عدا الشكل الأول لعدم اللزوم بين علم المقدّمات على هيئة غير الشكل الأول وبين علم النتيجة لا بيّنا وهو ظاهر، ولا غير بيّن لأنّ معناه خفاء اللزوم وحيث لا لزوم لا خفاء، إذ الخفاء إنّما يتصوّر بعد وجود اللزوم. وأجيب بأنّ تفطن كيفية الاندراج شرط الإنتاج في كل شكل، فالمراد ما يلزم من العلم به بعد تفطن كيفية الاندراج. ولا شكّ في تحقق اللزوم في جميع الأشكال. ويمكن أن يقال إطلاق الدليل على الأشكال الباقية باعتبار اشتمالها على ما هو دليل حقيقة وهو الشكل الأول. وأيضا يرد عليه المقدمات التي تحدس منها النتيجة وهي بعينها واردة على تعريفه السابق وهو قولان فصاعدا، يستلزم عنه قول آخر، اللهم إلّا أن يراد بالاستلزام واللزوم ما يكون بطريق النظر بقرينة أنّ التعريف للدليل، فحينئذ لا انتقاض لفقدان النظر لأنّه عبارة عن الحركتين، والحركة الثانية مفقودة في الحدس.
ثم هذا التعريف أوفق باصطلاح المنطقيين سواء أريد بالعلم التصديق مطلقا أو اليقيني لأنّ لزوم العلم بشيء آخر من غير أن يتوقّف على أمر إنّما هو في المقدّمات مع الترتيب دون المفرد، والمقدمات الغير المأخوذة مع الترتيب. ويمكن تطبيقه على مذهب المتكلّمين والأصوليين أيضا بأن يقال المراد باللزوم اللزوم بشرط النظر، والدليل المفرد بشرط النظر في أحواله يستلزم المطلوب الخبري، فإنّ العلم بالعالم من حيث الحدوث بأن يتوسّط بين طرفي المطلوب، فيقال العالم حادث وكل حادث فله صانع يستلزم العلم بأنّ العالم له صانع، هذا خلاصة ما في الخيالي وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.
تنبيه
قد علم مما سبق أنّ الدليل عند الأصوليين والمتكلّمين سواء أخذ بحيث يعمّ القطعي والظني أو بحيث يخصّ بالقطعي أو بحيث يخصّ بالبرهان الإنّي ينقسم إلى قسمين:
مقدمات متفرقة أو مترتّبة لم تؤخذ مع الترتيب والمفردات. وأنّ الدليل عند المنطقيين سواء أخذ بحيث يعمّ القياس وغيره أو بحيث يختصّ بالقياس أو بحيث يختصّ بالقياس البرهاني هو القضيتان مع هيئة الترتيب العارضة لهما لا غير فالمعنيان المصطلحان متباينان صدقا. ومن زعم تساويهما في الوجود بشرط النّظر في المعنى الأصولي لزمه القول بوجوده أي بوجود المعنى الأصولي في الكواذب. والحاصل أنّ الدليل عند الأصوليين على إثبات الصانع العالم مثلا؛ وكذا قولنا العالم حادث وقولنا وكلّ حادث فله صانع. وعند المنطقيين مجموع قولنا العالم حادث وكل حادث فله صانع، هكذا ذكر السيّد السّند في حاشية العضدي.
اعلم أنّه ذكر في بعض شروح هداية النحو في الخطبة الدليل في اللغة الهادي والمرشد وفي الاصطلاح هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر. وعند الفلاسفة عبارة عن مجموع الأقوال التي يؤدّي تصديقها إلى تصديق قول وراء تلك المجموع. وعند الأصوليين عبارة عما يستدل بوقوعه وبشيء آخر من حالاته على وقوع غيره وعلى شيء من أوصافه على ما صرّحوا في موضعه. وعند المتكلّمين هو الذي يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري. وعند المنطقيين قول مؤلّف من قضايا يستلزم لذاته قولا آخر وهو قياس واستقراء وتمثيل، ويرادفه الحجّة انتهى.
أقول وفيما ذكره نظر فإنّ قوله وفي الاصطلاح إن أراد به اصطلاح النحاة بقرينة أنّ الكتاب في علم النحو فلا نسلم أنّ للنحاة اصطلاحا منفردا في هذا اللفظ مع أنّك قد عرفت أنّ مرجع ذلك التعريف إمّا إلى اصطلاح أهل الميزان أو إلى اصطلاح المتكلّمين أو أهل الأصول. وإن أراد به اصطلاح العلماء بمعنى أنهم جميعا يعرفون بهذا التعريف وإن اختلف وجهه فلا يفيد كثير فائدة. وأيضا لا خفاء في أنّ محصّل التعريف المنقول عن الفلاسفة هو أنّ الدليل بمعنى الموصل إلى التصديق قياسا كان أو غيره، وقد عرفت أنّ هذا المعنى من مصطلحات أهل الميزان، فلا يعرف للفلاسفة اصطلاحا منفردا، بل الظاهر أنهم يوافقون في هذا لأهل الميزان. وأيضا محصّل التعريف المنقول عن الأصوليين هو أنّ الدليل ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري وقد عرفت أنّه لا فرق في الاصطلاح بينهم وبين المتكلّمين لا في هذا التعريف الأعمّ ولا في التعريف الأخصّ الذي نسبه ذلك الشارح إلى المتكلمين، فالتعويل على ما ذكرناه سابقا.
التقسيم

قال المتكلّمون: الدليل إمّا عقلي بجميع مقدماته قريبة أو بعيدة، أو نقلي بجميعها، أو مركّب منهما. والأول هو الدليل العقلي المخصوص الذي لا يتوقّف على السمع أصلا. والثاني النقلي المحض وهذا لا يتصوّر إذ صدق المخبر لا بد منه حتى يفيد العلم وأنّه لا يثبت إلّا بالعقل. والثالث أي المركّب منهما هو الذي يسمّيه معاشر المتكلّمين بالنقلي لتوقفه على النقل في الجملة، فانحصر الدليل في قسمين العقلي المحض والمركّب من العقلي والنقلي، هذا هو التحقيق. ولا يخفى أنّ هذا التقسيم إذا أريد بالدليل المقدمات المترتبة فلا غبار عليه، لكن لا يمكن تطبيقه على مذهب المتكلّمين. أمّا إذا أريد به مأخذها كالعالم للصانع وكالكتاب والسنة والإجماع للأحكام فلا معنى له. فطريق القسمة أنّ استلزامه للمطلوب إن كان بحكم العقل فعقلي وإلّا فنقلي، كذا في شرح المقاصد. ووقع في عبارة بعضهم تثليث القسمة بطور صحيح، فقيل مقدمات الدليل القريبة قد تكون عقلية محضة كقولنا العالم متغيّر وكل متغيّر حادث. وقد تكون نقلية محضة كقولنا تارك المأمور به عاص بقوله تعالى أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي وكلّ عاص يستحق النار لقوله تعالى وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ وقد يكون بعضها مأخوذا من النقل وبعضها مأخوذا من العقل لا من النقل فيشتمل المأخوذة من الحس كقولنا هذا تارك المأمور به وكل تارك المأمور به عاص، فإنّ المقدمة الأولى يحكم بها العقل ولو بواسطة الحسّ ولا يتوقف على النقل، فلا بأس أن يسمّى هذا القسم الأخير بالمركّب.
ثم المطالب التي تطلب بالدليل ثلاثة أقسام. احدها ما يمكن عند العقل أي لا يمتنع عقلا إثباته ولا نفيه نحو جلوس الغراب الآن على المنارة فهذا المطلب لا يمكن إثباته إلّا بالنقل لأنّه لمّا كان غائبا عن العقل والحسّ معا استحال العلم بوجوده أو بعدمه إلّا من قول الصادق، ومن هذا القبيل تفاصيل أحوال المعاد. وثانيها ما يتوقّف عليه النقل مثل وجود الصانع تعالى ونبوّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم فهذا المطلب لا يثبت إلّا بالعقل لأنّه لو ثبت بالنقل لزم الدور، لأنّ كلّ واحد منهما يتوقف على الآخر. وثالثها ما عداهما كالحدوث إذ يمكن إثبات الصانع بدونه بأن يستدلّ على وجوده بإمكان العالم ثم يثبت كونه عالما مرسلا للرسل ثم يثبت بأخبار الرسل حدوث العالم. وهذا المطلب يمكن إثباته بالعقل وكذا بالنقل. ثم اعلم أنّهم اختلفوا في إفادة النقلية اليقين. فقيل لا يفيد وهو مذهب المعتزلة، وجمهور الأشاعرة. وقيل قد يفيد بقرائن مشاهدة من المنقول عنه أو متواترة تدلّ على انتفاء الاحتمالات وهو الحق، وتفصيله في شرح المواقف.

التَّصَوُّر والتصديق

التَّصَوُّر والتصديق: وَإِنَّمَا قدمنَا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق لِأَن التَّصَوُّر إِمَّا شَرط التَّصْدِيق أَو شطره أَي جزءه. وَالشّرط والشطر مقدمان طبعا على الْمَشْرُوط وَالْكل بِالضَّرُورَةِ فقدمنا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق وَصفا ليُوَافق الْوَضع الطَّبْع.
ثمَّ اعْلَم أَن التَّصَوُّر يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على أَمريْن. أَحدهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مُطلقًا والتصور بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الْمُطلق والتصور لَا بِشَرْط شَيْء. وَثَانِيهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَهَذَا التَّصَوُّر قسم الْعلم فَيكون قسما للتصور بِالْمَعْنَى الأول أَيْضا وقسيما للتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الساذج وتصور فَقَط والتصور بِشَرْط لَا شَيْء. وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن مورد الْقِسْمَة هُوَ التَّصَوُّر بِالْمَعْنَى الأول. وَقَالَ الْمُحَقق الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق فسر التَّصَوُّر بِأُمُور. أَحدهَا: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم. وَثَانِيها: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ اعْتِبَار عدم الحكم. وَثَانِيهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ عدم اعْتِبَار الحكم. وَهُوَ بِهَذَا التَّفْسِير أَعم مِنْهُ بالتفسير الثَّانِي لِأَنَّهُ جَازَ أَن يكون مَعَ الحكم. وأخص مِنْهُ بالتفسير الأول لِأَن الأول جَازَ أَن يكون مَعَ اعْتِبَار الحكم انْتهى. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْحَوَاشِي الجلالية على التَّهْذِيب التَّصَوُّر عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: الأول: مَعَ عدم اعْتِبَار الإذعان وَالثَّانِي: مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَالْأول أَعم من الثَّانِي بِحَسب الْمَفْهُوم دون التحقق لِأَن الْعلم التصديقي هُوَ الْعلم المتكيف بالكيفية الإذعانية لَا يُمكن فِيهِ عدم اعْتِبَار الإذعان وَلَا اعْتِبَار عدم الإذعان. وَغير الْعلم التصديقي يُمكن فِيهِ كل مِنْهُمَا انْتهى.

وللتصديق فِي اللُّغَة ثَلَاثَة معَان: الأول: هُوَ الإذعان بِصدق الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن معنى الْقَضِيَّة مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست دانستن وصادق دانستن) ، وَالثَّانِي: الإذعان بِمَعْنى الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع فِي الْوَاقِع أَو مسلوب عَنهُ كَذَلِك ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بكرويدن وباوركردن) وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ التَّصْدِيق المنطقي. من هَا هُنَا قد اشْتهر فِيمَا بَينهم أَن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ بِعَيْنِه هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ، وَالثَّالِث: عبارَة عَن التَّصْدِيق بِأَن الْقَائِل مخبر عَن كَلَام مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست كو داشتن وَحقّ كو دانستن) .
وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْمَعْنى الأول مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَضِيَّة وَالثَّالِث مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَائِل فَإِن قيل بَين هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَي قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ وَبَين قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق الأول والتصديق اللّغَوِيّ تَصْدِيق ثَان مُنَافَاة لِأَن القَوْل الأول يدل على العينية وَالْقَوْل الثَّانِي على الْمُغَايرَة والأولوية والثانوية لَا يتصوران إِلَّا فِي المتغايرين قُلْنَا تنْدَفع الْمُنَافَاة مِمَّا ذكرنَا من الْمعَانِي الثَّلَاثَة للتصديق فَإِن المُرَاد بالتصديق اللّغَوِيّ فِي القَوْل الأول هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَقد عرفت أَنه هُوَ التَّصْدِيق المنطقي وعينه. وَهَذَا التَّصْدِيق أَي التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي مقدم على التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول أَي يحصل قبل حُصُوله كَمَا لَا يخفى. فَالْحَاصِل أَن التَّصْدِيق اللّغَوِيّ الَّذِي هُوَ عين التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق بِالْمَعْنَى الثَّانِي والتصديق الَّذِي مَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ثَان أَي مُتَأَخّر هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول.
ثمَّ اعْلَم أَنهم اخْتلفُوا فِي بساطة التَّصْدِيق وتركبه. والحكماء ذَهَبُوا إِلَى بساطته وفسروه بالحكم أَي الاذعان بِالنِّسْبَةِ التَّامَّة الخبرية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. أَو الإذعان بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع أَو مسلوب عَنهُ فِي الْوَاقِع كَمَا هُوَ تَحْقِيق الزَّاهِد. وَعَلَيْك أَن تعلم أَن الحكم بِاعْتِبَار حُصُوله فِي الذِّهْن تصور بِالْمَعْنَى الأول ولخصوصية كَونه حكما يُسمى تَصْدِيقًا وَسَيَجِيءُ توضيح هَذَا الْإِجْمَال فِي ذيل هَذَا الْمقَال أَو الاذعان بِنِسْبَة الِاتِّصَال واللااتصال وبنسبة الِانْفِصَال واللاانفصال. وَالْإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله ذهب إِلَى أَنه مركب عبارَة عَن مَجْمُوع تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَبِه وَالْحكم لما صرح بِهِ فِي الملخص. وَقيل إِن أول من نسب تركيب التَّصْدِيق إِلَى الإِمَام هُوَ الكاتبي فِي شرح الملخص حَيْثُ حمل عبارَة الملخص على ظَاهرهَا فَصَارَ كسخاوة حَاتِم وشجاعة رستم وَإِلَّا فعبارات الإِمَام فِي سَائِر كتبه نَص على أَن التَّصْدِيق نفس الحكم على مَا عَلَيْهِ الْحُكَمَاء. وَقَالَ القَاضِي سراج الدّين الأرموي فِي الْمطَالع الْعلم إِمَّا تصور إِن كَانَ إدراكا ساذجا وَإِمَّا تَصْدِيق إِن كَانَ مَعَ حكم بِنَفْي أَو إِثْبَات وَقَالَ صَاحب الْكَشْف فِي كتاب الْبَيَان التَّصَوُّر إِدْرَاك الشَّيْء من حَيْثُ هُوَ مَقْطُوع النّظر عَن كَونه خَالِيا عَن الحكم بِهِ أَو عَلَيْهِ بِإِيجَاب أَو سلب والمنظور إِلَيْهِ مَعَ أَحدهمَا هُوَ التَّصْدِيق. وَفِي ميزَان الْمنطق الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل. وَإِمَّا تَصْدِيق وَهُوَ تصور مَعَه حكم. وَفِي الشمسية الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَإِمَّا تصور مَعَه حكم وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق. وَهَكَذَا قسمه الطوسي فِي تَجْرِيد الْمِيزَان.
وَلَا يخفى أَن هَذِه التفاسير للتصديق لَا تنطبق على شَيْء من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام. أما الأول: فلامتناع معية الشَّيْء بِنَفسِهِ. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم لما كَانَ سَابِقًا على الْمَجْمُوع بِحكم الْجُزْئِيَّة لم يكن مَعَه للتضاد بَين التَّقَدُّم والمعية.
وَأَنت خَبِير بِمَا فِيهِ من منع التضاد لجَوَاز أَن تكون معية زمانية وَهِي لَا تنَافِي التَّقَدُّم الذاتي كَمَا هُوَ شَأْن الْجُزْء مَعَ الْكل. نعم مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَاشِيَته على شرح الشمسية يُسْتَفَاد مِنْهُ دَلِيل قَاطع على عدم انطباق هَذِه التفاسير على مَذْهَب الإِمَام وَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ فَليرْجع إِلَيْهِ. وَيفهم مِمَّا قَالَ الْعَلامَة الْأَصْفَهَانِي فِي شرح الْمطَالع والطوالع أَن هَذِه التفاسير مَبْنِيَّة على مَذْهَب ثَالِث مستحدث مِنْهُم فِي التَّصْدِيق وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح. ومحصل كَلَامه أَن حَقِيقَة التَّصْدِيق هِيَ مَا يكون الحكم لاحقا بِهِ عارضا لَهُ وَهُوَ مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة من حَيْثُ إِنَّه ملحوق ومعروض للْحكم المرادف للتصديق فتسمية المعروض بالتصديق من بَاب إِجْرَاء الْعَارِض على المعروض وَمَا عدا ذَلِك تصور ساذج وَحِينَئِذٍ لَا يلْزم أَن يكون تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَحده أَو تصور الْمَحْكُوم بِهِ وَحده وَلَا مجموعهما مَعًا وَحدهمَا تَصْدِيقًا لَكِن يلْزم أَن يكون إِدْرَاك النِّسْبَة وَحده تَصْدِيقًا لِأَن الحكم عَارض لَهُ حَقِيقَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَإِن قلت إِن المُرَاد من التَّصَوُّر المعروض للْحكم مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة كَمَا مر وَالْحكم وَإِن كَانَ عارضا للنسبة حَقِيقَة لكنه بِوَاسِطَة قِيَامهَا بالطرفين عَارض للمجموع فَإِن عرُوض أَمر بِجُزْء يسْتَلْزم عروضه للْكُلّ قُلْنَا لَا دلَالَة للتصور على التَّعَدُّد فضلا عَن أَن يكون دَالا على مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة. وَأما تَقْسِيم صَاحب الشمسية فَلَا ينطبق على مَذْهَب الْحُكَمَاء بِالضَّرُورَةِ وَلَا على مَذْهَب الإِمَام لما ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة.
وَاعْلَم أَن السَّيِّد السَّنَد قدس سره قَالَ فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة وَإِن كَانَ أَي التَّصْدِيق عبارَة عَن الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُمَا كَمَا صرح بِهِ أَي بقوله وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم بل مركبا من أحد قسميه مَعَ أَمر آخر مُقَارن لَهُ أَعنِي الحكم وَذَلِكَ بَاطِل انْتهى قَوْله لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم لِأَن الحكم على هَذَا التَّقْسِيم فعل فَلَا يكون التَّصْدِيق الْمركب مِنْهُ وَمن الْعلم علما وَذَلِكَ بَاطِل لاتفاقهم على أَن التَّصْدِيق قسم من الْعلم وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي حَقِيقَته فَلَا يَصح التَّقْسِيم فضلا عَن الانطباق كَمَا فِي الْحَوَاشِي الحكيمية - أَقُول إِن الحكم عِنْد الإِمَام علم وَإِدْرَاك لَا فعل كَمَا سَيَجِيءُ فتقسيم صَاحب الشمسية منطبق على مَذْهَب الإِمَام. فَإِن قلت أَي مَذْهَب من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام حق قُلْنَا الْمَذْهَب الْحق هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء كَمَا قَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره هَذَا هُوَ الْحق لِأَن تَقْسِيم الْعلم إِلَى هذَيْن الْقسمَيْنِ إِنَّمَا هُوَ لامتياز كل وَاحِد مِنْهُمَا من الآخر بطرِــيق خَاص يستحصل بِهِ.
ثمَّ إِن الْإِدْرَاك الْمُسَمّى بالحكم ينْفَرد بطرِــيق خَاص يُوصل إِلَيْهِ وَهُوَ الْحجَّة المنقسمة إِلَى أقسامها. وَمَا عدا هَذَا الْإِدْرَاك لَهُ طَرِيق وَاحِد وَهُوَ القَوْل الشَّارِح فتصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وتصور الْمَحْكُوم بِهِ وتصور النِّسْبَة الْحكمِيَّة يُشَارك سَائِر التصورات فِي الاستحصال بالْقَوْل الشَّارِح فَلَا فَائِدَة فِي ضمهَا إِلَى الحكم وَجعل الْمَجْمُوع قسما وَاحِدًا من الْعلم مُسَمّى بالتصديق. لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَيْسَ لَهُ طَرِيق خَاص فَمن لاحظ مَقْصُود الْفَنّ أَعنِي بَيَان الطّرق الموصلة إِلَى الْعلم لم يلتبس عَلَيْهِ أَن الْوَاجِب فِي تقسيمه مُلَاحظَة الامتياز فِي الطّرق فَيكون الحكم أحد قسميه الْمُسَمّى بالتصديق لكنه مَشْرُوط فِي وجوده ضمه إِلَى أُمُور مُتعَدِّدَة من أَفْرَاد الْقسم الآخر انْتهى. فَإِن قيل إِن الحكم عِنْد الإِمَام فعل من أَفعَال النَّفس لَا علم وَإِدْرَاك فَكيف يكون الْمَجْمُوع الْمركب من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم قسما من الْعلم فَإِن تركيب التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ قسم الْعلم من الْعلم وَغَيره محَال قُلْنَا الحكم عِنْد الإِمَام إِدْرَاك قطعا وَمَا اشْتهر أَنه فعل عِنْده غلط نَشأ من اشْتِرَاك لفظ الحكم بَين الْمَعْنى الاصطلاحي وَهُوَ الإذعان وَبَين الْمَعْنى اللّغَوِيّ وَهُوَ ضم أحد المفهومين إِلَى الآخر وَالضَّم فعل من أَفعَال النَّفس فَمن قَالَ إِن الحكم عِنْده فعل والتصديق عبارَة عَن مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فقد افترى عَلَيْهِ بهتانا عَظِيما.
نعم يرد على الإِمَام اعْتِرَاض من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنه يلْزم قلب الْمَوْضُوع لاستلزامه أَن يكون التَّصْدِيق مكتسبا من القَوْل الشَّارِح والتصور من الْحجَّة وَالْأَمر بِالْعَكْسِ أما الأول فَلِأَن التَّصْدِيق عِنْده هُوَ الْمَجْمُوع من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فَلَو كَانَ الحكم الَّذِي هُوَ جزؤه بديهيا غَنِيا عَن الِاكْتِسَاب وَيكون تصور أحد طَرفَيْهِ كسبيا كَانَ ذَلِك الْمَجْمُوع كسبيا. فَإِن احْتِيَاج الْجُزْء إِلَى الشَّيْء يسْتَلْزم احْتِيَاج الْكل إِلَيْهِ وَحِينَئِذٍ يكون اكتسابه من القَوْل الشَّارِح. وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن التصورات كلهَا عِنْده بديهية فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون تصور أحد الطَّرفَيْنِ عِنْده كسبيا حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور الْمَذْكُور. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم عِنْده إِدْرَاك وَلَيْسَ هُوَ وَحده تَصْدِيقًا عِنْده بل الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُ وَمن التصورات الثَّلَاثَة فَلَا بُد أَن يكون تصورا فَإِذا كَانَ كسبيان يكون اكتسابه من الْحجَّة فَيلْزم اكْتِسَاب التَّصَوُّر من الْحجَّة وَهُوَ مُمْتَنع لما سَيَجِيءُ فِي مَوْضُوع الْمنطق إِن شَاءَ الله تَعَالَى. إِلَّا أَن يُقَال إِن الإِمَام جَازَ أَن يكون مُلْتَزما أَن يكون بعض التصورات أَعنِي الحكم مكتسبا من الْحجَّة فَهُوَ لَيْسَ بمعتقد بِمَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن التَّصَوُّر مكتسب من القَوْل الشَّارِح فَقَط والتصديق من الْحجَّة فَحسب. والاعتراض بِالْوَجْهِ الثَّانِي أَن الْوحدَة مُعْتَبرَة فِي الْمقسم كَمَا ذكرنَا فِي جَامع الغموض شرح الكافية فِي شرح اللَّفْظ كَيفَ لَا وَإِن لم يُقيد بهَا لم ينْحَصر كل مقسم فِي أقسامه فَإِن مَجْمُوع الْقسمَيْنِ قسم ثَالِث للمطلق. فالتصديق الَّذِي هُوَ عبارَة عَن الادراكات الَّتِي هِيَ عُلُوم مُتعَدِّدَة لَا ينْدَرج تَحت الْعلم الْوَاحِد الَّذِي جعل مقسمًا. وَالْجَوَاب أَن التَّصْدِيق الْمَذْكُور فِي نَفسه وَإِن كَانَت علوما مُتعَدِّدَة لَكِن لَهَا نوع وحدة فَلَا بَأْس باندراجها بِحَسب تِلْكَ الْوحدَة تَحت الْعلم مَعَ أَن التَّرْكِيب بِدُونِ اعْتِبَار الْوحدَة مُمْتَنع وَمن سوى الْحُكَمَاء قَائِل بتركيب التَّصْدِيق فَلهُ وحدة بحسبها مندرج تَحت الْعلم فَلَا إِشْكَال. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَاشِيَة الرسَالَة أَقُول يرد على الإِمَام أَن أَجزَاء التَّصْدِيق يجب أَن تكون علوما تصورية لِأَن الْعلم منحصر فِي التَّصَوُّر والتصديق وجزء التَّصْدِيق لَا يُمكن أَن يكون شَيْئا غير الْعلم أَو علما تصديقيا غير التصوري وَلَا شكّ أَن التصورات كلهَا بديهيات عِنْده وَمن الضروريات أَنه إِذا حصل جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء بالبداهة يحصل ذَلِك الشَّيْء بالبداهة فَيلْزم أَن يكون التصديقات أَيْضا كلهَا بديهية مَعَ أَنه لَا يَقُول بذلك انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش المُرَاد بِالْجَمِيعِ الْكل الإفرادي فَلَا يرد أَن جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء هُوَ بِعَيْنِه ذَلِك الشَّيْء فَيرجع الْكَلَام إِلَى أَنه إِذا حصل ذَلِك الشَّيْء يحصل ذَلِك الشَّيْء. ثمَّ حُصُول كل وَاحِد من الْأَجْزَاء بِأَيّ نَحْو كَانَ مُسْتَلْزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا لم يعْتَبر مَعَه الْهَيْئَة الاجتماعية وحصوله بطرِــيق البداهة لَيْسَ بمستلزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا اعْتبر مَعَه تِلْكَ الْهَيْئَة انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قاطبة بعد اتِّفَاقهم على أَن التَّصْدِيق بسيط عبارَة عَن الاذعان وَالْحكم فَقَط اخْتلفُوا فِي أَن مُتَعَلق الاذعان إِمَّا النِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية. أَو مُتَعَلقَة وُقُوع النِّسْبَة الثبوتية التقييدية أَولا وُقُوعهَا يَعْنِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة فَاخْتَارَ المتقدمون مِنْهُم الأول وَقَالُوا بِتَثْلِيث أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية وَهَذَا هُوَ الْحق إِذْ لَا يفهم من زيد قَائِم مثلا إِلَّا نِسْبَة وَاحِدَة وَلَا يحْتَاج فِي عقده إِلَى نِسْبَة أُخْرَى. والتصديق عِنْدهم نوع آخر من الْإِدْرَاك مغائر للتصور مُغَايرَة ذاتية لَا بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق. وَذهب الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُم إِلَى الثَّانِي وَقَالُوا بتربيع أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة التقييدية ثبوتية أَو سلبية الَّتِي سَموهَا بِالنِّسْبَةِ الْحكمِيَّة. وَالرَّابِع النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية وَهِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَالَّذِي حملهمْ على ذَلِك أَنهم ظنُّوا أَنه لَو جعلُوا مُتَعَلق الْإِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة لَا أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة لدخل الشَّك وَالوهم والتخييل فِي التَّصْدِيق لِأَنَّهَا أَيْضا إِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة ففرقوا بَين التَّصَوُّر والتصديق بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق وازدادوا جُزْءا رَابِعا وجعلوه مُتَعَلق الْإِدْرَاك. وَزَعَمُوا أَن الشَّك وَكَذَا الْوَهم والتخييل لَيْسَ إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة وَلَكِن لم يتنبهوا أَن الشَّك أَيْضا إِدْرَاك الْوُقُوع أَو اللاوقوع لَكِن لَا على سَبِيل التَّسْلِيم والإذعان فَلم يَنْفَعهُمْ الازدياد بل زَاد الْفساد بِخُرُوج التصديقات الشّرطِيَّة فَإِن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة نِسْبَة حملية وَالنِّسْبَة فِي الشرطيات هِيَ نِسْبَة الِاتِّصَال واللاتصال والانفصال واللاانفصال. وَأَيْضًا يتَوَهَّم مِنْهُ أَن مَفْهُوم أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة مُعْتَبر فِي معنى الْقَضِيَّة وَالْأَمر لَيْسَ كَذَلِك فَإِن الْمُعْتَبر فِيهِ نِسْبَة بسيطة يصدق عَلَيْهَا هَذِه الْعبارَة المفصلة إِلَّا أَن يُقَال لَيْسَ مقصودهم إِثْبَات النسبتين المتغائرتين حَقِيقَة بل أَن النِّسْبَة الْوَاحِدَة الَّتِي هِيَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية إِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول يتَعَلَّق بِهِ الشَّك وأخواه. وَإِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة يتَعَلَّق بهَا التَّصْدِيق وَيُشِير إِلَى هَذَا مَا فِي شرح الْمطَالع من أَن أَجزَاء الْقَضِيَّة عِنْد التَّفْصِيل أَرْبَعَة فَافْهَم. وَمَا ذكرنَا من أَن مُتَعَلق الإذعان وَالْحكم هُوَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية هُوَ الْمَشْهُور وَمذهب الْجُمْهُور وَأما الزَّاهِد فَلَا يَقُول بِهِ فَإِنَّهُ قَالَ إِن التَّصْدِيق أَي الاذعان وَالْحكم يتَعَلَّق أَولا وبالذات بالموضوع والمحمول حَال كَون النِّسْبَة رابطة بَينهمَا وَثَانِيا وبالعرض بِالنِّسْبَةِ لِأَن النِّسْبَة معنى حرفي لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ. أَقُول نعم إِن النِّسْبَة من حَيْثُ إِنَّهَا رابطة فِي الْقَضِيَّة لَا يُمكن أَن تلاحظ قصدا وبالذات لِأَنَّهَا معنى حرفي فَلَا يُمكن تعلق الاذعان والتصديق بهَا بجعلها مَوْضُوعا ومحكوما عَلَيْهَا أَو بهَا بالاذعان والتصديق لَكِن لَا نسلم أَن تعلقهما بهَا مُطلقًا مَوْقُوف على ملاحظتها قصدا وبالذات فَقَوله لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ لَا يَصح.
وتوضيحه أَن الْمَعْنى مَا لم يُلَاحظ قصدا وبالذات لَا يُمكن جعله مَحْكُومًا عَلَيْهِ أَو بِهِ بِنَاء على أَن النَّفس مجبولة على أَنَّهَا مَا لم تلاحظ الشَّيْء كَذَلِك لَا تقدر على أَن تحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ كَمَا يشْهد بِهِ الوجدان وَالْمعْنَى الْحر فِي لَا يُمكن أَن يُلَاحظ كَذَلِك فَلَا يُمكن الحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ فَتعلق الاذعان وَالْحكم بِهِ مُمْتَنع.
وَأما عرُوض الْعَوَارِض بِحَسب الْوَاقِع وَنَفس الْأَمر للمعنى الْحرفِي الملحوظ تبعا وَمن حَيْثُ إِنَّه آلَة لملاحظة الطَّرفَيْنِ فَلَيْسَ بممتنع. أَلا ترى أَن الِابْتِدَاء الَّذِي هُوَ مَدْلُول كلمة من إِذا لوحظ فِي أَي تركيب يعرض لَهُ الْوُجُود والإمكان والاحتياج إِلَى الطَّرفَيْنِ وَالْقِيَام بهما وَنَحْوهَا لَا على وَجه الحكم بل على وَجه مُجَرّد الْقيام وَالْعرُوض وَهَذَا لَيْسَ بممتنع والإذعان من هَذَا الْقَبِيل فَيجوز أَن يتَعَلَّق بِالنِّسْبَةِ الملحوظة فِي الْقَضِيَّة تبعا على وَجه الْعرُوض لَكِن أَيهَا القَاضِي العَاصِي لَا تبطل حق القَاضِي الزَّاهِد وَلَا تتْرك الانصاف وَإِن امْتَلَأَ أَحْمد نكر من الْجور والاعتساف وَلَا تقس عرُوض الاذعان للنسبة على عرُوض الْوُجُود والإمكان فَإِنَّهُ قِيَاس مَعَ الْفَارِق فَإِن الاذعان لكَونه أمرا اختياريا مُكَلّفا بِهِ قصديا بِدَلِيل التَّكْلِيف بِالْإِيمَان لَا يُمكن عروضه وتعلقه بالمذعن بِهِ إِلَّا بعد تعلقه وملاحظته قصدا وبالذات بِخِلَاف الْوُجُود والإمكان وَنَحْوهمَا فَإِن عروضها لشَيْء لَيْسَ بموقوف على قصد قَاصد كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الزَّاهِد قَالَ فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة الثَّالِث مَا هُوَ يَبْدُو فِي أول النّظر وَيظْهر فِي بادئ الرَّأْي من أَن التَّصْدِيق هُوَ الْكَيْفِيَّة الإدراكية. وَمَا يَقْتَضِيهِ النّظر الدَّقِيق. ويلوح مِمَّا أَفَادَهُ أهل التَّحْقِيق. هُوَ أَن الْكَيْفِيَّة الاذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية أَلَيْسَ إِنَّا إِذا سمعنَا قَضِيَّة وأدركناها بِتمَام أَجْزَائِهَا ثمَّ أَقَمْنَا الْبُرْهَان عَلَيْهَا لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر بل تقترن بالإدراك السَّابِق حَالَة أُخْرَى تسمى الإذعان وَالْقَبُول وَإِلَّا يلْزم أَن تكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن. وَلَا يخفى على من يرجع إِلَى وجدانه أَن الْعلم صفة يحصل مِنْهُ الانكشاف والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك بل تحصل مِنْهُ بعد الانكشاف كَيْفيَّة أُخْرَى للنَّفس وَبِذَلِك يَصح تَقْسِيم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر الساذج والتصور مَعَه التَّصْدِيق كَمَا وَقع عَن كثير من الْمُحَقِّقين انْتهى. أَقُول قَوْله: (صُورَتَانِ فِي الذِّهْن) أَي صُورَتَانِ مساويتان وَهُوَ محَال فَلَا يرد أَنه قَالَ فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف للوجود صُورَة وللعدم صُورَتَانِ فَإِن للعدم صُورَتَيْنِ إجمالية وتفصيله كَمَا سَيَجِيءُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَاعْلَم أَنه يعلم من هَذَا الْمقَال أَن من قسم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر فَقَط وَإِلَى تصور مَعَه حكم أَو إِلَى تصور مَعَه تَصْدِيق مَبْنِيّ على أُمُور. أَحدهَا: أَن التَّصْدِيق وَالْحكم والإذعان أَلْفَاظ مترادفة. وَثَانِيها: أَن الْعلم منقسم إِلَى تصورين أَحدهمَا تصور ساذج أَي غير مقرون بالحكم. وَثَانِيهمَا تصور مقرون بِهِ. وَثَالِثهَا: أَن التَّصْدِيق لَيْسَ بِعلم بِنَاء على أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما. وَرَابِعهَا: أَن الْقسم الثَّانِي لما لم يَنْفَكّ عَن التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ الحكم سمي بالتصديق مجَازًا من قبيل تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يقارنه وَلَا يَنْفَكّ عَنهُ. ثمَّ المُرَاد بالتصور الْمُقَارن بالحكم إِمَّا الإدراكات الثَّلَاثَة فَقَط أَو إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة أَيْضا على الِاخْتِلَاف كَمَا مر. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن كَون التَّصْدِيق علما كنار على علم. وانقسام الْعلم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق من ضروريات مَذْهَب الْحُكَمَاء وَحمل إِطْلَاق التَّصْدِيق على الْقسم الثَّانِي على الْمجَاز لَا يعلم من إطلاقاتهم وَقَوله: (إِن الْكَيْفِيَّة الإذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية) إِن أَرَادَ بِهِ أَنه لَيْسَ الأولى عين الثَّانِيَة فَمُسلم لَكِن لَا يجدي نفعا مَا لم يثبت بَينهمَا مباينة. وَإِن أَرَادَ بِهِ أَن بَينهمَا مباينة بالنوع فَمَمْنُوع لِأَن الثَّانِيَة أَعم من الأولى فَإِن الأولى من أَنْوَاع الثَّانِيَة فَإِن للنَّفس من واهب الصُّور قبُول وَإِدْرَاك لَهَا قطعا تصورية أَو تصديقية. نعم إِن فِي التصورات إِدْرَاك وَقبُول لَا على وَجه الإذعان وَفِي التصديقات إِدْرَاك وَقبُول على وَجه الإذعان بِمَعْنى أَن ذَلِك الْإِدْرَاك نفس الإذعان إِذْ لَا نعني بالإذعان إِلَّا إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وقبولها كَذَلِك فَكَانَ نِسْبَة الْإِدْرَاك وَالْقَبُول المطلقين مَعَ الإذعان نِسْبَة الْعَام مَعَ الْخَاص بل نِسْبَة الْمُطلق إِلَى الْمُقَيد وَنسبَة الْجِنْس إِلَى النَّوْع وَقَوله: (لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر) مَمْنُوع إِذْ لَو أَرَادَ بالإدراك الْحَالة الإدراكية فَمَنعه ظَاهر ضَرُورَة أَن الْحَالة الإدراكية قبل إِقَامَة الْبُرْهَان كَانَت مترتبة على مَحْض تعلق التَّصَوُّر بمضمون الْقَضِيَّة شكا أَو غَيره وَبعدهَا حصلت حَالَة إدراكية أُخْرَى وَهِي إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَهِي عين الْحَالة الَّتِي يسميها حَالَة إذعانية وإذعانا وَكَذَا إِذا أَرَادَ بِهِ الصُّورَة الذهنية ضَرُورَة أَن الْمَعْلُوم كَانَ محفوفا بالعوارض الإدراكية الْغَيْر الإذعانية فَكَانَ صُورَة ثمَّ حف بعد إِقَامَة الدَّلِيل بالحالة الإدراكية الإذعانية فَكَانَ صُورَة أُخْرَى فَإِن تغاير الْعَارِض يدل على تغاير المعروض من حَيْثُ إِنَّه معروض. نعم ذَات الْمَعْلُوم من حَيْثُ هُوَ فِي الصُّورَتَيْنِ أَمر وَاحِد لم يَتَجَدَّد واستحالة أَن يكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن من جِهَتَيْنِ مَمْنُوع بل هُوَ وَاقع وَقَوله: (والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك) أَيْضا مَمْنُوع لِأَن الإذعان سَوَاء أُرِيد بِهِ صُورَة إذعانية أَو حَالَة إدراكية نوع من صُورَة إدراكية أَو حَالَة إدراكية فَإِنَّهُ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من الانكشاف وَلَو ترَتّب قبل ذَلِك هُنَاكَ انكشافات عددية تصورية.
اعْلَم أَن هَا هُنَا ثَلَاث مُقَدمَات أجمع عَلَيْهَا الْمُحَقِّقُونَ وتلقوها بِالْقبُولِ والإذعان. وَلم يُنكر عَنْهَا أحد إِلَى الْآن. الأولى: أَن الْعلم والمعلوم متحدان بِالذَّاتِ. وَالثَّانيَِة: أَن التَّصَوُّر والتصديق نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ. وَالثَّالِثَة: أَنه لَا حجر فِي التصورات فَيتَعَلَّق بِكُل شَيْء حَتَّى يتَعَلَّق بِنَفسِهِ بل بنقيضه وبالتصديق أَيْضا فَيتَوَجَّه اعتراضان.

الِاعْتِرَاض الأول: أَن التَّصَوُّر والتصديق إِذا تعلقا بِشَيْء وَاحِد وَلَا امْتنَاع فِي هَذَا التَّعَلُّق بِحكم الْمُقدمَة الثَّالِثَة فَيلْزم اتحادهما نوعا بِحكم الْمُقدمَة الأولى وَاللَّازِم بَاطِل لِأَن صيرورة الشَّيْء الْوَاحِد نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين بِالذَّاتِ محَال بِالضَّرُورَةِ. وَجَوَابه أَنا لَا نسلم أَن التَّصْدِيق علم لما مر من أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما فضلا عَن أَن يكون عين الْمَعْلُوم فَيتَعَلَّق التَّصَوُّر والتصديق بِشَيْء وَاحِد وَلَا يلْزم اتحادهما لتوقفه على كَون التَّصْدِيق عين ذَلِك الشَّيْء وَهَذِه العينية مَوْقُوفَة على كَون التَّصْدِيق علما. وَإِن سلمنَا أَن التَّصْدِيق علم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فَنَقُول إِن الْمُقدمَة الأولى مَخْصُوصَة بِالْعلمِ التصوري فالعلم التصديقي لَيْسَ عين الْمُصدق بِهِ الْمَعْلُوم.

والاعتراض الثَّانِي: أَن التَّصَوُّر إِذا تعلق بالتصديق يلْزم اتحادهما فِي الْمَاهِيّة النوعية بِحكم الْمُقدمَة الأولى. وَأجِيب عَنهُ بِأَن التَّصَوُّر الْمُتَعَلّق بالتصديق تصور خَاص فاللازم هَا هُنَا هُوَ الِاتِّحَاد بَينه وَبَين التَّصْدِيق والتباين النوعي إِنَّمَا هُوَ بَين التَّصَوُّر والتصديق المطلقين. وَيُمكن الْجَواب عَنهُ بِأَن تعلق التَّصَوُّر بِكُل شَيْء لَا يسْتَلْزم تعلقه بِكُل وَجه فَيجوز أَن يمْتَنع تعلقه بِحَقِيقَة التَّصْدِيق وكنهه وَيجوز التَّعَلُّق بِاعْتِبَار وَجهه ورسمه فَإِن حَقِيقَة الْوَاجِب تَعَالَى مُمْتَنع تصَوره بالكنه وَإِنَّمَا يجوز بِالْوَجْهِ وَأَن الْمعَانِي الحرفية يمْتَنع تصورها وَحدهَا وَإِنَّمَا يجوز بعد ضم ضميمة إِلَيْهَا. وَأجَاب عَنهُ الزَّاهِد فِي حَاشِيَته على الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق بقوله وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر الصائب. والفكر الثاقب. هُوَ أَن الْحَقِيقَة الإدراكية زَائِدَة على مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن كإطلاق الْكَاتِب على الْإِنْسَان كَمَا مرت إِلَيْهِ الْإِشَارَة فالتصور والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم حَقِيقَة وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن انْتهى. وَهَا هُنَا جوابات أخر تركتهَا لتردد الخاطر الفاتر بعداوة الْعدوان. وفقدان الأعوان. 

اقْتِضَاء النَّص

اقْتِضَاء النَّص: فِي أصُول الْفِقْه دلَالَة الشَّرْع على أَن هَذَا الْكَلَام لَا يَصح إِلَّا بِالزِّيَادَةِ عَلَيْهِ. وَأَيْضًا اقْتِضَاء النَّص جعل غير الْمَنْطُوق منطوقا لتصحيح الْمَنْطُوق، وتفصيله أَن الشَّرْع مَتى دلّ على زِيَادَة شَيْء فِي الْكَلَام لصيانته عَن اللَّغْو وَنَحْوه. فَالْحَاصِل أَعنِي صِيَانة الْكَلَام هُوَ الْمُقْتَضِي بِالْكَسْرِ والمزيد هُوَ الْمُقْتَضِي بِالْفَتْح. وَدلَالَة الشَّرْع على أَن هَذَا الْكَلَام لَا يَصح إِلَّا بِزِيَادَة ذَلِك الْأَمر الْمَزِيد على ذَلِك الْكَلَام هِيَ الِاقْتِضَاء مثل أعتق عَبدك عني بِأَلف. فَإِن صِحَة هَذَا الْكَلَام شرعا مَوْقُوفَة على أَمر زَائِد عَلَيْهِ وَهُوَ البيع بِالْألف وَالْوكَالَة فَكَأَنَّهُ قَالَ بِعْ عَبدك هَذَا عني بِأَلف وَكن وَكيلِي فِي الْإِعْتَاق فَيثبت البيع وَالْوكَالَة اقْتِضَاء. فَإِن عتق عبد الْغَيْر بِالْألف بِدُونِ البيع وَالْوكَالَة غير صَحِيح شرعا فَالْكَلَام الْمَذْكُور بِدُونِ اعتبارهما سَابِقًا لَغْو. فدلالة الشَّرْع على أَن هَذَا الْكَلَام لَا يَصح إِلَّا بِزِيَادَة البيع وَالْوكَالَة اقْتِضَاء النَّص وصيانته عَن اللَّغْو الْمُقْتَضِي (اسْم الْفَاعِل) وَذَلِكَ الْأَمر الزَّائِد هُوَ الْمُقْتَضِي (اسْم الْمَفْعُول) . وَإِنَّمَا قيدنَا الدّلَالَة بِالشَّرْعِ احْتِرَازًا عَن الْمَحْذُوف مثل {واسأل الْقرْيَة} . فَإِن صدقه عقلا لَا شرعا مَوْقُوف على زِيَادَة أَمر أَعنِي الْأَهْل أَي اسْأَل أهل الْقرْيَة. فدلالة الْكَلَام على الْمَحْذُوف لَيست من بَاب الِاقْتِضَاء هَذَا تَعْرِيف الِاقْتِضَاء عِنْد بعض الْمُحَقِّقين. وَقيل الْكَلَام الَّذِي لَا يَصح إِلَّا بِزِيَادَة أَمر عَلَيْهِ هُوَ الْمُقْتَضِي (اسْم الْفَاعِل) وَطَلَبه الزِّيَادَة هُوَ الِاقْتِضَاء والمزيد هُوَ الْمُقْتَضِي (اسْم الْمَفْعُول) فالاقتضاء حِينَئِذٍ أَعم مِمَّا ذكر سَابِقًا لِأَن الصِّحَّة غير مُقَيّدَة بالشرعية. وَقَرِيب من ذَلِك مَا قيل إِن الِاقْتِضَاء هُوَ دلَالَة اللَّفْظ على معنى خَارج يتَوَقَّف عَلَيْهِ صدقه أَو صِحَّته عقلا أَو شرعا أَو لُغَة. قَوْله (صدقه) ليدْخل نَحْو رفع عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان. فَإِن صدق هَذَا الْكَلَام مَوْقُوف على اعْتِبَار نفي حكم الْمُؤَاخَذَة لِأَن عين الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَاقع. وَقَوله (عقلا) ليدْخل نَحْو قَوْله تَعَالَى (وَجَاء رَبك} . أَي أَمر رَبك لِامْتِنَاع الْمَجِيء على الله تَعَالَى. وَقَوله (شرعا) ليدْخل نَحْو أعتق عَبدك هَذَا عني بِأَلف. وَقَوله (لُغَة) ليدْخل نَحْو قَوْله تَعَالَى {وَالله وَرَسُوله أَحَق أَن يرضوه} . أَي مِمَّن أَن يرضوه.
وَيعلم من هَذَا الْبَيَان أَن الْمُقْتَضِي بِالْفَتْح لكَونه مُحْتَاجا إِلَيْهِ لَازم مُتَقَدم وَلذَا اعْترض بِأَنَّهُم اتَّفقُوا على أَن الطَّلَاق والعقود فِي مثل طَلقتك وَأَنت طَالِق ونكحتك وبعت واشتريت بطرِــيق الِاقْتِضَاء وَلَيْسَ هَا هُنَا لَازم مُتَقَدم بل مُتَأَخّر لِأَن تِلْكَ الصِّيَغ كلهَا فِي الشَّرْع إنشاءات وموضوعة لإِثْبَات هَذِه الْمعَانِي لَا لإخبارها. فالطلاق الثَّابِت مثلا من قبل الزَّوْج بطرِــيق الْإِنْشَاء يكون ثَابتا بقوله أَنْت طَالِق أَو طَلقتك فَيكون مُتَأَخِّرًا لَا مُتَقَدما وَقس عَلَيْهِ بِعْت واشتريت. وَالْجَوَاب أَنه لَيْسَ معنى كَون هَذِه الصِّيَغ إنشاءات فِي الشَّرْع أَنَّهَا نقلت عَن معنى الْأَخْبَار بِالْكُلِّيَّةِ وَوضعت لإيقاع هَذِه الْأُمُور وإنشائها بل مَعْنَاهُ أَنَّهَا صِيغ توقف صِحَة مدلولاتها على ثُبُوت هَذِه الْأُمُور من جِهَة الْمُتَكَلّم أَولا يَعْنِي أَن الشَّارِع اعْتبر إِيقَاع الطَّلَاق مثلا من جِهَة الْمُتَكَلّم قبيل كَلَامه أَنْت طَالِق أَو طَلقتك بطرِــيق الِاقْتِضَاء بِأَنَّهُ طلق امْرَأَته قبيل كَلَامه فيخبر عَن ذَلِك الْإِيقَاع بقوله أَنْت طَالِق أَو طَلقتك. وَإِنَّمَا اعْتبر هَذَا صونا لكَلَامه عَن الْكَذِب فَكَلَامه بَاقٍ على الخبرية لَكِن لما لم يكن الطَّلَاق ثَابتا قبل ثمَّ قد ثَبت بِهَذَا النَّوْع من الْكَلَام سمي كَلَامه هَذَا إنْشَاء وَقس عَلَيْهِ أنكحتك وبعت واشتريت وَهَا هُنَا أنظار وتحقيقات وَمن أَرَادَ التَّوْضِيح فَعَلَيهِ النّظر فِي التَّلْوِيح فِي بَاب الِاقْتِضَاء.
وَاعْلَم أَن قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام رفع عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان. لَا يَسْتَقِيم بِلَا تَقْدِير لوُقُوع الْخَطَأ وَالنِّسْيَان من الْأمة وثمة تقديرات مُتعَدِّدَة بِحَسب حكم دُنْيَوِيّ كالعقوبة وَالضَّمان والمذمة والملامة. وأخروي كالحساب وَالْعِقَاب وَالْحَسْرَة والندامة. فعلى هَذَا الْمَحْذُوف من الْمُقْتَضِي بِالْفَتْح وَدلَالَة الْكَلَام على الْمَحْذُوف من بَاب الِاقْتِضَاء وَأَيْضًا من جعل الْمَحْذُوف من الْمُقْتَضِي عرف الِاقْتِضَاء بِأَنَّهُ جعل غير الْمَنْطُوق منطوقا تَصْحِيحا للمنطوق شرعا أَو عقلا أَو لُغَة.
وَاعْلَم أَن عَامَّة الْأُصُولِيِّينَ من أَصْحَابنَا الْمُتَقَدِّمين وَأَصْحَاب الشَّافِعِي وَغَيرهم جعلُوا الْمَحْذُوف من بَاب الْمُقْتَضِي وَلم يفصلوا بَينهمَا فعرفوا الِاقْتِضَاء بِحَيْثُ يَشْمَل تَعْرِيفه للمحذوف أَيْضا كَمَا علمت. والمحققون الْمُتَأَخّرُونَ عرفوه بِمَا يخرج عَنهُ الْمَحْذُوف وَفرقُوا بَينهمَا بِوُجُوه. أَحدهَا أَن الْمُقْتَضِي شَرْعِي كثبوت البيع وَالْوكَالَة فِي الْمِثَال الْمَذْكُور. وكثبوت الْمصدر الَّذِي هُوَ التَّطْلِيق فِي قَوْله أَنْت طَالِق فَإِنَّهُ لما وصفهَا بالطالقية وَأخْبر بهَا اقْتضى ذَلِك وجود التَّطْلِيق من قبله ليَصِح وصفهَا بانطلاق والإخبار بِهِ شرعا. والمحذوف لغَوِيّ كَمَا مر وَالثَّانِي أَن الْكَلَام لَا يتَغَيَّر بتصريح الْمُقْتَضِي وَقد يتَغَيَّر بتصريح الْمَحْذُوف كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {واسأل الْقرْيَة} . فَإِنَّهُ إِذا صرح بالأهل الَّذِي هُوَ الْمَحْذُوف يصير السُّؤَال وَاقعا عَلَيْهِ ويتغير إِعْرَاب الْقرْيَة من النصب إِلَى الْجَرّ وَالثَّالِث أَنه لَيْسَ من شَرط الْمَحْذُوف انحطاط رتبته عَن الْمظهر لِأَنَّهُ لَيْسَ بتابع فَإِن الْأَهْل لَيْسَ بتابع للقرية وَشرط فِي الْمُقْتَضِي ذَلِك لِأَنَّهُ تبع. وَالرَّابِع أَنه فِي بَاب الِاقْتِضَاء يكون الْمُقْتَضِي (بِالْفَتْح) وَالْمَنْصُوص أَعنِي الْمُقْتَضِي (بِالْكَسْرِ) مرادين للمتكلم كَمَا فِي قَوْله أعتق عَبدك هَذَا عني بِأَلف يكون الْإِعْتَاق وَالتَّمْلِيك مقصودين للْآمِر. وَفِي الْحَذف يكون الْمَحْذُوف هُوَ المُرَاد دون الْمُصَرّح بِهِ فَإِن المُرَاد فِي السُّؤَال فِي قَوْله تَعَالَى {واسأل الْقرْيَة} . هُوَ الْأَهْل دون الْقرْيَة. وَالْخَامِس أَن الْمُقْتَضِي لَا يقبل الْعُمُوم عندنَا والمحذوف يقبله عِنْد من فَصله عَن الْمُقْتَضِي كَمَا بَين فِي كتب الْأُصُول.

الطّلب

(الطّلب) الْمَطْلُوب يُقَال هِيَ طلب فلَان إِذا كَانَ يهواها والطالب يُقَال هُوَ طلب نسَاء وَهِي طلب رجال (ج) أطلاب وطلبة

(الطّلب) الْمَطْلُوب و (فِي الاقتصاد) الكمية الَّتِي يقبل الْأَفْرَاد شراءها من سلْعَة مَا بِثمن معِين (ج) طلبات والطلبات (فِي قانون المرافعات) حَاصِل مَا يتَقَدَّم بِهِ الْخصم إِلَى المحكمة ملتمسا الحكم بِهِ فِي الدَّعْوَى
الطّلب:
[في الانكليزية] Request ،poursuit
[ في الفرنسية] Requete ،poursuite
بفتح الطاء واللام لغة محبّة حصول الشيء على وجه يقتضي السّعي في تحصيله لولا مانع من الاستحالة والبعد كما في التمني. وعند أهل العربية يطلق على قسم من الكلام الإنشائي الدّال على الطلب بالمعنى المذكور كما يستفاد من الأطول. وقد يطلق على إلقاء كلام دالّ على الطلب كما يطلق الإنشاء على إلقاء كلام إنشائي كما في الچلپي وأبي القاسم. وهذا أيّ كون الطّلب من أقسام الإنشاء مذهب المحقّقين والبعض على أنّه واسطة بين الخبر والإنشاء. ثم أنواع الطلب على ما ذكره الخطيب في التلخيص خمسة: التمنّي والاستفهام والأمر والنهي والنّداء. ومنهم من جعل التّرجّي قسما سادسا من الطّلب. ومنهم من جعل التّرجّي قسما سادسا من الطّلب. ومنهم من أخرج التمنّي والنّداء من أقسام الطّلب بناء على أنّ العاقل لا يطلب ما يعلم استحالته، فالتمنّي ليس طلبا ولا يستلزمه، وإنّ طلب الإقبال خارج عن مفهوم النداء الذي هو صوت يهتف به الرجل، وإن كان يلزمه ولا بدّ من أن يعدّ الدعاء والالتماس من أقسام الطلب أيضا.
ثم اعلم أنّ الطلب إن كان بطريق العلوّ سواء كان عاليا حقيقة أو لا فهو أمر، وإن كان بطريق التّسفّل سواء كان سافلا في الواقع أولا فدعاء. وإن كان بطريق التّساوي فالتماس. وأمّا عرفا فالالتماس لا يستعمل إلّا في مقام التواضع. والمطلوب إن كان مما لا يمكن فهو التمنّي، وإن كان ممكنا فإن كان الغرض حصول أمر في ذهن الطالب فهو الاستفهام، وإن كان حصول أمر في الخارج فإن كان ذلك الأمر انتفاء فعل فهو النهي، وإن كان ثبوته فإن كان بأحد حروف النداء فهو النداء، وإلّا فهو الأمر، هكذا في كليات أبي البقاء. والطّلب في اصطلاح السّالكين هو أن يكون الليل والنهار في باله سواء في الخلوة أو في الملأ، وسواء في البيت أو في السوق، فلو أعطي الدنيا ونعيمها والآخرة وجنّتها ما كان ليقبل، بل إنّه ليقبل البلاء والمحنة في الدنيا.
الناس يتوبون من الذنوب حتى لا يدخلوا النار، وهو يتوب من الحلال حتى لا يسقط في الجنة. الجميع يطلبون مرادهم. وهو يطلب مولاه وأن يراه، ويسير على قدم التوكل، ويرى سؤال الناس شركا. ومن الله يستحي أن يطلب.
ويستوي لديه البلاء والمحنة والعطاء والمنع والرّدّ أو قبول الناس، كذا في كشف اللغات.

ويقول في لطائف اللغات:
الطالب في اصطلاح السّالكين هو الذي جاوز الشهوات الطبيعية واللّذات النفسية، وقد أزال حجاب الوهم عن وجه الحقيقة وسار من الكثرة إلى الوحدة لكي يصير إنسانا كاملا.

ويقال لهذا المقام: الفناء في الله الذي هو غاية سير السائرين.

ويقول حضرة شرف الدين يحي المنيري:
إنّ الطّالب لا يستقر في أي مرحلة من مراحل سيره بل هو حرام عليه في كلا العالمين.
فالسّكون حرام على قلوب الأولياء.

الحياة

الحياة: في الأصل: الروح وهي الموجبة لتحرك من قامت به، ذكره العكبري.

وقال الحرالي: الحياة تكامل في ذات ما أدناه حياة النبات بالنمو والاهتزاز مع انغراسه إلى حياة ما يدب بحركته وحسه إلى غاية حياة الإنسان في تصرفه وتصريفه إلى ما وراء ذلك من التكامل في علومه وأخلاقه. وقال في موضع آخر: الحياة كل خروج عن الجمادية من حيث إن معنى الحياة بالحقيقة تكامل الناقص. وقال ابن الكمال: الحياة صفة توجب للمتصف بها العلم والقدرة. وقال الراغب: تستعمل للقوة النامية الموجودة بالنبات والحيوان، وللقوة الحساسة، ومنه سمي الحيوان حيوانا، وللقوة العالمة العاقلة، ومنه {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} وقوله
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولارتفاع الهم والغم ومنه قوله
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
وللحياة الأخروية والأبدية وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم، وللحياة التي يوصف بها الباري فإنه إذا قيل فيه حي فمعناه لا يصح عليه الموت وذلك ليس إلا له.
الحياة:
[في الانكليزية] Life
[ في الفرنسية] Vie
بالفتح بمعنى زندگى ضد موت. والحي زنده كما في الصراح. ومفهومه بديهي فإنه من الكيفيات المحسوسة. وقال ابن سينا ماهيات المحسوسات غنية عن التعريف. واختلف في رسومها. فقيل هي قوة تتبع الاعتدال النوعي وتفيض منها سائر القوى الحيوانية. ومعنى الاعتدال النوعي أنّ كل نوع من أنواع المركّبات العنصرية له مزاج مخصوص هو أصلح الأمزجة بالنسبة إليه فالحياة في كل نوع من أنواع الحيوانات تابعة لذلك المزاج المسمّى بالاعتدال النوعي. ومعنى الفيضان أنّه إذا حصل في مركّب عنصري اعتدال نوعي فاضت عليه من المبدأ قوة الحياة ثم انبعثت منها قوى أخرى، أعني الحواس الظاهرة والباطنة والقوى المحرّكة إلى جلب المنافع ودفع المضار، كلّ ذلك بتقدير العزيز العليم فهي تابعة للمزاج النوعي ومتبوعة لما عداها. وقد ترسم الحياة بأنّها قوة تقتضي الحسّ والحركة الإرادية مشروطة باعتدال المزاج.
واستدلّ الحكيم على مغايرة الحياة لقوتي الحسّ والحركة فقال ابن سينا هي غير قوة الحسّ والحركة، وغير قوة التغذية فإنّها توجد في العضو المفلوج إذ هي الحافظة للأجزاء عن الانفكاك، وليس له قوة الحسّ والحركة. وكذا الحال في العضو الذابل فإنّه لو لم يكن حيّا يفسد بالتعفّن مع عدم قوة التغذية، وتوجد في النبات قوة التغذية مع عدم الحياة. وأجيب بأنّا لا نسلّم أن قوة الحس والحركة والتغذية مفقودة في المفلوج والذابل لجواز أن يكون الإحساس والحركة والتغذية قد تخلّف عن القوة الموجودة فيها لمانع يمنعها عن فعلها، لا لعدم المقتضي.
ولا نسلم أنّ التغذية التي في الحي موجودة في النبات لجواز أن تكون التغذية في النبات مخالفة بالماهية للتغذية في الحي. هذا خلاصة ما في شرح الطوالع وشرح المواقف. فعلى هذا لا توجد الحياة في النبات وقيل بوجودها في النبات أيضا لأن الحياة صفة هي مبدأ التغذية والتنمية. ومنهم من ادّعى تحقق الحس والحركة في النبات كما سيجيء. وفي الملخّص الحياة إما اعتدال المزاج أو قوة الحسّ والحركة أو قوة تتبع ذلك الاعتدال، سواء كان نفس قوة الحسّ والحركة، أو مغايرة لها كما اختاره ابن سينا انتهى.

وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى:
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ الآية، الحياة حقيقة في القوة الحسّاسة أو ما يقتضيها مجاز في القوة النامية لأنّها من مقدماتها، وفيما يخصّ الإنسان من الفضائل كالعقل والعلم والإيمان من حيث إنّه كمالها وغايتها، والموت بإزائها يقال على ما يقابلها في كل مرتبة كما قال تعالى: يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ، وقال اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وقال أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ انتهى كلامه.
فائدة:
شرط الحياة عند الحكماء البنية التي هي الجسم المركّب من العناصر على وجه يحصل من تركيبها مزاج. قالوا الحياة مشروطة باعتدال المزاج وبالروح الذي هي أجسام لطيفة تتولّد من بخارية الأخلاط سارية في الشرايين المنبثّة من القلب. وكذا عند المعتزلة إلّا أنّ البنية عندهم هي مجموع جواهر فردة لا يمكن [تركب بدن] الحيوان من أقلّ منها، والأشاعرة لا يشترطون البنية ويقولون يجوز أن يخلق الله تعالى الحياة في جزء واحد من الأجزاء التي لا تتجزى.

قال الصوفية: الحياة عبارة عن تجلّي النفس وتنورها بالأنوار الإلهية. وفي التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى أنّ المراد من الموتى عند أهل التصوّف القلوب المحجوبة عن أنوار المكاشفات والتجلّي، والإحياء عبارة عن حصول ذلك التجلّي والأنوار الإلهية انتهى.
وفي القشيري في تفسير هذه الآية، قال الجنيد: الحي من تكون حياته بحياة خالقه، لا من تكون حياته ببقاء هيكله. ومن يكون بقاؤه ببقاء نفسه فإنّه ميت في وقت حياته. ومن كانت حياته به كان حقيقة حياته عند وفاته، لأنّه يصل بذلك إلى رتبة الحياة الأصلية. قال تعالى:
لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا انتهى.
والمستفاد من الإنسان الكامل أنّ الحياة هي الوجود وهي تعمّ المعاني والهيئات والأشكال والصّور والأقوال والأعمال والمعادن والنباتات وغير ذلك. قال وجود الشيء لنفسه حياته التامة ووجوده لغيره حياة إضافية له.
فالحق سبحانه موجود لنفسه فهو الحيّ، وحياته وهي الحياة التامة، والخلق من حيث الجملة موجودون بالله فحياتهم إضافية، ولذا التحق بها الفناء والموت. ثم إنّ حياة الله تعالى في الخلق واحدة تامة، لكنهم متفاوتون فيها. فمنهم من ظهرت الحياة فيه على صورتها التامة وهو الإنسان الكامل، فإنّه موجود لنفسه وجودا حقيقيا لا مجازيا ولا إضافيا. فربّه هو الحيّ التام الحياة بخلاف غيره، والملائكة العلّيّون وهم المهيمنة ومن يلحق بهم، وهم الذين ليسوا من العناصر كالقلم الأعلى واللوح وغيرهما من هذا النوع، فإنّهم ملحقون بالإنسان الكامل فافهم، ومنهم من ظهرت فيه الحياة على صورتها لكن غير تامة وهو الإنسان الحيواني والملك والجنّ فإنّ كلا من هؤلاء موجود لنفسه يعلم أنّه موجود وأنّه كذا وكذا، ولكنّ هذا الوجود له غير حقيقي لقيامه بغيره. فربّه موجود للحق لا له، وكانت حياة ربّه حياة غير تامة. ومنهم من ظهرت فيه لا على صورتها وهي باقي الحيوانات، ومنهم من بطنت فيه الحياة فكان موجودا لغيره لا لنفسه كالنباتات والمعادن والمعاني وأمثال ذلك، فسارت الحياة في جميع الأشياء. فما موجود إلّا وهو حي لأنّ وجوده عين حياته، وما الفرق إلّا أن يكون تامّا أو غير تام، بل ما تمّ إلّا من حياته التّامة لأنّه على القدر الذي تستحقه مرتبة، فلو نقص أو زاد لعدمت تلك المرتبة. فما في الوجود إلّا ما هو حي بحياة تامة ولأنّ الحياة عن واحدة ولا سبيل إلى نقص فيها ولا إلى انقسام لاستحالة تجزئ الجوهر الفرد. فالحياة جوهر فرد موجود بكماله في كل شيء، فشيئية الشيء هي حياته وهي حياة الله التي قامت الأشياء بها، وذلك هو تسبيحها من حيث اسمه الحي لأن كل موجود يسبح الحق من حيث كل اسم فتسبيحه من حيث اسمه الحيّ هو عين وجوده بحياته ومن حيث اسمه العليم هو دخولها تحت علمه. وقولها لها يا عالم هو كونها أعطاها العلم من نفسها بأن حكم عليها أنّها كذا وكذا وتسبيحها له من حيث اسمه السميع هو إسماعها إيّاه كلامها، وهو ما استحقّ حقائقها بطريق الحال فيما بينها وبين الله بطريق المقال، ومن حيث اسمه القدير هو دخولها تحت قدرته، وقس على ذلك باقي الأسماء.
إذا علمت ذلك فاعلم أنّ حياتها محدّثة بالنسبة إليها قديمة بالنسبة إلى الله تعالى لأنّها حياته، وحياته صفة له قديمة. ومتى أردت أن تتعقل ذلك فانظر إلى حياتك وقيّدها بك فإنّك لا تجد إلّا روحا يختصّ بك، وذلك هو المحدث. ومتى رفعت النظر في حياتك من الاختصاص بك وذقت من حيث الشهود أنّ كل حي في حياته كما كنت فيها وشهدت سريان تلك الحياة في جميع الموجودات، علمت أنّها الحياة الحق التي أقام بها العالم وهي الحياة القديمة الإلهية.
واعلم أنّ كلّ شيء من المعاني والهيئات والأشكال والصور والأقوال والأعمال والمعادن والنباتات وغير ذلك مما يطلق عليه اسم الوجود فإنّ له حياة في نفسه لنفسه، حياة تامة كحياة الإنسان. لكن لمّا حجب ذلك عن الأكثرين نزّلناه عن درجة الإنسان وجعلناه موجودا لغيره، وإلّا فكلّ شيء له وجود في نفسه لنفسه وحياة تامة، بها ينطق ويعقل ويسمع ويبصر ويقدر ويريد ويفعل ما يشاء ولا يعرف هذا إلّا بطريق الذوق والكشف، وأيّد ذلك الإخبارات الإلهية من أنّ الأعمال تأتي يوم القيمة صورا تخاطب صاحبها فتقول له عملك ثم يأتيه غيرها وتطرده وتناجيه. ومن هذا القبيل نطق الأعضاء والجوارح، انتهى ما في الإنسان الكامل.
فائدة:
اختلف العلماء في حياته تعالى. فذهب الحكماء وأبو الحسين البصري من المعتزلة إلى أنها صحة العلم والقدرة. وقال الجمهور من الأشاعرة ومن المعتزلة إنّها صفة توجب صحّة العلم والقدرة. وقال صاحب الإنسان الكامل إنّها هي وجوده لنفسه كما عرفت.

القافية

القافية: الحرف الأخير من البيت. وقيل هي الكلمة الأخيرة منه.
(القافية) مُؤخر الْعُنُق وَآخر كل شَيْء وَفِي الشّعْر الْحُرُوف الَّتِي تبدأ بمتحرك يَلِيهِ آخر ساكنين فِي آخر الْبَيْت مثل كلمة (يذمم) فِي قَول زُهَيْر
(وَمن يَك ذَا فضل فيبخل بفضله ... على قومه يسْتَغْن عَنهُ ويذمم) (ج) قواف
القافية: عِنْد أَصْحَاب الْعرُوض هِيَ الْكَلِمَة الْوَاقِعَة فِي أَوَاخِر الأبيات والمصاريع. وَقَالَ بَعضهم الْحَرْف الآخر مِنْهَا وَهِي نَوْعَيْنِ مُطلقَة ومقيدة. أما القافية الْمُطلقَة فَهِيَ الَّتِي يكون حُرُوف رويها متحركا تولدت من مد حركتها إِحْدَى حُرُوف الْعلَّة وَتسَمى هَذِه الْحُرُوف حِينَئِذٍ حُرُوف الْإِطْلَاق. والحرف الروي هُوَ الْحَرْف الْوَاقِع فِي آخر القافية، وَأما القافية الْمقيدَة فَهِيَ الَّتِي يكون رويها سَاكِنا فَيكون الصَّوْت حِينَئِذٍ مُقَيّدا مَحْبُوسًا لَا مُطلقًا جَارِيا بِخِلَاف الأول.
القافية:
[في الانكليزية] Rhyme
[ في الفرنسية] Rime
بالفاء هي عند الشعراء الكلمة الأخيرة من البيت كلفظة حومل في قول الشاعر:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل هذا عند الأخفش، وعند غيره من آخر البيت إلى أقرب ساكن يليه مع الحركة السابقة عليه. وقيل بل مع المتحرّك الذي قبله. فعلى الأول القافية في البيت المذكور من حركة الحاء إلى آخر البيت، وعلى الثاني من الحاء إلى آخر البيت، هكذا ذكر السّيّد السّند في حواشى العضدي. قال المولوي عبد الحكيم القافية مشتقّة من القفو وهو التبعية لأنّ القوافي يجيء بعضها إثر بعض. قال في المطوّل: القافية الكلمة الأخيرة من البيت والتقفية هي التوافق على الحرف الأخير. وفي بعض الرسائل حرف الروي إن كان متحرّكا فالقافية مطلقة وإلّا فالقافية مقيّدة، والمقيّدة تجيء مردفة ومجرّدة ومؤسّسة. والمطلقة على ستة أقسام: مطلقة مجرّدة ومطلقة مردفة ومطلقة مؤسّسة ومطلقة بخروج ومطلقة بردف ومطلقة بتأسيس وخروج انتهى.

وفي رسالة منتخب تكميل الصناعة يذكر:
أنّ القافية عند شعراء العجم عبارة عن مجموع ما يتكرّر من ألفاظ مختلفة بحسب اللّفظ والمعنى، أو بحسب اللّفظ فقط، أو تبعا للمعنى فقط. تلك الألفاظ الواقعة في أواخر مصاريع الأبيات أو ما هو بمنزلتها، وذلك بشرط أن تكون مجموعة من حروف وحركات معيّنة مثل: روي، وتأسيس وإشباع. وحينا يقال للكلمة كلّها قافية، ويقول بعضهم فقط حرف الروي بطريق المجاز بناء على قول الجمهور. وإن ذكر القيود المختلفة فهو من أجل الاحتراز عن الرّديف. وذكر قيد المصاريع والأبيات فمن أجل شمول تعريف المطالع والقطع وما يسمّى في الفارسية الغزل وغير ذلك. وأمّا ذكر القيد أو شيء بمنزلته فمن أجل شمول تعريف القوافي التي يأتي الرّديف بعدها.
وذلك لأنّ هذه القوافي وإن كانت تقع في أوائل المصاريع ولكن لها حكم الأخيرة.
لماذا؟ لأنّ الرّديف حينما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 2 1298 التقسيم ..... ص: 1298

اذا؟ لأنّ الرّديف حينما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر بشرط أن يكون مجموعا إلى آخره، فمن أجل الاحتراز عن الحروف والحركات التي يلتزمها الشاعر من باب لزوم ما لا يلزم، فيكرّر الشاعر ذكرها في أواخر الأبيات.
التقسيم
تنقسم القافية باعتبار التقطيع إلى خمسة أنواع، وذلك بإجماع العرب والفرس، وهي:
المترادف والمتدارك والمتكاوس والمتواتر والمتراكب. وبعض هذه الألفاظ يقال لها ألقاب القوافي وبعضها حدود القافية.

فالمترادف: هي القافية التي بحسب التقطيع في أواخرها يكون حرفان ساكنان متواليان، مثاله في هذا المعمّى باسم شهاب وترجمته:
إنّ شفتك بالنسبة إلينا هو ماء الحياة وسعادة قلوبنا كالحباب يتصاعد فوقه البخار من شدّة السخونة والمتواتر: قافية بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله متحرّك ثم قبله ساكن، ومثاله البيت الفارسي وترجمته:
يا عذبة الفم ما عندك غم تعالي متأخّرة واسكري من الخمر والمتدارك: قافية هي بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله حرفان متحرّكان ثم قبلهما ساكن. ومثاله هذا البيت المعمّى في اسم يوسف. وترجمته:
يا شمعة الروح حيث احترقت في فانوس البدن لذلك فقد اضطرب حالي من تلك الصّورة والمتراكب: هو الذي آخره ساكن وقبله ثلاثة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ومثاله في هذا المعمّى باسم بها: وترجمته:
يا عطاء لقد ذهب قلبنا وديننا منا نحو العدم حينما في قلبنا طرف سالف الصنم (المحبوب) نقش (اخترق) والمتكاوس: هو ما آخره ساكن وقبله أربعة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ونظرا لثقله فهو قليل جدا في الأشعار الفارسية. ويقول في جامع الصنائع: القافية المطلقة هي بدون حرف ردف ولا تأسيس ولا دخيل ولا وصل ولا خروج.

والقافية المقيّدة هي: أنّ القافية الأصلية تقع بعد حرف الرّدف. والقافية تظهر في التلفّظ حسب التبعية والإشباع. وتحذف في التقطيع.

ومثال ذلك بيت الشعر الآتي وترجمته:
لقد أخذت القلب مني فالآن خذي منه الدّم فإن تأخذي الرّوح لا أعلم كيف تفعلين فحرف النون من الكلمتين: (خون) (دم) و (چون) - كيف، من هذا القبيل.

والقافية المتصلة هي: أن يؤتى بالبيت بحيث يمكن أن يتمّ المعنى قبل إتمام القافية، ولكن لمّا كان إيراد القافية شرطا في الشعر فيؤتى بها لذلك ضرورة. ومثاله البيت التالي وترجمته:
يا من شفتك سكر وحديثك حلو لماذا تجعلين عيش هذا العبد مرّا انظري فكلمة (به بين) - انظري لا يحتاج إليها المعنى لذلك هي جاءت للوصل فقط.
وقافية الملك هي أن يؤتى بالقافية في مطلع المصراع الأول ثم تعاد في آخر البيت الثاني. وإن جيء بها في أبيات أخرى فلا مانع من ذلك. لكنّ الفصحاء يستعملونها غالبا في البيت الثاني. وهذا لا يعدّ من قبيل الإيطاء.

وأمّا القافية المتولّدة: فهي أن يؤتى في آخر البيت بألفاظ متّصلة تكون منها القافية بحيث يظن أنّ ألفاظ القافية من تلك الألفاظ المتّصلة زائدة، ومثاله في البيتين التاليين وترجمتهما:
لقد أغلقت بوجهي الحبيبة الباب فصارت عمامتي من الدموع مبتلّة لقد أخذت مني القلب وصارت الروح مهجّرة الروح الهائمة الآن مرة واحدة مبتلّة

حنط

(حنط) الْمَيِّت أحنطه
حنط: حِنْطَة: حنطة سوداء: نَفَم (بوشر).
حَنَّاط: من يحنَّط الميت أي يجعل عليه الحنوط (باين سميث 1320).
حِنْطِئ: قصير (ديوان الهذليين ص59 قصيدة 22).
(حنط)
الزَّرْع وَنَحْوه حنوطا نضج وَفُلَان حنطا زفر والأديم احمر فَهُوَ حانط

(حنط) الرجل حنطا عظمت لحيته وكثت فَهُوَ أحنط
ح ن ط

رجل حانط: كثر الحنطة وقدم علينا حانط. وهو حناط، وحرفته الحناطة. وحنط الميت بالحنوط، وتحنط فلان وتكفن، وتحنط زماناً ثم تحنط: من الحنطة والحنوط.
(ح ن ط) : (الْحَنَّاطُ) بَائِعُ الْحِنْطَةِ (وَبِهِ لُقِّبَ) أَبُو ثُمَامَةَ الْحَنَّاطُ (عَنْ) كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي تَشْبِيكِ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ وَالْحَنَّاطِينَ فِي (ن ق) .
حنط الحِنْطَةُ البُرُّ، والحِنَطُ جَمْعٌ، وبَيّاعُها حَنّاطٌ. والحَنُوْطُ طِيْبٌ للمَيِّتِ. وحَنَطَ الأدِيْمُ فهو حانِطٌ إِذا احْمَرَّ. وحَنَطَ الرِّمْثُ والغَضَى وأحْنَطَ - معاً - إِذا أدْرَكَ وابْيَضَّ. والحانِطُ ثَمَرُ الغَضى. والأحْنَطُ العَظِيمُ اللِّحْيَةِ الكَثُّها.
[حنط] الحِنْطَةُ: البُرُّ، والجمع حِنّطٌ، وبائعه حَنَّاطٌ. والحَنوطُ: ذَريرَةٌ. وقد تَحَنَّطَ به الرجل، وحَنَّطَ الميتَ تحنيطا. والحناطة: حرفة الحناط. وحنط الاديم: احمر، فهو حانط. وحنط الرمثُ وأَحْنَطَ، أي أدرك وابيض ورقه.
ح ن ط: (الْحِنْطَةُ) الْبُرُّ وَالْجَمْعُ (حِنَطٌ) بِوَزْنِ عِنَبٍ وَبَائِعُهُ (حَنَّاطٌ) بِالتَّشْدِيدِ. وَ (الْحَنُوطُ) بِالْفَتْحِ ذَرِيرَةٌ وَقَدْ (تَحَنَّطَ) بِهِ وَ (حَنَّطَ) الْمَيِّتَ تَحْنِيطًا. وَ (الْحِنَاطَةُ) بِالْكَسْرِ حِرْفَةُ الْحَنَّاطِ. 

حنط


حَنَطَ(n. ac. حُنُوْط)
a. Was ripe.
b.(n. ac. حَنْط), Sighed.
c. Turned red (leather).
حَنَّطَأَحْنَطَa. Embalmed.

تَحَنَّطَa. Was embalmed.
b. [La], Was irritated against.
إِسْتَحْنَطَa. Risked his life recklessly.
b. [La], Was irritated against.
حِنْطَة
(pl.
حِنَط)
a. Wheat, corn; flour.

حِنَاْطa. Spices.

حِنَاْطَةa. Embalming.

حَنُوْطa. see 23
حَنَّاْط
حَنَّاْطِيّa. Corn-merchant, cornfactor.

حَنْظَل
a. Colocynth (plant).
[حنط] في ح ثابت بن قيس: وقد حسر عن فخذيه وهو "يتحنط" أي يستعمل الحنوط في ثيابه عند خروجه للقتال، كأنه أراد به الاستعداد للموت وتوطين النفس عليه بالصبر عليه، والحنوط والحناط ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة. ومنه ح: أي "الحناط" أحب إليك؟ قال: الكافور. وح: أن ثمود لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع و"تحنطوا" بالصبر لئلا يجيفوا وينتنوا. ك: و"حنط" ابن عمر، بمهملة وتشديد نون أي طيبه بالحنوط، وهو مخلوط من كافور وصندل ونحوهما. ومنه: و"لا تحنطوا".
ح ن ط : الْحِنْطَةُ وَالْقَمْحُ وَالْبُرُّ وَالطَّعَامُ وَاحِدٌ وَبَائِعُ الْحِنْطَةِ حَنَّاطٌ مِثْلُ: الْبَزَّازِ وَالْعَطَّارِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ حَنَّاطِيٌّ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا وَالْحَنُوطُ وَالْحِنَاطُ مِثْلُ: رَسُولٍ وَكِتَابٍ طِيبٌ يُخْلَطُ لِلْمَيِّتِ خَاصَّةً وَكُلُّ مَا يُطَيَّبُ بِهِ الْمَيِّتُ مِنْ مِسْكٍ وَذَرِيرَةٍ وَصَنْدَلٍ وَعَنْبَرٍ وَكَافُورٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذَرُّ عَلَيْهِ تَطْيِيبًا لَهُ وَتَجْفِيفًا لِرُطُوبَتِهِ فَهُوَ حَنُوطٌ. 

حنط: الحِنْطةُ: البُرُّ، وجمعها حِنَطٌ. والحَنّاطُ: بائعُ الحِنْطةِ،

والحِناطةُ حِرْفَته. الأَزهري: رجل حانِطٌ كثير الحِنْطةِ، وإِنه

لَحانِطُ الصُّرَّةِ أَي عظيمها، يعنون صُرَّةَ الدراهم. الأَزهري: ويقال

حَنَطَ ونَحَطَ إِذا زَفَرَ؛ وقال الزَّفَيانُ:

وانْجَدَلَ المِسْحَلُ يَكْبُو حانِطا

كَبا إِذا رَبا حانِطاً، أَراد ناحِطاً يَزْفِرُ فقَلَبَه. وأَهل اليمن

يسمون النَّبْل الذي يُرْمى به: حَنْطاً. وفي نوادر الأَعراب: فلان

حانِطٌ إِليّ ومُسْتَحْنِطٌ إِليّ ومُسْتَقْدِمٌ إِليّ ونابِلٌ إِليّ

ومُسْتَنْبِلٌ إِليّ إِذا كان مائلاً عليه مَيْلَ عَداوةٍ. ويقال للبَقْل الذي

بلغ أَن يُحْصَد: حانِطٌ. وحَنَطَ الزَّرْعُ والنبْتُ وأَحْنَطَ وأَجَزَّ

وأَشْرَى: حانَ أَن يُحْصَد. وقوم حانِطون على النسَب. والحِنْطِيُّ: الذي

يأْكل الحِنْطةَ؛ قال:

والحِنطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْـ

ـنَحُ بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ

الحِنْطِئُ: القصيرُ. وحَنِطَ الرَّمْثُ وحَنَطَ وأَحْنَطَ: ابْيَضَّ

وأَدْرَك وخرجت فيه ثَمَرة غبراء فبدا على قُلَلِهِ أَمثالُ قِطَعِ

الغِراء. وقال أَبو حنيفة: أَحْنَطَ الشجرُ والعُشب وحَنَطَ يَحْنُطُ حُنوطاً

أَدرك ثَمَره. الأَزهري عن ابن الأَعرابي: أَوْرَسَ الرَّمْثُ وأَحْنَطَ،

قال: ومثله خَضَبَ العَرْفَجُ. ويقال للرمث أَوَّل ما يَتَفطَّر ليخرج

ورقه: قد أَقْمَل، فإِذا ازداد قليلاً قيل: قد أَدْبَى، فإِذا ظهرت خُضرته

قيل: بَقَلَ، فإِذا ابيضَّ وأَدرك قيل: حَنِطَ وحَنَطَ. قال: وقال شمر

يقال أَحْنَطَ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ وإِنه لحسن الحانِطِ، قال: والحانِطُ

والوارِسُ واحد؛ وأَنشد:

تَبَدَّلْنَ بَعدَ الرَّقْصِ في حانِطِ الغَضا

أَباناً وغُلاَّناً، به يَنْبُتُ السِّدْرُ

يعني الإِبل. ابن سيده: قال بعضهم أَحْنَطَ الرِّمْثُ، فهو حانِطٌ، على

غير قياس.

والحَنُوط: طِيب يُخلط للميت خاصّة مشتقّ من ذلك لأَن الرمث إِذا أَحنط

كان لونه أَبيض يضرب إِلى الصفرة وله رائحة طيبة، وقد حَنَّطَه. وفي

الحديث: أَن ثَمُودَ لما استيقنوا بالعذاب تكَفَّنُوا بالأَنْطاع وتحَنَّطُوا

بالصَّبِرِ لئلا يَجِيفُوا ويُنْتِنُوا. الجوهري: الحَنُوطُ ذَرِيرة،

وقد تَحَنَّطَ به الرجل وحَنَّطَ الميت تَحْنِيطاً، الأَزهري: هو الحَنُوطُ

والحِناطُ، وروي عن ابن جريج قال: قلت لعَطاء أَيُّ الحِناطِ أَحَبُّ

إِليكَ؟ قال: الكافور، قلت فأَين يُجْعَلُ منه؟ قال: في مَرافِقِه، قلت:

وفي بطنه؟ قال: نعم، قلت: وفي مَرْجِعِ رجليه ومَآبِضه؟ قال: نعم، قلت: وفي

رُفْغَيْه؟ قال: نعم، قلت: وفي عينيه وأَنْفِه وأُذُنيه؟ قال: نعم، قلت:

أَيابساً يُجْعَلُ الكافور أَم يُبَلُّ؟ قال: لا بل يابساً، قلت: أَتكره

المِسْك حِناطاً؟ قال: نعم، قال: قلت هذا يدل على أَنَّ كل ما يُطَيِّبُ

به الميت من ذَرِيرة أَو مِسْك أَو عنبر أَو كافُور من قصَبٍ هِنْدِيٍّ

أَو صَنْدَلٍ مدقوق، فهو كله حَنوط. ابن بري: اسْتَحْنَطَ فلان: اجترأَ

على الموت وهانَتْ عليه الدنيا. وفي حديث ثابت بن قيس: وقد حسَرَ عن فخذيه

وهو يتحنط أَي يستعمل الحَنُوطَ في ثيابه عند خروجه إِلى القتال، كأَنه

أَراد به الاستعداد للموت وتَوْطِينَ النفس بالصبْر على القتال. وقال ابن

الأَثير: الحَنُوطُ والحِناطُ هو ما يُخلط من الطِّيب لأَكفان الموتى

وأَجْسامهم خاصّة.

وعَنْزُ حُنَطِئةٌ: عريضة ضخمة. وحَنَطَ الأَدِيمُ: احمرّ، فهو حانِطٌ.

حنط
أحنطَ يُحنط، إحناطًا، فهو مُحْنِط، والمفعول مُحْنَط
• أحنط المَيِّتَ: طيَّبه بالكافور ونحوه من الطِّيب.
• أحنط الجُثَّةَ: صانها من التَّفسُّخ والتَّعفُّن بطرق وموادّ تحفظها من البِلي طويلاً. 

تحنَّطَ يتحنَّط، تَحَنُّطًا، فهو مُتحنِّط
 • تحنَّط المَيِّتُ:
1 - مُطاوع حنَّطَ: انصانت جثَّتُه من التَّفسُّخ والتَّعفُّن بطرق وموادّ تحفظها من البلى لمدّة طويلة.
2 - طُيِّب بالكافور ونحوه من الطِّيب.
• تحنَّط فلانٌ: أكَلَ الحِنْطة وهي القمح.
• تحنَّط الشَّيءُ/ تحنَّط الأمرُ: خمَد ذكره، وبليت أفكاره "تحنَّطت الشيوعيَّة والماركسيّة".
• تحنَّطت مظاهر الحياة: ثبتت ولم تتطوّر. 

حنَّطَ يحنِّط، تحنيطًا، فهو مُحنِّط، والمفعول مُحنَّط
• حنَّط المَيِّتَ: أحنطه؛ طيّبه بالكافور ونحوه من الطِّيب.
• حنَّط الجثَّةَ: أحنطها؛ صانَها من التفسُّخ والتّعفُّن بطرقٍ وموادّ تحفظها من البلى طويلاً ° حنَّط الفكرَ: حافظ عليه دون تغيير- فكرٌ محنَّط: قديم متجمِّد. 

تحنيط [مفرد]:
1 - مصدر حنَّطَ.
2 - عند قدماء المصريين: حِفظ هيكل جسم الميِّت بتخليصه من الموادّ الرخوة من جلد وغشاء وتطهير جوفه بموادّ خاصّة كالمِسْك أو العنبر أو الكافور وغيرها وتحويله إلى مومياء. 

حِناطة [مفرد]: حِرْفة بائع الحِنْطة. 

حِنْطَة [جمع]: جج حِنْطات وحِنَط
• الحِنْطَةُ: (نت) القَمْح والبُرُّ، وهو جنس من النّباتات ذوات الحبّ تُزرع، وهي من فصيلة النّجيليّات وتشتمل على أهمّ الأنواع النّباتيّة الغذائيّة "حصاد الحِنطة" ° حشرة الحِنْطة: حشرة صغيرة تنزل الضررَ بالحِنطة والعُشْب.
• الحِنطة السَّوداء: (نت) نَبْتَة آسيويّة سنويّة ذات ثمار صغيرة مُثلّثيّة الشَّكل شبيهة بالبذور. 

حِنطِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِنْطَة.
2 - مَنْ أو ما لونُه لون الحِنْطة (القمح) "رجع من العطلة الصيفيّة حِنطيَّ اللَّون". 

حنَّاط [مفرد]:
1 - من يُطيِّب المَيِّتَ بالمسك والعنبر والكافور وغير ذلك، أو من يحنِّط الحيوانات.
2 - بائع الحِنْطة. 

حَنوط [مفرد]
• الحَنوط: كلّ ما يُطيَّب به الميِّت من مسك وعنبر وكافور وغير ذلك ممّا يُذَرّ عليه تطييبًا له وتجفيفًا لرطوبته. 
حنط
الحنطة: البرّ، والجمعُ: حِنطّ، وبائعُها: حَناطّ، والحناطةُ: حرِفته. والحْنطي في قولٍ الأعْلمَ الهذليّ:
والحنِطيء الحنْطيّ يَمثجُ ... بالعَظْيمةِ والرّغائبْ
قال أبو نَصْرٍ: هو المنُتَفجُ، وقال غيُره: هو الذي يأكُلُ الحنْطَةَ ويسْمنُ عليها، ويمثُجُ: يُطْعَمُ، والحنْطيءُ - بالَهمزِ -: القَصْيرُ.
والحانُط: الكثير الحنطة. وأنه لحانط الصرة: أي عظيمهما، يعنون صرة الدراهم. وفلان حانط إلي: إذا كان مائلاً عليه ميل عداوة وشحناء.
وحنط ونحط: إذا زفر، قال الزرفيان يصف صائداً:
أنْحى على المِسْحًل حَشْراً مالطا ... فأنْفَذَ الضَبْنَ وَجَاَل ما خِطا
وأنْجَدَلَ المِسٍْحَلُ يكْبُو حانِطا
والحنوط: الادراك، يقال، حنط يحنط حنوطاً. والحانط: المدرك من الشجر والعشب، وأنشد الدينوري:
والدندن البالي وخمط حلنط
وقال ابن عباد: الحانط: ثمر الغضا، وأنشد شمر:
تبدلن بعد الرقص في حانط الغضا ... أباناً وغلاناً به ينبت السدر
وأهل اليمن يسمعون النبل الذي يرمى به: حنطاً.
والأحنط: العظيم اللحية الكثها، قال: لم يخب إذ جاء سائله
ليس مبطاناً ولا أحنط كث
والحنوط والحناط - بالكسر -: كل ما يطيب به الميت، قال الليث الحنوط " 20 - أ ": طيب يخلط للميت خاصة، وقال ابن جريج: قلت لعطاء: أي الحناط أحب إليك؟ قال: الكافور، قلت: فأين يجعل منه؟ قال: في مرافقه، قلت وفي بطنه؟ قال: نعم، قلت: وفي مرجع رجليه وما بضه؟ قال: نعم، قلت: وفي رفغيه؟ قال: نعم، قلت: وفي عينه وأنفه وأذينه؟ قال: نعم، قلت: أياساً يجعل الكافور أم يبل بماءٍ؟ قال: لا بل يابساً، قلت: أتكره المسك حناطاً؟ قال: نعم. قال الأزهري: وهذا يدل على أن كل ما يطيب به الميت من ذريرة أو مسك أو عنبر أو كافور وغيره من قصب هندي أو صندل مدقوق فهو كله حنوط.
وحنط الأديم: احمر. وقال ابن فارس: يقال: أحمر حانط كما يقال أسود حالك، قال: وهذا محمول على أن الحنطة يقال لها: الحمراء.
وحنط الرمث وأحنط: ابيض ورقه، قال الطرماح يصف منزلة:
ترى العين فيها من لدن متع الضحى ... إلى الليل بالغضيا وهن هكوع
تقمع في أظلال محنطة الجنى ... صحاح المآقي ما بهن قموع
هكوع: يسكن بعضها إلى بعض، تقمع: تطرد القمعة وهي الذباب، قموع: كهيئة البثر في العين.
وأحنط - على ما لم يسم فاعله -: إذا مات، وأحنطه: من الحنوط، قال روبة:
قد مات قبل الغسل والأحناط ... غيظا والقيناه في الاقماط
أي: أسرناه وأوثقناه، وقال آخر:
وخيل بني شيبان أحنطها الدم
وأنشد ابن الأعرابي " 20 - ب ":
لو أن كابية بن حرقوص بهم ... نزلت قلوصي حين أحنطها الدم
أي: رملها ودماها. وكذلك حنطه تحنيطاً فتحنط هو، وفي قصة ثمود: أنهم لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع وتحنطوا بالصبر.
وفي نوادر الأعراب: فلان مستحنط إلي ومستقدم إلي وناتل إلي ومستنتل إلي: إذا كان مائلاً عليه ميل عداوة.
وقال الفراء في نوادره: استحنط الرجل: إذا اجترأ على الموت وهانت عليه نفسه. وقال ابن فارس: الحاء والنون والطاء ليس بذلك الأصل الذي يقاس منه أو عليه.

حنط

1 حَنَطَ, (K,) aor. ـُ (TK,) inf. n. حُنُوطٌ, It (seed-produce) attained to the time for its being reaped; as also ↓ احنط. (K.) b2: It (a tree of the kind called رِمْث) became mature, and its leaves became white; as also ↓ احنط: (S:) or it became white and mature, (K, TA,) and there came forth upon it a dust-coloured fruit, and what resembled pieces of glue appeared upon its tops; (TA;) as also حَنِطَ, aor. ـَ (K, TA;) and ↓ احنط: (TA:) [the last, though omitted in the K, seems to be the most common:] or its colour became white inclining to yellowness, and its odour sweet: (IAth:) Az relates, on the authority of IAar, that one says, أَوْرَسَ الرِّمْثُ, and ↓ احنط; like خَضَبَ العَرْفَجُ: and one says, of the رِمْث, when it first breaks out for its leaves to come forth, قَدْ أَقْمَلَ; and when it has increased little by little, قَدْ أَدْبَى; and when its greenness has increased, بَقَلَ: and when it has become white and mature, حَنَطَ: (TA:) or ↓ احنط is said of a tree, and of a herb, meaning its fruit became mature; and so حَنَطَ, inf. n. حُنُوطٌ. (AHn.) b3: It (leather) became red. (S, K.) [The inf. n. of the verb in this sense is not mentioned.]

A2: See also 2.2 حنّطهُ, inf. n. تَحْنِيطٌ (S, TA;) in the K, ↓ حَنَطَهُ, aor. ـُ which is a mistake; (TA;) He prepared him (a dead person [i. e. for burial]) [and also it (grave-clothing)] with حَنُوط [q. v.]; (S, K;) as also ↓ احنطهُ. (K.) And [hence,] ↓ أُحْنِطَ [lit. He was prepared for burial with حنوط, is used to signify] he died. (K.) 4 احنط: see 1, in five places.

A2: أَحْنَطَهُ: and أُحْنِطَ: see 2. b2: The former also signifies He, or it, made him, or it, to bleed: made him, or it, to be bloody; or smeared, befouled, or defiled, him, or it, with blood: it (blood) befouled, or defiled, him, or it. (IAar.) 5 تحنّط He (a dead person) was, or became, prepared [for burial] with حَنُوط. (K.) b2: Also, or تحنّط بِالحَنُوطِ, (S,) He (a man) made use of حنوط for himself, in his clothing: (S, * TA:) so in a trad.: meaning, on his going forth to battle; as though desiring thereby to prepare himself for death, and to induce himself to endure the fight with patience. (TA.) 10 استحنط [lit. He desired to be prepared for burial with حَنُوط: and hence meaning] he (a man, Fr) emboldened himself, or became emboldened, to encounter death, holding his life in light estimation. (Fr, K.) حِنْطَةٌ Wheat; and the grain of wheat; syn. بُرٌّ (S, Msb, K) and قَمْحٌ and طَعَامٌ; (Msb;) of the first three of which words, بُرٌّ is the most chaste; (S in art. بر;) the well-known grain called بُرٌّ: (TA:) chewed, and applied as a poultice, it is good for the bite of a dog: (K:) or, correctly, what is chewed thereof disperses humours; but for the bite of a dog, it is coarsely pounded, and put upon the bite; as is said by the author of the “ Minháj: ” and one of its wellknown properties is this; that when it is put upon a piece of heated iron, and powdered, and ringworms (قَوَابِىّ) are smeared with the moisture thereof, it removes them: (TA:) pl. حِنَطٌ. (S, K.) حِنْطِىٌّ An eater of much حِنْطَة [or wheat], in order that he may grow fat. (K.) b2: Accord. to Aboo-Nasr and Aboo-Sa'eed, (TA,) Inflated, or swollen; syn. مُنْتَفِخٌ. (K, TA.) حِنَاطٌ: see what next follows.

حَنُوطٌ (S, IAth, Msb, K) and ↓ حِنَاطٌ (IAth, Msb, K) [Perfume such as is termed] ذَرِيرَةٌ: (S:) or odoriferous substances (IAth, Msb, K) of any kind (K) that are mixed (IAth, Msb, K) for a corpse, (Msb, K,) in particular, (Msb,) or for grave-clothes and for the bodies of the dead, consisting of ذَرِيرَة, or musk, or ambergris, or camphor, or other substance, namely, Indian cane, or sandal-wood, bruised: derived from حَنَطَ said of the رِمْث, signifying that its colour became white inclining to yellowness, and its odour sweet: (IAth:) the term حنوط is applied to anything with which a corpse is perfumed, consisting of musk and ذَرِيرَة and sandal-wood and ambergris and camphor, and other things that are sprinkled upon it for the purpose of perfuming it and drying up its moisture. (Msb.) حِنَاطَةٌ The trade of the حَنَّاط [q. v.]. (S, K.) حَنَّاطٌ A seller of حِنْطَة [or wheat]; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ حَنَّاطِىٌّ; (K;) a rel. n. from the former. (Msb.) [The pl.] حَنَّاطُونَ is explained by the lawyers as signifying Persons who transport wheat (حِنْطَة) from the ship to the houses. (Mgh in art. نقل.) حَنَّاطِىٌّ: see the next preceding paragraph.

حَانِطٌ A possessor of حِنْطَة [or wheat]: (K:) or one who possesses much thereof. (Sgh, K.) [A possessive epithet, like لَابِنٌ and تَامِرٌ.] and قَوْمٌ حَانِطُونَ A people whose seed-produce has attained to the time for its being reaped: [in this sense also] a possessive epithet. (TA.) b2: Also, [act. part. n. of حَنَطَ, or,] accord. to Sh and ISd, an act. part. n. of أَحْنَطَ, as applied to the رِمْث, contr. to analogy, meaning [Mature and] having its leaves become white; as also ↓ مُحْنِطٌ: (TA:) and, applied to a tree, and a herb, having its fruit mature. (AHn.) Also, accord. to Sh, i. q. وَارِسٌ, in the phrase حَانِطُ الغَضَى [app. meaning What is putting forth its leaves, of trees of the kind called غَضًى]: but accord. to Ibn-'Abbád and the K, the fruit of the kind of tree called غَضًى. (TA.) b3: Also Red leather. (S, TA.) And أَحْمَرُ حَانِطٌ Intensely red: (IF, K:) because wheat (الحِنْطَةُ) is called الحَمْرَآءُ. (IF.) مُحْنِطٌ: see حَانِطٌ.
حنط
الحِنْطَةُ، بالكَسْرِ: البُرُّ، الحَبُّ المعروفُ، وَمن خَواصِّه أَنَّ التَّضْميد بالمَمْضُوغِ مِنْهُ ينفَعُ من عَضَّةِ الكَلْب الكَلِبِ. والصَّحيحُ: أَنَّ التَّضْميدَ بالمَمْضوغ مِنْهُ يُفَجِّرُ الأَوْرامَ. وأَمَّا لعَضَّةِ الكَلِبِ فإِنَّه يُدقُّ دَقًّا جَريشاً وُوضعُ عَلَيْهِ، كَمَا صرَّح بِهِ صاحِبُ المِنْهاجِ، وَمن خَواصِّه المشْهورَةِ، إِذا وُضِعَ على قِطْعَةٍ مُحْمَاةٍ وسُحِقَ وطُلِيَ برُطُوبَتِه القَوابِي أَزالَها. ج حِنَطٌ كعِنَبٍ، وبائعُها، أَي الحِنْطَة، وأَمَّا الضَّميرُ فِي قولِه: منهُ. فإِنَّه البُرِّ، حَنَّاطٌ، وحِرْفَتُه الحِنَاطَةُ بالكَسْرِ، ويُقَالُ: حَنَّاطِيٌّ أَيْضاً، بزِيادَةِ ياءٍ وفتْحِ الحاءِ وتَشْديدِ النُّون. والحُسَيْنُ بنُ محمَّد بنِ عَبْدِ اللهِ الحَنَّاطِيٌّ الطَّبَرِيُّ الفَقيهُ الشَّافعيُّ وأَبوه، وولَدُه أَبو نَصْرٍ: فُقَهاءُ، أَمَّا الحُسَينُ بنُ محمَّدٍ فإِنَّه تفَقَّه عَلَى القَاضِي أَبي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَمَات بأَصْبَهانَ سنة. وفَاتَهُ: بَلَدِيُّهُ وسَمِيُّهُ والمُشاركُ فِي اسمِ أَبيه أَبُو عَبْدِ اللهِ الحسينُ بن محمَّدِ بنِ الْحُسَيْن الطَّبَرِيّ الحَنَّاطِيُّ، سمِعَ ابنَ عَدِيٍّ.
والحِنْطِيُّ، بالكَسْرِ: آكِلُها كَثيراً حتَّى يَسْمَنَ، ومِنْهُ قَوْلُ الأَعْلَمِ الهُذَلِيّ:
(والحِنْطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْ ... ثَجُ بالعَظِيمَةِ والرَّغَائِبْ)
والحِنْطِئُ، بالهَمْزِ: هُوَ القَصيرُ، وَقَدْ تَقَدَّم فِي الهَمْزِ. و قَالَ أَبُو نَصْرٍ فِي شرحِ هَذَا البيتِ: الحِنْطِيُّ هُوَ: المُنْتَفِجُ. قُلْتُ: وَقَدْ قرأْتُ فِي الدِّيوان:
(الحِنْطِئُ المِرِّيحُ يُمْ ... ثَجُ بالعَظِيمَةِ والرَّغَائِبْ)
قالَ أَبُو سعيدٍ: الحِنْطِئُ المُنْتَفِجُ، وَلم يعرِفِ الأَصْمَعِيّ البَيْتَ، فتأَمَّلْ والحَانِطُ، صاحِبُها أَو الكَثيرُ الحِنْطَةِ، وعَلى الأَخيرِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ. وَعَن ابنِ عبَّادٍ: الحَانِطُ:) ثَمَرُ الغَضَى. وَقَالَ شَمِرٌ: الحَانِطُ، والوَارِسُ واحدٌ، وأَنْشَدَ:
(تَبَدَّلْنَ بعد الرَّقْصِ فِي حَانِطِ الغَضَى ... أَبَاناً وغُلاَّناً بِهِ يَنْبُتُ السِّدْرُ)
وأَحْمَرُ حَانِطٌ: قانئٌ، كَمَا يُقَالُ: أَسودُ حالِكٌ. نَقَلَهُ ابنُ فارسٍ، قالَ: وَهَذَا مَحْمولٌ عَلَى أَنَّ الحِنْطَةَ يُقَالُ لَهَا: الحَمْراءُ. قُلْتُ: وَقَدْ سَبَقَ فِي ح م ر. ويُقَالُ: إِنَّهُ لَحَانِطُ الصُّرَّةِ، أَي عَظيمُهَا كَثيرُ الدَّراهِمِ، يَعْنُون صُرَّةَ الدَّراهِمِ. وَفِي نوادِرِ الأَعْرابِ: فلانٌ حَانِطٌ إلَيَّ، ومُسْتَحْنِطٌ إلَيَّ، ومُسْتَقْدِمٌ إلَيَّ، ونابِلٌ إلَيَّ، ومُسْتَنْبِلٌ إلَيَّ، أَي مائِلٌ عَلَيَّ مَيْلَ عَدَاوَةٍ وشَحْناءَ. ويُقَالُ: حَنَطَ يَحْنِطُ، إِذا زَفَرَ، مِثْل نَحَطَ، قالَ الزَّفَيَانُ يَصِفُ صائِداً: أَنْحَى عَلَى المِسْحَلِ حَشْراً مَالِطَا فأَنْفَذَ الضِّبْنَ وجَالَ مَاخِطَا وانْجَدَلَ المِسْحَلُ يَكْبُو حَانِطَا أَرادَ: نَاحِطاً، فقَلَبَ. ود الأَديمُ: احْمَرَّ فَهُوَ حَانِطٌ. وحَنَطَ الزَّرْعَ حُنُوطاً: حانَ حَصادُه، كأَحْنَطَ، وكَذلِكَ أَجَزَّ، وأَشْرَى. وحَنَطَ الرِّمْثُ: ابْيَضَّ وأَدْرَكَ وخَرَجَتْ فِيهِ ثَمَرَةٌ غَبْراءُ، فبَدَا عَلَى قُلَلِه أَمثالُ قِطَع الغِرَاءِ، كحَنِطَ كفَرِحَ، وأَحْنَطَ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَحْنَطَ الشَجَرُ والعُشْبُ، وحَنَطَ حُنُوطاً: أَدْرَكَ ثَمَرُه. وروَى الأّزْهَرِيّ عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: أَوْرَسَ الرِّمْثُ وأَحْنَطَ، قالَ: ومثلُه: خَضَب العَرْفَجُ، ويُقَالُ للرِّمْثِ أَوَّلَ مَا يَتَفَطَّرُ ليَخْرُجَ وَرَقُه: قَدْ أَقْمَلَ، فَإِذا ازْدادَ قَلِيلا قِيل: قَدْ أَدْبَى، فَإِذا ظَهَرَتْ خُضْرَتُه قِيل: بَقَلَ، فَإِذا ابْيَضَّ وأَدْرَكَ قِيل: حَنَطَ. وَقَالَ شمِرٌ: يُقَالُ: أَحْنَطَ، فَهُوَ حَانِطٌ ومُحْنِطٌ. وإنَّه لحَسَنُ الحَانِطِ. قالَ ابنُ سِيدَه: قالَ بعضُهم: أَحْنَطَ الرِّمْثُ فَهُوَ حَانِطٌ، عَلَى غيرِ قِياسٍ، فظَهَرَ بذلك القُصُورُ فِي عِبَارَة المُصَنِّفِ. والحَنُوطُ والحنَاطُ كصَبُور وكِتابٍ: كلُّ طَيِّبٍ يُخْلَطُ للمَيِّتِ خاصَّةً، قالَهُ اللَّيْثُ، وَقَالَ ابنُ الأَثير: لأُكْفانِ الموتَى وأَجْسامِهِم من ذَرِيرَةٍ أَو مسْكٍ أَو عَنْبَرٍ أَو كافورٍ وغيرِه من قَصَبِ هِنْدِيٍّ أَو صَنْدَلٍ مَدْقُوقٍ، مُشْتَقٌّ من حَنْطِ الرِّمْثِ، إِذا أَحْنَطَ كانَ لونُه أَبيضَ يضرِبُ إِلَى الصُّفْرَةِ، وَله رائحةٌ طيِّبَةٌ. وشاهِدُ الحِناطِ مَا رُوِيَ عَن ابنِ جُرَيْجٍ قالَ: قُلْتُ لعَطاءٍ: أَيُّ الحِناطِ أَحَبُّ إليْكَ قالَ: الكَافُورُ. الحَديث، وَقَدْ حَنَطَهُ يَحْنِطُهُ، هَكَذا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ: حنَّطَهُ، بالتَّشْديدِ، وأَحْنَطَهُ، قالَ رُؤْبَةُ: قَدْ ماتَ قَبْلَ الغَسْلِ والإِحْناطِ غَيْظاً وأَلْقَيْناهُ فِي الأَقْماطِ)
فتَحَنَّطَ هُوَ. وَفِي الصّحاح: والحَنُوطُ: ذَرِيرَةٌ، وَقَدْ تَحَنَّطَ بِهِ الرَّجُلُ، وحَنَّطَ المَيِّتَ تَحْنيطاً.
انْتَهَى. وَفِي قِصَّةِ ثَمُود: لمَّا اسْتَيْقَنوا بالعَذابِ تَكَفَّنوا بالأَنْطاعِ وتَحَنَّطوا بالصَّبْرِ لئلاّ يَجِيفُوا.
وَفِي حديثِ ثابتِ بنِ قَيْسٍ: وَقَدْ حَسَرَ عَن فَخِذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ أَي يستعملُ الحَنُوطَ فِي ثِيابِه عِنْد خُروجِه للقِتالِ، كَأَنَّهُ أَرادَ بِهِ الاسْتِعْدادَ للمَوْتِ، وتَوْطينَ النَّفْسِ بالصَّبْرِ عَلَى القتالِ.
والحُنَطِئَةُ: العَريضَةُ الضَّخْمَةُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الهمزِ. والأَحْنَط: العَظيمُ اللِّحْيَةِ الكَثُّهَا، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وأَنْشَدَ:
(لمْ يَخِبْ إذْ جاءَ سَائِلُه ... لَيْسَ مِبْطاناً وَلَا أَحْنَطَ كَثْ)
وأُحْنِطَ الرَّجُلُ، بالضَّمِّ، إِذا ماتَ. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي نوادِرِهِ: اسْتَحْنَطَ الرَّجُلُ، إِذا اجْتَرَأَ عَلَى الموْتِ، وهانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُه. والحَنْطُ، بالفَتْحِ: النَّبْلُ الَّذي يُرمَى بِهِ، يَمانِيَةٌ. وَقَالَ ابنُ فارسٍ: الحاءُ والنُّونُ والطَّاءُ لَيْسَ بذلك الأَصْلِ الَّذي يُقاسُ عَلَيْهِ أَو مِنْهُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الحَانِطُ: المُدْرِكُ من الشَّجَر والعُشْب، وأَنْشَدَ الدِّينَوَرِيُّ: والدِّنْدِنُ البَالِي وخَمْطٌ حَانِطُ وأَحْنَطَ الرِّمْثُ: ابْيَضَّ وَرَقُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وغيرُه، فَهُوَ مُحْنِطٌ وحَانِطٌ، الأَخيرُ عَلَى غيرِ قِياسٍ، وَقَدْ تَقَدَّم قَريباً. والإِحْناطُ: التَّرْميلُ والإِدْماءُ، أَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيّ:
(لَوَ انَّ كَابِيَةَ بنَ حُرْقُوصٍ بهِمْ ... نَزَلَتْ قَلُوصِي حينَ أَحْنَطَها الدَّمُ)
أَي رَمَّلَها ودَمّاها. وَقَالَ آخر: وخَيْل بَني شَيْبانَ أَحْنَطَها الدَّمُ وتَحَنَّطَ أَيْضاً، من الحِنْطَةِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. وقَوْمٌ حانِطونَ: حانَ حَصادُ زَرْعِهِم، وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ. والحَنَّاطُ: لَقَبُ جَماعَةٍ من المُحَدِّثينَ، مِنْهُم: فِطْرُ بنُ خَليفَة، والحَسَنُ بن سَهْلٍ شَيْخُ مُطَيَّن، وأَحمدُ بنُ محمَّدٍ الكوفيُّ شيخُ ابنِ مَرْدَوَيْه، وخَلَف بن عُمَرَ الهَمَذانيّ عَن جَعْفَر الخَلَدِيِّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسابوريُّ الحَنَّاطُ، عَن مُحَمَّدِ بنِ أَشْرَسَ.
والدُه سَمِعَ ابنَ راهَوَيْهِ، وأَبو عُثْمانَ سَعيدُ بن مُحَمَّدٍ الحَنّاطُ: شيخٌ للدَّارِ قُطْنِيِّ، وَأَبُو ثُمامَةَ الحَنَّاط: تابعيٌّ، عَن كَعْبِ بنِ عُجْرَة، ومُسْلِمٌ الحَنَّاطُ: تابعيٌّ أَيْضاً، عَن ابنِ عُمَرَ، وأَحمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحَنوطيُّ المِصريُّ: مُحَدِّثٌ.

عرش

عرش: {عروشها}: سقوفها. {العرش}: سرير الملك. {يعرشون}: يبنون. {معروشات}: مجعول تحتها قصب وشبهه ليمتد.
(عرش)
فلَان عرشا بنى عَرِيشًا وبالمكان عروشا أَقَامَ وَالْعرش عمله وَالْكَرم عرشا وعروشا رفع أغصانه على الْخشب

(عرش) فلَان بنى عَرِيشًا والطائر ارْتَفع وظلل بجناحيه على من تَحْتَهُ وَالْأَمر عَنهُ أَبْطَأَ وَالْكَرم رفع أغصانه على الْخشب وَالْبَيْت سقفه
(عرش) - قَولُه تَبارك وتَعال: {مَعْرُوشَاتٍ}
يقال: عرشْتُ الكَرْمَ وعَرَّشْته: أي جَعلْت تحته قَصَبًا أو نحوه ليمتَدَّ عليه، فهِو مَعرُوشٌ ومُعرَّشٌ ومُعْرشٌ، ولمَا يُعرَّش به عَرْشٌ وعَرِيشٌ. وعَرَّشَ الطَّيرُ: ارِتْفَع ورَفْرفَ.
- ومنه الحديث: "فجَاءَت حُمَّرة، فَجعَلت تُعَرِّش أو تُفَرِّش"
والتَّعْرِيش: أن تَرْتَفع وتُظلِّل بجناحيها على من تحتها، ومنه أُخِذ العَرْش.
(ع ر ش) : (الْعَرْشُ) السَّقْفُ فِي قَوْلِهِ وَكَانَ عَرْشُ الْمَسْجِدِ مِنْ جَرِيدٍ النَّخْلِ أَيْ مِنْ أَفْنَانِهِ وَعِيدَانِهِ (وَفِي قَوْلِهِ) لَا بَلْ عَرْشٌ كَعَرْشِ مُوسَى الْمِظَلَّةُ تُسَوَّى مِنْ الْجَرِيدِ وَيُطْرَحُ فَوْقَهُ الثُّمَامُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ إذَا نَظَرَ إلَى عُرُوشِ مَكَّةَ يَعْنِي بُيُوتَ أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْهُمْ وَعَرِيشُ الْكَرْمِ مَا يُهَيَّأ لِيَرْتَفِع عَلَيْهِ وَالْجَمْعُ عَرَائِشُ.
بَاب الْعَرْش

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ الْعَرْش طي الْبِئْر بالخشب وَالْعرش بِنَاء فَوق الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ الساقي

أخبرنَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْعَرْش الْملك وَالْعرب تَقول ثل عرش فلَان أَي ذهب عزه وَالْعرش سَرِير الْملك وَالْعرش ظهر الْقدَم والفرش صغَار الْإِبِل وكبارها أَيْضا والفرش اتساع فِي رجل الْبَعِير وَإِن كثر فَهُوَ الْعقل فالفرش مدح وَالْعقل ذمّ وَالْفرس ضرب مكن الشّجر تألفه الْإِبِل والفرش الْكَذِب يُقَال فلَان يفرش أَي يكذب والفرش تَغْطِيَة الْبَيْت برخام أَو بريحان أَو مَا كَانَ تَقول الْعَرَب افرش الْبَيْت أَي غطه واستر أرضه وَالله أعلم

عرش وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث سعد [رَحمَه الله] حِين قيل لَهُ: إِن فلَانا ينْهَى عَن الْمُتْعَة فَقَالَ: [قد -] تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفُلَان كَافِر بالعُرُش. قَوْله: الْعَرْش [يَعْنِي -] بيُوت مَكَّة سميت الْعَرْش لِأَنَّهَا عيدَان تنصب ويظلل عَلَيْهَا و [قد -] يُقَال لَهَا [أَيْضا -] عُروش وَمِنْه حَدِيث ابْن عُمَر: أَنه كَانَ يَقطع التَّلْبِيَة فِي الْعمرَة إِذا نظر [إِلَى -] عروش مَكَّة. فَمن قَالَ: عُرش فواحدها عَريش وَجمعه عُرُش مثل قليب وقُلُب وسَبيل وسُبُل وطَريق وطُرُق وَمن قَالَ: عُروش فواحدها عَرش وَجمعه عُروش مثل فَلْس وفُلُوس وسَرْج وسُرُوج.
ع ر ش : الْعَرْشُ السَّرِيرُ وَعَرْشُ الْبَيْتِ سَقْفُهُ وَالْعَرْشُ أَيْضًا شِبْهُ بَيْتٍ مِنْ جَرِيدٍ يُجْعَلُ فَوْقَهُ الثُّمَامُ وَالْجَمْعُ عُرُوشٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْعَرِيشُ مِثْلُهُ وَجَمْعُهُ عُرُشٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَعَلَى الثَّانِي تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفُلَانٌ كَافِرٌ بِالْعُرُشِ لِأَنَّ بُيُوتَ مَكَّةَ كَانَتْ عِيدَانًا تُنْصَبُ وَيُظَلَّلُ عَلَيْهَا وَعَلَى الْأَوَّلِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ إذَا رَأَى عُرُوشَ مَكَّةَ يَعْنِي الْبُيُوتَ وَعَرِيشُ الْكَرْمِ مَا يُعْمَلُ مُرْتَفِعًا يَمْتَدُّ عَلَيْهِ الْكَرْمُ وَالْجَمْعُ عَرَائِشُ وَعَرَّشْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ عَمِلْتُ لَهُ عَرِيشًا وَالْعَرِيشَةُ بِالْهَاءِ الْهَوْدَجُ وَالْجَمْعُ عَرَائِشُ أَيْضًا. 
ع ر ش: (الْعَرْشُ) سَرِيرُ الْمَلِكِ. وَ (عَرْشُ) الْبَيْتِ سَقْفُهُ. وَقَوْلُهُمْ: ثُلَّ عَرْشُهُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَيْ وَهَى أَمْرُهُ وَذَهَبَ عِزُّهُ. وَ (عَرَشَ) بَنَى بِنَاءً مِنْ خَشَبٍ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَكُرُومٌ (مَعْرُشَاتٌ) . وَ (الْعَرِيشُ) عَرِيشُ الْكَرْمِ. وَهُوَ أَيْضًا خَيْمَةٌ مِنْ خَشَبٍ وَثُمَامٍ وَالْجَمْعُ (عُرُشٌ) بِضَمَّتَيْنِ كَقَلِيبٍ وَقُلُبٍ. وَمِنْهُ قِيلَ لِبُيُوتِ مَكَّةَ الْعُرُشُ لِأَنَّهَا عِيدَانٌ تُنْصَبُ وَيُظَلَّلُ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُلَانٌ كَافِرٌ بِالْعُرُشِ» وَمَنْ قَالَ (عُرُوشٌ) فَوَاحِدُهَا (عَرْشٌ) مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ إِذَا نَظَرَ إِلَى عُرُوشِ مَكَّةَ» وَ (عَرَّشَ) الْكَرْمَ بِالْعُرُوشِ (تَعْرِيشًا) . وَ (اعْتَرَشَ) الْعِنَبُ إِذَا عَلَا عَلَى الْعِرَاشِ. 
عرش
العَرْش: سَريرُ الَملِكِ؛ والجميعً عِرَشَةٌ وأعْراشٌ. وما يُسْتَظَل به، والعَرِيْشُ كذلك، وجَمْعُه عُرُوْش. وقوامُ أمْرِ الرجُل، وإِذا زالَ قيلَ: ثلَّ عَرْشُه. وطَيُّ البِئْرِ بالخَشَب بعدَ ما يُطْوى موضِعُ الماء بالحجارة؛ تقول: عَرَشُوْها.
وعَرْشُ السمَاكِ: كواكبُ أربعةٌ في الجُنوب على صُورةِ النَعْش؛ وهي عَجُزُ الأسَد، ويُنْسَبُ إليه النَّوْءُ فيُقال: لَيْلَةٌ عَرْشِيةٌ.
والعَرِيْشُ والعَرْشُ: ما تُعَرَّشُ به الكُرومُ، ويُجْمَعُ العَرْشُ علىِ العُرُوْش والعِرَاش والعُرُش. وقد اعْتَرشَ الكَرْمُ: عَلا عليها. وأعْرَشْتُ العَرْش وعَرَشْتُه جميعاً. والعَرِيْشُ: شِبْهُ هَوْدَج يُتَخَذ للمرأة تقعدُ فيه على بعيرِها. وإذا حَمَلَ الحِمارُ على العَانَةِ رافِعاً رأسَه شاحِياً فاهُ قيل: عًرش بِعانَتِه. والعُرْشُ في القَدَم: ما بَيْنَ العَيْر والأصابع من ظَهْر القَدَم، والجَميعُ: العِرَشَةُ والأعْراش. وللعُنُقِ عُرْشَانِ: وهما لَحْمَتانِ مُسْتَطيلتانِ عَدَاءَ العُنُق وفيهما الأخْدعانِ.
وقيل: العُرْشان: عَظْمانِ في الَّلهَاةِ يُقِيْمانِ اللسانَ.
والعَرْشُ: مَكةُ. وهو - أيضاً -: البَيْتُ، قال اللهُ عز وتعالى: " وهيَ خَاوِيَة على عُرُوشها ".
وتَعَروَش بي: تَعَلق. وتَعَرْوَش بالشجَرَة: استَظَل. وعَرْوَشْتُ ظِلاً: اتخَذْته. ويُقال للجَمَل: انه لمعرُوْشُ الظهْر: أي شَديده. وعَرِشِ الكلْبُ: خَرِقَ فلمْ يَمْنُ للصيْد. وعرش عنيَ الأمْرُ: أبْطَأ.
وتَعَرشْنا ببلادِنا: ثَبَتْنا. وعُرِشَ الوَقُوْدُ وعُرشَ: أوْقِدَ وأدِيْمَ.
ع ر ش

اين ما غرسوه وما عرشوه؟ " ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " وقريء: يغرسون. واستوى على عرشه إذا ملك، وثلّ عرشه إذا هلك. قال زهير:

تداركتما عبساً وقد ثلّ عرشها ... وذبيان إذ زلّت بأقدامها النعل

ويقال: من العرش إلى الفرش. وعريش موسى لا صرح هامان وهو شبه الخيمة من خشب وثمام. وتعرشنا ببلادنا: نحو تخيمنا. والعرائش والعرش والعروش واحد، والعروش أيضاً: السقوف. " فهي خاوية على عروشها ". قالت الخنساء:

كان أبو غسان عرشاً خوى ... مما بناه الدهر دان ظليل

وبدت لنا عروش مكّة أي بيوتها. وقال القطامي:

وما لمثابات العروش بقية ... إذا استل من تحت العروش الدعائم

ومكتنسات في العرائش أي في الهوادج. وعرش دونه عرش السماك هو عجز الأسد أربعة أنجم من العوّاء. وأنشد النضر:

كأنما السر مني حين أضمنه ... في رأس صماء مأوى طيرها زلل

حقباء يدفع عرش النجم منكبها ... لا يستطيع ذراها الأعصم الوقل

وقال ابن أحمر يصف ثوراً:

باتت عليه ليلة عرشية ... شريت وبات على نقاً يتهدّد

شريت: لجّت في الإمطار، يتهدّد: ينهدّ وينهار. واعترشت القضبان على العريش إذا علت واسترسلت وهو مطاوع عرش كرفع وارتفع. وبعير معروش الحصيرين أي مطويهما كما تعرش البئر، وعرشها: طيّها. وأراد أن يقرّ بحقّي حتى نفث فلان في عرشيه فأفسده وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق يعني حتى سارّه فأغراه بي لأن المسارّ يدني فاه من عرشيه أو سمّي الأذنين عرشين للمداناة.
عرش
العَرْشُ في الأصل: شيء مسقّف، وجمعه عُرُوشٌ. قال تعالى: وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها
[البقرة/ 259] ، ومنه قيل: عَرَشْتُ الكرمَ وعَرَّشْتُهُ: إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المُعَرَّشُ. قال تعالى: مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ
[الأنعام/ 141] ، وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
[النحل/ 68] ، وَما كانُوا يَعْرِشُونَ [الأعراف/ 137] . قال أبو عبيدة : يبنون، واعْتَرَشَ العنبَ: رَكَّبَ عَرْشَهُ، والعَرْشُ: شبهُ هودجٍ للمرأة شبيها في الهيئة بِعَرْشِ الكرمِ، وعَرَّشْتُ البئرَ: جعلت له عَرِيشاً. وسمّي مجلس السّلطان عَرْشاً اعتبارا بعلوّه. قال: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ
[يوسف/ 100] ، أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها
[النمل/ 38] ، نَكِّرُوا لَها عَرْشَها
[النمل/ 41] ، أَهكَذا عَرْشُكِ
[النمل/ 42] ، وكنّي به عن العزّ والسّلطان والمملكة، قيل: فلان ثُلَّ عَرْشُهُ. وروي أنّ عمر رضي الله عنه رؤي في المنام فقيل: ما فعل بك ربّك؟ فقال: لولا أن تداركني برحمته لَثُلَّ عَرْشِي . وعَرْشُ اللهِ: ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلّا بالاسم، وليس كما تذهب إليه أوهام العامّة، فإنه لو كان كذلك لكان حاملا له، تعالى عن ذلك، لا محمولا، والله تعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ [فاطر/ 41] ، وقال قوم: هو الفلك الأعلى والكرسيّ فلك الكواكب، واستدلّ بما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في جنب الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة والكرسيّ عند العَرْشِ كذلك» وقوله تعالى: وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ [هود/ 7] ، تنبيه أنّ العَرْشَ لم يزل منذ أوجد مستعليا على الماء، وقوله: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج/ 15] ، رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ [غافر/ 15] ، وما يجري مجراه قيل:
هو إشارة إلى مملكته وسلطانه لا إلى مقرّ له يتعالى عن ذلك.
[عرش] العَرْشُ: سريرُ الملك. وعَرْشُ البيت: سقفه. وقولهم ثل عرشه، أي وهى أمره وذهب عِزُّهُ. قال زهير: تَداركْتُما عَبْساً وقد ثُلَّ عَرْشُها * وذُبْيانَ إذ زَلَّتْ بأقدامِها النَعْلُ * والعَرْشُ والعَريشُ: ما يستظل به. وعَرْشُ القدم: ما نتأ في ظهرها وفيه الاصابع. وعَرْشُ السِماك: أربعةُ كواكبَ صغارٍ أسفلَ من العَوَّاءِ، يقال إنَّها عَجُزُ الأسد. قال ابن أحمر : باتَتْ عليه لَيْلَةٌ عَرْشِيَّةٌ * شَرِبَتْ وباتَ على نَقاً مُتَهَدِّمِ * وعَرْشُ البئر: طَيّها بالخشب بعد أن يُطوى. أسفلُها بالحجارة قَدْرَ قامة. فذلك الخشبُ هو العَرْشُ ; والجمع عروش. قال الشاعر : وما لمثابات العروش بقيَّةٌ * إذا اسْتُلَّ من تحت العروش الدعائم * والمثابة: أعلى البئر بحيث يقوم الساقى. قال الشماخ: ولما رأيت الأمر عَرْشَ هَوِيَّةٍ * تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشمرا * الهوية: موضع يهوى من عليه، أي يسقُط. وعَرَشَ يَعْرُشُ ويَعْرِشُ عَرْشاً، أي بنى بناءً من خشب. وبئرٌ معروشةٌ وكُرومٌ مَعْروشاتٌ. والعَريشُ: عَريشُ الكَرْمِ. والعَريشُ: شِبه الهودج وليس به، يتَّخذ ذلك للمرأة تقعد فيه على بعيرها. قال رؤبه: إما ترى دهرا حناني حفضا * أطر الصناعين العريش القعضا * والعريش: خيمة من خشبٍ وثُمامٍ، والجمع عُرُشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ. ومنه قيل لبيوت مكّة العُرُشُ، لأنَّها عيدانٌ تُنصب ويظلل عليها. وفى الحديث: " تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفلان كافر بالعرش ". ومن قال عروش فواحدها عرش، مثل فلس وفلوس. ومنه الحديث أن ابن عمر رضى الله عنه " كان يقطع التلبية إذا نظر إلى عروش مكة ". وعرشت الكرم بالعروش تَعْريشاً. ويقال أيضاً: عَرَّشَ الحمار بعانَته تَعْريشاً، إذا حمل عليها ورفع رأسه وشحا فاه. والعرش بالضم: أحد عُرْشَي العُنُق، وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق. وأنشد الأصمعي : وعَبْدُ يَغوثُ تَحْجُلُ الطَيْرُ حَوْلَهُ * قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحسام المذكر * ويروى: " قد اهتذ ". واعترش العنب، إذا علا على العراش .
عرش: عرش. البساتين المعروشة (ابن صاحب الصلاة ص67 ق) هي بساتين ممراتها ذات عرائش.
(تاريخ البربر 1: 413).
عرَّش (بالتشديد): حبك، أشبك. يقال مثلاً: عرَّش القصب والبوص أي اشتبك.
(ألكالا) وفيه مُعَرَّش.
عرَّش: أقام عريشاً للكرم (بوشر).
تعَرَّش: صار عريشة، صار نبتة مُعَّرشة. (فوك، ابن العوام 1: 312) والصواب فيه ويتعرش كما جاء في مخطوطتنا.
عَرْش: حين نقارن ما جاء في معجم لين بما جاء في زيشر (22: 153) لا نتردد بقراءة الكلمة: عرش بدلاً من حرش في عبارة بركهارت (سوريا ص380) وهي: وقد لاحظت أن فوق سطوح كل بيوت مدينة فايق مقصورة صغيرة تسمى حرش، وهي مصنوعة من أغصان الشجر ومسقفة بالحُصرُ. والى هذا المكان البارد تلجأ الأسرة أثناء حر الظهيرة.
عَرْش: دالية كرم تتسلق جدارا أو شجرة.
ففي ابن العوام (1: 502): والعروش أيضاً المحدثة تدبر بهذا التدبير حتى يصير لسوقها ارتفاع قدر أربعة أذرع وذلك أن العرش ما دام ليناً فيه قبول تشكيل. (وهذا صواب قراءة العبارة وفقاً لمخطوطتنا).
(ملّر ص16، 26).
عَرْش، وجمعها عروش: جُذَيُر، نتش، جذر صغير. عرق صغير. (بوشر).
عَرْش: عصب. (بوشر).
عَرْش: عند البربر: قبيلة، وجمعها أعْراش وعُرُوش (بوشر بربرية، هلو، معجم البربرية، دوماس قبيل ص47) وفي تاريخ فونس (ص136): وجميع المزارقية من العروش.
عَرْش: في مقاطعة قسطنطينية أرض ليس للقبيلة فيها إلا حق الانتفاع والاستغلال.
(دارست ص83).
أرض عرش: أرض هي ملك عام مشترك للقبيلة لا يجوز بيعها، وهي مرادف: سابقة. (بوسييه).
عريش: عرزال، كوخ من أغصان الشجر، (معجم الأسبانية ص58، بوشر).
عَرِيش: حَرَّيج، غابة صغيرة، غيضة، دغل (بوشر).
عَرِيش: دالية كرم تتسلق جداراً أو شجرة.
(معجم الأسبانية ص58 محيط المحيط: وفيه: والعامة تجمعه على عُرْشان).
عَرِيش: كرم مُعَرَّش، كرم يستند على خشب هُيّئ له. (معجم الأسبانية ص50).
عَرِيش: اسم نبات (براكس مجلة الشرق والجزائر 7: 264).
عَرِيشَة = عريش: قبّة مشبكة يتسلق عليها الكرم والياسمين وما أشبه ذلك (بوشر).
عَرِيشة من شجر: غيضة، أيكة، أجمة (بوشر) وفي ميهرن (ص31) عَرِيشة فقط.
عَريِشة= عرش في عبارة بركهارت التي نقلتها فيما تقدم (زيشر 22: 153).
عَريشة: كرم متسلِقّ. (ألكالا، محيط المحيط، أبو الوليد ص779).
مُعَرَّش، وجمعها مُعَرَّشات: عريش، والكرم الذي يتسلق على أخشاب مشبكة. (معجم الأسبانية ص58).
مُعَرَّش: سياج حقل، سياج من أغصان شائكة، سياج من أغصان الشجر (ألكالا).
مُعَرَّش: حجرة، غرفة، مخدع. (ابن بطوطة 2: 109) الكرم المعرش: الكرم المتسلق على عريش. (معجم الأسبانية ص52) ويقال: معرش فقط أيضاً (فوك).
العنب المعرش: العنب الذي ينمو على العريش.
(معجم الأسبانية ص59).
[عرش] نه: فيه: اهتز "العرش" لموت سعد، أي جنازته، أي فرح لحمل سعد عليه إلى مدفنه، وقيل: عرش الله تعالى، لما روى: عرش الرحمن،الكروم، وهي خشبات تجعل تحت أغصانه ليرتفع عليها. وفيه: إن إبليس يضع "عرشه" على الماء، هذا يحتمل بأن يضع عليه عرشه تمردًا وطغيانًا، ويحتمل الكناية الإيمانية. ن: إن "عرش" إبليس على البحر أي مركزه البحر. ك: أين "عرشكط، هو ما يستظل به عند الجلوس تحته، وقيل: البناء، قوله: الثانية، أي المرة الثانية. ج: ومنه ح: وإنما هو "عريش". وح: فاطلق إلى "العريش". غ: "يعرشون" يبنون على عروشها: سقوفها. قا: "معروشات" أي مسموكات و"غير "معروشات" متروكات على وجه الأرض. نه: فجاءت حمرة "تعرش"، التعريش أن ترتفع وتظلل بجناحيها على من تحتها. ج: من عرش الطائر إذا رفرف بأن يرخى جناحيه ويدنو من الأرض ليسقط ولا يسقط، وروى: تفرش، أي تبسط. نه: وقال أبو جهل: سيفك كهام فخذ سيفي فاحتز به رأسي من "عرشي"، هو عرق في أصل العنق؛ الجوهري: عرشًا العنق لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق.
عرش
عرَشَ يَعرِش، عَرْشًا، فهو عارش، والمفعول معروش

(للمتعدِّي)
• عرَش الرَّجُلُ: هيَّأ، بنى بناء من خشب يستظلّ به " {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} ".
• عرَش الكَرْمَ: رفع أغصانَه على خشب " {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} " ° بئر معروشة: إذا طُويت بخشب. 

عرَّشَ يُعرِّش، تعريشًا، فهو مُعرِّش، والمفعول مُعرَّش (للمتعدِّي)
• عرَّش الرَّجلُ: عرَش؛ بنى بناء من خشب يستظلّ به.
• عرَّشَ البيتَ: سقَّفه، جعل له سقفًا "عرَّش الطَّائرُ عُشَّه- بيتٌ مُعرَّشٌ- {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يُعَرِّشُونَ} [ق] ".
• عرَّش الكَرْمَ: عرَشه؛ رفع أغصانَه على خشب. 

تَعْريشَة [مفرد]: ج تعريشات وتعاريشُ: مكان مُظلَّل بأغصان متشابكة يُوجد في حديقة أو متنزَّه، مَمَرّ من أعمدة تدعم سقفًا من الأجزاء المتشابكة تنمو عليه النَّباتات المتسلِّقة لِتَعْترش. 

عَرْش [مفرد]: ج أعراش (لغير المصدر) وعُروش (لغير المصدر):
1 - مصدر عرَشَ.
2 - سرير المُلْكِ، قوام المُلْكِ "جلس على العَرْش- {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} " ° استوى على عَرْشه/ تربَّع على العَرْش: ملَك مقاليدَ الحكم، تولَّى المُلْكَ- اعتزل العَرْشَ: تخلّى عنه- اعتلى العَرْشَ: أصبح مَلِكًا- ثُلَّ عَرْشُه: ذهب عزُّه ووهى أمرُه.
3 - سقف "عَرْش البيت- {وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}: متداعية متهدِّمة خالية من سكانها" ° بدت لنا عروش مكّة: بيوتها- مدينة خاوية على عروشها: سقطت سقوفُها ثم تساقطت الجدرانُ فوقها، خربة خالية من النَّاس.
4 - مِظلَّة "جعل في طرف حديقته عَرْشًا يجلسون تحته".
• عَرْش الطَّائِر: عُشُّه. 

عريش [مفرد]: ج عُرُش:
1 - ما يُستَظلُّ به، بناءٌ مؤلَّف من عوارضَ حديديَّةٍ أو خشبيَّةٍ محمولةٍ على عواميد "جلس تحت عريش الحديقة- عريش العنب".
2 - سقف "عريش البيت".
3 - قطعة خشبيَّة طويلة ممتدّة في مقدّم العربة وعلى جانبيها يكون الحصانان "عريش العَرَبة: مِجَرُّها".
4 - حظيرة تُسوَّى للماشية تكفُّ عنها البردَ "ما زالت العرائشُ توجد في بيوت الرِّيف". 
(ع ر ش)

العَرْش: سَرِير الْملك. وَفِي التَّنْزِيل: (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) . وَقد يستعار لغيره. وعَرْش الْبَارِي تَعَالَى مِنْهُ. وَلَا يُحَدَّد. وَالْجمع أعراش، وعِرَشَة. والعَرْش: الْبَيْت، وَجمعه عُرُوش. وعرش الْبَيْت: سقفه، وَالْجمع كالجمع. وَقَوله تَعَالَى: (فكأيِّن مِن قرْيَةٍ أهْلَكْناها وهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ على عُرُوشِها) . قَالَ الزّجاج: الْمَعْنى: إِنَّهَا خَلَت وخَرِبَتْ، فَصَارَت على سقوفها، كَمَا قَالَ: (فجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) . وَالْعرش أَيْضا: الْخَيْمَة. وَالْجمع: أعراش وعُرُوش.

وعَرَش العرْشَ يعرِشُه، ويعرُشُه عرشا: عمله.

وعَرْش الرجل: قوام أمره. وثُلَّ عَرْشُه: هدم مَا هُوَ عَلَيْهِ من قوام أمره. والعَرْش: الْبَيْت والمنزل. وَالْجمع: عُرُش، عَن كرَاع.

والعَرْش: كواكب قُدَّام السِّماك الأعزل، قَالَ:

باتَتْ عَلَيْهِ لَيلةٌ عَرْشِيَّةٌ ... شَرِبَتْ وباتَ إِلَى نَقاً مُتَهَدّلِ والعَرْش والعَرِيش: مَا يستظل بِهِ. قَالَت الخنساء:

كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى ... مِمَّا بناهُ الدَّهْرُ دانٍ ظَلِيلْ

أَي كَانَ يُظلُّنا. وَجمعه: عُروش، وعُرُش. وَعِنْدِي أَن عُروشا جمع عَرْش، وعُرُشا جمع عَرِيش، وَلَيْسَ جمع عَرْش، لِأَن بَاب رهن وَرهن، وسحل وسحل لَا يَتَّسِع. والعريش: الأَصْل تكون فِيهِ أَربع نخلات أَو خمس. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، عَن أبي عَمْرو.

وعَرَشْتُ الرَّكية أعْرِشُها وأعْرُشها عَرْشا: طويتها من أَسْفَلهَا قدر قامة بِالْحِجَارَةِ، ثمَّ طويت سائرها بالخشب، فَأَما الطَّيُّ فبالحجر خَاصَّة.

والعَرْش: مَا عَرَشَها بِهِ من الْخشب، وَجمعه: عُرُوش.

والعَرْش: الَّذِي يكون على فَم الْبِئْر، يقوم عَلَيْهِ الساقي، وَالْجمع كالجمع. قَالَ الْقطَامِي:

وَمَا لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذا اسْتُلّ من تحتِ العُرُوش الدعائمُ

وعَرْش الكَرْم: مَا دعم بِهِ من الْخشب. وَالْجمع كالجمع.

وعَرَش الكَرْم يَعْرِشه ويَعْرُشُه عَرْشا وعُروشا، وعَرَّشَه: عمل لَهُ عَرْشا.

وَقَوله تَعَالَى: (جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتِ) ، المَعْرُوشات: الكُرُوم.

والعَرِيشُ: مَا عَرَشْتَهُ. وَالْجمع عُرُش. والعَريش: شبه الهودج، تقعد فِيهِ الْمَرْأَة على بعير.

والعُروش والعُرُش: بيُوت مكَّة. وَاحِدهَا: عَرْش وعَرِيش، وَهُوَ مِنْهُ، لِأَنَّهَا كَانَت عيدانا تُنصَبُ ويُظَلَّل عَلَيْهَا، عَن أبي عبيد. والعَريش والعَرْش: مَكَّة نَفسهَا، لذَلِك.

وناقة عُرْش: ضخمة، كَأَنَّهَا معروشة الزَّور. وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب:

عُرْشٌ تُشير بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ ... مِن خَصْبة بقِيَتْ فِيهَا شَماليلُ

وعَرْشُ الْقدَم وعُرْشُها: مَا بَين عيرها وأصابعها من ظَاهرهَا. وَالْجمع أعراش وعِرشَة وعُرْشا الْعُنُق: لحمتان مستطيلتان، بَينهمَا الفقار. وَقيل: هما موضعا المحجمتين، قَالَ العجاج:

يَمْتَدُّ عُرْشا عُنْقِهِ للُقْمَتِهْ

ويروى: " وامْتَدَّ عُرْشا ". وعُرْشا الْفرس: منبت الْعرف، فَوق العلباوين.

وعَرَّشَ الْحمار بعانته: حمل عَلَيْهَا فاتحا فَمه، رَافعا صَوته. وَقيل: هُوَ إِذا شحا فَاه بعد الكرف.

وعَرَش بِالْمَكَانِ يَعْرِش عُرُوشا: ثَبت. وعَرِش بغريمه عَرْشا: لزمَه.

وعُرْشانُ: اسْم.

والعُرَيْشان: اسْم مَوضِع. قَالَ الْقِتَال الْكلابِي:

عَفا النَّجْبُ بعدِي فالعُرَيشانِ فالبُتْرُ

عرش

1 عَرَشَ, aor. ـِ and عَرُشَ, (S, O, K,) inf. n. عَرْشٌ, (S, O,) He constructed, or built, what is called an عَرِيش; (K;) as also ↓ اعرش; (Zj, K;) and ↓ عرّش, (K,) inf. n. تَعْرِيشٌ: (TA:) or he built a building of wood. (S, O.) b2: عَرَشَ البَيْتَ, (K,) aor. ـِ and عَرُشَ, inf. n. عَرْشٌ and عُرُوشٌ, (TA,) He built the house, or the like. (K.) b3: عَرَشَ الكَرْمَ: see 2. b4: عَرَشَ البِئْرَ, (A, K,) aor. ـِ and عَرُشَ, (K,) inf. n. عَرْشٌ, (S, A, O,) He cased the well with stones to the height of the stature of a man in the lowest part, and the rest of it with wood: (K:) or he cased the well with wood, after having cased the lowest part thereof with stones to the height of the stature of a man. (S, O.) A2: عَرَشَ فُلَانًا, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَرْشٌ, (TA,) He struck such a one in the عُرْش, (K, TA,) i. e. base, (TA,) of his neck. (K, TA.) 2 عرّش, inf. n. تَعْرِيشٌ: see 1. b2: Also (assumed tropical:) He (a bird) rose, and shaded with his wings him who was beneath him. (TA.) b3: عرّش العَرْشَ He made the عَرْش [q. v.: or perhaps we should read العَرِيشَ]. (TA.) b4: عرّش البَيْتَ, (O, K,) inf. n. as above, (TA,) He roofed the house, or the like; (O, K, TA;) and raised the building thereof. (TA.) b5: عرّش الكَرْمَ, (S, O, Msb, K,) inf. n. as above, (S, O, TA,) He made an عَرِيش for the grape-vine: (Msb:) or he raised the shoots of the grape-vine upon the pieces of wood [made to support them]; as also ↓ عَرَشَهُ, (Zj, O, K,) aor. ـِ and عَرُشَ, inf. n. عَرْشٌ and عُرُوشٌ; (K;) or both signify he made an عَرْش for the grape-vine, and raised its shoots upon the pieces of wood; (TA;) and ↓ اعرشهُ signifies the same as عرّشهُ: (Zj, O, TA:) or عرّشهُ signifies he bent the pieces of wood upon which its branches, or shoots, were trained. (TA.) 4 اعرش: see 1. b2: اعرش الكَرْمَ: see 2.5 تَعَرَّشْنَا We pitched our tent, or tents. (A, TA.) b2: تعرّش بِالبَلَدِ He became fixed, settled, or established, in the country, or town. (Az, O, K.) 8 اعترش He made, or took, for himself an عَرِيش. (O, K.) b2: اعترش العِنَبُ The grapes mounted (S, O, K) upon the عَرِيش, (O, K,) or, as in the Mufradát, upon their عريش, (TA,) or upon the عِرَاش [which may be a pl. of عَرِيشٌ, like عَرَائِشُ, or perhaps it is a mistranscription for this last word]: (S: so in two copies:) and in like manner, اعترش العِنَبُ العَرِيشَ: (L, TA: [expl. by عَلَاهُ عَلَى العِرَاشِ, which seems to be a mistake for عَلَا عَلَى العِرِيشِ:]) and اعترشت القُضْبَانُ عَلَى العَرِيشِ The branches, or shoots, mounted upon the عريش. (A, TA.) عَرْشٌ A booth, or shed, or thing constructed for shade, (مِظَلَّةٌ,) mostly made of canes, or reeds; (K;) and sometimes, (TA,) made of palm-sticks, over which is thrown ثُمَام [a species of panic grass]; (Mgh, TA:) as described by Az, on the authority of the Arabs; (TA;) and such is meant by the عَرْش of Moses: (Mgh:) a thing resembling a house, or tent, made of palm-sticks, over which is put ثُمَام; as also ↓ عَرِيشٌ: (Msb:) a booth, or shed, syn. خَيْمَةٌ, (K, TA,) made of wood and ثمان; (TA;) as also ↓ عَرِيشٌ; (S, A, * O, K;) and such is meant by the ↓ عَرِيش of Moses; (A;) and sometimes the ↓ عَرِيش was made of palm-sticks, with ثُمَام thrown over them: (TA:) both signify a thing, (S, O,) or a house, or the like, (K,) used for shade: (S, O, K:) pl. of the former, عُرُوشٌ (ISd, Mgh, Msb, K) and عُرُشٌ and أَعْرَاشٌ [which is a pl. of pauc.] and عِرَشَةٌ: (K:) or عُرُشٌ is pl. of ↓ عَرِيشٌ, (S, ISd, O, Msb,) not of عَرْشٌ: (ISd:) or it is also pl. of ↓ عَرِيشٌ: (K:) and عُرُوشٌ is also a pl. of ↓ عُرْشٌ, which is a pl. of ↓ عَرِيشٌ. (L.) Hence The houses of Mekkeh, (S, A, Mgh, O, Msb,) in which the needy of its inhabitants dwelt, (Mgh,) or its ancient houses, (K,) were called العُرُوشُ, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) and العُرُشُ, (S, Msb,) and ↓ العُرْشُ; (O, K;) because they were of poles, or sticks, set up, and shaded over: (S, O, Msb:) or Mekkeh itself was called ↓ العُرْشُ: (Az, O, L, K:) or it was called العَرْشُ, with fet-h, and ↓ العَرِيشُ: (Az, L, K:) and its houses were called ↓ العُرْشُ, and العُرُوشُ. (K.) And hence, (S, O, Msb,) the saying in a trad., (S, O,) i. e., the saying of Saad, (K, TA,) when he heard that Mo'áwiyeh forbade the performing conjointly the greater and minor pilgrimages, (TA,) تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُلَانٌ كَافِرٌ بِالْعُرُشِ, (S, O, K, *) or بِالْعُرُوشِ, (S, TA,) i. e., [We performed conjointly the greater and minor pilgrimages with the Apostle of God, (God bless and save him,)] when such a one, meaning Mo'áwiyeh, was abiding (O, L, K) in his state of unbelief, (L,) in Mekkeh; (L, K;) i. e. in the houses thereof: (O, L:) or, as some say, was hiding himself in the houses of Mekkeh. (L.) b2: A house [in an absolute sense]; a dwelling, or place of abode: (Kr, TA:) pl. عُرُشٌ (TA) [and عُرُوشٌ]. b3: A [building of the kind called] قَصْر. (K.) b4: The wood upon which stands the drawer of water: (K:) or a structure of wood built at the head of the well, forming a shade: [pl. عُرُوشٌ:] when the props are pulled away, the عُرُوش fall down. (TA.) [عَرْشٌ in relation to a well has also another meaning; which see below.] b5: The wooden thing [or trellis] which serves for the propping of a grape-vine. (TA.) [But this is more commonly called عَرِيشٌ, q. v.] b6: The roof of a house or the like: (S, Mgh, O, Msb, K:) pl. عُرُوشٌ. (A.) So in a trad., where a lamp is mentioned as suspended to the عرش: (O, TA:) and in another, in which a man relates that he used, when upon his عرش, to hear the Prophet's reciting [of the Kur-án]. (TA.) And so it has been expl. as occurring in the phrase of the Kur [ii. 261 and xxii. 44], خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا Having fallen down upon its roofs: meaning that its walls were standing when their roofs had become demolished and had fallen to the foundations, and the walls fell down upon the roofs demolished before them: (O, TA:) but some consider على as here meaning عَنْ [from]. (TA.) b7: [Hence, app.,] العَرْشُ is applied to The عَرْش of God, which is not definable: (A, K:) I'Ab is related to have said that the كُرْسِىّ is the place of the feet and the عَرْش is immeasurable: and it is said in the Mufradát of Er-Rághib that the عَرْش of God is one of the things which mankind know not in reality, but only by name; and it is not as the imaginations of the vulgar hold it to be; [namely, the throne of God;] for were it so, it would be a support to Him; not supported; whereas God saith [in the Kur., xxxv. 39], “Verily God holdeth the heavens and the earth, lest they should move from their place; and if they should move from their place, no one would hold them after Him: ” or, as some say, it is the highest sphere; [or the empyrean;] and the كرسىّ is the sphere of the stars: and they adduce as an indication thereof the saying of Mohammad, that the seven heavens and earths, by the side of the كرسىّ, are nought but as a ring thrown down in a desert land; and such is the كرسىّ with respect to the عَرْش: and this assertion is mentioned in the B, but without approval: (TA:) [it appears, however, to be most commonly accepted:] or a red sapphire, which glistens with the light of the Supreme. (A, K.) [Hence the saying,] مِنَ العَرْشِ إِلَى الفَرْشِ meaning, [From the highest sphere, or the empyrean, to] the earth. (A.) b8: Also The سَرِير [or throne] (S, A, O, Msb, K) of a king; (S, A, O, K;) the seat of a sultán; [perhaps as being likened to the عرش of God; or, more probably, from its being generally surmounted by a canopy; or] because of its height. (Er-Rághib.) [Hence,] the phrase اِسْتَوَى عَلَى

عَرْشِهِ means He reigned as king. (A, TA.) b9: And [hence, also,] Certain stars in advance of السِّمَاك الأَعْزَل [which is Spica Virginis]; (TA;) [app. those meant by what here follows;] عَرْشُ السِّمَاكِ signifies four small stars [app. γ, δ, ε, and η, of Virgo, regarded as the seat of Bootes, the principal star of which is called السِّمَاكُ الرَّامِحُ, being described as] beneath العَوَّآء [which is a name of Bootes and also of the four stars mentioned above], and also called عَجُزُ الأَسَدِ [the rump of Leo, the figure of which was extended by the Arabs far beyond the limits which we assign to it]. (S, O, K.) b10: And عَرْشُ الجَوْزَآءِ [The seat of Orion; applied by our astronomers to

α of Lepus; but described as] four stars, of which two are on the fore legs and two on the hind legs, of Lepus. (Kzw.) b11: And عَمْشُ الثَّرَيَّا Certain stars near الثُّرَيَّا [or the Pleiades]. (T, TA.) b12: عَرْشٌ also signifies The جَمَازَة; (O, K, TA;) i. e., the bier of a corpse. (O, TA.) and hence, as some say, the expression in a trad., اِهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ, meaning The bier rejoiced [lit. shook] at the death of Saad Ibn-Mo'ádh; i. e., at carrying him upon it to his place of burial: (O, K, * TA:) but there are other explanations, for which see art. هز. (TA.) b13: The wood with which a well is cased after it has been cased with stones (S, O, K) in its lowest part (S, O) to the height of the stature of a man: (S, O, K:) pl. عُرُوشٌ. (S, O.) [Another meaning of the same word in relation to a well has been mentioned before.] b14: (assumed tropical:) The nest of a bird, such as is built in a tree, (K,) [app. as being likened to a booth.]

b15: The angle, or corner, or strongest side, syn. رُكْن, (Ks, Zj, K,) of a house, (Ks, Zj,) or [other] thing: (K:) pl. عُرُوشٌ. (Ks, Zj.) Accord. to some, the phrase in the Kur [ii. 261, mentioned above], خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا, means Empty, and fallen to ruin upon its أَرْكَان [or angles, &c.]. (Ks, Zj, O.) b16: [Hence,] (tropical:) The head, or chief, who is the manager or regulator of the affairs, of a people, or company of men: (K:) likened to the عَرْش of a house. (TA.) b17: [Hence also,] (assumed tropical:) The means of support of a thing, or an affair. (A, O, K.) Hence the saying, ثُلَّ عَرْشُهُ, (O, K,) meaning (tropical:) His means of support became taken away: (TA:) or he perished: (A:) or he was slain; as also ↓ ثُلَّ عُرْشُهُ: (IDrd, in M, art. ثل:) or his might, or power, departed: (TA:) or his affairs, or state, became weak, and his might, or power, departed. (S, O. [See also art. ثل.] [For عَرْشٌ also signifies] b18: (tropical:) Might, or power: (Er-Rághib, K:) regal power; sovereignty; dominion: (IAar, Er-Rághib, K:) from the same word as signifying the throne, or seat, of a king. (Er-Rághib.) b19: And The protuberant part (S, O, K) in, (S, O,) or of, (K,) the upper surface of the foot, (S, O, K,) in which are the toes; (S, O, TA;) as also ↓ عُرْشٌ: pl. [of pauc.] أَعْرَاشٌ and [of mult.] عِرَشَةٌ: (O, TA:) and the part between the عَيْر [or prominent bone] and the toes, of the upper surface of the foot; as also ↓ عُرْشٌ: (Ibn-'Abbád, O, K:) pls. the same as last mentioned above: (K:) or ↓ عُرْشٌ signifies the upper surface of the foot; and its lower surface is called the أَخْمَص. (IAar.) عُرْشٌ, both as a sing. and as a pl.: see عَرْشٌ, last sentence, in three places: b2: and the same paragraph, first and second sentences, in four places: and see ثُلَّ عُرْشُهُ in the latter part of the same paragraph. b3: العُرْشَانِ signifies Two oblong portions of flesh in the two sides of the neck, [app. the two sterno-mastoid muscles,] (S, A, O, K, TA,) between which are the vertebræ [of the neck]: (TA:) or in the base of the neck: (K:) or the base [itself] of the neck: so in the phrase ثَلَّ عُرْشَيْهِ: (IDrd and M in art ثل, q. v.:) or the أَخْدَعَانِ [or two branches of the occipital artery], (TA, as from the K, [in which I do not find it,]) which are (TA) [in] the two places of the cuppingvessels: (K, TA:) or the أَخْدَعَانِ are in the عُرْشَانِ: (Ibn-'Abbád, O:) or the عُرْش is a vein in the base of the neck: (Th, O:) or the عُرْشَانِ are [app. the two greater cornua of the os hyoides, which forms a support to the tongue; two bones in the لَهَاة [meaning furthest part of the mouth], which erect the tongue. (Ibn-'Abbád, O, K.) It is related in a trad., respecting the slaying of Aboo-Jahl, that he said to Ibn-Mes'ood, خُذْ سَيْفِى فَاجْتَزَّ بِهِ رَأْسِي مِنْ عُرْشَيَّ [Take thou my sword, and cut with it my head from my عُرْشَانِ]. (O, TA.) b4: And (assumed tropical:) The ear: (K:) or (assumed tropical:) the two ears: because near to the عُرْشَانِ [properly so called]: hence the saying, نَفَثَ فِى عُرْشَيْهِ (assumed tropical:) He spoke secretly to him, or with him. (As, A, O.) b5: And The extremity of the hair of the mane of a horse: (IDrd, O, K:) or so العُرْشُ. (TA.) b6: Also, (K,) or العُرْشُ, (TA [and thus accord. to a verse there cited],) The bulky she-camel; as though her chest were cased like a well. (K, TA. [See 1.]) عَرِيشٌ: see عَرْشٌ, first and second sentences, in several places. b2: Also, (K,) or عَرِيشُ كَرْمٍ, (S, Mgh, Msb,) [The trellis of a grape-vine;] the structure made for a grape-vine, of sticks, or pieces of wood, in the form of a roof, upon which are put the branches, or shoots, of the vine; (K, * TA;) [also, but less commonly, called عَرْشٌ;] the structure made for a grape-vine to rise upon it; (Mgh;) the elevated structure upon which a grape-vine spreads itself: (Msb:) pl. عَرَائِشُ, (Mgh, Msb,) [and perhaps عِرَاشٌ also: see 8.]

b3: Also, عَرِيشٌ, A thing resembling a هَوْدَج, (S, O, K,) but not [exactly the same as] it, made for a woman, who sits in it upon her camel: (S, O:) so called as being likened in form to the عريش of a vine: (Er-Rághib:) or ↓ عَرِيشَةٌ, with ة, is the same as هودج; and its pl. is عَرَائِشُ, (Msb,) which signifies the same as هَوَادِجُ. (ISh, A.) b4: And An enclosure of the kind called حَظِيرَة, made for beasts, to protect them from the cold. (TA.) عَرِيشَةٌ: see the next preceding paragraph.

عُرُوشَاتٌ Grape-vines. (TA.) كُرُومٌ مَعْرُشَاتٌ [Grape-vines furnished with, or trained upon, عَرَائِش, or trellises, pl. of عَرِيشٌ]. (S.) b2: بِئْرٌ مَعْرُوشَةٌ [A well cased with what is termed an عَرْش]. (S.) b3: Hence, (O,) مَعْرُوشُ الجَنْبَيْنِ A camel large in the sides. (O, K.)
عرش
العَرْشُ: عَرْشُ اللهِ تَعالَى، وَلَا يُحَدُّ، ورُوِىَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنَّهُ قالَ: الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، والعَرْشُ لَا يُقْدَرُ قَدْرُه، وَفِي المُفْردات للرّاغِبِ: وعَرْشُ اللهِ مِمّا لَا يَعْلَمُه البَشَرُ إِلاّ بالاسْمِ لَا عَلى الحَقِيقَة، ولَيْسَ كَمَا تَذْهَبُ إِلَيْه أَوْهامُ العامّةِ فإِنّه لَوْ كانَ كَذلِكَ لَكَان حامِلاً لَهُ تَعَالَى لَا مَحْمُولاً، وقالَ اللهُ تَعَالَى: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمواتِ والأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ ولِئَنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِه. وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الفَلَكُ الأَعْلَى، والكُرْسِيُّ: فَلَكُ الكَوَاكبِ، وَاسْتَدَلُّوا بمَا رُوِىَ عَنهُ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم ومَا السَّموَاتُ السَّبْعُ والأَرْضُونَ السَّبْعُ فِي جَنْبِ الكُرْسِيِّ إِلاَّ كحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي أَرْضٍ فَلاةٍ. والكُرْسِيّ عِنْدَ العَرْشِ كَذلِكَ. قُلْتُ: وَقد نَقَلَ المُصَنِّفُ، رَحِمَه اللهُ تَعَالَى هَذَا القَوْلَ فِي البَصَائِرِ هَكَذا، وَلم يَرْتَضِه. أَو العَرْشُ: ياقُوتٌ أَحْمَرُ يَتَلأْلأُ من نُورِ الجَبّارِ تَعالَى، كَمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ الآثَارِ. وَفِي الصّحاحِ: العَرْشُ: سَرِيرُ المَلِكِ. قُلْتُ: وبشهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى ولَهَا عَرْشٌ عَظِيم وفِي حَدِيثِ بَدْءِ الوَحْيِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإِذا هُوَ قاعِدٌ عَلَى عَرْشٍ فِي الهَوَاءِ وَفِي رِوَايَةٍ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ يَعْنِي جِبْرِيلَ، عَلَيْه السَّلامُ، علَى سَرِيرٍ، وقالَ الراغِبُ: وسُمِّيَ مَجْلِسُ السُّلْطَانِ عَرْشاً اعْتِبَاراً بِعُلُوِّه، وقالَ عَزَّ وجلَّ أَيَّكُمْ يَأْتِينِي بعَرْشِهَا. وَقَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا. وقَالَ: أَهكذا عَرْشُكِ. وكُنِىَ بِهِ عَن العِزّ والسُّلْطَانِ والمَمْلَكَةِ. وقِوَامُ الأَمْرِ، ومِنْهُ قَوْلُهم: ثُلَّ عَرْشُهُ، أَي عُدِمَ مَا هُوَعَلَيْهِ من قِوَامِ أَمْرِهِ، وقِيلَ: وَهَي أَمْرُهُ، وقِيلَ: ذَهَبَ عِزُّه،)
ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ أَنه رُئِىَ فِي المَنَامِ فقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ قالَ: لَوْلاَ أَنْ تَدَارَكَنِي لثُلَّ عَرْشِي. وقَال زُهَيْرٌ:
(تَدَارَكْتُما الأَحْلاَفَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا ... وذُبْيَانَ إِذْ زَلَّتْ بأَحْلامِهَا النَّعْلُ)
والعَرْشُ: رُكْنُ الشَّيْءِ، قَالَهُ الزَّجّاجُ والكِسَائِيُّ، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعالَى: وهِيَ خاوِيَةٌ على عُرُوشِها. أَيْ خَلَتْ وخَرِبَتْ عَلَى أَرْكَانِهَا. والعَرْشُ مِنَ البَيْتِ: سَقْفُهُ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَو كالقِنْدِيلِ المُعَلَّقِ بالعَرْشِ، يَعْنِي السَّقْفَ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ كُنْتُ أَسْمَعُ قراءَةَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ عَلَى عَرْشِي أَيْ سَقْفِ بَيْتِي، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا. أَيْ صارَتْ على سُقُوفِهَا، كمَا قالَ عَزَّ مِنْ قائلٍ: فَجَعَلْنَا عالِيْهَا سافِلَهَا. أَرادَ أَن حِيطَانَهَا قائِمَةٌ، وقَدْ تَهَدَّمَتْ سُقُوفُهَا، فصارَتْ فِي قَرَارِهَا، وانْقَعَرَت الحِيطانُ من قَواعِدِها، فتَساقَطَتْ على السُّقُوفِ المُتَهَدِّمَةِ قَبْلَهَا، ومَعْنَى الخاوِيَة والمُنْقَعِرَة وَاحِدٌ، وَهِي المُنْقَلِعَةُ مِنْ أُصُولِهَا، وجَعَلَ بَعْضُهُم عَلَى بمَعْنَى عَنْ، وقالَ: أَي خاوِيَة عَنْ عُرُوشِهَا لِتَهَدُّمِها، وعُرُوشُها: سُقُوفُهَا، يَعْنِي سَقَطَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وأَصْلُ ذلِكَ أَنْ يَسْقُطَ السَّقْفُ، ثمَّ تَسْقُطَ الحِيطَانُ عَلَيْهَا. والعَرْشُ: الخَيْمَةُ مِنْ خَشَبٍ وثُمَامٍ. والعَرْشُ: البَيْتُ الَّذِي يُسْتَظَلُّ بِهِ، كالعَرِيشِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمْ يَوْمَ بَدْرٍ: أَلاَ نَبْنِي لَكَ عَرِيشاً تَسْتَظِلُّ بهِ، فقَالَ: بَلْ عَرْشٌ كعَرْشِ مُوسَى، ج أَي جَمْعُ الكُلِّ عُرُوشٌ وعُرُشٌ، بضّمَّتَيْنِ، وأَعْرَاشٌ وعِرَشَةٌ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ، وقالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ عُرُوشاً جَمْعُ عَرْشِ، وعُرُشاً جَمْعُ عَرِيشٍ، ولَيْسَ جَمْعَ عَرْشٍ لأَنَّ بابَ فَعْلٍ وفُعُلٍ كرَهْنٍ ورُهُنٍ، وسَحْلٍ وسُحُلٍ لَا يَتَّسِعُ. والعَرْشُ مِنَ القَوْمِ: رَئِيسُهُم المُدَبِّرُ لأَمْرِهِمِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بعَرْشِ البَيْتِ، وبِهِ فُسِّر قَوْلُ الخَنْسَاء:
(كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَىَ ... مِمَّا بَناهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ)
أَيْ كانَ يثظِلُّنَا بتَدْبِيرِه فِي أُمورِه. والعَرْشُ: القَصْرُ، وقَالَ كُراع: هُوَ البَيْتُ والمَنْزِلُ. والعَرْشُ: كَوَاكِبُ قُدّامَ السِّمَاكِ الأَعْزَلِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هِيَ أَرْبَعَةُ كَوَاكِبَ صِغَارٌ، أَسْفَلَ مِنَ العَوّاءِ، ويُقَالُ لَهَا: عَرْشُ السِّمَاكِ، وعَجُزُ الأَسَدِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: عَرْشُ الثُّرَيّا: كَواكِبُ قَرِيبَةٌ مِنْهَا.
والعَرْشُ: الجَنَازَةُ، وهُوَ سَرِيرُ المَيِّتِ، قِيلَ: وَمِنْه الحَدِيثُ اهتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بن مُعَاذٍ واهْتِزَازُه: فَرَحُهُ بحَمْلٍ سَعْدٍ عَلَيْه إِلَى مَدْفَنِه. وقِيلَ: إِنَّه عَرْشُ اللهِ تَعَالَى لأنَّه قد جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، أُخْرَى اهْتَزَّ عَرْشُ الرّحْمنِ لِمَوْتِ سَعْدٍ، وهُوَ كِنَايَةٌ عَن ارْتِيَاحِه برُوحِهِ حِينَ صُعِدَ بِهِ)
لكَرَامَتِه عَلَى رَبِّهِ، وقِيلَ: هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِي ذلِكَ مَبْسُوطاً فِي هـ ز ز، فراجِعْهُ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرْشُ: المُلْكُ، بِضَمِّ المِيم، وهُوَ كِنَايَةٌ، كَمَا تَقَدَّمَ، عَن الرّاغِبِ.
والعَرْشُ: الخَشَبُ تُطْوَى بهِ البِئْرُ بَعْدَ أَنْ تُطْوَى، أَي يُطْوَى أَسْفَلُهِا، بالحِجارَةِ قَدْرَ قامَةٍ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقد عَرَشَها يَعْرِشُهَا، ويَعْرُشُهَا، فَأَمَّا الطَّيُّ فبالحِجارَةِ خاصَّةً، وإِذا كانَتْ كُلُّهَا بالحِجَارَةِ فَهِي مَطْوِيَّةٌ ولَيْسَتْ مَعْرُوشةً. والعَرْشُ مِنَ القَدَمِ: مَا نَتَأَ مِنْ ظَهْرِ القَدَمِ، وفِيهِ الأَصَابِعُ ويُضَمُّ، والجَمْعُ أَعْرَاشٌ وعِرَشَةٌ. والعَرْشُ: المِظَلَّةُ، وأَكْثَرُ مَا يَكُونُ مِن قَصَبٍ، وقَدْ تُسَوَّى مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، ويُطْرَحُ فَوْقَهَا الثُّمامُ، كمَا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عَنِ العَرَبِ. والعَرْشُ: الخَشَبُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْه المُسْتَقِي، وهُوَ بِنَاءٌ يُبْنَى مِنْ خَشَبٍ عَلَى رَأْسِ البِئْرِ يَكُونُ ظِلالاً، فإِذا نُزِعَت القَوَائمُ سَقَطَتِ العُرُوشُ، قالَه ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(وَمَا لِمَثَاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ الدّعَائِمُ)
قُلْتُ: وهُوَ قَوْلُ القُطامِيّ عُمَيْرِ بنِ شُيَيْمٍ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: والمَثَابَةُ أَعْلَى البِئْر حَيْثُ يَقُومُ السّاقِي، وقَالَ آخَرُ: أَكُلُّ يَوْمٍ عَرْشُهَا مَقِيلِي. والعَرْشُ للطائِرِ: عُشُّهُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْه. والعُرْشَانِ، بالضَّمِّ: لَحْمَتَانِ مُسْتَطِيلَتانِ فِي ناحِيَتَيِ العُنُقِ، بَيْنَهُمَا الفَقَارُ، قالَ العَجّاجُ: وامْتَدّ عُرْشَا عُنْقِه للُقْمَتِهُ. أَوْ هُمَا فِي أَصْلِهَا، أَيِ العُنُقِ، قالَهُ أَبو العَبّاس: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: أَصْلِهِمَا، وهُوَ غَلَطٌ، أَوْ هُمَا الأَخْدَعاَنِ، وهْما مَوْضِعَا المِحْجَمَتَيْنِ، قالَه ابنُ عَبّادٍ، قالَ ذُو الرُّمّةِ فِيما أَنْشَدَهُ الأَصْمَعِيّ:
(وعَبْدُ يَغُوثَ يَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ)
يَعْنِي عَبْدَ يَغُوثَ بنَ وَقّاصٍ المُحَارِبيّ، وكانَ رَئِيسَ مَذْحِجَ يَوْمَ الكُلاَبِ، ولَمْ يُقْتَلْ ذلِكَ اليَوْمَ، وإِنّمَا أُسِرَ وقُتِل بَعْدَ ذلِكَ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: والعُرْشانِ: عَظْمانِ فِي اللَّهَاةِ يُقِيمانِ اللَّسَانَ، ومِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَلِ أَبي جَهْلٍ، لَعَنَه اللهُ تَعَالَى، قالَ لابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: سَيْفُكَ كَهَامٌ، فَخُذْ سِيْفِي فاحْتَزَّ بِهِ رَأْسِي مِنْ عُرْشَيَّ. والعُرْشُ: آخِرُ شَعرِ العُرْفِ من الفَرَسِ، وهُمَا عَرْشَانِ فَوْقَ العِلْبَاوَيْنِ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. والعُرْشُ: الأُذُنُ. وقَالَ الأَصْمَعِيُّ: العُرْشَانِ: الأُذُنانِ، سُمِّيَا عُرْشَيْنِ لِمُجَاوَرَتِهما عُرْشَ العُنُقِ، ويُقَالُ: أَرادَ فُلانٌ الإِقْرَارَ بحَقِّي فنَفَثَ فلانٌ فِي عُرْشَيْهِ، إِذا سَارَّه، وإِذا سَارَّهُ فِي أُذُنَيْه فقَدْ دَنَا من عُرْشَيْهِ نَقَله الزّمَخْشَرِيُّ والصاغَانِيُّ. والعُرْشُ: الضَّخْمَةُ من النُّوقِ كَأَنَّهَا مَعْروشَةُ الزَّوْرِ، قَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:
(عُرْش تُشِيرُ بقِنْوَانِ إِذا زُجِرَتْ ... من خَصْبَةٍ بَقِيَتْ مِنْهَا شَمَالِيلُ)

والعُرْشُ: مَكَّةُ المُشْرَّفَةُ، نَفْسُهَا أَوْ بُيُوتُهَا القَدِيمَةُ، ويُفْتَحُ، كالعُرُوشِ، بالضَّمِّ، نَقَلَه المصَنَّفُ فِي البَصَائِر، وقِيلَ: هُو جَمْعٌ، وَاحِدُه عَرْشٌ وعَرِيشٌ، وعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ: عُرُوشُ مَكَّةَ: بُيُوتُهَا لأَنّهَا كانَت عِيدَاناً تُنْصَبُ، ويُظَلَّلُ عَلَيْهَا. أَو العَرْشُ، بالفَتْح، مَكَّةُ، شَرَّفَها الله تَعَالَى، كالعَرِيش، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ، وبالضَّمِّ: بُيُوتُهَا، كالعُرُوشِ، ويُقَال: إِنَّ العُرُوشَ جَمْعُ عَرْشٍ، والعُرُشُ: جَمْعُ عَرْيشٍ، كقَلِيبٍ وقُلُبٍ، فالعُرُوشُ حِيَنئِذٍ جَمْعُ الجَمْعِ، فصارَ المَجْمُوعُ مِمّا ذَكَرَهُ من أَسماءِ مَكَّةَ شَرَّفَهَا الله تَعَالى خَمْسَةً: العُرْشُ، والعُرُوش، بضَمِّهِمَا،َ الأَوْلَى أَنْ يَقُولَ: خَرِبَ، وأَمّا الصّاغَانِيُّ فَقَالَ: مَدِينَةٌ، وهِيَ الآنَ خَرَابٌ. قُلْتُ: ولَهَا قَلْعَةٌ مَتِينَةٌ وقَدْ عَمِرَت بَعْدَ زَمَنِ المُصَنّفِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، وهِيَ الآنَ آهِلَةٌ، بَيْنَهَا وبَيْنَ غَزَّةَ مَسافَةٌ قَرِيبَةٌ. والعَرِيشُ: أَنْ يَكُونَ فِي الأَصْلِ الوَاحِدِ أَرْبَعُ نَخَلاتٍ أَوْ خَمْسٌ، وَهَكَذَا فِي التَّكْمِلَةِ أَيْضاً، وَقَدْ قَلَّدَهُ المُصَنِّفُ، رَحِمَهُ اللهُ، والَّذِي فِي التَّهْذِيبِ يُخَالِفُهُ، فإنَّهُ قالَ: والعَرْشُ: الأَصْلُ يَكُونُ فيهِ أَرْبَعُ نَخَلاتٍ أَوْ خَمْسٌ، حَكَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي عَمْروٍ، وإذَا نَبَتَتْ رَوَاكِيبُ أَرْبَعٌ أَو خَمْسٌ عَلى جَذْعِ النَّخْلَةِ فَهُوَ العَرِيشَ.)
وعَرَشَ الرَّجُلُ يَعْرِشُ، بالكَسْرِ، ويَعْرُشُ، بالضَّمّ: بَنَى عَرِيشاً، قَرَأَ ابنُ عامِرٍ وأَبُو بَكْرٍ فِي الأَعْرَافِ وَفِي النَّحْلِ: يَعْرشُونَ. بالضَّمِّ، والباقُونَ بالكَسْرِ، كأَعْرَشَ، عَن الزَّجّاجِ، وعَرَّشَ تَعْرِيشاً. وعَرَشَ الكَلْبُ، إِذا خَرِقَ ولَمْ يَدْنُ لِلصَّيْدِ. وعَرَشَ الرَّجُلُ: بَطِرَ وبُهِتَ، كعَرِشَ، بالكَسْرِ، عَرَشاً، مُحَرَّكَةً، وعَرْشاً، بالفَتْحِ. قُلْتَ: كَلاَمُ المصَنِّفِ هُنَا غَيْرُ مُحَرَّرٍ فإِنَّ الَّذِي نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ مَا نَصُّه: يُقَالُ لِلكَلْبِ إِذا خَرِقَ ولَمْ يَدْنُ لِلْصَّيْدِ. عَرِسَ وعَرِشَ بالكَسْر، أَيْ بالسِّينِ والشِّين، وكِلاهُمَا من بابِ فَرِحَ، وقَالَ شَمِرٌ: وعَرِشَ فُلانٌ وعَرِس عَرَشاً وعَرَساً: بَطِرَ وبُهِتَ، كُلٌّ بمَعْنَىً، فصَحَّفَ المُصَنِّفُ أَحَدَهُمَا، وظَنَّ أَنَّهُمَا بالشِّينِ، وجَعَلَ الاخْتِلاَفَ فِي الأَبْوَابَ، وتَقَدَّمَ لَهُ فِي السِّينِ أَيْضاً أَنَّ العَرَس، مُحَرَّكَةً: الدَّهَشُ، وَقَدْ عَرِسَ كفَرِحَ، ولَمْ يَذْكُرْ هُنَاكَ البَابَ الثَّانِيَ، وقَالَ أَيْضاً فِي السِّين: عَرِسَ، كفَرِحَ:وعَرَّشَ البَيْتَ تَعْرِيشاً: سَقَفَهُ وَرَفَع بِناءَهُ. وعَرَّشَ عَنِّي الأَمْرُ تَعْرِيشاً: أَبْطَأَ. هَذَا هُوَ الصّوابُ، كَمَا هُوَ نَصُّ أَبِي زَيْدٍ، فقَوْلهُ: بِهِ لَا حَاجَةَ إِلَيْه، وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ بَيْتَ الشّمّاخِ:
(ولَمّا رَأَيْتُ الأَمْرَ عَرَّشَ هَوْنُه ... تَسَلَّيْتُ حاجَاتِ الفُؤادِ بِشَمَّرَا)
) يَصِفُ فَوْتَ الأَمْرِ وصُعُوبَتَه بقَوْله: عَرَّشَ هَوْنُه، ويُرْوَى عَرْشَ هَوِيَّةٍ، مِنْ عَرَشَ البِئْرَ.
وتَعَرَّشَ بالبَلَدِ: ثَبَتَ، عَن أَبِي زَيْدِ. وتَعَرَّشَ بالأَمْرِ: تَعَلَّقَ بِهِ، كتَعَرْوَشَ، عَن الصّاغَانِيّ.
واعْتَرَشَ العِنَبُ، إِذا عَلاَ عَلَى العَرِيشِ. وَفِي المُفْرداتِ: رَكِبَ عَرِيشَه، وَفِي المُفْرَدات: اعْتَرَشَ العِنَبُ العَرِيشَ اعْتِرَاشاً: عَلاَهُ عَلَى العِرَاشِ. وَفِي الأَسَاسِ: اعْتَرَشَتِ القُضْبَانُ عَلَى العَرِيشِ: عَلَت واسْتَرْسَلَت، وهُوَ مُطَاوِعُ عَرَش، كرَفَعَ وارْتَفَعَ. واعْتَرَشَ فُلاَنٌ: اتَّخَذَ عَرِيشاً. واعْتَرَشَ الدَّابَّةَ: رَكِبَهَا، كاعْتَرَسَها، بالسِّينِ المُهْمَلَةِ، وَقَدْ أَهْمَلَه هُنَاكَ، واسْتَدْرَكْنَاهُ عَلَيْهِ، ولكِنّ الّذِي صَرَّحَ بهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ: اعْتَرَسَ الفَحْلُ النَّاقَةَ إِذَا بَرَّكَهَا لِلضِّرَابِ، وقِيلَ أَكْرَهَها للبُرُوكِ، ولَمْ يَذْكُرُوا الاعْتِرَاسَ بمَعْنَى الرُّكُوبِ، فتَأَمَّلْ، وكَذَا قَالَ الأَزْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه وغيرُهُمَا: اعْتَرَسَ الدّابَّةَ، واعْرَوَّشَها وتَعَرْوَشَهَا، أَي رَكِبَها، ولَمْ يَذْكُر اعْتَرَشَ بِهذا المَعْنَى أَصْلاً، فقَد خالَفَ المُصَنِّفَ، وأَحالَ على مَا لَمْ يُذْكر، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ كاعْتَرَشَهَا، بالشِّينِ المُعْجَمَة، هَكَذَا هُوَ غالِبِ النُّسَخِ، وهُوَ خَطَأٌ ظاهِرٌ. والمُعَرْوِشُ، أَيْ كمُدَحْرِجٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ المُتَعَرْوِشُ: المُسْتَظِلُّ بشَجَرَةٍ ونَحْوِها، وقَدْ تَعَرْوَشَ بِهَا، كَمَا فِي اللِّسَانِ وَفِي التَّكْمِلَة. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: العَرْشُ: البَيْتُ، عَن كُرَاع، والجَمْعُ عُرُوشٌ. وعَرَّشَ الطائِرُ تَعْرِيشاً: ارْتَفَعَ وظَلَّلَ بجَنَاحَيْهِ مَنْ تَحْتَه. وعَرَشَ العَرْشَ: عَمِلَه. وعَرْشُ الكَرْمِ: مَا يُدْعَمُ بِهِ من الخَشَبِ.
وأَعْرَشَ الكَرْمَ، لُغَةٌ فِي عَرَشَه، عَن الزَّجّاجِ. والعُرُوشَاتُ: الكُرُوم. وعَرَشَ عَرْشاً: بَنَى بِنَاءً مِن خَشَبٍ. والعَرِيشُ: الحَظِيرَةُ تُسَوَّى لِلْمَاشِيَةِ تَكُنُّها من البَرْدِ. والعَرَائِشُ: الهَوَادِجُ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. والإِعْرَاشُ: أَنْ تَمْنَعَ الغَنَمَ أَنْ تَرْتَعَ قالَ: يُمْحَى بهِ الَمْحُل وإِعْرَاشُ الرِّمَمْ. ولَيْلَةٌ عَرْشيَّةٌ: كَثِيرَةُ المَطَرِ، كَأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلى نَوْءِ الثُّرَيَّا، ويُحَرّكُ، أَي غَيْرُ مُطْمَئِنّة، وبِهِمَا رُوِىَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ أَحْمَرَ الباهِلِيَّ يَصِفُ ثَوْراً:
(بَاتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةٌ عَرْشِيَّةٌ ... شَريَتْ وبَاتَ على نَقاً مُتَلَبِّدِ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: عُرْشَانُ، بالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ. وعَرْشَانُ، بالفَتْحِ: بَلَدٌ تَحْتَ جَبَلِ التَّعْكَرِ، باليَمَنِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. قُلتُ: وَمِنْه القاضِي صَفِيُّ الدِّينِ ابنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ بنِ أَبي بَكْرٍ العَرْشانِيّ، ولِيَ القَضاءَ باليَمَن: والعُرَيْشَان: مَوْضِعٌ، قَالَ القَتَّالُ الكِلابِيُّ: عَفَا النَّجْدُ بَعْدِي فالعُرَيْشان فالبُتْرُ. وعَوْرَشٌ، كجَوْهَرٍ: مَوْضِعٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. واسْتَوَى عَلَى عَرْشِه، إِذَا مَلَكَ. والعُرُشُ، بضَمَّتَيْنِ: على ساحِلِ اليَمَنِ. وأَبُو عَرِيش: مَدِينَةٌ باليَمَنِ مِنْ عَمَلِ حَرَضَ، وحَرَضُ، آخِرُ بِلادِ)
اليَمَنِ مِنْ جِهَةِ الحِجَازِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حل مَفَازَةٌ. وابنُ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَشْعَرِيّ العَرِيشِيّ: مُحَدّثٌ. وأَبُو القاسِمِ بنُ المَهْدِيّ الحَكَمِيّ العَرِيشِيّ: من أُدَباءِ الدَّهْرِ، نَشَأَ بِأَبِي عَرِيش، واخْتَصَّ بالسَّيدِ جَمَالِ الإِسلامِ، مُحَمَّدِ بن صَلاَحٍ، ولَهُ شِعْرٌ رائقٌ. وأَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَرْشٍ الوَاسِطّيِ، رَوَى عَن مُحَمّدِ بنِ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيّ، نَقَلَه ابنُ الطَّحّانِ. ومُحَمّدُ بنُ حِصْنٍ العُرَيْشِيّ مُصَغَّراً، رَوَى عَن الشَّاذْكُونِيّ. ذَكَرَه المالِينِيّ. وتَعَرَّشْنَا، تَخَيَّمْنَا. والعَرَائِشُ: مَدِينَةٌ بالمَغْرِب. وعَرْوَشُ، كجَوْهَر: مَوْضِعٌ، قَالَ عَمْرو ذُو الكَلْبِ:
(وأُمِّي قَيْنَةٌ إِنْ لَمْ تَرَوْنِي ... بعَرْوَشَ وَسْطَ عَرْعَرِهَا الطِّوَالِ) 
(عرش) : اعْتَرَشَ: اتَّخَذَ عَرِيشاً.
العرش: الجسم المحيط بجميع الأجسام؛ سمي به لارتفاعه، أو للتشبيه بسرير الملك في تمكنه عليه عند الحكم، لنزول أحكام قضائه وقدره منه، ولا صورة ولا جسم ثمة.

عرش


عَرَشَ(n. ac.
عَرْش)
a. Built, constructed; roofed (building).
b. [La], Made an arbour for ( the vine ).
c.(n. ac. عَرْش
عُرُوْش), Formed an arbour (vine).
d. Cased with stone (well).
e. [Bi], Stopped, stayed in.
f. Struck on the neck.

عَرِشَ(n. ac. عَرَش)
a. Was confused, bewildered, mazed, dazed.
b.(n. ac. عَرْش) [Bi], Pressed, dunned (debtor).

عَرَّشَa. see I (a)b. Trained (vine).
c. Formed an arbour.

أَعْرَشَa. see I (b)
& II (c).
تَعَرَّشَ
a. [Bi], Stayed, settled in, pitched his tent in; stuck
kept to.
إِعْتَرَشَa. Overgrew an arbour (vine).
عَرْش
(pl.
عِرَشَة
عُرُش
عُرُوْش
أَعْرَاْش
38)
a. Throne.
b. Tent; pavilion; alcove.
c. Palace.
d. Roof.
e. Pillar, support.
f. Bier.

عُرْش
(pl.
عِرَشَة
7t
أَعْرَاْش)
a. Base of the neck.
b. Instep.

عَرِيْش
(pl.
عُرُش)
a. Vine-arbour, bower; hut; trellis; terrace.
b. [ coll. ], Vine.
c. see 25t (a) (b).
عَرِيْشَة
(pl.
عَرَاْئِشُ)
a. Woman's litter.
b. Enclosure, pen.
c. [ coll. ], Vine.
d. [ coll. ], Refreshment-room.

عرش: العَرْش: سرير الملِك، يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإِ، سمَّاه

اللَّه عز وجل عَرْشاً فقال عز من قائل: إِني وجدتُ امرأَة تملكهم

وأُوتيتْ من كل شيءٍ، ولها عرش عظيمٌ؛ وقد يُستعار لغيره، وعرض الباري سبحانه

ولا يُحدُّ، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ. وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ:

فرفعتُ رأْسي فإِذا هو قاعدٌ على عَرْش في الهواء، وفي رواية: بين السماء

والأَرض، يعني جبريلَ على سرير. والعَرْش: البيتُ، وجمعه عُروشٌ. وعَرْش

البيت: سقفُه، والجمع كالجمع. وفي الحديث: كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه،

صلى اللَّه عليه وسلم، وأَنا على عَرْشِي، وقيل: على عَرِيشٍ لي؛

العَرِيشُ والعَرْشُ: السقفُ، وفي الحديث: أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعَْرش،

يعني بالسقف. وفي التنزيل: الرحمن على العَرْش استوى، وفيه؛ ويحمل عَرْشَ

ربِّك فوقهم يومئذ ثمانيةٌ؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع

القدَمين والعَرْش لا يُقدَر قدرُه، وروي عنه أَنه قال: العَرْش مجلِس

الرحمن، وأَما ما ورد في الحديث: اهتزَّ العرشُ لموت سعد، فإِن العَرْش ههنا

الجِنَازة، وهو سرير الميت، واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد عليه إِلى

مَدْفنِه، وقيل: هو عَرْش اللَّه تعالى لأَنه قد جاء في رواية أُخرى: اهتزَّ

عرشُ الرحمن لموْت سعد، وهو كِنايةٌ عن ارتياحِه بروحه حين صُعِد به

لكرامته على ربه، وقيل: هو على حذف مضافٍ تقديره: اهتزَّ أَهل العرش لقدومه على

اللَّه لما رأَوْا من منزلته وكرامته عند. وقوله عز وجل: وكأَيِّنْ من

قرية أَهلكناها وهي ظالمة فهي خاويةٌ على عُروشِها؛ قال الزجاج: المعنى

أَنها خَلَتْ وخرّت على أَركانها، وقيل: صارت على سقُوفها، كما قال عز من

قائل: فجعلنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حيطانها قائمة وقد تهدَمت

سُقوفُها فصارت في قَرارِها وانقَعَرَت الحيطانُ من قواعدِها فتساقطت على

السُّقوف المتهدّمة قَبْلها، ومعنى الخاوِية والمنقعِرة واحد يدلُّك على ذلك

قول اللَّه عز وجل في قصَّة قوم معاد: كأَنهم أَعجازٌ نَخلٍ خاوِيةٍ؛

وقال في موضع آخر يذكر هلاكَهم أَيضاً: كأَنهم أَعجازُ نخلٍ مُنْقَعرٍ،

فمعنى الخاوية والمنقعر في الآيتين واحد، وهي المُنقلِعة من أُصولها حتى

خَوى مَنْبتُها. ويقال: انقَعَرَتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ، وانقَعَر النبتُ

إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم، وهذه الصفة في خراب المنازل من أَبلغ ما

يوصف. وقد ذكر اللَّه تعالى في موضع آخر من كتابه ما دل على ما ذكرناه وهو

قوله: فأَتى اللَّه بُنيانَهم من القواعد فخرَّ عليهم السقفُ من فوقهم؛

أَي قلع أَبنيتَهم من أِساسها وهي القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها، وعليها

القواعد، وحيطانُها وهم فيها، وإِنما قيل للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، وقال

بعضهم في قوله تعالى: وهي خاوِية على عروشها؛ أَي خاوية عن عروشها

لتهدُّمِها، جعل على بمعنى عن كما قال اللَّه عز وجل: الذين إِذا اكتالُوا على

الناس يَسْتَوْفُون؛ أَي اكتالوا عنهم لأَنفسهم، وعُروشُها: سُقوفها، يعني

قد سقَط بعضُه على بعض، وأَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحيِطان

عليها. خَوَتْ: صارت خاوِيةً من الأَساس. والعَرْش أَيضاً: الخشَبة،

والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ. وعرَش العَرْشَ يعرِشه ويعرُشه عَرْشاً: عَمِلَه.

وعَرْشُ الرجل: قِوام أَمره، منه. والعَرْش: المُلْك. وثُلَّ عَرْشُه:

هُدِم ما هو عليه من قِوام أَمره، وقيل: وَهَى أَمريه وذهَب عِزُّه؛ قال

زهير:تَداركْتُما الأَحْلافَ، قد ثُلَّ عَرْشُها،

وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ

(* في الديوان: بأَقدامها بدلاً من بأَحلامها.)

والعَرْش: البيت والمنزل، والجمع عُرُش؛ عن كراع. والعَرْش كواكِبُ

قُدَّام السَّماك الأَعْزَلِ. قال الجوهري: والعَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار

أَسفل من العَوَّاء، يقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قال ابن أَحمر:

باتت عليه ليلةٌ عَرْشيَّةٌ

شَرِبَتْ، وبات على نَقاً مُتهدِّمِ

وفي التهذيب: وعَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قريبة منها. والعَرْشُ

والعَرِيش: ما يُستَظلُّ به. وقيل لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، يوم بدر:

أَلا نَبْني لك عَرِيشاً تتظلَّل به؟ وقالت الخنساء:

كان أَبو حسّان عَرْشاً خَوَى،

ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ

أَي كان يظلُّنا، وجمعه عُروش وعُرُش. قال ابن سيده: وعندي أَن عُروشاً

جمع عَرْش، وعُرُشاً جمعُ عَرِيش وليس جمعَ عَرْشٍ، لأَن باب فَعْل

وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لا يتَّسع.

وفي الحديث: فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُعَرِّشُ؛ التَّعْرِيش: أَن ترتفع

وتظلَّل بجناحيها على من تحتها. والعَرْش: الأَصل يكون فيه أَربعُ نَخْلات

أَو خمسٌ؛ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو

خمسٌ على جِذْع النَّخْلَة فهو العَرِيشُ. وعَرْشُ البئر: طَيُّها

بالخشب. وعرشْت الرَّكِيَّة أَعرُشها وأَعرِشُها عَرْشاً: طَويْتُها من

أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَيْتُ سائرَها بالخشب، فهي مَعْرُوشةٌ، وذلك

الخشب هو العَرْش، فأَما الطيُّ فبالحجارة خاصَّة، وإِذا كانت كلها

بالحجارة، فهي مطويَّة وليست بمعروشة، والعَرْشُ: ما عَرَشْتها به من الخشب،

والجمع عُروشٌ. والعَرْشُ: البناء الذي يكون على فَمِ البئر يقوم عليه

الساقي، والجمع كالجمع؛ قال الشاعر:

أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي

وقال القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ:

وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ،

إِذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ

فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ،

على قومِه، إِلا انتهى وهو نادمُ

أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ،

وتَبْقَى من الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ؟

يريد أَبياتَ الهِجاء. والصوارِمُ: القواطِع. والمثابةُ: أَعلى البئر

حيث يقوم المستقي. قال ابن بري: والعَرْش على ما قاله الجوهري بناءٌ يُبنى

من خشب على رأْس البئْر يكون ظِلالاً، فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ

العُروشُ، ضَرَبَهُ مثلاً.

وعَرْشُ الكَرْمِ: ما يُدْعَمُ به من الخشب، والجمع كالجمع. وعَرَشَ

الكَرْمَ يَعْرِشُه ويعرُشه عَرْشاً وعُرُوشاً وعَرَّشَه: عَمِل له عَرْشاً،

وعَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان التي تُرْسَل عليها قُضْبان الكَرْم،

والواحد عَرْش والجمع عُروش، ويقال: عَرِيش وجمعه عُرُشٌ. ويقال: اعْتَرَشَ

العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه على العِراش. وقوله تعالى:

جَنَّاتٍ مَعْرُوشات؛ المعروشاتُ: الكُرُوم. والعَرِيشُ ما عَرَّشْتَه به،

والجمع عُرُشٌ. والعَرِيشُ: شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فيه المرأَةُ على

بَعِيرٍ وليس به؛ قال رؤبة:

إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا

أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا

وبئرٌ مَعْروشةُ وكُرُومٌ مَعْروشاتٌ. وعرَشَ يعْرِشُ ويعرُش عَرْشاً

أَي بَنى بِناءً من خشبٍ. والعَرِيشُ: خَيْمةٌ من خشب وثُمام. والعُروش

والعُرُش: بيوت مكة، واحدها عَرْشٌ وعَرِيشٌ، وهو منه لأَنها كانت تكون

عِيداناً تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عليها؛ عن أَبي عبيد: وفي حديث ابن عمر: أَنه

كان يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مكة؛ يعني بيوتَ أَهل

الحاجة منهم، وقال ابن الأَثير: بيوت مكة لأَنها كانت عيداناً تنصب ويُظَلَّل

عليها. وفي حديث سعد قيل له: إِن معاوية يَنْهانا عن مُتْعة الحج، فقال:

تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ومعاويةُ كافر

بالعُرُشِ؛ أَراد بيوت مكة، يعني وهو مقيم بعُرُش مكة أَي بيوتها في حال

كُفْرِه قبل إِسلامِه، وقيل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء والتغطّي؛ يعني أَنه

كان مُخْتفياً في بيوت مكة، فمن قال عُرُش فواحدها عريشٌ مثل قَليبٍ

وقُلُبٍ، ومن قال عُروش فواحدها عريشٌ مثل قَليبِ وقُلُبٍ، ومن قال عُروش

فواحدها عَرش مثل فَلْس وفُلوس. والعَريش والعَرْشُ: مكةُ نفسُها كذلك؛ قال

الأَزهري: وقد رأَيتُ العربَ تسمي المَظالَّ التي تُسَوَّى من جريد النخل

ويُطْرح فوقها التُّمام عُرُشاً، والواحد منها عَريش: ثم يُجْمع عُرْشاً،

ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ. وفي حديث سهل بن أَبي خَيْثَمة: إِني وجدت ستين

عَرِيشاً فأَلقيت لهم من خَرْصِها كذا وكذا؛ أَراد بالعَرِيش أَهل البيت

لأَنهم كانوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثل الكُوخ

فيُقِيمون فيه يأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ. ويقال

للحَظِيرة التي تُسَوَّى للماشية تكُنّها من البَرد: عَريشٌ.

والإِعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، وقد أَعْرَشْتها إِذا

مَنعْتها أَن ترتع؛ وأَنشد:

يُمْحى به المَحْلُ وإِعْراشُ الرُّمُم

ويقال: اعْرَوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته

(* قوله «واعنوشته» هو في

الأصل بهذا الضبط .) وتَعَرْوَشْته إِذا ركبته. وناقة عُرْشٌ: ضخْمة كأَنها

مَعْروشة الزَّوْر؛ قال عبدةُ بن الطبيب:

عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ،

من خَصْبة، بقِيَتْ منها شَمالِيلُ

وبعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين: عظيمُهما كما تُعْرَشُ البئر إِذا طُوِيتْ.

وعَرْشُ القَدَمِ وعُرْشُها: ما بين عَيرِها وأَصابعها من ظاهرٍ، وقيل:

هو ما نَتأَ في ظهرها وفيه الأَصابعُ، والجمع أَعْراشٌ وعِرَشة. وقال ابن

الأَعرابي: ظهرُ القدم العَرْش وباطنُه الأَخْمَص. والعُرْشانِ من

الفرس: آخرُ شَعرِ العُرْف. وعُرْشا العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِيلتان بينهما

الفَقارُ، وقيل: هما موضعا المِحْجَمَتين؛ قال العجاج:

يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ

ويروى: وامتدَّ عُرْشا. وللعنُقِ عُرْشان بينهما القفا، وفيهما

الأَخْدَعانِ، وهما لحمتان مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قال ذو الرمة:

وعبدُ يَغُوث يَحْجُلُ الطَّيْرُ حوله،

قد احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ

لنا الهامةُ الأُولى التي كلُّ هامةٍ،

وإِن عظُمَتْ، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ

وواحدهما عُرْش، يعني عبد يغوث بن وقّاص المُحاربي، وكان رئيسَ مَذْحِج

يومَ الكُلاب ولم يُقْتل ذلك اليومَ، وإِنما أُسِرَ وقُتِل بعد ذلك؛

وروي: قد اهْتَذّ عُرْشَيه أَي قَطَع، قال ابن بري: في هذا البيت شاهِدانِ:

أَحدُهما تقديمُ مِنْ على أَفْعَل، والثاني جواز قولهم زيد أَذلُّ من

عُمرٍو، وليس في عَمْرٍو ذُلٌّ؛ على حد قول حسان:

فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ

وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل قال لابن مسعود: سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي

فاحْتَزَّ به رأْسي من عُرْشِي؛ قال: العُرْشُ عِرْقٌ في أَصل العُنُق.

وعُرْشا الفرسِ: مَنْبِت العُرْفِ فوق العِلْباوَيْنِ.

وعَرْشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشاً: حَمَلَ عليها فاتحاً فمَه رافعاً

صوتَه، وقيل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ؛ قال رؤبة:

كأَنّ حيث عَرَّشَ القَبائلا

من الصَّبِيّيْنِ وحِنُوًا ناصِلا

والأُذُنان تُسَمَّيان: عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين. أَراد

فلان أَن يُقِرّ لي بحقّي فَنَفَث فلانٌ في عُرْشَيهِ، وإِذا سارَّه في

أُذُنيه فقد دَنا من عُرْشَيْهِ. وعَرَشَ بالمكان يَعْرِش عُرُوشاً

وتَعرَّش: ثبَتَ. وعَرِشَ بغَرِيمه عرَشاً: لزِمَه. والمُتَعَرْوِشُ:

المُسْتَظِلّ بالشجرة. وعَرَّشَ عني الأَمرُ أَي أَبْطأَ: قال الشماخ.

ولما رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ،

تسَلّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا

الهَوِيّةُ: موضعٌ يَهْوِي مَنْ عليه أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ

وصعوبتَه بقوله عَرْشَ هَوِيّة. ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم يَدْنُ

للصيد: عَرِشَ وعَرِسَ.

وعُرْشانٌ: اسمٌ. والعُرَيْشانُ: اسم؛ قال القتَّال الكِلابي:

عفا النَّجْبُ بعدي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ

كرز

(كرز) الصَّقْر خاط عَيْنَيْهِ وأطعمه حَتَّى يذل
(كرز)
كروزا دخل واستخفى فِي غَار وَنَحْوه وَإِلَيْهِ التجأ وَمَال فَهُوَ كازر
ك ر ز: (الْكَرَّازُ) الْكَبْشُ الَّذِي يَحْمِلُ خُرْجَ الرَّاعِي وَلَا يَكُونُ إِلَّا أَجَمَّ لِأَنَّ الْأَقْرَنَ يَشْتَغِلُ بِالنِّطَاحِ. 
(ك ر ز) : (الْكَرِيزُ) الْأَقِطُ بِوَزْنِ الْكَرِيمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ جَدُّ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (كَرِيزٍ) الْخُزَاعِيِّ فِي السِّيَرِ تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ هَكَذَا فِي النَّفْيِ.

كرز



كُرْزٌ The [double bag, or double sack, called] خُرْج (ISk, S, K) of the pastor, (K,) in which he carries his provisions and utensils, and which is also put upon the back of the [ram called] كَرَّاز: (TA:) or a جُوَالِق [or sack]: (A, Msb:) or a small جوالق: (TA:) pl. [of pauc.]

أَكْرَازٌ (ISd, TA) and [of mult.] كِرَزَةٌ. (S, K.) [See بَطِينٌ.] b2: [See Supplement.]

كَرَّازٌ The ram that carries the خُرْج [i. e. the كُرْز q. v.] of the pastor: (S, Msb, K:) he goes before the people, (TA,) and has no horns; (S, Msb;) because that which has horns (الأَقْرَنُ) diverts himself with smiting others with his horns. (S.)
ك ر ز : الْكُرْزُ مِثَالُ قُفْلٍ الْجُوَالِقُ وَبِهِ كُنِّيَتْ الْمَرْأَةُ وَمِنْهُ أُمُّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةُ الْخُزَاعِيَّةُ.

وَالْكَرِيزُ مِثَالُ كَرِيمٍ الْأَقِطُ وَالْكُرَازُ جَمْعُهُ كِرْزَانٌ مِثْلُ غُرَابٍ وَغِرْبَانٍ قِيلَ هُوَ الْقَارُورَةُ.
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ تَكَلَّمُوا بِهِ وَلَا أَدْرِي أَعَرَبِيٌّ أَمْ عَجَمِيٌّ وَالْكَرَّازُ بِفَتْحِ الْكَافِ مُثَقَّلُ الرَّاءِ الْكَبْشُ الَّذِي لَا قَرْنَ لَهُ يَحْمِلُ عَلَيْهِ الرَّاعِي خُرْجَهُ. 

كرز


كَرَزَ(n. ac. كُرُوْز)
a. [Ila], Fled to; took refuge, shelter in.
b.(n. ac. كَرْز) [ coll. ], Preached the Gospel.

كَاْرَزَa. see I (a)b. ['An], Fled from.
كَرْزa. Preaching; sermon.

كَرْزَة
a. [ coll. ]
see I
كُرْز
(pl.
كِرَزَة
7t
أَكْرَاْز)
a. Wallet.

كَرَز
a. [ coll. ], Cherry; cherry-tree.

كُرَّز
(pl.
كَرَارِزَة)
a. Hawk; falcon.

كَاْرِز
a. [ coll. ], Preacher.

كِرَاْزَة
a. [ coll ]
see 1
كُرَاْزa. Bottle, flask.

كَرِيْزa. Soft sourish cheese.

كَرَّاْز
(pl.
كَرَاْرِيْزُ)
a. Ram that carries the shepherd's wallet.

كُرَّاْزa. see 24
كَاْرُوْز
a. [ coll. ]
see 21
كَرْزَ4a. Axe.
b. Short-nosed.

كُرْزُ4a. Great eater.

كَِرْزَِن
a. Large axe.

كِرْزِيْن
a. see supra.
كرز
كَرَز [جمع]: مف كَرَزَة: (نت) شجر ينمو في المناطق المعتدلة المناخ، أزهاره بيض، وتُطلق الكلمة أيضًا على ثمر ذلك الشجر، وهو ثمر يُؤْكل يُشبه البرقوقَ ولكنّه أصغر منه، وقد يُصنع منه بعض المشروبات، ويسمَّى في المغرب (حبّ الملوك). 

كُرَيْز [جمع]: (نت) كَرَز؛ شجر ينمو في المناطق المعتدلة المناخ، أزهاره بيض، وتُطلق الكلمة أيضًا على ثمر ذلك الشجر، وهو ثمر يُؤْكل يشبه البرقوق َولكنّه أصغر منه، وقد يصنع منه بعض المشروبات، ويسمّى في المغرب (حبّ الملوك). 
[كرز] ابن السكيت: الكرز: الخرج. والجمع الكرزة، مثل جحر وجحرة. والكَرَّازُ: الكبش الذي يحمل خُرج الراعي، ولا يكون إلا أجَمَّ، لان الاقرن يشتغل بالنطاح. وأنشد: يا ليت أنى وسبيعا في غنم * والخرج منها فوق كراز أجم * والكرز: اللئيم، ويقال الحاذق. قال رؤبة:

وكرز يمشى بطين الكرز * أبو عمرو: الكُرَّزُ: البازي يُشَدُّ ليسقُطَ ريشه. وأنشد لرؤبة: لما رأتنى راضيا بالاهماد * كالكرز المربوط بين الاوتاد * وقال أبو عبيد: هو فارسي معرب.

(112 - صحاح - 2) وقال أبو حاتم: الكرز: البازي في سنته الثانية. والكَريزُ: الاقط. وكارز إلى المكان، إذا بادَرَ إليه واختبأ فيه. ويقال: كارزت عن فلان ، إذا فررت عنه وعاجزته.
كرز
الكُرْزُ: ضَرْبٌ من الجَوَالِيْق، ومَثَلٌ: " رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ. وسِقَاءٌ ضَخْمٌ. وسَلاَ الرحِمَ.
والكَرّازُ: كَبْشَ يَحْمِلُ عليه الراعي زادَه ومَتَاعَه. والكُوْزُ أيضاً.
والكُرَّزُ: الغَنِيُّ اللَّئيمُ. والحاذِقُ أيضاً. وهو دَخِيْلٌ.
والطائرُ يُكَرزُ: إِذا ألْقى رِيْشَه، ليستْ بعَرَبيةٍ. وهو كُرَّزُ عام وعامَيْن، ويُجْمَعُ كَرَارِزَةَ. والكَرِيْزُ: الأَقِطُ. وانَّه لَيُكارِزُ إلى ثِقَةٍ وغِنىً من العَيْش: أي يَرْكَنُ إليه، فهو مُكارِزٌ. وهو المائلُ أيضاً. واللاّجِىءُ. وكَرَزَ فلانٌ في مَكانِ كذا: أي اخْتَبى في شَجَرٍ أو غارٍ. ومنه اشْتُقَّ ابنُ كُرَيْز واسْمُ مِكْرَزٍ.
والمُكارَزَةُ: المُوَارَبَةُ في الأمْرِ. والمُخَابَّةُ.
ومالٌ مَكْرُوْزٌ: أي مَجْمُوعٌ مُسْتَوْعَب.
ورَجُلٌ كَرّازٌ: جَمّاعُ.
وكَرَزَ الفَحْلُ بَوْلَها: أي تَشمَّمَه، فهو كارِز وكارِفٌ.
ك ر ز

جعل متاعه في الكرز وهو الجوالق. وعلّق كرزه على الكرّاز. وكرّز النّسر والبازي وغيرهما: جعل في كرزٍ وربط حتى سقط ريشه. قال رؤبة يصف رجلاً بالشيخوخة:

رأيته كما رأيت النّسرا ... كرّز يلقي قادمات زعرا

وقال:

لما رأتني راضياً بالإهماد ... كالكرز المربوط بين الأوتاد

أهمد في المكان: أقام لا يبرح. والكرّز: المكرّز. ويقال للبازي: كرّز عامٍ وكرّز عامين. قال:

كرارزة البزاة لقنين جمعاً ... من الكدريّ يبتدر الورودا

والقانص كارزٌ للوحش: مختبيء. قال الشمّاخ:

فلما رأين الماء قد حال دونه ... ذعاف إلى جنب الشريعة كارز

ومن المجاز: فلان كرّزٌ في صناعته: حاذق مبرّز. ولا أحوجك الله إلى كرّزٍ: إلى غنيّ لئيم. قال رؤبة:

وكرزٍ يمشي بطين الكرز ... لا يحذر الكيّ بذاك الكنز

وكأنه كرز الجعل وهو دحروجته.
باب الكاف والزاي والراء معهما ك ر ز، ز ك ر، ر ك ز مستعملات

كرز: الكُرْزُ: ضرب من الجوالق. والكَرازُ: كبش يحمل عليه الراعي طعامه ومتاعه أمام الغنم. والكُرَّزُ [من الناس] : العيي اللئيم، الذي يسميه الفرس: كرزياً، قال رؤبة:

وكرز يمشي بطين الكُرز

والطائر يُكَرزُ، دخيل، قال رؤبة:

رأيته كما رأيت النسرا ... كُرِّز يلقي قادمات زعرا

زكر: الزَّكْرةُ: وعاء من أدم، لشراب أو خل. وتَزَكَّرَ بطن الصبي إذا عظم وحسنت حاله وفي زَكَرِيّا أربع لغات: زكريا بالمد، وفي التثنية: زَكَرِيّاءان، وزَكريّاوَان، وفي الجمع: زَكَرِيّاءون. وزكريّا، بطرح الهمزة، وفي التثنية: زكريّيان، وفي الجمع: زكريَّيُون. وزَكَريّ، وفي التثنية: زَكَريّان، والجميع: زَكَرِيُّون، مثل: مدني، ومدنيان [ومدنيون] . وزكري، بطرح الألف، وتخفيف الياء، وفي التثنية: زَكَرِيانِ، وفي الجمع: زَكَرُون بطرح الياء. و [عنز] حمراء زَكْرِيَّة: شديدة الحمرة، وزَكَرِيَّة، لغتان.

ركز: الرِّكزْ: صوت خفي من بعيد كرِكْز الصائد إذا ناجى كلابه، قال ذو الرمة:

وقد توجس رِكْزاً مقفر ندس ... بنبأة الصوت ما في سمعه كذب

والرَّكْزُ: [غرزك شيئاً منتصباً كالرمح] . رَكَزْتُ الرمح وغيره أَرْكُزُه رَكْزاً، إذا غرزته منتصباً في مركزه. والمُرْتكِزُ من يابس الحشيش: [أن] ترى ساقاً [وقد] تطاير ورقها وأغصانها عنها. ومَرْكَزُ الجند: موضع أمروا ألا يبرحوه. والرِّكازُ: قطع من ذهب وفضة تخرج من المعدن، وفيه الخمس ، وهو الرَّكيزُ أيضاً. وأَرْكَزَ المعدن إذا انقطع ما كان يخرج منه، فإذا وجد بغتة فقد أنال. والرَّكائِزُ: ما غرس من الأشجار وركز، الواحدة: ركيزة.

كرز: الكُرْزُ: ضَرْبٌ من الجُوالِقِ، وقيل: هو الجُوالِقُ الصغير،

وقيل: هو الخُرْجُ، وقيل: الخُرْجُ الكبير يحمل فيه الراعي زاده ومتاعه. وفي

المثل: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ؛ وأَصله أَن فرساً يقال له أَعوج

نُتِجَتْهُ أُمُّه وتَحَمَّلَ أَصحابه فحملوه في الكُرْزِ، فقيل لهم: ما تصنعون

به؟ فقال أَحدهم: رب شدّ في الكرز، يعني عَدْوَهُ، والجمع أَكرازٌ

وكِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ وجِحَرَةٍ. وسعيدُ كُرْزٍ: لقبٌ. قال سيبويه: إِذا لقبت

مفرداً بمفرد أَضفته إِلى اللقب، وذلك قولك: هذا سعيدُ كُرْزٍ، جعلت

كُرْزاً معرفة لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها إِذا قلت هذا سعيد، فلو

نكَّرت كرزاً صار سعيد نكرة لأَن المضاف إِنما يكون نكرة ومعرفة بالمضاف

إِليه، فيصير كرز ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضيف إِليه.

والكَرَّازُ: الكَبْشُ الذي يضع عليه الراعي كُرْزَهُ فيحمله ويكون

أَمام القوم، ولا يكون إِلا أَجَمَّ لأَن الأَقْرَنَ يشتغل بالنِّطاحِ؛

قال:يا ليتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ،

والخُرْجُ منها فوقَ كَرَّازٍ أَجَمّْ

وكارَزَ إِلى ثِقَةٍ من إِخوان ومالٍ وغِنًى: مالَ. أَبو زيد: إِنه

ليُعاجِزُ إِلى ثِقَةٍ مُعاجَزَةً ويُكارِزُ إِلى ثقة مُكارَزَةً إِذا مال

إِليه؛ قال الشماخ:

فلما رَأَيْنَ المالَ قد حالَ دونَه

دُعافٌ، لَدَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ، كارِزُ

قيل: كارز بمعنى المستخفي. يقال: كَرَزَ يَكْرُزُ كُرُوزاً، فهو كارِزٌ

إِذا استخفى في خَمَرٍ أَو غارٍ، والمُكارَزَةُ منه. ويقال: كارَزْتُ عن

فلان إِذا فَرَرْتَ منه وعاجَزْتَهُ. وكارَزَ في المكان: اخْتَبَأَ فيه.

وكارَزَ إِليه: بادر. وكارَزَ القومُ إِذا تركوا شيئاً وأَخذوا غيره.

والكَرِيصُ والكَرِيزُ: الأَقِطُ. والكُرِّزُ والكُرَّزِيُّ: العَيِيُّ

اللئيم، وهو دخيل في العربية، تسميه الفُرْسُ كُرَّزِيًّا؛ وأَنشد

لرؤبة:أَو كُرَّز يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ

والكُرَّزُ: المُدَرَّبُ المُجَرَّبُ، وهو فارسي. والكُرَّزُ: اللئيم.

والكُرَّزُ: النجيب. والكُرَّزُ: الرجل الحاذق، كلاهما دخيل في العربية.

والكُرَّزُ: البازي يُشَدُّ ليَسْقُطَ ريشه؛ قال:

لما رَأَتْنِي راضِياً بالإِهْمادْ،

كالكُرَّزِ المربوط بينَ الأَوْتادْ

قال الأَزهري: شبهه بالرجل الحاذق وهو بالفارسية كُرُو فَعُرِّبَ.

وكُرِّزَ البازي إِذا سقط ريشه. أَبو حاتم: الكُرَّزُ البازي في سَنَتِهِ

الثانية، وقيل: الكُرَّزُ من الطير الذي قد أَتى عليه حول، وقد كُرِّزَ؛ قال

رؤبة:

رأَيْتُه كما رأَيْتُ النَّسْرا،

كُرِّزَ يُلْقِي قادِماتٍ زُعْرا

وكَرَّزَ الرجلُ صَقْرَه إِذا خاط عينيه وأَطعمه حتى يذل. ابن

الأَنباري: هو كُرَّزٌ أَي داهٍ خبيثٌ محتال، شبه بالبازي في خبثه واحتياله وذلك

أَن العرب تسمي البازي كُرَّزاً، قال: والطائر يُكَرَّزُ، وهو دخيل ليس

بعربي.

والكُرَازُ: القارورة. قال ابن دريد: لا أَدري أَعربي أم عجمي غير أَنهم

قد تكلموا بها، والجمع كِرْزانٌ.

وكُرْزٌ وكَرِزٌ وكَارِزٌ ومُكْرَزٌ وكُرَيْز وكَرِيزٌ وكُرازٌ: أَسماء.

وكَرازٌ: فرس حُصَين بن علقمة.

كرز
كَرَزَ يَكْرِزُ كُروزاً، من حدِّ ضَرَبَ: دَخَلَ، فَهُوَ كارِزٌ، نَقله الصَّاغانِيّ. كَرَزَ يَكْرُزُ كُروزاً، إِذا استَخفى فِي خَمَرٍ أَو غارٍ، وَمِنْه المُكارَزَة. كَرَزَ إِلَيْهِ كُروزاً: التجَأَ ومالَ واختبَأَ، قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ اليَرْبوعيّ:
(لَاقَى على جَنْبِ الشَّريعةِ كارِزا ... صَفْوَانَ فِي ناموسِهِ يَتَطَلَّعُ)
وَقَالَ الشّمَّاخ:
(فلمّا رَأَيْنَ الماءَ قد حالَ دونَه ... ذُعافٌ لَدَى جَنْبِ الشَّريعةِ كارِزُ)
كَرَزَ الفَحلُ البَولَ، إِذا تشَمَّمَه. نَقله الصَّاغانِيّ. كَرِزَ كسَمِع: دامَ على أَكْلِ الأَقِطِ، وَهُوَ الكَريز، كَمَا سَيَأْتِي. والكُراز، كغُرابٍ، عَن ابنِ دُرَيْد، الكُرّاز، مثالُ رُمَّانٍ: القارورة، أَو كُوزٌ ضَيِّقُ الرأسِ. ج كِرْزانٌ، كغُرابٍ وغِرْبانٍ. قَالَ ابنُ دُرَيْد: وَلَا أَدْرِي أعربيٌّ هُوَ أم مُعرَّبٌ، غيرَ أنّ الْعَرَب قد تكلَّموا بِهِ. الكَرّاز، كحَمّاد: الكَبشُ الَّذِي يَحْمِلُ خُرْجَ الرَّاعِي ويكونُ أمامَ القومِ، وَلَا يكونُ إلاّ أَجَمَّ، لأنّ الأَقْرَنَ يَشْتَغِلُ بالنِّطاح، قَالَ:
(يَا لَيْتَ أنِّي وسُبَيْعاً فِي الغنَمْ ... والخُرْجُ مِنْهَا فَوْقَ كَرَّازٍ أَجَمّْ)
كَرَّازٌ: والدُ سُلَيْمانَ المُحدِّث الطُّفاوِيِّ، روى عَن مبارك بن فَضالة. قَالَ الْحَافِظ: هَكَذَا ضَبَطَه الأميرُ، وضبطَه عبدُ الحقِّ فِي الْأَحْكَام بِالتَّخْفِيفِ، وأخِرُه نون، ورَدَّ ذَلِك عَلَيْهِ ابنُ القَطّان.
الكُرَّز كقُبَّرٍ: اللَّئِيم، وَهُوَ دَخيلٌ فِي العربيَّة، وَيُقَال: لَا أَحْوَجَكَ اللهُ إِلَى كُرَّزٍ، وَهُوَ مَجاز.
كالمُكَرَّزِ، كمُحَدِّثٍ. قَالَ ابنُ الأنباريّ: الكُرَّز: الداهي الخبيثُ المُحتالُ، وَهُوَ مَجاز شُبِّه بالبازي فِي خُبثِه واحتِيالِه كالكُرَّزَى فيهمَا، هَكَذَا عندنَا بِالْألف الْمَقْصُورَة فِي آخِرِه، وَفِي بعضِ الأصولِ بياءِ النِّسبةِ، وَهُوَ دخيلٌ فِي العربيّة أَيْضا. منَ المَجاز: الكُرَّز: الحاذقُ، يُقَال: هُوَ كُرَّزٌ فِي صِناعتِه، أَي حاذِقٌ، وَهُوَ فارسيٌّ معرَّب. منَ المَجاز: الكُرَّز: العَيِيُّ. وَفِي الصِّحاح: هُوَ اللَّئِيم، وَهُوَ معرَّب أَيْضا وصَحَّفَه بعضُهم بالغَبِيّ. الكُرَّز: الصَّقْرُ والبازي. زَاد أَبُو حَاتِم: فِي)
سنَتِه الثَّانِيَة. وَفِي الأساس: وَيُقَال للبازي: كُرَّزُ عامٍ، وكُرَّزُ عامَيْن، وَقيل: الكُرَّز: الْبَازِي يُشَدُّ فيَسقطُ رِيشُه، وَأنْشد أَبُو عَمْرو:
(لمّا رَأَتْني راضِياً بالإهْمادْ ... لَا أَتَنَحَّى قاعِداً فِي القُعَّادْ)
كالكُرَّزِ المَربوطِ بَين الأوْتادْ قَالَ الأَزْهَرِيّ: شبَّهَه بالرجلِ الحاذِق، وَهُوَ بالفارسيَّةِ كُرُو، فعُرِّب. قيل: الكُرَّز: طائرٌ أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ، وَقد كُرِّز. ج الكَرارِزَة. الكَريز كعَزيزٍ: الأَقِط، وَهُوَ الكَريصُ أَيْضا. الكُرْزُ، كبُرْجٍ: خُرْجُ الرَّاعِي، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت، وَزَاد غيرُه: يحملُ فِيهِ زادَه ومَتاعَه.
وَقيل: هُوَ الجُوالِقُ الصَّغِير. ج كِرَزَةٌ بكسرٍ فَفتح، مثل جُحْرٍ وجِحَرةٍ، وغُصنٍ وغِصَنَةٍ، ويُجمَعُ أَيْضا على أَكْرَازٍ، قَالَه ابنُ سِيدَه. وَمِنْه قَوْلُهم: علَّقَ كُرْزَه على الكَرَّاز. كَرَازٌ، كَسَحَابٍ: فرَسُ حُصَيْنِ بنِ عَلْقَمةَ الذَّكْوانيِّ السُّلَمِيُّ، وَهُوَ حُصَيْنُ الفَوارِسِ، هَكَذَا ضَبَطَه ثعلبٌ بخطِّه، أَو بزاءَيْن، كَمَا سَيَأْتِي للمصنِّف. قد سمَّوْا كارِزاً وكُرْزاً وكُرَيْزاً، كزُبَيْرٍ، وكَريزاً، كأَميرٍ، ومِكْرَزاً كمِنْبَرٍ. وكارِز، بِكَسْر الرَّاء، وَقيل بِفَتْحِهَا: ة بنَيْسابور، مِنْهَا: أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن بمحمدِ بن الحسنِ الكارِزيّ، عَن عليِّ بنِ عبدِ الْعَزِيز البَغَويِّ، وَهُوَ شيخُ عبدِ الرَّحْمَن بنِ مُحَمَّد السَّرَّاجِ وَالْحَاكِم. وكارَزَ إِلَى الْمَكَان: بادَرَ إِلَيْهِ. كارَزَ فِي الْمَكَان: اختبأَ فِيهِ. كارَزَ عَن فلانٍ، إِذا هَرَبَ مِنْهُ. كارَزَ فلَانا، إِذا عاجَزَه وفَرَّ مِنْهُ. وكارِزِينُ، بِكَسْر الرَّاء، كَمَا هُوَ الْمَشْهُور، وَمثله ضَبطه الصَّاغانِيّ، وضَبَطَه السَّمْعانيُّ بفتحِها: د بفارِس، مِنْهُ: أَبُو الحسنِ مُحَمَّد بن الْحسن بن سهلٍ: مُقرِئُ الحَرَمِ، روى بِبَغْدَاد شَيْئا من الشِّعرِ عَن أَبِيه، وَعنهُ أَبُو شُجاعٍ كيخسرو بنُ يحيى الشِّيرازيّ. قَالَ الْحَافِظ: حكى أَبُو حيَّانَ أنّ أَبَا عليٍّ عمر بن عبد الْمجِيد النَّحْوِيَّ كَانَ يُصَحِّفُه فيقدِّمُ الزايَ على الرَّاء، وَضَبطه هَكَذَا فِي عدَّةِ مَوَاضِع. وَبِه وُلِدْتُ، وَقد أَسْلَفْنا ذَلِك فِي المُقدّمة، وأنّ من قَالَ بكازَرين أَو كازَرون فقد أَخطَأ، وَقد توهَّم فِيهِ كثيرٌ من الخواصّ. وَإِلَيْهِ يُنسَبُ مُحدِّثون وعُلماء، مِنْهُم: أَبُو الحسنِ مُحَمَّد بن الْحسن بنِ سَهْلٍ الكارِزِينيُّ، روى عَن أَبِيه، وَعنهُ أَبُو شجاعِ بن يحيى الشِّيرازيّ وغيرُه. يُقَال: كُرِّزَ الْبَازِي، بالضمّ، أَي على مَا لم يُسَمَّ فاعلُه، تَكْرِيزاً: جُعِلَ فِي كَريز ورُبِطَ حَتَّى سَقَطَ رِيشُه، قَالَ رُؤْبَة:
(رأيتُه كَمَا رَأَيْتُ نَسْرَا ... كُرِّزَ يُلقى قادِماتٍ زُعْرا)
وَيُقَال: كَرَّزَ الرجلُ صَقْرَه، إِذا خاطَ عَيْنَيْه وأَطْعَمه حَتَّى يَذِلّّ. وكُرْزين، بضمّ الكافِ وكسرِ)
الزَّاي، كَمَا هُوَ مضبوطٌ عندنَا، وَالَّذِي فِي التكملة بفتحِ الكافِ وَالزَّاي: قَلْعَةٌ من نواحي حَلَبَ.
وكُرْزُ بن عَلْقَمةَ بنِ هلالٍ الخُزاعيُّ الكَعْبيُّ بالضمّ، أَو هُوَ كوزٌ، بِالْوَاو بدل الرَّاء، فِي رِوَايَة ابنِ إِسْحَاق، وأوردَه الخطيبُ وَابْن مَاكُولَا هَكَذَا بِالْوَاو. كُرْز بنُ وَبْرَة، لَهُ حديثٌ، لكنه مُرسَل وَهُوَ تابِعيٌّ. كُرْزُ بنُ جابرِ بنِ حُسَيْل الفِهْريّ، استُشهِدَ يومَ الْفَتْح. كُرْزُ بنُ أُسَامَة، وَقيل: ابنُ سلمى العامريُّ، لَهُ وِفادةٌ مَعَ النابغةِ الجَعديّ ورِوايةٌ. وأخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ، يَعْنِي بِهِ كُرْزاً التميميّ، أَو كُرْزاً الَّذِي روى عَنهُ عَبْد الله بنُ الْوَلِيد، صحابيُّون وَقد عرفتَ أنّ الصوابَ فِي كُرْزِ بنِ وَبْرَةَ أَنه تابِعِيٌّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: كارَزَ إِلَى ثِقةٍ من إخوانٍ ومالٍ وغِنىً: مالَ.
وَقَالَ أَبُو زَيْد: إِنَّه ليُعاجِزُ إِلَى ثقةٍ معاجزةً، ويُكارِزُ إِلَى ثقةٍ مُكارَزَة، إِذا مالَ إِلَيْهِ. وَقَالَ غيرُه: كارَزَ القومُ إِذا تركُوا شَيْئا وَأخذُوا غيرَه. والكُرَّز، كسُكَّرٍ: النَّجيب. وكَرْزُ الجُعَل: دُحْروجَته، وَهُوَ مَجاز. وَفِي المثَل: رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْز وأصلُه أنّ فرَساً يُقَال لَهُ أَعْوَجُ نُتِجَتْه أمُّه، وَتَحَمَّلَ أَصْحَابه فَحَمَلُوهُ فِي الكُرْز، فَقيل لَهُم: مَا تَصْنَعون بِهِ فَقَالَ أحدهم: رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْزِ. يَعْنِي عَدْوَه. وسَعيدُ كُرْزٍ: لقَبٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا لَقَّبْتَ مُفرداً بمفردٍ أَضَفْتَه إِلَى اللقَب، وَذَلِكَ قولُك: هَذَا سعيدُ كُرْزٍ، جعلتَ كُرْزاً كعرفةً لأنّك أردتَ المعرفةَ الَّتِي أَرَدْتها إِذا قلتَ: هَذَا سعيدٌ، فَلَو نَكَّرْتَ كُرْزاً صَار سعيدٌ نَكرةً، لأنّ المُضافَ إنّما يكون نَكرةً ومَعرفةً بالمضافِ إِلَيْهِ، فيَصيرُ كُرْزٌ هَا هُنَا كأنّه كَانَ معرفَة قبلَ ذَلِك ثمّ أُضيفَ إِلَيْهِ. وكَرَزَ كُروزاً: جَمَعَ. وكَرَّاز، كشَدَّادٍ: لقَبُ عليِّ بنِ مُحَمَّد بنِ عِيسَى الواسِطيِّ المحدِّثِ عَن طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ. وَأَبُو الْحسن واثلةُ بنُ بَقاءِ بنِ كَرَّاز، عَن أبي عليٍّ الرَّحَبيّ. وكُرْزين، بالضمّ: لقبُ جماعةٍ من المُحدِّثين. وطَلحةُ بنُ عُبَيْد اللهِ بن كَريزٍ كأَميرٍ الخُزاعيُّ، تابعيٌّ، وابنُه عُبَيْد الله، عَن الْحسن والزُّهْريِّ. وَمُحَمّد بن سُلَيْمانَ بنِ كعبٍ الصَّبَّاحِيُّ الكَرْزِيُّ بِالْفَتْح روى عَن أَبِيه، وَعنهُ الكُدَيْميّ. وبالضمّ: شُجاعُ بنُ صبيح الجُرْجانيُّ الكُرْزِيُّ، يُقَال إنّه مَوْلَى كُرْزِ بنِ وَبْرَةَ، روى عَن أبي طيبَة عِيسَى بنِ سُلَيْمان.

كرز

3 فلان يُكَارِزُ عن الحق الى الباطل , inf. n. مُكَارَزَةٌ: i. q. يُعَاجِزُ, expl. in art. عجز. (TA, art. عجز.)

الإلصاق

الإلصاق: تعليق أحد المعنيين على الآخر.
(الإلصاق) حرف الإلصاق الْبَاء مثل مَرَرْت بزيد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وامسحوا برؤوسكم}
الإلصاق: فِي اللُّغَة اللصوق فَإِن يَجِيء لَازِما ومتعديا على مَا فِي تَاج الْبَيْهَقِيّ ثمَّ اللصوق الَّذِي هُوَ مفَاد الْبَاء الجارة أَعم من أَن يكون بطرِــيق الْمُقَارنَة والاتصال كَمَا فِي مَرَرْت بزيد وَفِي ابْتِدَاء بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، أَو بطرِــيق المخامرة والمخالطة نَحْو بِهِ دَاء أَي خامره. وَلَا يكون بَاء الإلصاق مَعَ مجرورها ظرفا مُسْتَقرًّا إِلَّا أَن يكون خبر الْمُبْتَدَأ نَحْو مروري بزيد - وَالْفرق بَينه وَبَين المصاحبة بِأَن بَينهمَا عُمُوما وخصوصا مُطلقًا بِأَن الإلصاق أخص من المصاحبة نَحْو اشْتريت الْفرس بسرجه أَي مَعَ سَرْجه وَمَعْنَاهُ مصاحبة السرج واشتراكه مَعَ الْفرس فِي الاشتراء - وَلَا يلْزم أَن يكون السرج حَال اشْتِرَاء الْفرس مُلْصقًا بِهِ وَهُوَ فرق لم يُوجد فِي الْكتب الْمَشْهُورَة فِي النَّحْو مَعَ أَن من قَالَ بِهَذَا الْفرق فسر الإلصاق بإفادة أَمر بمجرور الْبَاء سَوَاء كَانَ ذَلِك الْأَمر مَعْمُول فعل أَو لَا وَهُوَ لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَعْمُول الْفِعْل مُلْصقًا بمجروره. وَلَا شكّ أَن الاشتراء ملصق بالسرج وَإِن لم يكن السرج مُلْصقًا بالفرس. وَقَالَ الْفَاضِل الْمُحَقق الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله وَالظَّاهِر أَن الْفرق بَينهمَا بِالْعُمُومِ وَالْخُصُوص أَيْضا لَكِن بِأَن المصاحبة أخص من الإلصاق فَإِن الإلصاق مُجَرّد لصوق معنى الْفِعْل بمجروره. والمصاحبة أَن يكون لمجروره شرك فِي ذَلِك الْمَعْنى الملصق كَمَا تَقْتَضِيه صِيغَة المفاعلة فَفِي المصاحبة الإلصاق مَعَ خُصُوصِيَّة زَائِدَة عَلَيْهِ وَهِي كَونه بطرِــيق الشّركَة كَمَا أَن الِاسْتِعَانَة إلصاق مَعَ خُصُوصِيَّة أَن الْمَجْرُور الملصق بِهِ آلَة فَفِي قَوْلنَا بِهِ دَاء إلصاق وَلَا مصاحبة وَفِي قَوْلنَا اشْتريت الْفرس بسرجه إلصاق مَعَ المصاحبة.

الالتفات

الالتفات: هو أن ينظر يمنةً ويسرة مع لَيِّ عنقِهِ.
الالتفات: العدول عن الغيبة إلى الخطاب أو التكلم أو عكس ذلك. الالتماس: الطلب مع التساوي بين الأمر والمأمور في الرتبة.
الالتفات:
[في الانكليزية] Apostrophe
[ في الفرنسية] Apostrophe
بالفاء عند أهل المعاني يطلق على معان منها الاعتراض وقد سبق. ومنها تعقيب الكلام بجملة مستقلة متلاقية له في المعنى على طريق المثل أو الدعاء ونحوهما من المدح والذم والتأكيد والالتماس كقوله تعالى: وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً وكقوله تعالى: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وفي كلامهم قصم الفقر ظهري والفقر من قاصمات الظهر. ومنها أن تذكر معنى فيتوهم أن السامع اختلج في قلبه شيء فتلتفت إلى كلام يزيل اختلاجه ثم ترجع إلى مقصودك كقول ابن ميّاد:
فلا صرمه يبدو وفي اليأس راحة ولا وصله يصفو لنا فنكارمه كأنه لما قال فلا صرمة يبدو قيل له ما تصنع به فأجاب بقوله وفي اليأس راحة. ومنها التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة من التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بآخر منها أي بعد التعبير عن ذلك المعنى بطريق آخر من الطرق الثلاثة، بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر، ويكون مقتضى ظاهر سوق الكلام أن يعبّر عنه بغير هذا الطريق إذ لو لم يشترط ذلك لدخل فيه ما ليس من الالتفات منها، نحو: أنا زيد وأنت عمرو ونحوهما مما يعبّر عن معنى واحد تارة بضمير المتكلم أو المخاطب، وتارة بالاسم المظهر أو ضمير الغائب. ومنها نحو: يا زيد قم ويا رجلا له بصر خذ بيدي، لأن الاسم المظهر طريق غيبة. ومنها تكرير الطريق الملتفت إليه نحو:
إياك نستعين واهدنا وأنعمت، فإن الالتفات إنما هو في إياك نعبد والباقي جار على أسلوبه.

ومنها نحو: يا من هو عالم حقّق لي هذه المسألة فإنك الذي لا نظير له، فإنه الالتفات؛ فإن حق العائد إلى الموصول أن يكون غائبا وما سبق إلى بعض الأوهام أن نحو يا آيها الذين آمنوا التفات، والقياس آمنتم فليس بشيء. ومن الناس من زاد لإخراج بعض ما ذكر قيدا وهو أن يكون التعبيران في كلامين وهو غلط لأن قوله تعالى بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا فيمن قرأ ليريه بلفظ الغيبة فيه التفات من التكلّم إلى الغيبة ثم من الغيبة إلى التكلم مع أن قوله مِنْ آياتِنا ليس بكلام آخر بل هو من متعلّقات ليريه؛ هذا التفسير هو المشهور فيما بين الجمهور.

وقال السكاكي: الالتفات عند أهل المعاني إمّا ذلك التعبير أو التعبير بأحدها فيما حقّه التعبير بغيره، وكأنه حمل السكاكي قولهم بعد التعبير عنه بآخر منها على أعم من التعبير حقيقة أو حكما، فإنّ اقتضاء المقام تعبيرا في حكم التعبير، فالتفسير المشهور أخصّ من تفسير السكاكي فقول الشاعر:
تطاول ليلك بالإثمد.
فيه التفات على تفسير السكاكي، وقد صرّح بذلك أيضا إذ مقتضى الظاهر أن يقال:
تطاول ليلي، وليس على التفسير المشهور منه إذ لم يذكر تطاول ليلي سابقا. هذا خلاصة ما في المطول والأطول، فظهر أنّ الالتفات ستة أقسام. فمن التكلّم إلى الخطاب قوله تعالى:
وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ، وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ، ومن التكلّم إلى الغيبة قوله إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ والأصل لنغفر لك، ومن الخطاب إلى التكلّم لم يقع في القرآن ومثّل له بعضهم بقوله فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ، ثم قال إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا، وهذا المثال لا يصحّ لأن شرط الالتفات أن يكون المراد به واحدا. ومن الخطاب إلى الغيبة قوله حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ والأصل بكم. ومن الغيبة إلى الخطاب قوله وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ والأصل لقد جاءوا.

ومن الغيبة إلى التكلّم قوله: وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا.
تنبيهات
الأوّل شرط الالتفات بهذا المعنى أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدا في نفس الأمر إلى المنتقل عنه، وإلّا يلزم أن يكون في أنت صديقي التفات. الثاني شرطه أيضا أن يكون في جملتين صرّح به صاحب الكشاف وغيره. الثالث ذكر التنوخي في الأقصى الغريب وابن الأثير وغيرهما نوعا غريبا من الالتفات وهو بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلّمه كقوله تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ بعد أنعمت، فإنّ المعنى غير الذين غضبت عليهم. وتوقف صاحب عروس الأفراح. الرابع قال ابن أبي الإصبع: جاء في القرآن من الالتفات قسم غريب جدا لم أظفر في الشعر بمثاله، وهو أن يقدم المتكلّم في كلامه مذكورين مرتّبين ثم يخبر عن الأول منهما وينصرف عن الإخبار عنه إلى الإخبار عن الثاني، ثم يعود إلى الإخبار عن الأول كقوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلى الإخبار عن ربه تعالى، ثم قال منصرفا عن الإخبار عن ربه إلى الإخبار عن الإنسان بقوله وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ. قال وهذا يحسن أن يسمّى التفات الضمائر. الخامس يقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر ذكره التنوخي وابن الأثير وهو ستة أقسام أيضا. مثاله من الواحد إلى الاثنين قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وإلى الجمع يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ومن الاثنين إلى الواحد قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى وإلى الجمع وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً، ومن الجمع إلى الواحد وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وإلى الاثنين يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إلى قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. السادس يقرب من الالتفات أيضا الانتقال من الماضي أو المضارع أو الأمر إلى آخر منها. مثاله من الماضي إلى المضارع إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وإلى الأمر قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ وأُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ومن المضارع إلى الماضي وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ وإلى الأمر قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ ومن الأمر إلى الماضي وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وإلى المضارع وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ كذا في الإتقان في نوع بدائع القرآن. السابع قال صاحب الأطول: لا يخفى أن التعبير عن معنى يقتضي المقام التعبير عنه بلفظ مذكر بلفظ مؤنث وبالعكس، وكذا التعبير بمذكر بعد التعبير بمؤنث ينبغي أن يجعل تحت الالتفات ولو لم يثبت أنها جعلت التفاتا فنجعلها ملحقات به.
فائدة:

قال البعض: الالتفات من البيان، وقيل من البديع. ولذا ذكره السكّاكي في علم البديع.
فائدة:
وجه حسن الالتفات أن الكلام إذا نقل من أسلوب يتوقعه السامع إلى أسلوب لا يتوقعه سواء وجد المتوقع قبل غير المتوقع كما في الالتفات المشهور أو لم يوجد كما في الالتفات السكّاكي كان أحسن نظرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا للإصغاء إليه، كذا في الأطول. فائدة:
ملخّص ما ذكر القوم في هذا المقام أنّ في الالتفات أربعة مذاهب. ووجه الضبط أن يقال لا يخلو إمّا أن يشترط فيه سبق التعبير بطريق آخر أم لا، الثاني مذهب الزمخشري والسكّاكي ومن تبعهما، وعلى الأول لا يخلو إمّا أن يشترط أن يكون التعبيران في كلام واحد أو لا، الأول مذهب البعض، وعلى الثاني لا يخلو إمّا أن يشترط كون المخاطب في التعبيرين واحدا أم لا، الأول مذهب صدر الأفاضل، والثاني مذهب الجمهور، كذا في الچلبي حاشية المطوّل.

جمهر

جمهر: الجُمْهُوُر: الرَّمْل الكثيرُ المتراكم الواسع. والجُمْهُورُ: الجماعة من النّاس، وخيلٌ. مُجَمْهَرة، أي: مُجْتمعة.
(ج م هـ ر) : (الْجُمْهُورِيُّ) شَرَابٌ يُرَقَّقُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يُطْبَخُ وَهُوَ الْيَعْقُوبِيُّ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ أَيْ جُلَّهُمْ وَأَكْثَرَهُمْ يَشْرَبُونَهُ.
(جمهر)
الشَّيْء جمعه والقبر جمع عَلَيْهِ التُّرَاب وَالْكَلَام أجمله وَله الْخَبَر وَإِلَيْهِ وَعَلِيهِ أخبرهُ بجمهوره أَو أخبرهُ بِبَعْضِه على غير وَجهه وأخفى عَنهُ المُرَاد
ج م هـ ر

هذا قول الجمهور، وشهد ذلك الجماهير. وجمهر الأشياء: جمعها. قال ذو الرمة:

أبي عز قومي أن تخاف ظعائني ... صباحاً وأضعاف العديد المجمهر
ج م هـ ر : فِي حَدِيثِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ « (جَمْهِرُوا) قَبْرَهُ (جَمْهَرَةً) » أَيِ اجْمَعُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَلَا تُطَيِّنُوهُ. وَ (جُمْهُورُ) النَّاسِ جُلُّهُمْ. 

جمهر


جَمْهَرَ
a. Collected, gathered together, assembled.
b. Threw earth upon (grave).
تَجَمْهَرَa. Gathered together.
b. ['Ala], Exalted himself above; domineered over.

جُمْهُوْر (pl.
جَمَاْهِيْرُ)
a. Multitude.
b. Generality, greater part.

جُمْهُوْرِيّ
a. Popular; vulgar.
b. Republican.
c. Heady, intoxicating (beverage).

جُمْهُوْرِيَّة
a. Republic.
جمهر: جُمْهور: جمهورية (بوشر، همبرت). جمهوري: نسبة إلى جمهورية (بوشر، محيط المحيط).
المجمهرات: سبع قصائد من أشعار الجاهلية، في الطبقة الثانية بعد المعلقات. وأصحابها: النابغة الذبياني، وعُبَيْد بن الأبرص، وعدي بن زيد وبشر بن حازم، وأمية بن أبي الصلت، وخداش بن زهير، والنمر بن تولب (محيط المحيط).
ج م هـ ر : الْجُمْهُورُ الرَّمْلَةُ الْمُشْرِفَةُ عَلَى مَا حَوْلَهَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِكَثْرَتِهَا وَعُلُوِّهَا وَفِي حَدِيثٍ «جَمْهَرُوا قَبْرَهُ» أَيْ جَمَعُوا لَهُ التُّرَابَ وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلْخَلْقِ الْعَظِيمِ جُمْهُورٌ لِكَثْرَتِهِمْ وَالْجَمْعُ جَمَاهِيرُ. 
[جمهر] نه في ح ابن الزبير: لا تدع مروان يرمي "جماهير" قريش، أي جماعاتها، جمع جمهور، وجمهرت الشيء إذا جمعته. ومنه: أهدى له بختج هو "الجمهوري" هو العصير المطبوخ الحلال لأن جمهور الناس أي أكثرهم يستعملونه. وفيه: "جمهروا" قبره، أي أجمعوا عليه التراب جمعاً ولا تطينوه ولا تسووه، والجمهور أيضاً الرملة المجتمعة المشرفة على ما حولها.
[جمهر] قال الاصمعي: الجمهور: الرملة المشرفة على ما حولها، وهى المجتمعة. وفي حديث موسى بن طلحة أنَّه شهد دَفْنَ رجلٍ فقال: " جمهروا قبره جمهرة "، أي اجمعوا عليه التُرابَ، ولا تطيِّنوه. والجمهور من الناس: جُلَّهم. وجَمهرت عليه الخبَرَ، إذا أخبرتَه بطرَــفٍ وكتمت الذى تريد.
جمهر نقع قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه النَّاس [الْيَوْم -] الجمهوري وَهُوَ إِذا غلى وَقد جعل فِيهِ المَاء فقد عَاد إِلَى مثل حَاله الأولى ولَو كَانَ غلى وَهُوَ عصير لم يخالطه المَاء لِأَن السكر الَّذِي كَانَ زائله [أرَاهُ -] قد عَاد إِلَيْهِ وَإِن المَاء الَّذِي خالطه لَا يحل حَرَامًا أَلا ترى أَن عمر رَضِي اللَّه عَنهُ إِنَّمَا أحل الطلاء حِين ذهب سكره وشره وحظ شَيْطَانه وَهَكَذَا يرْوى عَنهُ فَإِذا عاوده مَا كَانَ فَارقه فَمَا أغنت عَنهُ النَّار وَالْمَاء وَهل كَانَ دخولهما هَهُنَا إِلَّا فضلا. وَمن الْأَشْرِبَة نَقِيع الزَّبِيب وَهُوَ الَّذِي يرْوى فِيهِ عَن سعيد بْن جُبَير وَغَيره: هِيَ الْخمر اجتنبها

جمهر: جَمْهَرَ له الخبرَ: أَخْبَرَهُ بطَرَــفٍ له على غير وجهه وترك

الذي يريد. الكسائي: إِذا أَخبرت الرجل بطرف من الخبر وكتمته الذي تريد قلت:

جَمْهَرْتُ عليه الخبرَ.

الليث: الجُمْهُورُ الرمل الكثير المتراكم الواسع؛ وقال الأَصمعي: هي

الرملة المشرفة على ما حولها المجتمعة. والجُمْهُورُ والجُمْهُورَةُ من

الرمل: ما تعقَّد وانقاد، وقيل: هو ما أَشرف منه. والجُمْهُور: الأَرض

المشرفة على ما حولها. والجُمْهُورَة: حَرَّةٌ لبني سعد بن بكر. ابن

الأَعرابي: ناقة مُجَمْهَرَةٌ. إِذا كانت مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرمل.

وجُمهورُ كل شيء: معظمُه، وقد جَمْهَرَهُ. وجُمهورُ الناس: جُلُّهُم.

وجَماهير القوم: أَشرافهم. وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية: إِنا لا ندَعْ

مَروانَ يَرمي جَماهيرَ قريش بمَشَاقِصِه أَي جماعاتها، واحدُها

جُمْهُورٌ. وجَمْهَرْتُ القومَ إِذا جمعتهم، وجَمْهَرْتُ الشيء إِذا جمعته؛ ومنه

حديث النخعي: أَنه أُهْدِيَ له بُخْتَجٌ، قال: هو الجُمْهُورِيُّ وهو

العصير المطبوخ الحلالُ، وقيل له الجمهوري لأَن جُمْهُورَ الناس يستعملونه

أَي أَكثرهم. وعددٌ مُجَمْهَرٌ: مُكَثَّرٌ. والجَمْهَرَةُ: المجتمع.

والجُمْهُورِيُّ: شراب مُحْدَثٌ، رواه أَبو حنيفة؛ قال: وأَصله أَن يعاد

على البُخْتَجِ الماءُ الذي ذهب منه ثم يطبخ ويودع في الأَوعية فيأْخذ

أَخذاً شديداً. أَبو عبيد: الجُمْهُوريُّ اسم شراب يسكر.

والجُماهِرُ: الضخم. وفلان يَتَجَمْهَرُ علينا أَي يستطيل ويُحَقِّرُنا.

وجَمْهَرَ القَبْرَ: جمع عليه التراب ولم يطينه. وفي حديث موسى بن طلحة:

أَنه شهد دفن رجل فقال: جَمْهِروا قبره جَمْهَرَةً أَي اجمعوا عليه

التراب جمعاً ولا تُطَيِّنوه ولا تُسوُّوهُ. وفي التهذيب: جَمْهَرَ الترابَ

إِذا جمع بعضه فوق بعض ولم يُخَصِّصْ به القبرَ.

جمهر

Q. 1 جَمْهَرَ, (T, A, K,) inf. n. جَمْهَرَةٌ, (A,) He collected together (T, A, K) a thing, (TA,) or earth, or dust, (T, A, TA,) one part upon another. (T, TA.) b2: جمهر القَبْرَ, (S, Msb, K,) inf. n. as above, (S,) He collected the earth, or dust, over the grave, (S, Msb, K,) not plastering it with clay, or mud, (S, K,) nor making it even, or level. (TA.) b3: جمهر المَتَاعَ He took the main part of the household-goods, or commodities: and in like manner the verb is used in relation to plants, or herbage. (Kitáb el- Addád, TA.) b4: جمهر عَلَيْهِ الخَبَرَ, (Ks, S, K,) or لَهُ, (Lth, TA,) or إِلَيْهِ, (Az, TA,) He acquainted him with a part of the news, or story, and concealed what he desired, or meant: (Ks, S, K:) or he acquainted him with a part of the news, or story, incorrectly, or not in the proper manner, and omitted what he desired, or meant: (Lth, TA:) or he acquainted him with a small portion thereof, omitting most of what was necessary for him to know, and relating it in a manner different from the proper way: (Az, TA:) and accord. to the Kitáb el-Addád of Abu-t-Teiyib the Lexicologist, it seems to have a contr. signification; for he says that جَمْهَرْتُ لَكَ الخَبَرَ means, I acquainted thee with the main part of the news, or story. (TA.) Q. 2 تَجَمْهَرَ عَلَيْنَا He held up his head with an assumption of superiority over us; domineered over us; or exalted himself above us. (TA.) جَمْهَرَةٌ [originally inf. n. of جَمْهَرَ]: see the next paragraph.

جُمْهُورٌ (not جَمْهُورٌ, which is a form of the word mentioned by Et-Tilimsánee, MF) A quantity of sand rising above what is around it, (S, Msb, K,) and collected together; (S;) as also ↓ with ة; (L;) so called from its abundance and height: (Msb:) or a large quantity of sand, heaped up, and extensive: (Lth, TA:) and ↓ with ة, sand compacted together, and extending in an oblong form upon the surface of the earth. (TA.) b2: The generality, or main part, of men, or people: (S, A, K:) and the eminent, elevated, or noble, of them: (TA:) and a great number of people: (Msb:) pl. جَمَاهِيرُ; (A, Msb;) which signifies also collective bodies of men. (TA.) You say, هٰذَا قَوْلُ الجُمْهُورِ This is the saying of the generality, or main part. (A.) b3: The generality; the greater, main, or chief, part; the main body, main, gross, mass, or bulk; of anything; (K;) as also ↓ جَمْهَرَةٌ. (W 95.) b4: Also, (K,) or ↓ جُمْهُورَةٌ, (TA,) A noble, or high-born, woman. (K, TA.) جُمْهُورَةٌ: see جُمْهُورٌ, in three places.

جُمْهُورِىٌّ An intoxicating beverage: (AO, K:) or [beverage of the kind called] نَبِيذ made of grapes, that is three years old: (K:) or i. q. بُخْتَجٌ; (TA;) which is expressed juice [of grapes] cooked (Mgh voce بختج, and TA) so as to be reduced to one third, (Mgh,) such as is lawful to be drunk: (TA:) or the beverage called بختج to which what has gone from it has been restored, and which is then cooked, and put into vessels, and becomes very potent: (AHn, and Mgh ubi suprà, and TA:) or juice of grapes cooked until half of it is gone and half remains: (KL:) called جمهورىّ because used by most men. (TA.) جُمَاهِرٌ Large, big, bulky, or corpulent. (TA.) مُجَمْهَرَةٌ A she-camel compact in make; (K;) as though she were a جُمْهُور of sand. (TA.)
جمهـر
جمهرَ يجمهر، جمهرةً، فهو مُجمهِر، والمفعول مُجمهَر
• جمهر القومَ: جمعهم "جمهر أصدقاءه للتَّظاهر داخل الكليّة". 

تجمهرَ يتجمهر، تجمهرًا، فهو مُتجمهِر
• تجمهر النَّاسُ: مُطاوع جمهرَ: اجتمعوا "تجمهر المتظاهرون أمام السفارة الأمريكيّة". 

جماهيريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جماهيرُ: على غير قياس. 

جماهيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جماهير: على غير قياس "حركة/ مظاهرات جماهيريّة".
2 - مصدر صناعيّ من جماهير: اتجاه يعتدّ بدور الجماهير في الحكم التاريخيّ وينتقص من فكرة بعض الشخصّيات التاريخيّة أو وصفها بالبطولة. 

جمهرة [مفرد]: ج جماهِر (لغير المصدر):
1 - مصدر جمهرَ.
2 - معظم الشّيء "جمهرة أشعار العرب: سبع قصائد من أشعار الجاهليّة في الطبقة الثانية بعد المعلّقات- جمهرة الناس: جماعة منهم". 

جُمهور [جمع]: جج جماهير
• الجمهور من كلِّ شيء: معظمه.
• جمهور من النَّاس: جُلُّهم وعامّتهم "الجماهير الكادحة/ العربيّة- يسترد ثقة الجمهور" ° جماهير كرة القدم/ جماهير الكرة: مشجعو الفرق الرياضيّة. 

جُمهوريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جُمهور: "رأي/ مطلبٌ/ تعليمٌ جمهوريّ".
2 - اسم منسوب إلى جُمهوريّة: "قرار/ قصرٌ جمهوريّ".
3 - من أنصار الحكم الجمهوريّ "مرشَّح جمهوريّ- حاز الجمهوريّون على معظم الأصواتِ في الانتخابات".
• الحكم الجمهوريّ: (سة) أن يكون الحكم بيد أشخاص تنتخبهم الأمّة على نظام خاصّ، ويكون للأمّة رئيس يُنتخب لمدّة محدودة. 

جُمهوريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جُمهور.
2 - مصدر صناعيّ من جُمهور.
3 - دولة يرأسها حاكم منتخب من الشَّعب أو من ممثِّليه، وتكون رياسته لمدَّة محدَّدة ينصّ عليها دستور البلاد "جمهوريّة مصر العربيّة". 
جمهر
: (الجُمْهُورُ، بالضَّمِّ) ، قَالَ شيخُنا: هاذا هُوَ المشهورُ المعروفُ الَّذِي يَجبُ الوقوفُ عِنْده، وَمَا حَكَاه ابنُ التِّلِمْسَانِيِّ فِي شَرْحه على الشِّفاءِ مِن أَنه يُقال بِالْفَتْح ونقَله شيخُنا الزرقانيّ فِي شَرْح المَواهِب وَسلم لَا يُلْتَفَتُ إِليه، وَلَا يُعَرَّج عَلَيْهِ؛ لأَنه غيرُ معروفٍ فِي شيْءٍ من الدَّواوِين، وَلَا نَقَلَه أَحدٌ مِن الأَساطِين، ولذالك قَالَ شيخُ شُيُوخِنَا الشِّهابُ فِي شَرْح الشِّفاءِ: إِن مَا نَقَلَه التِّلِمْسَانِيُّ من الفَتْح غريبٌ، وَقد تَقَرَّرَ عِنْدهم أَنه لَيْسَ لَهُم فَعْلُولٌ بِالْفَتْح، فَلَا سَمَاعَ وَلَا قِيَاسَ يَثْبُتُ بِهِ هاذا الفتحُ. انْتهى.
قَالَ الأَصمعيُّ: هِيَ (الرَّمْلَةُ المُشْرِفَةُ على مَا حَولَهَا) المجتمعةُ. قَالَ اللَّيْث: الجُمْهُورُ: الرَّمْلُ الكثيرُ المُتَرَاكِمُ الواسعُ.
(و) الجُمْهُورُ (مِن النّاس: جُلُّهم) وأَشرافُهم.
وهاذا قولُ الجُمْهُورِ.
وشَهِدَ ذالك الجَمَاهِيرُ. وَفِي حَدِيث بنِ الزُّبَيْر: (قَالَ لمُعَاوِيَةَ: إِنَّا لَا نَدَعُ مَرْوَانَ يَرْمِي جَمَاهِيرَ قُرَيْشٍ بمَشاقِصِهِ) أَي جماعاتِها.
(و) الجُمْهُورُ) (مُعْظَمُ كُلِّ شَيْءٍ) ، وَمِنْه جَمْهَرْتُ المَتاعَ: أَخذتُ مُعْظَمَه، وكذالك النباتَ. كَذَا فِي كتاب الأَضْداد.
(و) الجُمْهُورَةُ: (حَرَّةُ بَنِي سَعْدِ) بنِ بكرٍ.
(والجُمْهُورُ) والجُمْهُورةُ مِن الرَّمْل: مَا تَعَقَّدَ وانقادَ.
(و) الجُمْهُورَةُ: (المرأَةُ الكريمةُ) .
(وجَمْهَرَه) ، أَي الشيءَ: (جَمَعَه) . (و) جَمْهَرَ (القَبْرَ: جَمَعَ عَلَيْهِ التُّرابَ وَلم يُطَيِّنْه) . وَفِي حَدِيث مُوسَى بنِ طَلْحَةَ؛ أَنه شَهِدَ دَفْنَ رجلٍ فَقَالَ: جَمْهِرُوا قَبْرَه جَمْهَرَةً) ؛ أَي اجْمَعُوا عَلَيْهِ التّرَابَ جَمْعاً، وَلَا تُطَيِّنُوه وَلَا تُسَوُّوه. وَفِي التَّهْذِيب: جَمْهَرَ التُّرَابَ، إِذا جَمَعَ بعضَه فَوق بعضٍ. وَلم يُخَصِّصْ بِهِ القَبْرَ.
(و) جَمْهَرَ (عَلَيْه الخَبَرَ: أَخْبَرَه بطَرَــفٍ وكَتَمَ المُرادَ) ، قَاله الكسائيُّ. وَقَالَ اللَّيْث: جَمْهَرَ لَهُ الخَبَرَ: أَخْبَرَه بطَرَــفٍ لَهُ على غير وَجْهِه، وتَرَكَ الَّذِي يُرِيد.
قلتُ: وقرأْتُ فِي كتاب الأَضدادِ لأَبي الطَّيِّبِ اللُّغَوِيِّ: يُقَال: جَمْهَرْت لكَ الخَبَرَ، أَي أَخبرتُك بجُمْهُورِه. وجُمْهُورُ كُلِّ شيْءٍ: مُعْظَمُه.
وحَكَى أَبو زَيْد: يُقَال: جَمْهَرْتَ إِليَّ الخَبَرَ جَمْهَرَةً إِذا أَخبَركَ بطَرَــفٍ مِنْهُ يَسِيرٍ، وتَرَكَ أَكثرَه، ممّا يحتاجُ إِليه وخالفَ وَجْهَه انْتهى.
قلتُ: فَهُوَ إِذاً من الأَضداد، وَقد غَفَلَ عَنهُ المصنِّف.
(والجُمْهُورِيُّ) : إسمُ (شَرَابٍ مُسْكِرٍ) .
كَذَا قَالَه أَبو عُبيْدةَ، (أَو نَبيذُ العِنَبِ أَتَتْ عَلَيْهِ ثلاثُ سِنينَ) . وَفِي حَدِيث النَّخَعيِّ: أَنه أُهْدِيَ لَهُ بُخْتَجٌ) ، قَالَ: هُوَ الجُمْهُورِيُّ، وَهُوَ العصِيرُ المَطْبُوخُ الحلَالُ. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: وأَصلُه أَن يعَاد على البُخْتَجِ الماءُ الَّذِي ذَهَبَ مِنْهُ، ثمَّ يُطْبَخَ ويُودَعَ فِي الأَوعِية، يَأْخذَ أَخْذاً شَدِيدا، وَقيل إِنْه سُمِّيَ الجُمْهُورِيَّ لأَن جُمْهُرَ النَّاسِ يَستَعْملُونَه، أَي أَكثرَهم.
(وناقَةٌ مُجمْهَرَةٌ) ، إِذا كَانَت (مُدَاخَلَةَ الخَلْقِ) كأَنَّهَا جُمْهُورُ الرَّمْلِ.
(وتَجمْهرَ علينا: تَطَاوَلَ) وحقَّر.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الجُمَاهِرُ، بِالضَّمِّ: الضخْمُ.
وسمَّى ابنُ دُرَيْد كِتَابه (الجمْهرة) لجمْعِه أَخبارَ العَرَبِ وأَيّامها.
والجُماهِ بنُ الأَشْعَرِ: بطنٌ، مِنْهُم: أَبو مُوسَى الأَشْعَريُّ الصّحابيُّ، وأَبو الحِجّاج يُوسُفُ بنُ محمّدِ بنِ مقلد التَّنُّوخِيُّ الجماهِرِيُّ، مُحدِّثٌ صُوفِيٌّ، تلميذُ أَبي النَّجِيب السُّهْرَورْدِيِّ.
وأَبو الجُماهرِ وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ جُمْهُورٍ الغَسّانِيُّ: محدِّثانِ.
وأَبو المجْدِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ جُمْهُورٍ القاضِي، روَى عَن ابْن غالبٍ محمّد بن أَحمد بنِ إِسماعيلَ الواسِطِيِّ اللُّغَوِيّ.
وأَبو بكرٍ جُمَاهِرُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ بنِ جُمَاهِرٍ الحجريّ الطُّلَيْطِلِيُّ المالكِيُّ الفَقِيهُ، أَخَذَ عَن كَرِيمةَ المَرْوَزِيَّةِ، وتوفِّي سنة 466 هـ.

أَرَاضِي

أَرَاضِي
الجذر: أ ر ض

مثال: قامت بطرد العدو الَّذي احتل أراضيها
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للخطأ في نصب المنقوص بفتحة مقدرة على الياء.

الصواب والرتبة: -قامت بطرد العدو الذي احتل أراضِيَها [فصيحة]-قامت بطرد العدو الذي احتل أراضِيها [صحيحة]
التعليق: الاسم المنقوص تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر، ويعرب فيهما بحركات مقدرة، أما في حالة النصب فتثبت ياؤه، وينصب بفتحة ظاهرة عليها، ويمكن تصحيح نصبه بحركة مقدرة على الياء اعتمادًا على ورود نظائر له، كقول الشاعر:
وكسوتَ عاري لحمه فتركته
وقراءة: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْالِيكُمْ} المائدة/89، بسكون الياء، وقد جوّزه بعض اللغويين وقال: إنه لغة فصيحة.

إلهام

الإلهام: ما يلقى في الروع بطريق الفيض. وقيل: الإلهام: ما وقع في القلب من علم، وهو يدعو إلى العمل من غير استدلال بآية، ولا نظر في حجة، وهو ليس بحجة عند العلماء، إلا عند الصوفيين. والفرق بينه وبين الإعلام: أن الإلهام أخص من الإعلام؛ لأنه قد يكون بطريق الكسب، وقد يكون بطريق التنبيه.

نَصْب المنقوص بفتحة مقدّرة

نَصْب المنقوص بفتحة مقدّرة
الأمثلة: 1 - انْصَرفت عن قراءة القصيدة لأن فيها معانٍ غامضة 2 - بِنَاء مستوطنة جديدة يعني تحدٍّ للسلام 3 - تَبْلُغ من العمر ثَمانِي سنوات 4 - دَمَّرَتْ مبانٍ كانت تشغلها إدارة المخابرات 5 - سَيُواصِل مساعِيهِ الرامية إلى تحقيق السلام 6 - قَامَت بطرد العدو الَّذي احتل أَرَاضِيها 7 - قَصَف ضواحِي العاصمة بالصواريخ 8 - قَضَى في الغربة ثمانٍ وعشرين سنة 9 - لا تكن معادٍ لإخوتك 10 - مَدُّوا أَيْدِيهم إلى الطعام 11 - يَجِب أن نتكاتف حتى نجنب العراق مآسٍ أخرى
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في نصب المنقوص بفتحة مقدرة.

الصواب والرتبة:
1 - انصرفت عن قراءة القصيدة لأن فيها معانيَ غامضة [فصيحة]-انصرفت عن قراءة القصيدة لأن فيها معانٍ غامضة [صحيحة]
2 - بناء مستوطنة جديدة يعني تحدّيًا للسلام [فصيحة]-بناء مستوطنة جديدة يعني تحدٍّ للسلام [صحيحة]
3 - تَبْلُغ من العمر ثَمانِيَ سنوات [فصيحة]-تَبْلُغ من العمر ثَمانِي سنوات [صحيحة]
4 - دمَّرَتْ مبانيَ كانت تشغلها إدارة المخابرات [فصيحة]-دَمَّرَتْ مبانٍ كانت تشغلها إدارة المخابرات [صحيحة]
5 - سيواصل مساعِيَه الرامية إلى تحقيق السلام [فصيحة]-سيواصل مساعِيهِ الرامية إلى تحقيق السلام [صحيحة]
6 - قامت بطرد العدو الذي احتل أراضِيَها [فصيحة]-قامت بطرد العدو الذي احتل أراضِيها [صحيحة]
7 - قَصَف ضواحِيَ العاصمة بالصواريخ [فصيحة]-قَصَف ضواحِي العاصمة بالصواريخ [صحيحة]
8 - قَضَى في الغربة ثمانيًا وعشرين سنة [فصيحة]-قَضَى في الغربة ثمانيَ وعشرين سنة [فصيحة]-قَضَى في الغربة ثمانٍ وعشرين سنة [صحيحة]
9 - لا تكن معاديًا لإخوتك [فصيحة]-لا تكن مُعادٍ لإخوتك [صحيحة]
10 - مدُّوا أيدِيَهم إلى الطعام [فصيحة]-مدُّوا أيدِيهم إلى الطعام [صحيحة]
11 - يجب أن نتكاتف حتى نُجَنِّبَ العراق مآسيَ أخرى [فصيحة]-يجب أن نتكاتف حتى نُجَنِّبَ العراق مآسٍ أخرى [صحيحة]
التعليق: الاسم المنقوص تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر، ويعرب فيهما بحركة مقدرة، أما في حالة النصب فتثبت ياؤه وينصب بالفتحة الظاهرة عليها، ويمكن تصحيح الأمثلة المرفوضة اعتمادًا على ورود نظائر لها، كقول الشاعر:
ولو أن واشٍ باليمامة داره
وقول آخر:
وكسوت عاري لحمه فتركته
وكقراءة: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهالِيْكُمْ} المائدة/89، حيث قرئت بسكون الياء، وقد جوزه بعض اللغويين وقال: إنه لغة فصيحة.

كَبِرَ

(كَبِرَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْمُتَكَبِّرُ
والْكَبِيرُ*
» أَيِ الْعَظِيمُ ذُو الكبْرياء.
وَقِيلَ: المُتعالي عن صفات الخلق. وَقِيلَ: المُتَكَبِّر عَلَى عُتاةَ خَلْقِه.
وَالتَّاءُ فِيهِ للتّفَرّد والتَّخَصّص لَا تَاءُ التَّعَاطِي والتَّكَلُّف.
والكِبْرياء: العَظَمة والمُلْك. وَقِيلَ: هِيَ عِبارة عَنْ كَمال الذَّات وَكَمَالِ الْوُجُودِ، وَلَا يُوصَف بِهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ. وَهُمَا مِنَ الكِبر، بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْعَظَمَةُ. وَيُقَالُ: كَبُرَ بِالضَّمِّ يَكْبُرُ: أَيْ عَظُم، فَهُوَ كَبِير.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «اللَّهُ أَكْبَرُ» مَعْنَاهُ اللَّهُ الكْبير ، فوُضِع أفْعَل مَوْضع فَعِيل، كَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ:
إِنَّ الَّذِي سَمَك السَّمَاءَ بَنَى لَنَا ... بَيْتاً دَعَائِمُه أعَزُّ وَأطْوَلُ
أَيْ عَزيزة طَوِيلَةٌ.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ: اللَّهُ أَكْبَر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، أَيْ أعْظَم، فحُذِفت «مِنْ» لُوِضوح مَعْنَاهَا «وأَكْبَر» خَبَر، والأخْبَار لَا يُنْكر حَذْفُها، [وَكَذَلِكَ مَا يَتَعَلَّق بِهَا] .
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: اللَّهُ أكْبَر مِنْ أَنْ يُعْرَف كُنْهُ كِبْريائه وعَظَمَته، وَإِنَّمَا قُدِّر لَهُ ذَلِكَ وَأُوِّلَ، لِأَنَّ أفْعَلَ فُعْلَى يَلْزَمه الْأَلِفُ وَاللَّامُ، أَوِ الْإِضَافَةُ، كالأَكْبَر وأَكْبَر، الْقَوْمِ.
ورَاءُ «أَكْبَر» فِي الأذانِ والصَّلاة ساكِنة، لَا تُضَمُّ لِلْوَقْفِ، فَإِذَا وُصِل بِكَلَامٍ ضُمَّ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ إِذَا افْتَتح الصلاةَ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا» كَبِيرا مَنْصُوبٌ بإضْمار فِعْل، كأنه قال: أُكَبِّرُ كَبِيرا . وَقِيلَ: هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى القَطْع مِنِ اسْم اللَّهِ تَعَالَى .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ»
قِيلَ: هُوَ يَوْمُ النَّحْر. وَقِيلَ: يَوْمُ عَرفة، وَإِنَّمَا سُمِّي الْحَجَّ الأَكْبَر؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّون العُمْرةَ الحجَّ الأصغَر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «سَجَد أحَدُ الأَكْبَريْن فِي «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» أَرَادَ أحَدَ الشَّيْخَين أَبَا بَكْرٍ وعُمر.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رجُلاً مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ، فَقَالَ: ادْفَعوا مَالَهُ إِلَى أكبَر خُزاعة» أَيْ كَبِيرِهم، وَهُوَ أقْرَبُهم إِلَى الجَدّ الأعْلَى.
(س) وَفِيهِ «الوَلاَءُ للْكُبْر» أَيْ أَكْبَر ذُرَّيَّة الرجُل، مِثل أَنْ يَمُوتَ الرجُل عَنِ ابنَين فيَرِثان الوَلاَء، ثُمَّ يَمُوتُ أحَدُ الابْنَيْن عَنْ أَوْلَادٍ، فَلَا يَرِثُون نَصِيبَ أَبِيهِمْ مِنَ الوَلاَء، وَإِنَّمَا يَكُونُ لِعَمِّهم، وَهُوَ الِابْنُ الْآخَرُ.
يُقَالُ: فُلانٌ كُبْرُ قَوْمِه بالضَّم، إِذَا كَانَ أقْعَدَهم فِي النَّسَب، وهُو أَنْ يَنْتَسب إِلَى جَدِّه الأكْبَر بآبَاء أقلَّ عَدَدًا مِنْ بَاقِي عَشِيرته.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ «أَنَّهُ كَانَ كُبْرَ قَومه» لِأَنَّهُ لَمْ يَبْق مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أقْربُ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي حيَاته.
وَمِنْهُ حَدِيثُ القَسامة «الكُبْرَ الكُبْرَ» أَيْ لِيَبْدأ الأَكْبَر بِالْكَلَامِ، أَوْ قَدِّموا الأَكْبَرَ؛ إِرْشَادًا إِلَى الأدَب فِي تَقْدِيمِ الأسَنَّ.
ويُروَى «كَبِّرِ»
الكُبْرَ» أَيْ قَدِّم الأكْبر.
وَفِي حَدِيثِ الدَّفْن «ويُجْعَل الأَكْبَر ممَّا يَلِي القِبْلة» أَيِ الأفْضَل، فَإِنِ اسْتَوَوْا فالأسَنّ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبير وهدْمهِ الْكَعْبَةَ «فَلَمَّا أبْرَز عَنْ ربضه دعا بكُبْره فَنَظروا إليه» أى بمشايخه وكُبَرائه. والكُبْر هاهنا: جمْع الأَكْبَر، كأحْمَر وَحُمْر.
وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ «بُعِثَ نَبيٌّ مِنْ مُضَر يَدْعو بِدِينِ اللَّهِ الكُبَرِ» الكُبَرُ:
جَمْع الكُبْرَى.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ»
وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: بِشَرَائِعِ دِين اللَّهِ الكُبَر.
وَفِي حَدِيثِ الْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَصِ «وَرِثْتُه كابِراً عَنْ كابِر» أَيْ وَرِثْتُه عَنْ آبَائِي وأجْدادي، كَبِيراً عَنْ كَبِيرٍ، فِي الْعِزِّ والشَّرَف.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تُكَابِروا الصلاةَ بِمْثلها مِنَ التَّسْبيح فِي مَقام واحِد » كَأَنَّهُ ارادَ لاَ تُغَالِبوها: أَيْ خَفِّفوا فِي التَّسبيح بعْد التَّسليم.
وَقِيلَ: لَا يَكُن التَّسْبيحُ الَّذِي فِي الصَّلَاةِ أكْثَرَ مِنْهَا، ولْتَكُن الصَّلَاةُ زَائِدَةً عَلَيْهِ.
وَفِيهِ ذِكر «الكَبَائر» فِي غَيْرِ مَوضِع مِنَ الْحَدِيثِ، واحدتُها: كَبِيرَةٌ، وَهِيَ الفَعْلَة الْقَبِيحَةُ مِنَ الذُّنُوبِ المَنْهيِّ عَنْهَا شَرْعًا، العظِيمِ أمْرُها، كالقَتْل، وَالزِّنَا، والفِرار مِنَ الزّحْف، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَهِيَ مِنَ الصِّفات الغالِبة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الإفْكِ «وَ [هُوَ] الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
» أَيْ مُعْظَمه.
وَقِيلَ: الكِبْر: الْإِثْمُ، وَهُوَ مِنَ الكَبِيرة، كالخِطْء مِنَ الخَطيئة.
وَفِيهِ أَيْضًا «أَنَّ حَسَّانَ كَانَ ممَّنْ كَبُر عَلَيْهَا» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ «إِنَّهُمَا ليُعَذَّبان وَمَا يُعَذَّبان فِي كَبِير» أَيْ لَيْسَ فِي أمْرٍ كَانَ يَكْبُر عَلَيْهِمَا وَيَشُقُّ فِعْلُهُ لو أراده، لَا أَنَّهُ فِي نَفْسِه غيرُ كَبِيرٍ، وكَيْف لَا يَكُونُ كَبِيرا وَهُمَا يُعَذَّبان فِيهِ؟
(س) وَفِيهِ «لَا يَدخُلُ الجنةَ مَنْ فِي قَلْبه مِثقالُ حَبَّة من خَرْدَلٍ من كِبْر» يَعْني كبْر الكُفْر والشِّرك، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» .
أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَابَلَه فِي نَقيضِه بِالْإِيمَانِ فَقَالَ: «وَلَا يَدْخُلُ النارَ مَنْ فِي قَلْبه مثْل ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ» أرادَ دُخول تأبيدٍ.
وَقِيلَ: أرادَ إِذَا أُدْخل الجنَّة نُزع مَا فِي قَلْبه مِنَ الكبْر، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» *.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَلَكِنَّ الكِبْر مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ» هَذَا عَلَى الْحَذْفِ: أَيْ وَلَكِنْ ذُو الكِبْر مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ، أَوْ وَلَكِنَّ الكِبْر كِبْرُ مَنْ بَطِر الحقَّ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوء الكِبْر» يُرْوَى بِسُكُونِ الْبَاءِ وفَتْحها، فالسُّكون مِنَ الْأَوَّلِ، والفَتْح بِمَعْنَى الهَرَم والخَرَف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ الْأَذَانِ «أَنَّهُ أخَذَ عُوداً فِي مَنامه لِيَتَّخِذ مِنْهُ كَبَراً» الكَبَر بِفَتْحَتين: الطَّبْل ذُو الرَّأسَين. وَقِيلَ: الطَّبْل الَّذِي لَهُ وَجْهٌ واحِد.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «سُئل عَنِ التَّعْويذ يُعَلَّق عَلَى الْحَائِضِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ فِي كَبَرٍ فَلَا بَأس بِهِ» أَيْ فِي طَبْل صَغِير.
وَفِي رِوَايَةٍ «إِنْ كَانَ فِي قَصَبَة» .

علم استعمال الألفاظ

علم استعمال الألفاظ
هو من فروع علم البيان وهو علم يبحث فيه عن استعمالات الألفاظ في المعاني التشبيهية والكنائية بطريق الإستعارة والمجاز وهذا الفن في علم البيان بطريق الكلية وفي هذا الفن بطريق الجزئية.
ومباديه: استقرائية
وموضوعه وغرضه وغايته لا تخفى على الفطن المتأمل وللأصمعي وأبي عبيدة في هذا الفن أيضا كتب كثيرة كذا في مدينة العلوم.

علم المنطق

علم المنطق
ويسمى علم الميزان أيضا وهو: علم يتعرف منه كيفية اكتساب المجهولات التصورية والتصديقية من معلوماتها.
وموضوعه: المعقولات الثانية من حيث الإيصال إلى المجهول أو النفع فيه.
والغرض منه: عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر.
ومنفعته: الإصابة في جميع العلوم.
قال في الكشف: الغرض منه ومنفعته ظاهران من الكتب المبسوطة في المنطق كذا قال في مفتاح السعادة انتهى.
والمنطق لكون حاكما على جميع العلوم في الصحة والسقم والقوة والضعف وأجلها نفعا وأعظمها سماه أبو نصر الفارابي: رئيس العلوم.
ولكونه آلة في تحصيل العلوم الكسبية النظرية والعملية لا مقصودا بالذات سماه الشيخ الرئيس ابن سينا بخادم العلوم.
وحكى أبو حيان في تفسيره البحر: إن أهل المنطق بجزيرة الأندلس كانوا يعبرون عن المنطق بالمفعل تحررا عن صولة الفقهاء حتى إن بعض الوزراء أراد أن يشتري لابنه كتابا من المنطق فاشتراه خفية خوفا منهم مع أنه أصل كل علم وتقويم كل ذهن انتهى.
قال الغزالي: من لم يعرف المنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا حتى روي عن بعضهم أنه فرض كفاية وعن بعضهم فرض عين بناء على أن معرفة الله تعالى بطريق البرهان واجبة وإنها لا تتم إلا بعلم المنطق فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب قال القائل:
إن رمت إدراك العلوم بسرعة ... فعليك بالنحو القويم ومنطق
هذا الميزان العقول مرجح ... والنحو إصلاح اللسان بمنطق
قال في كشف الظنون: قال الشيخ أبو علي بن سينا: المنطق نعم العون على إدراك العلوم كلها وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لما جهل وبعض الناس ربما يتوهم أنه يشوش العقائد مع أنه موضوع للاعتبار والتحرير.
وسبب هذا التوهم أن من الأغبياء الأغمار الذين لم تؤدبهم الشريعة من اشتغل بهذا العلم واستضعف حجج بعض العلوم واستخف بها وبأهلها ظنا منه أنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها فالفساد لا من العلم.
قالوا: ويستغنى عنه المؤيد من الله تعالى ومن علمه ضروري ويحتاج إليه من عداهما.
فإن قلت: إذا كان الاحتياج بهذه المرتبة فما بال الأئمة المقتدى بهم كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله لم ينقل عنهم الاشتغال به وإنما هو من العلوم الفلسفية وقد شنع العلماء على من عربها وأدخلها في علوم الإسلام ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي رحمه الله أنه كان يقول: ما أظن الله تعالى يغفل عن المأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة.
فجوابه إن ذلك مركوز في جبلاتهم السليمة وفطرتهم المستقيمة ولم يفتهم إلا العبارات والاصطلاحات كما ذكر في علم النحو.
وأصول المنطق تسعة على المشهور:
الأول: باب الكليات الخمس:.
الثاني: باب التعريفات.
الثالث: باب التصديقات.
الرابع: باب القياس.
الخامس: البرهان.
السادس: الخطابة.
السابع: الجدل.
الثامن: المغالطة.
التاسع: الشعر هذا خلاصة ما في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة الميبذية وشرح حكمة العين وغيرها.
والكتب المصنفة في المنطق كثيرة منها: إيساغوجي وبحر الفرائد وتيسير الفكر وجامع الدقاق والشمسية غرة النجاة والقواعد الجلية ولوامع الأفكار والمطالع ومجل النظر ومعيار الأفكار وناظر العين ونخبة الفكر وغير ذلك انتهى ما في الكشف وكشاف اصطلاحات الفنون. ومن كتبه المرقاة للشيخ الفاضل فضل إمام الخير آبادي وهو مختصر مفيد وعليه شرح لحفيده المولوي عبد الحق.
وتهذيب المنطق للتفتازاني والصغرى والكبرى بالفارسية للسيد السند الشريف الجرجاني رحمه الله إلى غير ذلك.
قال بعضهم: والذي أجاب به شيخ الإسلام من كون المنطق مرتكزا في نفوسهم جواب ضعيف لا يخفى ضعفه على من يعقل ويعرف مقاصد الشريعة الغراء انتهى.
أقول: ارجع إلى كتاب رد المنطقيين لابن تيمية رحمه الله واعلم أن جواباته كثيرة وكلها صواب حق لا يسع ذكرها هذا المقام وهذا الجواب أيضا صواب يعرفه من منحه الله طبعا سليما لا اعوجاج فيه وصاحب القلب الصحيح والفكر السليم لا يحتاج إلى علم المنطق بل يصدر عنه العلم المطابق له من غير درية بهذا الفن كما يصدر الكلام الموزون ممن لا يعلم بعلم العروض والقافية ولا يحسن تقطيعات الأشعار ويقول نظما كثيرا وينظم قصائد طويلة ولا يعرف أوزان الشعر ولا بحوره فأي استبعاد في كون المنطق مرتكزا في نفوس بعض العباد الصحيح الفؤاد السلم المراد.
وقد اختلف أهل العلم في أن المنطق من العلم أم لا فتدبر.
قال ابن خلدون في بيان هذا العلم: هو قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود والمعرفة للماهيات والحجج المفيدة للتصديقات وذلك أن الأصل في الإدراكات إنما هو المحسوسات بالحواس الخمس وجميع الحيوانات مشتركة في هذا الإدراك من الناطق وغيره
وإنما يتميز الإنسان عنها بإدراك الكليات وهي مجردة من المحسوسات وذلك بأن يحصل في الخيال من الأشخاص المتفقة صورة منطبقة على جميع تلك الأشخاص المحسوسة هي الكلي ثم ينظر الذهن بين تلك الأشخاص المتفقة وأشخاص أخرى توافقها في بعض فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه ولا يزال يرتقي في التجريد إلى الكل الذي لا يجد كليا آخر معه يوفاقه فيكون لأجل ذلك بسيطا. وهذا مثل ما يجرد من أشخاص الإنسان صورة النوع المنطبقة عليها ثم ينظر بينه وبين الحيوان ويجرد صورة الجنس المنطبقة عليهما ثم بينهما وبين النبات إلى أن ينتهي إلى الجنس العالي وهو الجوهر فلا يجد كليا يوافقه في شيء فيقف العقل هنالك عن التجريد.
ثم إن الإنسان لما خلق الله له الفكر الذي به يدرك العلوم والصنائع وكان العلم إما تصور للماهيات ويعني به إدراك ساذج من غير حكم معه.
وأما تصديقا أي: حكما بثبوت أمر لأمر فصار سعي الفكر في تحصل المطلوبات.
إما بأن تجمع تلك الكليات بعضها إلى بعض على جهة التأليف فتحصل صورة في الذهن كلية منطبقة على أفراد في الخارج فتكون تلك الصورة الذهنية مفيدة لمعرفة ماهية تلك الأشخاص
وإما بأن يحكم بأمر على أمر فيثبت له ويكون ذلك تصديقا وغايته في الحقيقة راجعة إلى التصور لأن فائدة ذلك إذا حصل إنما هي معرفة حقائق الأشياء التي هي مقتضى العلم.
وهذا السعي من الفكر قد يكون بطريق صحيح. وقد يكون بطريق فاسد فاقتضى ذلك تمييز الطريق الذي يسعى به الفكر في تحصيل المطالب العلمية ليتميز فيها الصحيح من الفاسد فكان ذلك قانون المنطق.
وتكلم فيه المتقدمون أول ما تكلموا به جملا جملا ومتفرقا ولم تهذب طرقه ولم تجمع مسائله حتى ظهر في يونان أرسطو فهذب مباحثه ورتب مسائله وفصوله وجعله أول العلوم الحكمية وفاتحتها ولذلك يسمى بالمعلم الأول وكتابه المخصوص بالمنطق يسمى النص وهو يشمل على ثمانية كتب أربعة منها في صورة القياس وأربعة في مادته.
وذلك إن المطالب التصديقية على أنحاء:
فمنها ما يكون المطلوب فيه اليقين بطبعه.
ومنها ما يكون المطلوب فيه الظن وهو على مراتب فينظر في القياس من حيث المطلوب الذي يفيده وما ينبغي أن تكون مقدماته بذلك الاعتبار ومن أي جنس يكون من العلم أو من الظن وقد ينظر في القياس لا باعتبار مطلوب مخصوص بل من جهة إنتاجه خاصة.
ويقال للنظر الأول: إنه من حيث المادة ونعني به المادة المنتجة للمطلوب المخصوص من يقين أو ظن ويقال للنظر الثاني: إنه من حيث الصورة وإنتاج القياس على الإطلاق فكانت لذلك كتب المنطق ثمانية.
الأول: في الأجناس العالية التي ينتهي إليها تجريد المحسوسات وهي التي ليس فوقها جنس ويسمى كتاب المقولات.
والثاني: في القضايا التصديقية وأصنافها ويسمى: كتاب العبارة.
والثالث: في القياس وصورة إنتاجه على الإطلاق ويسمى كتاب القياس وهذا آخر النظر من حيث الصورة.
ثم الرابع: كتاب البرهان وهو النظر في القياس المنتج لليقين وكيف يجب أن تكون مقدماته يقينية ويختص بشروط أخرى لإفادة اليقين مذكورة فيه مثل كونها ذاتية وأولية وغير ذلك وفي هذا الكتاب الكلام في المعرفات والحدود إذ المطلوب فيها إنما هو اليقين لوجوب المطابقة بين الحد والمحدود لا تحتمل غيرها فلذلك اختصت عند المتقدمين بهذا الكتاب.
والخامس: كتاب الجدل وهو القياس المفيد قطع المشاغب وإفحام الخصم وما يجب أن يستعمل فيه من المشهورات ويختص أيضا من جهة إفادته لهذا الغرض بشروط أخرى من حيث إفادته لهذا الغرض وهي مذكورة هناك وفي هذا الكتاب يذكر المواضع التي يستنبط منها صاحب القياس قياسه ومنه عكوس القضايا.
والسادس: كتاب السفسطة: وهو القياس الذي يفيد خلاف الحق ويغالط به المناظر صاحبه وهو فاسد وهذا إنما كتب ليعرف به القياس المغالطي فيحذر منه.
والسابع: كتاب الخطابة وهو القياس المفيد ترغيب الجمهور وحملهم على المراد منهم وما يجب أن يستعمل في ذلك من المقالات.
والثامن: كتاب الشعر وهو القياس الذي يفيد التمثيل والتشبيه خاصة للإقبال على الشيء أو النفرة عنه وما يجب أن يستعمل فيه من القضايا التخييلية هذه هي كتب المنطق الثمانية عند المتقدمين.
ثم أن حكماء اليونانيين بعد أن تهذبت الصناعة ورتبت رأوا أنه لا بد من الكلام في الكليات الخمس المفيدة للتصور فاستدركوا فيها مقالة تختص بها مقدمة بين يدي الفن فصارت تسعا وترجمت كلها في الملة الإسلامية وكتبها وتداولها فلاسفة الإسلام بالشرح والتلخيص كما فعله الفارابي وابن سينا ثم ابن رشد من فلاسفة الأندلس ولابن سينا كتاب الشفا استوعب فيه علوم الفلسفة السبعة كلها.
ثم جاء المتأخرون فغيروا اصطلاحات المنطق والحقوا بالنظر في الكليات الخمس ثمرته وهي: الكلام في الحدود والرسوم نقولها من كتاب البرهان وحدقوا كتاب المقولات لأن نظر المنطقي فيه بالعرض لا بالذات وألحقوا في كتاب العبارة الكلام في العكس لأنه من توابع الكلام في القضايا ببعض الوجوه ثم تكلموا في القياس من حيث إنتاجه للمطالب على العموم لا بحسب المادة وحدقوا النظر فيه بحسب المادة وهي الكتب الخمسة: البرهان والجدول والخطابة والشعر والسفسطة وربما يلم بعضهم باليسير منها إلماما وأغفلوها كأن لم تكن وهي المهم المعتمد في الفن.
ثم تكلموا فيما وضعوه من ذلك كلاما مستبحرا نظروا فيه من حيث أنه فن برأسه لا من حيث أنه آلة للعلوم فطال الكلام فيه واتسع.
وأول من فعل ذلك الإمام فخر الدين بن الخطيب ومن بعده فضل الدين الخونجي وعلى كتبه معتمد المشارقة لهذا العهد وله في هذه الصناعة كتاب كشف الأسرار وهو طويل واختصر فيها مختصر الموجز وهو حسن في التعليم ثم مختصر المجمل في قدر أربعة أوراق أخذ بمجمامع الفن وأصوله فتداوله المتعلمون لهذا العهد فينتفعون به وهجرت كتب المتقدمين وطرقهم كأن لم تكن وهي ممتلئة من ثمرة المنطق وفائدته كما قلناه والله الهادي للصواب انتهى كلام ابن خلدون.
قال في مدينة العلوم:
وقد صح بشهادة أهل التواريخ والندماء أن أول من دون المنطق أرسطو وقد بذل ملك زمانه في مقابلة ذلك خمسمائة ألف دينار وأدر عليه في كل سنة مائة وعشرين ألف دينار.
وقيل: أنه تنبه لوضعه وترتيبه من نظم كتاب إقليدس في الهندسة ثم إن أرسطو بعدما دون المنطق صارت كتبه مخزونة في أبنية ولاية موره من بلاد الروم عند ملك من ملوك اليونان ولما رغب الخليفة المأمون في علوم الأوائل أرسل إلى الملك المذكور وطلب الكتب فلم يرسل فغضب المأمون وجمع العساكر وبلغ الخبر إلى الملك فجمع البطاريق وشاورهم في الأمر فقالوا:
إن أردت الكسر في دين المسلمين وتزلزل عقائدهم فلا تمنعهم عن الكتب فاستحسن الملك فأرسلها إلى المأمون فجمع المأمون مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت ابن قرة وغيرهما فترجموها بتراجم مختلفة بحيث لا يوافق ترجمة أحدهم ترجمة الآخر فبقيت التراجم غير محررة إلى أن التمس منصور بن نوح الساماني من أبي نصر الفارابي أن يحررها ويخصها ففعل كما أراد ولهذا لقب بالمعلم الثاني وكانت كتبه في خزانة الكتب المبنية بأصبهان المسماة بصوان الحكمة إلى زمان السلطان مسعود لكن كانت غير مبيضة لأن الفارابي كان غير ملتفت إلى جمع التصانيف ونشرها بل غلب عليه السياحة ثم إن الشيخ أبا علي تقرب عند السلطان مسعود بسبب الطب حتى استوزره واستولى على تلك الخزانة وأخذ ما في تلك الكتبولخص منها كتاب الشفا وغير ذلك من تصانيفه وقد اتفق إن احترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أحرقها لينقطع انتساب تلك العلوم عن أربابها ويختص بنفسه لكن هذا كلام الحساد الذين ليس لهم هاد.
واعلم أن الأوائل من الملوك كانوا يهتمون بجمع الكتب وخزانتها فحدثت في الإسلام خزائن ثلاث:
إحداها: بمدينة دار السلام ببغداد وكانت فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة وقد ذهب الكل في وقعة تاتار ببغداد.
وثانيتها: خزانة الفاطميين بمصر وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعا للكتب النفيسة ولما انقضت دولتهم باستيلاء الملك صلاح الدين على مصر فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ووقفها على مدرسته بمصر فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل.
وثالثتها: خزانة بني أمية بالأندلس وكانت من أجل خزائن الكتب أيضا ولما انقرضت دولتهم باستيلاء ملوك الطوائف على الأندلس ذهب كلها.
أو من الكتب المبسوطة في المنطق: البحر الخضم ومنطق الشفاء لأبي علي بن سينا كتبه بلا مطالعة كتاب وكان يكتب كل يوم خمسين ورقة من حفظه وله كتاب النجاة والقانون والإشارات.
ومنها كتاب بيان الحق ومطالع الأنوار والمناهج كلها في المنطق والحكمة للأمور كان شافعيا وكتاب كشف الأسرار لمحمد بن عبد الملك الخونجي وهو صاحب الموجز في المنطق ومن الكتب اللطيفة التلويحات والمطارحات لأبي الفتوح يحيى بن حنش الملقب بشهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول وقيل اسمه عمر.
ومنها: الملخص وشرح الإشارات للرازي والمعتبر لأبي البركات البغدادي اليهودي أولا في أكثر عمره والمهتد إلى الإسلام في آخر عمره أتى في المعتبر بأقسام الحكمة غير الرياضي وهو أحسن كتاب في هذا الشأن في هذا الزمان استولت عليه آفات لو وضع واحد منها على رضوى لتخلخلت أصولها الرواسخ وتدكدكت رؤوسها الشوامخ وذلك أنه عمى وطرش وبرص وتجذم فنعوذ بالله من نقمة لا تطيقها الأبدان ومن زوال العافية وتقلب الإحسان
ولما أحس بالموت أوصى من يتولاه أن يكتب على قبره: هذا قبر أوحد الزمان أبي البركات ذي العبر صاحب المعتبر فسبحان من لا يغلبه غالب ولا ينجو من قضائه متحيل ولا هارب نسأل الله في حياتنا العافية وفي مماتنا حسن العاقبة رب قد أحسنت فيما مضى فلك أن تحسن فيما بقي ولم يتحقق تاريخ وفاته إلا أنه كان في أوسط المائة السادسة.
ومنها جامع الدقائق للكاتبي وتنزيل الأفكار وحواشي ملخص الرازي له أيضا وإن أردت بلوغ الغاية في المنطق فعليك بتعديل الميزان وهو أحد أقسام تعديل العلوم لصدر الشريعة وقد كشف في هذا الكتاب عن غوامض طالما تحير فيها عقول الأقدمين وأبرز قواعد لم يهتد إليها أحد من الأوحدين ومع هذا فهو لعلوم الشريعة أبو عذرها وابن بجدتها وكتب المنطق أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصي انتهى حاصله.
علم مواسم السنة
قال الأرنيقي: إن لكل أمة من الأمم ولكل طائفة من الأقوام مواسم وأعياد يعينون لكل منها شغلا مخصوصا فالعلم المذكور يعرف به أعياد كل قوم وإنها من السنة في أي يوم ويعرف شغل أهلها في ذلك ومن جملة ذلك يوم النيروز والمهرجان عند أهل الفارس وكان أهل القبط يأتي ملكهم في يوم النيروز ويرصدون من الليل فيقدمون رجلا حسن الاسم والوجه طيب الرائحة فيقف على الباب حتى يصبح فإذا أصبح دخل على الملك بغير أذن فيقف عنده.
فيقول له الملك: ما اسمك؟ ومن أين أنت أقبلت؟ وأين تريد؟ ولأي شيء وردت وما معك؟
فيقول: أنا المنصور واسمي المبارك ومن قبل الله أقبلت والملك السعيد أردت وبالهنا والسلامة وردت ومعي السنة الجديدة ثم يجلس ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة وفيه حنطة وشعير وجلبان وذرة وحمص وسمسم وأرز من كل سبع سنابل وسبع حبات وقطعة سكر ودينار فيضع الطبق بين يدي الملك ثم يدخل عليه الهدايا ويبتدئ من الوزير ثم الناس على قدر مراتبهم ثم يقدم الملك برغيف كبير مصنوع من تلك الحبوب فيأكل منه ويطعم من حضره ثم يقول: هذا يوم جديد من شهر جديد من عام جديد من زمان جديد يحتاج أن يجدد فيه ما أخلقه الزمان وأحق الناس بالفضل والإحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء ثم يخلع على وجوه دولته ويصلهم ويصرف عليهم ما حمل إليه من الهدايا.
وكان من عادة الفرس في عيدهم أن يدهن الملك بدهن البان تبركا ويلبس القصب والوشي ويضع على رأسه تاجا فيه صورة الشمس ويكون أول من يدخل عليها المؤبد بطبق عليه أترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وتفاح وعناب وعنقود عنب أبيض وسبع باقات آس ثم يدخل الناس مثل الأول على طبقاتهم ومن عادتهم في يوم النيروز أنهم: يجمعون بين سبع أشياء أول أسمائهن سينات يأكلونها هي السكر والسفرجل السمسم والسحاق والسذاب والسقنقور وعادات الناس في الأعياد خارجة عن التعداد انتهى.
قلت: وقد ذكر الشيخ الإمام العلامة المقريزي في كتاب الخطط والآثار كثيرا من أعيادهم وبسط في بيان ذلك ولكن الشرع الشريف قد ورد بإبطال كل عيد للناس على اختلاف فرقهم وقبائلهم وعشائرهم إلا ما وردت به السنة المطهرة من الجمعة والعيدين والحجج وعليه عمل المسلمين إلى الآن.
ولشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رضي الله عنه كتاب سماه اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم في رد أعياد الأقوام ونهي المسلمين عن اعتياد عادات هؤلاء الطعام وفي الحديث من تشبه بقوم فهو منهم والتشبه يشمل كل شبه يكون في الأعياد والأخلاق وهيأت اللبس والآكل والركوب والبناء والكلام وقد تساهل الناس المسلمون اليوم في التحرز عن التشبه إلى الغاية وشابهوا الكفار وأهل الكتاب في مراسمهم ومواسهم إلى النهاية إلا من عصمه الله وقليل ما هم وتأويل هذا الحديث يستدعي بسطا تاما وليس هذا موضع بيان المسائل والأحكام فعليك بالنظر في اقتضاء الصراط المستقيم يتضح لك الحق مما هو باطل في دين الإسلام وبالله التوفيق.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.