Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بطر

رَعَجَ

(رَعَجَ)
(س) فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «فَارْتَعَجَ العسكرُ» يُقَالُ رَعَجَهُ الأمرُ وأَرْعَجَهُ:
أَيْ أقْلقَه. وَمِنْهُ رَعَجَ البرْقُ وأَرْعَجَ، إِذَا تَتَابع لَمَعَانُه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ، هُمْ مُشْرِكُو قُرَيش يَوْمَ بَدْر خرَجوا ولَهُم ارْتِعَاجٌ» أَيْ كثرةٌ واضْطِراب وتموُّجٌ.

ضَرُرَ

(ضَرُرَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الضَّارّ» هُوَ الَّذِي يَضُرُّ مَنْ يَشَاءُ مِن خَلْقِه، حَيْثُ هُوَ خالِقُ الْأَشْيَاءِ كُلِّها خَيْرِهَا وشرِّها وَنَفْعِهَا وضَرِّها.
(هـ) وَفِيهِ «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ فِي الْإِسْلَامِ» الضَّرُّ: ضِدُّ النَّفْعِ، ضَرَّهُ يَضُرُّه ضَرّاً وضِرَاراً وأَضَرَّ بِهِ يُضِرُّ إِضْرَاراً. فَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا ضَرَر: أَيْ لَا يَضُرُّ الرجلُ أَخَاهُ فَيَنْقُصَه شَيْئًا مِنْ حَقِّهِ.
والضِّرَار: فِعال، مِنَ الضَّرّ: أَيْ لَا يُجَازِيهِ عَلَى إِضْرَاره بِإِدْخَالِ الضَّرَر عَلَيْهِ. والضَّرَر: فِعْلُ الْوَاحِدِ والضِّرَار: فِعْلُ الِاثْنَيْنِ، والضَّرَر: ابْتِدَاءُ الْفِعْلِ، والضِّرَار: الْجَزَاءُ عَلَيْهِ. وَقِيلَ الضَّرَر: مَا تَضُرُّ بِهِ صَاحِبَكَ وَتَنْتَفِعُ بِهِ أَنْتَ، والضِّرَار: أَنْ تَضُرَّه مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْتَفِعَ بِهِ. وَقِيلَ هُمَا بِمَعْنًى، وتَكرَارُهُما لِلتَّأْكِيدِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةَ بطَاعة اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً، ثُمَّ يحضرهما الموت فيُضَارِرَانِ في الوصيّة، فتجب لها النارُ» المُضَارَرَة فِي الوصيةِ: أَنْ لَا تُمضَى، أَوْ يُنْقَصَ بَعْضُهَا، أَوْ يُوصى لِغَيْرِ أَهْلِهَا، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ السُّنَّة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الرُّؤْيَةِ «لَا تُضَارُّون فِي رُؤْيَتِهِ» يُروى بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، فَالتَّشْدِيدُ بِمَعْنَى لَا تَتَخَالفُون وَلَا تتجادلُون فِي صِحَّةِ النَّظَرِ إِلَيْهِ، لوضُوحه وظُهُوره. يُقَالُ ضَارَّه يُضَارُّه، مِثْلَ ضَرَّه يَضُرُّه.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «يُقَالُ أَضَرَّنِي فلانٌ، إِذَا دَنَا مِنِّي دُنوَّاً شَدِيدًا» .
فَأَرَادَ بالمُضَارَّة الِاجْتِمَاعَ وَالِازْدِحَامَ عِنْدَ النَّظَرِ إِلَيْهِ. وأمَّا التَّخْفِيفُ فَهُوَ مِنَ الضَّيْر، لُغَةٌ فِي الضُّرّ، وَالْمَعْنَى فِيهِ كَالْأَوَّلِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ لَهُ» هَذِهِ كَلِمَةٌ تَسْتَعْمِلُهَا الْعَرَبُ، ظاهرُها الْإِبَاحَةُ، وَمَعْنَاهَا الْحَضُّ والتَّرغيبُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فأَضَرَّ بِهِ غُصْنٌ [فَمَدَّهُ] فَكَسَرَهُ» أَيْ دَنَا مِنْهُ دُنُوًّا شَدِيدًا فَآذَاهُ.
وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ «فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يَشْكُو ضَرَارَتَهُ» الضَّرَارَة هَاهُنَا: العَمَى. وَالرَّجُلُ ضَرِيرٌ، وَهُوَ مِنَ الضَّرّ: سُوءُ الْحَالِ.
وَفِيهِ «ابْتُلِينا بالضَّرَّاء فَصَبَرْنَا، وابتُلِينا بالسَّرَّاء فَلَمْ نَصْبِرْ» الضَّرَّاء: الْحَالَةُ الَّتِي تَضُرُّ، وَهِيَ نَقِيضُ السّرّاء، وهما بنا آن لِلْمُؤَنَّثِ، وَلَا مُذَكَّرَ لَهُمَا، يُرِيدُ إِنَّا اختُبِرنا بِالْفَقْرِ والشِّدة وَالْعَذَابِ فَصَبَرْنَا عَلَيْهِ، فلمَّا جَاءَتْنَا السَّرَّاءُ، وَهِيَ الدُّنْيَا والسِّعه وَالرَّاحَةُ بطِرنا وَلَمْ نَصْبِرْ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ المُضْطَرِّ» هذا يكون من وَجْهَيْنِ: أحدُهما أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى الْعَقْدِ مِنْ طَرِيقِ الإكرَاه عَلَيْهِ، وَهَذَا بَيْعٌ فاسدٌ لَا يَنْعَقِدُ، وَالثَّانِي أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى الْبَيْعِ لِدَين رَكِبَه أَوْ مَؤُونَةٍ تَرهَقُهُ فَيَبِيعَ مَا فِي يَدِهِ بِالْوَكْسِ للضَّرُورة، وَهَذَا سَبِيلُهُ فِي حقِّ الدِّينِ وَالْمُرُوءَةِ أَنْ لَا يُبايَع عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، وَلَكِنْ يُعان ويُقرض إِلَى الْمَيْسَرَةِ، أَوْ تُشترى سِلْعَتُهُ بِقِيمَتِهَا، فَإِنْ عُقِد الْبَيْعُ مَعَ الضَّرورة عَلَى هَذَا الْوَجْهِ صحَّ وَلَمْ يُفسَخ، مَعَ كَرَاهَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ لَهُ. وَمَعْنَى الْبَيْعِ هَاهُنَا الشِّرَاءُ أَوِ المُبايَعَه، أَوْ قَبُولُ الْبَيْعِ. والمُضْطَرّ: مُفْتَعَلٌ مِنَ الضُّرِّ، وأصلُه مُضْتَرِرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التَّاء طاءً لأجْل الضاَّد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «لَا تَبْتَعْ مِنْ مُضْطَرّ شَيْئًا» حَمله أَبُو عُبيد عَلَى المُكْرَه عَلَى البَيع، وَأَنْكَرَ حَمْلَه عَلَى المُحتَاج.
وَفِي حَدِيثِ سَمُرة «يَجْزِي مِنَ الضَّارُورة صَبُوح أَوْ غَبُوق» الضَّارُورة: لُغة فِي الضَّرُورة.
أَيْ إِنَّمَا يَحِل للمُضْطَرّ مِنَ المَيتَة أنْ يأكُلَ مِنْهَا مَا يسُدُّ الرَّمَق غَدَاء أَوْ عَشاء، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْمَع بَيْنهما.
وَفِي حديث عمرو بن مُرَّة «عند اعْتِكارِ الضَّرَائِر» الضَّرَائِر: الأمورُ المُخْتَلفة، كضَرَائر النِّسَاءِ لَا يَتَّفِقْنَ، واحدتها ضَرَّة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد.
لَهُ بصريحٍ ضَرَّة الشَّاةِ مُزْبِد الضَّرَّة: أصْل الضَّرْع.

طَرْبَلَ

(طَرْبَلَ)
(هـ) فِيهِ «إِذَا مرَّ أحدُكم بطِرْــبَال مائِل فليُسْرع المَشْيَ» هُوَ البنَاء المُرْتفع كالصَّومَعة والمنْظَرة مِنْ مَناَظر العَجَم. وَقِيلَ: هُوَ عَلَمٌ يُبْنَى فوقَ الجبَل، أَوْ قطْعة مِنْ جبَل.

ظَهَرَ

(ظَهَرَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الظَّاهِرُ» هُوَ الَّذِي ظَهَرَ فوقَ كلِّ شَيْءٍ وعَلاَ عَلَيْهِ. وَقِيلَ:
هُوَ الَّذِي عُرِف بطُرُــق الاسْتِدْلال العَقْلي بِمَا ظَهَرَ لَهُمْ مِنْ آثارِ أَفْعَالِهِ وأوصافهِ.
(س) وَفِيهِ ذِكْرُ «صَلَاةِ الظُّهْر» وهو اسمٌ لنصْفِ النهارِ، سُمِّي به مِنْ ظَهِيرَة الشَّمْسِ، وَهُوَ شدَّةُ حرِّها. وَقِيلَ: أُضِيَفت إِلَيْهِ لأَّنه أَظْهَرُ أوقاتِ الصَّلَاةِ للأَبْصَارِ. وَقِيلَ: أَظْهَرُها حَرَّاً.
وَقِيلَ: لأنَّها أَوَّلُ صلاةٍ أُظْهِرَتْ وصُلِّيَت.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكر «الظَّهِيرَة» فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ شدةُ الْحَرِّ نصْف النَّهار. وَلَا يقالُ فِي الشِّتاء ظَهِيرَة. وأَظْهَرْنا إِذَا دخَلْنا فِي وَقْتِ الظُّهْر، كأصْبَحْنا وأمْسَينا فِي الصَّباح والمَسَاء. وتُجمع الظَّهِيرَة عَلَى الظَّهَائِر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَتَاهُ رجُل يشكُو النِّقْرِسَ فَقَالَ: كَذَبَتْك الظَّهَائِرُ» أَيْ عَلَيْكَ بِالْمَشْيِ فِي حَرِّ الهواجر. وَفِيهِ ذِكْرُ «الظِّهَار» فِي غَيْرِ مَوْضِع. يُقَالُ: ظَاهَرَ الرجُلُ من امْرَأتِه ظِهَاراً. وتَظَهَّرَ، وتَظَاهَرَ إِذَا قَالَ لَهَا: أنتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمي. وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ طَلَاقًا. وَقِيلَ: أنَّهم أرَادُوا: أنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمي: أَيْ كَجِمَاعهِا، فَكَنوْا بالظَّهْر عَنِ البَطْن للمُجَاورة. وَقِيلَ: إنَّ إتيانَ المرأةِ وظَهْرُها إِلَى السَّمَاءِ كَانَ حَرَامًا عِنْدَهُمْ. وَكَانَ أهلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذَا أُتِيَتِ المرأةُ وَوَجْهُهَا إِلَى الْأَرْضِ جَاءَ الولدُ أحْول، فلِقَصْد الرَّجُل المُطَلَّق مِنْهُمْ إِلَى التَّغْليظ فِي تحْرِيم امْرَأتِه عَلَيْهِ شبَّهها بالظَّهْر، ثُمَّ لَمْ يَقْنَع بِذَلِكَ حَتَّى جَعَلَهَا كظَهْرِ أمِّه. وَإِنَّمَا عُدِّي الظِّهَار بِمِنْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا ظَاهَرُوا الْمَرْأَةَ تَجنَّبُوها كَمَا يَتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقة ويحتَرِزُون مِنْهَا، فكأنَّ قَوْلَهُ: ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ: أَيْ بَعُدَ واحترزَ مِنْهَا، كَمَا قِيلَ: آلَى مِنَ امْرَأَتِهِ، لمَّا ضُمِّن مَعْنَى التباعُد عُدّي بِمِنْ.
(هـ) وَفِيهِ ذكر «قرَيش الظَّوَاهِر» وهم الذين نَزَلوا بظُهُور جِبال مَكَّةَ. والظَّوَاهِر:
أشرَاف الْأَرْضِ. وقُرَيشُ البِطاحِ، وَهُمُ الَّذِينَ نَزَلُوا بطَاح مَكَّةَ.
(هـ) وَمِنْهُ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى أَبِي عُبيدة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا «فَاظْهَرْ بِمَنْ مَعَك مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهَا» يَعْنِي إِلَى أرضٍ ذكَرها: أَيِ اخرُج بِهِمْ إِلَى ظَاهِرِها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلِّي الْعَصْرَ وَلَمْ تَظْهَرِ الشَّمْسُ بعدُ مِنْ حُجْرتها» أَيْ لَمْ تَرْتَفِع وَلَمْ تَخْرُجْ إِلَى ظَهْرِها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ «لَمَّا قِيلَ: يَا ابْنَ ذاتِ النِّطاقين تمثَّل بِقَوْلِ أَبِي ذُؤَيب.
وَتِلْكَ شَكاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُها يُقَالُ: ظَهَرَ عَنِّي هَذَا العيبُ، إِذَا ارْتفعَ عَنْكَ، وَلَمْ يَنَلْك مِنْهُ شَيءٌ. أراد أن نِطاقَها لا يغضّ منه فيعيّربه، ولكنَّه يرفَع مِنْهُ ويزيدُه نُبْلا.
(هـ) وَفِيهِ «خَيرُ الصَّدقة مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى» أَيْ مَا كَانَ عَفْواً قَدْ فَضَل عَنْ غِنىً.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا فَضَلَ عَنِ العِيال. والظَّهْر قَدْ يُزادُ فِي مِثْل هَذَا إشْباعاً لِلْكَلَامِ وتَمْكِيناً، كأنَّ صدَقَته مُسْتَنِدَة إِلَى ظَهْرٍ قَوِيٍّ من المال. وَفِيهِ «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فاسْتَظْهَرَه» أَيْ حَفِظَه. تَقُولُ: قرأتُ القُرآنَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِي: أَيْ قَرَأتُه مِنْ حِفْظِي.
(س) وَفِيهِ «مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إلاَّ لَهَا ظَهْر وبطنٌ» قِيلَ ظَهْرُها: لفظَها، وبطْنها:
مَعْنَاهَا. وَقِيلَ: أَرَادَ بالظَّهْر مَا ظَهَرَ تأويلُه وعُرِف مَعْنَاهُ، وبالبَطْن مَا بَطَن تفسيرُه. وَقِيلَ قَصَصُه فِي الظَّاهِر أخْبارٌ، وَفِي الْبَاطِنِ عِبَرٌ وَتَنبيهٌ وتحذيرٌ، وَغَيْرُ ذلك. وقيل: أَرَادَ بالظَّهْر التَّلاوةَ، وبالبَطْن التَّفهُّمَ والتَّعظيم.
وَفِي حَدِيثِ الخَيل «وَلَمْ يَنْس حقَّ اللَّهِ فِي رِقابها وَلَا ظُهُورِها» حقُّ الظُهُور: أَنْ يَحْمِل عَلَيْهَا مُنْقَطَعاً بِهِ أَوْ يُجاهد عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ الحديث الآخر «ومن حَقِّها إفْقارُ ظَهْرِها» (س) وَفِي حَدِيثِ عَرْفجة «فتناولَ السَّيْفَ مِنَ الظَّهْر فحذَفَه بِهِ» الظَّهْر: الإبلُ الَّتِي يُحمِل عَلَيْهَا وتُرْكب. يُقَالُ: عِنْدَ فُلَانٍ ظَهْرٌ: أَيْ إبلٌ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أتأذَنُ لَنَا فِي نَحْر ظَهْرِنا؟» أَيْ إِبِلِنَا الَّتِي نركَبُها، وتُجمع عَلَى ظُهْرَان، بِالضَّمِّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فجعَلَ رجالٌ يستأذنُونه فِي ظُهْرَانهم فِي عُلْو الْمَدِينَةِ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهم وَبَيْنَ أَظْهُرِهِم» قَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ، والمرادُ بِهَا أنَّهم أَقَامُوا بَيْنَهُمْ عَلَى سَبِيلِ الاسْتِظْهَار والاستِناد إِلَيْهِمْ، وزِيدَت فِيهِ ألفٌ ونونٌ مفتوحةٌ تَأْكِيدًا، وَمَعْنَاهُ أنَّ ظَهْراً مِنْهُمْ قُدَّامَه وظَهْرا مِنْهُمْ وراءَه، فَهُوَ مكنُوفٌ مِنْ جانِبَيه، وَمِنْ جَوَانِبِهِ إِذَا قِيلَ بَيْنَ أَظْهُرِهم، ثُمَّ كَثُر حَتَّى استُعْمِل فِي الْإِقَامَةِ بَيْنَ القَوْم مُطْلَقًا.
وَفِي حَدِيثُ عَلِيٍّ «اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا
حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ» أَيْ جَعَلتمُوه وراءَ ظُهُورِكم، فَهُوَ مَنْسوب إِلَى الظَّهْر، وكسرُ الظَّاءِ مِنْ تَغْييرات النَّسب.
(هـ) وَفِيهِ «فعَمَدَ إِلَى بعيرٍ ظَهِير فَأَمَرَ بِهِ فرُحِل» يَعْنِي شَديد الظَّهر قَويّاً عَلَى الرِّحْلة.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَين يَوْمَ أُحُد» أَيْ جَمَعَ ولَبِسَ إِحْدَاهُمَا فوقَ الأخْرَى.
وكأنَّه مِنَ التَّظَاهُر: التَّعَاوُنِ والتَّساعُد. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ بَارَزَ يَوْمَ بَدْر وظَاهَرَ» أَيْ نَصَر وأَعَان.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فظَهَرَ الّذين كان بَينَهُم وَبَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْد، فَقَنَت شَهرا بَعْدَ الرُّكوع يَدْعو عَليهم» أَيْ غَلبوهم. هَكَذَا جَاءَ فِي رِواية. قالوا: والأشبه أن يكون مغيّر، كَمَا جَاءَ فِي الرِّواية الأُخْرَى «فَغَدرُوا بِهِمْ» .
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أمرَ خُرَّاصَ النَّخل أَنْ يَسْتَظْهِرُوا» أي يَحْتَاطوا لأرْبابها ويَدَعُوا لَهُمْ قَدْر مَا يَنُوبُهم ويَنْزل بِهِمْ مِنَ الأضْيافِ وأبْناءِ السَّبيل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى «أَنَّهُ كَسَا فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ ثَوْبَيْنِ، ظَهْرَانِيّاً وَمُعَقَّدًا» الظَّهْرَانيّ: ثوبٌ يُجاءُ بِهِ مِنْ مَرّ الظَّهْرَان. وَقِيلَ: هُوَ منْسُوب إِلَى ظَهْرَان: قَريةٍ مِنْ قُرَى البَحْرَين.
والمعقَّد: بُرْد مِنْ بُرُود هَجَر.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «مَرّ الظَّهْرَان» فِي الْحَدِيثِ. وَهُوَ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وعُسْفَان. واسمُ القَرْية الْمُضَافَةِ إِلَيْهِ: مَرُّ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّابِغَةِ الجَعْدي «أَنْشَدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
بلغَنْا السَّماءَ مَجْدُنا وسَنَاؤُنا ... وإنَّا لنَرْجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظْهَرا
فغَضِب وَقَالَ لِي: أَيْنَ المَظْهَر يَا أبَا لَيلى؟ قَالَ: إِلَى الجَّنة يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أجَلْ إِنْ شاءَ اللَّهُ» المَظْهَر: الَمْصَعد.

عَلَجَ

(عَلَجَ)
[هـ] فِيهِ «إنَّ الدُّعاء ليَلْقَى البَلاَء فيَعْتَلِجَان» أَيْ يَتَصارَعان.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ بَعَث رَجُلَيْن فِي وجْهٍ وَقَالَ: إنَّكما عِلْجَان فعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا» العِلْج: الرَّجُل القَويّ الضَّخْم. وعَالِجَا: أَيْ مَارِسَا الْعَمَلَ الَّذِي نَدَبْتكما إِلَيْهِ واعْمَلا بِهِ .
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «ونَفى مُعْتَلَجَ الرَّيب مِن النَّاسِ» هُوَ مِنَ اعْتَلَجَتِ الأمْواجُ إِذَا الْتَطَمَت، أَوْ مِنَ اعْتَلَجَتِ الأرضُ إِذَا طَالَ نَباتُها.
وَفِيهِ «فأتَى عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بِأَرْبَعَةِ أَعْلَاج مِنَ العَدُوّ» يُريد بالعِلْج الرَّجُلَ مِنْ كُفار العَجم وَغَيْرِهِمْ، والأَعْلَاج: جَمْعه، ويُجْمَع عَلَى عُلُوج، أَيْضًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتْل عُمَرَ «قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّان أَنْ تَكْثُرَ العُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الأسْلَمِيّ «إِنِّي صَاحِبُ ظَهْرٍ أُعَالِجُه» أَيْ أُمارِسُه وَأُكَارِي عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عَالَجْتُ امرأة فأصبت منها» . وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مِن كَسْبه وعِلَاجِه» .
وَحَدِيثُ العَبْد «وَلِيَ حرَّه وعِلَاجَه» أَيْ عَمَله.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ «كلاَّ وَالَّذِي بَعَثك بِالْحَقِّ إنْ كُنْتُ لأُعَالِجُه بالسَّيف قَبْلَ ذَلِكَ» أَيْ أضْرِبُه.
(هـ) وَحَدِيثُ عَائِشَةَ «لمَّا مَاتَ أَخُوهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِطَريق مَكَّةَ فَجْأةً قَالَتْ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنْ أمْرِه إلاَّ خَصْلَتَين: أَنَّهُ لَمْ يُعَالِجْ، وَلَمْ يُدْفَن حَيْثُ مَاتَ» أَيْ لَمْ يُعَالِجْ سَكْرة الْمَوْتِ فَيَكُونَ كفَّارَة ًلذُنُوبه.
ويُروى «لَمْ يُعَالَجْ» بِفَتْحِ اللَّامِ: أَيْ لَمْ يُمَرَّض، فَيَكُونَ قدْ نَاله مِنْ أَلَمِ الْمَرَضِ مَا يُكَفّر ذُنُوبه.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء «وَمَا تَحْويه عَوَالِجُ الرِّمال» هِيَ جَمْع: عَالِج، وَهُوَ مَا تَراكم مِنَ الرَّمْل ودَخَل بعضُه فِي بَعْضٍ.

غَلَطَ

(غَلَطَ يَغْلِطُ) غَلَطَ يَغْلِطُ: لغة في غَلُطَ يَغْلِطُ) ، وقرأَ نُبَيْح، وأَبو واقِدٍ، والجَرَّاح (واغْلِطْ عَلَيْهم) . 
غَلَطَ
الجذر: غ ل ط

مثال: غَلَطَ في المسألة
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في ضبط عين الفعل بالفتح

الصواب والرتبة: -غَلِطَ في المسألة [فصيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم أن الفعل «غَلِطَ» من باب «فَرِحَ» فتكون عينه «اللام» مكسورة في الماضي.
(غَلَطَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنِ الغُلُوطَات فِي المَسائل» وَفِي رِوَايَةٍ «الأُغْلُوطَات» قَالَ الْهَرَوِيُّ:
الغُلُوطَات تُركتْ مِنْهَا الْهَمْزَةُ، كَمَا تَقُولُ: جَاءَ الأحْمَر وَجاء الحَمْرُ بِطَرْــح الْهَمْزَةِ، وَقَدْ غَلِطَ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا جَمْع غَلُوطَة.
وَقَالَ الخطَّابي: يُقَالُ: مَسْئلةٌ غَلُوط: إِذَا كَانَ يُغْلَطُ فِيهَا، كَمَا يُقَالُ: شَاة حَلُوب، وفَرَس رَكُوب، فَإِذَا جَعَلْتها اسْماً زِدْت فيها الهاء فقُلْت: غَلُوطَة، كَمَا يُقَالُ: حَلُوبة ورَكُوبَة. وَأَرَادَ المَسائلَ الَّتِي يُغَالَط بِهَا العُلَماء ليَزِلُّوا فِيهَا فيهِيجُ بِذَلِكَ شَرٌّ وَفِتْنة. وَإِنَّمَا نَهى عَنْهَا لِأَنَّهَا غيْر نَافِعَةٍ فِي الدِّين، وَلَا تَكاد تَكُونُ إلَّا فِيمَا لَا يَقع.
ومِثْله قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ: «أنْذَرْتُكم صِعَابَ المَنْطِق» يُريد المَسائل الدَّقِيقَةَ الغامِضة.
فَأَمَّا الأُغْلُوطَات فَهِيَ جَمْعُ أُغْلُوطَة، أُفْعُولة، مِنَ الغَلَط، كالأُحْدُوثة والاعْجُوبة.

غَمِطَ

غَمِطَ الناسَ، كضَرَبَ وسَمِعَ: اسْتَحْقَرَهم،
وـ العافِيَةَ: لم يَشْكُرْها،
وـ النِّعْمَةَ: بَطِرَــها، وحَقَرَها،
وـ الماءَ: جَرَعَه بِشِدَّةٍ،
وـ الذَّبِيحةَ: ذَبَحَها.
وسَماءٌ غَمَطَى، محركةً: غَبَطَى.
وأغْمَطَ: دامَ، ولاَزَمَ.
واغْتَمَطَه: حاضَرَه فَسَبَقَه بعدَما سُبِقَ أوَّلاً،
وـ فلاناً بالكلام: عَلاهُ فَقَهَرَه،
وـ الشيءُ: خَرَجَ فما رُئِيَ له عَيْنٌ ولا أثَرٌ.
والغَمْطُ: المُطْمَئنُّ من الأرضِ.
وتَغَمَّطَ عليه التُّرابُ: غَطَّاهُ.
(غَمِطَ)
(هـ) فِيهِ «الكِبْر أَنْ تَسْفَهَ الحقَّ وتَغْمِطَ النَّاسَ» الغَمْط: الاسْتِهانة والاسْتحْقار، وهو مثْل الغمص. يُقَالُ: غَمِطَ يَغْمَطُ، وغَمَطَ يَغْمِطُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّمَا ذَلِكَ مَن سَفِهَ الحَقَّ وغَمِط النَّاسَ» أَيْ إنَّما البَغْيُ فِعْلُ مَن سَفِهَ وغَمِط.
وَفِيهِ «أَصَابَتْهُ حُمَّى مُغْمِطَة» أَيْ لازِمَة دَائِمَةٌ، وَالْمِيمُ فِيهِ بَدَل مِنَ الباءِ. يُقَالُ: أغْبَطَت عليه الحُمِّى إذا دامت. وقد تقدّم. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الغَمْط، كُفْرِان النِّعْمة وسَتْرها، لأنَّها إذَا غَشِيَتْه فَكَأَنَّهَا سَتَرت عَلَيْهِ.

فَرَصَ

(فَرَصَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْحَيْضِ «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكة فتَطّهري بِهَا» وَفِي رِوَايَةٍ «خُذِي فِرْصَة مِنْ مِسْك» الفِرْصَة بِكَسْرِ الْفَاءِ: قِطْعة مِنْ صُوف أَوْ قُطْن أَوْ خِرْقة. يُقَالُ:
فَرَصْتُ الشَّيْءَ إِذَا قطَعْتَه. والمُمَّسكة: المُطَيّبة بالمِسْك. يُتَتَبَّع بِهَا أثَرُ الدَّم فيَحْصُل مِنْهُ الطِّيب والتّنْشِيف.
وَقَوْلُهُ «مِن مِسْك» ظاهِرُه أَنَّ الفِرْصَة مِنْهُ، وَعَلَيْهِ المذْهب وقولُ الْفُقَهَاءِ.
وحَكى أَبُو دَاوُدَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ بَعْضِهِمْ «قرْصَة» بِالْقَافِ: أَيْ شَيْئًا يَسِيراً مِثل القَرْصَة بِطَرَــفِ الْأُصْبُعَيْنِ.
وَحَكَى بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ قُتَيْبة «قَرْضَة» بِالْقَافِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ: أَيْ قِطْعَة، مِنَ القَرْض: القَطْع.
(هـ) وَفِيهِ «إنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أرَى الرجُل ثَائِرًا فَرِيصُ رَقَبَته. قَائِمًا عَلَى مُرَيَّته يَضْرِِبُها» الفَرِيصَة: اللَّحْمَة الَّتِي بَيْنَ جَنْب الدَّابة وكَتِفها لَا تَزَالُ تُرْعَدُ. وَأَرَادَ بِهَا هَاهُنَا عصَب الرَّقبة وعُروقها، لِأَنَّهَا هِيَ الَّتي تَثُور عِنْدَ الغَضَب.
وَقِيلَ: أَرَادَ شَعَر الفَرِيصَة، كَمَا يُقَالُ: ثَائِرُ الرَّأْسِ، أَيْ ثَائِرُ شعَر الرَّأس. وجَمْع الفَرِيصَة: فَرِيصٌ، وفَرَائِص، فَاسْتَعَارَهَا للرَّقَبة وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا فَرَائِص، لِأَنَّ الغَضَب يُثير عُروقها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَجِيءَ بِهِمَا تُرْعَد فَرَائِصُهُما» أَيْ تَرْجُف مِنَ الخَوف.
(س) وَفِيهِ «رَفع اللَّهُ الحَرجَ إلَّا مَن افْتَرَصَ مُسْلما ظُلْماً» هَكَذَا رُوي بِالْفَاءِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ الفَرْص: القَطْع، أَوْ مِنَ الفُرْصَة. النَّهْزة. يُقَالُ افْتَرَصَها: أَيِ انْتَهزَها، أَرَادَ: إلَّا مَن تمكَّن مِنْ عِرْض مُسْلم ظُلْمًا بالغِيبة وَالْوَقِيعَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَيْلة «ومَعها ابْنَة لَهَا أخَذَتْها الفَرْصَة» أَيْ ريحُ الحَدَب. وَيُقَالُ بِالسِّينِ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ.

فَرَطَ

(فَرَطَ)
(هـ) فِيهِ «أنَا فَرَطُكم عَلَى الحَوْض» أَيْ مُتَقَدِّمُكُمْ إِلَيْهِ. يُقَالُ:
فَرَطَ يَفْرِطُ، فَهُو فَارِطٌ وفَرَطٌ إِذَا تقَدَّم وسَبَق الْقَوْمَ ليَرْتادَ لَهُمُ الْمَاءَ، وَيُهَيِّئَ لَهُمُ الدِّلاء والأَرِشيَة.
(هـ) وَمِنْهُ الدُّعَاءُ للطِّفل الميِّت «اللَّهُمَّ اجْعَلْه لَنَا فَرَطاً» أَيْ أجْراً يَتَقَدَّمُنا. يُقَالُ: افْتَرَطَ فُلان ابْناً لَهُ صَغيرا إِذَا مَاتَ قَبْله.
وَحَدِيثُ الدُّعَاءِ أَيْضًا «عَلَى مَا فَرَطَ منِّي» أَيْ سَبَق وَتَقَدَّمَ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَا والنَّبِيُّون فُرَّاط القَاصِفين» فُرَّاط: جَمْع فَارِط: أَيْ مُتَقَدّمون إِلَى الشَّفَاعَةِ. وَقِيلَ: إِلَى الحَوْض. والقاصِفون: المُزْدَحِمُون.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «قَالَ لِعَائِشَةَ: تَقدَمِين عَلَى فَرَطِ صدقٍ» يَعني رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وأضافَهُما إِلَى صِدْق وصْفاً لهمَا ومَدْحا.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «قَالَتْ لِعَائِشَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهاك عَنِ الفُرْطَة فِي الدِّين» يَعْنِي السَّبْق والتَّقَدُّم ومُجاوَزة الحَدِّ. الفُرْطَة بِالضَّمِّ: اسْمٌ لِلْخُرُوجِ والتَّقَدُّم، وَبِالْفَتْحِ المرَّة الواحِدة.
وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ- وَهُوَ بطَرِــيق مَكَّةَ-: مَنْ يَسْبقنا إِلَى الْإِثَايَةِ فيَمْدُرُ حَوْضَها ويُفْرِطُ فِيهِ فيَملؤه حَتَّى نأتِيَه» أَيْ يُكْثِر مِنْ صَبِّ الْمَاءِ فِيهِ. يُقَالُ: أَفْرَطَ مَزَادتَه إِذَا مَلأها، مِنْ أَفْرَطَ فِي الأمْر إِذَا جاوَز فِيهِ الحَدّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُراقة «الَّذِي يُفْرِطُ فِي حَوْضِه» أَيْ يَمْلؤه.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
تَنْفِي الرّيَاحُ القَذَى عَنْهُ وأَفْرَطَه أَيْ مَلَأَهُ. وَقِيلَ: أَفْرَطَه هَاهُنَا بمعنى تركَه. وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطِيح:
إنْ يُمْسِ مُلْكُ بَنِي سَاسَانَ أَفْرَطَهُم أَيْ تَرَكَهُمْ وَزَالَ عَنْهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَا يُرَى الجاهلُ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً» هُو بِالتَّخْفِيفِ: الْمُسْرِف فِي العَمَل، وَبِالتَّشْدِيدِ: المُقَصِّر فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ نَامَ عَنِ العِشَاء حَتَّى تَفَرَّطَتْ» أَيْ فَاتَ وقْتُها قَبْلَ أدائِها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ تَوْبَةِ كَعْبٍ «حَتَّى أسْرَعوا وتَفَارَطَ الغَزْوُ» وَفِي رِوَايَةٍ «تَفَرَّطَ الغَزْوُ» أَيْ فَاتَ وقْتُه وَتَقَدَّمَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ضُباعة «كَانَ الناسُ إِنَّمَا يَذْهَبون فَرْطَ اليَوْمين فَيَبْعَرُون كَمَا تَبْعَر الْإِبِلُ» أَيْ بَعْدَ يَوْمَين. يُقَالُ: آتِيك فَرْطَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَين: أَيْ بَعْدَهُما، ولَقِيتُه الفَرْطَ بَعْدَ الفَرْطِ أَيِ الحِينَ بَعْد الحِين.
فَرَطَ فُروطاً بالضم: سَبَقَ، وتَقَدَّمَ،
وـ في الأمْرِ فَرْطاً: قَصَّرَ به، وضَيَّعَهُ،
وـ عليه في القولِ: أسْرَفَ،
وـ وُلْداً: ماتُوا له صِغَاراً،
وـ إليه رَسولَهُ: قَدَّمَهُ، وأرْسَلَهُ،
وـ النَّخْلَةُ: ما لُقِّحَتْ حتى عَسَا طَلْعُها، وأفْرَطَها غيرُها.
وفَرَطَ القومَ يَفْرِطُهُمْ فَرْطاً وفَراطةً: تَقَدَّمَهُمْ إلى الوِرْدِ لإِصْلاحِ الحَوْضِ والدِّلاَء، وهم الفُرَّاطُ،
والفَرْطُ: الاسْمُ من الإِفْرَاطِ، والغَلَبَةُ، والجَبَلُ الصغيرُ، أو رأسُ الأكَمَةِ، والعَلَمُ المُسْتَقِيمُ يُهْتَدَى به
ج: أفْرُطٌ وأفْراطٌ، والحِينُ، وأنْ تأتِيهُ بعدَ الأيَّامِ، ولا يكونُ أكْثَرَ من خَمْسَةَ عَشَرَ، ولا أقَلَّ من ثَلاَثَةٍ، وطَرِيقٌ،
أو ع بِتهامَةَ، وبالتحريكِ: المُتَقَدِّمُ إلى الماء، للواحِدِ والجَمِيعِ، والماءُ المُتَقَدِّمُ لغيرِهِ من الأَمْواهِ، وما تَقَدَّمَكَ من أجْرٍ وعَملٍ، وما لم يُدْرِكْ من الولَدِ، وبضمَّتيْنِ: الظُّلْمُ والاعْتِدَاء، والأمْرُ المُجاوَزُ فيه عن الحَدِّ، والفَرَسُ السريعةُ.
والفُراطَةُ، كثُمامَةٍ: الماء يكونُ شَرَعاً بينَ عِدَّةِ أحْياء، من سَبَقَ إليه، فهو له.
والفَارِطَانِ: كوْكَبَانِ أمام بَناتِ نَعْشٍ.
وأفْراطُ الصَّباحِ: تَباشِيرُهُ.
وفَرَّطَ الشيءَ،
وـ فيه تَفْرِيطاً: ضَيَّعَهُ، وقَدَّمَ العَجْزَ فيه، وقصَّرَ،
وـ إليه رسولاً: أرْسَلَهُ،
وـ فلاناً: تَرَكَهُ، وتَقَدَّمَهُ، ومَدَحَهُ حتى أفْرَطَ في مَدْحِهِ،
وـ اللُّه تعالى عن فُلانٍ ما يَكْرَهُ: نَحَّاهُ.
وأفْرَطَهُ: مَلأَهُ حتى أسالَ الماء، أو حتى فاضَ،
وـ الأمْرَ: نَسِيَهُ،
وـ عليه: حَمَّلَهُ ما لا يُطيقُ، وجاوَزَ الحَدَّ، وأعْجَلَ بالأمْرِ،
وـ السَّحابُ بالوَسْمِيِّ: عَجَّلَتْ به،
وـ بِيَدِهِ إلى سَيْفِهِ لِيَسْتَلَّهُ: بادَرَ، وأرسَلَ رسولاً خاصّاً في حَوائِجِهِ.
وتَفارَطَتْهُ الهُمومُ: أصابَتْهُ في الفَرْطِ، أو تَسَابَقَتْ إليه،
وـ فلانٌ: سَبَقَ، وتَسَرَّعَ،
وـ الشيءُ: تأخَّرَ وَقْتُهُ، فلم يَلْحَقْهُ من أرادَهُ.
وهو لا يُفْتَرَطُ إحْسَانُهُ: لا يُخافُ فَوتُهُ.
والفَرْطَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ من الخُروجِ، وبالضم: الاسمُ.
وبعيرٌ ورجُلٌ فُرَطِيٌّ، كجُهَنيٍّ وعَرَبِيٍّ: صَعْبٌ، وقوله تعالى:
{وأنَّهُم مُفْرَطونَ} ، أي: مَنْسِيُّونَ مَتْرُوكونَ في النارِ، أو مُقَدَّمُونَ مُعَجَّلُونَ إليها. وقُرِئ بكسر الراء، أي: مُجَاوِزُونَ لما حُدَّ لهم.
وفارَطَهُ: ألْفاهُ، وصادَفَهُ، وسابَقَهُ.
وتَكَلَّمَ فِراطاً، ككِتابٍ، أي: سَبَقَتْ منه كَلِمَةٌ.
وافْتَرَطَ ولَداً، أي: ماتَ وَلَدُه قبلَ الحُلُمِ.

فَرُهَ

(فَرُهَ)
(س) فِي حَدِيثِ جُرَيْج «دابَّةٌ فَارِهَة» . أَيْ نَشِيطَةٌ حَادَّةٌ قَويَّة. وَقَدْ فَرُهَتْ فَرَاهَة وفَرَاهِيَة.
فَرُهَ، ككَرُمَ، فَراهَةً وفَراهِيَةً: حَذَقَ،
فهو فارِهٌ، بَيِّنُ الفُروهَةِ
ج: فُرَّهٌ، كَرُكَّعِ وسُكَّرَةٍ وسُفْرَةٍ وكُتُبٍ.
والفارِهَةُ: الجارِيَةُ المَليحَةُ، والفَتِيَّةُ، والشَّديدَةُ الأَكْل.
وأفْرَهَتِ الناقَةُ، فهي مُفْرِهٌ ومُفْرِهَةٌ: إذا كانت تُنْتِجُ الفُرَّهَ،
كفَرَّهَتْ تَفْريهاً،
وـ فلانٌ: اتَّخَذَ غُلاماً فارِهاً.
وفَرِهَ، كفَرِحَ: أشِرَ، وبَطِرَ.
وهو يَسْتَفْرهُ الأَفْراسَ: يَسْتَكْرِمُها. وابن فِيرُّه، بكسر الفاءِ وضم الراءِ المشددة: أبو القاسِمِ الشاطِبِيُّ، رحمه الله تعالى، ومعناهُ: الجَديدَةُ بالمَغْرِبِيَّةِ.
وفَراهَةُ، كسَحابَةٍ: ة بِسِجِسْتانَ.

فَيَدَ

(فَيَدَ)
فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «فِي الرجُل يَسْتَفِيدُ الْمَالَ بِطَرِــيقِ الرِبْح أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ:
يُزَكِّيه يومَ يَسْتَفِيدُه» أَيْ يَوْمَ يَمِلكُه. وَهَذَا لَعَلَّهُ مذهبٌ لَهُ، وإلاَّ فَلَا قائلَ بِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مَالٌ قَدْ حَالَ عَلَيْهِ الحَوْل واسْتَفَادَ قَبْلَ وُجوب الزَّكَاةِ فِيهِ مَالًا، فيُضيفُه إِلَيْهِ وَيَجْعَلُ حَوْلَهُمَا وَاحِدًا ويُزَكّي الْجَمِيعَ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِ.

قَدَمَ

(قَدَمَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُقَدِّم» هُوَ الَّذِي يُقَدِّم الأشياءَ ويَضَعها فِي مواضِعها، فَمَنِ اسْتَحقّ التقديمَ قَدَّمه.
(هـ) وَفِي صِفَةِ النَّارِ «حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَه» أَيِ الَّذِينَ قَدَّمَهم لَهَا مِنْ شِرار خَلْقه، فَهُمْ قَدَمُ اللَّهِ لِلنَّارِ، كَمَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدَمُه لِلْجَنَّةِ.
والقَدَم: كلُّ مَا قدّمْتَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. وتَقَدَّمَتْ لفُلان فِيهِ قَدَمٌ: أَيْ تَقَدُّم فِي خَيْرٍ وشرٍّ.
وَقِيلَ: وضْع القَدم عَلَى الشَّيْءِ مَثَل للرَّدْع والقَمْع، فَكَأَنَّهُ قَالَ: يَأْتِيهَا أمرُ اللَّهِ فَيكُفّها مِنْ طلَب المَزيد.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ تَسْكِينَ فَوْرتها، كَمَا يُقَالُ لِلْأَمْرِ تُريد إِبْطَالَهُ: وضَعْته تَحْتَ قَدَمِي.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ألاَ إِنَّ كلَّ دَمٍ ومَأثُرةٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ هاتَين» أَرَادَ إخْفاءَها، وإعْدامها، وإذْلال أمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، ونَقْضَ سُنَّتها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثةٌ فِي المَنْسَي تَحْتَ قَدَم الرَّحْمَنِ» أَيْ أَنَّهُمْ مَنْسِيُّون، مَتْروكون، غيرُ مَذْكورِين بِخَيْرٍ.
(هـ) وَفِي أَسْمَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أَنَا الحاشِرُ الَّذِي يُحْشَر الناسُ عَلَى قَدَمِي» أَيْ عَلَى أثَرِي.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إنَّا عَلَى مَنازِلِنا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وقِسْمة رَسُولِهِ، والرجُلُ وقَدَمُه، والرجُلُ وبَلاؤه» أَيْ فِعاله وتَقَدُّمه فِي الْإِسْلَامِ وسَبْقه.
وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ «كَانَ قَدْرُ صَلَاتِهِ الظُّهرَ فِي الصَّيْفِ ثَلَاثَةَ أَقْدام إلى خمسة أَقْدام» أَقْدام الظَّل الَّتِي تُعْرَف بِهَا أَوْقَاتُ الصَّلَاةِ هِيَ قَدَم كُلِّ إِنْسَانٍ عَلَى قَدْر قامَتِه، وَهَذَا أمرٌ مُخْتلِف باخْتلاف الْأَقَالِيمِ وَالْبِلَادِ؛ لِأَنَّ سَبَبَ طُول الظِل وقِصَره هُوَ انحِطاط الشمس وارتِفاعُها إلى سَمْت الرؤوس، فكلَّما كانت أعْلى، وإلى مُحاذاة الرؤوس فِي مَجْراها أقْرَب، كَانَ الظِل أقْصر، وينعكِس الأمرْ بِالْعَكْسِ، وَلِذَلِكَ تَرَى ظِلّ الشِتاء فِي الْبِلَادِ الشماليَّة أَبَدًا أطْول مِنْ ظِل الصَّيْفِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْهَا، وَكَانَتْ صَلَاتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنَ الْإِقْلِيمِ الثَّانِي. ويُذْكر أَنَّ الظِل فِيهِمَا عِنْدَ الاعْتِدال فِي آذارَ وأيْلُول ثَلَاثَةُ أَقْدام وَبَعْضُ قَدَم، فيشْبِه أَنْ تَكُونَ صَلَاتُهُ إِذَا اشتدَّ الْحَرُّ مُتَأخِّرة عَنِ الوقْت الْمَعْهُودِ قبلَه إِلَى أَنْ يَصِير الظِلُّ خَمْسَةَ أَقْدَام، أَوْ خَمْسَةً وَشَيْئًا، وَيَكُونُ فِي الشِّتَاءِ أوّلَ الْوَقْتِ خمسةَ أَقْدام، وآخِرُه سَبْعَةً، أَوْ سَبْعَةً وَشَيْئًا، فيُنَزَّل هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فِي ذَلِكَ الْإِقْلِيمِ دُونَ سَائِرِ الْأَقَالِيمِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «غَيْرُ نَكِلٍ فِي قَدَمٍ وَلَا واهِناً فِي عَزْم » أَيْ فِي تَقَدُّم.
وَيُقَالُ: رجُلٌ قَدَمٌ إِذَا كَانَ شُجَاعًا. وَقَدْ يَكُونُ القَدَم بِمَعْنَى التقدُّم.
(س) وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «أَقْدِم حَيْزُومُ» هُوَ أمرٌ بالإِقْدام. وَهُوَ التقدُّم فِي الحرْب. والإِقْدام: الشَّجَاعَةُ. وَقَدْ تُكْسر هَمْزَةُ: «إقْدَم» ، وَيَكُونُ أمْراً بالتقدُّم لَا غَير. وَالصَّحِيحُ الْفَتْحُ، مِنْ أقْدَم.
(س) وَفِيهِ «طُوبَى لعبْدٍ مُغْبَرٍّ قُدُمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» رجُلٌ قُدُمٌ بِضَمَّتَيْنِ: أَيْ شُجَاعٌ.
ومَضَى قُدُماً إِذَا لَمْ يُعَرِّج.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ شَيْبة بْنِ عُثْمَانَ «فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُدْماً، هَا» أَيْ تَقَدَّموا وَ «هَا» تَنْبيه، يُحَرِّضُهم عَلَى الْقِتَالِ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «نَظَر قُدُماً أمامَه» أي لم يُعَرِّج وَلَمْ يَنْثَن. وَقَدْ تُسَكّن الدَّالُ. يُقَالُ: قَدَمَ بِالْفَتْحِ يَقْدُم قُدْماً: أَيْ تَقَدَّم.
(س) وَفِيهِ «أنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سَلَّم عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلّي فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا قَدُم وَمَا حَدُث» أَيِ الحُزْن وَالْكَآبَةُ، يُرِيد أَنَّهُ عاوَدَتْه أحزانُه الْقَدِيمَةُ واتَّصَلت بِالْحَدِيثَةِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ غَلب عليَّ التفكُّرُ فِي أحْوالي الْقَدِيمَةِ والحَديثة. أيُّها كَانَ سَبَبًا لتَرك رَدِّه السَّلَامَ عَلَيَّ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ مَشى القُدَمِيَّة» وَفِي رِوَايَةٍ «اليقْدُمِيَّة » وَالَّذِي جَاءَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ «القُدَمِيَّة» وَمَعْنَاهَا أَنَّهُ تَقَدَّم فِي الشّرَف والفضْل عَلَى أَصْحَابِهِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ التَّبَخْتر، وَلَمْ يُرد المَشْي بِعَيْنِهِ.
وَالَّذِي جَاءَ فِي كُتب الْغَرِيبِ «اليقْدُمِيَّة» [والتَّقْدُمِيَّة ] بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ فَهُمَا زَائِدَتَانِ، ومعناهُما التَّقَدُّمُ.
وَرَوَاهُ الْأَزْهَرِيُّ بِالْيَاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ تَحْتُ، وَالْجَوْهَرِيُّ بِالْمُعْجَمَةِ مِنْ فَوْق.
وَقِيلَ: إنَّ اليَقْدُمِيَّة بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتُ هُوَ التقدُّم بهِمَّتِه وَأَفْعَالِهِ.
(س) وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ «لأكوننَّ مُقَدِّمَتَه إِلَيْكَ» أَيِ الْجَمَاعَةَ الَّتِي تَتقدّم الْجَيْشَ، مِنْ قَدَّم بِمَعْنَى تَقَدَّم، وَقَدِ اسْتُعيرت لِكُلِّ شَيْءٍ، فَقِيلَ: مُقَدِّمة الْكِتَابِ، ومُقَدِّمة الْكَلَامِ بِكَسْرِ الدَّالِ، وَقَدْ تُفْتح.
وَفِيهِ «حَتَّى إِنَّ ذِفْراها لتَكاد تُصيب قادِمَةَ الرَّحْل» هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي مُقَدِّمة كُور الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ قَرَبُوس السَّرج. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرها فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «قَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ: تَدَلَّى مِنْ قَدُوم ضَأْنٍ» قِيلَ: هِيَ ثَنِيَّة أَوْ جَبلٌ بالسَّراة مِنْ أَرْضِ دَوْس.
وَقِيلَ: القَدوم: مَا تَقَدَّمَ مِنَ الشَّاةِ، وَهُوَ رأسُها، وَإِنَّمَا أَرَادَ احْتِقارَه وصِغَر قَدْرِه.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ زَوْج فُرِيعة قُتِل بطَرَــف القَدوم» هُوَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ: مَوْضِعٌ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اخْتَتَن بالقَدوم» قِيلَ: هِيَ قَرْيَةٌ بِالشَّامِ. ويُروَى بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَامٍ. وَقِيلَ: القَدوم بالتخفيف والتشديد: قَدُوم النَّجَّار. وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو:
ففِينا الشِعْرُ والمُلْكُ القُدَامُ
أَيِ الْقَدِيمُ، مثْل طَويل وطُوال.

كَظَمَ

كَظَمَ غَيْظَه يَكْظِمُه: رَدَّهُ، وحَبَسَهُ،
وـ البابَ: أغْلَقَهُ،
وـ النَّهْرَ والخَوْخَةَ: سَدَّهُما،
وـ البعيرُ كُظوماً: أمْسَكَ عن الجِرَّةِ.
ورجُلٌ كَظيمٌ ومَكْظومٌ: مَكْروبٌ.
والكَظَمُ، محرَّكةً: الحَلْقُ، أو الفَمُ، أو مَخْرَجُ النَّفَسِ.
وكُظِمَ، كعُنِيَ كُظوماً: سَكَتَ.
وقَوْمٌ كُظَّمٌ، كرُكَّعٍ: ساكِتونَ.
والكِظامةُ، بالكسر: فَمُ الوادي، ومَخْرَجُ البَوْلِ من المرأةِ، وبِئْرٌ بجَنْبِ بِئْرٍ بَيْنَهُما مَجْرًى في بَطْنِ الأرضِ،
كالكَظيمَةِ، والحَلْقَةُ تُجْمَعُ فيها خُيوطُ الميزانِ، وسيرٌ يُدارُ بطَرَــفِ السِّيَةِ العُلْيا من القَوْسِ، ومِسْمارُ الميزانِ، أو الحَلْقَةُ يُجْمَعُ فيها خُيوطُ الميزانِ من طَرَفِ الحَديدةِ، وحَبْلٌ يُشَدُّ به أنْفُ البعيرِ، والعَقَبُ على رُؤُوسِ قُذَذِ السَّهْمِ، أو مَوْضِعُ الريشِ منه. وككِتابٍ: سِدادُ الشيءِ.
وكاظِمَةُ: ع م.
وأخَذَ بكِظامِ الأمْرِ، بالكسر، أي: بالثِّقَةِ.
والكَظِيمةُ: المَزادَةُ.
(كَظَمَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ أتَى كِظَامَةَ قَومٍ فَتوضَّأ مِنْهَا» الكِظَامة: كالقَناة، وجَمْعُها: كَظَائِم. وَهِيَ آبَارٌ تُحْفَر فِي الْأَرْضِ مُتَناسِقَة، ويَخْرَق بعضُها إِلَى بَعْض تَحت الْأَرْضِ، فَتَجْتَمِع مِياهُها جارِيةً، ثُمَّ تَخْرُج عِنْدَ مُنْتَهاها فَتَسِيح عَلَى وجْه الْأَرْضِ. وَقِيلَ: الكِظَامة: السِّقايَة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «إِذَا رَأيْتَ مكَّة قَدْ بُعِجَت كَظَائِمَ» أَيْ حُفِرَت قَنَواتٍ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ فَبالَ» وَقِيلَ: أَرَادَ بالكِظَامة فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الكَنَاسَةَ.
وَفِيهِ «مَن كَظَمَ غَيْظاً فَلَه كَذَا وَكَذَا» كَظْم الغَيْظ: تَجَرُّعُه واحْتِمالُ سَبَبه والصَّبْرُ عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا تثاءَب أحَدُكم فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطاع» أَيْ لِيَحْبِسْه مَهْمَا أمْكَنه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ المطَّلب «لَهُ فَخرٌ يَكْظِم عَلَيْهِ» أَيْ لَا يُبْدِيه ويُظْهِره، وَهُوَ حَسَبُه.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لعلَّ اللهَ يُصْلح أمْرَ هَذِهِ الأمَّة وَلَا يُؤخَذ بأَكْظَامِها» هِيَ جَمْع:
كَظَم، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ مَخْرَجُ النَّفَس مِنَ الحَلْق.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخعِيّ «لَهُ التَّوْبَةُ مَا لَمْ يُؤخَذ بكَظَمِه» أَيْ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ وَانْقِطَاعِ نَفَسِه.
وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْر «كاظِمَة» هُوَ اسْمُ مَوْضع. وَقِيلَ: بِئر عُرِف الموْضِع بِهَا.

خَنَفَ

(خَنَفَ)
(هـ) فِيهِ «أَتَاهُ قوْمٌ فَقَالُوا: أحْرَق بُطونَنَا التَّمرُ، وتَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُفُ» هِيَ جمْعُ خَنِيفٍ، وَهُوَ نَوْعٌ غَلِيظٌ مِنْ أَرْدَأِ الكَتَّان، أَرَادَ ثِيَاباً تُعْمَل منه كانوا يَلْبَسُونها. وَمِنْهُ رَجَزُ كَعْبٍ:
ومَذْقةٍ كُطرَّةِ الخَنِيفِ المَذْقةُ: الشَّرْبَة مِنَ اللَّبن الممزُوج، شَبَّه لونَها بطُرَّــة الخَنِيف.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «إِنَّ الإبلَ ضُمَّزٌ خُنُفٌ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالْفَاءِ، جَمْع خَنُوفٍ، وَهِيَ النَّاقَة الَّتِي إِذَا سَارَتْ قَلَبت خفّ يدها إلى وَحْشِيِّهِ مِنْ خَارِجٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ «أنه قال لحالب نَاقةٍ: كَيْفَ تَحْلبُها؟ أخَنْفاً، أَمْ مَصْراً، أَمْ فَطْرًا» الخَنْفُ: الحَلْبُ بِأَرْبَعِ أصابِعَ يَسْتَعِينُ معَها بِالْإِبْهَامِ.

لَذَعَ

(لَذَعَ)
(س) فِيهِ «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُم بِهِ كَذَا وكَذَا، أَوْ لَذْعَةٌ بِنَارٍ تُصِيب ألَماً» اللَّذْع: الخَفيف مِنْ إحْراق النَّارِ، يُريدُ الْكَيّ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ» قَالَ: بَسْطُ أجْنحَتِهِنَّ وتَلَذُّعُهُنَّ» لَذَع الطَّائر جَنَاحَيْه، إِذَا رَفْرَف فحرّكَهُما بَعْد تَسْكيِنهما.
لَذَعَ الحُبُّ قَلْبَهُ، كمنَعَ: آلَمهُ،
وـ النارُ الشيءَ: لَفَحَتْهُ،
وـ بعيرَهُ لَذْعَةً أو لَذْعَتَيْنِ: وسَمَهُ بطَرَــفِ المِيسمِ رَكْزَةً أو رَكْزَتَيْنِ.
ومَذَّاعٌ لَذَّاعٌ، كشَدّادٍ: مِخْلافٌ للوَعْدِ.
واللَّوْذَعُ واللَّوْذَعِيُّ: الخفيفُ الذَّكِيُّ، الظريفُ الذَّهِنُ، الحديدُ الفُؤادِ، واللَّسِنُ الفصيحُ، كأَنه يَلْذَعُ بالنارِ من ذَكائِهِ.
والْتَذَعَ: احْتَرَقَ وجَعاً.
وتَلَذَّعَ: الْتَفَتَ يميناً وشِمالاً، وسارَ سَيْراً حَسَناً في سُرْعَةٍ.

لَمَظَ

(لَمَظَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «الإيمانُ يَبْدَأ فِي الْقُلُوبِ لُمْظَةً» . اللُّمظة بالضَّم: مِثْلُ النُّكْتَةِ، مِنَ الْبَيَاضِ. وَمِنْهُ فَرَسٌ أَلْمَظُ، إِذَا كان بححفلته بياضُ يَسِير.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ، فِي التَّحْنِيك «فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ» أَيْ يُدِير لِسَانه فِي فِيه ويُحَرِّكُه يَتَتَبَّع أثَر التَّمْر، وَاسْم مَا يَبْقَى فِي الفَمِ مِنْ أثَر الطَعام: لُمَاظَة.
لَمَظَ: تَتَبَّعَ بِلِسانِه اللُّماظَةَ، بالضمِ: لِبَقِيَّةِ الطَّعامِ في الفَمِ، وأخْرَجَ لِسانَهُ فَمَسَحَ شَفَتَيْه، أو تَتَبَّعَ الطَّعْمَ وتَذَوَّقَ،
كتَلَمَّظَ في الكلِّ،
وـ فلاناً مِنْ حَقِّه: أعْطاه،
كلَمَّظَ.
ومالَهُ لَماظٌ، كسَحابٍ: شيءٌ يَذُوقُه.
وشَرِبَهُ لَماظاً: ذاقَه بطَرَــفِ لِسانِه.
ومَلامِظُكَ: ما حَوْلَ شَفَتَيْكَ.
وألْمَظَه: جَعَلَ الماءَ على شَفَتِه،
وـ عليه: مَلأَهُ غَيْظاً.
وألْمِظِي نَسْجَكِ، أي: صَفِّقِي.
واللُّمْظَةُ، بالضم: بياضٌ في جَحْفَلَةِ الفرسِ السُّفْلَى،
كاللَّمَظِ، محرَّكةً،
والفرسُ ألْمَظُ، فإن كانت في العُلْيا، فأرْثَمُ، أو البياضُ في الشَّفَتَينِ فقطْ، والنُّكْتَةُ السوداءُ في القَلْبِ، واليسيرُ من السَّمْنِ تأخُذُه بإصبَعِكَ، وهَنَةٌ من البياضِ بيَدِ الفرسِ أو بِرجْلِهِ على الأَشْعَرِ، والنُّقْطةُ من البَياضِ، ضِدٌّ.
وتَلَمَّظَتِ الحَيَّةُ: أخْرجَتْ لِسانَها.
والمُتَلَمَّظُ، بالفتح: المُتَبَسَّمُ.
وقَيَّدَ بعيرَه المُتَلَمِّظَةَ: وهو أن يَقْرُنَ بينَ يدَيهِ حتى يَمَسَّ الوَظيفُ الوَظيفَ.
والْتَمَظَهُ: طَرَحَه في فَمِه سريعاً،
وـ بِحَقِّه: ذَهَبَ،
وـ بالشيءِ: الْتَفَّ،
وـ بِشَفَتَيْه: ضمَّ إحْداهُما على الأُخْرَى مع صَوْتٍ منهما.
والْمَظَّ الفرسُ الْمِظاظاً: صارَ ألْمَظَ.
والتِّلِمَّاظُ، كسِنِمَّارٍ: مَنْ لا يَثْبُتُ على مَوَدَّةِ أحَدٍ، وبهاءٍ: الثَّرْثارَةُ المِهْذارَةُ.

لَوَذَ

(لَوَذَ)
- فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ بِكَ أعُوذ، وَبِكَ أَلُوذُ» يُقَالُ: لَاذَ بِهِ يَلُوذُ لِيَاذاً، إِذَا الْتَجأ إِلَيْهِ وانْضَمَّ واسْتَغاث.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَلُوذُ بِهِ الهُلّاك» أَيْ يَحْتمِي بِهِ الهالِكون ويَستتِرُون.
وَفِي خُطْبَةِ الحَجّاج «وَأَنَا أرْمِيكم بطَرْــفِي وَأَنْتُمْ تَتَسَلَّلُون لِوَاذاً» أَيْ مُسْتَخْفين ومُسْتَترين، بَعْضِكُمْ بِبَعْضٍ، وَهُوَ مَصْدَرُ: لَاوَذَ يُلَاوِذُ مُلَاوَذَةً، ولِوَاذاً.

مَرَدَ

(مَرَدَ)
- فِي حَدِيثِ العِرْباض «وَكَانَ صاحبُ خَيْبَرَ رَجُلًا مارِداً مُنْكَراً» الماردُ مِنَ الرجالِ: الْعَاتِي الشديدُ. وَأَصْلُهُ مِنْ مَرَدَةِ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ رَمَضَانَ «وتُصْفَدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ» جمعُ مارِدٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «تَمَرَّدْتُ عِشْرِينَ سَنَةً، وجَمَعْتُ عِشْرِينَ، وَنَتَفْتُ عِشْرِينَ، وخَضَبتُ عِشْرِينَ، فَأَنَا ابْنُ ثَمَانِينَ» أَيْ مَكَثْتُ أَمْرَدَ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ صِرْتُ مُجْتَمِع اللِّحية عِشْرِينَ سَنَةً.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مُرَيْدٍ» وَهُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ مُصَغَّرٌ: أُطُمٌ مِنْ آطامِ الْمَدِينَةِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مَرْدان» بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَهِيَ ثَنِيَّة بطريقِ تَبُوك، وَبِهَا مسجدٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مَرَدَ، كنَصَرَ وكرُمَ، مُروداً ومُرودَةً ومَرادَةً،
فهو مارِدٌ ومَريدٌ ومُتَمَرِّدٌ: أقْدَمَ، وعَتا، أو هو أن يَبْلُغَ الغايَةَ التي يَخْرُجُ بها من جُمْلَةِ ما عليه ذلك الصِّنْفُ، ج: مَرَدَةٌ ومُرَداءُ.
ومَرَدَهُ: قَطَعَهُ، ومَزَّقَ عِرْضَهُ،
وـ على الشيءِ: مَرَنَ، واسْتَمَرَّ،
وـ الثَّدْيَ: مَرَسَهُ،
وـ الخُبْزَ: ماثَهُ حتى يَلينَ.
والأَمْرَدُ: الشَّابُّ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لِحْيَتُهُ.
مَرِدَ، كفَرِحَ،
مَرَدَاً ومُرُودَةً، وتَمَرَّدَ: بَقِي زماناً ثم الْتَحَى.
والمَرْداءُ: الرَّمْلَة لا تُنْبِتُ، ورَمْلَةٌ بِهَجَرَ، والمرأةُ لا اسْتَ لها، والشجرةُ لا وَرَقَ عليها،
وة بِنابُلُسَ، ويُقْصَرُ.
ومُرَيْداءُ: ة بالبَحْرَيْنِ.
والتَّمْرِيدُ في البِناءِ: التَّمْلِيسُ، والتَّسْويَةُ.
وبِناءٌ مُمَرَّدٌ: مُطَوَّلٌ.
والمارِدُ: المُرْتَفِعُ، والعاتِي، وقُوَيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ من أطْرافِ خَياشِيمِ الجَبَل المَعْروفِ بالعارِضِ، وحِصْنٌ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ، والأَبْلَقُ حِصْنٌ بِتَيْماءَ، قَصَدَتْهُما الزَّبَّاءُ، فَعَجَزَتْ، فقالتْ: "تَمَرَّدَ مارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ".
والتِّمْرادُ، بالكسر: بيتٌ صغيرٌ في بيتِ الحَمامِ لمَبْيَضِهِ، فإذا نَسَقَهُ بعضاً فوقَ بعضٍ فهو:
التَّماريدُ. وقد مَرَّدَهُ صاحِبُهُ تَمْريداً وتَمْراداً.
والمَرْدُ: الغَضُّ من ثَمَرِ الأَراكِ، أو نَضِيجُهُ، والسَّوْقُ الشديدُ،
ودَفْعُ المَلاَّحِ السفينةَ بالمُرْديِّ، بالضم: لِخَشَبَةٍ لِلدَّفْعِ.
ومُرادٌ، كغُرابٍ: أبو قبيلةٍ، لأَنه تَمَرَّدَ. وكَسحابٍ وكِتابٍ: العُنُقُ، ج: مَراريدُ.
ومارِدونَ: قلعةٌ م،
وفي النَّصْبِ والخفضِ: ماردينَ.
والمَريدُ: التَّمْرُ يُنْقضعُ في اللَّبَنِ حتى يَلينَ، وكَفَرِحَ: دام على أكْلِهِ، والماءُ باللَّبنِ.
وكسِكِّيتٍ: الشديدُ المَرادَةِ.
وكزُبَيْرٍ: ع بالمدينةِ. ومُرَيْدٌ الدَّلاَّلُ، وعبدُ الأوَّلِ بنُ مُرَيْدٍ، ورَبيعةُ بنتُ مُرَيْدٍ، وأحمدُ بنُ مُرادٍ: محدِّثونَ،
ومارِدَةٌ: كُورَةٌ بالمَغْربِ.
وثَنِيَّةُ مَرْدانَ: بين تَبُوكَ والمدينة.

مصمص

(مصمص)
فَاه مضمضه أَو المصمصة بِطرف اللِّسَان والإناء جعل فِيهِ المَاء وحركه ليغسله
مصمص: مصمص: (مضاعفة كلمة مص) ارتشف، رشف، رضع أو رضع (وبالأسبانية عند الكالا بالمعنى نفسه: chotar، chupar humor) أو رشف شيئا فشيئا (بوشر).
تمصمص: ومفرده تمصمصة (اسم المصدر لمص).

مصمص


مَصْمَصَ
a. Rinsed out the mouth.
b. Rinsed, washed.
c. [ coll. ], Sucked.
مُصَمِص
a. Firm-jointed (horse).
مُصَامِص
a. see supra.
b. Pure.

مَصْوَآء
a. Podex.
b. Skinny (woman).
مُصايَة
a. Small jar.
b. Maw, crop ( of a bird ).
[مصمص] نه: فيه: القتل في سبيل الله "مصمصة"، أي مطهرة من دنس الخطايا، مصمص الإناء- إذا جعل الماء فيه وحركه ليتنظف، وأنثها بتأويل القتل بالشهادة، أو خصلة ممصمصة. ومنه: كنا نتوضأ مما غيرت النار و"نمصمص" من اللبن. وح: أمرنا أن "نمصمص" من اللبن ولا نمصمص من التمر، قيل: المصمصة بطرف اللسان والمضمضة بالفم كله.
باب مض
مصمص
مصمصَ/ مصمصَ بـ يمصمص، مَصْمَصَةً، فهو مُمصمِص، والمفعول مُمصمَص
• مصمص الإناءَ: غسله بتحريك الماء فيه.
• مصمص فمَه: مضمضه.
• مصمص القَصَبَ وغيرَه: مصَّه برفق شيئًا فشيئًا وأداره بلسانه.
 • مصمص بشفتيه: أحدث بهما صوتًا علامةً على التعجُّب والدَّهشة. 

تمصمَصَ يتمصمَص، تَمَصْمُصًا، فهو مُتمصمِص
• تمصمص الإناءُ: مُطاوع مصمصَ/ مصمصَ بـ: غُسل بتحريك الماء فيه. 
(مصمص)
(هـ) فِيهِ «القتلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُمَصْمِصَة » أَيْ مُطَهِّرة مِنْ دَنَس الْخَطَايَا.
يُقَالُ : مَصْمَص إناءَه، إِذَا جَعل فِيهِ الماءَ، وحَرَّكه ليَتَنَظَّف.
إِنَّمَا أَنَّثَها والقَتْل مُذَكَّر؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ مَعْنَى الشَّهادة، أَوْ أَرَادَ خَصْلة مُمَصْمِصةً، فَأَقَامَ الصِّفَةَ مقام الموصوف . وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِ الصَّحَابَةِ «كُنَّا نَتَوَضَّأ مِّما غَيَّرتِ النارُ، ونُمَصْمِصُ مِنَ اللَّبَنِ، وَلَا نُمَصْمِصُ مِنَ التَّمر» .
(هـ) وَحَدِيثُ أَبِي قِلابة «أُمِرنا أن نُمَصْمِصَ من اللَّبَنَ، وَلَا نُمَضمِضَ مِنَ التَّمرةِ» قِيلَ : المَصْمصةُ بطَرَــف اللسان، والمضمضة بِالْفَمِ كُلِّهِ.

نَبَطَ

نَبَطَ الماءُ يَنْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً: نَبَع،
وـ البئرَ: اسْتَخْرَجَ ماءَها.
ونَبْطٌ: وادٍ بناحيةِ المدينةِ قُرْبَ حَوْراءَ التي بها مَعْدِنُ البِرامِ.
والنَّبْطاءُ: ة لعبدِ القيسِ بالبَحْرَيْن، وهَضْبَةٌ لبني نُمَيْرٍ بالشُّرَيْف من أرضِ نجدٍ.
وكإثمِدٍ: ع ببلادِ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ،
وة بهَمَذانَ،
وبهاءٍ: ع.
وفرسٌ أنْبَطُ، بَيِّنُ النَّبَطِ، محركةً،
وشاةٌ نَبطاءُ: بَيْضاءُ الشاكِلَةِ.
والنَّبَطُ، محركةً: أوَّلُ ما يَظْهَرُ من ماءِ البئرِ،
كالنُّبْطَةِ، بالضم،
وأنْبَطَ الحافِرُ: انتهى إليها، وغَوْرُ المَرْءِ، وجِيلٌ يَنْزِلونَ بالبَطائِح بين العِراقَينِ،
كالنَّبيطِ والأَنْباطِ، وهو نَبَطِيُّ، محركةً، ونُباطيُّ، مُثَلَّثَةً، ونَبَاطٍ، كثَمانٍ.
وتَنَبَّطَ: تَشَبَّهَ بِهِم، أو تَنَسَّبَ إليهم،
وـ الكلامَ: اسْتَخْرَجَهُ. ونُبَيْطٌ، كزُبيرٍ: ابنُ شُرَيْطٍ، صحابيٌّ.
ونَبَطَ الرَّكِيَّةَ وأنْبَطَها واسْتَنْبَطَها وتَنَبَّطَها: أماهَها.
وكلُّ ما أُظْهِرَ بعدَ خَفاءٍ فقد أُنْبِطَ واسْتُنْبِطَ، مَجْهولَيْنِ.
والنُّبَيْطاءُ، كحُمَيْراءَ: جبلٌ بطريقِ مكةَ.
ووَعْساءُ النُّبَيْطِ: ع.
والإِنْباطُ: التَّأثيرُ.
واسْتَنْبَطَ الفَقيهُ: اسْتَخْرَجَ الفِقْهَ الباطِنَ بفَهْمِه واجْتهادِه.
(نَبَطَ)
- فِيهِ «مَن غَدا مِن بَيْته يَنْبِطُ عِلْما فَرَشَت لَهُ الملائكةُ أجْنِحَتَها» أَيْ يُظْهِرُه ويُفْشيه فِي النَّاسِ. وأصْله مِنْ نَبَطَ الماءُ يَنْبِطُ
، إِذَا نَبَع. وأَنْبَطَ الحَفَّار: بَلغَ الْماءَ فِي الْبِئر.
والِاسْتِنْبَاطُ: الإسْتِخْرَاج.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ورَجُل ارْتَبَطَ فَرَساً لِيَسْتَنْبِطَهَا» أَيْ يَطْلب نَسْلَها ونِتَاجَها.
وَفِي رِوَايَةٍ «يَسْتَبْطِنُها» أَيْ يَطْلب مَا فِي بَطْنها.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ، وَقَدْ سُئِل عَنْ رجُل فَقَالَ: «ذَاكَ قَرِيبُ الثَّرى، بَعِيدُ النَّبَطِ» النَّبَطُ والنَّبِيطُ: الْماء الَّذِي يَخْرُج مِنْ قَعْرِ الْبِئْرِ إِذَا حُفِرَت، يُريد أنَّه دَانِي المَوْعد، بَعيد الإنْجاز.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «تَمَعْدَدُوا وَلَا تَسْتَنْبِطُوا» أَيْ تَشَبَّهُوا بِمَعَدٍّ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالنَّبَطِ. النَّبَطُ والنَّبِيطُ: جيلٌ مَعْرُوف، كَانُوا يَنْزِلون بالبَطائِح بَيْن العِرَاقين.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «لاَ تَنَبَّطُوا فِي المَدائن» أَيْ لاَ تَشَبَّهُوا بالنَّبَط، فِي سُكْنَاهَا واتِّخاذِ العَقَارِ والمِلك.
(س) وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «نحْن مَعاشِرَ قريشٍ مِنَ النَّبَطِ، مِن أَهْلِ كُوثَى» قِيلَ: لِأَنَّ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِدَ بِهَا. وَكَانَ النَّبَط 
سُكَّانَها.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرو بْنِ معديكرب «سَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ سَعْد بْنِ أَبِي وَقَّاص، فَقَالَ:
أعْرَابيّ فِي حِبْوته، نَبَطِىٌّ فِي جِبْوَتِهِ» أَرَادَ أنَّه فِي جِبَاية الخَراج وعِمَارة الأرَضين كالنَّبَط، حِذْقاً بِهَا ومَهَارَةً فِيهَا، لأنَّهم كَانُوا سُكَّانَ العِرَاق وأربابَها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي أوْفى «كنَّا نُسْلِفُ نَبِيطَ 
أهلِ الشَّام» وَفِي رِوَايَةٍ «أَنْبَاطاً مِن أنْباط الشَّامِ» .
وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبي «أَنَّ رجُلا قَالَ لِآخَرَ: يَا نَبَطِيُّ، فَقَالَ: لَا حَدَّ عَلَيْهِ، كُلُّنَا نَبَطٌ» يُرِيدُ الجِوَارَ والدَّار، دُونَ الوِلادَةِ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «وَدَّ الشُّراة المُحَكِّمَة أَنَّ النَّبْطَ قَدْ أتَى عَلَيْنَا كُلِّنا» قَالَ ثَعْلَبٌ:
النَّبْطُ: الْمَوْتُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.