حَرِيص جشع طمع شَره رتع
حرص
حَرَصَ(n. ac. حَرْص)
a. Rent, tore (cloth).
حَرَصَ(n. ac. حِرْص)
حَرِصَ(n. ac. حَرَص)
a. ['Ala], Craved for, coveted.
حَرَّصَ
a. ['Ala], Made eager, desirous.
إِحْتَرَصَa. Craved, longed for.
حِرْصa. Eagerness, avidity; craving; cupidity.
حَرِيْص
(pl.
حِرَاْص
حُرَصَآءُ حَرَاْئِصُ)
a. Eager, covetous; avaricious.
حَرَصَ يَحْرُصُ حِرْصاً، وقَوْمٌ حُرَصَاءُ وحِرَاصٌ، والمُحْتَرِصُ: الحَرِيْصُ. والحَرْصَةُ: مِثْلُ العَرْصَةِ. والحارِصَةُ: شَجَّةٌ تَشُقُّ الجِلْدَ قَليلاً كما يَحْرِصُ القَصّارُ الثَّوْبَ عند الدَّقِّ. والحَرِيْصَةُ: سَحَابَةٌ تَقْشِرُ وَجْهَ الأرْضِ بِمَطَرٍ شَديدٍ. والحَرَصَةُ: بَثْرَةٌ تَخْرُجُ في الضَّرْع.
الحِرْص: فرط الشّره، وفرط الإرادة. قال عزّ وجلّ: إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ
[النحل/ 37] ، أي: إن تفرط إرادتك في هدايتهم، وقال تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ
[البقرة/ 96] ، وقال تعالى: وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف/ 103] ، وأصل ذلك من: حَرَصَ القصّار الثوب، أي: قشره بدقّة، والحارصة: شجّة تقشر الجلد، والحارصة والحريصة: سحابة تقشر الأرض بمطرها .
حرص على الشيء، وهو حريص من قوم حراص، وما أحرصك على الدنيا! والحرص شؤم، ولا حرس الله من حرص. وحرص القصّار الثوب: شقه، وبثوبك حرصة. وأصابته حارصة، وهي من الشجاج التي شقت الجلد. وحمار محرص: مكدح. وانهلت الحارصة والحريصة، وهي السحابة الشديدة وقع المطر، تحرص وجه الأرض. قال الحويدرة:
ظلم البطاح بها انهلال حريصة ... فصفا النطاف بها بعيد المقلع
ورأيت العرب حريصه، على قع الحريصه.
حرصا جشع وعَلى الشَّيْء اشتدت رغبته فِيهِ وعَلى الرجل أشْفق وجد فِي نَفعه وهدايته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم عَزِيز عَلَيْهِ مَا عنتم حَرِيص عَلَيْكُم} وَالشَّيْء شقَّه يُقَال حرصت الشَّجَّة الْجلد وحرص الْقصار الثَّوْب وَالْجَلد وَنَحْوه قشره يُقَال حرص الْمَطَر وَجه الأَرْض وحرصت الْمَاشِيَة المرعى لم تتْرك مِنْهُ شَيْئا فَهُوَ حارص (ج) حراص وَهِي حارصة (ج) حوارص
وحرص، جهد، سعى، عكف، داوم (دلابورت ص114) ويقال: حرص في الشيء أو حرص على الشيء (فوك).
حرَّص (بالتشديد) حرَّصه في الشيء أو حرصه على طلب الشيء والاجتهاد في إصابته (فوك).
حِرص: خشونة، حموزة، فظاظة، شراسه، ضراوة (بوشر) حريص: يجمع على حُرص (باين سميث 1181).
وحريص في: مثابر، مواظب (فوك).
وحريص: طمِّاع (بوشر).
وحريص: راغب في فعل الخير (ألكالا).
وحريص: مولع في اللهو واللذات (كليلة ودمنة ص203، فالتون ص11) وهذا هو المعنى الذي نسبه فالتون إلى هذه الكلمة في عبارتي كليلة ودمنة غير انه ربما يدل بالأحرى على معنى: طامع بالغنى والمجد.
الحِرْصُ: شدَّة الْإِرَادَة والشره إِلَى الْمَطْلُوب. وَقد حَرَصَ عَلَيْهِ يحرُصُ ويحرُصُ حِرصاً وحَرَصاً، وحَرِصَ حَرصاً. وَقَول أبي ذُؤَيْب:
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أدافعَ عنهُم ... فَإِذا المَنِيَّةُ أقْبَلَتْ لَا تُدفَعُ
عداهُ بِالْبَاء لِأَنَّهُ فِي معنى هَمَمْت، وَالْمَعْرُوف: حَرَصْتُ عَلَيْهِ. وَرجل حرِيصٌ من قوم حُرَصَاءَ وحِرَاصٍ. وَامْرَأَة حريصَةٌ من نسْوَة حِراصٍ وحَرائِصَ.
وحرَصَ الثَّوْب يحْرِصُهُ حَرْصاً، خرقه. وَقيل: هُوَ أَن يدقه حَتَّى يَجْعَل فِيهِ ثقبا وشقوقا. والحَرْصَةُ من الشجاج، الَّتِي حَرَصَتْ من وَرَاء الْجلد وَلم تحرقه. والحَارصَةُ والحَريصَةُ، أول الشجاج وَهِي الَّتِي تحرص الْجلد أَي تشقه قَلِيلا. وحَرَصَ القصَّار الثَّوْب: شقَّه.
والحَريصَةُ: السحابة الَّتِي تحرص وَجه الأَرْض، تقشره من شدَّة وقعها، قَالَ الحويدرة:
ظَلَمَ البِطاحَ لَهُم هِلالُ حَرِيصَةٍ ... فَصَفا النِّطافُ لَهُم بُعْيدَ المَقْلعِ
يَعْنِي: مطرَت فِي غير وَقت مطرها، فَلذَلِك قَالَ: ظلم.
والحِرْصِيان: قشرة رقيقَة بَين الْجلد وَاللَّحم يقشرها القصاب بعد السلخ، وَجَمعهَا حِرْصِياناتٌ، وَلَا تكسر.
وَأَرْض محْرُوصَةٌ، مرعية مدعثرة.
والحَرْصَةُ، كالعرصة.
حرص: الحِرْصُ: شدّةُ الإِرادة والشَّرَه إِلى المطلوب. وقال الجوهري:
الحِرْصُ الجَشَعُ، وقد حَرَصَ عليه يَحْرِصُ ويَحْرُصُ حِرْصاً وحَرْصاً
وحَرِصَ حَرَصاً؛ وقول أَبي ذؤيب:
ولقد حَرَِِصْت بأَن أُدافعَ عنهمُ،
فإِذا المَنيّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ
عدَّاه بالباء لأَنه في معنى هَمَمْتُ، والمعروف حَرَصْتُ عليه.
الأَزهري: قول العرب حَرِيصٌ عليك معناه حَرِيصٌ على نَفْعِك، قال: واللغة
العالية حَرَصَ يَحْرِصُ وأَما حَرِصَ يَحْرَصُ فلغة رديئة، قال: والقُراء
مُجْمِعون على: ولو حَرَصْت بمؤمنين؛ ورجل حَرِيصٌ من قوم حُرَصاءَ وحِرَاصٍ
وامرأَة حَريصةٌ من نسوة حِرَاصٍ وحَرائِصَ.
والحَرْصُ: الشَّقُّ. وحَرَصَ الثوبَ يَحْرُصُهُ حَرْصاً: خَرَقَه،
وقيل: هو أَن يَدُقَّه حتى يجعل فيه ثُقَباً وشُقوقاً. والحَرْصةُ من
الشِّجاج: التي حَرَصَت من وراء الجِلْد ولم تُخَرِّقه، وقد ذُكرت في الحديث؛
قال الراجز:
وحَرْصة يُغْفِلُها المأْمُومُ
والحارِصةُ والحَرِيصةُ: أَولُ الشجاج، وهي التي تَحْرِصُ الجلد أَي
تشقُه قليلاً؛ ومنه قيل: حَرَصَ القَصّارُ الثوبَ يَحْرُصُهُ شقَّه وخرقه
بالدَّقّ. وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: الحَرْصةُ والشَّقْفة
والرَّعْلة والسَّلْعَة الشّجَّة، والحَريصةُ والحارِصةُ السحابةُ التي تَحْرِصُ
وجه الأَرض بقَشْرِه وتُؤَثِّرُ فيه بمطرها من شدة وَقعها؛ قال
الحُوَيْدرة:
ظَلَمَ البِطاحَ، له انْهِلالُ حَرِيصة،
فصَفا النِّطافُ له بَعِيدَ المُقْلَعِ
يعني مَطَرتْ في غير وقت مَطَرِها فلذلك ظَلَم. قال الأَزهري: أَصلُ
الحَرْصِ القَشْرُ، وبه سميت الشَّجّة حارِصةً، وقد ورد في الحديث كما
فسرناه، وقيل للشَّرِه حَرِيصٌ لأَنه يَقْشِرُ بِحرْصِه وُجُوه الناس.
والحِرْصِيَان: فِعْلِيانٌ من الحَرْصِ وهو القَشْر، وعلى مثاله
حِذْرِيان وصِلِّيان. قال ابن الأَعرابي: يقال لِباطنِ جِلْد الفِيل حِرْصِيان،
وقيل في قوله تعالى: في ظُلُمات ثلاث؛ هي الحِرْصِيانُ والغِرْسُ
والبَطْن، قال: والحِرصِيان باطنُ جلْد البطْن، والغِرْسُ ما يكون فيه الولد؛
وقال في قول الطِّرِمَّاح:
وقد ضُمِّرتْ حتى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها،
إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السنَّاسِن
قال: ذُو ثلاثها أَراد الحِرْصِيانَ والغِرْس والبطْن. وقال ابن السكيت:
الحِرْصِيانُ جلدةٌ حمراءُ بين الجلد الأَعْلى واللحمِ تُقْشَر بعد
السَّلْخ. قال ابن سيده: والحِرْصِيانُ قشْرة رقيقة بين الجلد واللحم
يَقْشِرها القَصّاب بعد السَّلْخ، وجمعُها حِرْصِياناتٌ ولا يُكَسَّر، وقيل في
قوله ذو ثلاثها في بيت الطرماح عَنى به بطْنَها، والثلاثُ: الحِرْصِيانُ
والرَّحِم والسابِياءُ.
وأَرض مَحْروصةٌ: مَرْعِيّة مُدَعْثرة. ابن سيده. والحَرْصَةُ
كالعَرْصة، زاد الأَزهري: إِلا أَن الحَرْصةُ مُسْتَقِرّ وسطِ كل شيء والعَرْصةُ
الدارُ؛ وقال الأَزهري: لم أَسمع حَرْصة بمعنى العَرْصة لغير الليث، وأَما
الصَّرْحةُ فمعروفة.
حرَصَ/ حرَصَ على يَحرِص، حِرْصًا وحَرْصًا، فهو حارص، والمفعول محروص عليه
• حرَص الرَّجلُ:
1 - بخِل "يحرص البخيلُ كثيرًا: يطمع ويمسك خشية الإنفاق".
2 - حذِر واحتاط.
• حرَص على الطَّعام: اشتدَّت رغبتُه فيه "حرَص على حضور المحاضرة- احْرِصْ على الموت توهب لكَ الحياة [مثل]- {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} ".
• حرَص على مصلحةِ صديقه: أشفق عليه ورغب في نفعه وهدايته وإرشاده إلى ما فيه الخيرُ له "على المعلمين أن يحرصوا على مصلحة تلاميذهم حِرْص الآباء على مصلحة أبنائهم".
حرِصَ/ حرِصَ على يَحرَص، حَرَصًا، فهو حَريص، والمفعول مَحْرُوص عليه
• حرِص الشَّخصُ: حرَص؛ حذِر واحتاط "كان حريصًا في إجابة الأسئلة: متمهِّلاً دقيقًا".
• حرِصَ على الرَّجل: حرَص، أشفق عليه ورغب في نفعه وهدايته " {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} ".
• حرِص على الشَّيء: حرَص عليه، اهتمّ به، اشتدّت رغبتُه فيه "كان حريصًا على إجابة الأسئلة- {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرِصْتُمْ} [ق] ".
احترصَ يحترص، احتِراصًا، فهو مُحترِص
• احترص الرَّجلُ: جهِد في تحصيل شيءٍ "هم لا يحترصون على شيء احتراصهم على كراسي السّلطة".
حرَّصَ يحرِّص، تحريصًا، فهو محرِّص، والمفعول محرَّص
• حرَّص تلاميذَه على الإجادة: حرّضهم، حفزهم، شدَّد الرَّغبة فيهم " {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّصِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} [ق] ".
أحرصُ [مفرد]: اسم تفضيل من حرَصَ/ حرَصَ على: أكثر تمسكًا بالشّيء وأشدّ محافظة عليه وعناية به " {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} ".
حَرْص/ حِرْص [مفرد]: مصدر حرَصَ/ حرَصَ على ° حِرْصًا على: بدافع الحِرْص والرَّغبة الشديدة.
حَرَص [مفرد]: مصدر حرِصَ/ حرِصَ على.
حَريص [مفرد]: ج حريصون وحِراص وحُرصاءُ، مؤ حريصة، ج مؤ حَريصات وحَرائصُ وحِراص:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِصَ/ حرِصَ على.
2 - بخيل بماله لشدّة رغبته فيه "لا يتمتَّع الحريصُ بماله- الحريص محروم [مثل] ".
. الحِرْصُ، بالكَسْرِ: الجَشَعُ وَهُوَ شِدَّةُ الإِرَادَةِ والشَّرَه إِلَى المَطْلُوبِ، وَقَدْ حَرصَ عَلَيْه كضَرَبَ وسَمِعَ، ومِنَ الأَخِيرَةِ قِرَاءَةُ الحَسَنِ والنَّخَعِيِّ وأَبِي حَيْوَةَ وأَبِي البَرَهْسَمِ إِنْ تَحْرصْ عَلَى هُدَاهُم بفَتْحِ الرّاءِ، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، قَالَ شَيْخُنَا: وَبِقِيَ عَلَيْه: حَرَصَ كنَصَر، ذَكَرَهُ ابنُ القَطّاعِ وصاحِبُ الاقْتِطافِ، وتَرَكهُ المُصَنِّفُ قُصُوراً، ومِنَ الغَرِيبِ قَوْلُ القُرْطُبِيِّ: إِنَّ حَرَصَ كضَرَبَ ضَعِيفَةٌ، مَعَ أَنَّهَا وَرَدَتْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ الجَامِعِ، انْتَهَى. قُلْتُ: قَالَ الأَزْهَرِيّ: واللُّغَةُ العَالِيَةُ حَرَصَ يَحْرِصُ، وأَمّا حَرِصَ يَحْرَصُ فلُغَةٌ رَدِيئَةٌ، قالَ: والقُرَّاءُ مُجْمِعُون عَلَى ولَوْ حَرَصْتَ بمُؤْمِنينَ المُرَادُ باللُّغَة العالِيَةِ حَرَصَ كضَرَبَ الَّذِي صَدَّرَ بِهِ الجَوْهَرِيُّ وغَيْرُه، والرَدِيئَة: حَرِص: كَسَمِعَ، بدَلِيلِ قَوْلِه فِيمَا بَعْدُ والقُرّاءُ مُجْمِعُون إِلَى آخِرِه، فعُلِمَ بذلِكَ أَنّ مُرَادَ القُرْطُبِيِّ منْ قَوْلِه: حَرِصَ ضعِيفَةٌ، إِنَّمَا يَعْنِى بِهِ كسَمِعَ لَا كضَرَبَ، وَقد اشْتَبَه على شَيْخِنا فتَأَمَّلْ. ثمّ اخْتَلَفُوا فِي اشْتِقاقِ الحِرْصِ، فقِيلَ: هُوَ من حَرَص القَصّارُ الثَّوْبَ، إِذا قَشَرَهُ بدَقِّةِ، وهُوَ قَوْلُ الرّاغِبِ، وقَال الأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ الحَرْصِ الشَّقُّ، وقِيلَ للشَّرِهِ حَرِيصٌ، لأَنَّهُ يَقْشِرُ بحِرْصِهِ وُجُوهَ النّاسِ، وقِيلَ: هُوَ مَأْخُوذٌ من السَّحَابَةِ الحارِصَةِ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهُ الأَرْضِ، كأَنَّ الحارِصَ يَنَالُ مِنْ نَفْسِهِ، بشِدَّةِ اهْتِمَامِه بِتَحْصِيلِ مَا هُوَ حَرِيصٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُ صاحِبِ الاقْتِطَافِ، وَقد نَقَلَهُ شَيْخُنَا واسْتَبَعَدَهُ، وقالَ: الَّذِي عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الحِرْصَ هُوَ الأَصْلُ، وغَيْرُه مَأْخُوذٌ مِنْه. قُلْتُ: وَهَذَا خِلاَفُ مَا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ والرّاغِبُ، وتَبِعَهُم المُصَنّف فِي البَصَائِرِ، فَقَدْ صَرَّحُوا أَنَّ أَصْلَ الحَرْصِ القَشْرُ، فكَلامُ شَيْخِنا لَا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ وتَأَمُّلٍ، ثُمَّ إِنَّ الحَرِصَ يَتَعَدَّى بِعَلَى، وَهُوَ المَعْرُوفُ، وأَمّا تَعْدِيَتُه بالباءِ فِي قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(ولَقَدْ حَرِصْتُ بِأَنْ أُدَافِعَ عَنْهُمْ ... فإِذَا المَنِيَّةُ أَقَبَلَتْ لَا تُدْفَعُ)
فَلأَنَّهُ بِمَعْنَى هَمَمْتُ، فهُوَ حَرِيصٌ، من قَوْمٍ حُرَّاصِ وحُرَصاءَ، وامْرَأَةٌ حَرِيصَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ) حِرَاصٍ وحَرَائِصَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وقَوْلُ العَرَبِ: حَرِيصٌ عَلَيْكَ، مَعْنَاه حَرِيصٌ عَلَى نَفْعِكَ. قُلْتُ: ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالى حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ أَي عَلَى نَفْعِكُم، أَو شَفُوقٌ عَلَيْكُم رَؤُوفٌ بكم، فالحِرْصُ فِي القُرْآنِ على وَجْهَيْن: فَرْط الشَّرَهِ، كقَوْله تَعَالَى ولِتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النّاسِ على حَياةٍ والشَّفَقَة والرَّأْفَة كقَوْلِهِ تعَالَى حَرِيصٌ عَلَيْكُم ومِنَ الحِكَمِ: البَخِيلُ مَذْمُومٌ، والحَسُودُ مَرْجُومٌ، والحَرِيصُ مَحْرُومٌ. ويُقَال لَا تَكُنْ عَلَى الدُّنْيَا حَرِيصاً تَكُنْ حافِظاً فإِنَّ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا يُوْرِثُ النِّسْيَانَ.
ومِنْ كَلامِهِم: قُرِنَ الحِرْصُ بالحِرْمَانِ. والحَرَصَةُ، مُحَرّكةً: مُسْتَقَرُّ وَسَطِ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من نَصِّ الأَزْهَرِيِّ، ولكِنَّهُ ضَبَطَه بالفَتْحِ، وكَذلِكَ ابنُ سِيدَه، ونَصُّهُما: والحَرْصَةُ كالعَرْصَةِ، زادَ الأَزْهَرِيُّ: إِلاَّ أَنَّ الحَرْصَةَ مُسْتَقَرُّ وَسَطِ كُلِّ شَيْءٍ، والعَرْصَة: الدّارُ، قالَ: ولَمْ أَسْمَعْ حَرْصَة بِمَعْنَى العَرْصَة لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وأَمّا الصَّرْحَةُ فمَعْرُوفَةٌ. والحَارِصَةُ: السَّحَابَةُ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهَ الأَرْضِ بمَطَرِهَا، كالحَرِيصَةِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَيْ تُؤَثِّرُ فِيهَا بِشِدَّةِ وَقْعِهَا، قَالَ الحُوَيْدِرَةُ:
(ظَلَمَ البِطَاحَ لَهُ انْهِلالُ حَرِيصَةِ ... فصَفَا النِّطافُ لَه بُعَيْدَ المُقْلَعِ)
وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: رَأَيْتُ العَرَبَ حَرِيصَة، على وَقْعِ الحَرِيصَة. والحارِصَةُ: الشَّجَّةُ، قيل: هِيَ أَوّلُ الشِّجَاجِ، وَهِي الَّتِي تَشُقُّ الجِلْدَ قَلِيلاً، كالحَرْصَةِ بِالفَتْحِ، والحَرِيصَةِ، وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الحَرْصَةُ والشَّقْفَةُ والرَّعْلَةُ والسَّلْعَةُ: الشَّجَّةُ. والحَرْصُ: الشَّقُّ، وثَوْبٌ حَرِيصٌ، يقَالُ: حَرَصَ القَصّارُ الثَّوْبَ يَحْرِصُه حَرْصاً، أَيْ خَرَقَه، وقِيلَ: شَقَّة، وقِيلَ: خَرَقَه بالدَّقِّ، وقِيلَ: هُوَ أَن يَدُقَّهُ حَتَّى يَجْعَلَ فِيهِ ثُقَباً وشُقُوقاً. والحَرْصَةُ، بالفَتْح: تَفَرُّقُ الشُّخْبِ فِي الإِنِاءِ لاتِّسَاعِ خَرْقٍ فِي الطُّبْيِ مِنْ جُرْحٍ يَحْصُلُ من الصِّرَارِ، أَو بَثْرَةٍ مِنْهُ، فَيُصِييبُ اللَّبَنُ ثِيَابَ الحَالِبِ. قَالَهُ النَّضْرُ، قالَ: وإِنَّمَا تُصِيبُ الحَرْصَةُ الثَّرَّةَ مِنَ الإِبِلِ. والحِرْصِيانُ بالكَسْرِ: باطِنُ جِلْدِ البَطْنِ، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ هِيَ الحِرْصِيَانُ والغِرْسُ والبَطْنُ، فالحِرْصِيانُ مَا ذُكِرَ، والغِرْسُ: مَا يَكُونُ فِيهِ الوَلَدُ، وبِهِ فُسِّر أَيْضاً قولُ الطِّرِمّاحِ:
(وقَدْ ضُمِّرَتْ حَتَّى انْطَوَى ذُو ثَلاثِهَا ... إِلَى أَبْهَرَيْ دَرْمَاءِ شَعْبِ السّناسِنِ)
وقِيلَ بَلْ عَنَى بِهِ الحِرْصِيَانَ والرَّحِمَ والسابِيَاءَ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الحِرْصِيَانُ: بَاطِنُ جِلْدِ الفِيلِ. وقالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الحِرْصِيَانُ: جِلْدَةٌ حَمْرَاءُ بَيْنَ الجِلْدِ الأعْلَى واللَّحْمِ، تُقْشَرُ بعدَ السَّلْخِ، وقالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ، يُقْشِرُها القَصّابُ بَعْدَ السَّلْخِ ج حِرْصِيانَاتٌ،)
قالَ: وَلَا يُكَسّر، وَهُوَ فِعْلِيَانٌ من الحَرْصِ، بالفَتْحِ، وَهُوَ القَشْرُ، كحِذْرِيَانٍ من الحَذَرِ، وصِلِّيَانٍ مِنَ الصَّلَى. وحُرِصَ المَرْعَى، كعُنِىَ: لَمْ يُتْرَك مِنْهُ شَيْءٌ، كَأَنَّهُ قُشِرَ عَن وَجْهِ الأَرْضِ، قَالَهُ ابنُ فارِسٍ، وأَرْضٌ مَحْرُوصَةٌ: مَرْعِيَّةُ مُدَعْثَرَةٌ. ويُقَالُ: إِنَّهُ يَتَحَرّصُ غَدَاءَهُم وعَشَاءَهُمْ، أَيْ يَتحَيَّنُهُمَا وهُو مِنَ الحِرْصِ بمَعْنَى شِدَّةِ الشَّرَهِ والرَّغْبَةِ فِي الشَّيْءِ والمُبَالَغَةِ فِي تَحْصِيلِه.
واحْتَرَصَ الرّجُلُ: حَرَصَ، وَعَن أَبِي عَمْروٍ: جَهِدَ فِي تَحْصِيلِ شَيْءٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الحَرْصَةُ، بالفَتْحِ: الشَّقَّةُ فِي الثَّوْبِ. وحِمَارٌ مُحَرَّصٌ، كمُعَظَّمٍ: مُكَدَّحٌ وقَدْ سَمَّوْا حَرِيصاً. وأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ الحَرِيصِ كأَمِيرٍ: مُحَدِّثٌ.قلت: وَهُوَ أَبو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حامِدٍ البَزَّازُ الحَرِيصِيُّ المَعْرُوفُ بابنِ الحَرِيصِ، بَغْدَادِيٌّ سكَنَ الرَّمْلَةَ، رَوَى عَن أَبِي بَكْرِ بنِ زِيادٍ، وَعنهُ أَبو عَلِيّ بنُ دَرْماءَ. والأَحْرَاصُ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ أُمَيَّةَ ابنِ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيّ، وقَدْ تَقَدَّمَ إِنْشادُه فِي ب وص، قالَ السُّكَّرِيُّ: ويُرْوَى بالخَاء مُعْجَمَةً، وسَيَأْتِي.