Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): https://arabiclexicon.hawramani.com/?p=10067&book=50#b10aee
أَتَى وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سَأَلَ عَاصِم ابْن عدي الْأنْصَارِيّ عَن ثَابت بْن الدحداح وتُوُفي: هَل تعلمُونَ لَهُ نسبا فِيكُم فَقَالَ: لَا إِنَّمَا هُوَ آتيٌّ فِينَا فَقضى رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام بميراثه لِابْنِ أُخْته. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: [أما -] قَوْله: آتيّ فِينَا فَإِن الأتيّ الرجل يكون فِي الْقَوْم لَيْسَ مِنْهُم وَلِهَذَا قيل للسيل الَّذِي يَأْتِي من بلد قد مُطر فِيهِ إِلَى بلد لم يمطر فِيهِ: فَذَلِك آتيّ قَالَ العجاج: [الرجز]
سَيْلٌ آتِىّ مَدَّةٌ آتِي ... يُقَال مِنْهُ: قد أَتيت السَّيْل فَأَنا أؤتّيه إِذا سهلت سَبيله ليخرج من مَوضِع إِلَى مَوضِع وأصل هَذَا من الغربة وَلِهَذَا قيل: رجل أتاوي إِذا كَانَ غَرِيبا فِي غير بِلَاده وَمِنْه حَدِيث عُثْمَان رَضِي اللَّه عَنهُ حِين بعث إِلَى عبد الله بْن سَلام رجلَيْنِ فَقَالَ لَهما: قولا: إِنَّا رجلَانِ أتاويان. وَقد قَالَ بعض أَصْحَاب الحَدِيث فِي حَدِيث ثَابت بْن الدحداح: إِن عَاصِم ابْن عدي قَالَ: إِنَّمَا هُوَ آتٍ فِينَا مَمْدُود فَجعله من الْإِتْيَان وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء وَالْمَحْفُوظ مَا قلت لَك: أُتِي بتَشْديد الْيَاء. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه أعْطى الْمِيرَاث ابْن الْأُخْت لما لم يجد لَهُ وَارِثا فورث ابْن أُخْته لِأَنَّهُ من ذَوي الْأَرْحَام وَفِيه اكْتِفَاء بِمَسْأَلَة رجل وَاحِد عَن نسبه لم يسْأَل غَيره.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): https://arabiclexicon.hawramani.com/?p=10067&book=50#9bb5a2
أَتَى وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُثْمَان [بن عَفَّان -] [رَحمَه الله -] حِين أرسل سليط بن سليط وَعبد الرَّحْمَن بن عتّاب إِلَى عبد الله بن سَلام فَقَالَ: ائتياه فتنكّرا لَهُ وقولا: إِنَّا رجلَانِ أتاوِيّان وَقد صنع النَّاس مَا ترى فَمَا تَأمر فَقَالَا لَهُ ذَلِك فَقَالَ: لستما بأتاويين ولكنكما فلَان وَفُلَان وأرسلكما أَمِير الْمُؤمنِينَ. قَالَ الْكسَائي: الأتاوي [بِالْفَتْح -] الْغَرِيب الَّذِي هُوَ فِي غير وَطنه وأنشدنا هُوَ وَأَبُو الْجراح الْعقيلِيّ أَو أَحدهمَا يصف الْإِبِل أَنَّهَا قطعت بلادا حَتَّى صَارَت فِي القفار فَقَالَ: [الرجز]
يُصبِحن بالقَفْر أتاوِيّاتٍ ... هيهاتِ من مُصبحها هَيْهَات هيهاتِ حَجر من صُنيبعاتِ ... [قَالَ -] : هَيْهَات تُرفع وتُنصب وتخفض يَقُول: إِنَّهَا أَصبَحت فِي القفر غرائب فِي غير أوطانها وأنشدوا أتاويات بِالْفَتْح وَأما الحَدِيث فيروى بِالضَّمِّ [اُتاويان -] وَكَلَام الْعَرَب [أتاويان -] بِالْفَتْح. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه قَوْله لَهما: قولا: إِنَّا رجلَانِ أتاويان وهما من أهل الْمصر وَهَذَا عِنْدِي من المعاريض إِنَّمَا أوّلته أَنه أَرَادَ إِنَّا غَرِيبَانِ فِي هَذَا الْمَكَان الَّذِي نَحن فِيهِ السَّاعَة وكل من خرج إِلَى غير مَوْضِعه فَهُوَ أتاوي [وأتيّ أَيْضا -] وَهَذَا عِنْدِي تَشْبِيه بقول إِبْرَاهِيم: إِنَّه كَانَ متواريا فَكَانَ أَصْحَابه يدْخلُونَ عَلَيْهِ فَإِذا خَرجُوا من عِنْده يَقُول لَهُم: إِن سئلتم عني فَقولُوا: لَا نَدْرِي أَيْن هُوَ فَإِنَّكُم لَا تَدْرُونَ إِذا خَرجْتُمْ إِلَى أَيْن أتحوّل وَإِنَّمَا أتحوّل من / مَوضِع فِي الدَّار إِلَى مَوضِع فِيهَا آخر وكقول غَيره وَأَتَاهُ رجل يَطْلُبهُ فكره الْخُرُوج إِلَيْهِ فأدار دارة وقَالَ: قُولُوا: لَيْسَ 9 / الف هُوَ هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى الدارة [و -] فِي أشباه لهَذَا من المعاريض كَثِيرَة.