هقم: الهَقِمُ: الشديدُ الجوعِ والأَكل، وقد هَقِمَ، بالكسر، هَقَماً،
وقيل: الهَقَمُ أن يُكْثِرَ من الطعام فلا يَتَّخِم. والهِقَمُّ، مثل
الهِجَفّ: الرجلُ الكثير الأَكل. وتَهقَّم الطعامَ: لَقِمَه لُقَماً
عِظاماً مُتتابعة. والهِقَمُّ: البحر. وبحرٌ هِقَمٌّ وهَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ
القعرِ. والهَيْقَمُ: حكاية صوتِ اضطرابِ البحر؛ قال:
ولم يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مِدْعَما،
كالبحرِ يَدْعُو هَيْقَماً فهَيْقَما
والهَيْقَمُ والهَيْقَمانيُّ: الظَّليمُ الطويلُ؛ قال ابن سيده: وأَظن
الضمَّ في قاف الهيْقامانيّ لغةً، الأزهري: قال بعضهم الهَيْقمانيُّ
الطويلُ من كلّ شيء؛ وأَنشد للفقعسي:
منَ الهَيْقَمانيَّاتِ هَيْقٌ، كأَنه
من السِّنْدِ ذو كَبْلَيْنِ أَفْلَتَ من تَبْلِ
وذكره الأَزهري في الرباعي أَيضاً، شبَّه هذا الشاعرُ الظِّليمَ برجل
سِنْديّ أفلت من وَثاقٍ. ويقال: الهَيْقَمُ الرَّغيبُ من كل شيء. ويقال في
الهَيْقَمِ الظليمِ: إنه الهَيْقُ، والميم زائدة. والهَيْقَمُ: صوتُ
ابْتِلاع اللُّقمة. ابن الأَعرابي: الهَقْمُ أَصواتُ شرب الإبل الماء؛ قال
الأَزهري: جعله جمع هَيْقَم وهو حكايةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ، كما قال
رؤبة:
للناس يَدْعُو هَيْقَماً وهَيقَما،
كالبحر ما لَقَّمْتَه تَلَقَّما
وقيل في قوله:
للناس يدعو هيقماً وهيقما
إنه شبَّهه بفَحْلٍ وضربَه مثَلاً. وهَيْقَم: حكاية هَديره، ومَنْ رواه:
كالبحر يدعو هيقماً وهيقما
أَراد حكاية أَمْواجِه؛ وقال أَبو عمرو في قول رؤبة:
يَكْفِيه مِحْرابَ العِدى تهَقُّمُهْ
(* قوله «يكفيه إلخ» صدره كما في التكملة:
«أحمس ورّاد شجاع مقدمة»
والورّاد: الذي يرد حومة القتال يغشاها ويأتيها، ومقدمة: إقدامه،
والمحراب: البصير بالحرب).
قال: وهو قَهْرُه مَنْ يُحارِبُه، قال: وأَصله من الجائع الهَقِم؛
وقوله:
من طُولِ ما هَقَّمَه تَهَقُّمُه
قال: تَهَقُّمُه حِرْصُه وجوعُه.