رثث: الرَّثُّ والرِّثَّةُ والرَّثيثُ: الخَلَق الخَسيسُ البالي من كل
شيء. تقول: ثوبٌ رَثٌّ، وحَبْلٌ رَثٌّ، ورجل رَثُّ الهيئةِ في لُبْسه؛
وأَكثر ما يُستعمل فيما يُلبس، والجمع رِثاثٌ. وفي حديث ابن نَهيكٍ: أَنه
دَخلَ على سَعْدٍ، وعنده متاع رَثٌّ أَي خَلَقٌ بالٍ. وقد رَثَّ الحبلُ
وغيره يَرِثُّ ويَرُثُّ رثاثَة ورُثُوثة، وأَرَثَّ، وأَرثَّه البِلى، عن
ثعلب. وأَرثَّ الثوبُ أَي أَخْلَق؛ قال ابن دريد: أَجاز أَبو زيد: رَثَّ
وأَرَثَّ، وقال الأَصمعي: رَثَّ بغير أَلف؛ قال أَبو حاتم: ثم رجع بعد ذلك
وأَجاز رَثَّ وأَرَثَّ؛ وقول دُرَيد بن الصِّمَّة:
أَرَثَّ جديدُ الحَبْلِ من أُمِّ مَعْبدِ
بعاقبةٍ، وأَخْلَفَتْ كلَّ مَوْعِدِ
يجوز أَن يكون على هذه اللغة، ويجوز أَن تكون الهمزة في الاستفهام دخلت
على رَثَّ. وأَرَثَّ الرجلُ: رًثَّ حَبْلُه، والاسم من كل ذلك
الرِّثَّةُ. ورجل رَثُّ الهَيئة: خَلَقُها باذُّها. وفي خَلْقه رَثاثةٌ أَي
بَذاذَة. وقد رَثَّ يَرُثُّ رَثاثةً، ويرِثُّ رُثوثةً.
والرَّثُّ والرِّثَّةُ جميعاً: رَديءُ المتاع، وأَسْقاطُ البَيْت من
الخُلْقانِ.
وارْتَثَثْنا رِثَّةَ القوم، وارْتَثُّوا رِثَّةَ القوم: جَمَعُوها أَو
اشترَوها. وتُجْمَع الرِّثَّةُ رِثاثاً. والرِّثَّة: خُشارة الناس
وضُعَفاؤُهم، شُبِّهُوا بالمتاع الرديء. وروى عَرْفجةُ عن أَبيه قال: عَرَّفَ
عَلِيٌّ رِثَّةَ أَهلِ النَّهْر، قال: فكان آخِرُ ما بَقِيَ قِدْرٌ، قال:
فلقد رأَيتُها في الرَّحَبة، وما يَغْتَرفُها أَحدٌ. والرِّثَّة: المتاعُ
وخُلْقانُ البيتِ، والله أَعلم. والرِّثَّة: السَّقَطُ من متاع البيت من
الخُلْقان، والجمع رِثَثٌ، مثل قِرْبةٍ وقِرَبٍ، ورِثاثٌ مثلُ رِهْمةٍ
ورِهام. وفي الحديث: عَفَوْتُ لكم عن الرِّثَّة؛ هي متاعُ البيت الدُّونُ؛
قال ابن الأَثير: وبعضهم يرويه الرِّثْية، والصوابُ الرِّثَّة، بوزن
الهِرَّة. وفي حديث النُّعْمان بن مُقَرِّنٍ يومَ نَهاوَنْد: أَلا إِن
هؤٌلاء قد أَخْطَرُوا لم رِثَّة، وأَخْطَرْتم لهم الإِسلامَ؛ وجمعُ الرِّثَّة
رِثاثٌ. وفي الحديث: فجَمَعْتُ الرِّثاثَ إِلى السائب.
والمُرْتَثُّ: الصَّريعُ الذي يُثْخَنُ في الحَرْب ويُحْمَلُ حَيّاً ثم
يموت؛ وقال ثعلب: هو الذي يُحْمَلُ من المَعْرَكة وبه رَمَق، فإِن كان
قتيلاً، فليس بمُرْتَثٍّ. التهذيب: يقال للرجل إِذا ضُربَ في الحَرْبِ
فأُثْخِنَ، وحُمِلَ وبه رَمَق ثم ماتَ: قد ارْتُثَّ فلانٌ، وهو افْتُعِلَ،
على ما لم يُسَمَّ فاعله، أَي حُمِلَ من المعركة رَثيثاً أَي جَريحاً وبه
رَمَقٌ؛ ومنه قولُ خَنْساءَ حين خَطَبَها دريدُ ابن الصِّمَّة، على كِبَرِ
سِنِّه: أَتَرَوْنَني تاركةً بني عَمِّي، كأَنهم عَوالي الرِّماحِ،
ومُرْتَثَّةً شيخَ بني جُشَمٍ؟ أَرادت: أَنه مذ أَسَنَّ وقَرُبَ من الموت
وضَعُف، فهو بمنزلة مَن ؛حُمِلَ من المَعْركة، وقد أَثْبَتَتْه الجراحُ
لضَعْفِه.
وفي حديث كعب بن مالك: أَنه ارْتُثَّ يومَ أُحُدٍ، فجاءَ به الزبيرُ
يَقُود بزِمام راحلته؛ الارْتثاثُ: أَن يُحْمَلَ الجريحُ من المَعْركة، وهو
ضعيف قد أَثْخَنَتْه الجِراح.
والرَّثِيث أَيضاً: الجريح، كالمُرْتَثِّ. وفي حديث زيد بن صُوحانَ:
أَنه ارْتُثَّ يوم الجَمل، وبه رَمَقٌ. وفي حديث أُم سلمة: فرآني
مُرْتَثَّةً أَي ساقطةً ضعيفة؛ وأَصلُ اللفظة من الرَّثِّ: الثوب الخَلَق.
والمُرْتَثُّ، مُفْتَعِل، منه. وارْتَثَّ بنو فلانٍ ناقةً لهم أَو شاةً: نَحَروها
من الهُزال.
والرِّثَّة: المرأَة الحَمقاءُ.