حنتم: الحَنْتَم: جِرارٌ خُضْرٌ تَضرب إِلى الحمرة؛ قال طُفَيْلٌ يصف
سحاباً:
لَه هَيْدبٌ دانٍ كأَن فُروجَه،
فُوَيْقَ الحَصى والأَرْضِ، أَرفاضُ حَنْتَمِ
قال ابن بري: ومنه قول عَمرو بن شَأْس:
رَجَعْتُ إِلى صَدْرٍ كجَرَّةِ حَنْتَمٍ،
إِذا قُرِعَتْ صِفْراً من الماء صَلَّتِ
وقال النعمان بن عَدِيٍّ:
مَنْ مُبْلِغُ الحَْناء أَنَّ حَليلَها،
بمَيْسانَ، يُسْقى من رُخامٍ وحَنْتَمِ؟
والحَنْتَمُ: سحاب، وقيل: سحاب سود. والحَناتم: سَحائب سود لأَن السواد
عندهم خضرة؛ قال أَبو ذؤيب:
سَقى أُمَّ عمروٍ، كلَّ آخرِ ليلةٍ،
حناتمُ سُحْمٌ ماؤُهنَّ ثَجيجُ
والواحدة حَنتمةٌ، وأَصل الحَنْتَمِ
الخضرة، والخضرة قريبة من السواد. وحَنتَمٌ: اسم أَرض؛ قال الراعي:
كأَنكَ بالصحْراءِ من فَوقِ حَنْتَم
تُناغِيكَ، من تحت الخُدُورِ، الجَآذر
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن الدُّبَّاءِ
والحَنْتَم؛ قال أَبو عبيد: هي جِرارٌ حُمْرٌ كانت تُحْمَلُ إِلى المدينة فيها
الخمرُ؛ قال الأَزهري: وقيل للسحاب حَنْتَم وحَناتم لامتلائها من الماء،
شُبِّهَتْ بحَناتم الجِرار المملوءة، وفي النهاية: الحَنْتَمُ جرار مدهونة
خضر كانت تُحْمَلُ الخمرُ فيها إلى المدينة، ثم اتُّسِعَ فيها فقيل
للخَزَف كلِّه حَنْتم، واحدتها حَنْتَمةٌ، وإِنما نهى عن الانتباذ فيها
لأَنها تُسْرِعُ الشدةُ فيها لأَجل دهنها، وقيل: لأَنها كانت تُعْمل من طين
يعجن بالدم والشعر، فنهى عنها ليُمْتنَع من عملها، والأَول الوجه. وفي
حديث ابن العاص: أَن ابن حَنْتَمَةَ بعَجَتْ له الدنيا مِعاها؛ حَنْتَمَةُ:
أُم عمر بن الخطاب،رضي الله عنه، وهي بنت هاشم بن المغيرة.